
إليك أبرز 3 شركات عالمية تهيمن على سوق أشباه الموصلات
الشرائح المتقدمة
تتركز في يد ثلاث شركات فقط، هي: شركة تايوان لصناعة أشباه الموصلات (TSMC)، وشركة سامسونغ للإلكترونيات الكورية الجنوبية، وشركة إنتل الأميركية. وبحسب تقرير نشرته مؤسسة تريند فورس في مارس/آذار 2025، فإن هذه الشركات الثلاث تستحوذ مجتمعة على نحو 85% من القدرة الإنتاجية العالمية للشرائح الدقيقة المخصصة للذكاء الاصطناعي والحوسبة الفائقة.
وفي ظل الطلب العالمي المتزايد على الذكاء الاصطناعي، تتضاعف أهمية
الرقائق الإلكترونية
باعتبارها البنية التحتية لأي منظومة رقمية حديثة. وتشير تقديرات شركة إنفيديا الأميركية، بحسب ما نقلته "رويترز"، إلى أن الطلب على شرائح الذكاء الاصطناعي سيرتفع بمعدل سنوي قدره 35% حتى عام 2028، مدفوعاً بالتوسع في استخدام نماذج الذكاء التوليدي.
وفي السياق ذاته، ذكرت "رويترز" أن شركة تايوان لصناعة أشباه الموصلات (TSMC) سجلت دفاتر طلبات مكتملة حتى منتصف عام 2026 لتوريد شرائح H100 وH200 الخاصة بشركة إنفيديا، كما تقدمت الأخيرة بطلب جديد لتصنيع أكثر من 300 ألف شريحة H20 مخصصة للسوق الصينية، بعد أن خففت وزارة التجارة الأميركية بعض القيود المفروضة على الصادرات.
اقتصاد دولي
التحديثات الحية
بكين تحذر من عقوبات أميركية جديدة على أشباه الموصلات
خريطة السيطرة
تعد TSMC التايوانية أكبر شركة لتصنيع الشرائح الإلكترونية على مستوى العالم، وهي مسؤولة عن إنتاج أكثر من 60% من الرقائق الدقيقة المتقدمة، بحسب صحيفة نيكاي آسيا. وتوفر الشركة خدماتها لشركات أميركية كبرى مثل آبل وكوالكوم وإنفيديا، وتعد المورد الحصري لشرائح 3 و5 نانومتر التي تستخدم في تطبيقات الذكاء الاصطناعي والمراكز السحابية.
وشركة سامسونغ هي ثاني أكبر مصنع للرقائق عالميا، وتهيمن على سوق شرائح الذاكرة (DRAM وNAND) بحصة سوقية تبلغ أكثر من 50%، وفقا لتقرير نشره موقع سامينا تيليكوم في إبريل/نيسان 2025. كما تمتلك الشركة بنية تحتية متقدمة في كوريا الجنوبية والولايات المتحدة، وتسعى إلى التوسع في شرائح النظام المتكاملة (SoC) لمنافسة TSMC على عقود الذكاء الاصطناعي.
ورغم التراجع النسبي لحصتها السوقية خلال العقد الماضي، لا تزال شركة إنتل الأميركية ثالث أكبر شركة في القطاع من حيث القدرة الإنتاجية، بحسب ما ورد في بيان رسمي صادر عن وزارة التجارة الأميركية في إطار برنامج دعم قانون "تشيبس آند ساينس". وتعمل الشركة حالياً على بناء منشآت تصنيع متطورة في ولايتي أريزونا وأوهايو باستثمارات تتجاوز 30 مليار دولار، بدعم حكومي مباشر. وتخطط الشركة لإنتاج شرائح بدقة 18 و14 أنغستروم في محاولة للحاق بتقنيات TSMC وسامسونغ.
احتكار أوروبي حاسم
في خلفية هذه المنافسة الصناعية، تقف شركة إيه إس إم إل (ASML) الهولندية باعتبارها المورد الحصري عالمياً لتقنيات الطباعة بالأشعة فوق البنفسجية الشديدة (EUV)، وهي التقنية الوحيدة القادرة على تصنيع الشرائح دون 5 نانومتر. وتمتنع الشركة عن تصدير هذه المعدات إلى الصين، تنفيذاً لقيود تصدير مفروضة من الحكومتين الأميركية والهولندية، بحسب صحيفة فايننشال تايمز.
