
مزبلة التاريخ
البارحة شاهدت مسرحية (ضيعة تشرين)؛ التي كتبها الشاعر الكبير محمد الماغوط، وإخراج وبطولة الممثل القدير دريد لحام، وهي مسرحية حققت نجاحاً كبيراً، ونجاح تلك المسرحية أراه الآن أن المسرحية نجحت في ضجيج الدكتاتورية السائدة في تلك الفترة الزمنية، ليس في سوريا فقط وإنما كانت الأنظمة العربية ذات صبغة غامقة إزاء التعبير عما يموج في صدور الناس، والذي لفت انتباهي في المسرحية ترديد: مزبلة التاريخ، وهي الجملة التي كذّبها الواقع، إذ إن ليس للتاريخ مزبلة، فكل ما حدث ويحدث سيدخل إلى حنايا التاريخ حدثاً مساعداً في بناء سجلات التاريخ.. ويبدو أن جملة «مزبلة التاريخ» سوّقها (البلاشفة) في مؤتمرهم الثاني إزاء انسحاب المعارضين لهم، فصاح تروتسكي قائلاً: «إنكم أناس بائسون منعزلون! أنتم مفلسون. انتهى دوركم. اذهبوا إلى حيث تنتمون من الآن فصاعداً، أنتم في مزبلة التاريخ».
وكذلك استخدمها لاحقاً الرئيس الأمريكي ريغان حين قال في خطابه: «إن الحرية والديمقراطية سيخلفان الماركسية واللينينية ستذهب إلى مزبلة التاريخ»، وكذلك استخدمها الرئيس الليبي معمر القذافي موجهاً خطابه للدول التي هاجمت ليبيا عند تنفيذ قرار حظر الطيران، حينها ألقى خطابه الناري: «إنه عدوان... من قبل مجموعة من الفاشيين سينتهي بهم الأمر في مزبلة التاريخ»..
هذه المزبلة لم تظهر إلا متأخراً جدّاً، فقبل ثورة البلاشفة لم يكن للتاريخ مزبلة، ولم نسمع أن التاريخ نظّف غرفه أو قاعاته أو ميادين حروبه أو سِيَر رموزه، نعم كل شيء مضى، بعد مشاركة الجميع في صنع أحداث التاريخ.
ونحن الآن ورثة التاريخ البشري منذ البدء، علينا ألا نصدق أن للتاريخ مزبلةً، وإن توفرت له هذه الأداة، فجزماً أن بناء أحداث التاريخ تم بناؤها على تلٍّ من المزابل!.
أخبار ذات صلة
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


عكاظ
منذ 26 دقائق
- عكاظ
الرسّام.. طبيب نفساني
كنّا أربعة على طاولةٍ واحدة: كوبان من الشاي، وقلقان، وجهاز تحكُّم يتيم يتنقّل بين أيدينا مثل قضية عائلية لم تُحسم. ضحكنا على مشهدٍ تلفزيوني، فصرخ الأب من الغرفة المجاورة كعادته: «ما عندكم مخ؟ ما تفهموا ولا تفكروا؟!». لم يرد عليه أحد. ليس خوفاً، بل لأننا فهمنا الرسالة: الفرح ممنوع ما لم يصدر بختم الأب. كبرنا... ولم نكن ندري أن بعض الآباء يربّون أبناءهم ليكونوا طبعات باهتة من قسوتهم ليس إلّا، ثم يشكون من بهتان الطباعة! كانت الأمّ تحاول ترقيع الشقوق بصوتها الناعم، لكن الصوت الناعم لا يقاوم منجنيقاً من الأوامر الصارمة. كنّا نعرف ترتيب البيت من ترتيب الأهواء. الأكبر مدلّل لأنه على صورة الأب. الأصغر مظلوم لأنه يشبه أمّه في طيبته، وأنا... كنتُ حيادياً جداً، لذلك كنتُ في مرمى الطرفين. مرّت سنوات، وسافرتُ. وجمعتُ من الاغتراب ما لم أجمعه من الدفء. تعلّمتُ كيف أشتري وردة، وكيف أعتذر، وكيف أتكلم دون أن أُقاطع. وحين عدتُ، رمقني باندهاشٍ وهو يرى ملامحي أكثر ليونة، وهمستي أكثر دفئاً، فسألني باستنكار خافت: «ويش فيك وويش صاير لك؟!». فأجبته وأنا أحدّق في عينيه التي لم تعتد النظر طويلاً: «مو صاير شيء يا يبه... بس قلبي تعافى شوي من القسوة التي كسرته، وصار يعرف يحبّ، مثل ما كنت أتمنى تحبّني في يوم». قال أخي الصغير: «أبتِ، أريد أن أدخل قسم الرسم!». فقال أبي: «إن دخلت قسم الرسم، سأرسم على جسدك شوارع بالعقال!»