
التذاكر نفدت.. البابا ليو يخطف أضواء عرض ترامب العسكري في عيد ميلاده
تم تحديثه الأحد 2025/6/8 12:40 م بتوقيت أبوظبي
تشهد الولايات المتحدة في 14 يونيو/حزيران حدثين بارزين يتنافسان على جذب اهتمام الرأي العام، ويعكسان التوترات السياسية والاجتماعية التي تعصف بالبلاد.
وأشارت مجلة نيوزويك إلى أن إعلان البابا ليو الرابع عشر عن مشاركته الافتراضية في تجمع ضخم يُقام في ملعب "رايت فيلد" بمدينة شيكاغو أسهم في نفاد تذاكر الحدث بسرعة غير مسبوقة.
وطلب 20,000 شخص حضور الفعالية التي تُختتم بقداس مقدس يقوده الكاردينال بليز كوبتش، رئيس أساقفة شيكاغو، رغم أن التذاكر التي بلغت قيمتها 5 دولارات قد نفدت بالكامل.
من جهة أخرى، تحتضن العاصمة واشنطن عرضًا عسكريًا ضخمًا بمناسبة الذكرى الـ250 لتأسيس الجيش الأمريكي، ويتزامن هذا العرض مع الاحتفال بعيد ميلاد الرئيس دونالد ترامب،
يشكل العرض العسكري في واشنطن أحد أضخم الفعاليات العسكرية في تاريخ الولايات المتحدة، والذي سيشارك فيه نحو 6,700 جندي وأكثر من 150 مركبة عسكرية متنوعة، تشمل 28 دبابة من طراز أبرامز M1A1، و28 ناقلة جنود مدرعة من طراز برادلي، بالإضافة إلى 50 مروحية و34 حصانًا وبغلين وكلب واحد، حسب تقارير صحيفتي نيويورك تايمز وواشنطن بوست.
سيمتد العرض على مسافة تقارب 6.5 كيلومتر من مقر وزارة الدفاع في أرلينغتون بولاية فيرجينيا حتى البيت الأبيض، ويتضمن مهرجانًا عسكريًا وعرضًا للألعاب النارية، بتكلفة إجمالية تقارب 45 مليون دولار.
أثار هذا الحدث العسكري جدلاً واسعًا بين المسؤولين المحليين والمواطنين، الذين عبروا عن مخاوفهم من الأضرار التي قد تلحق بالبنية التحتية والطرق في العاصمة، إضافة إلى التأثير الكبير على حركة الطيران، إذ من المقرر إغلاق مطار رونالد ريغان الوطني لساعات عدة لاستيعاب العرض، مما سيؤثر على مئات الرحلات الجوية وآلاف الركاب.
كما وصف بعض النقاد العرض بأنه مبالغ فيه ومشحون سياسيًا، مشيرين إلى تشابهه مع العروض العسكرية التي تقيمها أنظمة استبدادية مثل كوريا الشمالية، مما أثار نقاشات حول جدوى مثل هذه الفعاليات في الولايات المتحدة.
في المقابل، يمثل حدث شيكاغو الذي يشارك فيه البابا ليو الرابع عشر رسالة دينية وإنسانية ذات رمزية عميقة، خصوصًا في ظل التصادم السياسي بين البابا والرئيس ترامب، لا سيما في ملف الهجرة.
فقد دعا البابا في خطاباته العلنية إلى احترام كرامة المهاجرين والرحمة تجاه من يبحثون عن حياة أفضل، وهو موقف يتناقض مع سياسات ترامب التي شددت على ترحيل ملايين المهاجرين غير الشرعيين وفرض قيود صارمة على الهجرة.
ويُذكر أن البابا ليو، المولود في الولايات المتحدة من أصول مهاجرة، لطالما كان مدافعًا قويًا عن حقوق المهاجرين، مما جعله في مواجهة غير مباشرة مع إدارة ترامب، خاصة بعد تصريحات البابا الراحل فرنسيس التي انتقدت سياسات ترامب في بناء جدار على الحدود مع المكسيك.
أكد شقيق البابا، جون بريفوست، في تصريحات لصحيفة نيويورك تايمز أن البابا "غير راضٍ" عن سياسة ترامب في الهجرة ولن يظل صامتًا حيالها، مضيفًا: "لا أعتقد أنه سيكون من الصامتين".