وفي مواجهة هذا التركز الحاد في الإنتاج، أعلنت عدة دول آسيوية عن استراتيجيات لدخول سوق تصنيع الرقائق. فقد أطلقت الحكومة الهندية حزمة حوافز صناعية بقيمة 10 مليارات دولار لتشجيع الاستثمارات في القطاع، وفق صحيفة إيكونوميك تايمز الهندية. كما دشنت ماليزيا مجمعات صناعية جديدة لاستقطاب شركات أميركية وكورية، لكن تقارير صادرة عن شركتي "ديلويت" و"KPMG" تؤكد أن الفجوة التقنية والمهارية لا تزال واسعة، وتتطلب عقوداً من الاستثمارات المتواصلة لتقليصها.
اقتصاد دولي
التحديثات الحية
تنافس شرس بين أميركا والصين على أشباه الموصلات.. من يكسب السباق؟
تطور لافت
وفي تطور لافت يعكس عمق التحولات داخل شركة إنتل، كشفت الشركة الأميركية أنها قد تتخلى عن تطوير عقدة التصنيع 14A (بدقة 1.4 نانومتر) إذا فشلت في تأمين عميل خارجي رئيسي يعتمد عليها في الإنتاج، وفق ما صرح به الرئيس التنفيذي للشركة ليب بو تان خلال مكالمة نتائج الربع الثاني للعام 2025، وفق تقرير نشره موقع Tom's Hardware في 27 يوليو/تموز الجاري.
وبحسب التقرير نفسه، فإن هذه الخطوة تعني عملياً انسحاباً محتملاً من سباق التقنيات الرائدة لصالح شركتي تايوان لصناعة أشباه الموصلات (TSMC) وسامسونغ للإلكترونيات، مما يزيد من حدة تركز السوق في يد الشركات الآسيوية. كما أشار تان في تصريحاته إلى أن إنتل أصبحت مفرطة في التمدد وغير فعالة، مضيفاً أن "استمرار تطوير 14A مرهون بوجود شراكة خارجية مجدية تجارياً.
ويأتي هذا التصريح بعد إعلان الشركة عن خسائر فصلية بلغت 2.9 مليار دولار، وخطة لتسريح 15% من قوتها العاملة، إضافة إلى فصل وحدة الشبكات NEX لتعمل شركة مستقلة، في إطار إعادة هيكلة شاملة تستهدف التركيز على معالجات x86 وتقنيات الذكاء الاصطناعي.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


BBC عربية
منذ يوم واحد
- BBC عربية
ترامب يوقع أمراً تنفيذياً بفرض رسوم جمركية على 90 دولة
وقّع الرئيس الأمركي، دونالد ترامب، يوم الخميس، أمراً تنفيذياً يفرض رسوماً جمركية تتراوح بين 10 و41 بالمئة على الواردات الأمريكية من عشرات الدول والمواقع الأجنبية، ستدخل حيز التنفيذ في السابع من أغسطس/أب 2025، باستثناء كندا التي ستطبق عليها اليوم. وتعني الرسوم الجمركية أن الشركات التي ستجلب السلع الأجنبية إلى الولايات المتحدة ستضطر إلى دفع ضرائب للحكومة، ويقول الخبراء إن هذه الشركات قد تمرر التكاليف إلى المستهلكين. وحُدّدت هذه الرسوم بنسبة 25 بالمئة على صادرات الهند المتجهة إلى الولايات المتحدة و20 بالمئة على صادرات تايوان و30 بالمئة على صادرات جنوب إفريقيا. وقال رئيس تايوان، لاي تشينغ تي، الجمعة بأن معدل الرسوم الجمركية الجديد البالغ 20 بالمئة الذي فرضته إدارة ترامب على السلع المستوردة من الجزيرة "مؤقت"، وتتوقع الحكومة التفاوض على رقم أقل. وصرح لاي تشينغ تي في مؤتمر صحفي، قائلاً : "لم يكن معدل الرسوم الجمركية هدفاً لتايوان منذ البداية. سنواصل المفاوضات ونسعى جاهدين للتوصل إلى معدل أكثر ملاءمة لتايوان" وقال مسؤول أمريكي إن تصريح لاي بأن المفاوضات مستمرة كان "دقيقاً". "أشعر بخيبة أمل" ورغم أن معدل ال 20 بالمئة الخاص بالرسوم الجمركية التي فرضتها الولايات المتحدة على تايوان أقل