logo
المحرّم والمجرّم في فضاء السياسة الغربية!

المحرّم والمجرّم في فضاء السياسة الغربية!

النهارمنذ 2 أيام

على رغم أن العقل السليم يعتبر ما يحدث في غزة إبادة جماعية، لم تتخذ العواصم الغربية أي إجراء واضح أو خطوات عملية لوقف تلك الإبادة. نعم، هناك أصوات وبعض التوجهات لكنها خجولة ومترددة وتهديدية أكثر منها رادعة لليمين الإسرائيلي المتطرف.
حتى بعد الاستفزاز العلني لبنيامين نتنياهو الذي وجهه إلى كل من رؤساء وزارات بريطانيا وكندا والرئيس الفرنسي، بقوله لهم "أنتم على الجانب الخاطئ من الإنسانية والتاريخ"، تفشى في الفضاء الغربي الثقافي والسياسي ما يعرف بالعداء للسامية، وسيطر على العقل الجمعي، و على رغم ضبابية المصطلح فهو فعال حتى الآن.
الأسبوع الماضي كان آخر ضحايا فكرة العداء للسامية المعلق الرياضي غاري لينيكر ، بعدما شارك متابعيه التعاطف مع غزة، وكان الرجل نجم المنتخب الإنكليزي في وقت سابق، وله سنوات طوال كأفضل معلق رياضي في إذاعة "بي بي سي" البريطانية، واضطر إلى أن يستقيل، بل ويخرج إلى الجمهور باعتذار مؤداه أنه لم يكن يقصد ما ذهب إليه التعليق الذي نشره!
تطرح تلك القضية وأمثالها نقاشاً واسعاً في الصحافة البريطانية تحت عنوان "حرية الرأي" و"الحق في إبداء الرأي" في الدول الأوروبية المعاصرة.
كل الدول الأوروبية تعلن أنها تضمن حرية الرأي وحق التعبير الحر ، ولكن غالبيتها تقيد تلك الحريات بدرجة أو أخرى تحت مسميات مختلفة، منها أسرار الدولة، أو الحض على استخدام العنف، أو بث الكراهية بين الأجناس، ولاسيما منها اللاسامية!
لم تعد الأفكار الليبرالية بعد الحرب العالمية الثانية مطبقة في معظم الدول الأوروبية، وتبدلت إلى موقف شبه معاد للآخرين، وخصوصاً ما عرف بالإسلاموفوبيا المنتشر الآن في الأوساط الأوروبية.
على رغم متابعة الإعلام الغربي بكثافة ما يحدث في غزة، إلا أنه في الغالب يقدم تلك الصور والمعاناة من دون إدانة مرتكبيه، خوفاً من الاتهام باللاسامية!
يمكن أن يسجن الشخص إن تفوه بكلمات عنصرية ضد الآخرين، لكنه في الغالب لا يعاقب أو يساءل عندما يتحدث عن المسلمين جماعياً في تلك المجتمعات، لكنه بالتأكيد سيذهب إلى المحكمة عندما يتحدث عن السود، أو ما يحدث في فلسطين.
واضح أن هذا كيل بمكيالين، لكن الحقيقة الأخرى أن القوى المساندة في الغرب لإسرائيل لا تزال قوية وفاعلة، بسبب ما تملك المجموعات المتعاطفة مع إسرائيل من وسائل إعلام وتعليم وسلطة سياسية تستطيع أن تستخدم القوانين السائدة ضد منتقديها، وتضخم أخطاء الآخرين.
