logo
مسلحون من عشائر البدو في سوريا: "نلتزم بوقف إطلاق النار مع الدروز لكن يمكن أن نعود للقتال"

مسلحون من عشائر البدو في سوريا: "نلتزم بوقف إطلاق النار مع الدروز لكن يمكن أن نعود للقتال"

BBC عربية٢١-٠٧-٢٠٢٥
قال مسلحون من عشائر البدو في جنوب سوريا لبي بي سي إنهم سيلتزمون بوقف إطلاق النار مع الدروز هناك، لكنهم لم يستبعدوا استئناف الاشتباكات.
وقد انسحب مقاتلو العشائر البدوية من المدينة إلى القرى المحيطة بها في المحافظة، بعد أسبوع من اشتباكات طائفية دامية بين مقاتلين دروز، ومسلحين من البدو، والقوات الحكومية، مع قيام إسرائيل بشن غارات جوية دعماً للدروز.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره المملكة المتحدة، يوم الأحد، إن هناك "هدوءاً حذراً" في المنطقة، لكنه صرّح في وقت لاحق بأن مقاتلين من العشائر هاجموا قرى.
ومن بلدة المزرعة الدرزية، التي كان يسيطر عليها مقاتلو البدو الأسبوع الماضي وأصبحت الآن تحت سيطرة الحكومة، يمكن رؤية الدخان يتصاعد عبر الحقول من مدينة السويداء.
عند نقطة تفتيش قريبة من البلدة، كان عشرات من عناصر الأمن الحكومي يقفون على امتداد الطريق، جميعهم مدججون بالسلاح ويمنعون البدو من العودة إلى مدينة السويداء.
وعلى الطريق، احتشد مئات من مقاتلي البدو، وبدأ عدد منهم بإطلاق النار في الهواء.
وكانوا يطالبون بالإفراج عن الجرحى من أبنائهم الذين ما زالوا في مدينة السويداء، ويصفونهم بالرهائن. وقالوا إنه إذا لم يتم الإفراج عنهم، فإنهم سيجتازون الحاجز بالقوة ويعودون إلى المدينة.
وتحدث أحد شيوخ العشائر إلى بي بي سي قائلاً: "لقد فعلنا ما أمرتنا به الحكومة، ونحن ملتزمون بالاتفاق وبكلامها، وقد عدنا، والسويداء تبعد 35 كيلومتراً من هنا".
وأضاف: "رهائننا وجرحانا موجودون هناك، وهم يرفضون تسليمنا أيّا منهم... إذا لم يلتزموا بالاتفاق، سنعود مرة أخرى، حتى لو أصبحت السويداء مقبرتنا".
وتحول التوتر المستمر منذ فترة طويلة بين الدروز والبدو إلى اشتباكات دامية قبل أسبوع، بعدما اختطاف تاجر درزي على الطريق المؤدية إلى العاصمة دمشق.
وقد ردت حكومة الرئيس المؤقت أحمد الشرع، بنشر قوات في المدينة.
وقال سكان السويداء الدروز لبي بي سي إنهم شاهدوا "أعمالاً وحشية"، حيث هاجم مسلحون ( من القوات الحكومية ومقاتلين أجانب) السكان. واستهدفت إسرائيل هذه القوات، قائلة إنها كانت تفعل ذلك من أجل حماية الدروز.
وانسحبت القوات الحكومية ليشتبك، بعدها، مقاتلون دروز وبدو. وقد اتهم بعضهما البعض بارتكاب فظائع خلال الأيام السبعة الماضية، بالإضافة إلى اتهامات لأفراد من قوات الأمن وكذلك أفراد تابعين للحكومة المؤقتة.
وقد أعلن أحمد الشرع رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا، السبت، وقف إطلاق النار وأرسل قوات أمنية إلى السويداء لإنهاء المعارك.
و سيطر، مرة أخرى، مقاتلو الدروز المحليون على المدينة. لكن المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره المملكة المتحدة، أفاد بمقتل أكثر من 1120 شخصاً.
وقال المرصد إن قائمة القتلى شملت 427 مقاتلاً درزياً و298 مدنياً درزياً، تم "إعدام 194 منهم ميدانياً على يد أفراد من وزارتي الدفاع والداخلية".
وفي الوقت نفسه، قُتل 354 عنصرًا من قوات الأمن الحكومية و21 من البدو السنة، بينهم ثلاثة مدنيين قال المرصد إنهم "أُعدموا ميدانيًا على يد مقاتلين دروز". وأضاف أن 15 من جنود الحكومة قُتلوا في غارات إسرائيلية.
وقد صرحت منظمة الهجرة الدولية التابعة للأمم المتحدة، الأحد، بأن ما لا يقل عن 128 ألف شخص نزحوا بسبب العنف.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن مدينة السويداء تعاني من نقص حاد في الإمدادات الطبية.
يأتي هذا، فيما أفادت تقارير بوصول أول قافلة إنسانية تابعة للهلال الأحمر السوري إلى المدينة. وذكرت هيئة البث الإسرائيلية الحكومية أن إسرائيل أرسلت مساعدات طبية إلى الدروز.
في هذه الأثناء، طالب وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو الحكومة السورية "بمحاسبة وتقديم أي شخص ،ضالع في ارتكاب فظائع، إلى العدالة، بما في ذلك من هم في صفوفها"، للحفاظ على إمكانية أن تكون سوريا موحدة وسلمية.
وفي قرية المعرب، جنوب غرب السويداء، تجمع لاجئون بدو في مكان كان في السابق مدرسة، ولا تزال القرية تحمل آثار وندبات سنوات الحرب الأهلية، المتمثلة في مبانيها المدمرة المليئة بثقوب الرصاص.
وبداخل مراكز توزيع المساعدات، تجمعت نساء بدويات مسنات يجمعن الماء من خزان في جزء خلفي من شاحنة. وكان معظم المتواجدين هناك من النساء والأطفال.
وعندما سؤال سيدة منهن، عما إذا كانت تعتقد أن البدو والدروز يمكنهم العيش معاً، قالت إحدى النازحات من مدينة السويداء إن هذا الأمر يعتمد على الحكومة في دمشق.
وأضافت: "إنهم قادرون على العيش معاً، إذا تولت الحكومة زمام الأمور والحكم، وإذا وفرت لهم السلام والأمن".
وأوضحت أنها تعتقد أن البدو لا يستطيعون الثقة بالدروز، في ظل غياب سلطة الحكومة.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

