
معادلة الربح بعدم الخسارة!
ترتكز هذه النظريّة على المنطق التاليّ: لا مُسلّمات تُلزم اللاعب من خارج إطار الدولة بتقديم بيانات تقيس نصره أمام مجتمعه، وحتميّة تحويلها إلى مكاسب سياسيّة.
بكلام بسيط جداً، لا يوجد من يُحاسب أو يُراقب هذا اللاعب. وعادةً، ترتكز ديمومة هذا اللاعب على العناصر التالية: الحاجة إلى ملاذ آمن، وضرورة توفّر راعٍ خارجيّ يموّله بكلّ ما يلزم، كما وجوب توفّر قائد كاريزماتي عقلاني مستعد لاستعمال العنف حتى ضدّ مجتمعه.
بعد سقوط الدبّ الروسيّ، والحرب الكونيّة على الإرهاب بعد كارثة 11 سبتمبر (أيلول) 2001، بدأ اللاعب من خارج إطار الدولة يؤدي دوراً مهمّاً في السياسة العالميّة، مثله مثل باقي الدول ومن كل الأوزان.
ألم تُغير «11 أيلول» الديناميكيّة العالميّة؟ ألم تتحرك أميركا إلى حرب كونيّة على الإرهاب كان مسرحها الأساسيّ منطقة الشرق الأوسط؟
قبل «11 أيلول»، لم يسيطر اللاعب من خارج إطار الدولة على الأرض والمساحة. بل كان لاعباً غير منظور-شبح، لا يمكن قياس النجاح عليه. فاغتيال قائد مهم له مثلاً، لم يكن يعني سقوطه كتنظيم. لكن بعد تحوّله للسيطرة على الأرض، وإنشاء كيانات مماثلة لكيانات الدولة، أو الخلافة، أصبح هذا اللاعب هشّاً، يمكن عدّه وحدّه وقتاله بطريقة تقليديّة وقياس النجاح عليه.
هكذا كان الأمر مع تحوّل تنظيم «القاعدة» إلى «داعش»، وإعلان الخلافة. وهكذا كان الأمر بعد تحوّل «حزب الله» اللبنانيّ من قتال حرب العصابات إلى السيطرة على الأرض بعد الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان عام 2000، وتشكيله دولة ضمن الدولة (لاعب هجين)، وذهابه إلى سوريا للقتال هناك. ينسحب هذا الأمر على حركة «حماس»، لكن بالطبع مع الاعتراف بأن ظروف كل لاعب مختلفة عن الآخر، حتى ولو جمع ما يُسمّى مبدأُ «وحدة الساحات» كلاً من «حماس» و«حزب الله».
في كثير من خطبه، كان أمين عام «حزب الله» السابق حسن نصر الله، يُردّد: «إننا نربح إذا لم نخسر». وهذا يعني القدرة على الصمود أمام عدوّ قويّ جدّاً، باعتماد الحرب اللاتماثليّة، ومع القدرة على التعويض، وإعادة بناء القوّة بعد توقّف الحرب.
حصل هذا الأمر فعلاً بعد حرب يوليو (تمّوز) 2006. ينسحب هذا الأمر على حركة «حماس» في قطاع غزّة. فهي خاضت كثيراً من الحروب المحدودة ضد الجيش الإسرائيليّ، لكنها استطاعت الصمود، والتعويض بعد كل جولة قتال. غيّرت مفاجأة 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023 كل الديناميكيّة، كما كل المعادلات والمفاهيم التي كان يعتمدها اللاعب من خارج إطار الدولة في استراتيجيّة قتاله. لكن كيف؟
يقول الفيلسوف السلوفيني سلافوي جيجاك، في معرض تحليله مكونات المعادلة الجدليّة (Dialectic) التي وضعها الفيلسوف الألماني هيغل، التي تقوم على الأطروحة، نقيض الأطروحة، والتوليف (thesis,antithesis, synthesis)، إنه لا يمكن تغيير مكونات هذه المعادلة. لكن جُلّ ما يمكن فعله هو التأثير في الأطروحة، أو نقيضها، كي نؤثّر في النتاج أو التوليفة.
