
نداء الوطن: برّاك ينذر: التصريحات لا تكفي.. اجتماع أمني لبناني سوري في الرياض
في السياسة، جعل سفرُ رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون إلى الجزائر، السياسة الداخلية في حال استراحة. لكنها استراحة على وقْع مواقف حادة لعل أبرزها موقف المبعوث الأميركي توم برَّاك، في تغريدة انتقد فيها ضمنًا السلطة التنفيذية، فكتب على منصة 'إكس': 'إن مصداقية الحكومة اللبنانية تعتمد على قدرتها على التوفيق بين المبدأ والممارسة. وكما قال قادتها مراراً وتكراراً، فمن الأهمية بمكان أن تحتكر الدولة السلاح. وطالما احتفظ 'حزب الله' بالسلاح، فإن التصريحات لن تكون كافية'.
مصادر رسمية أكدت لـ 'نداء الوطن' أن محتوى الرد الأميركي بات شبه معروف والأمور تتجه إلى التأزيم وكلام براك عن الحكومة ومسؤولياتها دليل على أن الإسرائيلي لن يتنازل ولن يبادر إلى الانسحاب.
تحليق واستكشاف إسرائيليان
بالتزامن مع هذا التصعيد الأميركي، سياسيًا، وفي ظل تعاظم الحديث عن تصعيد عسكري إسرائيلي يستهدف مواقع ومخازن لـ'حزب الله'، تطورات ميدانية فسرتها مصادر عسكرية على أنها استكشافٌ لِما قبل استهدافٍ ما في البقاع، في هذا الإطار سُجِّل تحليق للطيران الحربي الإسرائيلي، والمسيّرات فوق سهل البقاع ومحيط السلسلة الشرقية، على علو متوسط، وفي أجواء بعلبك على علو منخفض، كذلك سُجّل تحليق للطيران الحربي الإسرائيلي فوق القطاع الشرقي في الجنوب وفوق منطقة النبطية على علو منخفض، وعلى مستويات منخفضة في أجواء عدد من قرى قضاء بنت جبيل.
إسرائيل تعلن قتلها عنصرَيْن في قوة الرضوان
بالتزامن مع 'التمشيط الجوي'، نفَّذت إسرائيل عملية اغتيال جوية في منطقة دبعال في جنوب لبنان، فقتلت محمد حيدر عبود، مسؤول العمليات في كتيبة قوة الرضوان إلى جانب عنصر مدفعية في قوة الرضوان.
الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، أعلن أن القتيلين كانا يعملان في محاولة لإعادة إعمار بنى تحتية عسكرية لقوة الرضوان ودفعا بمخططات عسكرية ضد قوات الجيش الاسرائيلي ودولة إسرائيل، حيث شكلت أنشطتهما خرقًا فاضحًا للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان.
اجتماع أمني لبناني سوري برعاية سعودية
توازيًا، علمت 'نداء الوطن' أن اجتماعًا أمنيًا عقد في الرياض برعاية سعودية ضم مدير المخابرات في الجيش اللبناني العميد طوني قهوجي ومدير المخابرات السورية حسين السلامة، حيث تمت مناقشة المواضيع الأمنية، وتم التأكيد على ضبط الحدود اللبنانية السورية ومنع انطلاق التوترات الأمنية بالاتجاهين وضبط الوضع الأمني وزيادة مستوى التنسيق، وتم الاتفاق على إبقاء التنسيق موجودًا في كل الملفات خصوصًا بعد إثارة ملف الموقوفين الإسلاميين وأحداث السويداء.
