
خطاب المفتي الشيخ عبد اللطيف دريان الرافض للإقصاء والتهميش السني
يتميّز سماحة المفتي الشيخ الدكتور عبد اللطيف دريان بثقافة دينية واسعة ورؤية استراتيجية ثاقبة تجمع بين العلم الشرعي والمصالح الوطنية. تعكس كلماته مبادئ 'المواطنة الشاملة' وقيم العدالة والمساواة بين اللبنانيين، فقد أكّد مؤخراً أن «أي تهميش للمسلمين السنة في لبنان أمر مرفوض». إن خطاب الشيخ دريان ليس نظرياً فحسب، بل يجسّد فهماً عملياً عميقاً لتحديات لبنان، منطلِقاً من الشريعة الإسلامية ومبادئ المواطنة لبناء حلول وطنية تنويرية. ومن هذا المنطلق، ينظر إليه كمفكر إسلامي وعربي يجمع بين الأصالة والمعاصرة، يمتلك القدرة على استشراف المستقبل في سبيل تعزيز وحدة لبنان واستقراره.
مرجعية وطنية ودينية جامعة
يُعَدّ المفتي دريان مرجعاً دينياً ووطنياً فريداً في المشهد اللبناني، حاملاً همّ أهل السنة وأهالي بيروت معاً. كما يجمع بين المعرفة الشرعية والخبرة السياسية مما يؤهّله لتقديم قراءة متوازنة للأزمات الداخلية. فقد شدّد في خطاباته أن حماية حقوق المسلمين السنة حجر أساس لاستقرار النسيج الوطني، مؤكّداً أن «لا دولة في لبنان بدون المسلمين والمسيحيين… وأي تهميش أو استبعاد للمسلمين السنة أمر مرفوض». إنّ هذه العبارة تؤصّل مبدأ الشراكة الوطنية وتدحض تصوّراً يقلّل من دور أهل السنة في بناء الدولة. وبنفس القدر شدّد المفتي على أن دار الفتوى ستظل ضميراً للمجتمع كله، كما عبّر قائلاً: «نحن في دار الفتوى مؤتمنون أمام الله… ولن نتخلّى أبداً عن هذا الواجب». يعكس هذا الخطاب المزدوج التزام المفتي دريان بأن الدفاع عن حقوق أهل السنة جزء لا يتجزّأ من الدفاع عن حقوق جميع اللبنانيين، وأن دار الفتوى لن تذخر جهداً في تحقيق العدالة والمساواة الوطنية.
أبعاد خطاب الوحدة ورفض الإقصاء
إن خطاب المفتي دريان يأتي بمثابة خارطة طريق لتعزيز الوحدة الوطنية ونبذ أي شكل من أشكال الإقصاء. فهو لا يكتفي بالخطابات الدينية، بل يحوّلها إلى مبادئ واضحة تسعى إلى بناء مجتمع متماسك يعلي من شأن العدالة بين المكونات. وقد أكد بوضوح أن «أي تهميش للمسلمين السنة… أمر مرفوض»، مشدداً على أن قوة لبنان تكمن في تنوّعه، وأن استهداف أي شريحة سيقوّض أمن واستقرار الدولة. وإن هذه الرسالة تستهدف جميع الأطراف السياسية؛ فهي تذكير صارخ بأن الشراكة الوطنية هي السبيل الوحيد للحفاظ على تماسك الوطن، وأن فرض أي تهميش على أحد المكوّنات سيؤدي حتماً إلى زعزعة أسس الدولة.
دور دار الفتوى وحقوق أهل السنة
ترتقي رسالة المفتي دريان إلى ما هو أبعد من المنظور الديني التقليدي، لتشمل الدور الوطني والاجتماعي لدار الفتوى. فدار الفتوى تحت قيادته باتت حصناً لحماية حقوق المسلمين السنة في مختلف المجالات المدنية والسياسية. فقد وجّه الشيخ دريان رسالة حازمة مفادها أن مهمته لا تقتصر على إصدار الفتاوى، بل تتعداها إلى الحفاظ على الحقوق والمشاركة في المسار الوطني، قائلاً: «نحن في دار الفتوى مؤتمنون أمام الله… لأننا سنحافظ على اللبنانيين جميعاً، ولن نتخلّى أبداً عن هذا الواجب». هذه العبارة تؤكّد أن دار الفتوى ستظل صوتاً قوياً للدفاع عن مصالح أهل السنة والتمسك بمبدأ المساواة. إذ إن حماية حقوق هذه الشريحة هي بلا شك جزء من حماية حقوق الجميع؛ ويعمل بذلك على تعزيز بناء دولة قوية قائمة على المواطنة الصالحة والتعاون بين كافة أبنائها.