حتى بعض المنتمين إلى الديانة اليهودية من منتقدي الحوادث في فلسطين، يتعرضون لهجوم كبير من مناوئيهم، نذكر منهم أستاذ اللغويات الأميركي نعوم تشومسكي، فهو على رغم مكانته العلمية المتقدمة، وقع ضحية حملات تشويه، ورفضت إسرائيل دخوله أكثر من مرة بسبب مواقفه المؤيدة للفلسطينيين. وهناك أيضاً أحد أهم الموسيقيين البريطانيين روجر وترز الذي اتّهم باللاسامية، وتم إلغاء عدد من حفلاته بسبب دعمه القضية الفلسطينية، وإيلان بابي، وهو مؤرخ إسرائيلي بريطاني تعرض للطرد من جامعته، لأنه وضع كتاباً عن حوادث 1948 بعنوان "تطهير عرقي"، وخرج من إسرائيل واستقر في بريطانيا. حتى رجال الدين المسيحيون لم ينجوا، منهم على سبيل المثال جزمن توتو من جنوب أفريقيا، وكان ناشطاً ضد الفصل العنصري، وحائزا جائزة نوبل، ورغم مكانته العالمية تعرض لانتقادات لاذعة من اللوبي المؤيد لإسرائيل بسبب نقده لها.
جيرمي كوربن كان رئيس حزب العمال حتى سنوات قليلة ماضية، وخسر الرئاسة بعدما تعرض لحملة كبيرة تتهمه بمعاداة السامية، لأنه دافع عن حقوق الفلسطينيين وانتقد الحكومة الإسرائيلية، ومارك لامونت هيل أستاذ جامعي ومحلل إعلامي في الولايات المتحدة، فقد عمله معلقاً في الـ"سي أن أن" بعد خطاب في الأمم المتحدة دعا فيه إلى حكم عادل في فلسطين، وكن ليفينغسون رئيس بلدية لندن الأسبق تعرض أيضاً للفصل من حزب العمال، والقائمة طويلة، فأي صوت إنساني يحاول إنصاف الضحايا يتم إسكاته ويفصل من عمله.
إذاً، القضية التي نحن في صددها ليست عملية سهلة، فقد استولى نوع معين من الفكر على الفضاء الثقافي والسياسي الأوروبي بعد سنوات طوال من إعادة التثقيف العميق والشعور بالذنب، وبسبب استخدام حوادث سياسية مريعة ارتكبت في وقت ما ضد اليهود في أوروبا. هذا الاستثمار لا يزال قائماً، ولذا نجد أن هناك تعاطفاً محدوداً مع القضية الفلسطينية، رغم ما يتعرض له الفلسطينيون، وبخاصة في غزة، من أهوال يمكن وصفها بأنها تصفية عرقية.
المعركة الفكرية التي كان يتوجب أن يخوضها الطرف المظلوم، لم يتصدّ لها أحد، وكل ما يحصل هو الكثير من الضجيج العاطفي، والأعمال المثيرة للرأي العام العالمي، والتي تصنف عادة بأنها إرهابية.
التصدي لهذا الموضوع يحتاج إلى شجاعة فكرية، من دون إرهاب أو ترهيب، ومناقشة عناصرها المختلفة والتكيف مع المستجدات على الساحة السياسية العالمية، من أجل إيصال الرسالة وبيان المظلومية، وهذا لم يتحقق حتى الآن بسبب الخطاب الخشبي الذي يتبناه بعض القوى في منطقتنا، ورفض المعالجة العلمية للملف برمته.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

