
الرسّام.. طبيب نفساني
لم يرد عليه أحد. ليس خوفاً، بل لأننا فهمنا الرسالة: الفرح ممنوع ما لم يصدر بختم الأب.
كبرنا...
ولم نكن ندري أن بعض الآباء يربّون أبناءهم ليكونوا طبعات باهتة من قسوتهم ليس إلّا، ثم يشكون من بهتان الطباعة!
كانت الأمّ تحاول ترقيع الشقوق بصوتها الناعم، لكن الصوت الناعم لا يقاوم منجنيقاً من الأوامر الصارمة. كنّا نعرف ترتيب البيت من ترتيب الأهواء. الأكبر مدلّل لأنه على صورة الأب. الأصغر مظلوم لأنه يشبه أمّه في طيبته، وأنا... كنتُ حيادياً جداً، لذلك كنتُ في مرمى الطرفين.
مرّت سنوات، وسافرتُ. وجمعتُ من الاغتراب ما لم أجمعه من الدفء. تعلّمتُ كيف أشتري وردة، وكيف أعتذر، وكيف أتكلم دون أن أُقاطع. وحين عدتُ، رمقني باندهاشٍ وهو يرى ملامحي أكثر ليونة، وهمستي أكثر دفئاً، فسألني باستنكار خافت: «ويش فيك وويش صاير لك؟!».
فأجبته وأنا أحدّق في عينيه التي لم تعتد النظر طويلاً: «مو صاير شيء يا يبه... بس قلبي تعافى شوي من القسوة التي كسرته، وصار يعرف يحبّ، مثل ما كنت أتمنى تحبّني في يوم».
قال أخي الصغير: «أبتِ، أريد أن أدخل قسم الرسم!».
فقال أبي: «إن دخلت قسم الرسم، سأرسم على جسدك شوارع بالعقال!»، فدخل بناء على رغبة أبيه الطب، وأصبح طبيباً نفسياً... يعالج أبناءً كبروا على القمع، ويربّتون على قلوبٍ لم تُربَّ إلا بالتوبيخ والتحكم!
أخبار ذات صلة

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الرجل
منذ 4 ساعات
- الرجل
جورجينا رودريغيز تشارك لحظات موسيقية مع ابنتيها بعد إعلان خطوبتها من كريستيانو رونالدو (فيديو)
نشرت عارضة الأزياء الإسبانية جورجينا رودريغيز، خطيبة نجم كرة القدم كريستيانو رونالدو، مقطع فيديو جديدًا يظهر فيه ابنتيها، إيفا ماريا وألانا مارينا، أثناء تدريبهما على العزف على الآلات الموسيقية، ما لفت انتباه متابعيها على مواقع التواصل الاجتماعي. وجاءت هذه المشاركة بعد إعلان خطوبتها رسميًا من رونالدو، ما زاد من اهتمام الجمهور بلحظاتها العائلية، التي تحرص على مشاركتها مع متابعيها باستمرار. في الفيديو، تظهر ألانا وهي تعزف على الكمان، بينما تجلس إيفا أمام البيانو، تحت إشراف معلمتيهما اللتين تتابعان التدريب خطوة بخطوة. كما يظهر في البداية معلمة إيفا وهي تغني لتوجيهها، قبل أن ترافق معلمة ألانا عزفها على البيانو، ليتناغم العزفان في أداء مشترك يعكس حب الطفلتين للموسيقى، وانضباطهما، ومثابرتهما على التعلم. وعلّقت جورجينا على الفيديو قائلة: "أحب براءتكن، شغفكن بالتعلم، مواهبكن، حماستكن، طريقتكن في حب ما تفعلنه، انضباطكن، وإصراركن على متابعة أحلامكن… أنا معجبة بكن من كل قلبي. سأكون دائمًا سندًا لأحلامكن؛ أنا أكبر مشجعاتكن". وسبق لجورجينا أن شاركت متابعيها مواهب ابنتيها في الجمباز، حيث نشرت صورًا التقطتها أثناء أداء التمارين، مؤكدة حرصها على متابعة تقدّمهما في جميع الأنشطة التي تُحبّانها. كما أشار متابعو جورجينا إلى حرصها الدائم على تنمية مواهب ابنتيها منذ الصغر، حيث تجمع بين الأنشطة البدنية والفنية، ما يعكس اهتمامها بتعليمهما الانضباط والصبر من خلال الرياضة والفن. ويُؤكّد هذا الفيديو الجديد أن الموسيقى أصبحت جزءًا أساسيًا من روتين ابنتي جورجينا اليومي، وهو ما يحرص عليه الوالدان معًا، ليمنحا ابنتيهما فُرصًا متكاملة للنمو الشخصي والفني. يذكر أن إعلان خطوبة جورجينا على كريستيانو رونالدو كان حديث الساعة، حيث كشف النقاب عن الخاتم الضخم الذي تبلغ قيمته حوالي ستة ملايين يورو، ومنذ ذلك الحين أصبحت كل مشاركة لها، مثل هذا الفيديو الموسيقي، محط اهتمام وإعجاب المتابعين، ما يعكس التوازن الذي تحافظ عليه بين حياتها الأسرية وشهرتها العالمية.


