logo
نداء الوطن: حبس أنفاس وتخوّف من وصول 'إشعاعات' الحرب إلى لبنان

نداء الوطن: حبس أنفاس وتخوّف من وصول 'إشعاعات' الحرب إلى لبنان

وكالة نيوزمنذ 8 ساعات

وطنية – كتبت صحيفة 'نداء الوطن': قاتَل 'لبنان السيادي' منذ أكثر من عقدَيْن، للنأي بالنفس عن صراعات المنطقة، أو للحياد كحدّ أقصى، فجاءت هذه الحرب لتحقق، بالمصادفة، هذه 'الأمنية'.
ثلاثة أيام على هذه الحرب الإسرائيلية – الإيرانية، ولم ينخرط لبنان فيها، وهي المرة الأولى التي يتخذ فيها هذا الموقف منذ اتفاق القاهرة، حين زجَّه الفلسطينيون عنوة في مواجهة مع إسرائيل، وصولاً إلى حرب 'الإسناد والمشاغلة' التي زج فيها 'حزب الله' لبنان عنوة في الحرب مع إسرائيل تحت عنوان 'الإسناد والمشاغلة' لدعم حرب 'طوفان الأقصى'. الاحتساب الدقيق لموازين القوى أو بسبب الضغوط'.
اتصالات وتحذيرات
التحييد والنأي بالنفس، لم يأتيا صدفةً بل نتيجة ضغوطات، وتؤكد مصادر رسمية لـ 'نداء الوطن' أن كل الاتصالات سواء في الداخل أو مع واشنطن والدول الأجنبية تركزت على النأي بالنفس عن الحرب، وقاد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون سلسلة الاتصالات مع الدول، وحصل لبنان على ما يشبه الوعد بأنه إذا لم يدخل أي فصيل الحرب سيبقى في منأى عنها.
و'حزب الله' ينأى بنفسه أيضاً
ووفق معلومات 'نداء الوطن' فإن 'حزب الله' أبلغ الدولة أنه لن يقوم بأي تحرك عسكري، وسينأى بنفسه عن الصراع الإسرائيلي – الإيراني، وجاء هذا الموقف بعدما تواصلت معه جهات عدة في الدولة اللبنانية طالبة منه عدم توريط لبنان في الحرب. ومن جهة ثانية، وزعت الدولة مهامها وكثفت إجراءاتها الوقائية، وحتى لو كانت هناك طمأنة من 'الحزب'، إلا أن المخاوف تبقى من قيام حركة 'حماس' بأي تحرك عسكري يؤدي إلى إشعال الوضع.
إرجاء الملفات وأبرزها السلاح الفلسطيني
اليوم، السادس عشر من حزيران، يفترض أن يكون قد بدأ تسليم السلاح الفلسطيني من بعض المخيمات في بيروت، وهذا لا يتوقع أن يحصل لأن لا مؤشرات إليه، فهذا الملف كان أقر إثر زيارة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إلى لبنان، وصدور بيان مشترك لبناني – فلسطيني حول هذا الأمر.
ماذا جرى؟ وما هي خلفيات التأجيل؟مصادر سياسية مطلعة كشفت أنّ الجدول الزمني لجمع السلاح من المخيمات الفلسطينية، والذي كان يفترض أن ينطلق اليوم الإثنين من مخيمات بيروت، تأجل إلى أجل غير مسمّى، وذلك بسبب خلافات فلسطينية – فلسطينية، حيث ترفض بعض الفصائل التزام وعد تسليم السلاح وفقاً للخطة التي وضعتها اللجنة الفلسطينية – اللبنانية المشتركة، بحجة الحرب المتصاعدة بين إسرائيل وإيران.
من جهة أخرى، أشارت المصادر نفسها إلى أنّ الأجهزة الأمنية اللبنانية، وعلى غرار ما فعلته مع 'حزب الله'، تواصلت مع مختلف الفصائل الفلسطينية وأبلغتهم ضرورة الامتناع عن استغلال الحرب الراهنة، لاستخدام الأراضي اللبنانية منصّة لإطلاق الصواريخ، بحجة مساندة إيران، وذلك منعاً لتعرض لبنان لخطر الاستهداف ردّاً على أي هجمات صاروخية.
زيارة توم براك مؤجلة