، فدخل بناء على رغبة أبيه الطب، وأصبح طبيباً نفسياً... يعالج أبناءً كبروا على القمع، ويربّتون على قلوبٍ لم تُربَّ إلا بالتوبيخ والتحكم! أخبار ذات صلة


عكاظ
منذ 27 دقائق
- عكاظ
ليلى المطوع: لا أظهر إلا من خلال نتاجي.. وممتنّة لأمين صالح وقاسم حداد
للروائية البحرينية ليلى المطوّع، ثيمة القلق على الطبيعة من تغوّل الإنسان، وهذا جليٌّ في أعمالها وحديثها، تعيش بوعيها مع الأساطير على أنها واقع، لغتها لا تشبه غيرها، تنتقي المفردات كمن يغوص في أعماق البحر ويختار من الأصداف لؤلؤة ساحرة، لا تُهمل حجراً ولا شجراً يمرّ بها أو تمرّ به، تؤمن أن الأرواح تنتسب جميعها إلى خليّة واحدة، تفرح بالأسئلة الموغلة في غرائبيتها، ولا تعلّق الإجابات خلف أبواب المواربة.. هنا نصّ الحوار عن أبرز المحطات والتطلعات لكاتبة لفتت انتباه كبار النقاد: • ما نواة الإبداع التي تُرجعين انطلاقتك الكتابية إليها؟ •• أعتقد أن النواة التي خلقت أي روائي هي الحكاية التي شدّت انتباهه لذلك العالم الموازي، حتى صار جزءاً منه. في طفولتي أهدتني والدتي مفكّرة صغيرة كانت تُوزع كل بداية عام من قِبَل وزارة الدفاع، بها خريطة للعالم، وروزنامة، وتُقسم صفحاتها على حسب اليوم.. فعل الكتابة في مجتمعنا الذي اعتاد الحديث، أو التواصل من خلال الهاتف، أبعدنا عن التدوين، لذلك تأسيسي بدأ من خلال هذه المفكرة التي كنت أدون فيها يومياتي، ومنها انطلق خيالي لأكتب حكايات متخيلة، ثم جاءت فترة (المدونات) و(الفيسبوك) و(تويتر) وبدأت أنشر فيها ما أكتب. • هل من مصادر أدبية وثقافية توفرت لك في سنّ مبكرة؟ •• المكتبة المنزلية هي أول مصدر اعتاشت عليه مخيلة الطفل قبل دخوله المدرسة إلى جانب الحكاية المروية، من حسن حظي أن والدي كان يحب جمع الكتب، خصوصاً حين يسافر إلى لبنان ومصر، لذلك نشأت وسط هذه المكتبة التي كنت أتسلق رفوفها. ووالدتي كانت حكّاءة مفعمة بالخيال، تروي لنا حكايات شعبية، وتوفر لنا المجلات مثل مجلة ماجد، وميكي والعربي. ثم انتقلت لمكتبة المدرسة، والمكتبة العامة. كنت أهرب من حصص تحفيظ القرآن حيث كانت المعلمة هناك متزمتة، غاضبة وناقدة، لأعبر الشارع حيث المكتبة العامة، وهناك وجدت تنوعاً أكبر في الكتب وعوالم أدهشتني وجعلتي أسيرة لها. • ما دور الأسرة في تشكيل وعيك وكتاباتك؟ •• الحكاية التي لا تفارق الأفواه، جداتي الكثر في منزلي الصغير، الحكايات عن العيون الأساطير، والخرافات المغرية والمحفزة للمخيلة، كنّ يجتهدن في أن يشاركن في كل الاحتفالات الشعبية، ولبس (البخنق)، والتزين بـ(المشموم) و(الرازجي). وكانت والدتي تشرف على المسرحيات في المدرسة، فتكتب النص، وتعلمنا التمثيل وتجعلنا نحفظ الأغاني، فهي كانت معلمة، وقريبة جداً من الأدب والمسرح، كما أنها زرعت مدرستنا بأكملها بالأشجار، ما زلت أذكر والدتي وهي تجلس أسفل الأشجار، والأشجار تنمو تحت رعايتها، أما والدي فمات وأنا في عمر السابعة، وترك لي مكتبته، وكانت هي المرشد لي في طريقي. كانت هي الصوت المختلف في عالم واقعي متشابه. • ماذا عن دور المدرسة؟ •• مع الأسف أن النظام التعليمي يخرّج لنا أجيالاً تحفظ بدلاً من أن تفهم، أعتقد أن وجود مكتبة في المدرسة كان هو المتنفس الوحيد لنا. • كيف ترين أثر المكان على التجربة وأنت ابنة المحرّق؟ •• أنا ابنة جزيرة، وتحيط بنا (الحالات)، كان البحر يحتضننا من كل جهة، والطيور البحرية بأصواتها تجعل من المكان جنة. وقرب منزلنا قلعة أثرية، ومزارع ممتدة، و(جواجب) ماء، كان البحر يخطف الأطفال، نفسه البحر الذي حوصر ودفن في فترات لاحقة، كانت والدتي تضعنا في سيارتها تتبع البحر لنرمي له (الحية بية)؛ وهي نبتة صغيرة نقدمها له أضحية، كنا نعرف كل وجوه الماء وتقلباته المزاجية، ونحبه ونخشاه، إننا أهل الجزر، من شكل الماء هويتنا، ثم ابتعد البحر، ولم نعد نرى زرقته، والنوارس التي تقف على الأرصفة وأعمدة الإنارة، تصرخ هنا كان بحري، ولكن كحال العالم، حين تتسع المدن تلتهم الطبيعة. ولكن الطبيعة ليست صامتة، هي موجودة منذ آلاف السنين، ستقاوم وستعود لتأخذ حقها في المكان، أما نحن البشر فحياتنا ووجودنا أقل منها، لذلك تجد في البيوت المهجورة، كيف تتسلل الشجيرات، وتشق برأسها الأحجار، لتعود لتأخذ حقها في المكان. ولكن غرور الإنسان يعميه عن التأمل، انظر كيف يزحف رمل الصحراء على القرى، وكيف يعود البحر أو السيل ليزيح البيوت التي أخذت مكانه. • أليس المتوقع أن تكوني شاعرة لا روائية؟ •• لم التوقع؟ الشعرية تكمن في كل ما يحيط بنا، في ماء النبع وهو يتدفق، في موج البحر موجة موجة، في همسات المحبين، في الليل حين تسير أسفل النجوم، في الغروب والشروق وكل الظواهر الطبيعية، العالم كله مبني على الشعرية، لذلك هي تحيط بنا ومنها يأتي حسّنا الشعري. ولكن إن كان قصدك أن أكتب قصيدة، فلم أجد نفسي في القصائد، أنا ابنة الحكاية، وهي التي أسرتني منذ البدء. • لماذا لم يحظَ العمل الأول «قلبي ليس للبيع» باهتمام كبار كُتّاب البحرين؟ •• ربما لأني كنت مبتعدة عن الوسط، ولا أظهر إلا من خلال نتاجي، حتى العمل الحالي قُرئ قراءات نقدية من قبل نقاد من خارج البحرين، وممتنة بالطبع للروائي الكبير أمين صالح الذي قرأ الرواية والشاعر الكبير قاسم حداد كذلك، فمن خلالهما آمنت أني بين ماءين، بحر أمين الروائي، وبحر قاسم الشعري، وكلاهما من أساطير الماء، وهذا كان من حسن حظي، أني تعرفت على الروائي أمين صالح حين طلب مني الشاعر فواز الشروقي عندما عدت بالنسخ المطبوعة من أبوظبي أن أبعث نسخة من الرواية إلى الروائي أمين