logo
خطاب المفتي الشيخ عبد اللطيف دريان الرافض للإقصاء والتهميش السني

خطاب المفتي الشيخ عبد اللطيف دريان الرافض للإقصاء والتهميش السني

المحامي أسامة العرب
يتميّز سماحة المفتي الشيخ الدكتور عبد اللطيف دريان بثقافة دينية واسعة ورؤية استراتيجية ثاقبة تجمع بين العلم الشرعي والمصالح الوطنية. تعكس كلماته مبادئ 'المواطنة الشاملة' وقيم العدالة والمساواة بين اللبنانيين، فقد أكّد مؤخراً أن «أي تهميش للمسلمين السنة في لبنان أمر مرفوض». إن خطاب الشيخ دريان ليس نظرياً فحسب، بل يجسّد فهماً عملياً عميقاً لتحديات لبنان، منطلِقاً من الشريعة الإسلامية ومبادئ المواطنة لبناء حلول وطنية تنويرية. ومن هذا المنطلق، ينظر إليه كمفكر إسلامي وعربي يجمع بين الأصالة والمعاصرة، يمتلك القدرة على استشراف المستقبل في سبيل تعزيز وحدة لبنان واستقراره.
مرجعية وطنية ودينية جامعة
يُعَدّ المفتي دريان مرجعاً دينياً ووطنياً فريداً في المشهد اللبناني، حاملاً همّ أهل السنة وأهالي بيروت معاً. كما يجمع بين المعرفة الشرعية والخبرة السياسية مما يؤهّله لتقديم قراءة متوازنة للأزمات الداخلية. فقد شدّد في خطاباته أن حماية حقوق المسلمين السنة حجر أساس لاستقرار النسيج الوطني، مؤكّداً أن «لا دولة في لبنان بدون المسلمين والمسيحيين… وأي تهميش أو استبعاد للمسلمين السنة أمر مرفوض». إنّ هذه العبارة تؤصّل مبدأ الشراكة الوطنية وتدحض تصوّراً يقلّل من دور أهل السنة في بناء الدولة. وبنفس القدر شدّد المفتي على أن دار الفتوى ستظل ضميراً للمجتمع كله، كما عبّر قائلاً: «نحن في دار الفتوى مؤتمنون أمام الله… ولن نتخلّى أبداً عن هذا الواجب». يعكس هذا الخطاب المزدوج التزام المفتي دريان بأن الدفاع عن حقوق أهل السنة جزء لا يتجزّأ من الدفاع عن حقوق جميع اللبنانيين، وأن دار الفتوى لن تذخر جهداً في تحقيق العدالة والمساواة الوطنية.
أبعاد خطاب الوحدة ورفض الإقصاء
إن خطاب المفتي دريان يأتي بمثابة خارطة طريق لتعزيز الوحدة الوطنية ونبذ أي شكل من أشكال الإقصاء. فهو لا يكتفي بالخطابات الدينية، بل يحوّلها إلى مبادئ واضحة تسعى إلى بناء مجتمع متماسك يعلي من شأن العدالة بين المكونات. وقد أكد بوضوح أن «أي تهميش للمسلمين السنة… أمر مرفوض»، مشدداً على أن قوة لبنان تكمن في تنوّعه، وأن استهداف أي شريحة سيقوّض أمن واستقرار الدولة. وإن هذه الرسالة تستهدف جميع الأطراف السياسية؛ فهي تذكير صارخ بأن الشراكة الوطنية هي السبيل الوحيد للحفاظ على تماسك الوطن، وأن فرض أي تهميش على أحد المكوّنات سيؤدي حتماً إلى زعزعة أسس الدولة.
دور دار الفتوى وحقوق أهل السنة
ترتقي رسالة المفتي دريان إلى ما هو أبعد من المنظور الديني التقليدي، لتشمل الدور الوطني والاجتماعي لدار الفتوى. فدار الفتوى تحت قيادته باتت حصناً لحماية حقوق المسلمين السنة في مختلف المجالات المدنية والسياسية. فقد وجّه الشيخ دريان رسالة حازمة مفادها أن مهمته لا تقتصر على إصدار الفتاوى، بل تتعداها إلى الحفاظ على الحقوق والمشاركة في المسار الوطني، قائلاً: «نحن في دار الفتوى مؤتمنون أمام الله… لأننا سنحافظ على اللبنانيين جميعاً، ولن نتخلّى أبداً عن هذا الواجب». هذه العبارة تؤكّد أن دار الفتوى ستظل صوتاً قوياً للدفاع عن مصالح أهل السنة والتمسك بمبدأ المساواة. إذ إن حماية حقوق هذه الشريحة هي بلا شك جزء من حماية حقوق الجميع؛ ويعمل بذلك على تعزيز بناء دولة قوية قائمة على المواطنة الصالحة والتعاون بين كافة أبنائها.
الحكمة والصبر في مواجهة التحديات
