logo
أوكرانيا... من يجلس حول طاولة المفاوضات؟

أوكرانيا... من يجلس حول طاولة المفاوضات؟

قاسيون٣٠-٠٣-٢٠٢٥

في القمة، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن «فرنسا وبريطانيا ستقودان جهود الحلفاء في المرحلة المقبلة»، بينما كشف رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر أن القمة ناقشت سبل «تعزيز قدرات أوكرانيا الدفاعية لتكون في أفضل وضع ممكن عند التفاوض».
هل هناك من يستمع للأوروبيين؟
لا تُعير الولايات المتحدة للاجتماعات والتحذيرات الأوروبية اهتماماً، على عكس الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، لا يبدو أن أحداً يهتم بالضجيج الأوروبي، حيث ما يزال الأوروبيون عالقين في زمن مضى، ولن يمضي وقت طويل قبل أن تدرك أوروبا أنها فقدت وزنها الدولي، ولم يبقَ لها سوى الذكريات. أما الحراك الحالي في فرنسا ضمن قمة «تحالف الراغبين»، فيدفعها الخوف من استبعادها من مفاوضات السلام، عبر محاولة إبقاء الجبهة الأوكرانية نشطة لضمان مقعد حول طاولة المفاوضات.
في هذا السياق، برزت تحليلات في الصحف الغربية تشير إلى خطورة إقصاء أوروبا من محادثات السلام. فعلى سبيل المثال: أبرزت جريدة «إل بايس» الإسبانية استعداد الاتحاد الأوروبي لمفاوضات سلام محتملة مع روسيا بعد ثلاث سنوات من الصراع، مع تحذيرها من أن أي اتفاق قد يُفرض من قبل الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب قد لا يكون في صالح أوكرانيا، ويُهدد الأمن الأوروبي، أما قناة يورونيوز فـقد «حذّرت من أن أي اتفاق سلام في أوكرانيا يجب أن يشمل كييف وحلفاءها، مؤكدةً على ضرورة مشاركة الأوروبيين في أي حل مستقبلي».
التباين الأمريكي الروسي حول دور أوروبا
لا يبدو أن هناك رغبة أمريكية في إدخال أوروبا في المفاوضات، أو حتى بالحل النهائي، كان الخطاب الشهير لنائب الرئيس الأمريكي في مؤتمر مونيخ للأمن، والسلوك الأمريكي اللاحق خلال كل جولات التفاوض الأمريكية الروسية تشير إلى تعمد أمريكا إخراج أوروبا من دائرة المفاوضات أيضاً، فقد صرّح كيث كيلوغ، المبعوث الأمريكي الخاص لأوكرانيا، خلال مؤتمر ميونيخ للأمن، بأن أوروبا لا ينبغي أن تشارك مباشرة في المفاوضات التي تقودها الولايات المتحدة لحل النزاع الروسي-الأوكراني. ودعا الأوروبيين إلى تقديم مقترحات ملموسة وزيادة إنفاقهم الدفاعي بدلاً من الاعتراض على استبعادهم من طاولة المفاوضات.
أما الموقف الروسي، فقد كان نوعاً ما مخالفاً للتوجة الأمريكي، إذ اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن مشاركة أوروبا في مباحثات السلام مع أوكرانيا أمر ضروري في نهاية المطاف، لكن موسكو ترغب في بناء ثقة مشتركة بينها وبين الولايات المتحدة أولاً. وأوضح بوتين في تصريحات تلفزيونية: أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب «يتعامل مع الصراع في أوكرانيا بعقلانية وليس من منظور عاطفي»، وأضاف: أن ما تم هو الاتفاق على المُضي قدماً في مباحثات تسوية النزاع، وأنه في هذه الحالة، لا تعارض روسيا بالطبع مشاركة أوروبا.
حول طاولة التفاوض
ما زال الأوروبيون يعيشون حالة من الإنكار تجاه الانتصار الروسي الاستراتيجي والسياسي والعسكري في أوكرانيا، ولن يكونوا غالباً طرفاً في هذه المفاوضات ضمن منظومة الحكم الحالية، إلا في حال نزعوا أوهام إمكانية هزيمة روسيا، ويمكن القول: إن إنهاء الحرب اليوم سيكون خاضعاً إلى حد كبير للشروط الروسية التي تبدو ملامحها واضحة، فمن جهة المطلوب روسياً هو ضمانات أمنية في أي اتفاق سلام يشمل عدم توسع حلف الناتو شرقاً، كون هذه النقطة كانت إحدى القضايا الرئيسية التي دفعت روسيا للتدخل في أوكرانيا في المقام الأول. وبالتأكيد لا بد أن تشمل هذه الضمانات فرض قيود على الدول الأوروبية في مسألة التعاون العسكري أو الأمني مع أوكرانيا، أو مع دول أخرى في المنطقة.
ومن البديهي أن روسيا تسعى في أي مفاوضات إلى رفع العقوبات المفروضة عليها من قبل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة. وقد تطالب موسكو في هذا السياق باتفاقات تنص على رفع تدريجي أو كامل للعقوبات بمجرد تنفيذ بنود السلام. ويمكن أن يتضمن الاتفاق بنوداً تلزم الاتحاد الأوروبي بتخفيف العقوبات بعد التوصل إلى اتفاق سلام، وهو ما قد يشمل تغييرات كبيرة في السياسة الأوروبية تجاه روسيا. يضاف إلى ما سبق، أن روسيا تطالب بأن يعترف الغرب «بما في ذلك أوروبا» بالسيطرة الروسية على مناطق، مثل: القرم أو أجزاء من شرق أوكرانيا (دونباس). إذا تم الاتفاق على ذلك، فإن أوروبا ستكون ملزمة بتغيير سياساتها تجاه هذه المناطق.
يبقى السؤال مطروحاً حول الدور الأوروبي في المرحلة القادمة، ففي ظل تجاهل أمريكي، يبدو الموقف الروسي مختلفاً ويسعى لإلزام الأوروبيين بمخرجات الاتفاق، حتى وإن لم يشاركوا فيها، ويبدو أن المسعى الروسي هذا يرتبط إلى حد كبير بقلق من محاولة أمريكية لإبقاء الصراع مشتعلاً، لكن على نفقة الأوروبيين المباشرة.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

