
الكرد في سورية
وقد نشر المقال وسط صخب «الربيع العربي»، عندما انقلب العالم العربي من المغرب إلى المشرق، وتغيّرت مصائر دول وزعامات.
يقول شيخاني إن معظم القوى السياسية الكردية لم تتجرأ طوال تاريخها النضالي السلبي سوى على طرح بضعة مطالب متواضعة لا تتجاوز المطالبة ببعض الحقوق الثقافية، «بل إن كثيراً من تلك الأحزاب لم تتجرأ على المطالبة حتى بحق التحدث بلغة الأم القومية، على الرغم من أن معظم الأحزاب الكردية تدّعي أن عدد السكان الأكراد في البلد يربو على ثلاثة ملايين نسمة (عام 2011)، ويضيف الكاتب أن حجم الأكراد السكاني «كبير لا يتناسب مع تلك المطالب المتواضعة».
ويردف شيخاني أن الكرد في سورية تعرّضوا للقمع، وكانوا الحلقة الأضعف بين أكراد المنطقة، وكان شعار حزب العمال الكردستاني في ترکیا تأسيس دولة كردستان الكبرى، في حين كانت حركة أكراد العراق «أعرق الحركات النضالية في عموم المنطقة»، ورضوا بالحكم الذاتي الذي تطور فيما بعد.
ومن مطالب أكراد سورية، يقول شيخاني بإعطاء حق الحصول على الجنسية السورية لمئات الآلاف من الأكراد السوريين، وهو المطلب الذي تحوّل عبر نصف قرن من الزمن إلى حلم كردي بعيد المنال.
وقد صدر «مرسوم جمهوري الآن» - يقول شيخاني - بإعطائهم هذا الحق، ولكن الأكراد صاروا يطالبون بالاعتراف الدستوري بوجود قوميتين، وإطلاق حرية الأحزاب، وتأسيس إدارة ذاتية، وحلّ مجلس الشعب الحالي، وغيرها من المطالب التي باتت تخيف الكثير من القوى القومية من عرب سورية خشية التقسيم.
وكان من المطالب الكردية إجراء إحصاء سكاني شفاف في عموم البلاد، ومنح الكرد كل الحقوق التي تترتب على ثقلهم السكاني وواقعهم الديموغرافي.
ويضيف شیخاني أن کرد سورية جزء من أكراد المنطقة في تركيا والعراق وإيران. ويقول إن المؤرخين يُرجعون تاريخ وجود الكرد في سورية إلى عهد «امبراطورية ميديا»، التي شملت منطقة الجزيرة الحالية، ثم وقعوا ضحية لاتفاقية سايكس - بيكو.
وعن مناطق الكرد يقول الكاتب:
«ويعيش الأكراد السوريون في مناطق وجودهم الحالية منذ العصور القديمة، وبشكل رئيسي في مدن محافظة الحسكة التي تقع في الشمال الشرقي من سورية على الحدود العراقية - السورية - التركية، إضافة إلى أنهم يقطنون في كل من عفرين والقرى المحيطة بها، وكوباني - عين العرب، في محافظة الرقّة، ولهم وجود ملحوظ في المدن الرئيسة كدمشق، إذ يقدّر عددهم فيها بنحو 300 ألف كردي، موزعين على أحياء وادي المشاريع، وركن الدين، والمزة جبل، إضافة إلى بعض الضواحي الأخرى.
وفي حلب لهم وجود كثيف في الشيخ مقصود والأشرفية، ويبلغ تعداد الأكراد، حسب أكثر الدراسات الكردية 15 بالمئة من تعداد السكان، أي ما يقارب 3 ملايين، ويُعتبرون القومية الثانية في البلاد.
ويتكلم الكرد السوريون اللغة الكردية، وتحديدا اللهجة «الكرمانجية»، لكن الدولة تمنع تعلّم اللغة الكردية وتمنع تعليمها رسمياً، لذلك فإنّ تعلم الأكراد للغتهم الكردية يتم داخل أسرهم، كما أن هناك تضييقاً على ممارسة الكرد لاحتفالاتهم العامة (عید نوروز)، وحتى الخاصة أحياناً، حيث يحتاجون لموافقة الأمن السياسي لإقامة الأفراح في الصالات ومجمعات الأفراح».
