logo
غزة: لمسة النهاية في الحرب على إنسانية الإنسان/

غزة: لمسة النهاية في الحرب على إنسانية الإنسان/

الصحراءمنذ 4 أيام
تقبل منطقة الشرق الأوسط على نهاية حتمية لحرب غزة الوحشية، ومشتقاتها الإقليمية العنيفة، سرا وعلانية..
ورغم البطش المطلق واختراق إسرائيل لكل الأعراف الدينية والأخلاقية الإنسانية البشرية، فإن هزيمة كل أهدافها المعلنة والمخفية؛ الأولى و المتجددة؛ أصبحت واقعا راسخا، لا مناص منه.
خطورة هذه الهزيمة أنها هزيمة ناجمة عن استنفاد كل الطاقات العسكرية والفكرية، والمعنوية والمادية، والاعتبارية.. فهي هزيمة عميقة وليست دون ذلك.
لقد استنفدت حكومة إسرائيل صبر شعبها على البلوى المتلاحقة بكل أصنافها، وصبر الحلفاء على مؤازرتها بكل شيء، وصبر الإنسانية على سلوكها الوحشي المنفلت، وصبر المحايدين على السكوت عنها، وصبر "المعتدلين" على استفزازها، وصبر العالم العربي والإسلامي وأنظمته على التغاضي والتعامي عن الظلم، والاستخذاء، وصمت القبور، وصبر العملاء على التآمر، وصبر المَدافع على الرمي، و صبر القنابل على الانفجار، وصبر عمران الأرض على الحطام، وصبر الجو على الدخان، وصبر النار على الاشتعال، وصبر البيئة على التلوث، وصبر السماء على أزيز الطائرات، وصبر القذائف على قتل الأطفال والنساء، وصبر الدماء على النزيف.
صبر المقابر على ضيوفها، وصبر العيون على المشاهد الفظيعة، وصبر الآذان على الأخبار الشنيعة.
صبر الماء عن سقاية الأفواه الظمآنة، وصبر الطعام على الامتناع عن البطون، و صبر الأجسام على الحياة، وصبر الأكفان على الأموات.
صبر الجواسيس على الإبلاغ، وصبر الأشرار على الشر، وصبر المصانع الحربية على الإنتاج، وصبر تجار الأسلحة على الأرباح، وصبر الجنود على الخنادق..
لا شيء معروف في العالم لم تستنفد حكومة الكيان صبره في معركتها الخاسرة. لقد استنفدت صبر كل ذي صبر. بل صبر الصبر ذاته استنفدوه.
إن حرب غ.زة انتهت؛ ليس بضغط دولي من محايد أو مناصر، ولا بيقظة ضمير من أحد، ولا بأي شيء آخر غير استنفاد كل شيء من كل شيء.
الإعياء والعجز الإس.رائيلي الغربي عن فعل المزيد هو اللنسة الأخيرة لحرب النتن.. ياهو على غ.زة، فحتمٌ عليه حتمية الموت إنهاء هذه الحرب؛ لا لأنه يريد ذلك فمخزون رأسه من الوحشية ومخزون يمينه المشؤوم لايزال مترعا بالأفكار الموغلة في الوحشية؛ لكنه الاستنفاد النهائي لكل الأسباب، وانسداد لكل السبل.
وعليه، أرى أن هزيمة الكيان، إرادة، ودافعا، وطاقة، ومددا.. تطل برأسها من خلف أول منعرج في طريق حرب غ.زة المتعرج أصلا.
الجديد أن الهزيمة هذه المرة هزيمة عميقة و استراتيجية،
ولأن قائد الهزيمة الحتمية النتن.. ياهو يعلم ذلك فإنه يسوّف في رفع الراية البيضاء المضرجة بدماء الأبرياء؛ واستمرار العمليات الاستعراضية حالية رقصة ذبيح سيهمد بعد حين:
- أولا: لأن هذه الحرب الوحشية استنفدت أساليب الوحشية والترويع والاستهتار بالإنسان في ذاته، فوصلت إلى قمة من الإيغال والتفنن في الإجرام لم تصل إليها البشرية في تازيخها أبدا. و هي إذن حرب يمكن أن تصنف في قمة الحروب الوحشية ضمن موسوعة "جينيس" للحروب الأكثر وحشية.