من معدل 32 بالمئة هددت الذي واشنطن بفرضه في أبريل/نيسان الماضي، إلا أنه يتجاوز بشكل ملحوظ معدلات 15بالمئة المعلنة لليابان وكوريا الجنوبية والاتحاد الأوروبي. كما وقّع ترامب، يوم الخميس، أمرًا تنفيذياً برفع الرسوم الجمركية على السلع الكندية من 25 بالمئة إلى 35 بالمئة ، وفقاً لما ذكره البيت الأبيض. وقال رئيس الوزراء الكندي، مارك كارني إنه "يشعر بخيبة أمل"، لكن معظم السلع الكندية معفاة بموجب اتفاقية سابقة، في إشارة إلى اتفاقية التجارة الحرة بين كندا والولايات المتحدة والمكسيك. وقال كارني، في بيان، إن حكومته ستركزعلى "بناء كندا قوية" رداً على الرسوم الجمركية الجديدة، من خلال الاستثمار وتنويع أسواق التصدير. قد وتم تعليق الرسوم الجمركية المرتفعة على المكسيك لمدة 90 يوماً أخر، لكن البرازيل تواجه ضريبة بنسبة 50 بالمئة. الدول العربية أما بالنسبة للدول العربية فكانت الرسوم الجمركية لبعض الدول كالتالي: الأردن: 15 بالمئة تونس : 25 بالمئة الجزائروليبيا: 30 بالمئة العراق: 35 بالمئة سوريا: 41 بالمئة أوقد أعلن ترامب عن خطته للرسوم الجمركية لأول مرة في أبريل/نيسان الماضي، ما أثار فوضى في الاقتصاد العالمي. ثم أرجأها لاحقاً حتى تتمكن الدول، بما فيها المملكة المتحدة، من التفاوض على صفقات. وبشكل عام، تعد نسب هذه الرسوم أقل حدة من تلك التي هدد بها الرئيس الأمريكي في أبريل / نيسان الماضي.


العربي الجديد
منذ 3 أيام
- العربي الجديد
إليك أبرز 3 شركات عالمية تهيمن على سوق أشباه الموصلات
رغم اتساع السوق العالمي للرقائق الإلكترونية، تظهر البيانات الرسمية أن السيطرة الفعلية على إنتاج الشرائح المتقدمة تتركز في يد ثلاث شركات فقط، هي: شركة تايوان لصناعة أشباه الموصلات (TSMC)، وشركة سامسونغ للإلكترونيات الكورية الجنوبية، وشركة إنتل الأميركية. وبحسب تقرير نشرته مؤسسة تريند فورس في مارس/آذار 2025، فإن هذه الشركات الثلاث تستحوذ مجتمعة على نحو 85% من القدرة الإنتاجية العالمية للشرائح الدقيقة المخصصة للذكاء الاصطناعي والحوسبة الفائقة. وفي ظل الطلب العالمي المتزايد على الذكاء الاصطناعي، تتضاعف أهمية الرقائق الإلكترونية باعتبارها البنية التحتية لأي منظومة رقمية حديثة. وتشير تقديرات شركة إنفيديا الأميركية، بحسب ما نقلته "رويترز"، إلى أن الطلب على شرائح الذكاء الاصطناعي سيرتفع بمعدل سنوي قدره 35% حتى عام 2028، مدفوعاً بالتوسع في استخدام نماذج الذكاء التوليدي. وفي السياق ذاته، ذكرت "رويترز" أن شركة تايوان لصناعة أشباه الموصلات (TSMC) سجلت دفاتر طلبات مكتملة حتى منتصف عام 2026 لتوريد شرائح H100 وH200 الخاصة بشركة إنفيديا، كما تقدمت الأخيرة بطلب جديد لتصنيع أكثر من 300 ألف شريحة H20 مخصصة للسوق الصينية، بعد أن خففت وزارة التجارة الأميركية بعض القيود المفروضة على الصادرات. اقتصاد دولي التحديثات الحية بكين تحذر من عقوبات أميركية جديدة على أشباه الموصلات خريطة السيطرة تعد TSMC التايوانية أكبر شركة لتصنيع الشرائح الإلكترونية على مستوى العالم، وهي مسؤولة عن إنتاج أكثر من 60% من الرقائق الدقيقة المتقدمة، بحسب صحيفة نيكاي آسيا. وتوفر الشركة خدماتها لشركات أميركية كبرى مثل آبل وكوالكوم وإنفيديا، وتعد المورد الحصري