logo
ترامب والسياسة الخارجية

ترامب والسياسة الخارجية

معا الاخباريةمنذ 4 أيام
استنت الولايات المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية سياسة الدفاع النشط ضد الخصوم المحتملين ومن الممكن أن يشكلوا خطراً مستقبلياً عليها وعلى مصالحها في العالم، هكذا ولدت الحرب الباردة بينها وبين الاتحاد السوفييتي السابق ، خير مثل على الدفاع النشط، تهديد الرئيس جون كنيدي بحرب نووية اذا لم يسحب خروتشوف صواريخه من كوبا.
كانت الضربة القاضية للاتحاد السوفييتي سباق التسلح فوق المعتاد الذي بدأه ريغان وأطلق عليه اسم (حرب النجوم)، لم يستطع الاتحاد السوفييتي، المنهك بالبيروقراطية وعجز القيادات المسنّة، على مجاراتها، فسقط سقوطاً مدوياً، نشاهد آثاره حتى يومنا هذا في الحرب الاوكرانية التي هي نموذج لسياسة الدفاع النشط في ملاحقة الولايات المتحدة لروسيا التي ورثت الاتحاد السوفييتي السابق.
عندما بدأت الصين في البروز على المسرح الدولي بدأت الولايات المتحدة سياسة الدفاع النشط ضدها منذ عهد كلينتون.
بين كل الرؤساء الأمريكان، الرئيس الوحيد الذي حاد عن هذه الاستراتيجية هو دونالد ترامب، فقد ميّز بين الخصوم، استمر في ملاحقة الصين وتوقف كلية عن ملاحقة روسيا.
مظاهر العلاقة الدافئة مع روسيا خلال الفترة الاولى لرئاسة ترامب (2016- 2020):
نعمت روسيا بفترة ازهار اقتصادي غير معهود ، كانت المورد الرئيسي للغاز للقارة الاوروبية عبر خطين للأنابيب تحت سطح البحر نوردستريم 1 ونوردستريم 2 . وبدا أن روسيا الاتحادية ستصبح مع الوقت ، لو استمر الوضع على هذا المنوال، جزءاً لا يتجزأ من القارة الاوروبية الكبرى.
استمرت العلاقة مع الصين باردة سياسياً وحارة اقتصادياً، انتظر الجميع نتائج لقاءات ترامب مع كيم جونغ اون رئيس كوريا الشمالية.
علاقة الولايات المتحدة مع روسيا أثناء فترة بايدن (2020 -2024):
عادت الولايات المتحدة الى سياسة الدفاع (الاستفزاز) النشط ضد من تعتبرهم خصومها التقليديين، توّجت استفزازات حلف الناتو الى قيام الحرب الروسية الاوكرانية بتاريخ 24 فبراير 2022، وبتاريخ 26 سبتمبر من نفس العام، تم تدمير خطي الأنابيب نوردستريم 1،2 . يمكن الاستنتاج هنا أن لوبيات مصانع الاسلحة التي تعتاش على الحروب قد سجلت انتصاراً مبيناً، فقد شهدت مبيعاتها أرقاماً قياسية، كانت الإدارة الأمريكية تشتري الاسلحة وترسلها كمساعدات لاوكرانيا، في النتيجة المواطن الأمريكي ( الذين يطلقون عليه دافع الضرائب) هو الذي كان يدفع لأصحاب مصانع الأسلحة، هذه المساعدات سواء لاوكرانيا أو إسرائيل أدت الى رفع مديونية الولايات المتحدة وارتفاع التضخم ومن ثم تدهور الاقتصاد.
مظاهر العلاقة الدافئة مع روسيا خلال الفترة الثانية لرئاسته (2024 - ):
قال ترامب معلقاً على تدهور الاقتصاد الأمريكي ( لو كنت رئيساً لما حدثت هذه الحرب) ويقصد بذلك الحرب الروسية الاوكرانية، وهذا كلام دقيق، كما ظهر من فترة رئاسته الأولى.
حاول ترامب بصفته رجلا قادما من عالم الأعمال ومستفيداً من تجربته السياسية اثناء فترة رئاسته الأولى اصلاح الاوضاع المالية المتأزمة للولايات المتحدة وكذلك تطبيق أفكاره عن المهاجرين اللاشرعيين ووصلت حتى إلى المهاجرين الشرعيين.
