
بين الدول والدويلات و الخلافة و المشيخات !
هل يخجل أحد ــ اليوم ــ أن يفخر و يتباهى من أن الرسول صلى الله عليه وسلّم مات يوم مات و الجزيرة العربية كلها قد توحدت ، و ترفرف عليها راية واحدة، هي راية الإسلام؟
لحق الرسول عليه الصلاة والسلام بالرفيق الأعلى، فاختار المسلمون أبا بكر الصديق أميرا لهم سموه الخليفة، بمعنى أنه خَلَفَ رسول الله صلى الله عليه وسلّم في المسؤولية السياسية و القيادية، وهو مصطلح تحاشى المسلمون فيه مسمى الامبراطور ، مثلا ؛ ــ أو ما كان سائدا في ذلك الزمن ؛ و لأن مسمى الخليفة بالمعنى الذي تقدم كان مصطلحا توافق عليه المسلمون، فقد رأوا بعد وفاة الخليفة الصديق ( رض ) و اختيار الفــاروق عمر بن الخطـاب ( رض ) ألا يأخذوا بلقـــب الخليفة حتى لا يطول المصطلح : خليفة خليفة رسـول الله ، و حين يأتي من بعده سيكون أطول، فقد توافقوا على أن يصبح المصطلح : أمير المؤمنين.
و العبرة بالمسمى و ليست بالتسمية، فلو خلعنا تسمية الأسد على الثعلب، لما أصبح الثعلب أسدا.
عسى أن تكون الحساسية من مسمى الخليفة، أو الخلافة قد زالت، و اتضح المعنى و كيف أتت التسمية؟
لكن بقي شيئ أهم ، و هو أن مصطلح الخلافة، مَثّل للدول المناوئة ــ التي عاصرت دولة الخـــلافة الإســلامية ــ كابوسا، و فزعا دائما ؛ لأن الخـــــــلافة الـــراشدة، و الخلافة الأموية، فالعبــاسية ـ قبل أن يصيبها الضــعف ــ ثم العثمـانية قبل أن يدركها الوهن، مثلت جميعها الدولة القوية التي هابها الجميع ، و لا كان يطمع فيها أحد، و لا يمكن أن تهددها دولة، كما أهدت العالم فنون العلم و المعرفة، و الحضارة و السيادة ، و حررت الشعوب من طغاتها، وانتصرت لكرامة الإنسان، و نشرت العدل و قدمت الصورة الحقيقية للحكم الرشيد ، على تفاوت فيما بينها.
من هنا مثّل مصطلح الخلافة رعبا للطغاة في كل العالم، فلما تحولت الدولة المترامية الاطراف، القــوية البنيـــان، المتميزة بالحضــــــارة، المتوحدة الــــــراية إلى دويلات ، و إمــارات ، و مشيخــات ؛ و سادت الفرقة، و تلاشت القوة، و حل الجهل محل العــــلم ، و التخلف بدلا عن الحضارة.. أطمع هذا التخلف و التفكك المُزري دول أوروبا فشنت حروبها الصليبية و التي جاءت مشبّعة بروح انتقامية و عنصرية حاقدة ، و يكفي أن نعرف أن الحروب الصليبية على الأمة استمرت أكثر من مائتي سنة، و رغم انكسار كل الحملات الصليبية التي استمرت كل تلك المدة من الزمن، إلا إنها مهدت للفترة الاستعمارية التي ساعدها تحول بلاد العـــــــــرب و المسلمين إلى مشيخــــات ، و إمارات، و دويلات، بدلا عن دولة واحدة قوية، بحيث صارت لا تملك لنفسها طَوْلاً، و لا حولا، و لا تستطيع دفع مستعمر، أو رد عدو.
إن الأمة اليوم،منذ أصابها الضعف و الوهن و التشرذم، لهي بأمس الحاجة لأن تستعيد هيبتها،و قوتها، و وحدتها وليكن ما يكن مسماهــا ، فالعبرة بما تكون عليه من مهـــابة ، و قــــوة ، و حضارة، و تقدم،و يكون من يتبوّأ أمرها من الحنكة بحيث يخاطب لسان حاله السحاب: أمطري حيث شئت فخراجك سوف يأتي إليّ.
