
'بلوكاج ' إصلاح التقاعد في ظل استعجال حكومي
النقابات وأرباب العمل يرفضون الثالوث الملعون ويطالبون بتغيير السيناريو
انتظر الأمناء العامون للنقابات المركزية، اتصالا هاتفيا من نادية فتاح، وزيرة الاقتصاد والمالية، لتحديد موعد لعقد اجتماع تمهيدي لفتح ملف إصلاح أنظمة التقاعد، دون جدوى. وقدمت الوزيرة فتاح وعدا بقرب فتح هذا الملف قريبا، ودعوة اللجنة التقنية لوضع السيناريو المثالي لإصلاح أنظمة التقاعد، والتوافق بشأن النقاط الحساسة، على أمل استدعاء اللجنة الوطنية برئاسة عزيز أخنوش، رئيس الحكومة، لإطلاق ورش مناقشة هذا الملف وحسمه، قبل حلول جولة الحوار الاجتماعي في شتنبر المقبل، ولم يتم ذلك. وقالت مصادر «الصباح» إن مكونات الأغلبية الحكومية الثلاثة، متفقة على فتح هذا الملف على أساس عدم المس بمكتسبات الطبقة الشغيلة، والعمل على رفع قيمة معاشات الأجراء، خاصة في القطاع الخاص، والتي تشبه «صدقة جارية» في حدود 4200 درهم حدا أقصى لا تمنح إلا للقلة من ملايين الأجراء بعد نهاية الخدمة. وقال أحد النقابيين الذي شارك في جولات الحوار الخاصة بإصلاح أنظمة التقاعد في السنوات السابقة، لـ «الصباح»، مفضلا عدم الكشف عن اسمه، إنه أبلغ الحكومة موقف النقابيين الرافضين لوصفة «الثالوث الملعون» إذ يوجد إجماع بينهم سواء المشاركون في الحوار الاجتماعي، أو الممثلون في البرلمان، أو خارجه.
وأكد عدم وجود أي اتصال من قبل الحكومة بالنقابيين بخلاف ما صرحت به الوزيرة في البرلمان، وأنهم ضد ما تم تسريبه من سيناريو وضعه مكتب دراسات لا يفقه شيئا في وضعية ملايين الموظفين والأجراء، إذ يعانون بسبب ارتفاع الأسعار بالنسبة للذين يحصلون على أجور مناسبة، ومصرح بهم في صناديق التقاعد، والتغطية الصحية.
ودعا المتحدث نفسه إلى تفعيل عمل مفتشي الشغل لزجر من يخالف القانون، إذ ثبت عدم التصريح بستة ملايين أجير في صناديق التغطية الصحية والتقاعد، لرفض أرباب العمل تطبيق القانون، ما ضيع على خزينة الدولة 500 مليار شهريا، وهو ما كشف عنه المجلس الاقتصادي والاجتماعي بتأكيد إقصاء 8 ملايين شخص من التغطية الصحية. ورفضت المركزيات النقابية وصفة «الثالوث الملعون» لإصلاح أنظمة التقاعد، برفع سن التقاعد إلى 65 سنة في القطاعين العام والخاص، ونسبة المساهمات المالية، وتقليص معاشات القطاع العام. والتمست النقابات قبل مناقشة أي حل لإصلاح أنظمة التقاعد، العمل على رفع صرف معاشات ملايين الأجراء في القطاع الخاص، التي تعد هزيلة والتي لا تتجاوز في حدها الأقصى، 4200 درهم شهريا، كي تصل في حدها الأدنى إلى 6 آلاف درهم. وتأكدت النقابات، أن سبب ضعف معاشات ملايين العاملين في القطاع الخاص، راجع لاستثمار أموال المنخرطين في صندوق الإيداع والتدبير بنسبة فائدة لا تتجاوز 1 في المائة، وهي نسبة ضعيفة وتخالف النسب المطبقة في الأسواق المالية التي تصل إلى أزيد من 4 في المائة، ما تسبب في حدوث ثقوب في مالية المنخرطين. من جهة أخرى، عبر أرباب العمل عن رفضهم رفع سن التقاعد إلى 65 سنة، بمبرر ضعف قدرتهم المالية في مواصلة الأداء لفائدة الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، ودعوا إلى إبقاء سن 60 سنة في القطاع الخاص، لأن من يغادر إلى التقاعد يعوض بأقل منه أجرا، أو لا يعوض لتتراكم المهام على الآخرين.
