أحدث الأخبار مع #ميكرومترات


بوابة الأهرام
١٣-٠٢-٢٠٢٥
- صحة
- بوابة الأهرام
الهواء «مرصود»
إستراتيجية وطنية لخفض التلوث الجوى فى القاهرة الكبرى والدلتا 50% «عدو» متناهى الصغر.. نشعر أحيانا بوجوده، عندما يلفح وجوهنا. عادم سيارة متهالكة أو دراجة بخارية عتيقة، تمرق أمامنا تاركة وراءها سحبا قاتمة تذكرنا برحلة كفاح خاضتها «البيئة» طويلا ضد السحابة السوداء حتى أزاحتها من سمائنا، وهناك أحيان أخرى قد لا نرى فيها هذا العدو أو نشعر بوجوده، إذ ربما كان مختبئا فى جسيمات الجو، أو مستترا وراء روائح العطور والمنظفات بالبيت ، فتلوث الهواء إذن يمكن أن يأتى من الداخل كما يأتى من الخارج، والمعركة ليست مسئولية الدولة فقط وإنما بقسط من الوعى ينصلح الحال ونرتقى ــ يوما بعد يوم ــ بجودة الهواء. وزيرة البيئة: نراقب الهواء على مستوى الجمهورية بنظام رقمى.. والنتائج فى تحسن مستمر 58 نقطة تنبؤ بعوامل الجو والانبعاثات ورصد نقاط الحرق بالأقمار الاصطناعية ربما لا يتوقع البعض أن جهود خفض ملوثات الهواء الذى نستنشقه استلزمت وضع الدولة لإستراتيجية طويلة المدى تم إطلاقها فى 2016 تتضمن حماية البيئة الهوائية المحيطة بأنشطة وسياسات ترتبط بقطاعات مؤثرة تشمل المخلفات والنقل بجانب قطاعى الصناعة والطاقة، بالإضافة إلى محور الرصد البيئى لمستويات ملوثات الهواء المحيط ومحور التشريع البيئى.. وذلك فى إطار الاستراتيجية القومية للتنمية المستدامة «مصر 2030»،هذا ما ذكرته الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة، كاشفة عن أنه - ولأول مرة - يتم وضع هدف محدد رقميًا، يستهدف خفض نسبة التلوث بالجسيمات الصلبة ذات القطر أقل من 10 ميكرومترات (جزء من الألف من المتر) بالقاهرة الكبرى والدلتا إلى 50% بنهاية عام 2030، وذلك مقارنة بسنة الأساس (2015) التى وصل تركيز الجسيمات فيها إلى 157 ميكروجرامات/م3. إحدى محطات الرصد المستمر لمراقبة وتحسين جودة الهواء وأكدت وزيرة البيئة أن الدولة أولت عناية خاصة لعملية مراقبة وخفض نسب الانبعاثات فى البيئة المصرية، موضحة أنه تم تطوير نظام رقمى شامل لمراقبة جودة الهواء من خلال محطات الشبكة القومية لرصد جودة الهواء المحيط على مستوى الجمهورية، وأوضحت أن القياسات المرجعية التى تمت من خلال بيانات الرصد اللحظى لهذه المحطات أثبت وجود تحسن فى جودة الهواء فى القاهرة الكبرى والدلتا، وذلك بناء على قياسات تركيزات الجسيمات الصلبة ذات القطر أقل من 10 ميكرومترات والتى انخفضت بنسبة 31% من عام 2015 حتى 2023 لتصل الآن إلى 108 ميكروجرامات/م3، وذلك برغم زيادة عدد سكان القاهرة الكبرى والدلتا من 21 مليونا إلى 25 مليون نسمة. وكان ذلك الخفض ناتجاً عن تشديد الرقابة على المنشآت الصناعية وسياسات النقل والتخلص الآمن من المخلفات. وأشارت د. ياسمين إلى أنه تم العمل على تشغيل منظومة متكاملة للتنبؤ بملوثات الهواء وتحديث بياناتها يومياً، من