ويبدو أن التأجيل ينسحب أيضاً على المواعيد المرتقبة، وفي هذا السياق، تشير معلومات'نداء الوطن' إلى عدم وجود موعد رسمي حتى الساعة لزيارة الموفد الأميركي توم براك فما حصل بين إسرائيل وإيران بدّل الأولويات، لذلك لا يمكن القيام بأي شيء في لبنان والمنطقة من دون معرفة اتجاه الأمور في إيران. ولكن من جهة أخرى هناك من يعتقد في واشنطن بضرورة فصل المسارات، بمعنى أن مواصلة برّاك مهمته في لبنان وسوريا مفيدة في الضغط على إيران دبلوماسياً في موازاة الحملة الإسرائيلية العسكرية.
مجلس الوزراء … جلسة تعيينات دبلوماسية
جلسة مجلس الوزراء اليوم يُتوقَّع أن تقر التشكيلات الدبلوماسية على الرغم من الاعتراضات التي قد تسجل على عملية الترفيع من فئة إلى أخرى لا سيما بالأسماء الشيعية،، ومن الأسماء التي حُسِمَت: فرح بري في لندن، وربيع الشاعر في باريس، وندى حماده معوض في واشنطن، وأمين عام الخارجية الحالي هاني شميطلي إلى إسبانيا، وأحمد عرفة (من داخل الملاك) من الكويت إلى رئيس بعثة لبنان في الأمم المتحدة في نيويورك، وهند درويش إلى الأونيسكو، وعلي قرانوح، من داخل الملاك، إلى السعودية، وطارق منيمنة، من خارج الملاك، إلى دولة الإمارات، علي الحلبي باق في القاهرة والجامعة العربية، زياد طعان إلى أبيدجان، جان مراد إلى قبرص، مدير المراسم أسامة خشاب إلى السويد ، هادي هاشم من رئيس بعثة لبنان بالوكالة في الأمم المتحدة إلى سفارة لبنان في سلطنة عمان، وحسين حيدر ، من داخل الملاك إلى سويسرا ، وليد حيدر، من داخل الملاك إلى بروكسيل، عبير طه من داخل الملاك إلى طوكيو، هادي جابر إلى موسكو والسفير غادي خوري من الفاتيكان إلى فيينا، ومصطفى أديب من سفارة لبنان في ألمانيا إلى الإدارة المركزية في بيروت وكذلك السفيرة كلود الحجل من قبرص إلى الإدارة المركزية في بيروت.
وتقول المعلومات إنه في السابق كانت القاعدة أن يتم تعيين سفراء من خارج الملاك والاستثناء من داخل الملاك، لكن هذه المرة القاعدة من داخل الملاك والاستثناء من خارجه. وسيكون هناك سفيران من السُنة من خارج الملاك لتعذر وجود بقية مرشحين سُنة داخل الملاك. وتختم المصادر 'يُسجَّل لوزير الخارجية يوسف رجي أنه استطاع في أقل من شهرين إنجاز تشكيلات شاملة وأعاد الانتظام الى الجسم الدبلوماسي اللبناني، بعد تعثر عمره نحو ثماني سنوات، ومن خلال التشكيلات الشاملة يكون الوزير رجي قد أكد أن الكفاءات موجودة داخل السلك الدبلوماسي بمقدار كبير، وهو العليم بهذا الواقع كونه ابن هذه الوزارة'.
في مقابل 'تسيير' التشكيلات الدبلوماسية، يبدو أن التعثر هو عنوان التعيينات القضائية والمالية، وعنوانه الرئيس نبيه بري الذي يرفض أن يُناقش في الأسماء التي يقترحها، سواء لجهة المدعي العام المالي، أو لجهة نائب حاكم مصرف لبنان، فالرئيس بري يتمسك بالقاضي زاهر حمادة كمدعٍ عام مالي، وبوسيم منصوري كنائب للحاكم، وهذا التمسك قوبل بالرفض، ما ارجأ البت في الملف.
في هذه الأثناء بدأت المخاوف في القطاع السياحي من تطيير موسم الصيف، من خلال المؤشرات التالية:
إلغاء حجوزات في القطاع الفندقي والشقق المفروشة.
إلغاء حجوزات الطيران

