
زايد والمؤسسون.. بُناة دولة الوحدة والتكامل والتضامن
ويجسد هذا اليوم لحظة مفصلية في تاريخ الدولة، حيث جمع حكام الإمارات في المحطة التأسيسية التي أرست دعائم الاتحاد، ورسّخت رؤية وطن موحّد وقوي.
وقال مواطنون ومواطنات لـ«الإمارات اليوم» إن تخصيص هذا اليوم للاحتفاء بـ«عهد الاتحاد» يستحضر قيمة القرار الذي غيّر مجرى تاريخ المنطقة، وانطلق منه مشروع وطني قائم على الوحدة والتلاحم.
وأضافوا أن الاحتفال بهذه الذكرى يُعزز الانتماء الوطني، ويُجدّد في النفوس روح الوفاء لقادة الاتحاد، ويُلهم الأجيال للمحافظة على مكتسبات الوطن، والسير على نهج المؤسسين الذين قدّموا نموذجاً فريداً في الإرادة والعزيمة، لبناء دولة عصرية متقدمة.
ويعود هذا اليوم إلى اللحظة الفارقة التي اجتمع فيها حكام الإمارات في 18 يوليو 1971، بقصر الضيافة في دبي، ليوقّعوا على وثيقة الاتحاد ودستور الدولة، معلنين رسمياً اسم دولة الإمارات العربية المتحدة، في خطوة سبقت الإعلان الرسمي عن الاتحاد في الثاني من ديسمبر من العام ذاته.
ويخلد هذا اليوم أهم المحطات في مسيرة بناء الدولة، حين وضع الآباء المؤسسون بقيادة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، أُسس دولة حديثة تقوم على الوحدة والتكامل والتضامن بين أبناء الوطن.
ويُمثّل «يوم عهد الاتحاد» تجسيداً لمعاني الوفاء لتلك اللحظة التأسيسية التي غيّـرت مجرى التاريخ، حيث بدأ منها بناء كيان سياسي موحد، وهوية وطنية جامعة.
ويُدعى الجميع في هذا اليوم إلى الوقوف عند اللحظات التاريخية التي مهّدت لتأسيس الاتحاد، والتمعّن في الوثائق التي انبثق عنها هذا الصرح الشامخ - من وثيقة الاتحاد إلى الدستور إلى بيان الاتحاد - احتفاء بماضٍ مشرّف، وبناء على رؤية مؤسسي الدولة.
وتشهد فعاليات الاحتفاء بـ«يوم عهد الاتحاد»، عبر مختلف المؤسسات الإعلامية والحكومية في الدولة، مجموعة واسعة من الأنشطة التي تشمل نشر منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي، وإطلاق برامج وثائقية وتقارير تحكي قصة الاتحاد، فضلاً عن إنارة المعالم الوطنية بألوان علم الإمارات، كما يتم إطلاق قصائد وأغانٍ وطنية جديدة مستوحاة من هذه المناسبة العزيزة، وتنظيم أمسيات ثقافية تسرد حكاية الوطن من الولادة إلى الريادة.
وفي وقفة معهم، أجمع مواطنون ومواطنات على أن يوم 18 من يوليو يُشكّل محطة وطنية نستحضر فيها دروس الماضي، ونُجدّد من خلالها عهد الوفاء لله تعالى، ثم للقيادة الرشيدة والوطن، عاقدين العزم على مواصلة المسيرة بثقة نحو مستقبل أكثر إشراقاً.
وأكدوا أن وثيقة الاتحاد التي تم توقيعها في هذا اليوم المجيد، أرست دعائم راسخة لمسيرة تنموية مباركة لاتزال تؤتي ثمارها في مختلف الميادين، مشدّدين على أهمية صون هذا الإرث الوطني الخالد، باعتباره ميثاقاً جامعاً يُجسّد وحدة أبناء الإمارات، ويعزز أواصر التلاحم والانتماء الوطني.
وقال المدير التنفيذي لمؤسسة حمدان بن راشد آل مكتوم للعلوم الطبية والتربوية، الدكتور خليفة السويدي، إن «يوم عهد الاتحاد» يمثّل الشعلة التي مهّدت لوحدة الكلمة والرأي والموقف والتنمية المستدامة، إيذاناً بالازدهار الذي تحقق برؤية استشرافية عظيمة، وضعت الإنسان الإماراتي في قلب مشروع النهضة، مشيراً إلى أن الوثيقة التي وُقّعت في 18 يوليو 1971، كانت بمثابة ولادة فكر اتحادي متقدّم في فترة مملوءة بالصعوبات والتحديات.
وقال رئيس جمعية المعلمين، صلاح الحوسني، إن يوم 18 من يوليو يمثّل فرصة متجددة لاستذكار التضحيات، وتعميق الشعور بالمسؤولية، والاصطفاف خلف القيادة، للمضي نحو مستقبل تنموي أكثر ازدهاراً، يعزز مكانة الإمارات إقليمياً وعالمياً.
