logo
نافذة أزمة ثقة نووية.. إيران تختبر حدود التعاون والغرب يضغط

نافذة أزمة ثقة نووية.. إيران تختبر حدود التعاون والغرب يضغط

نافذة على العالممنذ يوم واحد
الثلاثاء 29 يوليو 2025 11:20 مساءً
نافذة على العالم - في ظل تزايد الشكوك المتبادلة، وتحركات ميدانية تعكس تصعيدا صامتا، تدخل العلاقات بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية، ومن خلفها واشنطن، منعطفا حادًا، هو الأخطر منذ سنوات.
فبعد الضربات الأميركية والإسرائيلية على منشآت نووية إيرانية في يونيو، يتأهب وفد من الوكالة لزيارة طهران خلال أسبوعين، وسط أجواء مشحونة تنذر بما هو أكثر من مجرد خلاف تقني حول التخصيب والمراقبة.
الزيارة المرتقبة تأتي بعد إعلان المدير العام للوكالة الدولية، رافاييل غروسي، عن استئناف المحادثات الفنية مع إيران. إلا أن الأخيرة، وفقًا لردود أفعالها السياسية والتشريعية، لا تعتبر ذلك "عودة طبيعية" للعلاقات، بل تراه خطوة مؤقتة في سياق أزمة أعمق.
ففي خطوة لافتة، أقر البرلمان الإيراني قانونًا يقيد صلاحيات الوكالة على الأراضي الإيرانية، ويشترط موافقة "المجلس الأعلى للأمن القومي" على أي عمليات تفتيش مستقبلية. وهو ما يشير إلى رغبة طهران في إعادة تعريف العلاقة مع الوكالة، ليس بصفتها هيئة رقابة فنية محايدة، بل طرفًا سياسيًا يجب التعامل معه بحذر.
ترامب يصعّد... وإيران تحذّر
وفي تطور موازٍ، عاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب لتصعيد لهجته تجاه إيران، متهمًا إياها بإرسال "إشارات سيئة ومقلقة جدًا"، ومهددًا بأن أي تحرك نووي جديد "سيرد عليه بقوة وعلى الفور".
تصريحات ترامب، وفقًا لما أورده المحلل الخاص محمد صالح صدقيان في مقابلة مع برنامج التاسعة على "سكاي نيوز عربية"، تعكس "عقلية مشروطة" تحاول فرض رؤى أحادية على طهران، وهو ما ترفضه الأخيرة رفضًا قاطعًا.
يقول صدقيان إن ترامب كان يأمل أن تستجيب إيران خلال المهلة غير المعلنة التي أعقبت ضرباتها، إلا أن طهران لا ترى نفسها "تحت الوصاية" ولا تعترف بشروط تفرض خارج إطار الاحترام المتبادل. ويضيف: "هناك أزمة ثقة عميقة بين الطرفين، تأصلت منذ انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي عام 2018، ولا تزال تلقي بظلالها على أي محاولة تفاوض جديدة".
400 كلغ من اليورانيوم عالي التخصيب تثير القلق
الوكالة الدولية للطاقة الذرية أعربت مؤخرًا عن قلق بالغ حيال مصير نحو 400 كيلوغرام من اليورانيوم عالي التخصيب، بعضها بنسبة 60%، ما يضعه ضمن "العتبة الفنية" لتطوير سلاح نووي، إن وُجدت النية لذلك.