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

«إسرائيل» تواصل ثلاثية الاختراق والتدمير والاغتيالات
«إسرائيل» تواصل ثلاثية الاختراق والتدمير والاغتيالات

الأسبوع

timeمنذ ساعة واحدة

  • الأسبوع

«إسرائيل» تواصل ثلاثية الاختراق والتدمير والاغتيالات

محمد باقري وعلي شمخاني وحسين سلامي وائل بنداري اعتمدت إسرائيل، منذ نشأتها، على 3 أدوات رئيسة ضد دول المنطقة، اغتيال القادة والمؤثرين، تنفيذ عمليات استخبارية وتجنيد عملاء، ثم استخدام الاختراق السيبراني والمعلوماتي، إلى جانب تدمير المنشآت العسكرية ومخازن المواد الخام. وخلال الضربة الأخيرة، تم اغتيال عدد من كبار القادة الإيرانيين، مثل: حسين سلامي، قائد الحرس الثوري، إسماعيل قآني، قائد فيلق القدس، محمد باقري، رئيس أركان القوات المسلحة، علي شمخاني، مستشار المرشد الأعلى، غلام رشيد، قائد قيادة «خاتم الأنبياء». طالت العملية الإسرائيلية: أمير علي حاجي زادة، قائد قوات الجو-فضاء بالحرس الثوري، فريدون عبّاسي دوائي، الرئيس السابق لمنظمة الطاقة الذرية الإيرانية، ومحمد مهدي طهرانجي، العالم النووي ورئيس جامعة «آزاد» الإسلامية بطهران، والقائد ربّاني، معاون العمليات في هيئة الأركان العامة، وداوود شيخيان، قائد الدفاع الجوي في قوات الجو-فضاء. كما استهدفت إسرائيل المنشآت النووية الإيرانية خلال هذه الضربة، وتضررت مفاعلات نطنز وفوردو وأصفهان بشكل كبير، في استكمالٍ لمسلسل استهداف العلماء النوويين البارزين، حيث تم اغتيال ستة منهم في العمليات الأخيرة، أبرزهم: عبد الحميد مينوشهر، رئيس قسم الهندسة النووية في جامعة شهيد بهشتي، أحمد رضا ذو الفقاري، خبير الهندسة النووية بالجامعة نفسها، أمير حسين فقهي، عضو هيئة التدريس بالجامعة، نائب مدير منظمة الطاقة الذرية، مدير معهد أبحاث العلوم والتكنولوجيا النووية، مطلبي زادة، خبير التطوير النووي، محمد مهدي طهرانجي، عالم الفيزياء النووية، وفريدون عباسي، مهندس تخصيب اليورانيوم. بدأت إسرائيل في تكثيف اغتيالات قادة «حماس» بعد عملية السابع من أكتوبر 2023، فاستهدفت: إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي، يحيى السنوار، قائد الحركة، وشقيقه محمد السنوار، محمد الضيف، القائد العام لكتائب عز الدين القسام، مروان عيسى، نائب القائد العسكري، وصالح العاروري، نائب رئيس المكتب السياسي، فضلًا عن قائمة أخرى من القيادات. وفي لبنان، طالت الاغتيالات رأس الهرم في حزب الله، مثل: حسن نصر الله، الأمين العام للحزب، وخليفته هاشم صفي الدين، ومصطفى بدر الدين، فؤاد شكر، نبيل قاووق، وسام الطويل، محمد عفيف، سمير القنطار، إبراهيم عقيل، علي كركي، إبراهيم