جنبلاط، على طريقته، يطالب بتسليم السلاح
الرئيس السابق للحزب 'التقدمي الإشتراكي' وليد جنبلاط، وفي موقف متقدم من موضوع سلاح 'حزب الله'، أعلن في حديث إلى 'العربية' أن 'الرئاسات الثلاث، وفق علمي، متفقة على تطبيق القرارات الدولية، ولا بد من أن يقتنع المسؤولون في 'حزب الله' بأن البقاء على الاحتفاظ بسلاح ثقيل صاروخي أو غير صاروخي لن ينفع، بالعكس سيجلب لنا ويلات، ولن يستقر لبنان هذا هو رأيي الشخصي والعلني'.
ورداً على سؤال قال جنبلاط: 'الحكومة قامت بعمل كبير وخاصة في الجنوب في ما يتعلق بتفكيك القسم الأكبر حسب معلوماتي، قامت بالتفكيك الأكبر للترسانة، لكن في شمال الليطاني وربما في غير مناطق، لا تستطيع حتى هذه اللحظة القوة الأمنية القيام بهذا الأمر، لأن الإمكانات غير متوافرة'.
جنبلاط كشف ما دار بينه وبين السفير الإيراني، فقال: 'أخذت موقفًا تجاه الممانعة وأخذت موقفًا واضحًا في أحد تصريحاتي عندما أتى وزير الخارجية الإيراني، قلت لا نريد أن نكون مسرحاً لتصفية الحسابات أو للوصول إلى نتائج معينة، بين النووي الإيراني وبين إسرائيل، لماذا تضحون بلبنان؟'.
كاتس لخامنئي: لا تهدّدونا ذراعنا الطويلة ستصل طهران وإليك شخصيًا
هدّد وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، باغتيال المرشد الإيراني علي خامنئي، قائلًا 'سنصل إليك شخصيًا'. ونقلت صحيفة 'جيروزاليم بوست' عن كاتس قوله، خلال زيارته قاعدة رامون الجوية التابعة لسلاح الجو الإسرائيلي: 'أريد أن أوجّه رسالة واضحة إلى الديكتاتور خامنئي، إذا واصلتم تهديد إسرائيل، فستصل يدنا الطويلة إلى إيران مجددًا، وبقوة أكبر، وهذه المرة ستطالكم شخصيًا'. وختم كاتس: 'لا تهددوننا، وإلا ستتعرضون للأذى'.
انتخابات مجلس الشعب السوري بين 15 و20 أيلول في 'كل المحافظات'
الاستحقاق الانتخابي في سوريا في أيلول المقبل، فقد أعلن رئيس اللجنة العليا لانتخابات مجلس الشعب محمد طه الأحمد أنه من المتوقع أن تُجرى العملية الانتخابية لاختيار أعضاء مجلس الشعب بين 15 و20 أيلول المقبل.
الأحمد قال في تصريحات لوكالة 'سانا'، إن الرئيس أحمد الشرع حث على ضرورة المضي في العملية الانتخابية في كل المحافظات السورية، ورفض التقسيم الذي ينبذه جميع السوريين.
يأتي الحديث عن 'كل المحافظات السورية' ردًا على ما يتردد عن استثناء محافظة السويداء من العملية الانتخابية بعد الأحداث التي شهدتها.