الحكمة والصبر في مواجهة التحديات
ينتهج المفتي دريان أسلوباً متزناً يجمع بين التريث والحزم في آن واحد. فهو لا يندفع إلى رفع الصوت بسرعة، بل يمنح الفرصة لإصلاح الأمور سلمياً، مع الاحتفاظ بخطوط حمراء واضحة. وبيّن ذلك قائلاً: «نتريث في بعض الأحيان في رفع الصوت… استبشرنا خيراً في إنجاز الاستحقاق الرئاسي… ولكن نحن بانتظار الإنجازات، نريد أن يلمس المواطن ما وُعد به في خطاب القسم وفي البيان الوزاري… نريد أن نشعر نحن اللبنانيون أننا نعيش في دولة المؤسسات والقانون». حيث يكشف هذا الموقف التوازن الدقيق بين الصبر الاستراتيجي والعزيمة السياسية؛ فهو يمنح فرصة للحوار والتفاهم مع تأكيد الاستعداد للدفاع الحازم عن الحقوق إذا ما تم تجاوزها. وبهذا الأسلوب الحكيم، يظل المفتي دريان لاعباً فاعلاً في المشهد الوطني، يسعى لتأثير إيجابي على مجريات الأحداث دون الاستسلام لليأس أو التمادي في الانقسام.
الاستحقاق الرئاسي والإصلاح الجذري
تناول مفتي الجمهورية موضوع الاستحقاقات الدستورية والإصلاح بوضوح مماثل. فبعد الإعراب عن سروره بتشكيل العهد الجديد، ركّز المفتي دريان على ضرورة تحويل الأرقام البيانية إلى واقع ملموس من الإنجازات. فقد حذّر بأن الشعب اللبناني «ما زال في انتظار الإنجازات الموعودة في خطاب القسم والبيان الوزاري». ولذا، يصبّ الخطاب الديني الوطني الذي يلقيه في إطار دعوته إلى إصلاح المؤسسات بشكل جذري. ولقد شدّد على أن لبنان بحاجة إلى دولة المؤسسات والقانون، وأن المبادئ القائمة على فصل السلطات والشفافية وسيادة القانون يجب أن تطبّق دون استثناء. وعبّر في هذا السياق عن تفاؤل حذر قائلاً: «نبقى شديدي الأمل، ونتطلع إلى أن يكون النهج الجديد للحكومة ورئيسها فاعلاً حقاً في الإصلاح وصنع الجديد والمتقدّم». حيث تعكس هذه الدعوات رؤيته إلى أن معالجة الأزمة الاقتصادية والمعيشية تكمن في إرادة سياسية للتغيير والإصلاح الهيكلي. كما أن تركيزه على الإصلاح الجذري يدلّ على إدراكه بأن المعضلات الراهنة تتطلب معالجة شاملة وشجاعة وطنية، مما يجعله داعماً واضحاً لكل جهد يرمي إلى بناء دولة عادلة وكفوءة.
اللقاء الموسّع والتواصل
استجابة لتحديات المرحلة، أعلن المفتي دريان تنظيم «لقاء موسّع» في دار الفتوى يجمع الهيئات والفعاليات والأحزاب المختلفة تحت شعار «الهمّ السني والبيروتي أمام الجميع». حيث تستهدف هذه المبادرة توحيد الصفوف السنّية وتنسيق الجهود في مواجهة القضايا المشتركة، فضلاً عن إيصال صوتهم بوضوح إلى باقي المكوّنات. كما يرى الشيخ دريان أن قوة كل طائفة تكمن في تماسك أفرادها، وأن التشتّت يضعف من القدرة على التأثير في المشهد السياسي. وقد أكد أيضاً الاهتمام الخاص بأهل بيروت وخدماتهم قائلاً: «المطلوب لأهل بيروت الكثير الكثير من الخدمات… لا يأس مع الأمل». ومن خلال هذه الخطوة، تؤكد دار الفتوى دورها كمنصّة وطنية جامعة للحوار، تستوعب مختلف الآراء والاتجاهات ضمن رؤية وطنية شاملة. وهذا الموقف يعزز مكانتها كرافد أساسي في بناء جسر تواصل بين مكونات لبنان المختلفة، بما يسهم في زيادة التماسك والوحدة الوطنية.