خلال منظومة الإنذار المبكر لملوثات الهواء، حيث يتم دراسة كافة مناطق جمهورية مصر العربية المأهولة بالسكان وذات الحساسية البيئية بعدد 58 نقطة دراسة يتم تحديثها يوميًا ونشرها على صفحة الإنذار المبكر بموقع وزارة البيئة. بالإضافة للتشغيل اليومى المتكامل لمنظومة الإنذار المبكر لكل من التنبوء بالعوامل الجوية ودراسة تشتت انبعاثات المداخن وكذلك التحليل الإحصائى لنقاط الحرق المرصودة بالأقمار الصناعية والتحليل المكانى لبيانات الهواء الجوى المرصودة بالأقمار الاصطناعية دون انقطاع خلال العام. وأضافت الوزيرة أن الوزارة نفذت العديد من المبادرات لتحويل قطاعات صناعية تقليدية إلى صناعات متوافقة بيئية، مما كان له مردود بيئى كبير على العديد من القطاعات الصناعية خاصة الكبرى منها، بالإضافة إلى تطوير مكامير الفحم النباتى، وتنفيذ مشروعات لاستخدام الوقود البديل فى الصناعات الثقيلة للحد من المخلفات الصلبة بكل أنواعها. كما قامت وزارة البيئة ــ تكمل د.ياسمين فؤاد ــ بتفعيل مبادرة لاستدامة النقل فى مصر بالتعاون مع عدد من الوزارات والمحافظات وبمشاركة القطاع الخاص بهدف خفض انبعاثات المركبات الملوثة للهواء ورفع كفاءة استهلاك الوقود والتحول إلى النقل الجماعى واستخدام النقل غير الآلى عديم الانبعاثات، حيث تم إنشاء مسارات بطول 28 كيلومترا للمشاة والدراجات الهوائية كنموذج فى مدينتى الفيوم وشبين الكوم بهدف تشجيع استخدام وسائل النقل غير الآلى، بالإضافة إلى التوسع فى استخدام كل أنواع منظومة النقل الكهربى بالتعاون مع هيئة النقل العام بالقاهرة، وذلك فى إطار تنفيذ المكون الثالث من مشروع قرض البنك الدولى الخاص بإدارة تلوث الهواء وتغير المناخ فى القاهرة الكبرى بهدف خفض انبعاثات المركبات. وتضيف: اننا أيضا نقوم بتنفيذ برنامج دائم لفحص عادم المركبات على الطرق على مستوى العديد من محافظات الجمهورية، من خلال حملات مشتركة بين وزارة البيئة وكل من الإدارة العامة للمرور والإدارة العامة لشرطة البيئة والمسطحات بوزارة الداخلية، يتم فيها توعية المواطنين وقائدى المركبات بأخطار عادم المركبات وضرورة ضبط محركات السيارات حفاظاً على الصحة العامة. بالإضافة إلى أننا نقوم بتنفيذ برنامج دورى لفحص أوتوبيسات هيئة النقل العام فى 18 جراجا فى القاهرة الكبرى، ومتابعة خطة الهيئة لإحلال بعض الأوتوبيسات بمحركات تعمل بالغاز الطبيعى بدلاً من الديزل، واستبدال الأوتوبيسات القديمة المتهالكة التى تجاوزت أعمارها التشغيلية 20 عاما بأتوبيسات جديدة. كما أكدت مواصلة الوزارة نجاحها فى ملف نوبات تلوث الهواء الحادة المعروفة إعلامياً بـ «السحابة السوداء»، حيث تم العام الماضى تجنب حوالى 334 ألف طن من الانبعاثات، بعد تجميع ما يقرب من 1.2 مليون طن قش أرز، والتفتيش على 169 منشأة كبرى بالتعاون مع الهيئة العامة للتنمية الصناعية، والتفتيش على 4371 منشأة صغيرة (مسابك – مكامير- مصانع طوب – فواخير). وأخيرا تؤكد وزيرة البيئة على وجود دور مهم للمواطن، ومكمل لدور الدولة، منها الامتناع عن حرق القمامة لخطورة المواد المتصاعدة أثناء الحرق، مثل «الديوكسين» واللجوء قدر الإمكان لوسائل النقل الجماعى، أو تشارك عدة أفراد بالتناوب فى سيارة واحدة خاصة فى رحلات العمل اليومية. السحابة السوداء م.