
أخبار العالم : ما تأثير الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب على عشرات الدول؟
نافذة على العالم - صدر الصورة، Getty Images
التعليق على الصورة،
فرض ترامب تعريفات جمركية هائلة على حوالي 70 دولة بعد الفشل في التوصل إلى اتفاق تجاري معها
Article Information Author, عاطف عبد الحميد Role, بي بي سي نيوز عربي
قبل 2 ساعة
بعد الوصول إلى الموعد النهائي الذي حدده الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتقدم عشرات الدول بعروض لاتفاقات تجارية مع الولايات المتحدة، وهو الأول من أغسطس/آب الجاري، لم تستجب جميع الدول لما طلبته واشنطن لتخضع لتعريفة جمركية مرتفعة بداية من هذا الشهر.
في هذا الصدد نحاول التوصل إلى إجابات على الكثير من الأسئلة التي يطرحها الموقف الراهن لسياسات ترامب التجارية وما قد تخلفه من آثار على الاقتصاد الأمريكي والعالمي واقتصادات المنطقة العربية.
وأعلن ترامب في الثاني من إبريل/نيسان الماضي ما يُعرف "بالتعريفة الجمركية المتبادلة" التي تطال عدداً كبيراً من دول العالم برسوم غير مسبوقة تُفرض على صادرات هذه الدول إلى الولايات المتحدة.
لكن الرئيس ترامب عاد في الثامن من نفس الشهر وأمر بتعليق العمل بهذه التعريفة لمدة تسعين يوماً تنتهي في التاسع من يوليو/تموز الماضي، وهو الموعد الذي تم تمديده إلى الأول من أغسطس/آب الجاري.
واعتبر كثيرون الموعد النهائي مهلة للشركاء التجاريين للولايات المتحدة للتقدم بعروض لاتفاقات تجارية والعمل على التفاوض بشأنها وإلا تعرضوا للعودة إلى تفعيل التعريفة الجمركية.
وجاء قرار التمديد ليلقي الضوء على احتمالات أن تكون الإدارة الأمريكية تستخدم التفاوض في الاتفاقات التجارية كورقة ضغط من أجل تحقيق مكاسب تجارية.
ما هي الدول التي توصلت إلى اتفاقات؟
توصلت الإدارة الأمريكية إلى اتفاقات تجارية مع عدد من شركائها التجاريين، أهمهم المملكة المتحدة، والاتحاد الأوروبي، واليابان، وفيتنام وغيرها من دول الاقتصادات الرئيسية والناشئة على مستوى العالم.
على الجانب الآخر، هناك دول هامة على الصعيد التجاري لم تتمكن من التوصل إلى اتفاقات تجارية مع واشنطن، أبرزها كندا، والمكسيك، وتايوان، والهند، وهو ما أدى إلى فرض تعريفة جمركية مرتفعة على صادراتها إلى الولايات المتحدة.
وتوصل الجانبان الأمريكي والصيني لما وُصف بالهدنة التجارية التي تتضمن تعليق العمل ببعض التعريفات الجمركية في بعض القطاعات، علاوة على تأجيل تفعيل بعض الرسوم مع سريان بعضها، والذي كان مفروضًا من قبل.
"مصالح واشنطن أولاً"
صدر الصورة، Getty Images
التعليق على الصورة،
من المتوقع أن يعاني المستهلك الأمريكي نفسه من ارتفاع الأسعار الذي قد ينتج عن تعريفة ترامب الجمركية
قال مدحت نافع، أستاذ الاقتصاد والتمويل، لبي بي سي: "بعد انتهاء المهلة التي حددها ترامب لعقد اتفاقات تجارية جديدة مع الشركاء التجاريين لبلاده، يبدو المشهد العالمي مهيئاً لتغييرات عميقة في قواعد اللعبة التجارية، تتجاوز ما اعتدناه منذ تأسيس النظام التجاري متعدد الأطراف بعد الحرب العالمية الثانية".
وأضاف: "الوضع الحالي يعكس تصعيداً مُمنهجاً للضغوط الأمريكية على الشركاء التجاريين، من أجل إعادة صياغة الاتفاقات بما يحقق مصالح واشنطن أولاً".
وأشار إلى أن الرئيس ترامب استطاع بالفعل في فترة ولايته الأولى أن يفرض إيقاعاً تفاوضياً جديداً، تُرجم إلى اتفاقيات محدثة مثل اتفاق الولايات المتحدة والمكسيك وكندا (USMCA) بدلاً من نافتا.