صوت العدل والمساواة
في ضوء ما سبق، يبرز سماحة المفتي الشيخ عبد اللطيف دريان كأحد الفاعلين القلائل القادرين على مزج الحسّ الديني الوطني بالانتماء الوطني الشامل. فإن موقفه الثابت تجاه قضايا أهل السنة واستعداده للحوار المفتوح مع مختلف الأطراف يرسّخان لمبدأ الشراكة الوطنية الحقيقية. فمواقفه لا تنطلق من منظور طائفي ضيق، بل من رؤية شاملة تستهدف المصلحة العليا للوطن. حيث يؤمن بأن لبنان لا يمكن أن ينعم بالأمن والاستقرار إلا عندما تنعم جميع مكوناته بالعدالة والمساواة. وعليه، فإن دعوته هذه هي دعوة لكل الأطراف السياسية لتحمّل مسؤولياتها والعمل معاً على بناء دولة قوية وعادلة تضمن حقوق جميع أبنائها دون تمييز. كما يبقى الشيخ دريان صوت الحكمة والضمير الوطني الذي يسعى إلى بناء لبنان مزدهر ومستقر، تعمّه قيم العدالة والمواطنة الصالحة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


بيروت نيوز
منذ 3 ساعات
- بيروت نيوز
حسم ملكية مزارع شبعا بعد تحريرها
كتبت لينا فخر الدين في' الاخبار': بعد أكثر من 20 عاماً على آخر زيارة له لسوريا عندما كان رئيساً للمحاكم الشرعية السنية، كسر مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان القطيعة مع «الشام» بزيارة قصيرة السبت الماضي، مع وفد من مفتي المناطق، توّجت بلقاء استمر نحو ساعة و20 دقيقة مع الرئيس السوري أحمد الشرع. وإذا كان اللقاء أتى مفاجئاً في توقيته، إذ إن دريان كان قد طلب الموعد قبل أسابيع من دون أن يكون لدى دار الفتوى جدول أعمال محدّد، فإن كلام الشرع المحضّر سلفاً كشف عن الأسباب التي دفعته إلى استقبال الوفد في هذا التوقيت تحديداً، فيما نشر الإعلام العبري بالتوازي مع الزيارة تقارير تفيد عن مطالبة دمشق بضم طرابلس إلى سوريا. وكان بارزاً خلال اللقاء أن جميع أعضاء الوفد المرافق ألقوا كلمات مقتضبة، بمن فيهم دريان الذي شدّد على أهمية دور دار الفتوى في نشر الإسلام الوسطي، بينما استأثر الشرع بمعظم الوقت في سردية بدأها من زيارة النائب السابق وليد جنبلاط لدمشق، والتي وصفها بأنها «كانت نوعية ورافعة للحفاظ على الوجود الدرزي»، وصولاً إلى الحديث عن التطبيع مع العدو الإسرائيلي مروراً بملكية مزارع شبعا، ما يوحي بأنه أراد تحميل الزيارة رسائل ومواقف إلى الجانب اللبناني. ويبدو ان الشرع تجنب التطرق الى ملفات سياسية حساسة، لكن مفتي حاصبيا ومرجعيون الشيخ حسن دلي تطرق الى ملف مزارع شبعا، فأكد انها ارض لبنانية، وتحدث عن امتلاك الأوقاف اللبنانية نحو 30 مليون متر مربّع داخل هذه المزارع، فردّ الشرع أنه «في الوقت الحالي لا يمكننا الحديث عمّا إذا كانت هذه المزارع لبنانية أو سورية طالما أنها لم تتحرّر من إسرائيل، وبعد التحرير سنناقش الأمر، ولكن لن تكون هناك مشكلة بيننا، فإذا ثبتت ملكيتها لنا فهي لكم، والعكس صحيح». ومن خارج السياق، تحدّث الرئيس السوري عن قضية الموقوفين الإسلاميين في السجون اللبنانية، فأعرب عن استيائه من بقاء القضية معلّقة من دون حل «خصوصاً أنه لا مبرّر لتوقيفهم طالما أنهم كانوا يحاربون النظام الذي سقط وانتصرت ثورة الشعب»، مشيراً إلى أن وزير خارجية سوريا سيزور قريباً لبنان للبحث في الأمر «لأن هذه القضية تحتاج إلى حل سريع». وتطرّق الشرع إلى العلاقة مع اللبنانيين، إذ قال: «إننا نريد أن تكون لنا علاقة مع جميع المكونات اللبنانية، ولن نعمد إلى نبش الماضي أو الثأر أو حتى السؤال عن أسباب مقاتلتهم في سوريا، وإنما عمدنا إلى قلب الصفحة». وتطرق الشرع إلى نظرته إلى بناء الدولة السورية ونهضتها والعمل على وأد الفتن، خصوصاً الفتن الطائفية.