مقتل ما لا يقل عن 30 فلسطينياً في النصيرات، وبرلين تعتزم إقامة "جسر جوي إنساني" مع غزة
مقتل ما لا يقل عن 30 فلسطينياً في النصيرات، وبرلين تعتزم إقامة "جسر جوي إنساني" مع غزة

BBC عربية

timeمنذ 10 ساعات

  • BBC عربية

مقتل ما لا يقل عن 30 فلسطينياً في النصيرات، وبرلين تعتزم إقامة "جسر جوي إنساني" مع غزة

تستمر الغارات الجوية والعمليات البرية الإسرائيلية في قطاع غزة، فيما يستمر الجدل حول دخول المساعدات للقطاع المحاصر. إذ قال الدفاع المدني في غزة، يوم الثلاثاء، إن الغارات الجوية الإسرائيلية خلال خلال الليل وحتى ساعات الصباح، أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 30 فلسطينياً، بينهم نساء وأطفال، في منطقة النصيرات وسط القطاع، مشيراً إلى أن الغارات استهدفت "عدداً من منازل المواطنين" في مخيم النصيرات للاجئين. يأتي ذلك فيما قال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إن 87 شاحنة مساعدات دخلت غزة الإثنين، معظمها تعرض للنهب بسبب "فوضى يكرّسها الاحتلال"، متهما إسرائيل بمنع المساعدات، واستهداف نقاط تأمينها، ما أدى لمقتل 11 شخصاً. وأضاف المكتب الإعلامي أن إسرائيل سمحت بدخول الشاحنات تحت حماية "عصابات"، واصفاً ما يحدث بأنه "هندسة مجاعة متعمدة". يأتي هذا فيما اتهم الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي من جانبه، حركة حماس بـ"سرقة المساعدات، وإثارة الفوضى، والاعتداء على السائقين، وإطلاق النار على الغزيين، ومحاربة آلية المساعدات الجديدة التي لا تمر عبرها" على حد وصفه. برلين ستقيم "جسراً إنسانياً" مع غزة واستمراً لمحاولات إيصال المساعدات لقطاع غزة، أعلن المستشار الألماني فريدريش ميرتس أن بلاده ستقيم مع الأردن "جسراً جوياً" لإيصال مساعدات إنسانية إلى غزة، بالتنسيق مع فرنسا وبريطانيا. وقال ميرتس الذي يستقبل ملك الأردن، الثلاثاء، إن هذه الخطوة، رغم بساطتها، تشكّل مساهمة مهمة في ظل "مستويات مقلقة من سوء التغذية"، داعياً إسرائيل إلى "تحسين الوضع الإنساني فوراً وبشكل مستدام". من جهته، تحدث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن وجود مؤشرات لـ"مجاعة حقيقية" في غزة، وأعلن عن خطة لإنشاء "مراكز لتوزيع الطعام دون حواجز"، بالتعاون مع دول أخرى لتسهيل إيصال الغذاء. وأشاد ترامب بجهود رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في ملف الرهائن، لكنه أشار إلى أن حماس ترفض الإفراج عن المحتجزين، وتستخدمهم كـ"درع". وأكد الرئيس الأمريكي أن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار "ممكن"، داعياً نتنياهو إلى "طريقة مختلفة" في التعامل مع الصراع. في السياق نفسه، شدد ستارمر على ضرورة استبعاد حماس من أي حكومة فلسطينية مستقبلية، وكشف مكتبه أنه يعمل مع القادة الأوروبيين على خطة لتحقيق "سلام دائم". ووفق صحيفة تلغراف، يعتزم ستارمر هذا الأسبوع إعلان خطة تشمل في نهايتها الاعتراف الرسمي بدولة فلسطين. كما شدد وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو على أنه "لا بديل" عن حل الدولتين، داعياً لاتخاذ "تدابير ملموسة" تضمن قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة. وأعلنت هولندا حظر دخول وزيري الأمن القومي والمالية الإسرائيليين، إيتمار بن غفير وبِتسلئيل سموتريتش، ووصفتهم بأنهم "غير مرحب بهم" بسبب "تحريضهم على العنف ودعواتهم للتطهير العرقي". كما أدرجت الوكالة الوطنية للأمن في هولندا إسرائيل على قائمة الدول التي تُشكّل تهديداً، في خطوة تواكب دعوات أوروبية لتعليق مشاركة إسرائيل في برنامج "هورايزن" للأبحاث وتقييد التجارة معها إذا لم تفِ بالتزاماتها، بحسب رئيس الوزراء الهولندي ديك سخوف. ,رداً على