logo
الكل خرج "منتصراً" من الحرب الإسرائيلية- الإيرانية

الكل خرج "منتصراً" من الحرب الإسرائيلية- الإيرانية

المدنمنذ 6 ساعات

بعد وقف إطلاق النار في الحرب الإسرائيلية- الإيرانية، الذي "فاجأ" الجميع ترامب بإعلانه، أعلن جميع الأطراف أنفسهم منتصرين في حرب الإثني عشر يوماً هذه. ويذكّر هذا الانتصار بنكتة شائعة في منطقة بعلبك- الهرمل عن أن جميع ألعاب الورق بين أبناء المنطقة تنتهي بفوز طرفي اللعبة. وإذا ما تجرأت وأشرت إلى الفريق الخاسر، فستكون أنت الخاسر بالتاكيد.
وعلى الرغم من أن الإيرانيين يتساءلون بسخرية مؤلمة بعد إعلان وقف إطلاق النار: "هل هي حرب الإثني عشر يوماً أم الإثني عشر عاماً"، كما كتب الخبير الروسي بالشؤون الإيرانية Nikita Smagin على موقعه في الفايسبوك.. يعلن الرئيس الإيراني في كلمته للإيرانيين أن انتصار إيران أجبر إسرائيل على القبول بوقف إطلاف النار.
إسرائيل بدورها، التي لم تلتزم بوقف إطلاق النار، مما اضطر ترامب أن يتصل بنتنياهو ليعيد طائراته من سماء إيران قبل أن تفرغ حمولتها من المقذوفات، تعلن أيضاً أنها خرجت منتصرة وحققت جميع أهدافها التي رسمتها لعمليتها ضد إيران.
قد يكون ترامب هو الرابح الفعلي من وقف إطلاق النار "الشامل والكامل". فقد حرص على إعلان انتصاره في تحقيق وقف طلاق النار "الأبدي" قبل توجهه إلى حضور قمة حلف الناتو في هولندا، ليسجل إنجازه "العظيم" في سجلات الحلف. لكن الانتصار الكبير الذي حققه ترامب بفضل فرضه الهدنة على الدولتين "اللتين تتقاتلان منذ فترة طويلة، وتوقفتا على معرفة ما تفعلاه"، كان ترشيحه لجائزة نوبل للسلام من قبل أحد نواب حزبه الجمهوري، ونشره هو على منصته الخاصة Truth Social، حسب موقع Detaly الإسرائيلي الناطق بالروسية في اليوم عينه.
الموقع الإسرائيلي Vesty الناطق بالروسية والتابع لمجموعة يديعوت أحرونوت، نشر في 24 الجاري نصاً بعنوان "إيران ليست حزب الله: الاختبار الحقيقي للهدنة بدأ للتو". نقل الموقع للروسية نص الكاتب في صحيفة يديعوت أحرونوت يوسي يهوشوع، والذي يعتقد بأن النصر العسكري الإسرائيليي قد خلق واقعاً جديداً في الشرق الأوسط، "ولكن كل شيء الآن يعتمد على الظروف والموقف الأميركي". ويرى أن اتفاق وقف إطلاق لنار الذي عُقد مع حزب الله، هو الشبه الأقرب زمنياً للاتفاق الراهن. وفي الحالتين المترابطتين بشكل وثيق، كانت إسرائيل تستعد بشكل جدي للحرب مع عدو نجح في بناء ترسانة من الصواريخ الباليستية القادرة على إلحاق أضرار جسيمة