IM Lebanon
منذ 3 ساعات
- IM Lebanon
مخزومي: لضرورة الالتزام بالقرارات الدولية
عقد 'منتدى حوار بيروت'، اجتماعه الدوري في دارة النائب فؤاد مخزومي، للتشاور في آخر التطورات في البلد والبحث في شؤون العاصمة وقضايا أهلها. وافتتح النائب مخزومي اللقاء بعرض لآخر التطورات السياسية، مؤكداً 'ضرورة الالتزام بالقرارات الدولية، وبخاصة القرارين 1559 و1701 بكل مندرجاته، وضرورة تعامل السلطة مع ما التزمت به في خطاب القسم أو البيان الوزاري بجدية أكبر، وتحديداً لجهة حصرية السلاح بيد الدولة نزع السلاح من كافة الأطراف الأمر الذي يشكل بوابة العبور لكل القضايا وتحديداً الإصلاح النقدي وإعادة الإعمار'. وثمن المنتدى 'زيارة مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان دمشق ولقائه الرئيس السوري أحمد الشرع'، معتبراً أن 'الزيارة بالشكل والمضمون هي زيارة تاريخية تكرس العلاقات المميزة التي تربط البلدين'. كما ورأى في كلمة المفتي دريان في مسجد محمد الأمين في مناسبة تكريم حجاج بيت الله الحرام 'وثيقة وطنية إسلامية'، واعتبار ما جاء فيها 'برنامج عمل للمنتدى في الأيام المقبلة لإعادة ترسيخ الشراكة الوطنية'. وأشار المنتدى إلى أنه سيزور المفتي دريان ليشد على يده ويثمن المواقف التي أعلن عنها. وكذلك أكد المجتمعون 'ضرورة قيام الحكومة بالتعامل في شكل حازم مع مسألة حصرية السلاح بيد الدولة وحدها، حيث لا يمكن لدولة ذات سيادة أن تسمح بسلاح على أرضها غير سلاح القوى العسكرية الرسمية'. وشددوا على أن 'السنّة في لبنان هم عماد الدولة والدستور، وكل المحاولات الساعية لشيطنتهم لن تنجح وأن التنظيمات الإرهابية موجودة في عقول المتآمرين أصحاب الأجندات الخارجية'. ودعا المنتدى وزارة الداخلية والبلديات إلى 'تكثيف حضور شرطة السير في شوارع بيروت، وبخاصة في أوقات الذروة في فصل الصيف تسهيلاً لتنقل المواطنين، حيث يلاحظ غياب شرطة السير عن كثير من المفارق والشوارع'. كما ودعا إلى 'تقديم إخبار بفي حق مدير عام مصلحة مياه بيروت وجبل لبنان. أولاً، على سوء الإدارة حيث يتم تحصيل مئات المليارات بدل اشتراكات مياه ولا تصل المياه إلى المشتركين. وثانياً، على إهدار مياه المصلحة عبر موافقته على تمويل سدّ جنّة في منطقة نهر ابراهيم بمبلغ 250 مليون دولار، على رغم أن مياه السدّ مخصصة لمنطقتي كسروان جبيل كما كان قد أعلن وزير الطاقة في حينها النائب جبران باسيل'. وأعلن المنتدى أنه سيزور رئيس بلدية بيروت المهندس ابراهيم زيدان.