ينتهج المفتي دريان أسلوباً متزناً يجمع بين التريث والحزم في آن واحد. فهو لا يندفع إلى رفع الصوت بسرعة، بل يمنح الفرصة لإصلاح الأمور سلمياً، مع الاحتفاظ بخطوط حمراء واضحة. وبيّن ذلك قائلاً: «نتريث في بعض الأحيان في رفع الصوت… استبشرنا خيراً في إنجاز الاستحقاق الرئاسي… ولكن نحن بانتظار الإنجازات، نريد أن يلمس المواطن ما وُعد به في خطاب القسم وفي البيان الوزاري… نريد أن نشعر نحن اللبنانيون أننا نعيش في دولة المؤسسات والقانون». حيث يكشف هذا الموقف التوازن الدقيق بين الصبر الاستراتيجي والعزيمة السياسية؛ فهو يمنح فرصة للحوار والتفاهم مع تأكيد الاستعداد للدفاع الحازم عن الحقوق إذا ما تم تجاوزها. وبهذا الأسلوب الحكيم، يظل المفتي دريان لاعباً فاعلاً في المشهد الوطني، يسعى لتأثير إيجابي على مجريات الأحداث دون الاستسلام لليأس أو التمادي في الانقسام.
الاستحقاق الرئاسي والإصلاح الجذري
تناول مفتي الجمهورية موضوع الاستحقاقات الدستورية والإصلاح بوضوح مماثل. فبعد الإعراب عن سروره بتشكيل العهد الجديد، ركّز المفتي دريان على ضرورة تحويل الأرقام البيانية إلى واقع ملموس من الإنجازات. فقد حذّر بأن الشعب اللبناني «ما زال في انتظار الإنجازات الموعودة في خطاب القسم والبيان الوزاري». ولذا، يصبّ الخطاب الديني الوطني الذي يلقيه في إطار دعوته إلى إصلاح المؤسسات بشكل جذري. ولقد شدّد على أن لبنان بحاجة إلى دولة المؤسسات والقانون، وأن المبادئ القائمة على فصل السلطات والشفافية وسيادة القانون يجب أن تطبّق دون استثناء. وعبّر في هذا السياق عن تفاؤل حذر قائلاً: «نبقى شديدي الأمل، ونتطلع إلى أن يكون النهج الجديد للحكومة ورئيسها فاعلاً حقاً في الإصلاح وصنع الجديد والمتقدّم». حيث تعكس هذه الدعوات رؤيته إلى أن معالجة الأزمة الاقتصادية والمعيشية تكمن في إرادة سياسية للتغيير والإصلاح الهيكلي. كما أن تركيزه على الإصلاح الجذري يدلّ على إدراكه بأن المعضلات الراهنة تتطلب معالجة شاملة وشجاعة وطنية، مما يجعله داعماً واضحاً لكل جهد يرمي إلى بناء دولة عادلة وكفوءة.
اللقاء الموسّع والتواصل
استجابة لتحديات المرحلة، أعلن المفتي دريان تنظيم «لقاء موسّع» في دار الفتوى يجمع الهيئات والفعاليات والأحزاب المختلفة تحت شعار «الهمّ السني والبيروتي أمام الجميع». حيث تستهدف هذه المبادرة توحيد الصفوف السنّية وتنسيق الجهود في مواجهة القضايا المشتركة، فضلاً عن إيصال صوتهم بوضوح إلى باقي المكوّنات. كما يرى الشيخ دريان أن قوة كل طائفة تكمن في تماسك أفرادها، وأن التشتّت يضعف من القدرة على التأثير في المشهد السياسي. وقد أكد أيضاً الاهتمام الخاص بأهل بيروت وخدماتهم قائلاً: «المطلوب لأهل بيروت الكثير الكثير من الخدمات… لا يأس مع الأمل». ومن خلال هذه الخطوة، تؤكد دار الفتوى دورها كمنصّة وطنية جامعة للحوار، تستوعب مختلف الآراء والاتجاهات ضمن رؤية وطنية شاملة. وهذا الموقف يعزز مكانتها كرافد أساسي في بناء جسر تواصل بين مكونات لبنان المختلفة، بما يسهم في زيادة التماسك والوحدة الوطنية.
صوت العدل والمساواة
في ضوء ما سبق، يبرز سماحة المفتي الشيخ عبد اللطيف دريان كأحد الفاعلين القلائل القادرين على مزج الحسّ الديني الوطني بالانتماء الوطني الشامل. فإن موقفه الثابت تجاه قضايا أهل السنة واستعداده للحوار المفتوح مع مختلف الأطراف يرسّخان لمبدأ الشراكة الوطنية الحقيقية. فمواقفه لا تنطلق من منظور طائفي ضيق، بل من رؤية شاملة تستهدف المصلحة العليا للوطن. حيث يؤمن بأن لبنان لا يمكن أن ينعم بالأمن والاستقرار إلا عندما تنعم جميع مكوناته بالعدالة والمساواة. وعليه، فإن دعوته هذه هي دعوة لكل الأطراف السياسية لتحمّل مسؤولياتها والعمل معاً على بناء دولة قوية وعادلة تضمن حقوق جميع أبنائها دون تمييز. كما يبقى الشيخ دريان صوت الحكمة والضمير الوطني الذي يسعى إلى بناء لبنان مزدهر ومستقر، تعمّه قيم العدالة والمواطنة الصالحة.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

