
الأسواق تتلون بالأخضر بعد وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل
ارتفعت الأسواق العالمية ومدد الدولار خسائره، اليوم الثلاثاء، مع دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ لإنهاء حرب استمرت 12 يوماً بين إيران وإسرائيل، في حين هبطت
أسعار النفط
إلى أدنى مستوياتها في نحو أسبوعين، مع انحسار المخاوف بشأن تعطل الإمدادات. جاءت معظم هذه التحركات بعد أن أعلن الرئيس الأميركي
دونالد ترامب
الصورة
الرئيس الأميركي دونالد ترامب
ولد دونالد ترامب في 14 حزيران/ يونيو 1946 في مدينة نيويورك، لأبوين من أصول ألمانية واسكتلندية، تلقى تعليمه الأولي في مدرسة كيو فورست بمنطقة كوينز في مدينة نيويورك. التحق بالأكاديمية العسكرية في المدينة نفسها، وحصل عام 1964 على درجة الشرف منها، ثم انضم إلى جامعة فوردهام بنيويورك لمدة عامين، ثم التحق بجامعة بنسلفانيا، وحصل على بكالوريوس الاقتصاد 1968
، مساء الاثنين، أنّ إيران وإسرائيل اتفقتا على وقف إطلاق النار. وبعد ساعات قليلة، أعلن ترامب أن وقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ، وحثّ البلدين على عدم انتهاكه.
انخفضت أسعار النفط بأكثر من 3%، بعد أن انخفضت بالفعل بنسبة 9%، أمس الاثنين، عندما شنت إيران عملية انتقامية رمزية ضد قاعدة أميركية في قطر والتي لم تسفر عن خسائر. ومع انتهاء التهديد المباشر لمضيق هرمز الحيوي للملاحة، هبطت العقود الآجلة للخام الأميركي بنسبة 3.7% أخرى إلى 65.96 دولاراً للبرميل، وهو أدنى مستوى منذ 11 يونيو/ حزيران قبل بدء الهجمات الإسرائيلية على إيران.
ارتياح الأسواق
وقال براشانت نيوناها، كبير استراتيجيي أسعار الفائدة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ لدى "تي دي سيكيوريتيز": "مع اعتبار الأسواق الآن أن خطر التصعيد قد انتهى، فمن المرجح أن يتحول انتباه السوق نحو الموعد النهائي الوشيك للتعرفات الجمركية في غضون أسبوعين". وتابع "أن شعورنا هو أن الحل الأسرع من المتوقع للصراع في الشرق الأوسط يؤدي إلى توقعات بحل أسرع بشأن
الرسوم الجمركية
والصفقات التجارية".
اقتصاد عربي
التحديثات الحية
الهجوم الإسرائيلي على إيران... كيف واجهته دول الخليج؟
ارتفعت الأصول الخطرة، حيث ارتفعت العقود الآجلة لمؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 0.6%، والعقود الآجلة لمؤشر ناسداك بنسبة 0.9%. وقفزت العقود الآجلة لمؤشر يوروستوكس 50 بنسبة 1.5%، والعقود الآجلة لمؤشر فوتسيبنسبة 0.4%. قفز مؤشر MSCI الأوسع نطاقاً لأسهم منطقة آسيا والمحيط الهادئ خارج اليابان بنسبة 2.2 % بينما ارتفع مؤشر نيكي الياباني بنسبة 1.3%.
وقال مصدران لوكالة رويترز إنّ المفاوض الياباني بشأن الرسوم الجمركية ريوسي أكازاوا يرتب لزيارته السابعة إلى الولايات المتحدة في وقت مبكر من يوم 26 يونيو/ حزيران، بهدف إنهاء التعرفات الجمركية التي تضر بالاقتصاد الياباني. وارتفعت أسهم الشركات الصينية الكبرى بنسبة 1.2%، في حين ارتفع مؤشر هانغ سنغ في هونغ كونغ .HSI بنسبة 1.8%.