واللافت أيضًا ما نُقل عن الرئيس الشرع قوله: 'ضرورة استبعاد كل من وقف مع المجرمين وأيّدهم، إضافة إلى الأشخاص الذين يدعون إلى التقسيم والطائفية والمذهبية'.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الديار
منذ 28 دقائق
- الديار
ترحيل بند السلاح إلى الجلسة المقبلة... ومشاورات داخلية وخارجية لبلورة الصيغة
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب انتهت جلسة الحكومة الى اتفاق على ترحيل بند السلاح الى الجلسة المقبلة، على ان تستكمل الاتصالات والمشاورات داخليا وخارجيا للوصول الى صيغة ترضي جميع الاطراف، وسط اتجاه يبدي المصلحة الداخلية على اي اعتبارات خارجية على ما اكد احد الوزراء المعنيين، مع ترجيح مشاركة قائد الجيش، بعد عودته من الخارج، في الجلسة المقبلة، لتقديم دراسة واضحة حول ما حققه حتى الآن في جنوب الليطاني، والتصور الذي لديه لتطبيق ذلك في المناطق الأخرى لاحقاً عبر وضع آلية تنفيذية، ومدى قدرة الجيش على السير في اي من الخيارات المتاحة، بعد قرار تكليف الجيش وضع خطة لحصر السلاح قبل نهاية العام الحالي. مصادر مطلعة على اجواء المشاورات، كشفت عن اجواء «متشنجة» ونقاشات حادة جرت بين الوزراء، حتمت تدخل رئيس الجمهورية اكثر من مرة لاعادة ضبط مسار النقاش، وسقفه، مشيرة الى ان تصريح امين عام حزب الله حول رفض المقاومة أي جدول زمني لتسليم السلاح، وتاكيده ان المقاومة جزء من الدستور تحتاج الى توافق لا الى تصويت، وان الصواريخ ستسقط على اسرائيل ان شنت حربا، في اطار توجيهه الرسائل للخارج، والداخل ، ترك اثره في اجواء الجلسة.


الجمهورية
منذ 33 دقائق
- الجمهورية
«حزب الله» الضعيف يرفض الضغوط للتخلّي عن سلاحه
في أزقّة جنوب بيروت المتشابكة، حوّل أنصار «حزب الله» المفجوعون ضريح حسن نصر الله، زعيم الجماعة لأكثر من 30 عاماً، إلى موقع للحَجّ. قبره، وهو لَوح من الرخام الأبيض منقوش بآيات قرآنية، محاط بظل مظلّة مزيّنة بأزهار صناعية بيضاء وصفراء. حوله، يصلّي الرجال والنساء بشكل منفصل على خليط من السجادات. اغتيل نصر الله في تداعيات هجوم «حماس» على إسرائيل في 7 تشرين الأول 2023، الذي أشعل حرب غزة. فتح «حزب الله» جبهة ثانية تضامناً مع «حماس» بإطلاق النار عبر الحدود اللبنانية- الإسرائيلية. وتصاعد الصراع في النهاية إلى حرب شاملة، قتلت خلالها إسرائيل القيادة العليا لـ«حزب الله». منذ ذلك الحين، تراجعت قوة الجماعة المدعومة من إيران، وبعد عقود من بناء كيان موازٍ داخل الدولة، يواجه «حزب الله» مستقبلاً غامضاً. واعتبر مصطفى فحص، المعلّق السياسي اللبناني، أنّ «حزب الله» كان «شيئَين: حسن نصر الله والسلاح». والآن، في واحدة من أضعف لحظاته، يجد نفسه يكافح للتشبّث بالسلاح الذي يُعدّ جوهر هويّته. على مدى الـ40 عاماً الماضية، أصبح «حزب الله» القوة العسكرية الأقوى في لبنان - أقوى حتى من الجيش الرسمي. عَلَمه الأصفر والأخضر يصوّر قبضة مشدودة ترفع