القرار، اتهم سموتريتش هولندا بـ"الاستسلام لأكاذيب الإسلام المتطرف"، وقال إن أوروبا "لم تكن آمنة لليهود سابقاً، ولن تكون كذلك لاحقاً"، مؤكداً أنه سيواصل الدفاع عن مستقبل إسرائيل "حتى لو وقف العالم كله ضدنا". واقترحت المفوضية الأوروبية تعليق تمويل بعض الشركات الناشئة في إسرائيل، بسبب "التدهور الحاد في الأوضاع الإنسانية في غزة". وأوضحت أن إسرائيل أعلنت عن "هدنة إنسانية يومية" لكنها لم تلتزم بالكامل، وأن القرار المقترح يخص قطاعات محددة وقد يُعاد النظر فيه لاحقاً. ومن المقرر أن تجتمع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، الثلاثاء، لمناقشة الاقتراح، الذي يتطلب موافقة الأغلبية لاعتماده. "لا بديل عن حل الدولتين" وموازاة لذلك، يشهد مؤتمر الأمم المتحدة الدولي حول حل الدولتين الذي تنظمه السعودية وفرنسا، مشاركة واسعة من كبار المسؤولين العرب، الذين أكدوا التزامهم بحل الدولتين باعتباره السبيل الوحيد لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة، وسط تحذيرات من تداعيات كارثية مستمرة. وأكد وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان أن موقف بلاده، يقوم على قناعة بأن السلام المستدام لا يتحقق إلا بإقامة دولة فلسطينية تُلبّي حقوق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير. وشدد على رفض الافتراضات الإسرائيلية بأن الرياض قد تقبل بأقل من ذلك، مشيراً إلى ضرورة وجود مسار لا رجعة فيه ومحدّد زمنياً لإنشاء الدولة. وقال رئيس الوزراء القطري محمد عبد الرحمن آل ثاني إن قطر تواصل جهودها لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن في غزة، رغم "العقبات ومحاولات تشويه صورة الوسطاء". وأشار إلى نجاحات سابقة بالتعاون مع مصر والولايات المتحدة، مؤكداً السعي نحو هدنة دائمة وإعادة الإعمار. وقال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي إن فشل تنفيذ حل الدولتين يتجلى كارثياً في غزة، التي تحوّلت إلى "مقبرة لأهلها ولقيم الإنسانية"، حيث يُحرم السكان من الماء والغذاء والدواء. وأكد أن السلام العادل لن يتحقق إلا بإقامة دولة فلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، داعياً إلى "وقف العدوان" فوراً وإعادة مئات آلاف الطلبة إلى مدارسهم. وشدد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي على ضرورة إطلاق مسار تفاوضي قائم على تنفيذ حل الدولتين، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، والانسحاب من جميع الأراضي المحتلة عام 1967. وطالب بـ"وقف العدوان على غزة، وإتمام صفقة تبادل الرهائن، وضمان تدفق المساعدات دون عوائق، ودعم جهود الأونروا والسلطة الفلسطينية في القطاع". من جهتها حذرت وزارة الخارجية الفلسطينية من "مخاطر مخططات الاحتلال" التي ناقشها الكابينت الإسرائيلي بشأن الضم التدريجي لقطاع غزة، واعتبرتها حلقة في "مؤامرة التهجير القسري لشعبنا" في القطاع، وتقويضاً لفرصة تجسيد الدولة الفلسطينية على الأرض. إسرائيل ترتكب "إبادة جماعية" أكدت منظمتا بتسيلم وأطباء لحقوق الإنسان الإسرائيليتان، الاثنين، أن إسرائيل ترتكب "إبادة جماعية" في غزة، استناداً إلى تحقيقات أجرتاها. وفي بيان مشترك خلال مؤتمر صحفي في القدس نددت المنظمتان الحقوقيتان بتطوير "نظام إبادة جماعية في إسرائيل يعمل على تدمير وإبادة المجتمع الفلسطيني في قطاع غزة". وتنتقد المنظمتان سياسات الحكومة الإسرائيلية بشكل متكرر، وكان بيانهما المشترك حول الإعلان عن تقريريهما الأخير، هو الأكثر حدة تجاه الحكومة حتى الآن. وفي المقابل، رفض المتحدث باسم مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي ديفيد منسر الاتهام، وقال "قواتنا المسلحة تستهدف الإرهابيين فقط".