إيران تنفي بشكل قاطع سعيها لحيازة قنبلة نووية، وتؤكد أن برنامجها محض سلمي، وتخضع منشآتها للتفتيش رغم القيود. وفي الوقت ذاته، تلوّح بالانسحاب من معاهدة عدم الانتشار النووي في حال استُخدمت آليات مثل "الزناد" أو "سناب باك" لإعادة فرض عقوبات دولية، وهو ما قد يحدث الشهر المقبل إن مضت الأطراف الأوروبية نحو التصعيد.
طريق مسدود أم مفاوضات بشروط جديدة؟
الجمود الحالي لا يقتصر على العلاقة بين طهران والوكالة، بل يمتد إلى المسار التفاوضي الأوسع مع الولايات المتحدة. المفاوضات غير المباشرة توقفت منذ اندلاع الحرب الأخيرة بين إسرائيل وحزب الله، ولا توجد خطط لاستئنافها، رغم تأكيد إيران على استعدادها لذلك إذا اقتضت المصلحة الوطنية.
ويؤكد صدقيان أن إيران لم تعد تثق في جدوى المفاوضات إن لم تُبنَ على قاعدة "رابح-رابح"، مع احترام المصالح والسيادة. ويضيف: "الجولات الخمس التي جرت مع مندوب ترامب للشرق الأوسط، سيبويه كوب، فشلت لأن طهران لم ترَ فيها لا المصالح المشتركة ولا الاحترام المتبادل".
أما فيما يتعلق بمخزون اليورانيوم، فتقول طهران إنها قدمت بالفعل مقترحات لتسوية موضوع التخصيب المرتفع، لكن ذلك مشروط برفع العقوبات، وهو ما تعتبره "عنصرًا جوهريًا في أي اتفاق ممكن".
أوروبا على المحك... وسيناريوهات قاتمة
الجانب الأوروبي، الذي لا يمتلك الكثير من هامش الحركة – وفقًا لصدقيان – قد يكون الوسيط الوحيد القادر على إعادة فتح القنوات بين طهران وواشنطن. لكن تفعيل آلية الزناد لفرض العقوبات قد يدفع إيران للانسحاب من معاهدة عدم الانتشار، مما يفتح الباب أمام سيناريوهات أكثر تصعيدا، وربما يهدد بسباق تسلح إقليمي.
ويضيف صدقيان: "إيران تعتبر أن الخسائر التي تعرضت لها منشآتها النووية لا تلغي جوهر البرنامج، بل تعزز من قناعته بأنه مشروع وطني لا يمكن التخلي عنه. وإذا استمر الضغط دون مخرج سياسي واضح، فإن احتمالات التصعيد سترتفع، وقد نكون أمام أزمة تتجاوز حدود البرنامج النووي".
أزمة ثقة على مفترق طرق
في ظل هشاشة المشهد الإقليمي وتزايد التهديدات، تتجه أزمة البرنامج النووي الإيراني نحو منعطف مصيري. ما بين التفتيش المقيّد، والمخاوف من التخصيب المرتفع، والتصعيد السياسي من واشنطن، تظل فرص العودة إلى طاولة التفاوض رهينة معادلة دقيقة: ضمان المصالح الإيرانية مقابل رقابة فعالة، وضمانات غربية مقابل تهدئة حقيقية. وحتى ذلك الحين، تظل المنطقة فوق صفيح نووي ساخن.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