لكن نافع أكد أن هذه النجاحات جاءت بثمنٍ باهظ يتمثل في توتر الأسواق، وازدياد انعدام اليقين، وتقويض الثقة في منظمة التجارة العالمية، وهو ما جعل مناخ الاستثمار العالمي أكثر هشاشة.
وأعلن ترامب وضع تعريفة جمركية مرتفعة، كانت معلقة لأكثر من 90 يوماً، حيز التنفيذ على 69 شريكاً تجارياً للولايات المتحدة تتراوح بين 10 في المئة و41 في المئة. ويبدأ تطبيق هذه النسب على أرض الواقع خلال سبعة أيام من هذا الإعلان.
وقال الرئيس الأمريكي إنه سوف يتخذ القرار في وقتٍ لاحقٍ بشأن تمديد الهدنة التجارية مع الصين من عدمه، وما إذا كانت الهدنة سوف تستمر من أجل المزيد من التفاوض أو البدء في العمل بالتعريفة الجمركية الأمريكية الهائلة المفروضة على الصين بمجرد انتهاء الهدنة في 12 أغسطس/آب الجاري.
وقبل الدخول في مفاوضات تجارية مع الصين، كان الرئيس الأمريكي قد فرض تعريفة جمركية على واردات بلاده من الصين بقيمة 145 في المئة.
وقال محمد حسن زيدان، كبير المحللين الاستراتيجيين لأسواق المال لدى شركة كافيو للوساطة المالية لبي بي سي: "أرى أن الوضع الحالي لسياسات الرئيس ترامب التجارية يعكس نهجاً متشدداً يهدف إلى إعادة تشكيل العلاقات التجارية العالمية تحت شعار 'أمريكا أولاً'".
وأضاف: "نجح ترامب إلى حدٍ ما في فرض هيمنة تجارية عبر اتفاقات ثنائية مع كيانات مثل الاتحاد الأوروبي (تعريفة جمركية بقيمة 15 في المئة)، وبريطانيا، واليابان، لكنه لم يحقق هدفه الطموح بـ '90 صفقة في 90 يوماً'".
"أداة تفاوض وعقاب"
وقال نافع: "أما التأثيرات الاقتصادية المترتبة على النسب الجديدة للتعريفات والاتفاقات، فهي لا تقتصر على الجوانب التجارية المباشرة، بل تمتد إلى آليات التسعير والتضخم".
وأضاف: "رفع التعريفات يُترجم إلى زيادة في تكلفة الاستيراد، مما يؤدي إلى ارتفاع أسعار السلع الاستهلاكية والوسيطة، وبالتالي الضغط على المستهلك الأمريكي نفسه".
وأكد أن هذا المسار "يُربك البنوك المركزية ويقيد قدرتها على التوفيق بين استهداف التضخم ودعم النمو، وهو ما قد يدفع ببعض الاقتصادات المتقدمة إلى حافة الركود التقني".
كيف يتأثر الاقتصاد العالمي؟
صدر الصورة، Getty Images
التعليق على الصورة،
اليابان من أهم الشركاء التجاريين الذين توصلوا إلى اتفاقات تجارية مع الولايات المتحدة
قال زيدان: "التعريفات الجديدة، التي تتراوح بين 10 في المئة و145 في المئة (كما على الصين)، قد تؤجج التضخم عالمياً بسبب ارتفاع تكاليف الواردات، مع تباطؤ محتمل في النمو الاقتصادي نتيجة اضطراب سلاسل التوريد".
وأشار أيضاً إلى إمكانية تفاقم التوترات التجارية بين الولايات المتحدة وشركاء تجاريين مهمين، وهو ما يتضح في حالة الاتحاد الأوروبي الذي لا يزال المشهد على صعيد اتفاقه التجاري مع واشنطن مغلفاً بالكثير من انعدام اليقين.
فشروط الاتفاق بين الجانبين الأمريكي والأوروبي لا تزال قيد التفاوض. كما لا نعرف ما الذي يمكن أن تنتهي إليه الهدنة التجارية بين واشنطن وبكين.
وحذر نافع من آثار أخرى للتعريفة الجمركية على الاقتصاد العالمي؛ وهي محدودية الخيارات أمام الدول التي لم توقع اتفاقات تجارية مع واشنطن، إذ أن هذه الدول: "إما أن تخضع للشروط الأمريكية والدخول في اتفاقات غير متكافئة، أو الدخول في مواجهات تجارية قد تُفضي إلى اضطراب أكبر في سلاسل التوريد العالمية".