بعد صفعة هانوي.. إليكم أبرز المواقف المُحرجة التي تعرض لها زعماء العالم
بعد صفعة هانوي.. إليكم أبرز المواقف المُحرجة التي تعرض لها زعماء العالم

ليبانون 24

timeمنذ 35 دقائق

  • ليبانون 24

بعد صفعة هانوي.. إليكم أبرز المواقف المُحرجة التي تعرض لها زعماء العالم

وجد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نفسه فجأة في واجهة الأحداث بامتداد يد زوجته إلى وجهه في حركة لا مودة فيها ولا مزاح، ولعله سيدخل التاريخ بملابساتها غير العادية. مثل هذه الحوادث التي تتعرض فيها شخصيات سياسية للصفع أو ما يشبه الصفع نادرة نسبيا، إلا أن ما جرى لماكرون قبل نزوله من طائرته في العاصمة الفيتنامية هانوي، لم يحدث من قبل لأي رئيس أو زعيم دولي. الأدهى بالطبع أن اليد التي "دفعت" برئيس فرنسا إلى موقف محرج للغاية ليست لشخص عادي غريب ولا لخصم سياسي. إنها يد "قريبة وحميمة"! الرئيس الفرنسي حين تعرض في حزيران 2021 لاعتداء مفاجئ باليد من قبل مواطن فرنسي عادي أثناء زيارة تفقدية لمنطقة في جنوب شرق البلاد، علّق داعيا إلى ضرورة عدم السماح للأفراد العدوانيين بالانخراط في " النقاش"، لأنهم ببساطة لا يستحقون ذلك. قياسا بهذا الرأي قد ينصح أحد الرئيس الفرنسي قائلا: "لا يجب أن تصطحب زوجتك، وخاصة في زيارة رسمية إذا لم تكن على مودة ووفاق كامل معها". كان رئيس الوزراء الإيطالي الأسبق سيلفيو برلسكوني قد تعرض في عام 2009 لموقف محرج في مدينة ميلانو بعد مشاركته في تجمع لحزبه، شعب الحرية. كان برلسكوني كعادته يسير مرحا متبخترا وفجأة طار شيء ما ثقيل وأصابه في وجهه. في البداية أفيد بانه تعرض للكمة وجهها رجل يبلغ من العمر 40 عاما، ثم تبين أن رئيس الحكومة الإيطالية في ذلك الوقت أصيب برمية من بعيد تسببت في أضرار بأسنانه وكسر في أنفه. بعد الاعتداء، أُدخل رئس الوزراء الإيطالي إلى المستشفى، وبعد حوالي ثلاثة أشهر أجريت له عملية جراحية لزرع جزء من عظم الفك بمستشفى في مدينة ميلانو. وذُكر حينها أن الأطباء أصلحوا فك وأسنان برلسكوني وكان يبلغ من العمر وقتها 73 عاما. قبل ذلك في أيار من عام 2004، تعرض المستشار الألماني جيرهارد شرودر لصفعة خلال اجتماع للناخبين. الصفعة وجهها له رجل غريب عنه يبلغ من العمر 52 عاما، فيما كان منشغلا بتوزيع التوقيعات خلال حملته لانتخابات البرلمان الأوروبي. صاحب الصفعة اعتقل على الفور ثم أطلق سراحه بسرعة. قيل وقتها إن السلطات لم تجد سببا لمقاضاته وخاصة أن المستشار لم يصب بأذى. مع ذلك وضع الرجل لاحقا تحت المراقبة لمدة أربعة أشهر وفرضت عليه 100 ساعة من الخدمة الاجتماعية. في مستوى سياسي أقل، تعرضت عام 2004 الناشطة والسياسية الهولندية من أصل صومالي آيان حرسي علي، أثناء مشاركتها في نشاط عام لصفعة من قبل مواطن هولندي على خلفية مواقفها الناقدة للإسلام. من أمثلة ذلك أيضا حادثة تورط فيها مسؤول عسكري رفيع هو الجنرال الأميركي الشهير جورج باتون خلال الحرب العالمية الثانية. صفع الجنرال عددا من الجنود الذين اعتبرهم كسالى وروحهم القتالية متدنية. الصفعات أثارت انتقادات ضده، وتسببت في خفض رتبته لفترة وجيزة. مع كل ذلك، يبقى ما جرى بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وزوجته بريجيت أمام سلم الطائرة في هانوي سابقة، قد تصبح علامة دلالية لعام 2025 ولرئيس فرنسي خرجت الأمور عن سيطرته في كل شيء. (روسيا اليوم)

طلبة يقولون لبي بي سي: 'نادمون' على التقديم لجامعات أمريكية بعد خطط إدارة ترامب بتعليق طلبات تأشيراتهم
طلبة يقولون لبي بي سي: 'نادمون' على التقديم لجامعات أمريكية بعد خطط إدارة ترامب بتعليق طلبات تأشيراتهم

سيدر نيوز

timeمنذ 4 ساعات

  • سيدر نيوز

طلبة يقولون لبي بي سي: 'نادمون' على التقديم لجامعات أمريكية بعد خطط إدارة ترامب بتعليق طلبات تأشيراتهم