"ما يثير القلق في سوريا ليس العنف بل سهولة تفجّره"
"ما يثير القلق في سوريا ليس العنف بل سهولة تفجّره"

BBC عربية

timeمنذ يوم واحد

  • BBC عربية

"ما يثير القلق في سوريا ليس العنف بل سهولة تفجّره"

في جولة الصحافة، اليوم نتعرض لمقال يناقش كيف أن سوريا تعيش على حافة العنف، وثانٍ يتعرض لذكاء اصطناعي يقرأ النقوش اللاتينية القديمة، وثالث يحذر من إمكانية ارتفاع أسعار الفائدة مجدداً. ونبدأ من افتتاحية صحيفة الغارديان، حول المشهد السوري في ظل المرحلة الانتقالية التي تعيشها البلاد بعد سنوات طويلة من حكم عائلة الأسد وحرب أهلية مدمّرة، محذّرة من أن العنف الطائفي قد يبدّد الآمال الهشة بمستقبل أكثر استقراراً. وتقول الصحيفة إنّ كثيراً من السوريين استقبلوا رئيس المرحلة الانتقالية أحمد الشرع، المقاتل السابق في تنظيم القاعدة وزعيم جماعة "هيئة تحرير الشام" الإسلامية المتمرّدة بحماسة، في حين نظر إليه أبناء الأقليات بتفاؤل حذر، والآن، "يهدد العنف الطائفي الآمال الهشة، بغدٍ أفضل". وتستعرض الغارديان الأحداث الميدانية الأخيرة التي تهدد هذا المسار، مشيرة إلى أنه في مارس/آذار 2025، قُتل المئات من المدنيين – ومعظمهم من الطائفة العلوية – على الساحل، "بعد كمين نصبه انصار الديكتاتور المخلوع بشار الأسد، وهو من أبناء تلك الطائفة، لقوات الأمن". ثم، في هذا الشهر، تصاعد نزاع بين أحد أبناء قبائل البدو وعضو من الطائفة الدرزية في منطقة السويداء الجنوبية بسرعة إلى عنف طائفي جماعي مروّع، شاركت فيه قوات الحكومة السورية. وتضيف الصحيفة أن الاشتباكات المسلحة، والقصف، والإعدامات الميدانية، ثم الغارات الجوية الإسرائيلية، أسفرت عن مقتل المئات من الأشخاص، بينهم مدنيون، وربما يكون الأمر الأكثر إثارة للقلق، برأي الصحيفة، "هو السرعة التي يمكن أن تتدهور بها الأوضاع، وعدم قدرة – أو عدم رغبة – الحكومة الجديدة في السيطرة على ما لا يُعدّ جيشاً نظامياً، بل مجرد خليط غير متماسك من الميليشيات وأمراء الحرب". وترى الصحيفة أن الشرع كان بارعاً في كسب تأييد جمهوره الدولي، لكنه كان أقل نجاحاً في التعامل مع الداخل السوري، وتوضح أن قيادته يجب أن تتعامل مع تناقض أساسي: "فهو بحاجة إلى الحفاظ على دعم قاعدة متطرفة وفي الوقت ذاته، عليه أن يطمئن بقية البلاد المجزأة والمجروحة بعمق بأنه قادر على حمايتهم وتلبية احتياجاتهم الأساسية على الأقل". ولا تُغفل الصحيفة البعد الإقليمي للأزمة، مشيرة إلى أن التدخل الإسرائيلي هذا الشهر – الذي قيل إنه جاء دفاعاً عن الدروز، وهي أقلية مهمة في إسرائيل – زاد من تعميق الأزمة. وتبين الصحيفة بأن إسرائيل احتلت أراض إضافية، "ومن الواضح أنها تسعى إلى تقليص القدرات العسكرية السورية وتقويض