
الإمارات تختتم مشاركتها في الاجتماع العام لمجموعة "مينافاتف" بالأردن
اختتمت دولة الإمارات العربية مشاركتها في الاجتماع العام الأربعين لمجموعة العمل المالي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا "مينافاتف"، الذي انعقد في العاصمة الأردنية، عمّان، خلال الفترة من 4 إلى 8 مايو الجاري.
ترأس وفد الدولة رفيع المستوى، سعادة حامد سيف الزعابي، الأمين العام ونائب رئيس اللجنة الوطنية لمواجهة غسل الأموال ومكافحة تمويل الإرهاب وتمويل التنظيمات غير المشروعة، نائب رئيس مجموعة العمل المالي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وضم الوفد الدولة، أعضاء من اللجنة الوطنية شملت وزارات العدل، والداخلية، والاقتصاد، ووحدة المعلومات المالية، والمكتب التنفيذي للرقابة وحظر الانتشار وعدد من الجهات ذات الصلة.
وتعد هذه الاجتماعات الأولى التي تعقد في ظل الأولويات المشتركة للرئاسة بين الإمارات والأردن للفترة 2025–2026، حيث تتولى سعادة سامية أبو شريف من المملكة الأردنية الهاشمية رئاسة المجموعة، فيما يتولى سعادة الزعابي منصب نائب الرئيس، وتعكس هذه الأولويات المشتركة التزامًا إقليميًا متجدداً بتعزيز جهود مكافحة الجرائم المالية ورفع كفاءة أنظمة مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب في المنطقة.
وقدمت دولة الإمارات خلال مشاركتها العديد من أوراق العمل شملت دور القطاع الخاص في مواجهة تمويل الإرهاب، وعرض بشأن دور النظم الرقابية الذكية في التصدي للمخاطر قدمته وزارة العدل عن مشروعها نظام الرصد الذكي، إلى جانب ورقة عمل مشتركة مع الجانب المغربي حول أفضل الممارسات في التقييم الوطني للمخاطر، ومشاركات في منتدى خبراء مكافحة تمويل الإرهاب، واللجنة الفنية للعقوبات المالية المستهدفة.
وقال سعادة حامد الزعابي، إن مشاركة الإمارات في اجتماعات مجموعة العمل المالي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا 'مينافاتف'، تعكس التزام الدولة المستمر بتعزيز التعاون الإقليمي والدولي في مجال مكافحة الجرائم المالية، مؤكدا أن الاجتماعات تعد منصة محورية لدعم الأولويات الوطنية، وتوطيد الشراكات الإقليمية، والمساهمة في بناء منظومة مالية أكثر كفاءة وشفافية.
وأضاف سعادته أن هذه الاجتماعات تدعم الجهود المستمرة في التصدي للتمويل غير المشروع والجرائم العابرة للحدود، بما يعزز مكانة الدولة كمركز مالي عالمي موثوق.
وكانت الإمارات والأردن قد حددتا سابقًا خمس أولويات إستراتيجية مشتركة ، تهدف إلى تعزيز حوكمة المجموعة وفعاليتها التشغيلية وتعاونها العالمي، حيث تشمل الأولويات، دعم الدول الأعضاء في الاستعداد للجولة القادمة من عمليات التقييم المتبادل، وتعزيز نظام الحوكمة داخل المجموعة، ورفع مستوى تنفيذ توصيات مجموعة العمل المالي، بالإضافة إلى تعزيز التعاون الإستراتيجي مع الشركاء الدوليين والجهات الإقليمية، وتطوير أساليب رصد المخاطر في مجالات غسل الأموال وتمويل الإرهاب وتمويل انتشار التسلح.
وقد شمل جدول أعمال الاجتماع العام، جلسات حيوية مثل مجموعة اتجاهات وأساليب المخاطر، ومجموعة العمل على المنهجيات وبناء القدرات، ومجموعة العمل للتقييم المتبادل.
وناقشت الجلسة العامة الأولويات الإستراتيجية، واعتماد التقارير، ونتائج التقييمات، والتنسيق الإقليمي للتصدي للمخاطر الناشئة.