المنطقة العربية
صدر الصورة، Getty Images
التعليق على الصورة،
قد تتأثر الاقتصادات العربية بالتعريفة الجمركية لترامب بشكل مباشر وغير مباشر
المنطقة العربية، ومصر على وجه الخصوص، ليست في منأى عن تلك التبعات، حتى وإن لم تكن طرفاً مباشراً في هذه الاتفاقات أو الخلافات، وفقًا لنافع.
وقال، في تصريحات لبي بي سي: "فمع تعطل سلاسل التوريد وارتفاع تكلفة النقل، تتأثر اقتصادات المنطقة من خلال قنوات عدة: أبرزها تقلب أسعار السلع الأساسية، وتراجع الطلب العالمي على صادراتها، فضلاً عن احتمالات انكماش تحويلات العاملين بالخارج إذا تباطأ النشاط الاقتصادي في الدول المضيفة، وعلى رأسها الولايات المتحدة ودول الخليج".
كما حذر من أن إعادة رسم خريطة الاستثمارات العالمية قد تؤدي إلى تقليص تدفقات رؤوس الأموال نحو الأسواق الناشئة، بما في ذلك مصر، التي تعتمد على استثمارات قصيرة ومتوسطة الأجل لتعزيز احتياطي النقد الأجنبي وتمويل العجز المالي.
وفي السياق ذاته، قد لا تكون اتفاقية المناطق الصناعية المؤهلة (الكويز) بمنأى عن هذه التداعيات، إذ من المحتمل أن تعيد الإدارة الأمريكية النظر في بعض بنودها، مثل نسبة المكوّن الإسرائيلي أو قواعد المنشأ، مما قد يضر بالصادرات المصرية، وفقاً لنافع.
وفرضت الإدارة الأمريكية رسوماً جمركية على 69 دولة من الشركاء التجاريين للولايات المتحدة تتراوح بين 10 في المئة و41 في المئة بعد انتهاء المهلة التي أعطاها الرئيس الأمريكي لتلك الدول من أجل التقدم بعروض للدخول في اتفاقات تجارية مع واشنطن.
وفرض ترامب تعريفة جمركية على كندا بقيمة 35 في المئة، وتعريفة جمركية على واردات بلاده من سويسرا بقيمة 39 في المئة، مع فرض تعريفة على الواردات الأمريكية من الهند بقيمة 25 في المئة.
ورأى زيدان أن تأثير سياسات ترامب التجارية على الشرق الأوسط لن يكون بسبب التعريفات الجمركية في حد ذاتها، بل بسبب النتائج السلبية الناتجة عنها اذا خرجت الأمور عن السيطرة، فدخول الاقتصاد العالمي في أي مأزق من شانه أن يضر بمصر ودول الشرق الأوسط بشكل مباشر".
وأشار إلى أن الأمر يتطلب من الدول العربية "تنويع الأسواق ومصادر الاستثمارات، وتعزيز التكامل الإقليمي لتخفيف الصدمات في حال أرادت هذه الدول الخروج من المأزق المُحتمل".
وفرضت إدارة ترامب تعريفة جمركية على دول عربية تتضمن 15 في المئة على الأردن، و25 في المئة على تونس، و30 في المئة على الجزائر وليبيا، و35 في المئة على العراق، و41 في المئة على سوريا.
"أداة سياسية بامتياز"
صدر الصورة، Getty Images
التعليق على الصورة،
ربط ترامب القضايا التجارية بقضايا سياسية أخرى مثل أمن الحدود، كما حدث أثناء المفاوضات التجارية مع كندا
وقالت رانيا وجدي، كبيرة استراتيجيي الأسواق في شركة "أو دبليو ماركتس"، لبي بي سي إن "ربط ترامب الملفات التجارية بقضايا سيادية، مثل الأمن الحدودي وتهريب المخدرات مع كندا، يمثل سابقة خطيرة في التجارة الدولية. هذا التوسع في نطاق النزاع التجاري إلى ساحات سياسية يعقد التوصل إلى حلول ويرفع احتمال استمرار التوتر لفترة أطول".
وأضافت أن "وجود تعريفات عالية على دول مثل كندا والهند، حتى مع استمرار المفاوضات، يؤكد أن إدارة ترامب تستخدم التعريفات كأداة ضغط مستمرة وليست مجرد تهديد مؤقت".