كان أول ما فعله فرض الرسوم الجمركية بنسب متفاوتة على كل أقطار العالم، الأصدقاء والخصوم، بما فيهم إحدى جزر الماكدونالدز التي لا يسكنها إلا البطريق، كان هذا محل تندر من الجميع ولكن حوًل أنظارهم واهتماماتهم ولم يعيروا انتباهاً أن دولتين في العالم هما روسيا وإسرائيل، نجتا من غضب ترامب وقبضته الحديدية. من الجدير بالذكر أن روسيا صدرت الى الولايات المتحدة ما قيمته: 3 مليار دولار عام 2024، ومن الطريف أن نذكر هنا ان هذه الصادرات بلغت حوالي 30 مليار دولار عام 2021، وهذا يبين مدى تأثير العقوبات على اقتصاد الدول.
أوقف ترامب صادرات الأسلحة والمعونات المالية لاوكرانيا وفرض عليها اتفاقية لاستغلال المعادن الثمينة لتعويض ما خسرته الولايات المتحدة خلال فترة بايدن.
أمهل ترامب بوتين ستة أشهر لإنهاء الحرب ثم خمسين يوماً إضافية ثم خفض المدة الى عشرة أيام وفي تقديري أنه سيجد مبرراً للتخلص من الموضوع فالذريعة موجودة دائماً، كما لاحظنا تراجعه في مواضيع أخرى.
لتفسير العلاقة مع بوتين ومحاولة لتفسير ما يحدث، علينا الرجوع للتاريخ.
عقد حفل ملكة جمال العالم في موسكو في شهر نوفمبر 2013، كان رجل الأعمال دونالد ترامب هو منظم الحفل.
بتاريخ 12 يناير 2017 وبينما كان ترامب رئيساً للولايات المتحدة ، نشرت هيئة الاذاعة البريطانية التصريح التالي:
علمت بي بي سي أن ضابط الاستخبارات البريطاني السابق، كريستوفر ستيل، المعتقد تورطه في إعداد مذكرات تدعي أن لدى روسيا مواد فاضحة بشأن الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، قد غادر منزله هذا الأسبوع، وأنه الآن "مختبئ".
وتحوي المذكرات ادعاءاتٍ مبنية على غير أساس، تفيد بأن فريق ترامب تواطأ مع روسيا، وأن لدى موسكو فيديو مسجل لترامب مع عاهرات.
وتفيد المزاعم بأن لدى روسيا معلومات مسيئة عن أعمال الرئيس المنتخب ومصالحه، وعلى أشرطة فيديو محرجة عن حياته الخاصة، بينها إقامته علاقات جنسية مع بائعات هوى في فندق ريتز كارلتون في موسكو.
ونفى ترامب كل هذه المزاعم قائلا إنه كشخصية مهمة يتوخى الحذر فيما يقوم به عندما يسافر إلى الخارج.
وقد عرفت ال بي بي سي جاك ستيل بأنه يعتقد أنه عضو سابق في وكالة الاستخبارات البريطانية (إم آي 6)، وأنه كان مدير شركة تعرف باسم "أوربيس"، وهي جهة تصف نفسها بأنها شركة استخبارات رائدة اسسها ستيل نفسه عام 2009 مع مجموعة من رجال الاستخبارات البريطانية السابقين.
نفت موسكو هذه المزاعم وقالت ان هدفها الاساءة للعلاقات بين البلدين.
جرى تحقيق من قبل الاف بي أي في الموضوع ، الملفت للنظر أن دونالد ترامب طرد جيمس كومي ( عضو الحزب الجمهوري) رئيس الوكالة في شهر مايو 2017.
يقول المثل العربي : لا دخان بلا نار، عندما نحلل هذه الوقائع نجد ما يلي:
1. أعلن دونالد ترامب نيته الترشح لرئاسة الولايات المتحدة في عام 2010 كما ذكر ستيف بانون، صديقه الحميم ومستشاره فيما بعد ، ويمكن أن بانون نفسه قد اقنع ترامب بالفكرة.
2. ربما كان اعلان هذه النية هي سبب استضافة موسكو لحفل ملكات الجمال بعدها بثلاث سنوات، فجهاز المخابرات الروسية ، وريث جهاز الكى جي بي السوفييتي لن يترك فرصة للتدخل في الشأن الأمريكي حتى يغتنمها ومواصفات البليونير دونالد ترامب تؤهله للرئاسة.