بندقية كلاشينكوف. لطالما دعّمت ترسانة الجماعة دور «حزب الله» المُعلن كمدافع أول عن لبنان ضدّ إسرائيل، ومهّدت لصعوده كأحد أقوى الفصائل السياسية في البلاد. لكنّه يواجه ضغوطاً متزايدة من الحكومة اللبنانية وداعميها الماليِّين الغربيِّين والعرب للتخلّي عمّا تبقّى من ترسانته، بعدما تركته الحرب مع إسرائيل التي استمرّت 13 شهرًا ممزّقاً وضعيفاً. وعلى رغم من أنّه لا يزال يرفض التخلّي عن السلاح، ليس من الواضح إلى متى يمكن للحزب أن يُبقي على هذا الموقف، خصوصاً مع ضغط واشنطن لجدول زمني قصير لنزع السلاح. مدى ما تبقّى من مخزون الأسلحة لدى «حزب الله» غير معروف. لكنّ القوات الإسرائيلية تشير إلى أنّها لا تزال تدمِّر مخازن سلاح، كما أنّ الجيش اللبناني أزال بعضاً منها. وقد نصّ اتفاق وقف إطلاق النار في تشرين الثاني على انسحاب «حزب الله» من منطقة بعرض 18 ميلاً بين نهر الليطاني والحدود مع إسرائيل، لكنّ ترسانته تمتد إلى ما هو أبعد من ذلك. وبموجب الشروط، يجب على الحكومة اللبنانية منع الجماعات «غير الحكومية» من إعادة التسلح. ولا تزال إسرائيل تحتل 5 مواقع على طول الحدود اللبنانية، وأنشأت منطقة عازلة بعمق عدة أميال على امتداد معظم الجبهة، ممّا يمنع القرويِّين من العودة. وكان من المفترض أن تنسحب من تلك المناطق بموجب اتفاق وقف إطلاق النار. وقد تعهّد نعيم قاسم، زعيم «حزب الله» الجديد، بأنّ الجماعة ستحتفظ بسلاحها طالما أنّ إسرائيل تواصل مهاجمة لبنان واحتلال أراضيه. وأشار قاسم في خطاب حديث إلى أنّهم «يسألوننا: لماذا تحتاجون إلى الصواريخ؟ أخي، كيف نواجه إسرائيل عندما تهاجمنا؟ هل نقبل بالتخلّي عن وسيلة الدفاع عن أنفسنا؟». وأعرب رئيس الجمهورية جوزاف عون، قائد الجيش اللبناني السابق، عن بعض التعاطف مع هذا الرأي، في مقابلة حديثة مع صحيفة «نيويورك تايمز». لكنّ موقف حكومته هو أنّ على «حزب الله» تسليم سلاحه كخطوة أولى. عن رواية الحزب يُجيب: «هذه مخاوف مشروعة»، مضيفاً أنّ الوجود الإسرائيلي المستمر على الأراضي اللبنانية يُعزّز من حجة الحزب: «قلت لهم مرّات عديدة، الجيش، الدولة، مسؤولة عن حماية ليس فقط أنتم بل جميع اللبنانيِّين». وقد زار توم برّاك، مبعوث الرئيس دونالد ترامب المتجوّل لشؤون المشرق، لبنان مراراً خلال الأشهر الماضية، للضغط من أجل نزع سلاح الحزب. واعتبر قاسم أنّ الأميركيِّين يتجاهلون الهجمات الإسرائيلية المتكرّرة على لبنان بعد وقف إطلاق النار، بينما يطالبون «حزب الله» بالتخلّي عن السلاح مقابل انسحاب جزئي فقط من الأراضي اللبنانية. لطالما هيمن الحزب وقاعدته الشيعية على جنوب لبنان، من ضواحي بيروت الجنوبية حتى الحدود مع إسرائيل. وكان الحزب في يوم من الأيام العنصر الأقوى في ما يُعرف بمحور المقاومة الذي تقوده إيران، وهو سلسلة من القوى الوكيلة في الشرق الأوسط، تهدف إلى مواجهة إسرائيل والغرب. إلّا أنّ هذا المحور ظهر كـ»نمر من ورق» في الحروب الأخيرة مع