تراجع الدولار
أدى نبأ وقف إطلاق النار إلى تراجع الدولار خلال الليل، حيث انخفض بنسبة 0.5% ليصل إلى 145.43 يناً يابانياً، بعد أن تعافى من أعلى مستوى له في ستة أسابيع عند 148 يناً خلال الليل. وارتفع اليورو بنسبة 0.2% ليصل إلى 1.16 دولار اليوم الثلاثاء، بعد أن حقق مكاسب بنسبة 0.5% خلال الليل. استفاد الين واليورو من تراجع أسعار النفط، حيث يعتمد كل من الاتحاد الأوروبي واليابان بشكل كبير على واردات النفط والغاز الطبيعي المسال، في حين تعد الولايات المتحدة مصدراً صافياً.
اقتصاد دولي
التحديثات الحية
ثمن باهظ للحرب... ضربات إيران تستنزف اقتصاد إسرائيل
وقال رئيس قسم الأبحاث في شركة بيبرستون كريس ويستون: "لقد كان السوق محمياً بشكل جيد للغاية ضد حدث رئيسي ذي مخاطر ذيلية... إن الإجراءات والحوار الذي شهدناه يسلط الضوء على أن مخاطر الذيل لم تتحقق ولن تتحقق على الأرجح". استقرت عوائد سندات الخزانة الأميركية لأجل عشر سنوات عند 4.338%، إثر انخفاض خمس نقاط أساس خلال الليل، بعد أن قالت نائبة رئيس مجلس الاحتياط الفيدرالي لشؤون الإشراف ميشيل بومان إن وقت خفض أسعار الفائدة يقترب مع تزايد المخاطر على سوق العمل.
وسيكون لرئيس مجلس الاحتياط الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) جيروم باول فرصة خاصة للتعليق عندما يظهر أمام الكونغرس في وقت لاحق من اليوم الثلاثاء، وكان حتى الآن أكثر حذراً بشأن التيسير في الأمد القريب. لا تزال الأسواق تشير إلى احتمالات تبلغ نحو 22% فقط لقيام البنك الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة في اجتماعه المقبل في 30 يوليو/ تموز. وشهد الذهب تراجعاً بنسبة 1% في أسعاره إلى 3333 دولاراً للأوقية (الأونصة) بفعل الرغبة في المخاطرة.
(رويترز، العربي الجديد)
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربي الجديد
منذ 5 ساعات
- العربي الجديد
تقييم أولي للمخابرات الأميركية: قصف إيران لم يدمّر برنامجها النووي
نقلت شبكة (سي أن أن) الأميركية، اليوم الثلاثاء، عن ثلاثة مصادر مطلعة أن تقديرات أولية للمخابرات الأميركية تفيد بأن الضربات العسكرية الأميركية على ثلاث منشآت نووية إيرانية الأسبوع الماضي لم تدمر المكونات الأساسية للبرنامج النووي الإيراني، بل عطلته على الأرجح لعدة أشهر فقط. وفي المقابل، أكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت للشبكة نفسها أن "هذا التقييم المزعوم خاطئ تماما"، دون أن تكشف المزيد من التفاصيل. ووجهت الولايات المتحدة ضربة لثلاثة مواقع نووية في إيران، الأحد الماضي، فيما قللت جهات في طهران من تأثير الضربة. وأعلنت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، أنه بعد أيام من العدوان الإسرائيلي "الهمجي" على إيران، تعرّضت المنشآت النووية الإيرانية في فوردو ونطنز وأصفهان لـ"هجوم أعداء إيران الإسلامية، في إجراء وحشي يتنافى مع القوانين الدولية، وخصوصاً معاهدة عدم الانتشار النووي". وأكدت إيران عدم حدوث تسرب نووي في منشأة فوردو، إحدى أهم المنشآت النووية الإيرانية. جاء ذلك على لسان أحد مسؤولي