قبيسي، قائد منظومة الصواريخ، وأحمد وهبي، قائد قوة الرضوان. استخدمت في هذه الاغتيالات شبكة كبيرة من العملاء مع اختراقات أمنية وسيبرانية، كان أشهرها انفجار أجهزة «البيجر» التي استُخدمت ضد أعضاء حزب الله في لبنان، وراح ضحيتها نحو 42 شخصًا، وأُصيب أكثر من 3000، بينما تشير تقديرات غير رسمية إلى إصابة ما يزيد على 5000 شخص، في سابقة تُعد من أبرز عمليات الاختراق المخابراتي. كما سعت إسرائيل إلى تدمير مستودعات الأسلحة والذخيرة، ولا سيما التابعة لحزب الله في سوريا ولبنان، حيث أعلن الجيش الإسرائيلي أن قوات الفرقة 91 دمّرت بنى تحتية ومستودعات أسلحة في جنوب لبنان، وصادرت نحو 85 ألف قطعة سلاح، من بينها قاذفات صواريخ، وصواريخ مضادة للدبابات، وقذائف «آر بي جي»، ومتفجرات، وصواريخ مضادة للطائرات، وأجهزة مراقبة، ومركبات عسكرية، وغيرها، وذلك خلال العملية البرية التي نُفّذت في أكثر من 30 قرية جنوبية. وأعلن الجيش الإسرائيلي أيضًا أنه دمّر 70% من الأسلحة الاستراتيجية، و75% من مواقع إطلاق الصواريخ قصيرة المدى، إلى جانب أكثر من 1500 بنية تحتية هجومية، و150 مستودعًا عسكريًا، و1600 مقر عسكري، مما خفّض قدرات حزب الله القتالية بشكل كبير، كما اغتالت إسرائيل نحو 3800 مسلح من الحزب منذ بداية الحرب. وأشار مراقبون إلى احتمال تورط إسرائيل في انفجار مرفأ بيروت في 4 أغسطس 2020، والذي يُعد ثاني أضخم انفجار غير نووي بعد انفجار مفاعل هيروشيما. فقد رُصدت طائرات مسيّرة تحوم حول المرفأ قبيل الانفجار، الذي نجم عن اشتعال مادة نيترات الأمونيوم، والمقدرة بنحو 2750 طنًا. وأسفر الانفجار عن مقتل 218 شخصًا، وإصابة أكثر من 7000 آخرين، بحسب التقديرات الرسمية، إلى جانب دمار واسع طال منازل ومبانٍ ضمن نطاق بلغ 10 كيلومترات. أما ميليشيا الحوثي، فقد أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه تم القضاء عليها نتيجة الغارات المتواصلة منذ 15 مارس الماضي، بأمر منه شخصيًا، حيث استُهدفت مواقع متعددة، منها مطار صنعاء، الحُديدة، تعز، البيضاء، ذمار، صعدة، وقاعدة الديلمي شمال العاصمة، إلى جانب موانئ الحديدة وعدن والصليف ورأس عيسى، وجزيرة كمران، وذلك على مراحل متكررة. ولعل حادث قصف المفاعل النووي العراقي (مفاعل تموز) خلال عملية «أوبرا» في 7 يونيو 1981، واغتيال العالم المصري يحيى المشد، الذي ترأس البرنامج النووي العراقي، في فندق بباريس يوم 14 يونيو 1980، شكّلا مؤشرًا مبكرًا على السياسة الإسرائيلية الثابتة في استهداف أي نشاط نووي في المنطقة، خاصة الأنشطة الإيرانية الأخيرة، بعد تعثر المفاوضات مع الولايات المتحدة، وبدء ما يبدو أنه تمهيد لجولة نهائية من الاستهدافات.