وإذا رأينا أن اللاعب من خارج الدولة يربح إذا لم يخسر، وتخسر الدولة التي حاربته إذا لم تنتصر، فكيف لإسرائيل أن تُغيّر نتاج أو توليفة هذه المعادلات؟ استناداً إلى تحليل الفيلسوف سلافوي؛ عمدت إسرائيل إلى رفع مستوى الخسارة لدى أعدائها إلى درجة، لا يمكن لهم التعويض في وقت قصير، والتحضير لجولة قادمة. وبذلك، تتغيّر معادلة «نربح إذا لم نخسر»، فقط لأن إسرائيل انتقلت في مقاربتها العسكريّة من ترميم الردع، إلى الردع العقابيّ-النكبويّ.
في الختام، إذا رأينا أن السلاح النوويّ هو الرادع الأساسيّ لمنع قيام حروب مباشرة بين القوى العظمى، وإذا رأينا أنه بسبب هذا السلاح تتّجه القوى العظمى إلى الحروب بالوساطة، وعبر الوكلاء، فماذا سيحصل إذا قرّرت الصين استرداد جزيرة تايوان بالقوة العسكريّة؟ خصوصاً أن هذه الجزيرة تشكّل جوهرة التاج في الاستراتيجيّة الأميركيّة لاحتواء الصين؟
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صحيفة سبق
منذ 33 دقائق
- صحيفة سبق
مجلس الأمن الدولي يدين تقويض الجهود الرامية لتحقيق الاستقرار في سوريا
أدان مجلس الأمن الدولي جميع أشكال التدخل السلبي أو الهدام في عملية الانتقال السياسي والأمني والاقتصادي في سوريا، مشيرًا إلى أن هذه التدخلات تقوض الجهود الرامية إلى استعادة الاستقرار في البلاد، وأهاب بجميع الدول الامتناع عن أي عمل أو تدخل قد يزيد من زعزعة استقرار البلد. ودعا المجلس في بيان رئاسي صدر اليوم إلى تنفيذ عملية سياسية شاملة للجميع يقودها السوريون ويمسكون بزمامها، استنادًا إلى المبادئ الرئيسة الواردة في القرار 2254، ويشمل ذلك حماية حقوق السوريين كافة. وشدد على ضرورة أن تلبي هذه العملية السياسية التطلعات المشروعة للسوريين قاطبة وأن تحميهم جميعًا وتمكّنهم من تقرير مستقبلهم على نحو سلمي ومستقل وديمقراطي. وجدد مجلس الأمن الدولي التأكيد على أهمية دور الأمم المتحدة في دعم عملية الانتقال السياسي في سوريا وفق المبادئ التي ينص عليها القرار 2254، وكرر الإعراب عن دعمه لجهود مكتب المبعوث الخاص للأمم المتحدة في هذا الصدد.