إسرائيل. فعندما غزت إسرائيل لبنان في الخريف الماضي لوقف هجمات «حزب الله» عبر الحدود، لم تتدخّل إيران. بعد ذلك، قتلت إسرائيل كبار القادة السياسيِّين والعسكريِّين للحزب، الذين بنوا الحركة في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي. اغتالت قادة داخل مخابئهم، وقتلت أو شوّهت آلاف المقاتلين بواسطة أجهزة «بيجر» مفخّخة. منذ وقف إطلاق النار، تتزايد الإشارات على ضعف «حزب الله». فمقاتلوه، الذين كانوا يعدّون بالآلاف، انسحبوا بمعظمهم من الجنوب، وهو تنازل كبير سعت إليه إسرائيل والحكومة اللبنانية منذ وقت طويل. ويُشير الجيش اللبناني، المدعوم من قوة مراقبة تابعة للأمم المتحدة، إلى أنّه أزال 90% من أسلحة «حزب الله» في جنوب لبنان. والجيش اللبناني يرفع تدريجاً عدد جنوده في الجنوب. وبمجرّد أن يكتمل عديده هناك، أكّد الرئيس عون أنّ وجود «حزب الله» المسلّح سيصبح غير ضروري. أمّا الراعي الرئيسي للحزب، إيران، فهو في حالة تراجع في أنحاء الشرق الأوسط. وخلال الحرب القصيرة بين إيران وإسرائيل في حزيران، امتنعت الجماعة عن شنّ هجمات جديدة على إسرائيل، واكتفت ببيانات تضامن. أمّا سوريا، التي كانت سابقاً بقيادة حليف قوي للحزب، فهي اليوم محكومة من قِبل متمرّدين سابقين معادين للمسلّحين اللبنانيِّين. وقد حاولت حكومة سوريا تفكيك شبكات التهريب الإيرانية التي تمرّ عبر أراضيها وتنقل الأموال والأسلحة إلى «حزب الله» في لبنان، ممّا قلّص من موارده. على رغم من وقف إطلاق النار، تواصل إسرائيل قصف لبنان يومياً تقريباً، مستهدفةً ما تقول إنّه أسلحة وبنى تحتية وقادة لـ»حزب الله»، وقتلت عشرات المدنيِّين. وقد أصبحت أزيز الطائرات الإسرائيلية المسيّرة ضجيجاً مألوفاً في العاصمة بيروت. وردود «حزب الله» الضئيلة للغاية، علامة أخرى على ضعفه. وتوقيت نزع سلاح الحزب يُعدّ من أعقد عناصر مستقبل لبنان بعد الحرب. تحتاج الحكومة اللبنانية إلى تحييد الجماعة للحصول على أموال غربية من دون أن تشعل صراعاً داخلياً. لطالما خضع «حزب الله» إلى عقوبات غربية بسبب تصنيفه كمنظمة إرهابية. وبعد 50 عاماً من الحروب المتقطعة، يعاني اقتصاد البلاد من انكماش شديد، وقطاعها المصرفي في أزمة، وشبكة الكهرباء في حالة انهيار. وقدّر البنك الدولي حاجة لبنان إلى 11 مليار دولار لإعادة إعمار ما دمّرته الحرب الأخيرة. ويطالب أنصار «حزب الله» الغاضبون بمعرفة متى سيحصلون على أموال إعادة الإعمار لبناء منازلهم وأعمالهم التي دُمِّرت في الحرب. وتأمل الحكومة أن يؤدّي الغضب المتصاعد في الجنوب نتيجة غياب المساعدات إلى الضغط على «حزب الله» للتنازل بشأن سلاحه. ومع ذلك، من الصعب تقييم المزاج داخل قاعدة الحزب. ويُشكّل المسلّمون الشيعة نحو ثلث سكان لبنان، على رغم من أنّ ليس جميعهم يدعمون الجماعة. أمّا المؤيّدون المتشدّدون، فيُريدون من الحزب أن يحتفظ بسلاحه. وأوضح الشيخ علي المولى، رجل دين معمّم أبيض كان يزور ضريح نصر