وعن صعوبات تعلّم اللغة الكردية الأخرى أنه لا يُسمح للأكراد بفتح المدارس، كما تم تجريد الآلاف من الجنسية السورية.
لقد انتقل ملف الكرد في سورية إلى نظام جديد قيد التشكل حالياً، ولا يمكن التنبؤ باتجاهات تطوّر ملامحه. وقد وُجّه سؤال صحافي إلى السيد فهد الزيباري، المسؤول الكردي الذي زار الكويت للمرة الثالثة، من الإعلامي ناجح بلال: هل أثرت الإطاحة ببشار الأسد على أكراد سورية؟
فأجاب الزيباري: «فرحنا كثيراً عندما ضمت الحكومة السورية الجديدة بعض القيادات الكردية، ونتمنى أن يعم السلام على سورية بشكل عام والأكراد بشكل خاص».
بقي الكثير للحديث عنه في ملف الكرد وكردستان!

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجريدة
منذ يوم واحد
- الجريدة
الأسر الكردية... في دمشق
خصص د. محمد الصويركي كتاباً للحديث عن الكرد في الشام ومصر. «كلمة كردستان هي الاسم الأحب إلى قلوب الأكراد، يشعرهم دائماً بأن لهم وطناً قومياً ذا معالم جغرافية». ويقدر الباحث مساحة كردستان «بحوالي خمسمئة ألف كم أكثرها في ترکیا (230 ألفاً) وفي إيران (125) والعراق (79)... والباقي في سورية، أما السكان فيقدرهم، بسبب عدم وجود إحصاء دقيق، بل منع هذه الدول إجراء أي إحصاء دقيق، فيقدر السكان بما بين 35 و40 مليوناً، منهم 35 مليوناً داخل کردستان، و5 ملايين خارجها، فهم إذن ثالث قومية عرقية في الشرق الأوسط بعد العرب والأتراك. (تاريخ الأكراد في بلاد الشام ومصر، د. محمد الصويركي، عمان - الأردن، 2010، ص 11 - 13). وقد قدرت مجلة Time الأميركية عدد الكرد في أبريل 1991 بما يتراوح بين 14 و28 مليوناً، 5% منهم في سورية، و18% في العراق، و24% في إیران، و52% في تركيا. أما عددهم في دول الغرب وأميركا وبلاد المهجر عموماً فكان آنذاك 5 ملايين، وبخاصة ألمانيا وفرنسا وهولندا والدول الإسكندنافية، والكرد من أقدم شعوب المنطقة ممن عاصروا السومريين، وهذا مبحث لا مجال للخوض في كل تفاصيله هنا. وننتقل مع الباحث إلى تاريخ الكرد في سورية، حيث ترافق وجودهم فيها مع وجود التركمان مع تشاحن وصراعات مستمرة بينهما في الجزيرة والموصل وديار بكر، «قتل بها من الخلق ما لا يحصى، ودامت عدة سنين»، كما يقول المؤرخ ابن الأثير. وكان الكرد طوائف عديدة يشتغل بعضها برعي الأغنام أو بيع الكروم أو غيرها من المهن. ومن «الأسر الدمشقية الكردية»، التي برزت منها شخصيات سياسية واقتصادية واجتماعية كبيرة، يذكر الباحث أسرة «آجيليقين» التي كان جدها من كبار تجار الخيل في الدولة العثمانية، وتولى وزارة الحج وتوفي عام 1896، وأسرة «أغري بوزي»، من أعيان دمشق التي اشتهرت بالثراء، ومن أسر الأكراد الشهيرة بدمشق «بنو الأيوبي» التي برز منها عدد من الإعلاميين وبعض شخصيات الثورة السورية. ومن الأسر الشهيرة «آل بدرخان»، ممن كان أجدادهم أمراء بلاد الأكراد، وقد قدم جدهم بدرخان باشا إلى دمشق