عبر طلبة من مختلف أنحاء العالم عن قلقهم وحيرتهم، في ظل خطط إدارة الرئيس دونالد ترامب، بالتوقف عن جدولة مقابلات لمنح تأشيرات للطلاب مؤقتاً. واطلعت شبكة سي بي إس، شريكة بي بي سي في الولايات المتحدة على مذكرة رسمية بهذا الشأن، بينما تستعد وزارة الخارجية لتعزيز التدقيق في حسابات الطلبة على مواقع التواصل الاجتماعي لمقدمي طلبات تأشيرات الطلاب والتبادل الثقافي. يأتي ذلك، ضمن حملة واسعة يقودها، ترامب، تستهدف بعضاً من أكثر الجامعات الأمريكية نخبوية، والتي يرى أنها ليبرالية بشكل مفرط. وبالنسبة للطلبة، جلبت هذه التغييرات حالة من عدم اليقين على نطاق واسع، إذ أصبحت مواعيد الحصول على التأشيرات في السفارات الأمريكية غير متاحة الآن، وما يترتب من تأخير قد يترك منحاً دراسية معلقة. واشنطن توقف تأشيرات الطلاب الأجانب لتشديد فحص حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي وقال طلبة لبي بي سي، إن حالة الارتباك هذه دفعتهم لتمني لو أنهم تقدموا بطلبات التحاق إلى جامعات خارج الولايات المتحدة. وقال طالب في مرحلة الماجستير يبلغ 22 عاماً من شنغهاي، لم يرغب بالكشف عن اسمه خوفاً من تعريض تأشيرته للدراسة في جامعة بنسلفانيا للخطر، 'أنا نادم بالفعل'. وعبر الطالب عن شعوره أنه محظوظ لأن طلبه للدارسة حظي بالموافقة، لكن هذا لم يخفف من حالة الغموض التي يعيشها. 'حتى لو درست في الولايات المتحدة، قد أجبر على العودة إلى الصين قبل أن أحصل على شهادتي. هذا أمر مخيف للغاية'، على حد تعبيره. وعندما سُئلت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، تامي بروس، عن قرار إيقاف جميع مواعيد تأشيرات الطلبة، قالت للصحفيين يوم الثلاثاء، 'نحن نأخذ عملية فحص كل من يدخل البلاد على محمل الجدّ، وسنستمر في القيام بذلك'. وكجزء من حملته الأوسع على التعليم العالي، قرر ترامب حظر قبول الطلبة الأجانب في جامعة هارفارد، متهماً إياها بعدم بذل جهود كافية لمكافحة معاداة السامية في الحرم الجامعي. ورداً على ذلك، رفعت جامعة هارفارد، دعوى قضائية، وأوقف قاضٍ قرار حظر ترامب في الوقت الحالي، ومن المقرر عقد جلسة استماع بشأن هذه المسألة في 29 مايو/أيار. طلاب جامعة هارفارد الأجانب يواجهون حالة من عدم اليقين بعد توقف خطة ترامب لمنع التسجيل في الوقت الحالي وقال طالب من مدينة قوانغتشو، يدير مجموعة استشارية للطلاب الصينيين الراغبين في الدراسة في الولايات المتحدة، إنه ليس