بجبهتها الداخلية. وقد نجحت إسرائيل في مواجهة حزب الله في استخدام مكاسبها العسكرية لترسيخ ظروف جديدة على الأرض. فهي تضرب لبنان بشكل شبه يومي، لكن حزب الله لم يفكر حتى في تقديم الدعم الرمزي لطهران. ويشير إلى أن سلطات المناطق الإسرائيلية الشمالية، وفي فترة توقيع اتفاق وقف إطلاق النار مع حزب الله، كانوا يتساءلون ما إن كان مبكراً جداً وقف الحرب.
يرى الكاتب أن الوضع مع طهران أعقد مما هو مع حزب الله، فهي دولة ذات سيادة، وقدراتها النووية لم تزُل، بل على العكس، قد تكون تعززت. ويقول، حتى لو أثبتت إيران أنها عدو أقل خطورة مما كان يُعتقد في السابق، وعلى الرغم من الخسائر والأضرار، فإن الوقت الآن ليس مناسباً للشعور بالنشوة أو الغطرسة. فإذا كانت الولايات المتحدة تريد التفاوض مع نظام الملالي للتوصل إلى اتفاق نووي جديد بشروط أكثر ملاءمة، فيتعين على إسرائيل أن تصر على فرض قيود أكثر صرامة على برامج إيران النووية والصاروخية. وبالإضافة إلى ذلك، ينبغي لإسرائيل أن تطالب بصياغات واضحة: ما الذي سيعتبر انتهاكاً للشروط، وما هي الإجراءات التي سيُسمح للجيش الإسرائيلي باتخاذها رداً على ذلك. ويرى أنه حتى النجاح غير المسبوق في فرض السيطرة الجوية الكاملة على إيران، لن يساعد بعد إبرام اتفاق رسمي مع الولايات المتحدة. ويرى أن التصريحات الإسرائيلية التي أعقبت الضربة الصاروخية الإيرانية بعد سريان مفعول وقف إطلاق النار، جديرة بالانتقاد. فقد سخر ترامب في الواقع من تصريحات كبار القادة الصاخبة على غرار تلك التي يدلون بها بشأن لبنان.
موقع Lenta الروسي نشر في 24 الجاري نصاً رأى فيه أن إيران وإسرائيل والولايات المتحدة اتفقوا فجأة على وقف إطلاق النار. وتساءل عن شروط إنهاء حرب الإثني عشر يوماً في الشرق الأوسط. استعرض الموقع تفاصيل إعلان ترامب وقف إطلاق النار، وأشار إلى أن وزير الدفاع الإسرائيلي، وعلى الرغم من موافقة إسرائيل على ما أعلنه ترامب، أعطى تعليماته للجيش بالرد الحاسم على خروقات إيران للاتفاق.
تساءل الموقع: لماذا كان ترامب أول من أعلن عن وقف إطلاق النار. ونقل عن ما نشره ترامب نفسه من أن إيران هي الطرف الأول الذي يوقف إطلاق النار ومنحها 8 ساعات لإنجاز عملياتها قبل الالتزام به. بينما منح إسرائيل 12 ساعة لإنجاز عملياتها قبل الالتزام بالاتفاق. وأشار الموقع إلى أن ترامب شكر الجانبين على "الصمود والشجاعة والفطنة" التي سمحت لهما بإنهاء حرب، قال إنها كان من الممكن أن تستمر لسنوات وتدمر الشرق الأوسط بأكمله.