لشرائح 3 و5 نانومتر التي تستخدم في تطبيقات الذكاء الاصطناعي والمراكز السحابية. وشركة سامسونغ هي ثاني أكبر مصنع للرقائق عالميا، وتهيمن على سوق شرائح الذاكرة (DRAM وNAND) بحصة سوقية تبلغ أكثر من 50%، وفقا لتقرير نشره موقع سامينا تيليكوم في إبريل/نيسان 2025. كما تمتلك الشركة بنية تحتية متقدمة في كوريا الجنوبية والولايات المتحدة، وتسعى إلى التوسع في شرائح النظام المتكاملة (SoC) لمنافسة TSMC على عقود الذكاء الاصطناعي. ورغم التراجع النسبي لحصتها السوقية خلال العقد الماضي، لا تزال شركة إنتل الأميركية ثالث أكبر شركة في القطاع من حيث القدرة الإنتاجية، بحسب ما ورد في بيان رسمي صادر عن وزارة التجارة الأميركية في إطار برنامج دعم قانون "تشيبس آند ساينس". وتعمل الشركة حالياً على بناء منشآت تصنيع متطورة في ولايتي أريزونا وأوهايو باستثمارات تتجاوز 30 مليار دولار، بدعم حكومي مباشر. وتخطط الشركة لإنتاج شرائح بدقة 18 و14 أنغستروم في محاولة للحاق بتقنيات TSMC وسامسونغ. احتكار أوروبي حاسم في خلفية هذه المنافسة الصناعية، تقف شركة إيه إس إم إل (ASML) الهولندية باعتبارها المورد الحصري عالمياً لتقنيات الطباعة بالأشعة فوق البنفسجية الشديدة (EUV)، وهي التقنية الوحيدة القادرة على تصنيع الشرائح دون 5 نانومتر. وتمتنع الشركة عن تصدير هذه المعدات إلى الصين، تنفيذاً لقيود تصدير مفروضة من الحكومتين الأميركية والهولندية، بحسب صحيفة فايننشال تايمز. وفي مواجهة هذا التركز الحاد في الإنتاج، أعلنت عدة دول آسيوية عن استراتيجيات لدخول سوق تصنيع الرقائق. فقد أطلقت الحكومة الهندية حزمة حوافز صناعية بقيمة 10 مليارات دولار لتشجيع الاستثمارات في القطاع، وفق صحيفة إيكونوميك تايمز الهندية. كما دشنت ماليزيا مجمعات صناعية جديدة لاستقطاب شركات أميركية وكورية، لكن تقارير صادرة عن شركتي "ديلويت" و"KPMG" تؤكد أن الفجوة التقنية والمهارية لا تزال واسعة، وتتطلب عقوداً من الاستثمارات المتواصلة لتقليصها. اقتصاد دولي التحديثات الحية تنافس شرس بين أميركا والصين على أشباه الموصلات.. من يكسب السباق؟ تطور لافت وفي تطور لافت يعكس عمق التحولات داخل شركة إنتل، كشفت الشركة الأميركية أنها قد تتخلى عن تطوير عقدة التصنيع 14A (بدقة 1.4 نانومتر) إذا فشلت في تأمين عميل خارجي رئيسي يعتمد عليها في الإنتاج، وفق ما صرح به الرئيس التنفيذي للشركة ليب بو تان خلال مكالمة نتائج الربع الثاني للعام 2025، وفق تقرير نشره موقع Tom's Hardware في 27 يوليو/تموز الجاري. وبحسب التقرير نفسه، فإن هذه الخطوة تعني عملياً انسحاباً محتملاً من سباق التقنيات الرائدة لصالح شركتي تايوان لصناعة أشباه الموصلات (TSMC) وسامسونغ للإلكترونيات، مما يزيد من حدة تركز السوق في يد الشركات الآسيوية. كما أشار تان في تصريحاته إلى أن إنتل أصبحت مفرطة في التمدد وغير فعالة، مضيفاً أن "استمرار تطوير 14A مرهون بوجود شراكة خارجية مجدية تجارياً. ويأتي هذا التصريح بعد إعلان الشركة عن خسائر فصلية بلغت 2.9 مليار دولار، وخطة لتسريح 15% من قوتها العاملة، إضافة إلى فصل وحدة الشبكات NEX لتعمل شركة مستقلة، في إطار إعادة هيكلة شاملة تستهدف التركيز على معالجات x86 وتقنيات الذكاء الاصطناعي.