يذكر أن مجموعة مينافاتف، التي تأسست عام 2004، تعد هيئة إقليمية على غرار مجموعة العمل المالي "فاتف"، وتضم 21 دولة عضوًا و18 جهة مراقبة، وتلعب دورًا محوريًا في الجهود الإقليمية لرصد ومنع التدفقات المالية غير المشروعة بما يتماشى مع المعايير الدولية.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صحيفة الخليج
منذ ساعة واحدة
- صحيفة الخليج
«البنوك» ترفع سوق دبي.. ومؤشر «أبوظبي» يستقر
أغلقت أسهم الإمارات في المنطقة الخضراء بجلسة الخميس، وسط أداء هادئ، مع التركيز على الشراء الانتقائي في قطاعات البنوك والصناعة، في ظل انخفاض نسبي في معدلات السيولة المقارنة بالجلسات السابقة. وارتفع مؤشر سوق دبي 0.26% إلى 5452.76 نقطة، فيما استقر مؤشر سوق أبوظبي (فادجي) عند مستوى 9667.26 نقطة. واخترق المستثمرون الأجانب (غير العرب) هدوء التداولات، مع ضخهم صافي استثمار بلغ 88.4 مليون درهم محصلة شراء (44.4 مليون في أبوظبي، و44 مليوناً في دبي). وارتفعت في دبي، أسهم «الإمارات دبي الوطني» 1.1% إلى 22.7 درهم، و«دبي الإسلامي» 0.5% إلى 8.03 درهم، و«سالك» 1.8% إلى 5.6 درهم، وفي أبوظبي، ارتفعت أسهم «ألفا ظبي» 4.9% إلى 11.94 درهم، و«الدار» 0.24% إلى 8.36 درهم، و«العالمية القابضة» 0.17% إلى 402.8 درهم و«طاقة» 0.6% إلى 3.16 درهم. وشهد سوق دبي صفقة كبيرة مباشرة على أسهم «الخليج للملاحة» بقيمة 21.3 مليون درهم، توزعت على 4 ملايين سهم، بسعر 5.33 درهم للسهم الواحد. واستقطبت الأسهم سيولة إجمالية قدرها 1.7 مليار درهم، منها 1.27 مليار درهم في سوق أبوظبي، و461 مليون درهم في سوق دبي، والكميات المتداولة من الأسهم 469.2 مليون سهم، توزعت بواقع 332.12 مليون سهم في أبوظبي، و137.1 مليون سهم في دبي، وجاء ذلك من خلال تنفيذ 37591 صفقة. استقر مؤشر سوق أبوظبي عند مستواه السابق، مع تباين أداء الأسهم في قطاعات المالية والعقار والصناعة والمرافق والطاقة. وفي قطاع المالية، تراجعت أسهم «أبوظبي التجاري» 0.5% إلى 12.08 درهم، و«أبوظبي الإسلامي» 0.84% إلى 18.96 درهم، و«أبوظبي الأول» 0.74% إلى 16.04 درهم، مقابل ارتفاع «الشارقة الإسلامي» 0.38% إلى 2.65 درهم. وتراجع في الصناعة «أدنوك للإمداد» 2% إلى 4.41 درهم، و«موانئ أبوظبي» 1.26% إلى 3.91 درهم، مقابل ارتفاع «آيبيكس» 1.46% إلى 4.17 درهم، و«أمستيل» 0.8% إلى 1.28 درهم، و«إن إم دي سي جروب» 0.16% إلى 25.04 درهم. وفي الطاقة، تراجعت أسهم «أدنوك للتوزيع» 0.56% إلى 3.55 درهم، و«أدنوك للحفر» 1.14% إلى 5.21 درهم، و«أدنوك للغاز» 0.62% إلى 3.23 درهم، و«دانة غاز» 0.7% إلى 0.716 درهم، و«إن إم دي سي إنيرجي» 0.8% إلى 2.47 درهم. وارتفعت في التكنولوجيا، أسهم «ألف للتعليم» 4.98% إلى 0.99 درهم، و«فينكس كروب» 12.7% إلى 1.1 درهم، مقابل نزول «ألفا داتا» 1.25% إلى 1.58 درهم، و«سبيس42» 1.12% إلى 1.76 درهم، مع استقرار «بريسايت». وارتفع في الرعاية الصحية «جلفار» 1.47% إلى 1.38 درهم، مقابل نزول «بيورهيلث» 0.36% إلى 2.76 