ويرى نافع أن "السياسة التجارية الأمريكية باتت أداة سياسية بامتياز، تتجاوز مقتضيات الاقتصاد الكلي إلى حسابات انتخابية وجيوسياسية".
وأضاف أنه "على الدول النامية، ومنها مصر، أن تُحسن قراءة هذا التحول، لا عبر التكيّف معه فقط، بل من خلال تنويع شراكاتها التجارية، وتعزيز إنتاجها المحلي، وبناء قدرة تفاوضية جماعية إقليمية تقيها التقلبات القادمة".
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


بوابة الأهرام
منذ 6 دقائق
- بوابة الأهرام
تغلب على العدوان الثلاثى وتألق فى الستينيات.. «بلاج بورسعيد» يتذكر زيارات السادات وأمسيات «المسرح الصيفى»
فى مثل هذه الأيام، وتحديدا عقب القرار التاريخى للزعيم جمال عبدالناصر، بتأميم شركة قناة السويس، والذى أعلنه فى سياق خطابه الشهير فى «ميدان المنشية» فى «الإسكندرية» مساء يوم 26 يوليو 1956. وقتها كان «شاطيء بورسعيد» من أبطال أحد أهم فصول استقلال القرار المصرى. رد الزعيم عبدالناصر (1918 ــ 1970) وقتها على اتهامات الحكومة الانجليزية بإعلان مصر الحرب وتشكيل «مجلس حرب» يضم الضباط الأحرار، ويتخذ من مدينة «بورسعيد» مقرا. أوضح عبدالناصر فى خطاب تاريخى أخر، أن مصر استردت حقوقها، ولاصحة لما يتردد فى «لندن» حول نوايا مصرية بشن الحرب. وأضاف كاشفا أن العضو الوحيد فى «الضباط الأحرار»، والذى يتواجد حاليا فى «بورسعيد» هو أنور السادات والذى يقضى عطلته الصيفية بصحبة أسرته على شاطئ «بورسعيد». و«الكبائن» المرتفعة كانت ضحية العدوان الثلاثى وسارعت وكالات الأنباء، وقتها، بنقل تصريحات الرئيس المصرى، والكشف عن تفاصيل قضاء السادات لعطلته فى «بلاج بورسعيد»، مع استعراض خصائص «البلاج» المتميز من حيث الهدوء، والتمركز عند نقطة التقاء المدخل الشمالى لـ «قناة السويس» بـ «البحر المتوسط» أمام المدينة الرائعة الجمال. بالفعل كان الرئيس السادات (1918 ــ 1981) من أشهر عشاق «بلاج بورسعيد» فى الخمسينيات والستينيات. وامتد عشقه للمدينة، التى احتضنته ووفرت له الملاذ والمخبأ بعيدا عن عيون الإنجليز، وقوات «البوليس السياسى» المصرى، فيما كان هاربا فى فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية. ومازالت صور الرئيس السادات وهو يلعب «الطاولة» مع صهره محمود أبو وافية، زوج شقيقة السيدة جيهان السادات. وذلك وسط أفراد الأسرتين على «بلاج بورسعيد» فى أعقاب «قرار التأميم»، من الأكثر تداولا عبر صفحات التواصل الإجتماعى، والمواقع البورسعيدية، فى مجال الإشارة إلى أمجاد مصيف بورسعيد فى الخمسينيات والستينيات. وتخلل عهد هذه الأمجاد، مرحلة اختبارات إثر تعرض «مصيف بورسعيد» وشاليهاته الخشبية الشهيرة لنيران العدوان الثلاثى فى نهايات عام 1956. وعن هذه الفصول المختلفة فى تاريخ «بلاج بورسعيد»، يقول ضياء الدين القاضى، عميد مؤرخى القناة وبورسعيد: «تميز (بلاج بورسعيد) عن غيره من مصايف مصر بكبائنه المرتفعة عن الأرض بأعمده وكمرات حديدية، وذلك بإرتفاع بلغ مترين تقريبا. وكانت السلالم الخشبية تستخدم للصعود اليها. وكان (البلاج) مقسما إلى ثلاث مناطق مواجهة لأحياء بورسعيد حينذاك. وكانت أغلبها ملكية خاصة لبعض الشخصيات العامة، وكان ملاكها يسددون مبلغا سنويا لـ (المجلس البلدى) نظير استغلال قطعة الأرض المخصصة للكابينة. وفى