أحمد الأرقام

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


طنجة 7
منذ 25 دقائق
- طنجة 7
مجلس الحكومة يحدد موعد شروع المجموعة الصحية الترابية بجهة طنجة في ممارسها اختصاصاتها
سيحدد مجلس الحكومة المنعقد يوم الخميس برئاسة عزيز أخنوش موعد شروع المجموعة الصحية الترابية بجهة طنجة تطوان الحسمية في ممارسة اختصاصاتها. هذا بالإضافة لمناقشة مشاريع قوانين ومراسيم هامة. وفقًا لبلاغ صادر عن رئاسة الحكومة، سيبدأ المجلس أشغاله بدراسة مشروعي قانونين رئيسيين. الأول يتعلق بالوكالات الجهوية للتعمير والإسكان، ويهدف إلى تعزيز دور هذه الوكالات في تحسين البنية التحتية وتوفير السكن اللائق. هذا يدعم التنمية المستدامة في مختلف جهات المملكة. أما الثاني فيخص تحويل المكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن إلى شركة مساهمة. وهو مشروع يسعى إلى إعادة هيكلة هذا المكتب لزيادة كفاءته وتعزيز دوره في استغلال الموارد الطبيعية بشكل أكثر شفافية وفعالية. مشاريع مراسيم كما سيواصل المجلس أشغاله بمناقشة أربعة مشاريع مراسيم تهدف إلى تحسين القطاعين الصحي والتعليمي. المرسوم الأول يتعلق بتحديد النظام الأساسي النموذجي لمهنيي الصحة ضمن المجموعات الصحية الترابية. هذا بهدف تنظيم عملهم وتحسين جودة الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين. المرسوم الثاني يهدف إلى تعديل وتتميم المرسوم المتعلق بمنح أجرة تكميلية للأساتذة الباحثين في الطب والصيدلة وطب الأسنان. مما يساهم في دعم البحث العلمي وتطوير التكوين الطبي. أما المرسوم الثالث فيحدد تاريخ الشروع الفعلي للمجموعة الصحية الترابية بجهة طنجة-تطوان-الحسيمة في ممارسة اختصاصاتها. ذلك لتوفير خدمات صحية متكاملة في هذه الجهة. وأخيرًا، يتناول المرسوم الرابع تعديل النظام الأساسي الخاص بهيئة الأساتذة الباحثين في الطب والصيدلة وطب الأسنان، لتحديث الأطر القانونية وتعزيز كفاءتهم. وفي ختام أشغاله، سيناقش المجلس مقترحات تعيينات في مناصب عليا وفقًا لأحكام الفصل 92 من الدستور. لمتابعة أخبار طنجة7 على منصات التواصل الاجتماعي، يمكنكم الاشتراك على صفحتنا بموقع فيسبوك. أو منصة إنستغرام إضافة لمنصة X


عبّر
منذ 2 ساعات
- عبّر
بنكيران يهاجم أخنوش ويتهمه بشراء الولاءات الانتخابية: 'متحزمين بالخوا الخاوي'
في خرجة سياسية نارية أثارت تفاعلاً واسعًا، وجّه عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية ، انتقادات شديدة اللهجة إلى رئيس الحكومة عزيز أخنوش، متهمًا إياه باستعمال 'أساليب غير سياسية' لاستمالة الناخبين، وذلك خلال المؤتمر الجهوي للحزب بجهة فاس-مكناس، المنعقد يوم الأحد. بنكيران يتهم أخنوش مباشرة بشراء الحضور وتضارب المصالح وخلال كلمته، قال بنكيران إن حزب التجمع الوطني للأحرار 'يوزع الأموال والهدايا' لضمان حضور المواطنين في أنشطته، خصوصًا في أكادير ومناطق الداخل، وأضاف بسخرية: 'متحزمين بالخوا الخاوي ويريدون أن يكونوا في المرتبة الأولى في 2026″، في إشارة إلى ما وصفه بمحاولات تجميل صورة الحزب الحاكم بوسائل 'غير نزيهة'. كما لمّح بنكيران إلى تضارب المصالح الخطير، عندما تحدث عن حصول شركة أخنوش على دعم حكومي بقيمة 2.6 مليار درهم من لجنة يرأسها بنفسه، معتبرًا الأمر سابقة في العمل السياسي المغربي تستدعي المساءلة. بنكيران.. نقد لاذع للسياسات الاقتصادية والاجتماعية لحكومة أخنوش وفي تقييمه للوضع الاقتصادي، كشف بنكيران عن تجاوز الدين العمومي المغربي سقف 1000 مليار درهم، محذرًا من تداعيات ذلك على الاستقرار المالي والمجتمعي، وغياب رؤية اقتصادية واضحة لدى الحكومة الحالية. أما في الجانب الاجتماعي، فقد سلّط الضوء على ما اعتبره 'تراجعًا كبيرًا في دعم الفئات الهشة'، مشيرًا إلى: تقليص دعم الأرامل من 700 إلى 500 درهم؛ إلغاء نظام راميد وحرمان أكثر من 8 ملايين مغربي من التغطية الصحية؛ تضاعف الكلفة المالية رغم تقليص عدد المستفيدين؛ وهو ما وصفه بـ'فشل سياسي اجتماعي' يعكس غياب المرجعية الإيديولوجية الواضحة للحزب الحاكم. تشبث بالخيار الديمقراطي والملكية الدستورية ورغم لهجته الحادة، جدد بنكيران تشبث حزب العدالة والتنمية بالملكية الدستورية والخيار الديمقراطي، قائلًا: 'نحن حزب ملكي بإصرار، وسنواصل النضال السياسي بالمشاركة الفاعلة وليس بالثورة'، ليؤكد بذلك على استمرار حزبه في لعب دور المعارضة المؤسساتية دون اللجوء إلى أساليب الصدام. المشهد السياسي المغربي يتجه نحو تصعيد انتخابي مبكر تأتي تصريحات بنكيران ضد أخنوش في سياق تنامي الخطاب النقدي من طرف المعارضة، خاصة مع اقتراب موعد الانتخابات التشريعية لسنة 2026، ووسط مؤشرات على تراجع شعبية التحالف الحكومي في الشارع المغربي، بسبب الأزمات الاجتماعية والاقتصادية المتراكمة. وتُعتبر تصريحات بنكيران بمثابة جرس إنذار مبكر بشأن الاحتقان السياسي والشعبي، الذي قد يُعيد رسم خريطة التوازنات داخل المشهد الحزبي في المرحلة المقبلة.