درهم، و«برجيل» 0.7% إلى 1.45 درهم، وارتفع في الاتصالات، «إي آند» 0.12% إلى 17.18 درهم. سوق دبي ارتفع مؤشر سوق دبي، مع ارتفاع أسهم في قطاعات المالية والصناعة، مقابل نزول المرافق والعقارات. وفي قطاع المالية، ارتفع «أملاك» 1.2% إلى 0.838 درهم، و«دبي التجاري» 1.07% إلى 8.5 درهم و«بنك المشرق» 1.23% إلى 237.9 درهم، و«شعاع» 0.44% إلى 0.226 درهم، مقابل نزول «سوق دبي المالي» 0.66% إلى 1.49 درهم، و«مصرف عجمان» 1.3% إلى 1.5 درهم. وبخصوص قطاع الصناعة، ارتفعت أسهم «العربية للطيران» 0.56% إلى 3.57 درهم، و«دريك آند سكيل» 1.3% إلى 0.311 درهم، و«سالك» 1.8% إلى 5.6 درهم، مقابل نزول «دبي للاستثمار» 0.41% إلى 2.39 درهم، و«تاكسي دبي» 2.38% إلى 2.46 درهم، و«باركن» 0.8% إلى 6.17 درهم. وفي العقار، تراجعت أسهم «ديار» 1.2% إلى 0.894 درهم، و«إعمار العقارية» 0.36% إلى 13.6 درهم، و«إعمار للتطوير» 0.74% إلى 13.35 درهم، مع استقرار «الاتحاد العقارية» و«تيكوم» من دون تغيير. وهبطت في المرافق، أسهم «ديوا» 0.37% إلى 2.68 درهم، و«إمباور» 0.63% إلى 1.56 درهم، مقابل ارتفاع «تبريد» 1.14% إلى 2.66 درهم، كما هبط «طلبات» 1.35% إلى 1.46 درهم. الجنسيات بشأن التداولات حسب الجنسيات في سوق دبي، اتجه المستثمرون الأجانب للشراء، بصافي استثمار 43.97 مليون درهم محصلة شراء، وفي المقابل اتجه العرب والخليجيون والمواطنون للبيع بصافي استثمار 43.97 مليون درهم محصلة بيع، منها 1.8 مليون درهم محصلة بيع العرب، و24.1 مليون درهم محصلة بيع الخليجيين، و18 مليون درهم محصلة بيع المواطنين. وفي أبوظبي، اتجه المستثمرون الأجانب للشراء، بصافي استثمار 44.4 مليون درهم محصلة شراء، وكذلك فعل العرب بما قيمته 2.2 مليون درهم. وفي المقابل اتجه الخليجيون للبيع بصافي استثمار 46.6 مليون درهم محصلة بيع، وأيضاً عمد المواطنون بمبلغ طفيف ب6 آلاف درهم.


سكاي نيوز عربية
منذ ساعة واحدة
- سكاي نيوز عربية
"اصنع في الإمارات 2025" يحقق مستويات رضا استثنائية
وعكست هذه النتائج النجاح الكبير للحدث وقيمته العالية لجميع المشاركين، إذ بلغ مؤشر رضا العارضين 4.05، مقارنة بالمتوسط العالمي البالغ 3.80، فيما تم تقييم أهمية المعرض من قبل العارضين بـ 4.28، وهو رقم أعلى بكثير من المعيار العالمي البالغ 3.89. وسجلت رغبة العارضين في العودة للمشاركات المستقبلية نسبة مبهرة بلغت 4.36 مقابل 4.01 عالميًا. أما صافي نقاط الترويج (NPS) للعارضين فقد قفز إلى +51، متفوقًا بشكل ملحوظ على المتوسط العالمي البالغ +9، فيما وصل مؤشر رضا الزوار 4.25، متجاوزًا المعيار العالمي البالغ 4.02، وتقييم أهمية الحدث من قبل الزوار وصل إلى 4.06، مقارنة بـ 3.87 عالميًا، بينما ارتفعت رغبة الزوار في العودة لدورات مستقبلية إلى 4.37 مقابل 4.00 عالميًا. فيما وصل صافي نقاط الترويج (NPS) للزوار إلى +54، وهو ما يقارب ضعف المتوسط العالمي البالغ +30. وتضع هذه الأرقام القياسية دورة 2025 من " اصنع في الإمارات" منصة انطلاق قوية