ولكن لن نتأكد من هذا الموضوع إلّا اذا بحثنا وتأكدنا أن الذي دفع نفقات هذه الاستضافة هي الحكومة الروسية.
3. لن نعرف حجم ونوعية تسجيلات الفيديو التي تم تسجيلها لترامب ، ولكن ستكون كافية لإخضاع الرجل، مثل هذه التسجيلات لن تظهر أبداً للعلن، ولكن صاحبها يعرف خطرها على سمعته ومستقبله السياسي والاجتماعي.
وبالطبع فإن مثل هذا التحليل سيكون مغلوطاً لو اتخذ ترامب خطوات مضادة قوية لروسيا ورئيسها بوتين الذي أدار جهاز المخابرات الروسي قبل صعوده لرئاسة روسيا.
استكمالاً لهذا التحليل ، من المعروف أن جهاز المخابرات الاسرائيلي المعروف باسم الموساد يعتبر أحد أقوى أجهزة المخابرات في العالم، وأتوقع أنه استطاع الحصول على نسخة من هذه التسجيلات، إذ يقدر عدد الروس الذين وصلوا الى إسرائيل بعد سقوط الاتحاد السوفييتي قرابة مليون نسمة ، هؤلاء ما زالوا يحتفظون بعلاقاتهم مع وطنهم الأم، ومن السهل شراء المعلومات بين هذه الاجهزة المتنافسة ولكنها في نفس الوقت لا تحمل عداوة بعضها لبعض.
بين ترامب ونتنياهو
المتتبع للعلاقة بين ترامب ونتنياهو ، يجد علاقة حميمية من نوع خاص فاقت بكثير علاقة أقرانه من الرؤساء الآخرين، بدأت بالاعتراف بضم القدس والجولان في عهد رئاسته الأولى ، واليوم نجد التاييد الكامل في حرب غزة.
زار نتنياهو مع زوجته سارة ترامب خلال فترة حكم بايدن في مقر سكنه في مار ديلاجو - فلوريدا على الأقل مرة واحدة ، ومن نظر للأمر، قال أنها زيارة مجاملة اجتماعية ، ولكنها لم تكن كذلك ، كانت لإظهار دعم نتنياهو وإسرائيل واللوبيات الصهيونية لترشيح ترامب لمنصب الرئاسة في انتخابات عام 2020، بالنسبة لنتنياهو رئيس مطوّع ( Compromised) أفضل ألف مرة من رئيس يصف نفسه بأنه صهيوني (بايدن) أو من نائبة رئيس ( كامالا هاريس) عملت في كنفه ، حتى لو كانت متزوجة من يهودي.
بالنسبة لترامب كان هدفه الوصول الى السلطة مرة ثانية بأي وسيلة ، كما أن أفكاره ومعتقداته تتماشى مع الأفكار الصهيونية.
أداء ترامب في الفترة الثانية من رئاسته:
لوحظ في تصريحات ترامب أنه يصرح في موضوع ما بطريقة ما، ثم يصرح بنقيض الفكرة في اليوم التالي. وصف بعض المحللين هذا بأنه تخبط وعدم وضوح افكار، ولكن في الحقيقة ان هذه التصريحات المتناقضة في منتهى الذكاء، فهو يحمي نفسه من اللوم فهناك مساحة شاسعة مناسبة لجميع الأطراف.
اضرب مثلاً حياً:
بتاريخ 3 أغسطس قال ترامب أنني أعرف أن هناك مجاعة في غزة ويجب أن تنتهي.
في اليوم التالي، بتاريخ 4 أغسطس قال نتنياهو أن ترامب يؤيد احتلال غزة والقضاء على حماس، وهذا التصريح غير المألوف من رئيس وزراء اسرائيل قيل نيابة عن رئيس الولايات المتحدة ولم نجد في كل تصريحات ترامب خلال أكثر من شهر وخاصة بعد فشل المفاوضات مع حماس أي إشارة الى احتلال غزة.
في اليوم الذي يليه، بتاريخ 5 أغسطس وعندما سئل ترامب عن الموضوع قال أن هذا الأمر متروك لإسرائيل.
وعلى هذا المنوال يمكن تفسير الهجوم الإسرائيلي على إيران.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