القيادة الجديدة". وتقول الصحيفة إن استهداف وزارة الدفاع في دمشق، لم يكن مجرد رسالة "بشأن أحداث السويداء"، بل إشارة إلى نوايا أوسع، أما الولايات المتحدة، التي تدرك أن تفكك سوريا لا يخدم مصالحها، "فقد حاولت كبح جماح إسرائيل، ويجب أن تواصل القيام بذلك". وتلمح الصحيفة إلى وجود إشارات إيجابية، خاصة في الجهود الشعبية المستمرة لمواجهة العنف الطائفي عبر الحوار، والسعي لتحقيق العدالة الانتقالية، لكنها ترى أنه "لا يمكن أن تبنى الثقة اللازمة من دون إنهاء الإفلات من العقاب عن أحداث الأشهر الأخيرة والعقود الماضية". لكن الصحيفة تُبدي شكوكها في جدّية الحكومة الجديدة، إذ ترى أنها اكتفت بالكلام بشأن العدالة الانتقالية، ولم تُعلن حتى الآن عن أسماء المسؤولين – من وجهة نظرها – عن مجزرة مارس/آذار، رغم وجود أدلة على وسائل التواصل الاجتماعي وشهادات شهود العيان. وتتابع أن الحكومة تقول إنه "لن يكون هناك تسامح" مع أي انتهاكات في السويداء، لكن الأقليات المذعورة تريد أن ترى دليلاً على هذا الادعاء. وتشدد على أن تحسين المساءلة، والالتزام ببناء العلاقات بين المجتمعات، "ليسا ترفاً يُؤجَّل إلى أوقات أكثر ازدهاراً، بل هما الأساس الضروري لبناء دولة ناجحة"، مبينة ً أن "سوريا التي لا تكون شاملة وحامية لجميع مواطنيها، لا يمكن أن تأمل بالبقاء والازدهار". "خيار رفع الفائدة لا يزال قائماً" ننتقل إلى صحيفة وول ستريت جورنال، حيث يرى الكاتب ويليام إل. سيلبر أن الأسواق قد تفرط في التفاؤل بشأن توجه الفيدرالي الأميركي نحو خفض أسعار الفائدة، محذّراً من أن خيار رفع الفائدة لا يزال قائماً ويجب ألا يُستبعد من الحسابات. وينطلق المقال من خطاب ألقاه كريستوفر والر، عضو مجلس الاحتياطي الفيدرالي والمُعيّن من قبل الرئيس دونالد ترامب، في 17 يوليو/تموز، حيث دعا إلى خفض سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في الاجتماع المقبل للجنة السوق المفتوحة. ويرجّح الكاتب أن ينضم إليه عضو آخر يشارك التوجه ذاته، لكن الأغلبية داخل اللجنة من المتوقع أن تصوّت لصالح الإبقاء على معدلات الفائدة كما هي. ورغم ذلك، يصف الكاتب هذا الاتجاه بالمحبط، مؤكداً أن على الأقل أحد الأعضاء يجب أن يُبقي احتمال رفع الفائدة مطروحاَ، لأن المخاطر التضخمية لم تختفِ تماماً، والتضخم قد يعاود الصعود إذا تم التخفيف النقدي بسرعة أو باندفاع. ويضيف سيلبر أن الاقتصاد الأميركي لا يزال يحتفظ بزخم في جوانب عدة مثل سوق العمل والإنفاق، ما يعني أن رفع الفائدة "قد يحدث"، حتى وإن لم يكن السيناريو الأساسي الآن، فالتوقعات المفرطة بخفض الفائدة تضعف قدرة الاحتياطي الفيدرالي على المناورة وتُربك الأسواق إذا اضطُر لتغيير المسار لاحقاً. ويقول إن الحذر