عام 1954، أنشأ (المجلس البلدى) مجموعة من شاليهات الدور الواحد بمقدار حوالى 30 شاليها بمواجهة مبنى المحافظة، وكانت مخصصة للإيجار. وجاء (العدوان الثلاثي) ليطيح بجميع الكبائن والشاليهات». السادات شابا بصحبة أسرته فى «البلاج» وعقب الانتصار على قوى «العدوان الثلاثى»، وفقا لرواية القاضى، أطلق «المجلس البلدى» مجددا أكبر مشروع لإقامة «الكبائن» متعددة المساحات بطول الشاطئ، ومن بينها شاليهات «المعمورة» والتى تشابهت فى الطراز الهندسى مع وحدات المعمورة بالإسكندرية. وذلك إلى جانب ما كان يعرف بـ «شاليهات المجموعات»، و «الشاليهات المستقلة»، باجمالى 407 وحدات مصيفية عام 1962. ويضيف القاضى أن نجم «بلاج بورسعيد» الأول وعمدة المصيف كان الراحل على دحروج. فكان دحروج أول من يستقبل المصيفين ويقوم على توفير كل ما يحتاجه كل «شاليه» من إصلاح وصيانة. وقد ارتبط دحروج بصداقات قوية مع مشاهير المصطافين من نجوم الفن والصحافة والأدب فى الستينيات، ومن بينهم: نادية لطفى، ورجاء النقاش، وسعد الدين وهبة، وسامى داوود، وحلمى سلام، وموسى صبرى، وأحمد حمروش، ويوسف إدريس، ومحمود السعدنى، والذين تباروا جميعا عبر حوارات وكتابات شتى فى الإشادة بمصيفهم المفضل. ويقول القاضى: «أمسيات (بلاج بورسعيد) كانت فرصة مثالية للقاء الموهوبين من أبناء الباسلة مع نجوم الفن والصحافة. وفى الأول من يوليو عام 1961، كان الاحتفال بالحدث الثقافى والفنى الأهم فى تاريخ (المصيف البروسعيدي)، وهو افتتاح المسرح الصيفى، خلف مبنى المحافظة. وقد شهد هذا المسرح العديد من العروض المسرحية، بمشاركة نجوم وفرق الصف الأول, ومن بينهم، كانت فرق الفنانة نيللى مظلوم، والمسرح القومى، والمسرح الحر، ومسرح العرائس، وفرقة ساعة لقلبك الإذاعية.. واستضاف المسرح فى أحد أقوى مواسمه الصيفية، (فرقة البولشوى الروسية) المرموقة لعروض الباليه، وفرقة الإكروبات الصينية إلى جانب حفلات الإذاعة الغنائية التى كانت تعرف بمسمى (أضواء المدينة)».


بوابة الأهرام
منذ 6 دقائق
- بوابة الأهرام
العلاقات المصرية ـ الأمريكية والرئيس القدوة
العلاقات المصرية - الأمريكية، لها تاريخ طويل من التعاون الاستراتيجى والمصالح المتبادلة، لكنها أيضا مرت بمراحل لا تتصف بالوفاق، ستظل مرتبطة بحقيقة أن الولايات المتحدة أصبحت قوة عالمية لها مصالحها فى مختلف المناطق بما فيها منطقة الشرق الأوسط، ومصر قوة إقليمية لها التزاماتها ورؤيتها لقضايا المنطقة، واقع يفرض التعاون ويأتى بالمشكلات.. ظهرت الولايات كدولة قوية بعد الحرب العالمية الثانية، وأصبحت تحتل مركز الصدارة الذى كانت تحتله بلاد الإنجليز. كانت العلاقات حينئذ تقتصر على الزيارات واتصالات طفيفة الى أن احتلت أمريكا قيادة العالم، وعملت على توطيد العلاقات بين دولها العريقة. مشكلة الشرق الأوسط وهى إنشاء دولة إسرائيل ترجع الى انجلترا وهى المسئولة عنها الى أن أصبحت معسكر الغرب بالأخص الولايات المتحدة فى المنطقة. شهدت العلاقات تطورا كبيرا منذ الحرب العالمية الثانية واختلفت السياسات حسب مواقف القادة فى مصر، فى أثناء رئاسة عبدالناصر ساءت العلاقات بسبب رفض أمريكا تمويل السد العالى فاتجه الى الاتحاد السوفيتى الذى دعمه دعما كاملا وأصبحت العلاقات بين القاهرة وموسكو تجٌب أى علاقات