جوائز على رؤوس السيادة ، بقلم : محمد علوش
جوائز على رؤوس السيادة ، بقلم : محمد علوش

شبكة أنباء شفا

timeمنذ 7 ساعات

  • شبكة أنباء شفا

جوائز على رؤوس السيادة ، بقلم : محمد علوش

جوائز على رؤوس السيادة ، بقلم : محمد علوش في واحدة من أكثر الخطوات غرابة واستفزازاً في السياسة الخارجية الأمريكية، أعلنت وزيرة العدل الأمريكية، بام بوندي، عن مكافأة تصل إلى خمسين مليون دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى القبض على الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، متهمة إياه بدعم عصابات إجرامية وتهديد الأمن القومي الأمريكي. هذا التصعيد ليس سوى حلقة جديدة في سلسلة طويلة من السياسات الأمريكية العدائية تجاه فنزويلا، والتي باتت تعكس عجزاً سياسياً واضحاً في التعامل مع الأنظمة المستقلة، وميلاً متزايداً إلى استخدام القوة والعقوبات والابتزاز، بدلاً من الحوار أو احترام السيادة الوطنية. منذ صعود مادورو إلى الحكم خلفاً لهوغو تشافيز، لم تتوقف واشنطن عن محاولات تقويض النظام الفنزويلي، سواء عبر العقوبات الاقتصادية القاسية، أو بدعم المعارضة الداخلية والخارجية، أو حتى من خلال محاولات انقلابية فاشلة، ورغم فشلها المتكرر، تصرّ الولايات المتحدة على التعامل مع فنزويلا كدولة 'مارقة'، لا لشيء سوى لأنها اختارت أن تسلك طريقاً سياسياً واقتصادياً مستقلاً لا يخضع لإملاءات واشنطن، وقررت أن تدير ثرواتها السيادية – وعلى رأسها النفط – بما يتماشى مع مصالح شعبها، لا مع مصالح الشركات الأمريكية. إن الخطوة الأخيرة ليست فقط تعبيراً عن عداء سياسي، بل هي أيضاً خرق صارخ للقانون الدولي وتعدٍّ على سيادة دولة عضو في الأمم المتحدة، فمتى أصبحت وزارة العدل الأمريكية جهة عابرة للقارات، تلاحق رؤساء دول وتحرّض على ملاحقتهم برصد جوائز مالية كما لو كانوا قادة عصابات مافيا؟ ما الفرق، إذاً، بين هذه السياسات وأعمال القرصنة السياسية؟ إنّ ما يحدث يعكس بوضوح منطق الغطرسة الذي لطالما ميّز السياسة الخارجية الأمريكية، والذي بات مع الوقت أداة لزرع الفوضى وتغذية الصراعات، لا لحلّها. والأدهى من ذلك، أن هذه الممارسات تروّج تحت شعارات الدفاع عن حقوق الإنسان والديمقراطية، في حين أن الشعب الفنزويلي هو أول المتضررين من هذه السياسات، فالعقوبات الأمريكية، التي طالت القطاعات المصرفية والطبية والنفطية، تسببت في انهيار اقتصادي خانق، ونقص حاد في المواد الأساسية، وتفشّي البطالة والهجرة، ومع ذلك، تُصر