الشرق السعودية
منذ ساعة واحدة
- الشرق السعودية
نيوزيلندا: "ندرس بعناية" الاعتراف بدولة فلسطين.. والقرار في سبتمبر
قال وزير الخارجية النيوزيلندي وينستون بيترز الاثنين، إن حكومة بلاده "تدرس بعناية"، مسألة الاعتراف بدولة فلسطين، وإن القرار سيتخذ في سبتمبر، مضيفاً أن "الكارثة الإنسانية في غزة تحتل مكانها المستحق في صدارة جدول الأعمال العالمي". وذكر بيترز في بيان رسمي أنه قدّم الاثنين، إحاطة إلى مجلس الوزراء بشأن الاعتراف بدولة فلسطين، تمهيداً للنظر رسمياً في القضية خلال شهر سبتمبر. وقال: "بعض شركائنا المقربين اختاروا الاعتراف بدولة فلسطينية، والبعض الآخر لم يفعل. وفي نهاية المطاف، لدى نيوزيلندا سياسة خارجية مستقلة، وفي هذه المسألة نعتزم دراسة الأمر بعناية، ثم التصرف وفقاً لمبادئنا وقيمنا ومصالحنا الوطنية". ولفت إلى أن نيوزيلندا "أوضحت منذ فترة أن مسألة اعترافنا بدولة فلسطينية تتعلق بمتى وليس هل". وأضاف: "سيتخذ مجلس الوزراء في سبتمبر، قراراً رسمياً بشأن ما إذا كان ينبغي على نيوزيلندا الاعتراف بدولة فلسطين في هذه المرحلة، وإذا كان الأمر كذلك، فمتى وكيف". وأشار إلى أن نيوزيلندا "بصفتها داعماً راسخاً لحل الدولتين وحق الفلسطينيين في تقرير المصير، تشارك بنشاط في المناقشات بشأن سبل التوصل إلى وقف إطلاق النار وتسوية سياسية تمكّن الإسرائيليين والفلسطينيين من العيش بسلام جنباً إلى جنب". وقال إنه "رغم بُعدنا الجغرافي عن الشرق الأوسط، فإننا سنواصل ضمان سماع صوتنا". شروط مسبقة للاعتراف وأشار إلى أن بلاده تولي أهمية لما إذا كانت "الشروط المسبقة لقيام دولة فلسطينية قابلة للحياة وشرعية، من حيث الأمن والسياسة والدبلوماسية والاقتصاد، متوافرة". وقال إنه سيتعيّن على حكومة بلاده "تقييم ما إذا كان قد أُحرز تقدم كافٍ على هذه الأصعدة لتبرير اعتراف نيوزيلندا بدولة فلسطين في هذه المرحلة". وقال بيترز إن بلاده تولي هذه القضية اهتماماً مدروساً ومنهجياً ومتعمداً، قائلاً: "سنأخذ بعين الاعتبار تدهور الأوضاع الميدانية بسرعة، وانقسام شركائنا المقربين بشأن مسألة الاعتراف، ووضوح موقف عدد من الدول العربية بضرورة عدم منح حماس أي دور مستقبلي في الحكم". ومن المقرر أن يسافر بيترز إلى نيويورك في أواخر سبتمبر، للمشاركة في "أسبوع قادة الأمم المتحدة"، حيث سيعرض موقف الحكومة من هذه القضية. أستراليا تعترف بفلسطين وأعلن رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز الاثنين، أن بلاده ستعترف رسمياً بدولة فلسطين في سبتمبر المقبل أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة. وقال ألبانيز في مؤتمر صحافي في كانبيرا بعد اجتماع الحكومة، إن الاعتراف سيكون مرهوناً بالتزامات من السلطة الفلسطينية، وأشار إلى أنه ناقش المسألة مع زعماء اليابان، وبريطانيا، ونيوزيلندا، وإسرائيل. واعتبر ألبانيز أنه "لا يمكن أن يكون هناك مستقبل لحركة حماس في الدولة الفلسطينية"، وقال إن هناك فرصة سانحة لـ"تحقيق حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني". وقال رئيس الوزراء الأسترالي إن الوضع في غزة تجاوز أسوأ مخاوف العالم. وأضاف ألبانيز أن إسرائيل تواصل تحدي القانون الدولي، مشيراً إلى أنه أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن هناك حاجة إلى "حل سياسي وليس عسكرياً" في غزة، مشيراً إلى أن المحادثة مع نتنياهو "كانت مهذبة". والسبت، قال ألبانيز إن مسألة اعتراف أستراليا بدولة فلسطينية هي مسألة "وقت، لا احتمال"، مما زاد التوقعات بأن الإعلان وشيك.


أرقام
منذ ساعة واحدة
- أرقام
سلامة للتأمين: تحليل تفصيلي للخسائر المتراكمة للربع الثاني 2025
جارٍ تحميل البيانات... يرجى ملاحظة أن هذا الملخص الإخباري تم إنشاؤه باستخدام الذكاء الاصطناعي، لذا ينصح بمراجعة المصادر الأصلية للحصول على التفاصيل الكاملة والتأكد من دقة المعلومات.