للنمو المستقبلي، تعكس الزيادة الكبيرة في عدد العارضين والزوار والمنتجات المصنعة محليًا، التي عرضت التأثير المتزايد للحدث بوصفه محفزا للتنمية الصناعية في دولة الإمارات، في حين تؤكد مستويات الرضا المرتفعة بشكل استثنائي من الشركات العارضة والزوار، والتي تتجاوز المعايير العالمية بكثير، قدرة الحدث على تقديم قيمة حقيقية، وتعزيز الشراكات الاستراتيجية، ودفع المشاركة الهادفة. وتُبرز هذه النتائج الأثر الكبير للفعالية، والتنظيم المتميز الذي اتسمت به، والقيمة المُستدامة التي حققتها لجميع الحضور، مما يعزز مكانة "اصنع في الإمارات" منصة رائدة في مجال الصناعة والابتكار على المستوى الإقليمي والعالمي. واستقطبت الدورة الحالية اهتمامًا إعلاميًا استثنائيًا ومميزًا، إذ حضر 2823 إعلاميًا وصحفيًا، ما يعكس الأهمية المتزايدة للحدث على الصعيدين الوطني والدولي. وأسهم تواجد وكالات الأنباء الرائدة، ومحطات البث، والمطبوعات الصناعية تغطية واسعة لإنجازات الحدث، وأخباره، والاتفاقيات الاستراتيجية الموقعة خلاله. ولعب هذا التفاعل الإعلامي القوي دورًا رئيسيًا في نقل الطموحات الصناعية لدولة الإمارات، وعرض القدرات التصنيعية المحلية، وتعزيز مكانة المعرض منصة رائدة للتنمية الاقتصادية، والابتكار، وفرص الاستثمار. وكرمت " وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة" الفائزين بجوائز "اصنع في الإمارات" في دورتها الثالثة، خلال فعاليات اليوم الأول من الدورة الرابعة، وهي الجوائز التي تنقسم إلى 9 فئات تندرج تحت 5 تصنيفات رئيسية وهي المحتوى الوطني، والاستدامة، ومصنع المستقبل، والممكنات الصناعية والشركاء الاستراتيجيون، والريادة والمواهب، وشهدت دورة هذا العام إضافة جائزة جديدة لأول مرة، هي جائزة الحرف الإماراتية (للأفراد والشركات). واحتفت الوزارة بالشركات والأفراد الأكثر تميزاً من خلال تكريمهم في يوم المحتوى الوطني، والذي تم إطلاقه تقديراً لجهود شركاء برنامج المحتوى الوطني الذين ساهموا في دعم مسيرة الصناعة الوطنية من خلال تعزيز التنافسية، والارتقاء بالإنتاجية، وتأمين سلاسل الإمداد وضمان استدامتها. وكرمت الوزارة أيضا الفائزين في مسابقة "اصنع في الإمارات" للشركات الناشئة بدورتها الثالثة، والتي بلغ عدد طلبات الترشح لها أكثر من 200 طلب من أكثر من 30 دولة، توزعت بنسبة 57 بالمئة من داخل دولة الإمارات، و43 بالمئة مشاركات دولية ما يعكس حجم الاهتمام المتزايد بالجائزة من داخل الدولة وخارجها. وأعلنت وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة الإماراتية، ومجموعة شركة أبوظبي الوطنية للمعارض عن عقد الدورة الخامسة من منصة "اصنع في الإمارات" في الفترة من 4 إلى 7 مايو 2026. الجدير بالذكر أن 80 بالمئة من الشركات المشاركة في الدورة الرابعة قد أعربوا عن رغبتها في المشاركة في الدورة المقبلة، وبدأت فرق عمل الوزارة ومركز أبوظبي الوطني للمعارض والجهات المعنية تحضيرات العام المقبل مع انتهاء اليوم الرابع والأخير من دورة هذا العام.