الإدارة الأمريكية على المضي في هذا الطريق، متمسكة بمنطق العقاب الجماعي، وهو منطق لا يمكن وصفه إلا بالعبثي واللاإنساني. إنّ السياسة الأمريكية تجاه فنزويلا لا تختلف كثيراً عن سجلها المظلم في أمريكا اللاتينية، حيث دعمت واشنطن انقلابات دموية، وتآمرت على حكومات منتخبة ديمقراطياً، فقط لأنها لم تتوافق مع مصالحها، واليوم، تعود إلى الساحة بذهنية استعمارية متوهمة أن بوسعها إزاحة الأنظمة المستقلة عبر الضغط الاقتصادي والتشهير الإعلامي، دون أن تدرك أن العالم تغيّر، وأن الشعوب أصبحت أكثر وعياً، وأن زمن الهيمنة الأمريكية غير المشروطة قد ولّى أو بدأ بالتفكك. ولعلّ ما يزيد من فداحة هذا السلوك الأمريكي تجاه فنزويلا هو تجاهله لمواقف هذا البلد الداعمة للقضايا العادلة في العالم، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، فقد كانت فنزويلا – في عهد تشافيز ومن بعده مادورو – من أوائل الدول التي قطعت علاقاتها مع إسرائيل، ووقفت في المحافل الدولية دفاعاً عن حقوق الشعب الفلسطيني، وقدّمت الدعم السياسي والدبلوماسي الثابت لقضيتنا الوطنية، ورفضت المساومة على حق الفلسطينيين في التحرر وتقرير المصير. إن هذا الموقف الفنزويلي لا ينسى، وهو ما يجعل الشعب الفلسطيني يرى في فنزويلا دولة صديقة، وفي استهدافها استمراراً للسياسة الأمريكية التي لا تعادي فقط من يخالف مصالحها، بل تعادي أيضاً من يتضامن مع القضايا التحررية، وفي مقدمتها فلسطين، ولهذا فإن التضامن مع فنزويلا اليوم، هو أيضاً جزء من معركة الدفاع عن القيم المشتركة بين الشعوب المقاومة للهيمنة الامبريالية، وهو فعل من أفعال الوفاء السياسي والنضالي في وجه الغطرسة الأمريكية. وإن كانت أمريكا تتحدث عن 'تهديدات أمنية'، فإن أكبر تهديد للأمن العالمي اليوم هو هذه العقلية الأمريكية التي تنصّب نفسها حاكمًا فوق الجميع، وتوزّع الاتهامات والعقوبات حسب أهوائها، دون أي اعتبار للقانون الدولي أو للكرامة الوطنية للدول. لقد آن الأوان لأن تتوقف الولايات المتحدة عن لعب دور 'الشرطي العالمي'، وأن تدرك أن الشعوب لا تشترى ولا تُاع، ولا تخضع بسياسات التجويع والحصار، والمطلوب اليوم ليس مزيداً من التصعيد، بل مراجعة جذرية لهذه السياسة الفاشلة، والتعامل مع فنزويلا – وغيرها من الدول – بندّية واحترام، لا من منطلق التفوق والغطرسة، فالحماقة السياسية لا تبني نفوذاً، بل تفضح الإفلاس الأخلاقي، وتسرّع من تراجع النفوذ الأمريكي الذي بات واضحاً في أكثر من ساحة.