محافظة قم، وقد فضّل عدم الكشف عن هويته. وقال المسؤول: "تعرّضت منشأة فوردو النووية لهجوم أميركي، ولحقت بها أضرار، ولكن لا يوجد تسرب نووي داخلها أو حولها". تقارير دولية التحديثات الحية رواية الخداع الأميركي: هكذا ناور دونالد ترامب قبيل ضرب إيران وكتب الرئيس الأميركي دونالد ترامب عبر منصته "تروث سوشال" تعليقاً عقب الضربات الأميركية على المنشآت النووية الإيرانية جاء فيه: "يقال إن الضرر الذي لحق بالمواقع النووية في إيران "ضخم". الضربات كانت قوية ودقيقة. لقد أبان جيشنا عن مهارات رائعة. شكراً لكم!". وأعلن كذلك أن طائرات B2 عادت إلى قواعدها في ميزوري موجها الشكر للطيارين. وتصدّر ترامب المشهد، فجر اليوم الثلاثاء، معلناً أن إيران وإسرائيل وافقتا على "وقف تام لإطلاق النار" لوضع "نهاية رسمية" للحرب بينهما. وكتب على "تروث سوشال": "هذه حربٌ كان من الممكن أن تستمر لسنوات، وأن تُدمّر الشرق الأوسط بأكمله، لكنّها لم تفعل، ولن تفعل أبداً!". وأشار الرئيس الأميركي إلى أن الحرب، التي أطلق عليها اسم "حرب الـ12 يوماً"، كان من الممكن أن تستمر لسنوات، وأن تدمر منطقة الشرق الأوسط بالكامل، لكنها انتهت بفضل ما وصفه بـ"الصبر والشجاعة والذكاء" من الجانبين، الإسرائيلي والإيراني. وأضاف أن الطرفين سيلتزمان خلال فترة وقف إطلاق النار السلوك "السلمي والمحترم". واختتم ترامب رسالته بتهنئة الطرفين، قائلاً: "أبارك لإسرائيل وإيران وللشرق الأوسط وللعالم كله. فليبارك الله إسرائيل، وليبارك الله إيران، وليبارك الله الشرق الأوسط، وليبارك الله الولايات المتحدة الأميركية والعالم أجمع"، على حد تعبيره.


العربي الجديد
منذ 9 ساعات
- العربي الجديد
غضب قطري من طهران بلا تصعيد وإيران تحاول تطويق تأثير استهدافها قاعدة العديد
خمس ساعات، تقريباً، فصلت الليلة قبل الماضية بين إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في واشنطن، في نحو الواحدة ليلاً بتوقيت الدوحة، وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، وإعلان وزارة الدفاع القطرية، في نحو التاسعة ليلاً، أن الدفاعات الجوية نجحت في اعتراض هجمة صاروخية استهدفت قاعدة العديد الجوية. وأنه "بفضل الله ويقظة عناصر القوات المسلّحة والإجراءات الاحترازية التي جرى اتخاذها، لم ينتج عن الحادث أي وفيات أو إصابات"، كما جدّدت الوزارة تأكيد "أنّ أجواء وأراضي دولة قطر آمنة، وأن القوات المسلّحة القطرية على أهبة الاستعداد دائماً للتعامل مع أي خطر"، وذلك في بيان أصدرته الوزارة دقائق بعد إشهار المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري، لوكالة الأنباء الرسمية، إدانة بلاده الشديدة للهجوم الذي استهدف قاعدة العديد من الحرس الثوري الإيراني، واعتبره انتهاكاً صارخاً لسيادة دولة قطر ومجالها الجوي، وللقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وأكّد أن دولة قطر تحتفظ بحق الرد المباشر بما يتناسب مع شكل هذا الاعتداء السافر وحجمه، وبما يتوافق والقانون الدولي. الهجوم على قاعدة العديد وقال إنّ من شأن استمرار مثل هذه الأعمال العسكرية