حروب الطابور الخامس.. الرعب القادم من إسرائيل: قراءة أوراق دومينو الهزائم
حروب الطابور الخامس.. الرعب القادم من إسرائيل: قراءة أوراق دومينو الهزائم

مصراوي

timeمنذ 2 ساعات

  • مصراوي

حروب الطابور الخامس.. الرعب القادم من إسرائيل: قراءة أوراق دومينو الهزائم

تأسيس ضروري قراءة أوراق الدومينو لهزائم العرب وإيران منذ 7 أكتوبر مجتمعة، تشي بأمور أكبر من مجرد سلسلة هزائم تكتيكية. وتنبئ بأن الحبل لن يتوقف عند إيران، والكرار سيتواصل. النمط في كل المعارك التي فازت بها إسرائيل منذ 7 أكتوبر، يكشف أن هذه الحرب بدأت أقدم مما نتخيل. وأنها لن تتوقف عند إيران إذا انهزمت طهران. هذه حرب لا تشبه سابقاتها، ومن لا يستخلص العبر من هزائم الأمس، سيعتبر يوم لا تنفعه العبرة. وإذا كان الغبي هو من لا يتعلم من تجاربه. فالأحمق من لا يتعلم الدرس من أخطاء الغير. ومن لا يشعر بالرعب مما حدث في إيران، أحمق يشبه أهالي طروادة. يترك ساحته الخلفية مفتوحة، بلا ضابط. فالطابور الخامس الذي يعمل مع إسرائيل ضد إيران داخل إيران لا يتوقف عند التجسس التقليدي. * على مهل، لنقرأ أوراق الدومينو بعد يوم واحد من عملية طوفان الأقصى 7 أكتوبر 2023، دخل حزب الله في الصراع من خلال شن هجمات على أهداف إسرائيلية. لكن التورط الإيراني المباشر تأخر حتى أبريل 2024، لتبدأ إسرائيل سريعا في تنفيذ حرب "الطابور الخامس" لتقطيع أذرع وقوة طهران عبر 5 أوراق دومينو. 1- اغتيال رئيسي وقادة الحرس في 1 أبريل 2024، أغارت إسرائيل على القًنصليَّة الإيرانية في دمشق وقتلت 16 شخصًا منهم مسؤول إيراني كبير في فيلق القدس. بعدها شنت إيران عملية الوعدُ الصَّادق 1 ونفذت هجمات عسكريَّة جويَّة محدودة على إسرائيل بطائرات مُسيَّرة وعددٍ من الصَّواريخ البالستيَّة ليل 13 أبريل وحتى فجر 14 أبريل 2024. بعدها بأيام، تعهد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي بتدمير إسرائيل بالكامل، في حالة قيامها حتى بـ "أصغر هجوم" على بلاده. وقال رئيسي: "إذا تم استفزاز إيران لتنفيذ هجوم أكبر، فلن يبقى شيء من إسرائيل". وفي 19 مايو 2024، توفي الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في حادث تحطم مروحية في محافظة أذربيجان الشرقية، بالقرب من الحدود مع أذربيجان. كما قُتل وزير الخارجية آنذاك، حسين أمير عبد اللهيان. بعد عام، لا يزال التفسير الرسمي - أن سوء الأحوال الجوية تسبب في اصطدام الطائرة بجبل - موضع تساؤل واسع النطاق داخل إيران وخارجها. 