ضروري، وإن وجود صوت مخالف داخل الفيدرالي، يدعو لاحتمال رفع الفائدة، ليس فقط مطلوباً بل مفيداً لإبقاء الخيارات مفتوحة والتوازن قائماً في السياسة النقدية. الذكاء الاصطناعي أصبح قادراً على ترميم النقوش المفقودة بدرجة دقة عالية إلى مجلة ذا كونفرسيشين، وحديث من تريفور إيفانز أستاذ التاريخ والآثار في جامعة ماكواري، عن مشروع بحثي جديد طوّره فريق من شركة غوغل ديب مايند بالتعاون مع باحثين من جامعات في بريطانيا واليونان، يستهدف استخدام الذكاء الاصطناعي لفك رموز النقوش اللاتينية القديمة التي يعود تاريخها إلى ما بين القرن السابع قبل الميلاد والثامن الميلادي. وتشير المجلة إلى أن النظام الجديد، الذي يحمل اسم إينياس نسبة إلى البطل الأسطوري في ملحمة تأسيس روما، هو شبكة عصبية توليدية قادرة على اقتراح نصوص تكمل الأجزاء المفقودة من النقوش، وتحلل السياق التاريخي والبصري المحيط بها، بهدف تسهيل عمل الباحثين المتخصصين في علم النقوش. وفي تجربة عملية لاختبار فاعلية النظام، دُعي 23 مشاركاً من ذوي الخبرة في هذا المجال لاستخدام "إينياس" ضمن محاكاة بحثية حقيقية تحت ضغط الوقت، ووجد المؤرخون أن الترشيحات التي قدّمها النظام كانت مفيدة في 90 في المئة من الحالات، كما زادت ثقتهم بإنجاز المهام البحثية بنسبة 44 في المئة. وأظهرت النتائج، وفق الكاتب، أن "إينياس" ساعد الباحثين على ترميم النقوش الناقصة وتحديد أماكنها وأزمنتها بشكل أكثر دقة من البشر وحدهم أو من أدوات الذكاء الاصطناعي السابقة، وعند تقدير عمر النقوش، قدّم "إينياس" نتائج متقاربة جداً من التواريخ الدقيقة التي أقرّها المؤرخون، بمتوسط فارق يبلغ 13 عاماً فقط. وعن مدى فائدة هذا النظام، تقول الصحيفة بأن علم النقوش هو مجال طويل ومعقّد، ويتطلب سنوات طويلة لاكتساب الخبرة، وغالباً ما يتخصص الباحثون في منطقة أو فترة تاريخية واحدة، لكن "إينياس" قادر على تسريع مراحل التحليل الأولي بشكل كبير، إذ يستطيع التنقيب في كمّ هائل من الأدلة لاكتشاف نقوش متشابهة أو نصوص مرتبطة يصعب رصدها يدوياً، خاصة في النقوش المجزأة. ويضيف التقرير أن "إينياس" قد يُستخدم لتحديد الموقع الجغرافي للنقش، وتقدير تاريخ كتابته. بل ويمكنه اقتراح نصوص محتملة لاستكمال الأجزاء المفقودة، حتى في الحالات التي لا يُعرف فيها حجم الفقد. ويتيح النظام الجديد، وفق الكاتب، رؤية أوسع بكثير للباحثين، خصوصاً من خلال استغلال الإشارات البصرية والسياقية بشكل أكثر تطوراً من الأدوات السابقة. كما أن سرعته الكبيرة في الاسترجاع ستقود الباحثين إلى نقطة الانطلاق في أبحاثهم خلال وقت أقصر بكثير، ما قد يحرّرهم من القيود الجغرافية والزمنية، ويوسّع من نطاق الأسئلة التي يستطيعون طرحها والإجابة عليها.