حسام محرم: تعاون دولى لدعم مشروعات الطاقة الجديدة والنقل النظيف ومكافحة الحرق المكشوف ما الذى يؤثر على نقاء الهواء، وكيف نتأكد من جودته أو تلوثه؟ المهندس حسام محرم المستشار الأسبق لوزير البيئة، يفرق بين نوعين من المصادر الملوثة للهواء، النوع الأول يأتى من الطبيعة؛ مثل البراكين والرياح، بينما يأتى النوع الثانى من أنشطة بشرية مثل توليد الطاقة والصناعة، وعوادم سائل النقل، وحرق المخلفات وتربية الماشية وقطع الأشجار والغطاء النباتى. ويوضح المهندس حسام أضرار هذه الملوثات، حيث إنها السبب الرئيسى فى الإصابات بأمراض متنوعة وكذلك ملايين الوفيات سنوياً على مستوى العالم، فضلا عن أنها تغذى ظاهرة التغيرات المناخية، ويؤكد إن تلوث الهواء وتغير المناخ يعدان من أكبر التحديات العالمية التى تواجه البيئة والصحة العامة وجودة الحياة الإنسانية على كوكب الأرض. ويشير المهندس حسام إلى أن المنظمات الدولية والحكومات تقيس جودة الهواء فى إطار الدراسات الخاصة بها، ولكل دولة معاييرها وقوانينها الخاصة، وليس هناك معيار موحد على مستوى العالم لقياس جودة الهواء. ويضيف: ان ملوثات الهواء تتضمن العديد من الغازات والمواد الكيماوية مثل أول وثانى أكسيد الكربون وأكاسيد الكبريت وأكاسيد النيتروجين والميثان والأتربة وغيرها من الملوثات، موضحا أنه يتم قياس كل نوع من هذه الملوثات على حدة وتحديد درجة قبوله وفقا لمرجعية مؤشراته سواء المحلية أو الدولية. وتتضمن القوانين واللوائح المحلية لأى دولة ــ يتابع المهندس حسام ــ حدودا قصوى للملوثات لا ينبغى تجاوزها من جانب الأنشطة والمنشآت التى يصدر عنها الانبعاثات الغازية، كما تضع بعض الدول والمنظمات الدولية والإقليمية معايير استرشادية لجودة الهواء الجوى أو ما يطلق عليه أحيانا الهواء المحيط. وأكد أن الكثير من دول العالم تقوم بإنشاء شبكات رصد لمؤشرات نوعية الهواء الجوى، للحصول على نتائج يتم تحليلها والبناء عليها ووضع توصيات لصناع القرار على المستوى التكتيكى والإستراتيجى لتحسين نوعية الهواء الجوى ومن ثم الصحة العامة. ويضيف: أن الكثير من المنظمات الإقليمية والدولية (خاصة التابعة للأمم المتحدة، ومن بينها منظمة الصحة العالمية) تشارك فى الجهود الدولية لمكافحة تلوث الهواء والتغيرات المناخية، كما قامت الأمم المتحدة والمنظمات التابعة لها برعاية جهود المجتمع الدولى لإبرام اتفاقيات دولية فى هذا المجال من بينها اتفاق باريس واتفاقية الأمم المتحدة الإطارية للتغيرات المناخية، والعديد من الاتفاقيات الجماعية والإقليمية والثنائية