2- اغتيال هنية بقلب طهران يوم الأربعاء 31 يوليو، اغتالت إسرائيل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، بينما كان في العاصمة طهران لحضور مراسم تنصيب الرئيس الجديد مسعود بزشكيان. وبعدها بأيام اعتقلت طهران عشرات العناصر بينهم قادة كبار، بتهمة التخابر مع إسرائيل. ورغم أن إيران اعترفت لأول مرة بوجود جواسيس لإسرائيل في مواقع مهمة، إلا أنها لم تكن تدرك، حتى هذه اللحظة، أن الأمر أخطر من مجرد جواسيس. وأنها وأذرعها تواجه حربا من نوع جديد، حرب الطابور الخامس. 3- هجمات البيجر كانت هجمات البيجر أول إعلان فعلي واضح عن "حرب الطابور الخامس" التي جهزت لها إسرائيل لتقليم أذرع إيران. في يومي 17 و18 سبتمبر 2024، انفجرت أجهزة النداء (البيجر والوكي توكي) التي يستخدمها عناصر حزب الله في لبنان. أسفرت سلسلة التفجيرات عن مقتل وإصابة نحو 4 آلاف من مقاتلي وقادة حزب الله الميدانيين، في أهم الضربات الإسرائيلية لإيران وأذرعتها. وفقا لتسريبات استخباراتية متعمدة من تل أبيب، أنشأ الموساد 3 شركات لإخفاء هوية مصنع الأجهزة المفخخة. وتولى الطابور الخامس مهمة التعاقد على الشحنة المفخخة. وحذر الطابور الخامس تل أبيب من تزايد شكوك اثنين من قيادات حزب الله في الشحنة، ما دفع إسرائيل لاستعجال الضربة وشن الهجمات يوم 17 سبتمبر. 4- اغتيال نصر الله لم يكد الحزب يستوعب ما حدث في هجمات البيجر، حتى عالجته إسرائيل بضربة أخرى. واغتالت الأمين العام للحزب حسن نصر الله. بحسب التقارير، نقل الطابور الخامس موعد ومكان اجتماع نصرالله وقيادات الحزب لإسرائيل قبل الاجتماع بساعات طويلة. وقدم خرائط مفصلة لمخبأ الاجتماع. ودفع الموساد برجل مجهول التقى نصر الله وصافحه ولطخ يديه بمادة غير معروفة ساعدت إسرائيل في تعقب مكانه. وصورت إسرائيل العملية عن طريق عملاء ميدانيين من الطابور الخامس. 5- إسقاط الأسد قبل أيام من انهيار نظام الأسد في 8 ديسمبر 2024، شنت إسرائيل سلسلة هجمات على مواقع للجيش السوري. دمرت منظومات للدفاع الجوي وشلت حركة الطيران السوري. تزامن ذلك مع هجوم واسع شنته قوات المعارضة بقيادة هيئة تحرير الشام (الطابور الخامس)، التي اتضح أنها مدعومة من تركيا وأمريكا. وبعد وصول الجولاني "الأمير الأحمر" الذي أعدته أمريكا لخلافة الأسد للحكم، شنت إسرائيل عملية "سهم باشان" وتوغَّلت في أراضي سوريا ودمرت 90% من قدرات الجيش السوري. كما فقدت إيران قوة ذراعها الحوثي، بعد سلسلة ضربات أمريكية دمرت شبكة الاتصالات المعقدة التي اعتمدت عليها الجماعة اليمنية بعد ضربات البيجر. ولا يعرف كيف فكت أمريكا شفرات الاتصال المعقد للحوثي ولا كيف حددت مكان شبكاته. 