عبّر
منذ 4 ساعات
- عبّر
نزار بركة يهاجم السياسة الفلاحية من داخل الحكومة: بداية تموقع انتخابي مبكر؟
أثارت تصريحات نزار بركة، وزير التجهيز والماء في حكومة عزيز أخنوش، والأمين العام لحزب الاستقلال، جدلًا واسعًا في الأوساط السياسية، بعد أن وجّه انتقادات لاذعة للسياسة الفلاحية المتبعة في المغرب، متهمًا إياها بـ'خدمة مصالح كبار الفلاحين والمستوردين'، في خرجة اعتبرها كثيرون ذات طابع انتخابي أكثر من كونها نقدًا بنّاءً من داخل الأغلبية. خرجات متكررة لنزار بركة ومواقف مثيرة من داخل الأغلبية وجاءت تصريحات بركة خلال كلمته في المؤتمر السادس للاتحاد العام للفلاحين بالمغرب، يوم الأحد 22 يونيو، حيث اتهم السياسات الفلاحية الحالية بـ'عدم الإنصاف'، وانتقد استفادة كبار الفلاحين والمستوردين على حساب الفلاحين الصغار. لكنه، في المقابل، لم يتطرق إلى تعثرات وزارته في قطاع الماء، الذي يُعد من بين القطاعات الأكثر تأزمًا في المغرب خلال السنوات الأخيرة، خاصة في ظل شبح الجفاف ومحدودية مشاريع السدود والتزود بالماء القروي. غضب صامت داخل الأغلبية وتلميحات انتخابية واضحة تصريحات الأمين العام لحزب الاستقلال لم تمر مرور الكرام، خصوصًا وأن حزبه يُعد من الأضلاع الأساسية للتحالف الحكومي، إلى جانب التجمع الوطني للأحرار والأصالة والمعاصرة. واعتبر مراقبون أن الخطاب الذي تبناه بركة يُعد محاولة 'لركوب موجة الغضب الشعبي' واستغلال معاناة الفلاحين الصغار لكسب تعاطف انتخابي مبكر، مع اقتراب الاستحقاقات المنتظرة سنة 2026. نزار بركة..تناقضات سياسية تحت المجهر ورغم تبني بركة هذا الخطاب الناقد، إلا أنه سبق له أن دافع عن اختيارات الحكومة في مناسبات عدة، قبل أن يعود بين الفينة والأخرى لإطلاق تصريحات توحي بموقف معارض من الداخل. من بين أبرز تلك التصريحات قوله خلال أزمة عيد الأضحى إن:'الدولة دعمت المستوردين بـ500 درهم للرأس، لكنهم باعوا القطيع بأضعاف ثمنه'، وهو ما فتح حينها نقاشًا حول مصداقية الدعم الحكومي ومآل أموال الدعم العمومي. أزمة الماء لا تزال مستمرة بالمقابل، يرى كثيرون أن نزار بركة لم ينجح في إحداث طفرة نوعية في تدبير ملف الماء، رغم ما وعد به عند توليه وزارة التجهيز. فالمغرب لا يزال يواجه تحديات حقيقية مرتبطة بندرة الموارد المائية، تعثر مشاريع تحلية المياه، وعدم كفاية التزود القروي بالماء الشروب، ناهيك عن ضعف تنزيل الاستراتيجيات الوطنية للماء. مراقبون: 'خطاب المعارضة من داخل الحكومة لم يعد يخدع أحدا' يشير محللون إلى أن تكرار هذه الخرجات يعكس ديناميكية جديدة داخل الأغلبية الحكومية، حيث بدأت تظهر بوادر التمايز السياسي بين مكونات التحالف، استعدادًا لمرحلة ما قبل الانتخابات. كما أن المواطن المغربي، الذي أصبح أكثر وعيًا، لم يعد يميز بين خطاب المعارضة والموقع التنفيذي الفعلي، ما يُفقد بعض التصريحات السياسية مصداقيتها.