وعن الموقف الإيراني من الاتفاق، قال الموقع إن إيران أعلنت رسمياً التزامها بوقف إطلاق النار "بعد توجيه أربع دفعات من الصواريخ على إسرائيل. ورأى أن وزير الخارجية عباس عراقجي أدلى بتصريح متناقض، حين قال إنه في لحظة إعلان ترامب وقف إطلاق النار، لم يكن قد تم التوصل بعد إلى أي اتفاق رسمي. لكن الوزير أضاف على الفور: "إذا أوقفت إسرائيل "عدوانها" في موعد أقصاه الساعة الرابعة بالتوقيت المحلي، فإن إيران لن تشن ضربات جديدة". ونقل عن مسؤول إيراني قوله في مقابلة مع شبكة CNN إن الحرب كان يمكن أن تمتد لمدة سنتين، وإيران مستعدة لهكذا تطور للأحداث. وفي الوقت نفسه، تحدثت وكالة رويترز، نقلاً عن مصادر، عن لهجة أكثر تصالحية للسلطات الإيرانية.
في السياق طرحت "المدن" على خبيرة روسية في الشؤون الإيرانية وأخرى من أصول إيرانية سؤالاً وحيداً: ما هي الأسباب التي جعلت إيران تقبل بوقف إطلاق النار، على الرغم من التصريحات النارية للقادة الإيرانيين قبل الحرب وأثناءها.
الصحافية الروسية المستقلة Yulia Yuzik قالت إنها المرة الأولى التي يصطدم بها النظام الإيراني بتهديد وجودي لبقائه. ومن المعروف أن إسرائيل ونتنياهو شخصياً كانا ينتظران منذ فترة طويلة تزامن عدة عوامل ملائمة، بما فيها عودة ترامب إلى البيت الأبيض. وعلى الرغم من أهمية التهديد النووي الكبيرة، إلا أنه لم يكن السبب الحقيقي الوحيد للحرب، بل كانت الإطاحة بالنظام تشكل الهدف الأقصى لإسرائيل. فقد كانت إسرائيل والموساد يعملان منذ فترة طويلة على مشروع عودة الأمير رضا بهلوي إلى إيران. لذلك، كانت الخسائر الفادحة والضربات الأقسى من نصيب القدرات العسكرية الإيرانية والحرس الثوري. والأخير يخضع مباشرة للمرشد الأعلى، ولذلك تسعى إسرائيل لتحييد خامنئي.
المستشرقة الروسية من أصول إيرانية لانا فداي راوندي، المنسجمة في توجهاتها مع نهج الكرملين حيال "الشريك الاستراتيجي" إيران، قالت لـ"المدن" إن إيران وافقت على وقف إطلاق النار نظرًا للدمار الهائل الذي لحق ببنيتها التحتية ومنشآتها العسكرية والمدنية. وكان خطر التصفية محدقاً بكبار قادة البلاد. لذلك، رأى الإيرانيون ضرورة الموافقة على وقف إطلاق النار الآن، قبل أن تتفاقم الأمور، وأعلنوا انتصارهم، إذ نجا النظام، وتكبدت إسرائيل أيضًا أضرارًا جسيمة.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ويتكوف: واشنطن تأمل بإبرام إتفاق سلام شامل مع طهران
ويتكوف: واشنطن تأمل بإبرام إتفاق سلام شامل مع طهران