بريطانيا "تضغط على ترامب لإنهاء المعاناة في غزة"، و14 وفاة جديدة جرّاء "المجاعة وسوء التغذية" بينهم طفلان
بريطانيا "تضغط على ترامب لإنهاء المعاناة في غزة"، و14 وفاة جديدة جرّاء "المجاعة وسوء التغذية" بينهم طفلان

BBC عربية

timeمنذ يوم واحد

  • BBC عربية

بريطانيا "تضغط على ترامب لإنهاء المعاناة في غزة"، و14 وفاة جديدة جرّاء "المجاعة وسوء التغذية" بينهم طفلان

يعتزم رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، الضغط على الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب لإنهاء "المعاناة التي لا توصف" في غزة، وأيضا في المحادثات التجارية، وذلك خلال اللقاء المرتقب بين الزعيمين في منتجع الغولف الخاص بالرئيس الأمريكي في اسكتلندا، بحسب رئاسة الحكومة البريطانية. ومن المتوقع أن يضغط ستارمر على ترامب لحضّه على إحياء مفاوضات وقف إطلاق النار المتعثرة بين إسرائيل وحماس في غزة، مع تفاقم أزمة الجوع في القطاع الفلسطيني المحاصر. وبحسب بيانٍ لرئاسة الحكومة البريطانية فإن ستارمر "سيناقش مع الرئيس الأمريكي بشكل أكبر ما يمكن فعله لضمان وقف إطلاق النار بشكل عاجل، وإنهاء المعاناة والمجاعة التي لا توصف في غزة، وإطلاق سراح الرهائن الذين تم احتجازهم بوحشية لفترة طويلة"، وفق ما ذكر البيان. وعلمت بي بي سي أن مساعدات بريطانية كانت على متن الطائرتين الأردنية والإماراتية التي أسقطت مساعدات على القطاع الأحد. ورغم عطلة مجلس العموم البريطاني، إلا أن ستارمر قرر استدعاء وزراء حكومته لمناقشة كيفية المساعدة في تخفيف الوضع الإنساني في غزة والدفع نحو وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل. على صعيد متصل، قال وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي إن التوقف المؤقت للعمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة "خطوة ضرورية". وأكد أن على إسرائيل إزالة كل العوائق أمام الإغاثة الإنسانية. "الهدنة التكتيكية" تدخل يومها الثاني لليوم الثاني على التوالي، تواصل إسرائيل تطبيق "الهدنة التكتيكية" التي أعلنتها الأحد، بوقف العمليات في بعض مناطق قطاع غزة لمدة عشر ساعات يومياً، بدءاً من الساعة العاشرة صباحاً بالتوقيت المحلي (السابعة بتوقيت جرينتش)، بهدف تسهيل دخول المزيد من المساعدات الإنسانية التي يشتدّ الطلب عليها في القطاع في ظل أزمة الجوع التي تؤكدها الأمم المتحدة. وأعلنت إسرائيل الأحد "تعليقاً تكتيكياً يومياً محدوداً لعملياتها العسكرية" لأغراض إنسانية في بضع مناطق من القطاع المأهولة بالسكان، شملت المواصي، ووسط دير البلح، وشمال مدينة غزة. وذكرت إسرائيل الإثنين أن 120 حمولة مساعدات جرى "توزيعها" في غزة الأحد، في حين أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة دخول 73 شاحنة في شمال وجنوب قطاع غزة في اليومين الأخيرين. وقال المكتب إن معظم الشاحنات تعرضت للنهب والسّرقة. وكانت قوافل المساعدات قد عبرت معبر رفح من الجانب المصري، بعد أن وصلت إلى معبر