أوروبا تتوعد مرتكبي أعمال العنف بالساحل السوري
أوروبا تتوعد مرتكبي أعمال العنف بالساحل السوري

العربية

timeمنذ 3 ساعات

  • العربية

أوروبا تتوعد مرتكبي أعمال العنف بالساحل السوري

يعد الاتحاد الأوروبي هذه الأيام، عقوبات ضد مشتبه بهم في أحداث العنف التي شهدها الساحل السوري (اللاذقية، وطرطوس، وبانياس) في 6 مارس الماضي، وذلك قبيل إصدار قرارات قانونية لرفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا. سوريا أوروبا تدعو لتحقيق أممي بأحداث الساحل السوري.. والشيباني يؤيد قائمة عقوبات فقد أكد مراسل "العربية/الحدث"، أن الاتحاد الأوروبي يعد قائمة عقوبات ضد شخصيات يشتبه بتورطها بتلك الأفعال التي خلّفت عشرات القتلى. وأضاف اليوم الجمعة، أنه تم تحديد هويات بعض المشبه بضلوعهم في تلك الأحداث الدامية. كما لفت إلى أن الدول الأوروبية ستدرج تلك الأسماء في قوائم العقوبات التي يجري إعدادها في بروكسل. يأتي هذا بينما أشارت مصادر دبلوماسية غربية إلى أن قرارات رفع العقوبات عن سوريا ستصدر الأسبوع المقبل ما بين الثلاثاء والأربعاء. فيما أوضح مراسل العربية/الحدث أن نتائج التحقيقات الجارية في أحداث الساحل والخطوات التنفيذية التي ستتخذها الحكومة السورية ستكون موضع اختبار. كما لفت إلى أنه "يمكن تفعيل هذه الآلية ضد المسؤولين السوريين إذا لم تتم مساءلة مرتكبي الانتهاكات"، بحسب ما أوضحت المصادر. وأضاف أنه تم تحديد هويات بعض المشبه بضلوعهم في أحداث الساحل السوري. تطور جوهري وكانت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس أعلنت الثلاثاء الماضي (20 مايو) أن وزراء خارجية الاتحاد وافقوا على رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة البلاد منذ عهد الرئيس السوري السابق بشار الأسد. في حين يُعد رفع العقوبات عن البلاد التي مزقتها الحرب على مدى 14 سنة، تطوراً جوهرياً سيمنح الاقتصاد السوري دفعة كبيرة، ويفتح الأسواق ويشجع الاستثمارات الخارجية، وفق محللين. لاسيما أن السلطات الجديدة في البلاد سعت منذ وصولها إلى الحكم، إلى دفع عجلة الاقتصاد تمهيدا لبدء مرحلة التعافي وإعادة الإعمار الذي تقدر تكلفته بـ 400 مليار دولار أميركي.