LBCI

timeمنذ 33 دقائق

  • LBCI

ويتكوف: واشنطن تأمل بإبرام إتفاق سلام شامل مع طهران

أكد مبعوث الرئيس الأميركيّ دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف في حديث لشبكة CNBC أن التسلح النووي الإيراني من الخطوط الحمراء للولايات المتحدة، مشيرًا إلى أن واشنطن تأمل بإبرام اتفاق سلام شامل مع طهران. كما كشف وييتكوف أن إعلانات كبرى ستصدر قريبًا بشأن دول جديدة ستنضم إلى اتفاقيات أبراهام، بينها دول "لم نكن لنتخيلها أصلًا"، على حد وصفه.

"فايننشال تايمز": تحرك ترامب تجاه إيران يدفع الصين لإعادة النظر في سياسته تجاه تايوان
"فايننشال تايمز": تحرك ترامب تجاه إيران يدفع الصين لإعادة النظر في سياسته تجاه تايوان

الميادين

timeمنذ 38 دقائق

  • الميادين

"فايننشال تايمز": تحرك ترامب تجاه إيران يدفع الصين لإعادة النظر في سياسته تجاه تايوان

أكدت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية أنّ الصين تعيد تقييم الكيفية التي قد يستخدم بها الرئيس الأميركي، دونالد ترمب القوة العسكرية وانعزاليته في حالة نشوب صراع في آسيا، عقب تدخله في الحرب على إيران. وقال محللون ومسؤولون أميركييون وتايوانيين إن "الهجوم على إيران من شأنه أن يدفع مستشاري الرئيس الصيني، شي جين بينغ، للسياسة الخارجية إلى إعادة التفكير بشكل شامل في كيفية تصرف ترامب بشأن القضايا التي تراها بكين حيوية لمصلحتها الوطنية، مثل تايوان". الخبيرة في سياسة الصين تجاه الشرق الأوسط في جامعة "إكستر"، أندريا غيزيلي، قالت "كانوا يعتقدون أن ترامب في ولايته الثانية سيكون أكثر تعاملاً وربما أكثر براغماتية، وبالتالي ربما تكون العلاقة أكثر استقراراً، لكن الأمور لا تسير على هذا النحو على الإطلاق". وأكدت الصحيفة أنّه يتعين على بكين أن تعيد تقييم ما إذا "كان ترامب سوف يفضل نهجاً أكثر انعزالية للانسحاب من النقاط الساخنة الإقليمية خلال فترة ولايته الثانية، أو ما إذا كان من المرجح أن يتدخل عسكرياً إذا استخدمت الصين القوة للضغط على مطالبها بالسيادة على تايوان". وأفاد مسؤول أميركي، طلب عدم الكشف عن هويته لـ"فايننشال تايمز"، بأن قرار ترامب بإصدار أمر بشن ضربات جوية من شأنه أن يعارض الشعور في الصين بأن تهديدات الرئيس "لا يمكن أن تؤخذ على محمل الجد". اليوم 11:01 اليوم 10:53 وفي تايوان، تدرس إدارة الرئيس، لاي تشينج تي، التداعيات الاستراتيجية للتحرك الأميركي ضد إيران، وفقاً لشخص مطلع على تفكيرها في هذا الشأن. وقال هذا الشخص للصحيفة إن "وجهة النظر الأولية داخل حكومة لاي كانت أن ترامب حطم الانطباع بأن الانعزاليين هم من يتخذون القرارات في واشنطن، حيث اشتبك أتباع ترامب البارزون مع المحافظين الجدد بشأن استخدام الولايات المتحدة للقوة في الخارج". ورجّح الشخص أن "يُسهم هذا في ردع الصين، لكننا سنحتاج إلى بعض الوقت لمراقبة كيفية تكيف الصين مع هذا الوضع بشكل ملموس". ويدرس الخبراء والمسؤولون الإقليميون أيضاً ما إذا كان إعادة نشر الأصول الأميركية من منطقة المحيطين الهندي والهادئ إلى الشرق الأوسط من شأنها أن تقوض تركيز واشنطن على الصين باعتبارها "التهديد الذي يحدد وتيرة تحركها أو أقوى منافس عسكري لها". في المقابل، قال مسؤول في الأمن القومي التايواني إن "التتابع السريع للهجوم الأميركي ووقف إطلاق النار مع إيران يعكس تصميم إدارة ترامب على إنهاء الأزمة في الشرق الأوسط بسرعة حتى لا تشتت انتباهها عن منطقة المحيطين الهندي والهادئ". ورأى محللون أن المخاوف بشأن أمن الطاقة قد تُحفّز أيضاً مناقشات جديدة بشأن خط أنابيب الغاز "قوة سيبيريا 2" الذي طال انتظاره بين روسيا والصين، بحسب "فايننشال تايمز".

نتنياهو: سنواصل التعاون مع ترامب لهزيمة أعدائنا المشتركين
نتنياهو: سنواصل التعاون مع ترامب لهزيمة أعدائنا المشتركين

LBCI

timeمنذ ساعة واحدة

  • LBCI

نتنياهو: سنواصل التعاون مع ترامب لهزيمة أعدائنا المشتركين

أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أنه سيواصل العمل مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب "لهزيمة الأعدائ المشتركين، وتحرير الرهائن، وتوسيع دائرة السلام بسرعة". ونشر نتنياهو هذا في رسالة أرفقها بصورة له مع ترامب يمسكان بأيدي بعضهما البعض، وذلك بعد وقت قصير من إلقاء الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي أول خطاب له منذ موافقة إيران وإسرائيل على وقف إطلاق النار.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store