20 شاحنة مساعدات إماراتية تستعد للدخول إلى غزة
20 شاحنة مساعدات إماراتية تستعد للدخول إلى غزة

مصرس

timeمنذ 30 دقائق

  • مصرس

20 شاحنة مساعدات إماراتية تستعد للدخول إلى غزة

أفاد مراسل "سكاي نيوز عربية" في غزة، الخميس، بأن 20 شاحنة مساعدات إماراتية تستعد للدخول إلى غزة عبر معبر رفح. ووفق للمراسل فإنه بين شاحنات المساعدات الإماراتية، 12 شاحنة طبية، تستعد للدخول إلى غزة عبر معبر رفح بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية. وأضاف مراسلنا أن القافلة الطبية الإماراتية لغزة، تحمل أدوية خاصة بالأطفال وبالأمراض المزمنة.ونفذت الإمارات مع الأردن، الأربعاء، إنزالا جويا جديدا لإيصال المساعدات الإنسانية لقطاع غزة، ضمن الجهود الإنسانية لتخفيف الأزمة التي يعاني منها الفلسطينيون في القطاع.وذكرت وكالة الأنباء الأردنية (بترا) أن "القوات المسلحة الأردنية نفذت، الأربعاء، دفعة جديدة من عمليات الإنزال الجوي لإيصال المساعدات الإغاثية إلى قطاع غزة، بالتعاون مع القوات الجوية لدولة الإمارات العربية المتحدة، استمرارا للجهود الإنسانية المشتركة التي تبذلها المملكة دعما للفلسطينيين في ظل الظروف التي يمر بها القطاع".وأضافت أنه: "جرت عمليات الإنزال باستخدام طائرتين من نوع (C-130) تابعتين لسلاح الجو الملكي الأردني ونظيرتها الإماراتية، بالتنسيق مع الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية، حيث تم إنزال (16) طنا من المواد الغذائية وحليب الأطفال في مختلف مناطق قطاع غزة، ليصل إجمالي الحمولة التي تم إنزالها خلال الأيام الماضية نحو (73) طنا من المواد الأساسية، وفق آلية تضمن وصول المساعدات بكفاءة عالية".وتابعت الوكالة: "وبذلك، يصل عدد عمليات الإنزال التي نفذتها القوات المسلحة الأردنية إلى (130) عملية إنزال، إضافة إلى (270) عملية إنزال تم تنفيذها بمشاركة عدد من الدول الشقيقة والصديقة، في إطار جهود تكاملية لدعم القطاع جوا".وفي سياق متصل، دخلت الأربعاء 58 شاحنة إماراتية إلى قطاع غزة من مختلف المعابر البرية في إطار الدعم الإغاثي واستكمال مشروع تمديد خط المياه من محطات التحلية وذلك لتحسين الظروف المعيشية للشعب الفلسطيني في غزة.

انخفاض أسعار النفط مع تقييم التطورات التجارية والجيوسياسية
انخفاض أسعار النفط مع تقييم التطورات التجارية والجيوسياسية

مصرس

timeمنذ 31 دقائق

  • مصرس

انخفاض أسعار النفط مع تقييم التطورات التجارية والجيوسياسية

تراجعت أسعار النفط على نحو طفيف خلال تعاملات اليوم الخميس، مع تقييم المستثمرين مخاطر نقص الإمدادات وسط سعي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى حل سريع للحرب الروسية الأوكرانية من خلال المزيد من التعرفات. وهدد ترامب يوم الثلاثاء بأنه سيبدأ في فرض تدابير على روسيا، تتضمن رسوماً جمركية ثانوية 100% على شركائها التجاريين، إذا لم تحرز تقدماً لإنهاء الحرب في غضون 10 إلى 12 يوماً، مقلصاً بذلك مهلة سابقة كانت مدتها 50 يوماً، وفقا لما ذكرته "سي إن بي سي عربية".وقال ترامب، أمس الأربعاء، إن الولايات المتحدة لا تزال تتفاوض مع الهند بشأن التجارة بعدما أعلن في وقت سابق من اليوم أن أمريكا ستفرض رسوماً جمركية 25% على السلع المستوردة من الهند بدءاً من غد الجمعة.وحذرت الولايات المتحدة أيضاً، الصين، أكبر مشتر للنفط الروسي، من أنها قد تواجه رسوما جمركية ضخمة إذا واصلت الشراء.وأعلنت وزارة الخزانة الأمريكية أمس الأربعاء، فرض عقوبات جديدة على أكثر من 115 شخصاً وكياناً وسفينة مرتبطة بإيران، في مؤشر على أن إدارة ترامب تكثف جهودها ضمن حملة "أقصى الضغوط" على إيران بعد قصف مواقع نووية رئيسية في يونيو. والصين أكبر مشتر للنفط الإيراني.في سياق منفصل، ارتفعت مخزونات النفط الخام في أمريكا 7.7 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 25 يوليو إلى 426.7 مليون برميل مدفوعة بانخفاض الصادرات.وعلى صعيد التداولات، تراجعت العقود الآجلة لخام برنت بنحو 0.3% إلى 73 دولاراً للبرميل، كما انخفضت عقود الخام الأمريكي بنحو 0.2% مسجلة 69.85 دولار للبرميل.