بعد عصيانه على الحكومة العثمانية لأجل استقلال الأكراد في بلادهم في عهد السلطان عبدالمجيد، وقد توفي عام 1869 تاركاً ذرية من 41 بين ذكور وإناث! ومن الأسر الكردية «الزركلي» التي اشتهر منها خير الدين محمد ت 1976، صاحب موسوعة «الإعلام» للشخصيات، وصاحب المطبعة العربية ومكتبتها في مصر، ومن الأسر عائلة «الزعيم» التي اشتهر من أبنائها الشيخ رضا، أحد علماء الدین في دمشق، وكان يتولى امتحان طلبة العلم، وحسني الزعيم، صاحب الانقلاب الشهير في سوریة، وأسرة «العابد» والد السيدة نازك 1887 - 1959 من سيدات المجتمع ومنظمة الحركة النسائية، وانشأت مصنعات للسجاد اليدوي في مدرسة بنات الشهداء وأسست مجلة «نور الفيحاء». ومن الأسر الشهيرة في حي الأكراد «ملا رسول»، المتوفي عام 1803 متصرف لواء حوران، وقد ولد له عرفات آغا في موسم الحج على جبل عرفات فسمي به، وإليه نسبت الأسرة، وينسب إلى الأسرة محمد مختار، المولود عام 1936، وهو دكتور في العلوم الجغرافية من لندن، وأطروحته بعنوان «الإعجاز القرآني في العلوم الجغرافية»، ومن الأسر القديمة الشهيرة أسرة «كرد علي»، وأصلهم من «السليمانية» في کردستان العراق، وينتسبون إلى الأكراد الأيوبية، وممن نبغ واشتهر منهم عبدالرزاق، وكان من أهل الوجاهة، وهو والد العلامة «محمد كرد علي»، المتوفى عام 1953، الأديب المعروف ورئيس مجمع اللغة العربية بدمشق، الذي سافر إلى مصر، وأصدر فيها مجلة «المقتبس»، ثم عاد إلى دمشق وتولى وزارة المعارف بین 1920 و1931، ومن أخواته بلقيس من رائدات العمل النسائي، وريمة، رئيسة الندوة الثقافية النسائية بدمشق. ومن أسر الأكراد في دمشق «كفتارو»، حيث هاجر جدهم الملا موسى بن علي نظير أفندي، وكان من كبار علماء الأكراد (ت 1894م)، من بلدة كرمة، على الحدود السورية التركية، ومنه ينحدر د. الشيخ أحمد كفتارو، المفتي العام للجمهورية السورية، ومن الأسر كذلك «الصاحب النقشبندي» من ذرية الشيخ خالد بن أحمد النقشبندي الكردي العثماني (1779 - 1826) شيخ مشايخ الطريقة ممن هاجر إلى دمشق واستقر في «حي القنوات»، ونشر الخلفاء والمريدين في الشام والعراق وبلاد الأناضول، حتى قيل إن عددهم زاد على مئة ألف خليفة ومريد، ومن أبنائه وأحفاده محمد أسعد (ت 1928) شیخ الطريقة ود. محمود أفندي رئيس أطباء دير الزور، ود. محمد عبدالخالق (ت 2002) «بطل الشرق الأوسط في الملاكمة» (ص 129). وآخر الأسر التي يشير إليها الباحث د. الصويركي أسرة «اليوسف»، وكان جدهم محمد بك ابن يوسف من أعيان أكراد «ديار بكر»، من عشيرة الزركلية، أحب تجارة الغنم، واختار دمشق موضعاً لتجارته، فاتسعت ثروته، وجعل منزله منهلاً للقاصد والوارد، وتوفي عام 1843 (ص 129)، ومن سيدات الأسرة زهراء بنت محمد سعيد، زوجة محمد علي العابد، أول رئيس للجمهورية السورية سنة 1939، التي نشأت في قصر السلطان عبدالحميد وكانت من رائدات العمل النسائي.