6- أحدث المعارك (إسرائيل/ترامب ضد إيران). الخميس الماضي، استنفرت إيران قوتها كلها، بعد أن فجر ترامب قنبلته بضربة إسرائيلية وشيكة. كل المعطيات كانت تقول إنها حرب فقدت مفاجأة الضربة الأولى. وعندما كانت عيون طهران على تل أبيب. أتتها الضربة الأولى من المسافة صفر، من العمق بواسطة قاعدة مسيرات ركبها عناصر الطابور الخامس، فكانت المفاجأة هذه المرة أخطر من مفاجأة التوقيت. في المعارك الاستراتيجية، هناك ضربات تغير مجرى المعركة. لا تحسم نتيجتها، لكنها لا تبقي الأوضاع على حالها، تُغير موازين القوى. والمرعب أن تأتيك هذه الضربة من الداخل بالطابور الخامس. يُعرّف قاموس بنغوين للعلاقات الدوليّة الطابور الخامس كالتالي: "مصطلح يعود بالأصل إلى الحرب الأهلية الإسبانية (1936) ويعني جهازًا منظمًا سريًّا يعمل ضمن صفوف العدو ويهدف إلى إفساد وتخريب وتعطيل المجهود الحربي." وشاع استعمال هذا المصطلح في أثناء الحرب العالمية الثانية، للإشارة إلى أولئك الذين تعاونوا مع الجيوش الألمانية ضد بلدانهم. القراءة الشكلية تقول إن إيران لم تدخل حصان طروادة لعمقها- بشكل مباشر كسكان طروادة القديمة على الأقل-، لكن طابورا خامسا تشكل تحت عينها، ركب قاعدة المسيرات الإسرائيلية في قلب طهران، وركب أجهزة المساندة والتعطيل قرب قواعدها العسكرية، فكانت ضربة القصم. لكن التحليل الأعمق، يكشف أن طهران كانت كـ"البقرة حاحة" في أغنية أحمد فؤاد نجم والشيخ إمام، وأدخلت حصان طروادة داخلها دون أن تدرك. لم تتعلم طهران الدرس من استخدام إسرائيل الطابور الخامس في 5 معارك ضد إيران وأذرعها وحلفائها. وعجزت عن تنظيف بيتها. يقول أحمد جابر حسنين في بحثه "الطابور الخامس أسلوب القيادة الإدارية بالتجسس وأسس القضاء عليه": "يُعد الطابور الخامس سلاحاً فعالاً إذا استخدم الاستخدام الأمثل، في تحطيم كيان الأمم بإضعافها وتفتيتها بالإشاعات والأراجيف؛ لإثارة الفزع بين صفوف المواطنين، بإظهار مقدرة العدو العسكرية، والقيام بأعمال التجسس والتخريب، وإثارة النعرات القومية والإقليمية والطائفية والعرقية بين المواطنين." إذ يعتبر أنّه بمثابة سلاح لتحطيم قدرات جهة ما بأساليب متنوّعة مرتبطة بالتجسّس وتعظيم النزاعات والخلافات بين المواطنين". لكن إسرائيل تجاوزت هذا الاستخدام الأولي، وحولت الطابور الخامس إلى رأس حربة في المعركة، وعملياتيا تجاوز الطابور الخامس العامل مع إسرائيل مجرد بث الشائعات ونقل المعلومات ليكون حصان طروادة الذي يفتح أبواب الحصون المغلقة. ويشارك في المعركة بشن هجمات بالمسيرات والسيارات المفخخة في قلب إيران وقت المعركة. وربما يشوش ويعطل أجهزة الدفاع الجوي ويرصد منصات إطلاق الصواريخ ويستهدفها. لكن تسلل قاعدة المسيرات في طهران يتشابه بشكل ما مع عملية تسلل المسيرات في روسيا، ما يشي بأمرين: إما أن إسرائيل فاعلة أكثر مما هو معلن في حرب أوكرانيا، أو أن أمريكا حركت الهجومين عبر وكلائها الإقليميين أوكرانيا وإسرائيل. وها هي إسرائيل تشن اليوم هجوما سابعا ضد العرب بـ"الطابور الخامس" بصناعة ياسر أبو شباب، وتقديمه كـ"قائد القوات الشعبية" لضرب حماس من الداخل.