صالح، ربما الحواجز الحقيقية في مخيلتنا نحن الشباب، فباب أمين صالح مفتوح للجميع وممتنة له على وقته الذي منحه لي لقراءة العمل والكتابة عنه، لذلك من كتب وعلق على الرواية من البحرين هم هؤلاء الثلاثة إضافة إلى مؤسس الحركة النقدية أحمد المناعي الذي قابلني وقال لي رأيه في العمل. ومؤخراً طلب الروائي أمين صالح نسخة من العمل، وأبدى إعجابه بها، فمثلما قلت، ابتعادي ربما يكون هو السبب. ولكن من يقارن عملي الأول بعملي الثاني كمن يقارن شخصيتي في بداية العشرين بشخصيتي الحالية، ونحن نعرف كيف ينمو الإنسان وتتغير أفكاره، وحتى نتاجه وما يعبر عنه. • هل من تفسير للتوقف عن الكتابة قرابة ثمانية أعوام، إلى أن شاركت في «كم رئة للساحل»؟ •• هل إذا توقف الكاتب عن النشر يعني ذلك أنه توقف عن الكتابة؟ هذا تفسير خاطئ، كنت في عالمي الذي أسسته، أكتب، أبحث، وأقرأ. وحين شاركت في ورشة البوكر عام ٢٠١٦ كانت لدي مخطوطة جاهزة من عمل لم أنشره حتى اليوم، وفصل واحد من رواية (المنسيون بين ماءين)، كانت بلا عنوان في تلك المرحلة، كانت مجرد بذرة، ولكنها نمت حتى أزاحت المخطوط الذي كان جاهزاً، رغم نصيحة المشرفين في الورشة بنشر الرواية لحين الانتهاء من هذا العمل الذي أشار محمد حسن علوان إلى أنها قد تكون روايتك. فتمسكت بهذا الأمر، لم أنشر أعمالاً لا أشعر أني مقتنعة بها فقط لإثبات وجود، أو الاستمرار في النشر ليتضخم رصيدي من الأعمال! لدي الكثير من المسودات التي أعدها تمريناً للكتابة ولا أفكر بنشرها. وهكذا عدت إلى البحرين وأخذت أقرأ حدود الماء، وأتبعه كل صباح.. ولكن لم أكن مستعدة لنشر العمل أو التصريح فقط شاركت بفصل واحد في الكتاب (كم رئة للساحل) بطلب من الجهة التي أشرفت عليه. ولم يكن يكشف الفصل فكرة الرواية، ثم عدت لعالمي حتى عام ٢٠٢٣ حين جهزت المخطوطة القابلة للنشر، هنا قررت إرسالها لأصدقائي وكان ذلك بالتزامن مع إرسالها للناشر، لذلك سمعت الملاحظات، وشكرتهم على حرصهم، ولكن لكل كاتب رؤيته وحق مشروع في الدفاع عن هذه الرؤية، ففي الأخير اسمي هو الذي سيوضع على الرواية. كان لدي الكثير مما علي أن أقوله في مرحلة الشباب، ولكن علمتني الحياة والتمهل كيف أقول هذا الشيء، بعد أن أسرده أكثر من مرة على نفسي، بعد أن أتأمل النص من كل الزوايا المتاحة. • متى بدأ اهتمامك بالبيئة والطبيعة؟ •• البيئة هي الرحم الأول للإنسان، تشكل وعيي في مدينة تجاور البحر، لا بد أني سأتأثر بطبيعة المكان، ثم ما يربطنا أكثر هي الحكايات التي تقال، من قبل الجدات، ماضٍ مدهش بكل خرافاته وأساطيره التي شكلتها طبيعة الأرض، والبحر، ولكن ما زاد من اهتمامي حين انتقلت لمنطقة زراعية، كنت فعلاً أعيش أسفل شجرة كبيرة تغطي سقف البيت، وتحاوطني الأشجار من كل جهة، هنا تغير إحساسي بالوقت، صرت أصف الفصول اعتماداً على الطبيعة، فأقول قبل موسم الأمطار، الذي أعرفه حين ينتقل النحل ويترك الخلية خاوية، وأعرف الشتاء من طيور النحام التي تزور سواحلنا، وأنتظر