الجريدة
منذ 2 أيام
- الجريدة
الكرد في سورية
للكاتب الكردي شيرزاد شيخاني مقال قيّم بعنوان «أكراد سورية... صحوة متأخرة» يدرس فيه ضعف تحرّكهم مقارنة بغيرهم من أبناء عمومتهم أو إخوتهم في الدول المجاورة، (راجع «الشرق الأوسط» 2011/4/15). وقد نشر المقال وسط صخب «الربيع العربي»، عندما انقلب العالم العربي من المغرب إلى المشرق، وتغيّرت مصائر دول وزعامات. يقول شيخاني إن معظم القوى السياسية الكردية لم تتجرأ طوال تاريخها النضالي السلبي سوى على طرح بضعة مطالب متواضعة لا تتجاوز المطالبة ببعض الحقوق الثقافية، «بل إن كثيراً من تلك الأحزاب لم تتجرأ على المطالبة حتى بحق التحدث بلغة الأم القومية، على الرغم من أن معظم الأحزاب الكردية تدّعي أن عدد السكان الأكراد في البلد يربو على ثلاثة ملايين نسمة (عام 2011)، ويضيف الكاتب أن حجم الأكراد السكاني «كبير لا يتناسب مع تلك المطالب المتواضعة». ويردف شيخاني أن الكرد في سورية تعرّضوا للقمع، وكانوا الحلقة الأضعف بين أكراد المنطقة، وكان شعار حزب العمال الكردستاني في ترکیا تأسيس دولة كردستان الكبرى، في حين كانت حركة أكراد العراق «أعرق الحركات النضالية في عموم المنطقة»، ورضوا بالحكم الذاتي الذي تطور فيما بعد. ومن مطالب أكراد سورية، يقول شيخاني بإعطاء حق الحصول على الجنسية السورية لمئات الآلاف من الأكراد السوريين، وهو المطلب الذي تحوّل عبر نصف قرن من الزمن إلى حلم كردي بعيد المنال. وقد صدر «مرسوم جمهوري الآن» - يقول شيخاني - بإعطائهم هذا الحق، ولكن الأكراد صاروا يطالبون بالاعتراف الدستوري بوجود قوميتين، وإطلاق حرية الأحزاب، وتأسيس إدارة ذاتية، وحلّ مجلس الشعب الحالي، وغيرها من المطالب التي باتت تخيف الكثير من القوى القومية من عرب سورية خشية التقسيم. وكان من المطالب الكردية إجراء إحصاء سكاني شفاف في عموم البلاد، ومنح الكرد كل الحقوق التي تترتب على ثقلهم السكاني وواقعهم الديموغرافي. ويضيف شیخاني أن کرد سورية جزء من أكراد المنطقة في تركيا والعراق وإيران. ويقول إن المؤرخين يُرجعون تاريخ وجود الكرد في سورية إلى عهد «امبراطورية ميديا»، التي شملت منطقة الجزيرة الحالية، ثم وقعوا ضحية لاتفاقية سايكس - بيكو. وعن مناطق الكرد يقول الكاتب: «ويعيش الأكراد السوريون في مناطق وجودهم الحالية منذ العصور القديمة، وبشكل رئيسي في مدن محافظة الحسكة التي تقع في الشمال الشرقي من سورية على الحدود العراقية - السورية - التركية، إضافة إلى أنهم يقطنون في كل من عفرين والقرى المحيطة بها، وكوباني - عين العرب، في محافظة الرقّة، ولهم وجود ملحوظ في المدن الرئيسة كدمشق، إذ يقدّر عددهم فيها بنحو 300 ألف كردي، موزعين على أحياء وادي المشاريع، وركن الدين، والمزة جبل، إضافة إلى بعض الضواحي الأخرى. وفي حلب لهم وجود كثيف في الشيخ مقصود والأشرفية، ويبلغ تعداد الأكراد، حسب أكثر الدراسات الكردية 15 بالمئة من تعداد السكان، أي ما يقارب 3 ملايين، ويُعتبرون القومية الثانية في البلاد. ويتكلم