وأفاد بأن «توقيع وثيقة الاتحاد في مثل هذا اليوم التاريخي لم يكن مجرد حدث سياسي، بل لحظة مفصلية في تاريخ الوطن، أرست ركائز دولة حديثة قائمة على التكاتف والانسجام بين أبنائها».
وقالت المستشارة علياء الشامسي: «عشت مرحلة ما قبل الاتحاد ومرحلة ما بعده، وأستطيع أن أقول بكل فخر إن 18 يوليو كان لحظة تحوّل في حياة الجميع، كان الأمل واضحاً في وجوه الناس حينها، وكان الإيمان بالوحدة أقوى من أي تحدٍّ، والاحتفال بهذا اليوم هو احتفال بالقرار الذي غيّـر حياتنا إلى الأبد».
وأكدت أن قرار الاتحاد لم يكن مجرد اتفاق سياسي، بل لحظة وعي وطني عبّـرت عن تطلعات الشعب وقادته، وقالت: «ما نراه اليوم من إنجازات هو امتداد لذلك القرار الشجاع الذي اتُّخذ بروح جماعية، وعلينا أن نُحيي هذا اليوم ليس بالاحتفال فحسب، بل بالتأمل والالتزام بمسؤولياتنا تجاه الوطن، حتى نظل أوفياء لإرث المؤسسين».
وأكد الدكتور أحمد آل علي، أن «يوم 18 يوليو يُعدّ من أكثر التواريخ مغزى في مسيرة الاتحادو إنه اليوم الذي وُلدت فيه الفكرة وتحوّلت إلى وثيقة، ومن المهم أن يعرف الطلبة أن هذا اليوم لم يكن قراراً سهلاً، بل ثمرة حوار تاريخي استثنائي جمع حكماء الإمارات، وهو ما يجب تدريسه كجزء من الهوية الوطنية».
وقالت الدكتورة حصة الطنيجي إن «يوم عهد الاتحاد» ليس محطة للاحتفال فقط، بل دعوة سنوية للتأمل، والاعتزاز بالهوية، وتجديد الولاء والانتماء، فهو يوم تتوحد فيه المشاعر، وتتجدد فيه العزائم، ويتعزز فيه إيمان الشعب الإماراتي بأن الاتحاد هو النبع الذي تنطلق منه التنمية، والسياج الذي يحمي المكتسبات، والضامن لمستقبل آمن ومستقر.
ويرى سعيد الطنيجي أن «يوم عهد الاتحاد، بالنسبة لجيل الشباب، يُعدّ مصدر إلهام متجدد، ونحتفل به لأنه يُثبت أن الحلم الجماعي قادر على صناعة دولة عظيمة من قلب الصحراء، ويُشعرني هذا اليوم بأن لي دوراً أصيلاً في صون هذه الهوية، وأن أكون امتداداً لذلك العهد الذي خطّه الأجداد بصدقهم وإخلاصهم».
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الإمارات اليوم
منذ 9 ساعات
- الإمارات اليوم
محمد بن راشد.. سر الإنجاز
في عالم يمتلئ بالتقارير والخطط التي قد تبقى حبراً على ورق، تبرز دبي نموذجاً فريداً لثقافة الإنجاز الفعلي، حيث تُترجم الخطط إلى واقع ملموس، والمشروعات إلى منجزات تسبق الزمن. إنها ثقافة رسّخها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، الذي لم يجعل من الإنجاز خياراً، بل أسلوب حياة. ما يميّز سموه ليس الرؤية الثاقبة أو الطموحات غير المحدودة فحسب، بل سرعة الإنجاز ودقته، فحين يعلن عن مشروع، لا يُترك للمصير المجهول، بل يُتابَع حتى تنفيذه على أرض الواقع. هذه السرعة ليست وليدة اللحظة، بل هي إرث تعلّمه من والده المغفور له، الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراه، الذي أرسى قواعد بناء دبي الحديثة على أسس الانضباط والتخطيط والمثابرة، حتى في أصعب الظروف. لقد رأينا مشروعات تُنجَز في دبي والإمارات، كان يُنظر إليها سابقاً بوصفها «مستحيلة». ومع ذلك، لم تكن «الاستحالة» يوماً عائقاً أمام القيادة، بل هي دافع للمثابرة، فالإنجاز لا يأتي من الفراغ، بل من المتابعة الدقيقة، والالتزام الشخصي، والعمل الميداني، وهو ما نشهده في الجولات الدائمة لسموه، صيفاً وشتاء في مختلف مناطق الدولة. من أبرز الشواهد على هذه الثقافة، مشروع «قطار الاتحاد» الذي تحقق في زمن قياسي، و«برج خليفة» الذي اكتمل في أوج الأزمة المالية العالمية، وكذلك مشروع «ميناء جبل علي» الذي أنجزه الشيخ راشد في خضم ظروف إقليمية صعبة. هذه الإنجازات لم تأتِ مصادفة، بل نتيجة قيادة واعية ترى في التحديات فرصاً لاختبار الجدارة وتحقيق التميّز. ولعل ما يعزز هذا النهج هو متابعة المسؤولين ميدانياً، من الوزراء إلى مديري المشروعات، والاهتمام بالرأي العام وسعادة الأفراد. فثقافة الإنجاز في دبي والإمارات ليست محصورة في البنية التحتية، بل تمتد إلى الأداء الحكومي والخدمة المجتمعية، ما يعكس منظومة متكاملة تقوم على العمل والانضباط والمساءلة. وقد لخّص رسول الله، صلى