ثانيا: أنها وصلت إلى درجة مثالية من ملاءمة الظروف الإقليمةية والدولية لم تصل إليها أي حرب سابقة، وليس أمامها إلا الانحدار.
ثالثا: أن صورة "الصهيونية ضحية للمظلومية النازية" و دعوى "معاداة السامية" تهاوت في بئر لا قرار لها، و بالمقابل حلت محلها صورة الظلم الوحشي البشع لأهل غزة من جاتب الصهاينة، بشهادة الضمير البشري كله على وجه الأرض.
- رابعا: أن الإفلاس الناجم عن هذه الوحشية أفقد الحضارة الغربية - من وراء إس. رائيل- مصداقية ما بعد قيم الحرب العالمية الثانية كلها، فلم تقتصر الفضيحة المدوية على إس. رائيل وحدها، لأنها مثل الغرب "آدِرْص لعْجيلة الذي قتلها وقتل غسّالتها."
(ولن ينفعكم اليوم إذ ظلمتم أنكم في العذاب مشتركون).
ولقد أفلست على الأثر كل المنظمات الدولية من مشتقات الأمم المتحدة في هياتها التشريعية، والتنفيذية، والقضائية.. وأفلست في أثر ذلك وسائل الإعلام الغربية العتيدة، وأفلس الرأي العام الغربي قبل انتفاضاته المتأخرة، وأفلست النخب العربية والإسلامية والغربية، ودولها العميقة إفلاسا أشد وأمضى، وانهزمت الديمقراطية الغربية وولت، و انهزمت مؤشرات رأيها، وأفلس اليمين واليسار والوسط.
نعم، إن ذكاء الصهاينة جعلهم لايخسرون وحدهم مثل اللص الماهر، لا يسرق منفردا؛ بل حعلوا العالم يخسر قيمه كلها، وسمعته كلها، ومصداقيته كلها.. بتخطيط ووعي منهم، شرقا وغربا، وجنوبا وشمالا، ووسطا.
ومن هنا كان حطام هذه الحرب عالمي الانتشار بسبب الذكاء الإس..رائلي الهدام، فأصبحت حرب غ.زة عالمية بتأثيرها وأثرها.
لذا فمن يستطيع اليوم من المفكرين الغربيين، أو النخب السياسية، والاجتماعية الغربية وحتى غيرها، أن يتحدث عن ديمقراطيته وعدالته دون أن تبوح نبرة صوته باهتزاز الخجل والتردد و انقطاعات الادعاء والنفاق والكذب؟ من يستطيع من الزعماء الغربيين أوغيرهم من النخب أن يضرب صدره المنبعج براحة يده ويتبرأ من ازدواجية المعايير أويقول: نحن الغرب؟
لقد ماتت تلك "النحن" الغربية في ردهات المستشفيات المدمرة بغزة،
وكانت الهزيمة الإنسانية إسرا..ئلية الرأس واليدين، ولكنها عالمية وإنسانية في كليتها.
لذا فإن الطوفان لم يكن مقصورا على الأقصى؛ بل طوفانا عالميا غمر إنسانية الإنسان وجرفها إلى أسافل المستنقعات.
نعم، لقد هزمت الإنسانية هزيمة نكراء ستظهر مضاعفاتها عالميا ولم يهزم الكيان وحده لأن المسؤولية الجسيمة المشهودة مشتركة، بدرجة أو بأخرى بين الجميع.
وأؤكد هنا أنه مالم تسترجع البشرية ذوائب من ذاكرتها الإيجابية، وتلعن -بكل جسارة -تجربتها الشنيعة المشؤومة في غ.ز.ة فإنها ستندم في قابل الأيام ندامة الكُسعي أو الفرزدق أو أشد.
لقد كانت وحشية حرب الاحتلال محدودة جغرافيا، لكنها كانت عالمية بأثرها المدمر على إنسانية الإنسان فانهزم الجميع؛ باستثناء واخد هو مقاوم..مة لا توصف بأنها أسطورية فقط؛ بل بأنها إعجازية..
تلك هي اللمسة النهائية للمشهد الدامي في غ.زة لمن يبحث عنها.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الأمم المتحدة تحذر من تهديدات نووية بعد أعنف هجمات روسية على أوكرانيا
الأمم المتحدة تحذر من تهديدات نووية بعد أعنف هجمات روسية على أوكرانيا