شيخ العقل: على الدول المؤثرة في سوريا وقف الاقتتال فورا وفك الحصار
شيخ العقل: على الدول المؤثرة في سوريا وقف الاقتتال فورا وفك الحصار

الديار

timeمنذ 23 دقائق

  • الديار

شيخ العقل: على الدول المؤثرة في سوريا وقف الاقتتال فورا وفك الحصار

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب التقى شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ الدكتور سامي ابي المنى في دارته في شانيه مساء اليوم قائد الجيش العماد رودلف هيكل، يرافقه رئيس الأركان اللواء الركن حسان عودة ورئيس مكتب القائد العميد الركن منصور زغيب، وتناول اللقاء الاحداث الحاصلة في سوريا، وتداعياتها على الساحة اللبنانية، والسعي المشترك والتعاون للحفاظ على الاستقرار الأمني الداخلي. وكان التقى شيخ العقل وفدا من عشائر "الزريقات" العربية في الشويفات وخلدة والسعديات وعين دارة وبحمدون برئاسة شيخ العشيرة "ابو ديب" كامل الضاهر وضم، ملحم الضاهر ورياض الضاهر وامام جامع خلدة الشيخ علي العلي، والمختار يونس الضاهر، ومشايخ وفاعليات وعدد كبير من أبناء العشيرة، وذلك للتضامن مع الطائفة الدرزية والتأكيد على العلاقات التاريخية بين الطائفتين، واستنكار الاحداث الأليمة الحاصلة في محافظة السويداء والتنويه بمواقف سماحته، بحضور مشايخ واعضاء من المجلس المذهبي ووفد من وكالتي الشويفات-خلدة والجرد في الحزب التقدمي الاشتراكي ورئيس اتحاد بلديات الجرد فادي غريزي وفاعليات بلدية واختيارية. ورحب شيخ العقل خلال اللقاء بالوفد، داعيا الى "وأد الفتنة وحقن الدماء، وقال: "نشد على يد العقلاء لوقف هذه المأساة في جبل العرب جبل سلطان باشا الاطرش، والتاريخ ناصع. لكن ثمة أشياء غريبة تحصل، غريبة عن عاداتنا وتقاليدنا، فلماذا ندق النفير العام ضد السويداء؟ لماذا لا يكون من اجل غزة؟ نحن نحاول تهدأة شبابنا والفزعات، كي لا تنزلق الأمور إلى مواجهة عبثية في لبنان لا سمح الله، وتسبب بضرب العيش المشترك". أضاف: "زيارتكم ثمينة وعلينا ان نكون معا سدا منيعا في مواجهة اية محاولة لزرع الفتنة بيننا، ونفتخر بالعلاقة معكم". ثم سأل شيخ العقل "لماذا نتفرق؟ الفتنة نائمة ولعن الله من أيقظها... نحن بهذه الصلة الروحية وبتاريخنا المشترك نعتبر انفسنا كموحدين بأننا سيف الإسلام، وقاتلنا من اجل الإسلام ودافعنا معا عن الثغور، لاجل الشرق العربي والإسلام بوجه غزوات الفرنجة، وقدمنا الاف الضحايا في سبيل هذه المهمة الشريفة. وقد ثبتنا على هذه الارض وفي سوريا". وتابع: "السويداء محاصرة من كل الجهات ومهددة ويجب أن نعلي صوتنا، كي لا تنتقل الفتنة إلى هنا، لعل الاخوة في السويداء الذين يتقاتلون مع بعضهم يسمعون، والدولة تسمع، حيث يجب أن ينضوي الجميع تحت جناح الدولة، لكن هذا يحمّل الدولة مسؤولية ان تطمئن شعبها وناسها وان تزرع الثقة بين الناس، لكي يسلم المواطن سلاحه وأمره لها. هذه مهمة صعبة لكنها غير مستحيلة، وكما قلت بالأمس لا بد من رعاية عربية وتركية". واستطرد: "كما كان ثمة رعاية للثورة حتى انتصرت على نظام الظلم والاستبداد، علينا ان نساعدها لبناء الدولة والمؤسسات والشراكة بين مواطنيها ومجتمعها ومكوناتها، هذه مسؤولية الدولة ورعاية الدول العربية وتركيا التي رعت ذاك الانتصار قبل طلب المساعدة من الدول والأمم المتحدة. مسؤولية العرب علّهم يسمعون الصوت، لكي نوقف مسلسل القتل، الذي لا يزال مستمرا والأخبار التي وصلتنا منذ قليل تدمي القلب". ومن جهته قال الشيخ كامل الضاهر باسم الوفد: "معا كنا منذ الف عام وسنبقى، ونشكر رئيس الجمهورية والقوى الامنية والحزب التقدمي الاشتراكي ، واننا كعشائر عربية التاريخ يكتب العلاقة بيننا وسنكمل بنفس النهج مسار الطريق، نعم ثمة فجوات كما يحصل في جبل العرب جبل الكرامة والشهامة لكن علينا ان نكون واعين وقدوة بعباءة الله ووليد بك جنبلاط، الذي يغلّب لغة العقل، وكي "لا يفلت الملق". نحن كعرب عشيرة الزريقات نفس واحدة، وعلينا استخدام ذلك لوأد الفتنة بوجه من يرمي الكلام والمال لتأجيجها، واننا نقوى ببعضنا البعض كي نرد الفتنة. وعلى الدولة السورية برئاسة الشرع توقيف نزيف الدم ومعالجة الأمر وإقامة مصالحة كما هي عاداتنا". وختم: "اننا باسم العشائر نعمل على البناء وعلينا الذهاب للمصالحة ولا نعود الا وان نكون قد انجزنا تلك المصالحة، لرد الفتن وإحلال السلام والاستقرار". جمعية الدعاة وكان ابي المنى التقى امس في دار الطائفة في بيروت وفدا من جمعية "الدعاة الثقافية الاجتماعية في بيروت" برئاسة الشيخ محمد أبو القطع، ضم مشايخ وادارة الجمعية والمسؤولين فيها، في زيارة تضامنية مع مشيخة العقل والطائفة الدرزية، ولاستنكار الأحداث الدموية التي تشهدها محافظة السويداء، والتنويه بمواقف شيخ العقل وقادة الطائفة. وشدد الشيخ ابو القطع بعد اللقاء على "اهمية تمتين الوحدة فيما بين المسلمين في هذه المرحلة بالذات، وخاصة بين الطائفتين الدرزية والسنية، تأكيدا على العلاقات التاريخية بينهما".