الله: «يُطلب منا أنّ نتخلّى عن الورقة الوحيدة التي تعوق هذا العدو، الأداة الوحيدة التي تمنعهم من قطع أعناقنا». ووصف ترسانة الحزب بأنّها مظلة حماية لكل اللبنانيِّين. في أوساط بعض الشيعة، تبدو مشاعر الصدمة واليأس والغضب جلية، حتى إن كانوا يخشون انتقاد «حزب الله» علناً. فالحزب، في نهاية المطاف، هو مَن أجبر لبنان على منح الشيعة مقعداً حقيقياً على الطاولة السياسية. ومن دون نصر الله، يشعر كثيرون بالضياع. وأقرّ مصطفى حمود، طبيب أسنان (24 عاماً)، يرتدي قميص بولو أبيض، خلال زيارته لضريح نصر الله، إنّه يكثر من الصلاة هناك: «كنّا ننظر إليه في كل شيء. سياسياً، عسكرياً، كيف نتصرّف، كيف نعيش». ومع ذلك، حاول الحزب تصوير الحرب على أنّها انتصار. فملصقات «النصر» تنتشر في الأحياء الشيعية، فيما يُصوّر القادة القتلى كقدّيسين في الجنة. أمّا حسن، وهو شيعي من الجنوب ابنته متزوّجة من مقاتل في «حزب الله»، فسخر من تلك الادعاءات بالنصر، وأشار إلى أنّ المنزل الذي أمضى 20 عاماً من مدخراته في بنائه أصبح اليوم حفرة في الأرض، طالباً عدم ذكر اسمه الكامل خوفاً من الانتقام، مضيفاً بغضب: «وَعَدونا بالنصر، لكنّهم دمّروا قرانا، دمّروا بيوتنا». وفي معقل «حزب الله» في ضاحية بيروت الجنوبية في أوائل تموز، نظّمت الجماعة عرضاً في مناسبة عاشوراء، الذكرى السنوية لاستشهاد الإمام الحسين، حفيد النبي محمد. كانت الحفر تملأ العديد من الشوارع. جلست نساء بصمت وهنّ يرفعن صور أبنائهنّ وأزواجهنّ الذين قتلوا في الحرب. رجل أعمى، أحد آلاف المشوّهين بهجمات أجهزة «البيجر»، كان يترنّح في الشارع، تتشبّث به زوجته وطفله من كل جانب.


IM Lebanon
منذ ساعة واحدة
- IM Lebanon
نزع سلاح 'الحزب': 'مهما تأخّر جايي'
كتب ألان سركيس في 'نداء الوطن': كان نهار الإثنين 14 شباط 2005 مفصليًا في تاريخ لبنان. اِغتيل الرئيس رفيق الحريري وقلب هذا الاغتيال المعادلات في لبنان والمنطقة. انسحب جيش الاحتلال السوري وحصل الفراغ السياسي. فازت قوى 14 آذار بالأغلبية النيابية وبدأت مرحلة جديدة من تاريخ لبنان. لم ترق لـ «حزب اللّه» كلّ تلك التحوّلات فخطط للانقلاب على ثورة الأرز ونجح. منذ عام 2005، والخطأ نفسه يتكرّر. «الثنائي الشيعي» يُسمح له بحيازة كامل الحصة الشيعية الوزارية ويمتلك سلاح الميثاقية. وعندما اشتدّ ضغط 14 آذار لإسقاط الرئيس إميل لحود ووضع استراتيجية دفاعية وإقرار المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، أخرج رئيس مجلس النواب نبيه برّي أرنب الحوار ودعا القوى السياسية الأساسية إلى طاولة مستديرة في عين التينة. شارك أمين عام «حزب اللّه» السيد حسن نصراللّه شخصيًا في الحوار، وعندما طُلب منه عدم تعكير صفو الصيف لتنشيط الاقتصاد تجاوب، وفي 12 تموز 2006 نكث بوعده ونفّذ «حزب اللّه» عملية اختطاف جنود إسرائيليين وانفجرت حرب «تموز» وما تبعها من انقلاب سياسي داخلي كانت ذروته في 7 أيار 2008 حيث