إذاعة المنستير

timeمنذ 2 أيام

  • إذاعة المنستير

الأمم المتحدة تحذر من تهديدات نووية بعد أعنف هجمات روسية على أوكرانيا

حذر أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة اليوم من المخاطر المتزايدة على السلامة النووية في أوكرانيا، في أعقاب الهجمات الروسية الأخيرة التي وصفها بأنها الأوسع منذ بدء الحرب عام 2022. وفي بيان صادر عن المتحدث باسمه، أدان غوتيريش بشدة الضربات التي نفذتها روسيا باستخدام صواريخ وطائرات مسيرة، والتي أدت إلى انقطاع إمدادات الطاقة عن محطة زابوروجيا النووية. ونبه من استمرار التهديدات التي تمثلها هذه الهجمات على المنشآت النووية وسلامة السكان، ومعربا عن قلقه العميق إزاء التصعيد وخسائر المدنيين. وأشار الأمين العام إلى أن استهداف المدنيين والبنية التحتية المدنية محظور بموجب القانون الدولي الإنساني، داعيا إلى وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار، باعتباره خطوة أساسية نحو تحقيق سلام عادل وشامل ودائم، وفقا لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة. وأكد أن استمرار الأعمال العدائية سيؤدي إلى مزيد من المعاناة ويقوض الاستقرار الإقليمي والدولي، مجددا دعوته لجميع الأطراف إلى الالتزام بالحلول الدبلوماسية وضمان حماية المدنيين والمنشآت الحيوية. تأتي هذه التطورات في ظل الحرب المستمرة بين روسيا وأوكرانيا، التي اندلعت في فيفري عام 2022، وتحولت سريعا إلى أحد أكثر الصراعات دموية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، مخلفة دمارا واسعا في البنية التحتية وخسائر كبيرة في صفوف المدنيين. كما فرضت الحرب واقعا جيوسياسيا معقدا، حيث أصبحت أوكرانيا محورا لتقاطع المصالح الإقليمية والدولية، وسط دعم غربي واسع النطاق شمل تزويد كييف بمنظومات دفاعية متطورة، ومساعدات مالية وإنسانية، إلى جانب حزمة غير مسبوقة من العقوبات المفروضة على موسكو.

يوسف سباهيتش.. صوت الإسلام الهادئ في قلب البلقان (لقاء خاص) صحراء ميديا
يوسف سباهيتش.. صوت الإسلام الهادئ في قلب البلقان (لقاء خاص) صحراء ميديا