أليست الأمة بحاجة إلى دولة،أو دول لها منعتها، و مكانتها، تستعيد الهيبة،و تفرض حضورها بقوة و شجاعة،على النحو الذي كان عليه أمرها أيام عزتها و قوتها،و حضارتها؟
ما من شك أن هذا سيكون؛ و إن التحديات التي تواجه الأمة اليوم ؛ لا ريب أنه حفّزها، و أيقظها، وبين أنه لا بقاء، و لا مكان لذليل أو متخلف، أو لأمة ممزقة على ظهر هذه الأرض.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


اليمن الآن
منذ 3 ساعات
- اليمن الآن
تعزية و مواساة
قال تعالى: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ155 الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ156. ببالغ الحزن و عظيم المواساة تلقت القيادة المحلية للمجلس الانتقالي بمديرية نصاب محافظة شبوة، نبأ وفاة المغفور له باذن الله الشيخ علي محمد الصقري العلهي، والذي وافاه الاجل بعد حياة حافلة بالعطاء والعمل في خدمة مجتمعه. وبهذا المصاب الاليم تقدم قيادة انتقالي نصاب جل عزاها و عظيم مواساتها إلى اولاد الفقيد صالح وياسر ومحمد وطاهر. كما تتقدم القيادة بالعزاء والمواساة، لاعضاء القيادة بالمديرية، ياسر الصقري و سعيد الصقري، و إلى اهل الفقيد وذويه، وإلى كافة افراد قبيلة ال الصقري و العلهين جميعاً. وابتهلت القيادة في تعزيتها من الله عز وجل الرحمة والغفران للفقيد و ان يسكنة الدرجات العلى من الجنان وان يلهم اهله و ذويه الصبر والسلوان انا لله و انا اليه راجعون. الاسيفون: *اعضاء القيادة المحلية للمجلس الانتقالي بمديرية نصاب.* *وعنهم :* *رئيس القيادة الاستاذ/ عبدالله عوض عريق.*


اليمن الآن
منذ 7 ساعات
- اليمن الآن
الرئيس الزُبيدي يُعزّي في وفاة الدكتور وائل مصطفى الصبيحي نائب رئيس جامعة لحج
الرئيس الزُبيدي يُعزّي في وفاة الدكتور وائل مصطفى الصبيحي نائب رئيس جامعة لحج بعث الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، برقية عزاء ومواساة في وفاة الدكتور وائل مصطفى شكري الصبيحي، نائب رئيس جامعة لحج لشؤون الطلاب، الذي انتقل إلى جوار ربه اليوم الجمعة، إثر حادث مروري مؤسف، راح ضحيته أيضًا عدد من مرافقيه. وعبّر الرئيس الزُبيدي في برقيته عن خالص تعازيه وعظيم مواساته إلى أسرة وذوي الفقيد، وإلى أسرة جامعة لحج وعموم القطاع الأكاديمي، مشيدًا بمناقب الفقيد وإسهاماته الأكاديمية والإدارية في خدمة التعليم العالي بمحافظة لحج، وما عُرف به من كفاءة ونزاهة وتفانٍ في أداء مهامه. وابتهل الرئيس القائد في ختام برقيته إلى الله تعالى أن يتغمد الفقيد ومرافقيه بواسع رحمته، ويسكنهم فسيح جناته، ويلهم أهلهم وذويهم الصبر والسلوان. إنا لله وإنا إليه راجعون.