أخرى. فى مرحلة رئاسة السادات حدث العكس اتجه السادات بل وسياسته إلى الغرب إلى الولايات المتحدة على وجه الخصوص، وظهرت علاقات تعاون بينهما وصلت إلى درجة من التوافق الإستراتيجى، بلغت ذروته بعد توقيع اتفاقيات كامب ديفيد برعاية أمريكا، وغير صحيح أن السادات كان يتبع السياسة الأمريكية بشكل مطلق، فقد رفض إنشاء قاعدة عسكرية فى رأس بناس كما أن زيارته لإسرائيل لم تكن بتوجيه من واشنطن، فقد أكد مساعد الرئيس الأمريكى حينئذ أنه فوجئ بهذه الزيارة تماما كما فوجئ بها العالم. ثم جاءت مرحلة رئاسة مبارك، العلاقات كانت متوازنة بعض الشيء لا تميل الى الشمال أو اليمين لكنها شهدت شدا وجذبا بين الجانبين بالنسبة لبعض القضايا، منها رفض مصر المشاركة فى غزو العراق، ومجزرة صبرا وشاتيلا وسحب السفير المصرى فى تل أبيب وهو التصرف الذى أغضب دوائر صنع السياسية الأمريكية. كما رفض مبارك إقامة قاعدة عسكرية أمريكية جنوب البحر الأحمر، ولعل ذلك ما أغضب واشنطن منه، لذلك كان لها دور ما فى أحداث يناير عام 2011 وجعلوا منها أسطورة وأصبحت مصر وأسدا قصر النيل مزارا خاصا للأمريكيين.. هناك أمران رئيسيان من أهم أسباب توتر العلاقة مع الولايات المتحدة. الأمر الأول يتعلق بإصرار مصر على دعم قضية فلسطين وإنشاء الدولتين. رفضت مصر كل الضغوط لقبول تهجير الفلسطينيين من أرضهم وتصفية القضية. استطاعت مصر بقيادة الرئيس السيسى أن تقف بكل حسم أمام اقتراح ترامب بجعل غزة ريفييرا الشرق الأوسط مما كان له اثر فى صياغة موقف عربى ودولى موحد ضد هذا الاقتراح فتراجع عنه، ولا يجوز أن نتصور بسذاجة أن بعض اعتراضات ترامب ضد سياسة نيتانياهو تعنى وجود تراجع فى دعم واشنطن لإسرائيل. فالدعم لا يتوقف على الرئيس بل مصدره الرئيسى الكونجرس. تقوم المنظمات الصهيونية داخل وخارج أمريكا باختيار بعض الأعضاء وتمويل انتخاباتهم، وهم بذلك يدينون لها ولإسرائيل بمناصبهم وان أعلنوا رفضهم جرائمها يفقدوا تلك المناصب وهو ما حدث بالفعل لبعض الأعضاء وأمثلة ذلك كثيرة...رغم ذلك فإن ترامب الذى اشتهر بالتعبير التلقائى عن آرائه قد يغضب مرة وينتقد إسرائيل ونيتانياهو ويهدد بعدم الدعم لكنها سوف تكون زلة لسان وسوف يتراجع عنها ولا يجوز أن نعتمد على تراجع العلاقات بين واشنطن وإسرائيل، إنما علينا أن نعتمد على انفسنا وقوتنا واستراتيجية عربية لها قيمتها الدولية. الأمر الثانى هو علاقة أمريكا بالمنطقة ومكانتها فى الشرق الأوسط الذى قلبه مصر والاستراتيجية الأمريكية التى تسعى الى تكييف الدول حسب إرادتها والتدخل فى أمورها الداخلية واتخاذ قرارات ليست من اختصاصها، وهو ما ترفضه دول المنطقة خاصة مصر، تستغل فى ذلك نقد هذه الدول واتهامها بانتهاكات حقوق الإنسان والديمقراطية أو بالعنصرية وعدم المساواة، وهذه الأمور تعانيها أمريكا اليوم ولن يستمر تصديق قولها إنها داعية العالم الى هذه المبادئ بعد أن أهدرتها، مهما تكن الأحوال والظروف والقرارات فإن الواقع يؤكد أن العلاقة الجيدة بين واشنطن والقاهرة لمصلحة الطرفين وهو ما ادركه عدد غير قليل من الرؤساء الأمريكيين ولهم مع مصر مواقف ايجابية أبرزها : موقف أيزنهاور من العدوان الثلاثى على مصر 1956، ومطالبة ( بريطانيا وفرنسا وإسرائيل) بالانسحاب فورا. ثم فترة كارتر وتميزت بالعديد