عكاظ
منذ 5 ساعات
- عكاظ
الرسّام.. طبيب نفساني
كنّا أربعة على طاولةٍ واحدة: كوبان من الشاي، وقلقان، وجهاز تحكُّم يتيم يتنقّل بين أيدينا مثل قضية عائلية لم تُحسم. ضحكنا على مشهدٍ تلفزيوني، فصرخ الأب من الغرفة المجاورة كعادته: «ما عندكم مخ؟ ما تفهموا ولا تفكروا؟!». لم يرد عليه أحد. ليس خوفاً، بل لأننا فهمنا الرسالة: الفرح ممنوع ما لم يصدر بختم الأب. كبرنا... ولم نكن ندري أن بعض الآباء يربّون أبناءهم ليكونوا طبعات باهتة من قسوتهم ليس إلّا، ثم يشكون من بهتان الطباعة! كانت الأمّ تحاول ترقيع الشقوق بصوتها الناعم، لكن الصوت الناعم لا يقاوم منجنيقاً من الأوامر الصارمة. كنّا نعرف ترتيب البيت من ترتيب الأهواء. الأكبر مدلّل لأنه على صورة الأب. الأصغر مظلوم لأنه يشبه أمّه في طيبته، وأنا... كنتُ حيادياً جداً، لذلك كنتُ في مرمى الطرفين. مرّت سنوات، وسافرتُ. وجمعتُ من الاغتراب ما لم أجمعه من الدفء. تعلّمتُ كيف أشتري وردة، وكيف أعتذر، وكيف أتكلم دون أن أُقاطع. وحين عدتُ، رمقني باندهاشٍ وهو يرى ملامحي أكثر ليونة، وهمستي أكثر دفئاً، فسألني باستنكار خافت: «ويش فيك وويش صاير لك؟!». فأجبته وأنا أحدّق في عينيه التي لم تعتد النظر طويلاً: «مو صاير شيء يا يبه... بس قلبي تعافى شوي من القسوة التي كسرته، وصار يعرف يحبّ، مثل ما كنت أتمنى تحبّني في يوم». قال أخي الصغير: «أبتِ، أريد أن أدخل قسم الرسم!». فقال أبي: «إن دخلت قسم الرسم، سأرسم على جسدك شوارع بالعقال!»، فدخل بناء على رغبة أبيه الطب، وأصبح طبيباً نفسياً... يعالج أبناءً كبروا على القمع، ويربّتون على قلوبٍ لم تُربَّ إلا بالتوبيخ والتحكم! أخبار ذات صلة


عكاظ
منذ 5 ساعات
- عكاظ
«هو الذي ضربني»
برحيل الوالد رحمه الله، اكتملت حلقات الفقد، وتوّجت أحزان العمر المتلاحقة بالوجع المتجدد، كانت والدتي رحلت قبله بسنوات، إلا أن رحيل والدي كان مصادفاً لليوم العالمي للأب لهذا العام. توقفتُ عند لوحة تشير إلى المناسبة، واستعدتُ حينها كل ذكريات عمري مع أبي، وأنا في الخمسين وفي لحظة عدتُ طفلاً، يفتّشُ في صندوق وحافظة ذكرياته؛ وانسابت كل تلك المشاعر لتصب في جدول روح من دفنت جسده منذ أيام. ما زاد في تأجيج عاطفتي، موقف صدر عن ابنتي لمى، التي جاءتني لتشكو لي، من أخيها سلطان الذي يكبرها بثلاثة أعوام، وكما تعرفون شقاوة الأولاد على أخواتهم، جاءت لتقول لي: «هو الذي ضربني». في تلك اللحظة تحديداً، وبما أحمله على كتفي من أحزان منذ أيام العزاء، انفجرت مشاعر ظلت تنمو لخمسة عقود. إنها ذات اللحظة التي كنت فيها فيما مضى أهرب فيها إلى أبي من كل أحد يؤذيني؛ كونه لا سند لي سواه بعد الله. إنها لحظة أدركت فيها ماذا يعني الأب؟ ولكن عقب الرحيل إلى الأبد. ربما تأتي كلمات الوفاء والعرفان متأخرة نوعاً ما عن مناسبة، ويغدو يوم الأب العالمي مناسبة نستعيد فيها المواقف الشجنيّة، ونبعث رسائل ربما لا تصل لآبائنا، لكن من الضروري بعثها، لعل أرواح الآباء تتلقاها. الأب لا تفي كل الكلمات بحق تقديره كما يجب. وماذا يمكننا أن نقول عمّن يبذل من عمره وزهرة روحه وثمرة قلبه من أجل أن يحيا أبناؤه آمنين؛ وإن تذكروه ففي مناسبة عابرة لبعض الوقت، ثم يعودون لانغماسهم في حياتهم ومشاغلهم على أمل إدراك يوم أبٍ عالمي قادم. أخبار ذات صلة