صحراء ميديا

timeمنذ 3 أيام

  • صحراء ميديا

يوسف سباهيتش.. صوت الإسلام الهادئ في قلب البلقان (لقاء خاص) صحراء ميديا

من جذور مصرية وصربية، ومن عباءة الأزهر الشريف، خرج المفتي محمد حمدي عثمان يوسف أو يوسف سباهيتش، كما يعرف محليا ليحمل على عاتقه مهمة ترسيخ الحضور الإسلامي في قلب البلقان، في واحدة من أكثر مناطق أوروبا حساسية وتعقيدا. ولد المفتي في بلغراد، عاصمة يوغسلافيا السابقة، عام 1967، لأب مصري درس في الأزهر وعاد إلى صربيا مفتيا، وأم صربية تعود أصولها إلى البشانقة من البوسنة. في شخصية المفتي محمد حمدي عثمان يوسف، تتقاطع خطوط الإيمان والهوية، وتتشابك جذور الأزهر مع أرض البلقان؛ رجل هادئ، لكنه يعرف كيف يعبر عن رأيه بوضوح وحسم. البدايات الصعبة كانت الستينيات زمنا صعبا لبناء جماعة إسلامية منظمة في بلاد ما تزال خارجة من الحرب العالمية الثانية، وتعيش تحت حكم شيوعي. لكن والد المفتي، الشيخ مصطفى يوسف، القادم من الأزهر، نجح في كسب الرهان، ووضع اللبنة الأولى لحياة دينية متماسكة في بلغراد، رغم التحديات السياسية والمجتمعية. يقول المفتي الشيخ يوسف في مقابلة مع «صحراء 24» إن الوضع في صربيا تغير، فأصبحت لديهم 'كلية للدراسات الإسلامية، ومعهد ثانوي إسلامي، ونعيش تمام الحرية الدينية في منطقتنا'. ويرى أن العقود الثلاثة الماضية حملت تحسنا كبيرا في أوضاع المسلمين داخل صربيا، بعد أن تجاوزوا فترات من التضييق والتهميش. لا يتحدث المفتي بلغة الصراع، بل بلغة التربية والإصلاح، ويؤكد أن 'اهتمام مؤسسة الإفتاء منصب على القرآن الكريم والسنة النبوية، ومنها نتعلم كيف يتحول الدين إلى سلوك يومي، مجسد في الواقع وليس نظريا فقط. ملف كوسوفو أما عن كوسوفو، فالموقف أكثر تعقيدا، يرى المفتي أن كلمة 'كوسوفو' لا تعني شيئا بالألبانية، لكنها في اللغة الصربية تعني 'عُشّ النسر' مشيرا إلى أن 'المنطقة سكنها الصرب تاريخيا، لكننا نقف مع المسلمين هناك في حقهم المشروع'. لكنه يستدرك: 'منذ وصول التنظيم الحالي للحكم في كوسوفو، لم يُظهروا التزاما بالدين، ولم يدرسوا العلوم الشرعية، ولم يخدموا الإسلام كما يجب'. ويؤكد الشيخ يوسف، أن الوضع في صربيا مغاير إذ لديهم مدارس دينية ومعاهد كذلك، مع إقبال واسع لأبناء المسلمين على دراسة العلوم الشرعية. يشير المفتي إلى أن اعتراف بعض الدول الإسلامية باستقلال كوسوفو أثّر سلبا على المسلمين داخل صربيا، موضحا أن نسبتهم كانت تقارب 25٪، لكنها اليوم لا تتجاوز 5٪ فقط، وهو ما اعتبره تراجعا كبيرا في التأثير السياسي والديني للجالية المسلمة. القضية الفلسطينية يولي المفتي حسب تعبيره اهتماما قويا بالقضية الفلسطينية : 'نحن نهتم بالقضية الفلسطينية من منطلق مفهوم عميق، وليس فقط كقضية سياسية، بل كواجب ديني وإنساني'. فلسطين، بالنسبة إليه، ليست مجرد ملف دولي، بل بوصلة أخلاقية تحدد موقف المسلمين في أي بقعة من العالم. وفي ما يخص الموقف من فتح سفارة في القدس، قال المفتي بحزم: 'صربيا لن تفتح سفارة لها في القدس، بخلاف كوسوفو التي فتحت سفارة هناك. المسلمون في صربيا ضد هذا الخيار، ونتمسك بالموقف الإسلامي تجاه القدس'.