احتلّ بيروت وهاجم الجبل وفرض اتفاق «الدوحة». كانت 14 آذار في لحظة انتصار تاريخية لمشروع الدولة، بينما حصل الانكسار الكبير في 7 أيار عندما سيطر «حزب اللّه» على الدولة مستغلًا بعدها الغطاء المسيحي الذي أمّنه اتفاق مار مخايل. يعمل «الحزب» بعد وصول ملف سلاحه إلى لحظة الفصل إلى التهديد بـ 7 أيار جديد وقلب المعادلة السياسية في البلاد. قد تكون مخاوف بعض اللبنانيين طبيعية، فالتجارب السابقة لا تشجّع، إذ أمسك «حزب اللّه» البلاد بعد 7 أيار كما لم يمسكها الاحتلال السوري، لكن بين تلك المرحلة وهذه المرحلة فرق جوهري في السياسة والأوضاع الداخلية والإقليمية. كان عام 2008 نهاية لولاية الرئيس جورج بوش وللرئيس الفرنسي جاك شيراك اللذين يعتبران راعيي الـ 1559 ومرحلة ما بعد 2005. وعند انتخاب الرئيس باراك أوباما، تبدّلت الأولويات الأميركية في لبنان والمنطقة. النقطة الثانية كانت تقدّم محور «الممانعة» في المنطقة بعد استيعاب اغتيال الحريري، بينما تراجع محور «الاعتدال العربي» أمام الهجمة الإيرانية. من جهة أخرى، كان «حزب اللّه» يشهد على سطوع نجمه، واعتبر نفسه أنه خرج من حرب «تموز» منتصرًا وبدأت إيران تستثمر به أكثر، وشرّعت سوريا حدودها أمامه، وسط عدم مبالاة أميركية وإسرائيلية. ويعتبر الفرق شاسعًا بين الأمس واليوم، أوّل تلك الأمور هو اغتيال نصراللّه وقادة الصف الأول والصفين الثاني والثالث في «الحزب»، وخروجه مهزومًا من حرب «الإسناد» بخسائر عسكرية وبشرية ومناطقية فادحة وتوقيع اتفاق الهدنة في 27 تشرين الثاني الماضي الذي هو أشبه باتفاق استسلام. وعدا عن الخسائر، فقد «حزب اللّه» معظم حلفائه؛ فسنّة 8 آذار أصبحوا في حضن السعودية، وحلفاؤه المسيحيون من «التيار الوطني الحر» إلى تيار «المرده» يتبرّؤون منه، وكان آخرهم النائب طوني فرنجية الذي أعلن دعمه حصر السلاح. وتعتبر خسارة سوريا الضربة القاضية لـ «الحزب»، فسوريا كانت خط الإمداد ومصدر أهم المداخيل من الكبتاغون والتهريب، وفقد «الحزب» هذه الدولة الحيوية وقطع خط طهران- دمشق- بيروت، وانتصرت الثورة السورية التي حاول «حزب اللّه» قمعها لصالح الرئيس المخلوع بشار الأسد. ويضاف إلى خسارة سوريا، الضربة الأخيرة التي وجّهت إلى طهران، فإيران باتت بلا أذرع ونظامها مهدّد وهي تحت سيف العقوبات ولا يمكنها مساندة «الحزب» لا ماليًا ولا عسكريًا. والأهم من هذا كلّه وجود بنيامين نتنياهو في رئاسة الوزراء وتحركه في كلّ المنطقة من دون رادع ووجود الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي يريد القضاء على أذرع إيران في المنطقة. مهما حاول «حزب اللّه» رفع الصوت والتهديد والوعيد، إلّا أنّ الواقع السياسي تبدّل في البلد والمنطقة، ونزع السلاح مهما تأخّر فسيبقى من الأولويات، والضغط الدولي يدفع في هذا الاتجاه، وإلّا ستصبح كلّ الدولة تحت العقاب. لذلك لن يبقى سلاح «الحزب» على ما هو عليه لأنّ كلّ الدلائل تشير إلى انتهاء صلاحيّته.