من الأحداث، أبرزها اتفاقيات كامب ديفيد وتوقيع معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل. أما العلاقة فى أثناء جورج بوش الابن فشهدت تعاونًا فى بعض القضايا، واتسمت بالتوتر فى قضايا أخرى. كانت مصر حليفًا رئيسيًا للولايات المتحدة فى المنطقة، خاصة فى مكافحة الإرهاب، لكنها عارضت بعض السياسات الأمريكية، مثل غزو العراق. وصلنا اليوم الى مرحلة لا نسير خلالها فى ركاب الغرب وواشنطن، ولا يوجد أيضا صدام بيننا. هناك أمور ما تعطى انطباعا بأن هناك بعض التحسن فى هذه العلاقات، منها اهتمام ترامب بمسألة السد الإثيوبى الذى يحرم مصر والسودان من نصيبهما الشرعى فى المياه ويعرض الشعبين لمجاعة مائية.. ومنها لقاء الدكتور مصطفى مدبولى، الجهات المعنية لزيادة جهود دعم وتعزيز أوجه التعاون الاقتصادى المصرى الأمريكى.. سمعت يوما أن قيادة دولية قالت إن من يلتقى الرئيس السيسى ولو مرة واحدة لا يسعه إلا أن يكن له التقدير والاحترام بل والمحبة، فهو لا يفكر فى نفسه اطلاقا إنما يفكر فى مصلحة وطنه، يتمسك بمبادئه بإصرار مهما كانت المغريات...هذه كلها حقائق جعلت الشعب يطلق عليه الرئيس الإنسان والرئيس القدوة ورئيس المواطنة والمساواة وقد انعكس هذا الخلق الكريم على الإعلام المصرى الذى لا يتناول إسرار وفضائح أى قيادات ولا يتناول ما تتناوله الصحف الأمريكية للانحرافات التى ارتكبها رئيسهم. نكرر العلاقات المصرية - الأمريكية، مهمة للبلدين ، ومصر لديها تحركات واضحة، ترفض سياسة المحاور، وتقيم علاقات مع كل الأقطاب الكبرى وأى علاقة مع طرف لا تؤثر على الأطراف الأخرى، تحكمنا مصالحنا والاحترام المتبادل وبناء الجسور مع كل الأطراف دون التأثير على القرار السياسى.


خبر صح
منذ 9 دقائق
- خبر صح
قادة سابقون في الشاباك والموساد يطلبون من ترامب الضغط على نتنياهو لوقف حرب غزة
قادة سابقون في الشاباك والموساد يطلبون من ترامب الضغط على نتنياهو لوقف حرب غزة وجه عدد من القادة السابقين في المؤسسات الأمنية الإسرائيلية رسالة إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، طالبوا فيها بالضغط على رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو لإنهاء الحرب في غزة. قادة سابقون في الشاباك والموساد يطلبون من ترامب الضغط على نتنياهو لوقف حرب غزة مقال له علاقة: منشأة فوردو تحت التهديد.. وإيران قد تثير حربًا نووية نفطية وقد نشرت صحيفة 'جيروزاليم بوست' نص الرسالة التي وقعها تامير باردو، رئيس 'الموساد' السابق، وآفي ديختر، رئيس 'الشاباك' السابق، وماتان فلنائي، نائب رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي السابق. هؤلاء المسؤولون رفيعو المستوى، بالإضافة إلى عدد من كبار المسؤولين السابقين في الشرطة ووزارة الخارجية، يقودون مجموعة 'قادة من أجل أمن إسرائيل'، التي تضم أكثر من 600 من كبار المسؤولين الأمنيين السابقين، والذين ناشدوا ترامب بالتدخل الفوري. مطالب إسرائيلية بوقف حرب غزة لم تكن هذه المرة الأولى التي تطالب فيها المجموعة حكومة بنيامين نتنياهو بتغيير توجهاتها، حيث دعت سابقًا إلى التركيز على قضية إعادة الأسرى ووضع خطة لما بعد انتهاء العمليات العسكرية في غزة. مقال مقترح: إيران تُعلن عن إسقاط طائرات مسيرة إسرائيلية خلال مهمة