العربي الجديد
منذ 3 أيام
- العربي الجديد
سباق عالمي للسيطرة على أشباه الموصلات
تحولت أشباه الموصلات من مكون تقني يدخل في صناعة الإلكترونيات إلى سلاح استراتيجي يفرض نفسه وبقوة في الحرب التجارية وعلى طاولة النزاعات الدولية. وباتت تشكل محورا رئيسيا في المفاوضات بين القوى الاقتصادية والسياسية الكبرى. وبينما كانت تستخدم سابقا لتسريع المعالجات في الأجهزة الذكية، أصبحت اليوم ورقة تفاوض حاسمة بين الولايات المتحدة والصين، كما دخلت بقوة في محادثات واشنطن الأخيرة مع اليابان وتايوان وكوريا الجنوبية. ويأتي ذلك في ظل سباق عالمي لإعادة رسم خريطة التصنيع وتخفيف الاعتماد على سلاسل الإمداد التي تتمركز في شرق آسيا، وسط اضطرابات جيوسياسية متصاعدة. وتظهر أحدث البيانات العالمية، أن سوق أشباه الموصلات تواصل نموها بشكل متسارع، مدفوعة بالطلب على الذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات، وسط دعم حكومي غير مسبوق. وتشير التوقعات إلى أن قيمة تلك السوق العالمية ستتجاوز 700 مليار دولار خلال عام 2025، مقارنة بـ 630 مليار دولار في 2024، مع استمرار النمو حتى عام 2026. وتشكل صناعة أشباه الموصلات والرقائق عصب الحياة في عالمنا المعاصر؛ إذ تعدّ القلب النابض الذي يُشغل الأجهزة الإلكترونية، ومحرك الابتكار الذي يدفع عجلة التقدم، والرافد الاقتصادي الذي يُؤمن المورد المنشود. اقتصاد دولي التحديثات الحية سباق هندي نحو قيادة قطاع أشباه الموصلات والرقائق حول العالم استثمارات ضخمة وأعلنت رابطة صناعة أشباه الموصلات الأميركية، استنادا إلى بيانات منظمة الإحصاءات التجارية العالمية لأشباه الموصلات (WSTS)، أن قيمة مبيعات القطاع بلغت 630.5 مليار دولار في 2024، بزيادة سنوية 19.1% مقارنة بعام 2023. ووفقا لأحدث توقعات المنظمة الصادرة في يونيو/حزيران 2025، فإن السوق تتجه نحو تسجيل مبيعات بقيمة 700.9 مليار دولار بنهاية العام الجاري، بمعدل نمو إضافي يبلغ 11.2%. أما في عام 2026، فتشير التوقعات إلى أن المبيعات قد تصل إلى 760.7 مليار دولار، مدفوعة بالطلب من أميركا الشمالية وآسيا، خاصة في الشرائح المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، بحسب منصة "ديب تك" المتخصصة في القطاع. كما توقعت شركة "ماكينزي" للاستشارات الإدارية أن يتجاوز حجم السوق تريليون دولار بحلول عام 2030. وتشكل صناعة أشباه الموصلات حجر الزاوية في كل منظومة رقمية معاصرة، حيث تُستخدم في العديد من الأنظمة الحساسة، مثل أنظمة الدفاع والأسلحة، وتدخل في صناعة الطائرات وتصميم الطائرات المسيّرة، وأنظمة التوجيه العسكرية، ومراكز البيانات العملاقة، وفي صناعة السيارات والهواتف الذكية والحواسيب، وفي أنشطة الصناعة والنقل والاتصالات والرعاية الصحية، ودفع هذا الواقع الإدارات الأميركية