اليمن الآن
منذ 8 ساعات
- اليمن الآن
السفير الأمريكي يزف بشرى سارة افرحت ملايين اليمنيين
قرب الفرج، وجاءت البشرى السارة من السفير الأمريكي لكل أبناء الشعب اليمني العظيم ، فعقوبة "ترامب" لملايين اليمنيين في التضييق عليهم، سواء المقيمين في أمريكا أو الذين يرغبون في الهجرة لأمريكا أصبحت على وشك الانتهاء، وستفتح أمريكا أبوابها مجددا وتسمح لهم بدخول أراضيها بمختلف الطرق، فاليمنيين تلقوا من ترامب جزاء "سنمار" فبعد أن ساهموا بشكل فاعل بفوزه بالانتخابات الرئاسية وأوصلوه إلى كرسي الرئاسة في البيت الأبيض، انقلب عليهم ولم يعترف بفضلهم في فوزه، لكن هذا لن يدوم طويلا . ليس هناك أعظم من الشعب اليمني بحكمته وصبره على معاناته التي لا يمكن لأي شعب من شعوب العالم تحملها، وقد وعد الله الصابرين بالأجر العظيم والثواب الجزيل فقال وهو عز من قائل " إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب " صدق الله العظيم ، فاليمنيين عندما يهاجرون إلى أية دولة من دول العالم لا يفعلون كما تفعل بقية الشعوب الأخرى التي تلجأ إلى تلك الدول وتعتمد عليها في أكلها وشربها وكل شيء ، أما اليمنيون ففيهم الرجولة والعزة والذكاء، فلا يطلبون شيء من أحد بل يشمرون سواعدهم ويعملون بجد، فيحققون الثروة والعيش الكريم لأفراد عائلاتهم من جهة ، ويساهمون في البناء والتطوير في البلد الذي قدموا إليه ويكونون جزئا من النسيج المساهم في كل مناحي الحياة. إن اليمنيين شعب عظيم، وأبطال حقيقيون، فهم يتركون بلادهم الحبيبة ويحرمون أنفسهم من الاستمتاع في الحياة مع فلذات أكبادهم وزوجاتهم لسنوات طويلة، ويتركونهم رغما عنهم من أجل ان يحققوا لهم الحياة الكريمة، فيعطيهم الله على نيتهم ويفتح لهم الأبواب، ويعوضهم تعويض إلهي بكرم لا حدود له، ويكفي ان الكثير منهم في مختلف البلدان صاروا أعلاما يشار إليهم بالبنان، ولعل واحد من هؤلاء هو السفير الأمريكي لدى الكويت 'أمير غالب' اليمني الأصل والذي لم يعجبه ما فعله ترامب، لكنه لن يجروء على المجاهرة بهذا الأمر، ولذلك بدأ يتحرك ويطبخ الطبخة على نار هادئة لينصف أبناء جلدته ويعيد لهم الحقوق التي سلبها منهم ترامب بعد فوزه . فقد أعلن السفير الأمريكي لدى الكويت، اليمني الأمريكي، أمير غالب، عن نقاش أجراه مع كبير مستشاري الرئيس ترامب، بشأن أوضاع الجالية اليمنية في الولايات المتحدة الأمريكية، وإلغاء القيود الجديدة المفروضة على اليمنيين، وقال أمير غالب، في منشور على موقع "فيسبوك" إنه تلقى اتصال من كبير مستشاري الرئيس ترامب في البيت الأبيض بعد لقائه به بدقائق ومناقشة المواضيع ذات الصلة" وأضاف غالب: "ناقشنا الاقتراحات التي تقدمتُ أنا بها لحل مشكلة القيود المفروضة على الهجرة من اليمن". مؤكدا ان الاتصال استمر ما يقارب الأربعين دقيقة، وقال إن الفريق المكلف سيقوم بمتابعة القضية بكل جدية لإيجاد حل جذري وشامل للمشكلة بما يتوافق مع سياسات الحكومة ويضمن سلامة وأمن الولايات المتحدة، لافتا إلى أنه" سيتم التواصل مع الحكومة اليمنية لدراسة آلية فعّالة تفي بشروط ومعايير سياسات الهجرة، ويتم مراجعة الأمر بحلول بداية الشهر القادم ونتمنى ان يكون هناك نتائج ايجابية". وكشف سفير أمريكا لدى الكويت أن القضايا المطروحة والتي يعمل الفريق على إيجاد حلول لها هي: - القيود المفروضة على دخول بعض الفئات من الأقارب. - قضية الحاصلين على فيز اليانصيب. - قضية حاملي الإقامة المؤقتة : تي بي إس. - قضية موظفي السفارة الأمريكية سابقا في صنعاء". السفير الأمريكي أوضح أنه تلقى دعوة للذهاب الى واشنطن لمناقشة الموضوع حضوريا في البيت الأبيض والعمل مع الفريق المختص لإيجاد حلول تفي بالشروط والمعايير المطروحة وتلبي مطالب المجتمع، مؤكدا أنه يعمل كل ما بوسعه لمساعدة الناس، لكنه لفت إلى ان هناك عقبة يعيق تحقيق تلك التسهيلات لليمنيين سواء المقيمين في أمريكا أو الراغبين في الهجرة إليها، وقال: " أقول واكرر، جذر المشكلة يكمن هناك حيث لا حكومة مركزية تسيطر على كامل تراب الوطن ولا استقرار سياسي أو أمني يفي بالمعايير المطلوبة، ولا مجال للعواطف في سياسات الدول".