صدى البلد
منذ 4 ساعات
- صدى البلد
المحافظ ورموز بورسعيد يقدمون التعازي للمطران في وفاة القمص بطرس الجبلاوي
قدم اللواء محب حبشي محافظ بورسعيد و جميع قيادات ورموز المحافظة ، واجب العزاء مساء اليوم الأربعاء للانبا تادرس مطران محافظه بورسعيد وضواحيها و ولجميع كهنه إيبراشية المحافظة ، فى وفاة شيخ كهنة بورسعيد القمص بطرس الجبلاوي، وذلك خلال العزاءالذي أقيم بكنيسه مارجرجس بشارع محمد علي. وكانت قد سادت حالة من الحزن الشديد بين جميع أهالي بورسعيد من المسلمين والمسيحين على حد السواء منذ أمس ، بعد وفاه القمص بطرس الجبلاوي كاهن كنيسة مارجرجس ببورسعيد و الذي يعتبر من اهم الرموز الدينيه والوطنيه بالمحافظه الباسله، حيث وافته المنية بالولايات المتحدة الأمريكية بعد مشوار حافل من العطاء والأدوار الوطنية الجليلة. وكان من أبرز الحضور النائب عادل لمعى عضو مجلس الشيوخ عن محافظه بورسعيد ، ووفد من قساوسة الكنيسه الانجيلية والمطران نارجيسوس مطران طائفة الروم الأرثوذكس ببورسعيد، والشيخ يوسف شمس الدين مدير منطقة وعظ بورسعيد الأزهرية ، بجانب لفيف من شيوخ منطقة وعظ بورسعيد الأزهرية وممثلو الأوقاف. حبشي ورموز الباسلة يقدمون التعازي لمطران بورسعيد في وفاة القمص بطرس الجبلاوي كما شارك في تقديم واجب العزاء سمر موافي رئيس حى الشرق ببورسعيد ، ولفيف من رجال الاعمال ورموز الشارع البورسعيدي مثل المهندس ورجل السياحه علي جبر ، و المهندس محمد السيد ، والدكتور طاهر الصرفي استاذ دكتور التحاليل الطبيه، هذا بالاضافه الى لفيف من القيادات التنفيذيه والشعبيه والحزبيه من اهالي بورسعيد. وشهد العزاء، حالة من الحزن الشديد والبكاء من كل محبين القمص بطرس الجبلاوي الراحل ، والذي كان يتمتع بشعبيه كبيره لدى المسيحيين والمسلمين على حد السواء وبالاخص الكبار سنا، لدور البطولي في فتره المقاومه الشعبيه ببورسعيد عام 1956 ، مرورا بفترات الحروب 1967 و 1973 ، حيث كان يخطب الكاهن الراحل في الناس ويحفزهم للدفاع عن الوطن ضد العدو. وتقدم اللواء محب حبشي، محافظ بورسعيد باسمه واسم جميع أهالي بورسعيد بخالص التعازي في وفاة القمص بطرس الجبلاوي مؤكدا بأن القمص الراحل كان مثالًا يحتذى به في الوطنية والإخلاص وقد ارتبط اسمه بمحطات مضيئة في تاريخ الوطن وكان نموذجًا مشرفًا للانتماء والوطنية. واستكمل: 'القمص بطرس الجبلاوي كان رجل مصري عاشق للوطن من طراز فريد ، ومثال حقيقي على الوحدة الوطنية، حيث كانت من أبرز مشاركته الوطنية الوقوف على منبر المسجد العباسي كخطيب في الناس خلال حرب 1956، في مشهد تاريخي يجسد أسمى معاني الوحدة الوطنية ، كما أنه شارك في حمل السلاح مع أبطال المقاومة الشعبية'. وكان في استقبال محافظ بورسعيد اللواء محب حبشي وجميع الحضور، الأنبا تادرس مطران بورسعيد وضواحيها موجها للجميع أسمى معاني التقدير والاحترام لمشاركتهم في تقديم واجب العزاء. ووجه الأنبا تادرس مطران بورسعيد العزاء لعائلة الراحل القمص بطرس الجبلاوي ولكل محبيه ، داعيا الله أن يمنح للجميع الصبر والتعزية على ألم الفقدان. كما أكد القس أرميا فهمي المتحدث الاعلامي باسم مطرانيه الاقباط الارثوذكس ببورسعيد أن ذكرى القمص بطرس الجبلاوي ستظل ذكرى محبه وخير على مر السنوات ، حيث كان خطيباً مفوهاً واسع المدارك و حكيماً وله فى قلوب ابناء بورسعيد مقدار ومكانه. جدير بالذكر أن كنسية مارجرجس ببورسعيد استمرت يومين في إستقبال العزاء في وفاة القمص بطرس الجبلاوي كاهن الكنيسة ، بمجرد إعلان وفاته في الولايات المتحدة الأمريكية ، ومن المرتقب أن يصل الجثمان لبورسعيد للدفن في مسقط رأسه بعد قرابة أسبوع أو عشرة أيام. والقمص بطرس الجبلاوي قدولد عام 1932، وتمت رسامته كاهنًا عام 1954 عن عمر 22 عامًا، بعد أن لفت الأنظار بنبوغه وثقافته وحبه للناس، وعلى مدى 75 عامًا، خدم الكنيسة بوفاء، ونشر قيم الخير والمحبة،كما كان عضو فى المجلس التنفيذى لمحافظه بورسعيد وظل رمزا للمحبة حتى وافته المنية في الولايات المتحدة الأمريكية عن عمر ناهز 93 عامًا.