المتعاقبة إلى تصنيف صناعة الرقائق ضمن أولويات الأمن القومي، ما يعكس مكانتها المحورية في الاقتصاد العالمي. يشار إلى أن مصطلح "أشباه الموصلات" يستخدم للدلالة على المواد الإلكترونية الأساسية مثل السيليكون، والتي تصنع منها الرقائق، بينما تشير "الرقائق" إلى المنتج النهائي المصغر الذي يدمج داخل الأجهزة. وبالتالي، فإن صناعة أشباه الموصلات تشمل المنظومة الكاملة من المواد والتصميم والتصنيع، فيما تمثّل الرقاقة وحدة الاستخدام المباشرة في التقنيات الحديثة. تايوان في صدارة المعركة تأتي تايوان في قلب هذه المعركة العالمية، من خلال شركة "تي إس إم سي" (TSMC)، التي تعد المزود الأهم عالميا للرقائق المتقدمة. إذ تستحوذ الشركة وحدها على أكثر من 64% من سوق التصنيع العالمي للشرائح المتقدمة، وتنتج رقائق بدقة 3 و5 نانومتر تستخدم في أحدث تطبيقات الذكاء الاصطناعي. ووفقا لبيانات صادرة عن وزارة المالية التايوانية، تجاوزت صادرات الشرائح 180 مليار دولار في عام 2024، وهو ما يمثل نحو 15% من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد، ما يجعل الاقتصاد التايواني مرهونا باستقرار هذه الصناعة، بحسب صحيفة "نيكاي آسيا" اليابانية. لكن هذه الهيمنة التقنية تعد أيضا نقطة ضعف استراتيجية. فقد حذرت وزارة الدفاع الأميركية مرارا من أن أي صراع عسكري في مضيق تايوان قد يؤدي إلى انهيار سلاسل الإمداد العالمية خلال أيام. وبحسب صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، فإن واشنطن وضعت خططا طارئة لتخزين كميات كبيرة من الرقائق، كما قدمت دعما عسكريا غير معلن لحماية منشآت TSMC الحيوية. وتشير معلومات استخباراتية إلى أن تايوان تتعرض يوميا لأكثر من 2.4 مليون محاولة اختراق إلكتروني، تستهدف منشآتها التقنية، خصوصا مصانع الرقائق، في ظل التصعيد الصيني المتواصل. أسواق التحديثات الحية القيمة السوقية لشركة الرقائق التايوانية تتجاوز تريليون دولار تحديات كبيرة أمام أميركا في المقابل، تسعى الولايات المتحدة إلى تقليل اعتمادها على تايوان عبر نقل الصناعة إلى الداخل. ففي إطار قانون "تشيبس آند ساينس" الذي أقر عام 2022، خصص أكثر من 52.7 مليار دولار دعما مباشرا لصناعة الرقائق، إضافة إلى 39 مليار دولار حوافز ضريبية، وفقا لبيان صادر عن البيت الأبيض. كما أبرمت واشنطن اتفاقا مع شركة TSMC لبناء خمسة مصانع جديدة في ولاية أريزونا باستثمارات قدرها 165 مليار دولار، وذلك بحسب ما كشفته صحيفة "ذا غارديان" البريطانية في مارس/آذار 2025. ورغم ضخامة هذه الاستثمارات، يواجه التصنيع في الولايات المتحدة تحديات كبيرة. فقد صرحت الرئيسة التنفيذية لشركة "إيه إم دي" (AMD) بأن تكلفة تصنيع نفس الشريحة داخل أميركا تزيد بنسبة تتراوح بين 5% و20% مقارنة بتايوان، بسبب ارتفاع تكلفة