جامعة كاليفورنيا تراجع عرض تسوية أمريكي بمليار دولار بشأن احتجاجات مناهضة لإسرائيل
جامعة كاليفورنيا تراجع عرض تسوية أمريكي بمليار دولار بشأن احتجاجات مناهضة لإسرائيل

معا الاخبارية

timeمنذ يوم واحد

  • معا الاخبارية

جامعة كاليفورنيا تراجع عرض تسوية أمريكي بمليار دولار بشأن احتجاجات مناهضة لإسرائيل

واشنطن- معا- قالت جامعة كاليفورنيا إنها تراجع عرض تسوية بقيمة مليار دولار قدمته إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للجامعة بعد أن جمدت الحكومة مئات الملايين من الدولارات من التمويل بسبب الاحتجاجات المناهضة لإسرائيل. وقالت جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس، وهي جزء من نظام جامعة كاليفورنيا، هذا الأسبوع إن الحكومة جمدت 584 مليون دولار من التمويل الفيدرالي. وهدد ترامب بقطع التمويل الفيدرالي عن الجامعات بسبب احتجاجات الطلاب المؤيدة للفلسطينيين ضد حرب إسرائيل، حليفة الولايات المتحدة، على غزة. وتزعم الحكومة أن الجامعات، بما فيها جامعة كاليفورنيا، سمحت "بمعاداة السامية" خلال الاحتجاجات، في حين رفعت بعض هيئات التدريس دعاوى قضائية، قائلةً إن هذه التخفيضات قد كبحت حرية التعبير. وشهدت جامعة كاليفورنيا، لوس أنجلوس، مظاهرات حاشدة العام الماضي. ويقول المتظاهرون، بمن فيهم بعض الجماعات اليهودية، إن الحكومة تُخطئ في اعتبار انتقادهم للهجوم العسكري الإسرائيلي على غزة واحتلالها للأراضي الفلسطينية "معاداة للسامية"، وتُخطئ في اعتبار دفاعهم عن حقوق الفلسطينيين دعمًا للتطرف. وقال رئيس جامعة كاليفورنيا جيمس ميليكين في بيان "تلقت جامعة كاليفورنيا للتو وثيقة من وزارة العدل وتقوم بمراجعتها"، مضيفًا أن المؤسسة عرضت إجراء محادثات في وقت سابق من هذا الأسبوع مع الحكومة. في الأسبوع الماضي، وافقت جامعة كاليفورنيا، لوس أنجلوس، على دفع أكثر من ستة ملايين دولار لتسوية دعوى قضائية رفعها بعض الطلاب وأستاذ جامعي زعموا فيها "معاداة السامية". كما رُفعت دعوى قضائية ضدها هذا العام بسبب هجوم غوغائي عنيف على متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين عام 2024. في الشهر الماضي، توصلت الحكومة إلى تسوية مع جامعة كولومبيا، التي وافقت على دفع أكثر من 220 مليون دولار، وجامعة براون، التي أعلنت أنها ستدفع 50 مليون دولار. وقد قبلت المؤسستان بعض مطالب الحكومة. ولا تزال المحادثات مع جامعة هارفارد جارية للتوصل إلى تسوية. ويُمثل عرض التسوية البالغ مليار دولار لجامعة كاليفورنيا، لوس أنجلوس، مبلغًا مرتفعًا بشكل غير معتاد. ولم يُعلق البيت الأبيض على الفور. وأعرب الخبراء عن مخاوفهم بشأن تهديدات الحكومة الفيدرالية بوقف التمويل للجامعات، معتبرين أنها تُعدّ اعتداءً على حرية التعبير والحرية الأكاديمية. كما حاولت الحكومة ترحيل بعض الطلاب الدوليين، الأمر الذي أثار مخاوف منظمات الحقوق المدنية بشأن الإجراءات القانونية الواجبة. يلاحظ المدافعون عن حقوق الإنسان تصاعدًا في "معاداة السامية" والتحيز ضد العرب وكراهية الإسلام بسبب الصراع في الشرق الأوسط.

بعد ما يقرب من 40 عامًا: ارمينيا وأذربيجان توقعان اتفاق سلام في البيت الأبيض
بعد ما يقرب من 40 عامًا: ارمينيا وأذربيجان توقعان اتفاق سلام في البيت الأبيض