للتجسس والاستطلاع وأكدت المجموعة على تدهور الوضع الإسرائيلي على الصعيد الدولي من حيث الشرعية، بالإضافة إلى انتقادات ترامب العلنية الأخيرة لإسرائيل بسبب ما وصفه بتسببها في أزمة المجاعة في غزة. وجاء في الرسالة الموجهة إلى ترامب: 'أوقفوا حرب غزة! نيابة عن 'قادة من أجل أمن إسرائيل'، أكبر تجمع لجنرالات الجيش الإسرائيلي السابقين ومسؤولي الموساد والشاباك والشرطة والدبلوماسية، نحثكم على إنهاء حرب غزة، لقد فعلتم ذلك في لبنان، وحان الوقت لفعل الأمر نفسه في غزة' وأوضحت المجموعة أن قوات الاحتلال الإسرائيلي قد حققت منذ فترة طويلة الأهداف التي يمكن تحقيقها بالقوة، وهي تفكيك البنية العسكرية والحوكمة لحركة حماس، بينما الهدف الأهم، وهو إعادة جميع الأسرى، لا يمكن تحقيقه إلا عبر صفقة تفاوضية. حماس أصبحت لا تشكل خطرًا كما أشارت إلى أن حماس لم تعد تشكل تهديدًا استراتيجيًا لإسرائيل، وأن الخبرة الأمنية تؤكد أن إسرائيل تمتلك القدرة على التعامل مع أي تهديدات إرهابية من جانب حماس، سواء عن بعد أو بشكل مباشر، وأضافت: 'يمكن ملاحقة قادة حماس المتبقين لاحقًا، أما أسرانا فلا يمكنهم الانتظار' شددت المجموعة على أهمية استغلال مصداقية ترامب الكبيرة بين غالبية الإسرائيليين لتوجيه نتنياهو وحكومته نحو إنهاء الحرب، وإعادة الأسرى، ووقف المعاناة، وبناء تحالف إقليمي ودولي يدعم السلطة الفلسطينية بعد إصلاحها لتقديم بديل حقيقي لسكان غزة والفلسطينيين بدلاً من حماس وأيديولوجيتها. تأثير ناجح على إدارة بايدن ذكرت الرسالة أن المجموعة نجحت في السابق بالتأثير على سياسات إدارة بايدن، وفي بعض الأحيان على سياسات حكومة نتنياهو نفسها، لكن في الفترة الأخيرة، أبدى كل من ترامب ونتنياهو معارضة واضحة لجنرالات الدفاع الذين يخالفون سياساتهما. يبقى غير واضح موقف ترامب الحالي من إنهاء الحرب، ومدى قدرة هؤلاء المسؤولين الأمنيين السابقين على التأثير في توجهاته. عند سؤالهم عما يجب أن يقوم به ترامب إذا رفضت حماس الدخول في مفاوضات، أجاب كبار المسؤولين الأمنيين بأن على إسرائيل إعلان قبولها بإنهاء الحرب مقابل إعادة جميع الأسرى، وهو العرض الذي قدمته حماس بشكل مستمر منذ بدء الصراع. إدارة قطاع غزة بعد الحرب كما طالبوا إسرائيل بقبول الإطار الدولي المقترح الذي يقضي بإدارة مصر والإمارات والسعودية والسلطة الفلسطينية المعاد تشكيلها لشؤون غزة بعد انتهاء الحرب. يأمل هؤلاء القادة أن يدفع ترامب نتنياهو لتقديم مثل هذا العرض، رغم أن نتنياهو رفض ذلك مرارًا بحجة أن ذلك سيسمح لحماس بالعودة، كما يسعى لمنع شركائه في الائتلاف اليميني المتشدد من الإطاحة بحكومته في حال أنهى الحرب. أبلغت المعارضة نتنياهو استعدادها لدعم حكومته مؤقتًا إذا أبرم صفقة مع حماس، لكنه رفض ذلك أيضًا، كما يرفض نتنياهو منح السلطة الفلسطينية أي دور في غزة، معارضًا بشدة أي توجه يدعم إقامة دولة فلسطينية حتى لو كانت تحت إدارة السلطة الفلسطينية وليس حماس. ترى المجموعة أن تقديم عرض رسمي لإنهاء الحرب إلى حماس هو السبيل الوحيد لمعرفة مدى استعداد الجماعة في غزة لإعادة جميع الأسرى، أو إن كانت تتلاعب بالموضوع، مؤكدة أن مثل هذا العرض ضروري حتى تتمكن إسرائيل من القول إنها بذلت كل الجهود الممكنة لاستعادة أسرى الحرب.