غزة: لمسة النهاية في الحرب على إنسانية الإنسان/
غزة: لمسة النهاية في الحرب على إنسانية الإنسان/

الصحراء

timeمنذ 4 أيام

  • الصحراء

غزة: لمسة النهاية في الحرب على إنسانية الإنسان/

تقبل منطقة الشرق الأوسط على نهاية حتمية لحرب غزة الوحشية، ومشتقاتها الإقليمية العنيفة، سرا وعلانية.. ورغم البطش المطلق واختراق إسرائيل لكل الأعراف الدينية والأخلاقية الإنسانية البشرية، فإن هزيمة كل أهدافها المعلنة والمخفية؛ الأولى و المتجددة؛ أصبحت واقعا راسخا، لا مناص منه. خطورة هذه الهزيمة أنها هزيمة ناجمة عن استنفاد كل الطاقات العسكرية والفكرية، والمعنوية والمادية، والاعتبارية.. فهي هزيمة عميقة وليست دون ذلك. لقد استنفدت حكومة إسرائيل صبر شعبها على البلوى المتلاحقة بكل أصنافها، وصبر الحلفاء على مؤازرتها بكل شيء، وصبر الإنسانية على سلوكها الوحشي المنفلت، وصبر المحايدين على السكوت عنها، وصبر "المعتدلين" على استفزازها، وصبر العالم العربي والإسلامي وأنظمته على التغاضي والتعامي عن الظلم، والاستخذاء، وصمت القبور، وصبر العملاء على التآمر، وصبر المَدافع على الرمي، و صبر القنابل على الانفجار، وصبر عمران الأرض على الحطام، وصبر الجو على الدخان، وصبر النار على الاشتعال، وصبر البيئة على التلوث، وصبر السماء على أزيز الطائرات، وصبر القذائف على قتل الأطفال والنساء، وصبر الدماء على النزيف. صبر المقابر على ضيوفها، وصبر العيون على المشاهد الفظيعة، وصبر الآذان على الأخبار الشنيعة. صبر الماء عن سقاية الأفواه الظمآنة، وصبر الطعام على الامتناع عن البطون، و صبر الأجسام على الحياة، وصبر الأكفان على الأموات. صبر الجواسيس على الإبلاغ، وصبر الأشرار على الشر، وصبر المصانع الحربية على الإنتاج، وصبر تجار الأسلحة على الأرباح، وصبر الجنود على الخنادق.. لا شيء معروف في العالم لم تستنفد حكومة الكيان صبره في معركتها الخاسرة. لقد استنفدت صبر كل ذي صبر. بل صبر الصبر ذاته استنفدوه. إن حرب غ.زة انتهت؛ ليس بضغط دولي من محايد أو مناصر، ولا بيقظة ضمير من أحد، ولا بأي شيء آخر غير استنفاد كل شيء من كل شيء. الإعياء والعجز الإس.رائيلي الغربي عن فعل المزيد هو اللنسة الأخيرة لحرب النتن.. ياهو على غ.زة، فحتمٌ عليه حتمية الموت إنهاء هذه الحرب؛ لا لأنه يريد ذلك فمخزون رأسه من الوحشية ومخزون يمينه المشؤوم لايزال مترعا بالأفكار الموغلة في الوحشية؛ لكنه الاستنفاد النهائي لكل الأسباب، وانسداد لكل السبل. وعليه، أرى أن هزيمة الكيان، إرادة، ودافعا، وطاقة، ومددا.. تطل برأسها من خلف أول منعرج في طريق حرب غ.زة المتعرج أصلا. الجديد أن الهزيمة هذه المرة هزيمة عميقة و استراتيجية، ولأن قائد الهزيمة الحتمية النتن.. ياهو يعلم ذلك فإنه يسوّف في رفع الراية البيضاء المضرجة بدماء الأبرياء؛ واستمرار العمليات الاستعراضية حالية رقصة ذبيح سيهمد بعد حين: - أولا: لأن هذه الحرب الوحشية استنفدت أساليب الوحشية والترويع والاستهتار بالإنسان في ذاته، فوصلت إلى قمة من الإيغال والتفنن في الإجرام لم تصل إليها البشرية في تازيخها أبدا. و هي