التصعيدية أن يقوّض الأمن والاستقرار في المنطقة، وجرّها إلى نقاط سيكون لها تداعيات كارثية على الأمن والسلم الدوليَين، داعياً إلى وقف فوري لكل الأعمال العسكرية، والعودة الجادّة إلى طاولة المفاوضات والحوار، وشدّد أن قطر كانت من أوائل الدول التي حذرت من مغبّة التصعيد الإسرائيلي في المنطقة، ونادت بأولوية الحلول الدبلوماسية، وحرصت على مبدأ حسن الجوار وعدم التصعيد، مؤكداً أن الحوار هو السبيل الوحيد لتجاوز الأزمات الراهنة والحفاظ على أمن المنطقة وسلام شعوبها. توازى غضب الدوحة مع جهد دبلوماسي لإنهاء الحرب وبعد أن دوّى نبأ إعلان الرئيس ترامب وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، نقلت وكالة رويترز عن مسؤول مطلع أبلغها أنّ رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ضَمِن موافقة طهران على مقترح أميركي لوقف إطلاق النار مع إسرائيل، في اتصال هاتفي مع مسؤولين إيرانيين بعد الهجمات الإيرانية على قاعدة العديد الجوية الأميركية في قطر، وحسب المسؤول المطلع على المفاوضات، والذي لم تسمّه الوكالة، جاء الاتصال الهاتفي بعد أن أبلغ الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، بموافقة إسرائيل على وقف إطلاق النار، وطلب مساعدة الدوحة في إقناع طهران بالموافقة هي الأخرى عليه. وبذلك توازى غضب الدوحة الشديد من الاعتداء الإيراني على سيادتها مع جهد دبلوماسي نشط للوصول إلى إنهاء الحرب التي امتدّت 12 يوماً، وأضافت إلى رصيدها في إطفاء بؤر توتر وفي وساطات إقليمية ودولية منجزاً إضافياً، وقد توجّه الرئيس ترامب بشكر أمير قطر "على ما بذله من جهد في سبيل السلام في المنطقة". وقد جاء الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في المؤتمر الصحافي المشترك في الدوحة أمس مع رئيس الوزراء اللبناني، نواف سلام، على اتفاق وقف إطلاق النار، وقال "تواصلنا مع الطرف الإيراني بناء على طلب أميركي لبحث وقف إطلاق النار ، ونحثّ الأطراف على الالتزام بما جرى الاتفاق عليه، والعودة إلى طاولة المفاوضات"، وبذلك أكّد، ضمناً، ما ذكرته "رويترز" عن جهد قطري في الوصول إلى النهاية التي عدّت مفاجئة للحرب. وفيما جدّد رئيس الوزراء القول إنّ بلاده ترى "الهجوم الإيراني" على قاعدة العديد "غير مقبول"، وإنها فوجئت به "من دولة جارة اعتمدت قطر في علاقتها دائماً معها حسن الجوار والشفافية في التعامل، وهي "تدين ذلك بأشد العبارات، وتستنكر مثل هذا التصرّف"، شدّد، في الوقت نفسه، على أن قطر ما زالت تحتفظ بسياستها في حسن الجوار، و"دانت منذ اليوم الأول الاعتداءات الإسرائيلية على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وما أصاب الشعب الإيراني، وهو شعب جار، ولا نريد له السوء"، وقال إنّ بلاده ستحافظ على العلاقات السلمية لدول الجوار، ومحاولة تفادي الخلافات ولا تعتمد "سياسة تصعيدية"، وإنها تريد جواراً سلمياً، وأن تكون دول الخليج مركز استقرار المنطقة، وأضاف "نريد أن نرى إيران تشارك رؤيتنا لمنطقة تنعم بحسن الجوار". قضايا وناس التحديثات الحية الهجوم على "العديد".. هذا ما عاشه المواطنون