التى يعمل المجتمع الدولى على تحويل تلك الأهداف الدولية إلى نتائج ملموسة على صعيد تحسين نوعية الهواء الجوى، والتى أسفرت عن مسارات للدعم المالى والفنى للدول النامية لتنفيذ مشروعات لخفض الملوثات الغازية للهواء الجوى مثل مشروعات الطاقة الجديدة والمتجددة ومشروعات النقل النظيف ودعم القطاعات الصناعية خاصة والاقتصادية عامة لخفض الملوثات الغازية الصادرة عنها، وكذلك تطوير البنية الأساسية لمنظومة إدارة المخلفات الصلبة لمكافحة الحرق المكشوف للمخلفات الصلبة وإيقاف المحارق بجميع أنواعها وإيقاف جميع الصناعات التى تستخدم وقود المازوت بالمناطق السكنية وزيادة إمداد محطات القوى الكهربائية بالغاز الطبيعى ووقف أي أعمال تستخدم حرق الخشب أو الكاوتشوك أو الفحم أو البلاستيك. فضلا عن الجهود الدولية لمواجهة ظاهرة التغيرات المناخية التى تتقاطع جزئيا مع ظاهرة تلوث الهواء. ويؤكد أن العالم يشهد اهتماما كبيرا بالقمم المناخية خلال السنوات الأخيرة منذ قمة جلاسجو ثم شرم الشيخ ثم الإمارات وأخيرا أذربيجان، وإن كانت تلك الجهود – وفقا لرأى المهندس حسام – لم ترق بعد إلى مستوى التحدى سواء من جهة حجم الجهود أو من جهة وتيرة تلك الجهود مقارنة بوتيرة تداعيات ظاهرة التغيرات المناخية. السحابة السوداء د. على أبو سنة: 121 محطة لرصد الملوثات 24 ساعة.. والتعامل مع مداخن المنشآت الصناعية بالقانون تتم عملية الرصد البيئى من خلال منظومة متكاملة، حيث تعتبر هذه المنظومة أهم أدوات المراقبة والتقييم لجودة الهواء والمساهمة فى الوصول بنتائج رصد ملوثات الهواء للمستويات الآمنة طبقا للمعايير المقررة قانونا. ذلك ما أكده الدكتور على أبو سنة الرئيس التنفيذى لجهاز شئون البيئة، موضحا أن هذه المنظومة تضم الشبكة القومية لرصد ملوثات الهواء المحيط والتى تعد إحدى الأدوات الأساسية لتجميع البيانات والمعلومات عن نوعية الهواء وتحليلها لإعطاء صورة واضحة عن جودة الهواء فى الأماكن المختلفة، لتقييم معدلات التلوث ومقارنتها بالحدود المسموح بها محليا ودوليا. وكثفت وزارة البيئة ــ يتابع د. أبوسنة ــ جهودها فى الفترة السابقة لزيادة عدد محطات الشبكة القومية لرصد ملوثات الهواء المحيط على مستوى الجمهورية، وذلك لكونها الأداة الأساسية لمراقبة جودة الهواء ومراقبة ومتابعة الخطط والسياسات القائمة والمستهدفة لخفض التلوث، حيث تم الوصول بعدد محطات الشبكة إلى 121 محطة رصد موزعة على أنحاء الجمهورية، حيث يتم الرصد فيها على مدى اليوم عبر أجهزة آلية، أو من خلال تجميع لعينات من الهواء على فلاتر، ثم تحليل تلك العينات فى المعامل الكيميائية المتخصصة. ويشير د. على أبوسنة إلى أن المنظومة تضم أيضا الشبكة القومية لرصد الانبعاثات الصناعية، والمعنية بإجراء عمليات الرصد اللحظى المستمر لانبعاثات مداخن المنشآت الصناعية للمداخن والوحدات الإنتاجية على مدى 24 ساعة طوال العام، ورصد أى حيود عن الحدود المسموح