صحيفة الخليج
منذ ساعة واحدة
- صحيفة الخليج
تكتيك «الخنق الثلاثي».. هكذا حققت روسيا انتصارات الحرب الأوكرانية
عبر تكتيك «الخنق الثلاثي» تمكنت روسيا من إحراز تقدم كبير في ساحة الحرب الأوكرانية، وهي الاستراتيجية العسكرية القائمة على دمج ثلاثة محاور قتالية في منظومة واحدة متماسكة، لافتة إلى أنها عملية تقوم على الاستنزاف بشكل كبير قبل التقدم المتواصل بثبات وكسب المزيد من الأراضي. وبحسب المحللين العسكرين، فإن روسيا تعتمد في استراتيجيتها على إرهاق واستنزاف القوات الأوكرانية، حيث تجد نفسها أمام عدة ضرورات عسكرية دفعة واحدة ما يشتت دفاعاتها ويرهقها ويصيبها بـ«الشلل». وتقوم الاستراتيجية على ثلاثة عناصر متتالية، تبدأ أولاً بشن هجوم بري مكثف يضع القوات الأوكرانية في موقع دفاعي ويكبدها خسائر، ويلي ذلك المرحلة الثانية والمتعلقة بنشر الطائرات بدون طيار لتقييد حركة الأوكرانيين، وإجراء المراقبة، واستهداف النقاط الضعيفة، ثم تأتي المرحلة الثالثة الأكثر قوة والتي يتم فيها استخدام القنابل الانزلاقية لاستهداف المواقع الدفاعية، ليشكل هذا المثلث الهجومي حالة اختناق للقوات الأوكرانية ويضرها إلى التقهقر. وتشير المصادر العسكرية إلى أن هناك دلائل على أن روسيا كانت تستخدم هذا التكتيك في وقت سابق من هذا العام، لكن بعد إثبات نجاعته تم تكثيف العمل به على مدار الشهرين الماضيين على طول خط المواجهة. ويكشف رئيس مركز الأمن والتعاون الأوكراني سيرغي كوزان، عن أن الجيش الروسي بأكمله يستخدم استراتيجية المثلث. نُطلق عليها استراتيجية وحرب الاستنزاف. وبحسب صحيفة التليغراف، فإن الجيش الأوكراني يخسر أكثر من 1000 جندي يومياً، وتعني الخسائر الفادحة أن روسيا تحاول بشكل متزايد استغلال مزاياها الرئيسية في ساحة المعركة، والمتمثلة في الإمداد الثابت بالجنود والقدرة على إنتاج الطائرات بدون طيار والقنابل الانزلاقية بسرعة. وأثبتت هذه الجهود فاعليتها؛ إذ استولت القوات الروسية على ما يقرب من 1500 ميل مربع من الأراضي العام الماضي، وهي أكبر مكاسبها منذ اندلاع الحرب في عام 2022. وأوضح خبر الحرب البرية نيك رينولدز أنه «أسلوب حرب استنزافي للغاية. هذه العناصر الثلاثة تُنشئ ضرورات متضاربة للدفاعات الأوكرانية». هجوم بري كل ساعتين وعن المرحلة الأولى من الاستراتيجية الثلاثية، يقول كوزان إنه «باستخدام أعداد هائلة من الجنود وإرسالهم لشن هجمات على المواقع الأوكرانية، يحاولون استنزاف الجنود والموارد الأوكرانية»، لافتاً إلى شدة القتال في أماكن مثل بوكروفسك شديدة للغاية، حيث تُشن هجمات كل ساعتين، وهذا بالطبع مُرهق جداً للجنود الأوكرانيين. أما المرحلة الثانية، فيتم نشر الطائرات بدون طيار لتقييد حركة الأوكرانيين، وإجراء المراقبة، واستهداف النقاط الضعيفة وتعطيل تحركات القوات من خلال إسقاط الألغام بشكل استراتيجي. وتشمل طائرات بدون طيار من نوع FPV، والتي تسمح للقوات الروسية بتتبع المواقع الأوكرانية بشكل آني والاستجابة بسرعة لأي تحركات، في حين يتم استخدام طائرات بدون طيار لزرع الألغام حتى يتم قطع طريق الهروب. ويؤكد الخبراء أنه «بسبب هذه المسيّرات تضطر أوكرانيا إلى تزويد خط المواجهة بمواقع دفاعية ثابتة مدعومة بتدابير خداع واسعة النطاق، كحفر كبيرة وعميقة لإخفاء المكان الذي