كرم أبو سالم من الجانب المصري والذي يؤدي إلى جنوب قطاع غزة. إنزالات جويّة و"مشاهد فوضويّة" قامت كل من إسرائيل والأردن والإمارات العربية المتحدة بإنزال مساعدات على القطاع الأحد. وأسقطت الأردن والإمارات 25 طناً، لكن مسؤولاً أردنياً قال لوكالة رويترز، "إن ذلك لا يُعد بديلاً عن التسليم براً"، وهي حجة دأبت الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة على طرحها. وقال فيليب لازاريني، رئيس وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، إن المساعدات المُسقطة بالمظلات "باهظة الثمن وغير فعالة، وقد تؤدي حتى إلى مقتل مدنيين جوعاً" إذا لم تُنفذ بشكل صحيح، وحث إسرائيل على السماح بمزيد من عمليات التسليم بالشاحنات. وقال رشدي أبو العوف، مراسل بي بي سي لشؤون غزة، من إسطنبول، إن مشاهد "فوضوية" سادت خلال نهاية الأسبوع، حيث "تقاتل الناس على أولى عمليات الإنزال الجوي". وقال عماد قداية، وهو صحفي في غزة، يعمل لبي بي سي "إن المساعدات سقطت في مناطق خطرة". وكانت خدمة تقصي الحقائق التابعة لبي بي سي قد توصّلت إلى أدلة أكّدت وصول المساعدات إلى مناطق أعلنتها إسرائيل مناطق قتال "خطيرة". "سوء التغذية في غزة بلغ مستويات خطيرة" سجّلت مستشفيات قطاع غزة، خلال الساعة الـ24 الماضية، 14 حالة وفاة جديدة، نتيجة الجوع وسوء التغذية، بينهم طفلان أنهكهما الجوع، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا). وفي سياق ذلك، حذّرت منظمة الصحة العالمية من أن سوء التغذية في غزة بلغ مستويات خطيرة، بسبب الحظر المتعمد للمساعدات، ما أدى إلى وفيات يمكن تفاديها. وسُجلت 63 وفاة في يوليو/تموز من أصل 74 خلال 2025، بينهم 24 طفلاً دون الخامسة. وأكدت المنظمة أن معظم الضحايا توفوا عند أو بعد وصولهم للمرافق الصحية، مع ظهور علامات الهزال الشديد. وشددت على أن الأزمة يمكن تجنبها إذا استُؤنف دخول المساعدات دون عوائق. وأفادت بأن طفلًا من كل خمسة في مدينة غزة يعاني من سوء التغذية الحاد، وقد تضاعفت الحالات ثلاث مرات منذ يونيو/حزيران، خصوصاً في غزة وخان يونس. كما أشارت إلى أن الأرقام قد تكون أقل من الواقع بسبب صعوبة الوصول، مضيفة أن أكثر من خمسة آلاف طفل تلقوا العلاج خلال أول أسبوعين من يوليو/تموز، 18 في المئة منهم بحالة حرجة. قتلى في غارات إسرائيلية على خيام نازحين وبينما تسري الهدنة العسكرية الإسرائيلية في مناطق محددة من القطاع، يتواصل القصف الإسرائيلي على مدينة غزة، مخلفاً ثلاثة قتلى صباح الإثنين. ومع الساعات الأولى من اليوم، قصف الجيش الإسرائيلي مناطق مختلفة في محافظة خان يونس من بينها خيام نازحين، مما أدى لقتلى وجرحى، وفق تلفزيون فلسطين الرسمي. وتحدث التلفزيون عن قيام الجيش الإسرائيلي بنسف منازل سكنية في مدينة خان يونس. وبحسب الإحصاء الصادر عن وزارة الصحة في القطاع ظهر الأحد بشأن ضحايا الحرب، فإن عدد القتلى وصل إلى 59,821 منذ بدء الحرب في 2023.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store