شيخ العقل: على الدول المؤثرة في سوريا وقف الاقتتال فورا وفك الحصار
شيخ العقل: على الدول المؤثرة في سوريا وقف الاقتتال فورا وفك الحصار

المركزية

timeمنذ 23 دقائق

  • المركزية

شيخ العقل: على الدول المؤثرة في سوريا وقف الاقتتال فورا وفك الحصار

التقى شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ الدكتور سامي ابي المنى في دارته في شانيه مساء اليوم قائد الجيش العماد رودلف هيكل، يرافقه رئيس الأركان اللواء الركن حسان عودة ورئيس مكتب القائد العميد الركن منصور زغيب، وتناول اللقاء الاحداث الحاصلة في سوريا، وتداعياتها على الساحة اللبنانية، والسعي المشترك والتعاون للحفاظ على الاستقرار الأمني الداخلي. العشائر وكان التقى شيخ العقل وفدا من عشائر "الزريقات" العربية في الشويفات وخلدة والسعديات وعين دارة وبحمدون برئاسة شيخ العشيرة "ابو ديب" كامل الضاهر وضم، ملحم الضاهر ورياض الضاهر وامام جامع خلدة الشيخ علي العلي، والمختار يونس الضاهر، ومشايخ وفاعليات وعدد كبير من أبناء العشيرة، وذلك للتضامن مع الطائفة الدرزية والتأكيد على العلاقات التاريخية بين الطائفتين، واستنكار الاحداث الأليمة الحاصلة في محافظة السويداء والتنويه بمواقف سماحته، بحضور مشايخ واعضاء من المجلس المذهبي ووفد من وكالتي الشويفات-خلدة والجرد في الحزب التقدمي الاشتراكي ورئيس اتحاد بلديات الجرد فادي غريزي وفاعليات بلدية واختيارية. ورحب شيخ العقل خلال اللقاء بالوفد، داعيا الى "وأد الفتنة وحقن الدماء، وقال: "نشد على يد العقلاء لوقف هذه المأساة في جبل العرب جبل سلطان باشا الاطرش، والتاريخ ناصع. لكن ثمة أشياء غريبة تحصل، غريبة عن عاداتنا وتقاليدنا، فلماذا ندق النفير العام ضد السويداء؟ لماذا لا يكون من اجل غزة؟ نحن نحاول تهدأة شبابنا والفزعات، كي لا تنزلق الأمور إلى مواجهة عبثية في لبنان لا سمح الله، وتسبب بضرب العيش المشترك". أضاف: "زيارتكم ثمينة وعلينا ان نكون معا سدا منيعا في مواجهة اية محاولة لزرع الفتنة بيننا، ونفتخر بالعلاقة معكم". ثم سأل شيخ العقل "لماذا نتفرق؟ الفتنة نائمة ولعن الله من أيقظها... نحن بهذه الصلة الروحية وبتاريخنا المشترك نعتبر انفسنا كموحدين بأننا سيف الإسلام، وقاتلنا من اجل الإسلام ودافعنا معا عن الثغور، لاجل الشرق العربي والإسلام بوجه غزوات الفرنجة، وقدمنا الاف الضحايا في سبيل هذه المهمة الشريفة. وقد ثبتنا على هذه الارض وفي سوريا". وتابع: "السويداء محاصرة من كل الجهات ومهددة ويجب أن نعلي صوتنا، كي لا تنتقل الفتنة إلى هنا، لعل الاخوة في السويداء الذين يتقاتلون مع بعضهم يسمعون، والدولة تسمع، حيث يجب أن ينضوي الجميع تحت جناح الدولة، لكن هذا يحمّل الدولة مسؤولية ان تطمئن شعبها وناسها وان تزرع الثقة بين الناس، لكي يسلم المواطن سلاحه وأمره لها. هذه مهمة صعبة لكنها غير مستحيلة، وكما قلت بالأمس لا بد من رعاية عربية وتركية". واستطرد: "كما كان ثمة رعاية للثورة حتى انتصرت على نظام الظلم والاستبداد، علينا ان نساعدها لبناء الدولة والمؤسسات والشراكة بين مواطنيها ومجتمعها ومكوناتها، هذه مسؤولية الدولة ورعاية الدول العربية وتركيا التي رعت ذاك الانتصار قبل طلب المساعدة من الدول والأمم المتحدة. مسؤولية العرب علّهم يسمعون الصوت، لكي نوقف مسلسل القتل، الذي لا يزال مستمرا والأخبار التي وصلتنا منذ قليل تدمي القلب". ومن جهته قال الشيخ كامل الضاهر باسم الوفد: "معا كنا منذ الف عام وسنبقى، ونشكر رئيس الجمهورية والقوى الامنية والحزب التقدمي الاشتراكي ، واننا كعشائر عربية التاريخ يكتب العلاقة بيننا وسنكمل بنفس النهج مسار الطريق، نعم ثمة فجوات كما يحصل في جبل العرب جبل الكرامة والشهامة لكن علينا ان نكون واعين وقدوة بعباءة الله ووليد بك جنبلاط، الذي يغلّب لغة العقل، وكي "لا يفلت الملق". نحن كعرب عشيرة الزريقات نفس واحدة، وعلينا استخدام ذلك لوأد الفتنة بوجه من يرمي الكلام والمال لتأجيجها، واننا نقوى ببعضنا البعض كي نرد الفتنة. وعلى الدولة السورية برئاسة الشرع توقيف نزيف الدم ومعالجة الأمر وإقامة مصالحة كما هي عاداتنا". وختم: "اننا باسم العشائر نعمل على البناء وعلينا الذهاب للمصالحة ولا نعود الا وان نكون قد انجزنا تلك المصالحة، لرد الفتن وإحلال السلام والاستقرار". جمعية الدعاة وكان ابي المنى التقى امس في دار الطائفة في بيروت وفدا من جمعية "الدعاة الثقافية الاجتماعية في بيروت" برئاسة الشيخ محمد أبو القطع، ضم مشايخ وادارة الجمعية والمسؤولين فيها، في زيارة تضامنية مع مشيخة العقل والطائفة الدرزية، ولاستنكار الأحداث الدموية التي تشهدها محافظة السويداء، والتنويه بمواقف شيخ العقل وقادة الطائفة. وشدد الشيخ ابو القطع بعد اللقاء على "اهمية تمتين الوحدة فيما بين المسلمين في هذه المرحلة بالذات، وخاصة بين الطائفتين الدرزية والسنية، تأكيدا على العلاقات التاريخية بينهما".