جامعة هارفارد ترفع دعوى قضائية ضد الرئيس ترامب
جامعة هارفارد ترفع دعوى قضائية ضد الرئيس ترامب

شبكة عيون

timeمنذ 3 ساعات

  • شبكة عيون

جامعة هارفارد ترفع دعوى قضائية ضد الرئيس ترامب

جامعة هارفارد ترفع دعوى قضائية ضد الرئيس ترامب ★ ★ ★ ★ ★ مباشر: رفعت جامعة "هارفارد" دعوى قضائية ضد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بمنعها من تسجيل الطلاب الدوليين، واصفة إياه بأنه إجراء غير دستوري لتحديها المطالب السياسية للبيت الأبيض. وقالت الجامعة في الدعوى القضائية التي رُفعت أمام المحكمة الفيدرالية في ماساتشوستس الجمعة، إن الخطوة التي اتخذها البيت الأبيض تنتهك التعديل الأول للدستور الأمريكي. وأضافت أن قرار الإدارة الأمريكية يُعرض آلاف الطلاب والباحثين في هارفارد للخطر، ويُعدّ بمثابة تحذير لعدد لا يُحصى من الطلاب الآخرين في جميع أنحاء البلاد الذين قدموا لاستكمال دراستهم، وفق ما نقلت وكالة "بلومبرج". مباشر (اقتصاد) مباشر (اقتصاد) الكلمات الدلائليه ترامب اقتصاد

ماكرون عقد اجتماعا في الإليزيه لمناقشة الأزمة مع الجزائر
ماكرون عقد اجتماعا في الإليزيه لمناقشة الأزمة مع الجزائر

Independent عربية

timeمنذ 3 ساعات

  • Independent عربية

ماكرون عقد اجتماعا في الإليزيه لمناقشة الأزمة مع الجزائر

عقد اجتماع خصص للأزمة مع الجزائر ليل أول من أمس الأربعاء داخل الإليزيه في خضم تعليق كل صور التعاون بين باريس والجزائر، وفق ما أفادت مصادر حكومية أمس الخميس. وقالت هذه المصادر إن "اجتماعاً عقد في الإليزيه لمناقشة الوضع مع الجزائر"، موضحة أن الاجتماع ضم إلى الرئيس إيمانويل ماكرون رئيس الوزراء فرنسوا بايرو ووزير الخارجية جان نويل بارو ووزير الداخلية برونو ريتايو ووزير العدل جيرالد دارمانان. تشهد العلاقات بين فرنسا والجزائر منذ نحو 10 أشهر أزمة دبلوماسية غير مسبوقة تخللها طرد متبادل لموظفين، واستدعاء سفيري البلدين، وفرض قيود على حملة التأشيرات الدبلوماسية. وأدى تأييد ماكرون خلال الـ30 من يوليو (تموز) 2024 خطة للحكم الذاتي تحت السيادة المغربية للصحراء الغربية إلى أزمة حادة بين الجزائر وفرنسا. والصحراء الغربية مصنفة من ضمن "الأقاليم غير المتمتعة بالحكم الذاتي" بحسب الأمم المتحدة، وهي مستعمرة إسبانية سابقة مطلة على المحيط الأطلسي ويسيطر المغرب على 80 في المئة من أراضيها. وتطالب الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب "بوليساريو" المدعومة من الجزائر باستقلالها منذ 50 عاماً. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) في مطلع أبريل (نيسان)، أحيا اتصال هاتفي بين ماكرون ونظيره الجزائري عبدالمجيد تبون الأمل في إرساء مصالحة. لكن مجدداً قُطعت كل قنوات التواصل. وفي حين كان من الممكن الإبقاء على مستوى معين من التعاون في مجال الهجرة بداية العام، على رغم الخلافات تراجع هذا التعاون إلى أدنى مستوى. تسعى وزارة الداخلية إلى ترحيل عشرات الجزائريين الصادرة في حقهم قرارات إبعاد، لكن السلطات الجزائرية تعيد من هؤلاء أكثر مما تستقبل خشية تخطي الطاقة الاستيعابية لمراكز الاحتجاز. إلى ذلك يشكل مصير الروائي بوعلام صنصال مصدراً إضافياً للتوتر. أوقف صنصال (75 سنة) في مطار الجزائر خلال الـ16 من نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، وحكم عليه في الـ27 من مارس (آذار) الماضي بالحبس خمسة أعوام لإدانته بتهمة "المساس بوحدة الوطن" في تصريحات لصحيفة "فرونتيير" الفرنسية المعروفة بقربها من اليمين المتطرف، تبنى فيها موقف المغرب الذي يفيد بأن أراضيه سلخت عنه لمصلحة الجزائر تحت الاستعمار الفرنسي. وإلى الآن لم تلق دعوات فرنسية عدة أطلقت، لا سيما من جانب ماكرون شخصياً، من أجل إطلاق سراحه أو منحه عفواً رئاسياً، أي تجاوب.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store