إيران وإسرائيل حرب الظلال تتحول إلى نيران حقيقية
إيران وإسرائيل حرب الظلال تتحول إلى نيران حقيقية

الكنانة

timeمنذ 4 ساعات

  • الكنانة

إيران وإسرائيل حرب الظلال تتحول إلى نيران حقيقية

إيران وإسرائيل حرب الظلال تتحول إلى نيران حقيقية بقلم: محمود سعيدبرغش لم تعد التهديدات المتبادلة بين إيران وإسرائيل مجرد عناوين في الصحف، بل تحوّلت خلال الأيام الأخيرة إلى واقع دموي ملتهب. فقد خرج الصراع من حرب الوكلاء والضربات المحدودة إلى مواجهة مباشرة، تهدد بإشعال الشرق الأوسط كله، وربما العالم. فهل نحن أمام حرب إقليمية شاملة؟ أم مجرد جولة جديدة من الصراع المزمن؟ ومن الأقوى فعليًا على الأرض؟ وماذا يريد كل طرف؟ بدأت الجولة الأخيرة بعد ضربة إسرائيلية دقيقة استهدفت منشآت نووية وعسكرية إيرانية، بينها مواقع في 'نطنز' و'فوردو'، ومقرات للحرس الثوري، ما أسفر عن مقتل شخصيات عسكرية وعلماء نوويين. لم تمضِ ساعات حتى جاء الرد الإيراني صاعقًا، من خلال عملية 'الوعد الحق الثالث'، التي شهدت إطلاق أكثر من 150 صاروخًا باليستيًا و100 طائرة مسيّرة باتجاه عمق إسرائيل، منها تل أبيب، حيفا، وقواعد عسكرية حساسة. ورغم فاعلية أنظمة الدفاع الإسرائيلية (مثل 'القبة الحديدية' و'حيتس 3″)، سقطت عشرات القذائف على الأرض، وسُجِّلت خسائر بشرية ومادية غير مسبوقة منذ حرب أكتوبر. رغم أن إيران تمتلك جيشًا ضخمًا، وصواريخ باليستية، ونفوذًا إقليميًا واسعًا، إلا أن إسرائيل تتفوق تكنولوجيًا، وتملك دعمًا أمريكيًا وغربيًا مباشرًا، إضافة إلى قوة نووية غير معلنة. لكن ما يُحسب لإيران هو شبكتها المعقدة من الحلفاء: حزب الله في لبنان، الحوثيون في اليمن، الحشد الشعبي في العراق، والنظام السوري. هذه القوى تُستخدم لشن ضربات بالوكالة، مما يجعلها قادرة على إرهاق إسرائيل على جبهات متعددة دون الدخول في مواجهة مباشرة طويلة الأمد. الولايات المتحدة، باعتبارها الحليف الأول لإسرائيل، أعلنت منذ اليوم الأول أن أمن إسرائيل خط أحمر، ورفعت حالة التأهب في قواعدها في المنطقة (في العراق، الخليج، الأردن). كما دفعت حاملة الطائرات 'يو إس إس دوايت أيزنهاور' إلى شرق المتوسط، وبدأت في إعادة تموين أنظمة الدفاع الإسرائيلية. لكن إدارة الرئيس الأمريكي تسير على حبل دقيق: لا تريد حربًا شاملة تجرّها إلى مستنقع جديد. وفي الوقت نفسه، لن تسمح بانكسار إسرائيل أو استهدافها نوويًا. وقد استُدعي مجلس الأمن للانعقاد الطارئ، بينما يجري البيت الأبيض محادثات مكثفة مع حلف الناتو ودول الخليج لاحتواء التصعيد. باكستان دخلت المشهد بشكل غير مباشر، بعد تقارير عن: اجتماعات استخباراتية عالية المستوى مع إيران خلال الأسبوع الماضي. دعوات من أطراف إيرانية للتنسيق العسكري مع باكستان بحكم تقارب إسلامي وعقائدي. لكن باكستان حتى اللحظة تتخذ موقفًا حذرًا ومحايدًا، وتدعو للتهدئة، حيث تخشى: الانزلاق في صراع إقليمي لا يخدم مصالحها. توتر علاقتها مع السعودية والإمارات، حلفائها الاقتصاديين. كما أن المؤسسة العسكرية الباكستانية تدرك تعقيدات التحالفات في المنطقة، خصوصًا أن أمريكا شريك رئيسي لها في التمويل والتدريب. أسعار النفط تجاوزت 100 دولار للبرميل. تأمين السفن في الخليج ارتفع لأرقام قياسية. البورصات في تل أبيب ودبي والكويت شهدت انهيارات نسبية. الخوف من إغلاق مضيق هرمز أو توسيع الحرب إلى الخليج، جعل الاقتصاد العالمي في حالة تأهب، وربما ركود مرتقب. إسرائيل: تسعى لضمان تفوقها العسكري ومنع إيران من تطوير القنبلة النووية. كما تستفيد حكومة نتنياهو من الحرب داخليًا لصرف الأنظار عن أزمات داخلية واحتجاجات مستمرة. إيران: ترى في المواجهة فرصة لترسيخ 'الهيبة' في الداخل بعد أشهر من اضطرابات داخلية، ولإرسال رسالة إلى الولايات المتحدة وأوروبا بأن أمن إسرائيل لن يكون بمعزل عن الساحة الإقليمية. الولايات المتحدة: تدعو للتهدئة، لكنها لن تسمح بسقوط إسرائيل أو بامتلاك إيران للسلاح النووي. باكستان: تراقب بحذر وتتحفظ عن أي انحياز، رغم الضغوط الدينية والإقليمية، وتخشى أن يتحول الصراع إلى سني–شيعي يجرّها إلى دوامة. رغم نيران الصواريخ، يبدو أن الطرفين لا يرغبان في حرب شاملة: إيران تخشى التدمير الكامل لبنيتها النووية والعسكرية. إسرائيل لا تريد التورط في مستنقع دموي طويل الأمد. لكن لعبة حافة الهاوية خطيرة جدًا، وأي خطأ أو استهداف غير محسوب قد يُشعل حربًا لا يُمكن السيطرة عليها. ما يحدث اليوم بين إيران وإسرائيل ليس مجرد تصعيد عابر، بل هو جزء من معركة كبرى على النفوذ والهيمنة في الشرق الأوسط. ومع دخول قوى كبرى مثل أمريكا وباكستان في المعادلة، بات الوضع أكثر تعقيدًا. العالم كله يراقب.. والشرق الأوسط يحبس أنفاسه. السؤال الذي يبقى: هل هذه بداية النهاية؟ أم نهاية البدايه

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store