اللقاءات والإجتماعات تتكثف درزياً لوقف التحريض الطائفي والمذهبي
اللقاءات والإجتماعات تتكثف درزياً لوقف التحريض الطائفي والمذهبي

الديار

timeمنذ 37 دقائق

  • الديار

اللقاءات والإجتماعات تتكثف درزياً لوقف التحريض الطائفي والمذهبي

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب تسارعت اللقاءات والاتصالات بين المراجع الرسمية والسياسية والروحية اللبنانية، لصد ومنع ما يجري من احداث مؤلمة في سوريا، وتحديداً في محافظة السويداء، من ان تنتقل الى لبنان الذي يتأثر بها، لوجود ترابط جغرافي وعائلي، اضافة الى العامل الطائفي والمذهبي، الذي يبرز في هذه الاحداث التي تعمل القوى السياسية والمرجعيات الدينية ان لا تتخذ هذا الطابع، وتبقى محصورة في اطارها المحلي، دون ان يكون لها ارتدادات سلبية في لبنان وعليه، مع ظهور اعمال تحريض طائفي ومذهبي، واستخدام العنف في بعض المناطق، والذي يهدد السلم الاهلي في لبنان، ويعيده الى زمن الحرب العبثية. ولاجهاض محاولات خلق فتنة سنية ـ درزية، جرى اتصال هاتفي بين مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان وشيخ عقل طائفة المسلمين الموحدين الدروز سامي ابي المنى، وتداولا بما يحدث في محافظة السويداء، وضرورة الابتعاد عنها، وتحييد لبنان عن تداعياتها الخطيرة، التي ستكون مدمرة على الجميع، واتفق الشيخان دريان وابي المنى على اصدار رسالة مشتركة منهما، تعبّر وتؤكد على الاخوّة الاسلامية والوطنية، التي تجمع بين الطائفتين من علاقات ود واحترام وتاريخ مشترك. كما جاء في الرسالة التي اكدت على رفض الانجرار وراء خطابات تحريضية، وتغطية اية اعمال استفزازية من شأنها ان تؤجج التوتر المذهبي، وتسمح للتدخلات الخارجية ان تستغله، ورفضتها رسالة المفتي دريان والشيخ ابي المنى، واستنكرا الاعتداءات التي تسهم في زعزعة الوحدة الاسلامية، وطالبا الدولة السورية ان تقوم بدورها لوقف الفتنة، لتبقى سوريا موحدة. هذه الرسالة، كان لها تأثير ايجابي واسع، وحاصرت المحرضين ومستغلي الاحداث، وأكدت مصادر مشيخة عقل الدروز ان الاتصال مع المفتي دريان، خفف من التوتر، وجرت اتصالات مع مفتي المناطق واعضاء في المجلس المذهبي الدرزي، لتطويق كل اشكال يحصل، وضبط الانفلات على وسائل التواصل الاجتماعي، واللجوء الى القوى الامنية. فالسخونة التي انتجتها احداث الايام الاولى في محافظة السويداء، تراجع فيها التشنج، وفق مصادر دار الفتوى، التي تمكنت من تبريد الاجواء ووقف التصعيد، الذي لا يخدم من يريد ان تحصل فتنة مذهبية. وتكشف المصادر، بانه لم يتم البحث بعقد قمة روحية سنية ـ درزية، او اسلامية، او اسلامية ـ مسيحية، فتم التفاهم على ضبط اي انفلات امني ووقف التحريض، على ان تقوم الدولة بدورها من خلال مؤسساتها، لا سيما الامنية والعسكرية. والاتصال الذي حصل بين مفتي الجمهورية وشيخ العقل تبعه اجتماع استثنائي في دار الطائفة الدرزية للمجلس المذهبي الدرزي بدعوة من الشيخ ابي المنى ، حضره رئيس الحزب "التقدمي الاشتراكي" السابق وليد جنبلاط، ورئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب تيمور جنبلاط، مع النواب اعضاء اللقاء، اضافة الى اعضاء من المجلس المذهبي. وطرح خلاله وليد جنبلاط ما اعتبرها مبادرة خاضعة للنقاش لوقف الاقتتال في السويداء، وابدى تخوفه من تطور الاوضاع نحو الاخطر، وتحذيره من عملية فرز وتقسيم. ومثله اكد الشيخ ابي المنى على خطورة الوضع، وكانت كلمته فيها نبرة عالية، لجهة ما يحصل من مجازر وارتكابات لا توفر الاطفال والنساء والشيوخ، فحمّل الدولة السورية برئاسة احمد الشرع، وصول سوريا الى هذا الوضع الخطير، متمايزاً عن موقف جنبلاط الهادىء، لكنه اتفق معه على التحرك باتجاه وقف اطلاق النار، وبدء حوار وطني يبحث بمستقبل سوريا، والحفاظ على وحدتها بجميع مكوناتها، ورفض الحماية الخارجية لا سيما من العدو "الاسرائيلي"، التي طالب بها البعض في السويداء، متنكرين لتاريخ طائفة الموحدين العربي والاسلامي. وابدى الحاضرون خلال الاجتماع عن قلقهم مما يخطط للمنطقة، وطرح بعض الاعضاء، الغضب الذي يسود داخل الطائفة الدرزية مما يصلهم من معلومات، حول ما يحصل من مجازر سماها البعض "ابادة"، والدعوة من قبل اطراف ردزية الى التصعيد والتصدي وحماية "الكرامة الدرزية"، لكن لم تشأ اكثرية من شاركوا في الاجتماع، الخضوع للشارع الذي رفض جنبلاط ممارساته بقطع الطرق، او التعرض للمواطنين. وانتهى الاجتماع الى تحكيم العقل من المؤمنين به، كما دعاهم جنبلاط، فصدر بيان هادىء، اكد على انتماء الدروز الى العروبة والاسلام، ورفض التقسيم، ومع وحدة سوريا، ودعوة العرب الى المساعدة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store