الكرد السوريون اللغة الكردية، وتحديدا اللهجة «الكرمانجية»، لكن الدولة تمنع تعلّم اللغة الكردية وتمنع تعليمها رسمياً، لذلك فإنّ تعلم الأكراد للغتهم الكردية يتم داخل أسرهم، كما أن هناك تضييقاً على ممارسة الكرد لاحتفالاتهم العامة (عید نوروز)، وحتى الخاصة أحياناً، حيث يحتاجون لموافقة الأمن السياسي لإقامة الأفراح في الصالات ومجمعات الأفراح». وعن صعوبات تعلّم اللغة الكردية الأخرى أنه لا يُسمح للأكراد بفتح المدارس، كما تم تجريد الآلاف من الجنسية السورية. لقد انتقل ملف الكرد في سورية إلى نظام جديد قيد التشكل حالياً، ولا يمكن التنبؤ باتجاهات تطوّر ملامحه. وقد وُجّه سؤال صحافي إلى السيد فهد الزيباري، المسؤول الكردي الذي زار الكويت للمرة الثالثة، من الإعلامي ناجح بلال: هل أثرت الإطاحة ببشار الأسد على أكراد سورية؟ فأجاب الزيباري: «فرحنا كثيراً عندما ضمت الحكومة السورية الجديدة بعض القيادات الكردية، ونتمنى أن يعم السلام على سورية بشكل عام والأكراد بشكل خاص». بقي الكثير للحديث عنه في ملف الكرد وكردستان!


الجريدة
منذ 3 أيام
- الجريدة
أردوغان: 47 عاماً من الإرهاب وصلت مرحلتها الأخيرة
أردوغان: لجنة برلمانية لمناقشة المتطلبات القانونية لنزع سلاح حزب العمال الكردستاني الرئيس التركي: العمليات الإرهابية كلفت تركيا خلال سنوات تريليوني دولار أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، السبت، تشكيل لجنة برلمانية لمناقشة المتطلبات القانونية لعملية نزع سلاح حزب العمال الكردستاني، قائلاً إن «47 عاماً من الإرهاب وصلت مرحلتها الأخيرة». وأضاف الرئيس التركي في خطاب من أنقرة: «التغيرات التي حدثت في سوريا والعراق ساعدتنا في التعامل مع الإرهاب.. تكلفة الإرهاب على تركيا خلال سنوات بلغت تريليوني دولار، والإرهاب أسفر عن مقتل 10 آلاف من أفراد أجهزتنا الأمنية و50 ألف مدني». ومضى أردوغان قائلاً في معرض حديثه عن تخلي حزب العمال الكردستاني عن السلاح: «حاربنا الإرهاب وتقربنا من الإخوة الأكراد وأريناهم أننا نريد مصلحة البلاد ومصلحتهم». وبدأ مقاتلو حزب العمال الكردستاني تسليم أسلحتهم قرب مدينة السليمانية في شمال العراق، الجمعة، في خطوة رمزية لكنها مهمة في الصراع الممتد منذ عقود بين تركيا والجماعة المحظورة. وأحرق 30 مسلحاً من حزب العمال الكردستاني أسلحتهم عند مدخل كهف في شمال العراق، الجمعة، في خطوة رمزية لكنها مهمة نحو إنهاء تمرد مستمر منذ عقود ضد تركيا. وقرر حزب العمال الكردستاني، الذي خاض صراعاً دامياً مع الدولة التركية منذ 1984، في مايو الماضي، حل نفسه وإنهاء صراعه المسلح بعد دعوة علنية من زعيمه المسجون منذ فترة طويلة عبد الله أوجلان. وبعد سلسلة من جهود السلام التي لم تكلل بالنجاح، يمكن أن تمهد المبادرة الجديدة الطريق أمام أنقرة لإنهاء التمرد الذي أودى بحياة أكثر من 40 ألف شخص وتسبب في عبء اقتصادي ضخم وأثار توتراً اجتماعياً، وأحدث انقسامات سياسية عميقة في تركيا وفي المنطقة.