متأكداً من كيفية إسداء النصيحة للمتقدمين لأن الأنظمة تتغير باستمرار. وأضاف هذا الطالب، الذي فضل عدم ذكر اسمه، أن عدد الطلبة الذين يرون في الولايات المتحدة خياراً ممكناً للتعليم سينخفض. والتحق أكثر من 1.1 مليون طالب من أكثر من 210 دول بالجامعات الأمريكية في العام الدراسي 2023-2024، وفق 'أوبن دورز'، المنظمة التي تجمع بيانات عن الطلبة الأجانب. وغالباً ما تفرض الجامعات على هؤلاء الطلبة رسوماً دراسية أعلى، وهو جزء أساسي من ميزانياتها التشغيلية. بالنسبة لعينول حسين، 24 عاماً، من الهند، فإن الآثار المترتبة على التأشيرة مالية وشخصية. قال حسين إنه كان متحمساً لبدء فصل جديد من حياته في نيوجيرسي، حيث التحق ببرنامج ماجستير العلوم في الإدارة. وتلقى وثيقة I-20 من الجامعة – وهي ورقة أساسية تسمح له بالتقدم للحصول على تأشيرة طالب أمريكية. لكن التأخير الأخير في إصدار التأشيرة جعله 'قلقاً للغاية' على حد وصفه، مع تأجيل المواعيد في القنصليات أو أصبحت غير متاحة. ويتعين على الطلبة الأجانب الذين يرغبون في الدراسة في الولايات المتحدة، عادة، تحديد موعد لإجراء مقابلات في السفارة الأمريكية في بلادهم، قبل الحصول على الموافقة. قال حسين إنه قد يضطر لحجز تذاكر سفر إلى الولايات المتحدة، رغم عدم وضوح الوضع. كما أنه يواجه خطر فقدان منحته الدراسية إذا اضطر لتأجيل دراسته. كما يتأثر الطلبة البريطانيين كذلك. وقال أوليفر كروبلي، البالغ 27 عاماً من نورويتش، إنه كان من المقرر أن يدرس في الخارج لمدة عام في ولاية كانساس الأمريكية، لكن هذه الخطة أصبحت في خطر الآن. وقال كروبلي: 'لا أملك حالياً تأشيرة طالب، على الرغم من أنني أنفقت 300 جنيه إسترليني على عملية التقديم'. والأخبار عن وقف طلبات التأشيرات في الولايات المتحدة 'خيبة أمل كبيرة'، على حد تعبيره. ويواجه، كروبلي، خطر فقدان منحته الدراسية إذا لم يتمكن من إكمال دراسته في الولايات المتحدة، وقد يضطر إلى البحث عن سكن في اللحظات الأخيرة والتنسيق مع الجامعة لضمان عدم تأخُّره أكاديمياً. قال ألفريد ويليامسون، من ويلز، لوكالة رويترز، إنه كان متحمساً للسفر بعد عامه الأول في جامعة هارفارد، وكان يتطلع للعودة إليها، لكن الآن، لم تصله أي أخبار بشأن تأشيرته، مشيراً إلى أن الأمر 'غير إنساني'. وأوضح 'يتم استخدامنا مثل البيادق في لعبة لا نملك السيطرة عليها، وعلقنا وسط تبادل النار بين البيت الأبيض وجامعة هارفارد'.