تتركز فيه القوات بالفعل». وتشهد المرحلة الثالثة من استراتيجية الخنق الثلاثي قيام روسيا بنشر قنابل انزلاقية لاستهداف مواقع هجومية رئيسية من مسافات بعيدة، ما يضعف قدرة أوكرانيا على استدامة العمليات. وتُصنع القنابل الانزلاقية بإضافة أجنحة قابلة للطي ونظام ملاحة GPS إلى ذخائر قديمة من الحقبة السوفييتية. ثم تُطلق من طائرات عسكرية تحلق على مسافة بعيدة خلف خطوط المواجهة. وقد سمحت هذه الذخائر بعيدة المدى والموجهة بدقة لروسيا باستخدام مخزوناتها الضخمة من الأسلحة السوفييتية لاستهداف المواقع الأوكرانية الرئيسية، وخاصة المدفعية والمنشآت الدفاعية. ويؤكد محللون عسكريون أنه «هنا تأتي المعضلة الحقيقية، فالحفر وكل تلك التدابير الوقائية ممتازة لتقليل الاستنزاف الناجم عن المدفعية أو الطائرات بدون طيار، إلا أن القنابل الانزلاقية ستدمر تلك التحصينات ببساطة». إرباك حقيقي ويفرض هذا المزيج الهجومي على الجنود الأوكرانيين الاختيار بين التمسك بمواقعهم، مخاطرين بخسارة فادحة واستنفاد الموارد، أو البقاء في وضع الحركة، وهو ما يزيد من تعرضهم لضربات الطائرات بدون طيار. ويؤكد خبير عسري أن «ما يقيد القوات الأوكرانية في مكانها هو التهديد المشترك للعمليات البرية الروسية والمدفعية والطائرات بدون طيار التكتيكية». كما أصبحت القنابل الانزلاقية العنصر الأكثر أهمية في هذه الاستراتيجية، بفضل قدرة روسيا على إنتاجها بسرعة. وقال جون هاردي، نائب مدير برنامج روسيا في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات: «لقد زادت معدلات الإنتاج الروسي وتوظيف القنابل الانزلاقية والطائرات بدون طيار بشكل كبير مع استمرار الحرب». وتخطط روسيا لإنتاج 75 ألف قنبلة انزلاقية في عام 2025، بمعدل نحو 205 قنابل يومياً، وفقاً لمعهد RUSI، وهو ما يزيد بشكل كبير من قدرتها على نشر هذا التكتيك. طريقة أوكرانيا للنجاة ويرى مراقبون أن أوكرانيا تكيفت مع سياسة الخنق الثلاثي من خلال التحول إلى استراتيجية دفاعية ديناميكية، تتمثل في إعادة التمركز بشكل مستمر وعدم القدرة على التنبؤ، بدلاً من الاحتفاظ بمواقع ثابتة. كما قامت بتوسيع وحدات الطائرات بدون طيار الهجومية، وزادت بشكل كبير إنتاج طائرات بدون طيار FPV وغيرها. ويقول بريتون جوردون، العقيد السابق في الجيش البريطاني وخبير الأسلحة الكيميائية: «لقد أصبح الأوكرانيون ماهرين للغاية ومبتكرين في مواجهة جميع أنواع الهجمات الروسية». وأوضح أن هذه الاستراتيجية دفعت أوكرانيا إلى حرب صمود أعمق. تصريحات ترامب والمكاسب الروسية وفي ظل هذه المكاسب الروسية، فقد كشفت تقارير إعلامية عن أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قال للزعماء الأوروبيين إن بوتين يعتقد أنه يفوز بالحرب وليس مستعداً للسلام، وانتقل من اقتراح فرض عقوبات إلى اقتراح إجراء محادثات مباشرة في الفاتيكان بين روسيا وأوكرانيا، وإن قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إنه مكان غير مناسب لمثل هذه المفاوضات. وأصر بعض القادة الأوروبيين المشاركين في مكالمة ترامب، الاثنين الماضي، على أن نتيجة أي محادثات يجب أن تكون وقف إطلاق نار غير مشروط. لكن ترامب اعترض مجدداً، قائلاً إنه لا يُعجبه مصطلح «غير مشروط»، ووافق الأوروبيون في النهاية على التخلي عن هذه الكلمة.