إذن حرب يمكن أن تصنف في قمة الحروب الوحشية ضمن موسوعة "جينيس" للحروب الأكثر وحشية. ثانيا: أنها وصلت إلى درجة مثالية من ملاءمة الظروف الإقليمةية والدولية لم تصل إليها أي حرب سابقة، وليس أمامها إلا الانحدار. ثالثا: أن صورة "الصهيونية ضحية للمظلومية النازية" و دعوى "معاداة السامية" تهاوت في بئر لا قرار لها، و بالمقابل حلت محلها صورة الظلم الوحشي البشع لأهل غزة من جاتب الصهاينة، بشهادة الضمير البشري كله على وجه الأرض. - رابعا: أن الإفلاس الناجم عن هذه الوحشية أفقد الحضارة الغربية - من وراء إس. رائيل- مصداقية ما بعد قيم الحرب العالمية الثانية كلها، فلم تقتصر الفضيحة المدوية على إس. رائيل وحدها، لأنها مثل الغرب "آدِرْص لعْجيلة الذي قتلها وقتل غسّالتها." (ولن ينفعكم اليوم إذ ظلمتم أنكم في العذاب مشتركون). ولقد أفلست على الأثر كل المنظمات الدولية من مشتقات الأمم المتحدة في هياتها التشريعية، والتنفيذية، والقضائية.. وأفلست في أثر ذلك وسائل الإعلام الغربية العتيدة، وأفلس الرأي العام الغربي قبل انتفاضاته المتأخرة، وأفلست النخب العربية والإسلامية والغربية، ودولها العميقة إفلاسا أشد وأمضى، وانهزمت الديمقراطية الغربية وولت، و انهزمت مؤشرات رأيها، وأفلس اليمين واليسار والوسط. نعم، إن ذكاء الصهاينة جعلهم لايخسرون وحدهم مثل اللص الماهر، لا يسرق منفردا؛ بل حعلوا العالم يخسر قيمه كلها، وسمعته كلها، ومصداقيته كلها.. بتخطيط ووعي منهم، شرقا وغربا، وجنوبا وشمالا، ووسطا. ومن هنا كان حطام هذه الحرب عالمي الانتشار بسبب الذكاء الإس..رائلي الهدام، فأصبحت حرب غ.زة عالمية بتأثيرها وأثرها. لذا فمن يستطيع اليوم من المفكرين الغربيين، أو النخب السياسية، والاجتماعية الغربية وحتى غيرها، أن يتحدث عن ديمقراطيته وعدالته دون أن تبوح نبرة صوته باهتزاز الخجل والتردد و انقطاعات الادعاء والنفاق والكذب؟ من يستطيع من الزعماء الغربيين أوغيرهم من النخب أن يضرب صدره المنبعج براحة يده ويتبرأ من ازدواجية المعايير أويقول: نحن الغرب؟ لقد ماتت تلك "النحن" الغربية في ردهات المستشفيات المدمرة بغزة، وكانت الهزيمة الإنسانية إسرا..ئلية الرأس واليدين، ولكنها عالمية وإنسانية في كليتها. لذا فإن الطوفان لم يكن مقصورا على الأقصى؛ بل طوفانا عالميا غمر إنسانية الإنسان وجرفها إلى أسافل المستنقعات. نعم، لقد هزمت الإنسانية هزيمة نكراء ستظهر مضاعفاتها عالميا ولم يهزم الكيان وحده لأن المسؤولية الجسيمة المشهودة مشتركة، بدرجة أو بأخرى بين الجميع. وأؤكد هنا أنه مالم تسترجع البشرية ذوائب من ذاكرتها الإيجابية، وتلعن -بكل جسارة -تجربتها الشنيعة المشؤومة في غ.ز.ة فإنها ستندم في قابل الأيام ندامة الكُسعي أو الفرزدق أو أشد. لقد كانت وحشية حرب الاحتلال محدودة جغرافيا، لكنها كانت عالمية بأثرها المدمر على إنسانية الإنسان فانهزم الجميع؛ باستثناء واخد هو مقاوم..مة لا توصف بأنها أسطورية فقط؛ بل بأنها إعجازية.. تلك هي اللمسة النهائية للمشهد الدامي في غ.زة لمن يبحث عنها.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store