والمقيمون في قطر وقد استدعت وزارة الخارجية أمس السفير الإيراني في الدوحة، علي صالح آبادي، وأبلغه وزير الدولة للشؤون الخارجية، سلطان بن سعد المريخي، أنّ قطر تحتفظ بحقّ الرد على هذا الانتهاك السافر بما يتوافق مع القانون الدولي، وأكّد أن هذا الانتهاك يتنافى تماماً مع مبدأ حسن الجوار والعلاقات الوثيقة التي تجمع دولة قطر والجمهورية الإسلامية الإيرانية، لا سيّما وأن قطر كانت دائماً من دعاة الحوار مع إيران وبذلت جهوداً دبلوماسية حثيثة في هذا السياق. ووجهت قطر رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، ومندوبة غيانا التعاونية لدى الأمم المتحدة، رئيسة مجلس الأمن لشهر يونيو/حزيران الحالي، كارولين رودريغيز-بيركيت، طلبت بموجبها تعميمها على أعضاء مجلس الأمن وإصدارها وثيقة رسمية من وثائق المجلس. واعتبرت الهجوم الصاروخي الإيراني الذي استهدف قاعدة العديد الأميركية، "انتهاكاً صارخاً لسيادتها ومجالها الجوي، وللقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة"، مشدّدة على أنها تحتفظ بحق الرد المباشر بما يتناسب مع شكل وحجم هذا الاعتداء السافر، وبما يتوافق مع الميثاق والقانون الدولي". ونوّهت بأنها كانت من أوائل الدول التي حذرت من مغبّة التصعيد الإسرائيلي في المنطقة، ونادت بأولوية الحلول الدبلوماسية، وحرصت على مبدأ حسن الجوار وعدم التصعيد، وأكدت أن الحوار هو السبيل الوحيد لتجاوز الأزمات الراهنة والحفاظ على أمن المنطقة وسلامة شعوبها. تضامن عربي مع قطر ومع تلقي أمير قطر مكالمات هاتفية من قادة عدّة، أعربوا فيها عن تضامن بلادهم مع الدوحة، ومنهم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وولي عهد السعودية محمد بن سلمان، ومن سلطان عُمان هيثم بن طارق، ورئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، ومع إصدار دول عدّة بيانات تضامن معها، حرصت الدوحة على أن خطواتها في ردّها على الاعتداء الإيراني لن تكون تصعيديّة، بحسب رئيس الوزرء الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، وستكون متسقةً مع القانون الدولي. وقد حرصت طهران على التواصل مع الدوحة لإيضاح احترامها سيادة دولة قطر، وأنها هدفت فقط إلى الردّ على العدوان الأميركي على أراضيها. وقد بادر الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان إلى اتصال هاتفي مع أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أعرب عن أسفه لما جرى، وأبلغه، بحسب وكالة تسنيم الإيرانية، أنّ الهجوم على قاعدة العديد "رد فعل على المشاركة المباشرة والعلنية للولايات المتحدة في العدوان الإسرائيلي على الأراضي الإيرانية، ولا يعني بأيّ حال مواجهة بين إيران ودولة قطر الصديقة والشقيقة والجارة"، وأعرب "عن تقديره نيّات قطر ومواقفها الودية والأخوية تجاه إيران وشعبها، مؤكّداً امتنانه العميق للدعم القطري لطهران، سيّما في هذه الأيام العصيبة". وجهت قطر رسالة إلى مجلس الأمن بشأن الهجوم الإيراني وفي الدوحة، أفاد الديوان الأميري القطري بأنّ الشيخ تميم أبلغ الرئيس الإيراني أن الاعتداء على قاعدة العديد