العمالة، وتعقيدات البنية التحتية، والنقص في الكفاءات البشرية، بحسب موقع "تومز هاردوير" التقني. وفي ظل هذه المعطيات، أصبحت صناعة الرقائق مسرحا مفتوحا للصراع على السيادة الرقمية، خاصة بين الولايات المتحدة والصين. فقد أطلقت بكين استثمارات ضخمة لتقليص اعتمادها على الغرب في هذا القطاع. الصين تدخل المواجهة في مواجهة الهيمنة الغربية على صناعة الرقائق، دشنت الصين واحدة من أوسع استراتيجيات الاكتفاء التكنولوجي في تاريخها. فبعد سنوات من الاعتماد على واردات الشرائح المتقدمة، تعتبر بكين اليوم أن الاستقلال في صناعة أشباه الموصلات هو قضية سيادة وطنية، في إطار خطة "صنع في الصين 2025" التي تستهدف رفع المكونات المحلية في القطاعات الحيوية إلى 70%. وبحسب تقديرات مجموعة "جيبونغ" اليابانية، فإن الحكومة الصينية أنفقت أكثر من 190 مليار دولار منذ عام 2018 عبر صندوقين سياديين يعرفان بـ"الصندوق الكبير"، لدعم شركات مثل "إس إم آي سي" (SMIC)، و"سي إكس إم تي" (CXMT)، و"واي إم تي سي" (YMTC)، بالإضافة إلى ضخ التمويل في الجامعات والمراكز البحثية لتأهيل مهندسين مختصين. وقد فرضت الدولة الصينية قيودا على تصدير بعض معدات التصنيع، بهدف حماية تقنياتها، وفق صحيفة "نيكاي آسيا". رغم ذلك، لا تزال الصين متأخرة تقنيا بمعدل يتراوح بين 5 و10 سنوات عن الشركات التايوانية والأميركية، خاصة في إنتاج الشرائح تحت 7 نانومتر. وتواجه شركة SMIC الصينية قيودا أميركية تمنعها من استيراد معدات من شركتي "إيه إس إم إل" (ASML) الهولندية و"أبلايد ماتيريالز" الأميركية، ما يعيق إنتاجها بكميات تجارية. وتعد هذه الإجراءات إحدى أدوات الضغط المركزية في الاستراتيجية الأميركية لوقف الصعود التكنولوجي الصيني. لكن بكين أحرزت تقدما في شرائح الذاكرة والشرائح متوسطة الدقة. إذ أعلنت شركة CXMT الصينية عن مضاعفة إنتاجها من شرائح DDR4، والتخطيط لتوسيع إنتاج DDR5، رغم تأجيل الإطلاق التجاري حتى أواخر 2025 بسبب مشكلات تقنية، وفق "تومز هاردوير". استقطاب العقول وفي إطار السباق على الموارد البشرية، أفادت وكالة "بلومبيرغ" الأميركية بأن الصين استقطبت أكثر من 150 مهندسا سابقا في شركة TSMC بين عامي 2023 و2024، لتشغيل مصانع جديدة على أراضيها. وتعد هذه الاستراتيجية بمثابة هجرة تقنية موجهة تهدف لاستنساخ الخبرات التايوانية، وسط تشديد تايوان قوانين مكافحة تسريب الكفاءات. أما على صعيد الأمن السيبراني، فقد كشف تقرير صادر عن مؤسسة "بروف بوينت" الأميركية أن مجموعات اختراق صينية شنت حملات تصيد إلكتروني على موظفي شركات تايوانية كبرى مثل TSMC وUMC، بهدف سرقة ملفات تصميم وتقارير جودة وسلاسل توريد. وأكد التقرير أن وتيرة هذه الهجمات تضاعفت منذ بداية عام 2024، مما يعكس انتقال النزاع من خطوط الإنتاج إلى ساحة الحرب الرقمية.