معا الاخبارية

timeمنذ يوم واحد

  • معا الاخبارية

بعد ما يقرب من 40 عامًا: ارمينيا وأذربيجان توقعان اتفاق سلام في البيت الأبيض

بيت لحم معا- اتفقت أرمينيا وأذربيجان الجمعة على خطوة مهمة نحو اتفاق سلام تاريخي بعد قرابة 40 عامًا من الصراع الدامي والعنيف. ففي البيت الأبيض، وبوساطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وقّع الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف ورئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان اتفاقية إطارية للسلام بين البلدين. وأعلن الرئيس ترامب في المكتب البيضاوي أن "أذربيجان وأرمينيا ملتزمتان بوقف دائم للأعمال العدائية"، وأعلن عن إنشاء "طريق ترامب نحو الرخاء والسلام الدولي" في ممر زانجيزور ووفقًا لترامب، فإن هذا الطريق البري سيعبر أرمينيا ويربط أذربيجان بجيب نخجوان الأذربيجاني، وستديره شركة أمريكية لمدة 99 عامًا. ويُعد ممر زانجيزور أحد قضايا النزاع التاريخي بين أذربيجان وأرمينيا. يُسجل ترامب إنجازًا دبلوماسيًا هامًا آخر، بصراعٍ خطيرٍ آخر حول العالم يسعى إلى تهدئة الوضع وحلّ النزاع، بهدف التوصل إلى اتفاق سلام هذا العام. وقّعت أرمينيا وأذربيجان الاتفاق التاريخي، لكنه ليس اتفاق سلام نهائيًا بعد، ولا يزال يتعين الحصول على الموافقات النهائية وإتمام التفاصيل قبل توقيعه. تأتي هذه الخطوة بعد أكثر من عام من المناقشات الدبلوماسية المكثفة بين تركيا والولايات المتحدة. من أهم القضايا المحورية وأكثرها إثارةً للجدل بين أذربيجان وأرمينيا مسألة ممر زانجيزور، وهو طريق بري يربط أذربيجان بجيب نخجوان الأذربيجاني، غير المتصل بها برًا، مما يقسم أراضي أرمينيا إلى قسمين. ووفقًا لتقرير نُشر أمس في رويترز، حققت الولايات المتحدة تقدمًا مهمًا في المحادثات بين البلدين، وستُشغّل ممرًا على الأراضي الأرمينية، يخضع للقانون الأرميني، ويربط أذربيجان بنخجوان، وسيُطلق عليه اسم "مسار ترامب نحو السلام والازدهار الدوليين". من أكثر الدول قلقًا بشأن قضية ممر زانجيزور إيران، التي أصبحت تعتمد بشكل كبير على أذربيجان والولايات المتحدة في نقل البضائع من وإلى الشمال. حتى الآن، تمتعت إيران بعلاقات جيدة مع أرمينيا، لكنها ستتضرر بشدة في هذا الصدد. في الماضي، هددت إيران باتخاذ إجراءات عسكرية ملموسة في حال حدوث مثل هذه الخطوة، لكنها اليوم، بينما تعاني وتداوي جراحها بعد الحرب مع إسرائيل، من المشكوك فيه قدرتها على اتخاذ أي خطوات فعلية. وشهدت العلاقات بين أذربيجان وأرمينيا توترا شديدا منذ انهيار الاتحاد السوفيتي وتغير النظام السياسي في منطقة القوقاز. خاض الطرفان حرب ناغورنو كاراباخ الأولى في أوائل التسعينيات، ثم اندلعت مجددًا عام 2020، وانتهت في سبتمبر 2023 بحرب ناغورنو كاراباخ الثالثة. وفي هذه الحرب، تمكنت أذربيجان من احتلال المنطقة التي كان يسكنها الأرمن. وفي يوليو، زار الرئيس الإيراني مسعود بشتون أذربيجان، واستضافه علييف في ناغورنو كاراباخ. تشير الوساطة الأمريكية لاتفاقية سلام تاريخية بين أذربيجان وأرمينيا إلى اتجاه دراماتيكي في المنطقة، مع تراجع نفوذ روسيا ونفوذها. ومن أهم عوامل هذا الاتجاه الأزمة الخطيرة الأخيرة في العلاقات بين روسيا وأذربيجان، ومن الواضح أن هذا الاتجاه برمته قائم على استمرار تعثر روسيا في الحرب في أوكرانيا. إن صعود نفوذ تركيا في المنطقة، والذي يتجلى بوضوح في التطور الملحوظ لعلاقاتها مع أرمينيا، يُشير أيضًا إلى تراجع نفوذ إيران. فعلى مدى ما يقرب من مئة عام، شهدت تركيا توترات عميقة مع أرمينيا، لكن يريفان تقاربت مؤخرًا مع أنقرة، مع الزيارة المثيرة التي قام بها رئيس الوزراء باشينيان للرئيس أردوغان. وقد أسهمت هذه التوجهات - تراجع نفوذ روسيا وإيران، وتعزيز نفوذ الولايات المتحدة وتركيا ف

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store