أوكرانيا تبدي استعدادها لاجتماع مع روسيا... لكن بشرط
أوكرانيا تبدي استعدادها لاجتماع مع روسيا... لكن بشرط

النهار

timeمنذ 5 ساعات

  • النهار

أوكرانيا تبدي استعدادها لاجتماع مع روسيا... لكن بشرط

أطلع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف نظيره الأميركي ماركو روبيو على تحضيرات موسكو لمحادثات مباشرة محتملة مع أوكرانيا في اسطنبول الاثنين المقبل، حسبما أعلنت وزارة الخارجية الروسية اليوم الأربعاء. ووفق الوزارة، فقد أطلع لافروف روبيو في مكالمة هاتفية على "إعداد الجانب الروسي لمقترحات محددة للجولة المقبلة من المحادثات الروسية الأوكرانية المباشرة في اسطنبول". وأبدت أوكرانيا استعدادها لإجراء جولة جديدة من المفاوضات المباشرة مع روسيا، ولكنّها طالبت بأن تقدّم موسكو شروطها للسلام مسبقا لضمان أن يسفر اللقاء عن نتائج. وقال وزير الدفاع الأوكراني رستم عمروف في منشور على منصة إكس: "نحن لا نعارض عقد اجتماعات أخرى مع الروس، وننتظر مذكرتهم"، مضيفا: "أمام الجانب الروسي أربعة أيام على الأقل... لتزويدنا بوثيقته لمراجعتها". قبل ذلك، قال لافروف إن روسيا اقترحت عقد الجولة المقبلة من محادثات السلام مع أوكرانيا في الثاني من حزيران/ يونيو في إسطنبول. وأضاف أن "الجانب الروسي، كما هو متفق عليه، بلور سريعا مذكرة ذات صلة تحدد موقفنا من جميع الجوانب الرامية للتغلب بفاعلية على الأسباب الجذرية للأزمة". وأكد لافروف أن الوفد الروسي برئاسة فلاديمير ميدينسكي مستعد لتقديم المذكرة إلى الجانب الأوكراني وتوفير التوضيحات اللازمة خلال الجولة الثانية من المحادثات المباشرة التي تستأنف في إسطنبول يوم الاثنين المقبل. كما قال فلاديمير ميدينسكي، رئيس وفد روسيا في محادثات السلام بشأن أوكرانيا، في وقت سابق اليوم إنه أرسل اقتراحات إلى كييف بموعد ومكان تبادل مذكرات تفاهم أو شروط لوقف القتال. وأضاف ميدينسكي في منشور على تلغرام أنه يتوقع ردا، مضيفا أن الوفد الروسي مستعد للقاء نظيره الأوكراني وجها لوجه في الأيام المقبلة. من جهة ثانية، نقلت وكالة رويترز عن ثلاثة مصادر روسية مطلعة بأن شروط الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإنهاء الحرب في أوكرانيا تتضمن الحصول على تعهد كتابي من القادة الغربيين بوقف توسع حلف شمال الأطلسي (الناتو) شرقاً وإلغاء جانب كبير من العقوبات المفروضة على موسكو. ورغم أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عبر مراراً عن رغبته في إنهاء أعنف صراع في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، فقد أبدى إحباطاً متزايداً خلال الأيام الماضية حيال أفعال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وحذر أمس الثلاثاء من أن الرئيس الروسي "يلعب بالنار" برفضه الانخراط في محادثات لوقف إطلاق النار مع كييف في وقت تحقق فيه قواته مكاسب في ساحة المعركة. وبعد حديثه مع ترامب لأكثر من ساعتين الأسبوع الماضي، قال بوتين إنَّه وافق على صياغة مذكرة تفاهم مع أوكرانيا من شأنها أن تحدد معالم اتفاق سلام، بما في ذلك توقيت لوقف لإطلاق النار. وتقول روسيا إنَّها تعمل على صياغة نسختها من المذكرة، ولا يمكنها تقدير المدة التي سيستغرقها الأمر. وتتهم كييف والحكومات الأوروبية موسكو بالمماطلة بينما تحقق قواتها تقدما في شرق أوكرانيا. وقال مصدر روسي كبير مطلع على طريقة تفكير كبار مسؤولي الكرملين، وطلب عدم الكشف عن هويته: "بوتين مستعد لصنع السلام ولكن ليس بأي ثمن". وذكرت المصادر الروسية الثلاثة أن بوتين يريد تعهداً "كتابياً" من القوى الغربية الكبرى بعدم توسع حلف شمال الأطلسي بقيادة الولايات المتحدة شرقاً، بما يعني رسمياً استبعاد قبول عضوية أوكرانيا وجورجيا ومولدوفا وغيرها من الجمهوريات السوفيتية السابقة. وأضافت المصادر أن روسيا تريد أيضاً أن تلتزم أوكرانيا بالحياد، وأن يتم رفع بعض العقوبات الغربية المفروضة عليها، والتوصل لحل فيما يتعلق بقضية الأصول السيادية الروسية المجمدة في الغرب، وتوفير حماية للمتحدثين بالروسية في أوكرانيا. وقال المصدر الأول إنَّه إذا أدرك بوتين أنه غير قادر على التوصل إلى اتفاق سلام بشروطه الخاصة، فسوف يسعى إلى أن يُظهر للأوكرانيين والأوروبيين من خلال الانتصارات العسكرية أن "السلام غدا سيكون أكثر إيلاماً". وذكر المصدر الأول أنه إذا رأى بوتين فرصة تكتيكية سانحة في ساحة المعركة، فسيتوغل أكثر في أوكرانيا، وأن الكرملين يعتقد أن البلاد قادرة على مواصلة القتال لسنوات مهما فرض الغرب من عقوبات وضغوط اقتصادية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store