يمثل انتهاكاً صارخاً لسيادة البلاد. وجاء الاتصال بعد إعلان مجلس الأمن القومي الإيراني في بيان له أنّ العمليات التي نفذتها إيران "خالية من أيّ تهديد أو خطر على الدولة الصديقة والشقيقة قطر وشعبها"، وأن "هذا الإجراء لا ينطوي على أي تهديد أو خطر تجاه دولة قطر الشقيقة والصديقة، أو شعبها النبيل"، وأن "الجمهورية الإسلامية الإيرانية تؤكّد التزامها بالحفاظ على العلاقات الودية والتاريخية مع دولة قطر ومواصلتها". وبين الغضب القطري الذي لا يأخذ بالتصعيد، بحسب تعبير الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ومحاولة طهران تطويق التداعيات والمفاعيل التي قد يحدثها الاعتداء الإيراني على سيادة دولة قطر، على اعتبارات الأمن والاستقرار في دول الخليج، يمكن القول إنّ العلاقات الإيرانية القطرية التي طالما وُصفت بالطيبة، وأحياناً ممتازة، خدشها هذا الفعل، وأصابها بارتجاج سياسي ودبلوماسي، وأمني بلا شك. رصد التحديثات الحية إيران تستهدف قاعدة العُديد في قطر بـ12 صاروخاً أُسقط 11 منها


العربي الجديد
منذ 11 ساعات
- العربي الجديد
بدائل تصدير نفط الخليج لا تعوض إغلاق مضيق هرمز... ورقة النار الإيرانية
أثار تصويت البرلمان الإيراني لصالح مشروع قانون يجيز إغلاق مضيق هرمز ، أول من أمس الأحد، موجة من القلق الدولي، خاصة أن المضيق يعد شريان الطاقة الأهم عالمياً، إذ يعبره نحو خُمس صادرات النفط العالمية يومياً، ما يعني أن أي تحرك إيراني لإغلاقه سيشكل زلزالاً اقتصادياً لدول الخليج والأسواق العالمية على حد سواء. القرار النهائي لا يزال بانتظار مصادقة المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، ويأتي ذلك في وقت عملت فيه بعض دول الخليج في السنوات الأخيرة على تطوير بدائل جزئية لتصدير النفط بعيداً عن المضيق، مثل "خط أنابيب الشرق–الغرب" في السعودية، وخط أنابيب أبوظبي الذي يصل إلى ميناء الفجيرة على بحر العرب، إلا أن هذه البدائل لا تغطي سوى جزء محدود من الكميات المصدرة عبر هرمز. فالسعة القصوى لخطوط الأنابيب البديلة لا تتجاوز ربع الكميات التي تمر يومياً عبر المضيق، ما يعني أن أي إغلاق فعلي سيؤدي إلى تقليص صادرات النفط الخليجية بشكل حاد، مع ما يرافق ذلك من خسائر مالية مباشرة تقدر بمليارات الدولارات يومياً، وفقاً لما أورده تقرير نشرته صحيفة "فاينانشال تايمز". حماية منشآت النفط على صعيد الإجراءات الاحترازية، فقد كثفت دول الخليج من تنسيقها الأمني مع القوات البحرية الغربية، خصوصاً الأسطول الأميركي الخامس المتمركز في البحرين، كما عززت من قدرات الدفاع الجوي حول منشآت النفط والغاز الرئيسية، بحسب ما نقلته "وول ستريت جورنال" عن مصادر خليجية مطلعة، لافتة إلى أن هذه الإجراءات تظل ذات طابع دفاعي، إذ إن أي هجوم إيراني واسع النطاق على منشآت الطاقة الخليجية سيقود إلى ردات فعل دولية عنيفة، وربما إلى مواجهة عسكرية مفتوحة في الخليج. أسواق التحديثات الحية كيف تفاعلت الأسواق الخليجية مع الضربة الأميركية لإيران؟ ورغم كل هذه الاستعدادات، لا تزال معظم التحليلات الغربية تميل إلى أن خيار الإغلاق الكامل للمضيق يبقى "ورقة ضغط قصوى" في يد إيران، ولن تلجأ إليه إلا إذا شعرت بأن أمن نظامها مهدد بشكل وجودي، خاصة بعد الضربات الأخيرة التي استهدفت منشآتها النووية، وفقاً لما أوردته شبكة CNN. مع ذلك، فإن مجرد التلويح الإيراني بخيار إغلاق مضيق هرمز يكفي لرفع منسوب التوتر في الأسواق، ودفع الدول المستوردة للنفط الخليجي للبحث عن بدائل عاجلة، ولو كانت أكثر تكلفة وأقل كفاءة، بحسب إفادة خبيرين لـ "العربي الجديد". خطوة انتحارية وبدائل غير مجدية في هذا الإطار، يشير الخبير في مركز استشارات اقتصادية بلندن، علي متولي، لـ "العربي الجديد"، إلى أن مضيق هرمز يشهد مرور نحو 20 مليون برميل نفط يومياً، ما يعني أن إغلاقه سيؤدي إلى ارتفاع فوري في الأسعار قد تصل تتجاوز تقدير الـ 130 دولاراً، إلى 150 دولاراً إذا استمر الإغلاق لفترة طويلة. ويضيف متولي أن دول الخليج، خاصة السعودية والإمارات، ستكون الأكثر تأثراً بهذا السيناريو، إذ ستشهد إيراداتها انخفاضاً حاداً، ما يزيد الضغوط على موازناتها المالية، خاصة في حال تحول هذا الإغلاق إلى حالة مستمرة، ما يؤدي إلى عجز مالي مزمن تواجه معه هذه الدول تحديات كبيرة في إدارة ميزانياتها العامة. ورغم ذلك، ينبّه متولي إلى أن دول الخليج لديها بعض البدائل لتخفيف الاعتماد على مضيق هرمز، منها "خط أنابيب الشرق–الغرب" في السعودية، الذي تبلغ طاقته "النظرية" 7 ملايين برميل يومياً، لكنه يعمل حالياً بنحو نصف طاقته، وربما يواجه تحديات لوجستية في تحمل كامل الصادرات. وفي الإمارات، يساهم خط أنابيب الفجيرة بقدرة تصل إلى 1.5 مليون برميل يومياً في تخفيف حدة الاعتماد على مضيق هرمز، لكنه لا يمثل حلّاً كاملاً، بحسب تقدير متولي، لافتاً إلى أن البدائل الإقليمية الأخرى مثل خط "سوميد" في مصر، و"تابلاين" في العراق تحتاج إلى تحديث وإعادة تأهيل لتكون قادرة على المنافسة وتحمل جزءاً من التدفق البترولي، لكن حتى مع وجود هذه الخيارات تبقى الطاقة التحويلية بعيدة جداً عن المستوى المطلوب لاستبدال مضيق هرمز. ويرى متولي أن التهديد الإيراني بإغلاق المضيق يمثل خياراً استراتيجياً محتملاً، لكن تنفيذه العملي سيكون "خطوة انتحارية"، بحسب تعبيره، إذ يؤثر بشكل مباشر على صادرات إيران نفسها، ويهدد أمنها المالي، فضلاً عن احتمال تدخل عسكري دولي. وحتى اللحظة، لم تتحول التهديدات بإغلاق المضيق إلى إجراء واقعي، لكن تصاعد التوترات قد يدفع إيران إلى اتخاذ خطوات رمزية مثل التلويح بالإغلاق أو تقليل الشحنات، بهدف ممارسة الضغط السياسي، وليس لإحداث إغلاق شامل، بحسب تقدير متولي، لافتاً إلى أن دول الخليج تعمل على تنفيذ إجراءات أمنية احترازية، مثل الإمارات التي عززت رقابتها عبر نشر منصات بحرية في الفجيرة، وتسيير دوريات بحرية لمراقبة حركة الملاحة. ويخلص متولي إلى أن أي إغلاق طارئ لمضيق هرمز من شأنه أن يؤدي إلى ارتفاع سريع في أسعار النفط لأكثر من 100 دولار للبرميل مؤقتاً، لكن في حال تراجع التصعيد فإن السوق قادرة على التعافي بسرعة، بفضل الاحتياطيات الاستراتيجية المتوافرة، وسعة خطوط التصدير الإضافية التي