بها باللائحة التنفيذية للقانون رقم 4 لسنة 1994 والمعدلة بالقانون رقم 9 لسنة 2009. ويؤكد أنه تم زيادة عدد المنشآت الصناعية المرتبطة بالشبكة القومية لرصد الانبعاثات الصناعية والوصول إلى 96 منشأة صناعية بعدد 499 نقطة رصد تشمل العديد من القطاعات الصناعية المختلفة، كالأسمنت والأسمدة والبتروكيماويات وتوليد الطاقة الكهربائية والحديد والصلب والسيراميك وتكرير البترول والزجاج والألومنيوم، والمستهدف هو الوصول إلى 100 منشأة كبرى على مستوى الجمهورية حتى عام 2030. وأوضح د. أبوسنة أنه يتم رصد مجموعة متنوعة من الملوثات البيئية ذات التأثير المباشر على الصحة العامة والمنشآت، بواسطة برنامج المعلومات والرصد البيئى، لكن فى الأعوام الأخيرة تم التركيز بصورة ملحوظة على الجسيمات العالقة فى الجو، خاصة الجسيمات الأقل من 10 ميكرومترات نظرا لخطورتها على الصحة العامة. الحرق المكشف من أخطر ملوثاء الهواء د. محمد البتانونى: معطرات الجو ومواد التنظيف وأبخرة الأطعمة والتدخين.. ملوثات داخل البيوت تشير أحدث تقديرات منظمة الصحة العالمية، إلى أن 99% من سكان العالم تعيش فى أماكن لا تفى بالمستويات المحددة فى مبادئ المنظمة التوجيهية لنوعية الهواء. وأظهرت تلك التقديرات أن نحو 7 ملايين شخص يموتون سنويا بسبب تلوث الهواء، ذلك ما أكده الدكتور محمد البتانونى أستاذ الأمراض المهنية والبيئية بكلية طب القصر العينى وعميد كلية طب بنى سويف الأسبق، موضحا أن السبب وراء هذه الوفيات ــ القابلة للزيادة ــ هو التعرض للجسيمات الصغيرة التى تسبب الإصابة بالعديد من الأمراض وعلى رأسها أمراض الجهاز التنفسى. حيث يؤكد د. البتانونى وجود علاقة وطيدة بين الأمراض الصدرية وبين تلوث الهواء الذى يزيد من الحساسية والانسداد الرئوى المزمن، وأمراض أخرى إما تكون التهابية ميكروبية أو بسبب الغبار والأتربة، وجميعها تصيب الرئتين والشعب الهوائية، وقد تصل تلك الحالات إلى الإصابة بتضخم الرئة، خاصة إذا كان الشخص مدخنا فمن الممكن إصابته بفشل تنفسى على المدى الطويل. كما لاحظنا مع زيادة تلوث الهواء – يتابع د. البتانونى – أن نسب الإصابة بالحساسية والنزلات الربوية تزداد لدى الأطفال، مما يسبب تعطلهم دراسيا بسبب الأمراض التنفسية والكحة المستمرة خاصة الذين يقيمون منهم بالقرب من أماكن لحرق المخلفات أو فى الأماكن التى يتواجد بها ورش وتخرج غازات ومعادن أو فى الأماكن الصناعية حيث تترسب عوادم هذه المصانع فى الهواء. ويوضح د. البتانونى أن الإنسان الطبيعى يتنفس 15 أو 16 نفسا فى الدقيقة الواحدة وبذلك تدخل إلى جسمه يوميا كمية كبيرة من الهواء، فإذا احتوى الهواء على الملوثات تترسب داخل الرئتين وتنفذ منها إلى مجرى الدم وتؤثر على أكسجين الجسم وعلى ضغط الدم مما يؤثر على القلب والأوعية الدموية والجهاز التنفسى، وعلى أجهزة أخرى مثل الكلى، وقد تسبب هذه الملوثات أيضا الإصابة بالأورام السرطانية فى الرئة. وفى