الطيور الموسمية وأضع لها التمر بين الأغصان، وحين يظهر نجم سهيل أعرف أن الصيف انتهى، كل هذا أثر بي وبلغتي. لكن المدينة التي تتسع تتلهم الأشياء، فتشكل حاجزاً بيننا وبين الطبيعة، التي نحنّ لها ولا ندرك هذا الحنين فقط يظهر من خلال زرعنا شجرة في بيتنا، أو تبنّينا حيواناً أو طائراً أو التنزه في الوديان والشواطئ، لذلك تجد الإنسان حين يشتد حزنه لا يجد إلا البحر يفتح ذراعيه له. أما أهل الصحراء فيختلون بها، وهكذا يبحث الإنسان عن أمه الأولى حين يشتد حزنه، ويشعر برغبة في الصفاء. والطبيعة بكل تقلباتها المزاجية هي الأم التي تربي الإنسان. • أين ومتى شعرت أن الكتابة قدر ومصير؟ •• منذ الطفولة وأنا أرى الكتاب شيئاً عظيماً حين أقلب صفحاته، والكتابة سرداً لحياة أعيشها، التدوين كان طريقة تواصلي مع ذاتي، لأبوح لنفسي قبل الآخر، الكتابة هي إلحاح دائم، ولدي رغبة في تحليل كل ما حولي، وأشعر أني متدفقة بالأفكار، الكتابة جزء من هويتي، وخيالي هو المتنفس لي. • كيف تلقيت ردود الأفعال على روايتك «المنسيون بين ماءين»؟ •• سعيدة وممتنة لكل من منح الرواية الوقت والجهد لاكتشاف عوالم الماء. • كم قراءة قُدّمت عن العمل وما أبرزها؟ •• أعتقد خلال سنة من صدور العمل تجاوزت الرواية الثلاثين مقالاً من خيرة النقاد في الوطن العربي، الذين لم يبخلوا علي باهتمامهم بالعمل والاحتفاء به، وكذلك من روائيين عرب أكنّ لهم جميعاً الاحترام والتقدير وشكلوا جزءاً من ثقافتي في مراحل مبكرة لي، وكنت أقرأ أعمالهم بإعجاب شديد. كما صدر كتاب نقدي بعنوان الغضب الروائي لممدوح رزق يتناول الرواية. • هل تتعمدين الإسقاط السياسي في كتاباتك؟ •• ما معنى السياسة؟ أليست أسلوباً نستخدمه في حياتنا مع كل من نتواصل معه؟ أو نتعامل معه؟ لذلك لا يوجد شيء متعمد، هذا أمر يحدث حين يكتب الكاتب رواية تتضمن شخوصاً، مكاناً، أي عالم متخيل حتى لو تقاطع مع الواقع. ولكن ما نوع السياسة هي أمر يحدده القارئ حسب تأويله وفهمه، وما بداخله من ظنون. • ما سرّ علاقتك بالأحجار؟ •• أحب الجذور، أحب ما في داخل الشيء، ففي العادة أحب الأحجار لأني أشعر أنها من أعماق الأرض، أحب الحجر الذي أجده في مواقع غريبة، في كل بلد أزوره أجمع الأحجار وأعود بها لمكتبتي، حيث بها أحجار، وأشجار ميتة حنطتها بعناية، وأعلقها حتى أرى جذورها، وهي الجزء المفضل لدي في الأشجار، أحب المفردات وأبحث عن معانيها لأنها تكشف الكثير، حتى أسماء المناطق، ويدهشني علم الوراثة، الجينات لأنها تعرّفني كيف وصلنا اليوم إلى ما نحن عليه ككائنات وتفسر لي ما لا يقال علناً، الأمر لا يتعلق بالأحجار هنا، أنا مهتمة بالجذور، نقطة البداية لكل شيء، حتى أني أسجل أول ذاكرة لي، متى بدأ وعيي وفي أي موقف، ولا أكاد أصل إليها إلا من خلال مشاهد عالقة في الذاكرة. • ما انطباعاتك عن تجربتك مع هيئة الأدب في «الشريك الأدبي»، وما الذي خرجت به منها؟ •• تجربة مختلفة، في البداية أسعدني التواصل مع الجمهور السعودي المثقف، على اختلاف المكان، واختلاف ثقافته، المملكة متنوعة للغاية، كنت أحلم بزيارة الجنوب، وتحقق لي هذا الحلم، صعدت إلى النبع في قرية ذي عين، وذهبت إلى رجال ألمع، والخرج حيث كان هناك تلاقٍ مع أساطير الماء لدينا، وتشابه التسميات، المملكة مشروع مغرٍ لكل باحث عن الأساطير والموروث، وفكرة المقاهي الأدبية فكرة رائعة تغير من معنى المقهى، ويصبح وسيلة ثقافية ومعرفية. أشكرهم على هذه الزيارة وممتنة لأن الرواية طبعت في دار نشر سعودية «رشم»، ورؤية المملكة ساهمت في إحياء قطاع النشر والثقافة. أخبار ذات صلة


مجلة سيدتي
منذ ساعة واحدة
- مجلة سيدتي
انطلاق سباق لهيب العُلا بمشاركة أكثر من 500 عدّاء عالمي اليوم
تنطلق اليوم الجمعة 15 أغسطس 2025 نسخة جديدة من سباق " لهيب العُلا"، حيث يخوض أكثر من 500 عدّاء من مختلف دول العالم واحدًا من أبرز السباقات الصحراوية وأكثرها تحديًا في المنطقة، وذلك لمدة يومين. وينطلق السباق الذي يختبر قدرة العدائين المحترفين على تحمّل أعلى درجات الحرارة في ذروة الصيف وسط تضاريس العُلا الطبيعية المتنوعة، التي تشمل الأخاديد الصخرية، والكثبان الرملية، والواحات الخضراء، مرورًا بمعالم تاريخية وطبيعية مميزة، بما يمنح المشاركين تجربة رياضية استثنائية في وجهة تحتفي بجمال الطبيعة وروح المغامرة. لهيب العُلا ينطلق من موقع الحجر ويفتح "لهيب العُلا" المجال أمام جميع المستويات، من العدّائين المحترفين إلى الهواة، عبر أربع مسافات مختلفة هي: 5 كلم، و10 كلم، و21.1 كلم "نصف ماراثون"، و42.2 كلم "ماراثون كامل". وتنطلق المسارات من موقع الحِجر المدرج ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو، فيما يمر الماراثون الكامل بالقرب من قاعة المرايا الأيقونية، وغيرها من المواقع البارزة التي تحتضنها العُلا. ويولى المنظّمون سلامة المشاركين أهميةً كبرى في ظلّ ارتفاع درجات الحرارة، مع توفير الخدمات والمرافق الطبية الشاملة على نطاق واسع للعدّائين؛ تشمل تدابير السلامة المسعفين والممرضين واختصاصي العلاج الطبيعي ومحطات المياه، إلى جانب محطات التجديد المتمركزة في كل نقطة، مع دلاء الثلج والمرطّبات والفاكهة والوجبات الخفيفة. نبذة عن سباق لهيب العُلا ويبرز سباق "لهيب العلا" الصحراوي على قائمة الفعاليات الرياضية لتقويم لحظات العلا للأحداث والفعاليات الممتدة على مدار العام، بما يتيحه من استكشاف المناطق الطبيعية والتاريخية للمدينة، وسط منحدرات الحجر الرملي والواحات الخضراء والمزارع الخصبة. ويعكس السباق التزام العلا بتعزيز التنمية المستدامة لفعالياتها الرياضية، التي تتنوع من استضافة كأس العلا للهجن وكأس خادم الحرمين الشريفين للقدرة والتحمل إلى طواف العُلا للدراجات الهوائية وسباق درب العُلا للجري ضمن تحديات الموسم الشتوي، ما يرسخ مكانتها على الخريطة العالمية بوصفها وجهة لا تُنسى للتجارب الفريدة. يمكنكم متابعة آخر الأخبار عبر حساب سيدتي على .