يمكن تفعيلها. ورقة تفاوضية وأزمة مالية عميقة في السياق، يشير الخبير في الاقتصاد السياسي، نهاد إسماعيل، لـ "العربي الجديد"، إلى أن إغلاق مضيق هرمز من أبرز الأوراق التفاوضية الاستراتيجية التي تمتلكها إيران، لكن تنفيذ هذا القرار لا يزال رهناً بحسابات دقيقة ومعقدة، موضحاً أن التوقعات ترجح عدم لجوء إيران إلى هذه الخطوة، لـ 3 أسباب رئيسية: الأول هو أن تصدير النفط الإيراني البالغ نحو مليوني برميل يومياً سيتوقف بشكل مباشر. اقتصاد دولي التحديثات الحية بلومبيرغ: ماذا لو حاولت إيران إغلاق مضيق هرمز؟ ويتمثل السبب الثاني، بحسب إسماعيل، في أن تصدير النفط من دول الخليج، بما فيها السعودية والكويت والإمارات وقطر، وكذلك النفط العراقي من حقول الجنوب، سيتوقف أيضاً، أي ما يعادل 18 إلى 20 مليون برميل يومياً، كما أن تصدير الغاز الطبيعي المسال من قطر سيتعرض لشلل كامل. أما السبب الثالث فيتمثل، بحسب إسماعيل، في عدم ترحيب الصين، أكبر مستورد للنفط الإيراني، بهذه الخطوة، لما قد يترتب عليها من خسائر مباشرة على الاقتصاد الصيني، الذي يعتمد على استقرار الإمدادات النفطية. ويعتبر إسماعيل أن تنفيذ هذا الإغلاق سيكون بمثابة دعوة مباشرة للولايات المتحدة للتدخل العسكري، خاصة مع وجود الأسطول الخامس الأميركي في المنطقة، ما قد يكون عاملاً رادعاً أمام إيران. ومن هنا، يرجح إسماعيل أن تصويت البرلمان الإيراني لصالح إغلاق المضيق لا يعكس بالضرورة قراراً عملياً، بل رسالة تحذيرية تهدف إلى الضغط من أجل حل دبلوماسي أكثر منه تهديداً تنفيذياً. طاقة التحديثات الحية "شل" تحذر من صدمة تجارية عالمية بسبب تهديدات إغلاق مضيق هرمز وينبّه إسماعيل، في هذا الصدد، إلى أن تداعيات إغلاق المضيق ستكون وخيمة على العالم كله، وليس على دول الخليج فقط، إذ سترتفع أسعار النفط لتلامس مستوى 130 دولاراً، وفقاً لتقديرات عدد من البنوك الاستثمارية الكبرى مثل "جي بي مورغان"، وسينعكس هذا الارتفاع على تكلفة إنتاج السلع التي تعتمد على النفط، مثل المنتجات البتروكيماوية، وعلى تكاليف الشحن البحري ورسوم التأمين، التي تراوح علاوتُها بين 8 و10 دولارات لكل برميل. ستنتقل هذه الأعباء الإضافية إلى المستهلك النهائي في أماكن متعددة حول العالم، خاصة في اليابان والولايات المتحدة والشرق الأوسط، ما يؤدي، وفق إسماعيل، إلى ارتفاع معدلات التضخم، ويمنع البنوك المركزية من خفض أسعار الفائدة المرتفعة، ما يزيد من أعباء الديون على الدول النامية والفقيرة، وكذلك على المقترضين الأفراد. ويلفت إسماعيل إلى أن خطوة إغلاق مضيق هرمز لن تضر فقط باقتصادات الخليج، بل ستخلق أزمة مالية عميقة في موازناتها العامة، فأيضاً في حال وصل سعر برميل النفط إلى 200 دولار، لن تستفيد دول الخليج منها إذا لم تتمكن من التصدير بسبب الإغلاق. وفي السيناريو الأكثر سوءاً، وفق تقدير إسماعيل، إذا ما استمر الإغلاق لأسابيع، فمن المؤكد أن ذلك سيؤدي إلى تصعيد عسكري متبادل، ويزيد من حالة عدم اليقين، وقد يدفع العالم إلى ركود اقتصادي أسوأ مما شهده خلال أزمة جائحة كورونا أو الحرب الروسية الأوكرانية.