هل تقوّض الرسوم الأمريكية علاقة واشنطن بنيودلهي؟
هل تقوّض الرسوم الأمريكية علاقة واشنطن بنيودلهي؟

الدستور

timeمنذ 38 دقائق

  • الدستور

هل تقوّض الرسوم الأمريكية علاقة واشنطن بنيودلهي؟

في خطوة تصعيدية جديدة ضمن حرب الرسوم الجمركية العالمية، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على البضائع القادمة من الهند، إلى جانب "عقوبة" مالية إضافية، احتجاجًا على علاقات نيودلهي الوثيقة مع روسيا، خاصة في مجالي الأسلحة والطاقة. وفي منشور على منصة Truth Social، وصف "ترامب" الهند بأنها "صديقة"، لكنه انتقد سياساتها التجارية واعتبر أن مشترياتها الواسعة من المعدات العسكرية والطاقة من موسكو "غير مقبولة" في ظل استمرار الحرب في أوكرانيا. وقال ترامب: "اشتروا دائمًا الغالبية العظمى من معداتهم العسكرية من روسيا، وهم أكبر مشترٍ للطاقة من موسكو إلى جانب الصين، في وقت يريد فيه الجميع من روسيا أن توقف القتل في أوكرانيا، كل الأشياء ليست جيدة. عجز تجاري 'هائل' وحسب شبكة سي إن إن الأمريكية، فقد برر ترامب قراره بأن الولايات المتحدة تعاني من عجز تجاري كبير مع الهند، مشيرًا إلى أن الواردات الهندية إلى السوق الأمريكية تفوق الصادرات بشكل لافت. ووفقًا لبيانات رسمية، بلغت تجارة السلع بين البلدين نحو 129.2 مليار دولار في عام 2024، بينما بلغ العجز التجاري الأمريكي مع الهند 45.7 مليار دولار. وأضاف ترامب أن الهند تطبق رسومًا جمركية مرتفعة على الواردات الأمريكية، إضافة إلى ما وصفه بـ"الحواجز غير النقدية" التي تعيق التجارة بشكل كبير. تنفيذ فوري وتحذير صريح وحدد البيت الأبيض الأول من أغسطس موعدًا لبدء تطبيق الرسوم الجديدة والغرامة الإضافية، دون أن يُفصح عن تفاصيلها المالية. وأكد ترامب في منشور لاحق: "لا يهمني ما تفعله الهند مع روسيا. بإمكانهما معًا هدم اقتصاداتهما المتهالكة، هذا كل ما يهمني." وفي تحول لافت، أعلن ترامب بالتزامن مع قراره بشأن الهند، توصله إلى اتفاق مع باكستان – الخصم الإقليمي للهند – لتطوير احتياطاتها النفطية بشكل مشترك. وقال ساخرًا: "من يدري؟ ربما يبيعون النفط للهند يومًا ما. ووفقا لما أورده التقرير القرار الأمريكي من شأنه أن يؤثر على العلاقات التجارية بين واشنطن ونيودلهي، التي تُعد عاشر أكبر شريك تجاري للولايات المتحدة. كما يُهدد بزيادة التوترات الجيوسياسية، في وقت تُحاول فيه الهند الحفاظ على توازن في علاقاتها مع كل من الغرب وروسيا. وتأتي هذه الخطوة ضمن سلسلة إجراءات عدوانية اتخذها ترامب ضمن حربه التجارية الشاملة، والتي تستهدف شركاء تجاريين كبار، بما فيهم الصين والاتحاد الأوروبي، بهدف تقليص العجز التجاري الأمريكي وتعزيز التصنيع المحلي.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store