الله وعليه وسلم، هذا المعنى بقوله: «كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته»، كما قال: «أعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه»، وهما مبدآن راسخان في منظومة العمل في دولة الإمارات، لا مجرد شعارات، بل منهج حياة يُطبَّق على أعلى المستويات. وفي النهاية، فإن الإنجاز السريع والدقيق ليس مجرّد إنجاز فني أو هندسي، بل هو تجسيد لثقافة قيادة لا تؤمن بالتأجيل، ولا تعرف التردد، بل تملك الشجاعة والرؤية لاتخاذ القرار وتنفيذه، مهما كانت التحديات. إنها دبي.. حيث تتحول الرؤى إلى واقع، وتُكتب قصص النجاح بلغة الإنجاز. لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه


الإمارات اليوم
منذ 9 ساعات
- الإمارات اليوم
الإمارات تنفذ الإنزال الجوي الـ 64 للمساعدات.. وتُدخل 45 شاحنة غذائية إلى غزة
تواصل دولة الإمارات العربية المتحدة جهودها الإنسانية المخصصة لدعم الشعب الفلسطيني في قطاع غزة. ونفّذت دولة الإمارات، أمس، عملية الإنزال الجوي الـ64 للمساعدات ضمن عملية «طيور الخير»، التابعة لعملية «الفارس الشهم 3»، وذلك بالتعاون مع المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة، وبمشاركة كل من فرنسا وألمانيا وبلجيكا. وتهدف هذه العمليات إلى إيصال المساعدات الإغاثية إلى المناطق التي يصعب الوصول إليها براً نتيجة الأوضاع الميدانية الراهنة، وتضم حمولات متنوعة من المواد الغذائية والإمدادات الإنسانية العاجلة. وبهذا ارتفع إجمالي المساعدات التي تم إنزالها جواً، حتى أمس، إلى أكثر من 3851 طناً من المواد الغذائية والإغاثية المختلفة، وُجهت لدعم الأشقاء الفلسطينيين في المناطق الأكثر تضرراً واحتياجاً داخل القطاع. كما أدخلت دولة الإمارات، أمس، 45 شاحنة مساعدات غذائية إلى قطاع غزة، في إطار جهودها المتواصلة لتعزيز الدعم الإنساني، وتلبية الاحتياجات الأساسية للأشقاء. وتجدد دولة الإمارات تأكيدها على مواصلة العمل بالتنسيق مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لضمان إيصال المساعدات إلى المحتاجين في القطاع، عبر مختلف الوسائل الجوية والبرية والبحرية، انسجاماً مع نهجها الإنساني الراسخ ومكانتها الرائدة في مجالات العمل الإغاثي والإنساني. • 3851 طناً إجمالي المساعدات التي تم إنزالها جواً من المواد الغذائية والإغاثية المختلفة.


الإمارات اليوم
منذ 9 ساعات
- الإمارات اليوم
محمد بن راشد يلتقي منصور بن زايد ويبحثان سبل تعزيز مسيرة التنمية في الإمارات
استقبل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أمس، سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس ديوان الرئاسة، وذلك في استراحة سموه في المرموم بدبي. وتبادل سموهما خلال اللقاء - بحضور سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية - الأحاديث الودية حول عدد من القضايا الوطنية، وسبل تعزيز مسيرة التنمية الشاملة في دولة الإمارات، بما يرسخ مكانتها المتقدمة على مختلف الصعد، ويعزز رفعة الوطن ورفاهية أبنائه. وخلال اللقاء، قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: «الارتقاء بوطننا الغالي، وصون مكتسباتنا، وتحقيق أفضل مستويات العيش الكريم لمواطنينا، هي مسؤولية مشتركة نعمل معاً على تحقيقها، بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، يجمعنا هدف واحد هو بناء مستقبل أكثر ازدهاراً لأجيالنا القادمة، وترسيخ مكانة الإمارات كأنجح نموذج تنموي في المنطقة والعالم». وأكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم أهمية مضاعفة الجهود وتكامل الطاقات، بما يضمن تسريع وتيرة تحقيق المستهدفات الوطنية، لتواكب الطموحات التنموية المستقبلية لدولة الإمارات. كما تناول اللقاء جملة من القضايا والموضوعات المرتبطة بالعمل الحكومي وخطط تطويره المستمرة، إضافة إلى استعراض آخر المستجدات في المبادرات والمشروعات الحكومية الداعمة لمسيرة التنمية الشاملة والمتسارعة التي تشهدها الدولة، بما يعزز الخدمات المقدمة للمواطنين، وتوفير الدعم اللازم لمختلف شرائح المجتمع الإماراتي في شتى المجالات والقطاعات.