حين يظن البعض أن تلوث الهواء يكون بسبب عوامل خارجية فقط كالعوادم والأتربة والعواصف، إلا أن د. محمد البتانونى يصحح هذا المفهوم، موضحا أن تلوث الهواء قد يكون مصدره داخل البيوت كالتدخين أو الأبخرة أو معطرات الجو بالإضافة إلى تربية الطيور أو الحيوانات الأليفة التى يمكن أن تسبب بوبرها وشعرها المتطاير حساسية للبعض. وقد أظهرت أحدث تقديرات منظمة الصحة العالمية أن تلوث الهواء الداخلى تسبب فى وفاة نحو 3 ملايين شخص عام 2020، وهو يقارب عدد الضحايا الذى سببته ملوثات الجو الخارجية. ويؤكد د. البتانونى أن مواد التنظيف المعطرة وروائح العطور «البرفانات» وأعواد البخور، تعتبر أيضا من عوامل تلوث الهواء التى تسبب الإصابة بأمراض تنفسية مزمنة. موضحا أن هذه المعطرات ليست مجرد رائحة فقط بل تحتوى على مواد كيميائية تدخل إلى جسم الإنسان عن طريق الأنف وتتسبب فى اضطرابات ومشاكل فى الجهاز التنفسى، رغم رائحتها المحببة. حتى أبخرة الأطعمة المحتوية على مواد مصنعة ونكهات، والمتصاعدة أثناء عملية الطهى– يتابع د. البتانونى ـــ تعتبر من الملوثات التى تؤثر على صحة الإنسان على المدى البعيد إذا كانت بصورة متكررة وكبيرة، وإن كان تأثيرها يكون أكبر على مرضى الحساسية. كما نبه إلى خطورة التدخين خاصة السلبى والذى يكون تأثيره مباشرا على صحة المحيطين خاصة الأطفال، حيث أثبتت الدراسات أن التدخين السلبى له العديد من الأضرار الجسيمة التى تعادل أضرار التدخين الإيجابى كما يمكن أن يؤدى إلى الإصابة بسرطان الرئة وبأمراض القلب والأمراض التنفسية. وينصح د. البتانونى بالعيش – بقدر الإمكان – بعيدا عن ملوثات الهواء، والامتداد خارج مناطق التكدس السكانى .


تليكسبريس
٠٥-٠٢-٢٠٢٥
- صحة
- تليكسبريس
تلوث دماغ وكبد الإنسان.. دراسة تدق ناقوس الخطر
كشفت دراسة جديدة نشرتها مجلة 'نيتشر ميديسين'، الإثنين، أن الجسيمات البلاستيكية الصغيرة تتراكم في الأنسجة البشرية بمستويات أعلى بشكل متزايد. وأظهرت الدراسة، بقيادة ماثيو كامبين من جامعة نيو مكسيكو، مستويات أعلى بكثير من النانو بلاستيك والجسيمات الدقيقة في كبد ودماغ الأشخاص المتوفين في عام 2024 مقارنة بمن تم دراسة حالتهم في عام 2016. وبحسب الدراسة، كانت نسبة التلوث مرتفعة بشكل خاص في الدماغ، حيث وصلت مستوياتها إلى 30 مرة أعلى منها في أعضاء الجسم الأخرى مثل الكبد أو الكلى. وبينما سبق اكتشاف اللدائن الدقيقة (ميكروبلاستيك) في أعضاء مثل الرئتين والأمعاء وحتى المشيمة، فإن الفحص المجهري التقليدي عادة ما يحدد فقط الجسيمات التي يزيد حجمها عن 5 ميكرومترات. ووفقا لواضعي الدراسة، تستثنى من هذا، جسيمات النانو الأصغر التي قد تكون موجودة بالفعل. والميكرومتر هو جزء من الألف من المليمتر، والنانومتر هو جزء من المليون من المليمتر. وقام الباحثون بتحليل عينات من أنسجة 24 شخصا متوفى في عام 2024 وقارنوها بـعينات من 28 شخصا توفوا عام 2016.