وتعكس هذه التصريحات موقف الكنيسة الكاثوليكية في عهد البابا ليو، التي تستمر في الدفاع عن حقوق المهاجرين والمحتاجين، مؤكدًة على أهمية الرحمة والكرامة الإنسانية.
من جهة أخرى، اعتبر محللون سياسيون ومعلقون إعلاميون أن توقيت مشاركة البابا في حدث شيكاغو يشكل نوعًا من "البرمجة المضادة" للعرض العسكري في واشنطن.
ووصف جوناثان ليمير، المعلق في قناة MSNBC، هذا الحدث بأنه "طريقة من طرق البرمجة المضادة بلا شك"، مشيرًا إلى أن مشاركة البابا الافتراضية قد تجذب ملايين المشاهدين وتشتت الانتباه عن العرض العسكري الذي يحظى بدعم ترامب.
ويتوقع أن يثير هذا اليوم جدلاً واسعًا حول دلالات كلا الفعاليتين وتأثيرهما على المشهد الوطني، خاصة في ظل الانقسامات السياسية والاجتماعية التي تشهدها البلاد، مما يجعل من 14 يونيو/حزيران محطة مهمة لفهم التفاعلات بين الدين والسياسة في أمريكا المعاصرة.
aXA6IDkyLjExMi4xNjYuMTUg
جزيرة ام اند امز
AU
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العين الإخبارية
منذ 2 ساعات
- العين الإخبارية
في مواجهة الصين وغموض واشنطن.. اليابان تعيد بناء قوتها العسكرية
مع تصاعد التوترات الإقليمية في شرق آسيا، وبخاصة مع تنامي القوة العسكرية للصين وعدم وضوح التزامات الولايات المتحدة تجاه حلفائها، تسير اليابان بخطى حثيثة نحو إعادة تعريف دورها العسكري. ووفقا لتقرير صحيفة نيويورك تايمز، يأتي هذا التوسع العسكري الياباني انعكاسا لرغبة طوكيو في لعب دور أكثر فاعلية في حماية أمنها القومي وضمان استقرار المنطقة، من خلال تطوير قواتها المسلحة وتعزيز شراكاتها الاستراتيجية. وقد تجلى هذا التوسع في نشر بطاريات صواريخ متنقلة تابعة للفوج السابع الذي تأسس حديثا على قمم تلال مكشوفة في جزيرة أوكيناوا. هذه الخطوة تعد جزءا من توسع عسكري أكبر تتبدى ملامحه وسط مخاوف متنامية من التمدد العسكري الصيني، الذي يزيد من وجوده البحري قرب المياه اليابانية، وتساؤلات حول التزام الحليف التقليدي، الولايات المتحدة، وخاصة في ظل تصريحات الرئيس دونالد ترامب المنتقدة لاعتماد اليابان المفرط على الحماية الأمريكية. وتسعى اليابان عبر إضافة صواريخ وأسلحة متقدمة (أمريكية ومحلية) إلى تحويل جيشها، بعد عقود من النزعة السلمية التي فرضها دستور ما بعد الحرب العالمية الثانية، إلى قوة فعالة قادرة على العمل جنباً إلى جنب مع الجيش الأمريكي، لإثبات أنها شريك لا غنى عنه. ويرى نائب رئيس مجلس الأمن القومي السابق، نوبوكاتسو كانيهارا، أن تعزيز القدرات العسكرية التقليدية هو الوسيلة لضمان دعم الولايات المتحدة وإظهار قيمة اليابان كحليف أساسي لترامب. كما دفعت الحرب في أوكرانيا طوكيو في 2022 للإعلان عن مضاعفة الإنفاق على الأمن القومي ليصل إلى حوالي 2 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي. وترجم هذا الإنفاق إلى بناء عسكري واسع شمل شراء أسلحة أمريكية متطورة مثل مقاتلات الشبح إف-35بي وصواريخ توماهوك، مما يمنح اليابان لأول مرة منذ 1945 قدرة على ضرب أهداف داخل أراضي العدو، وإنعاش الصناعة الدفاعية المحلية التي تعرض الآن أسلحة واعدة مثل صواريخ فرط صوتية وأنظمة ليزر مضادة للطائرات المسيرة. كما أظهرت طوكيو عزمًا جديدًا على القتال مع واشنطن عبر التخطيط لإنشاء "مقر عمليات قتالية" مشترك في العاصمة، وهو ما أشاد به وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث. رغم هذه الجهود، يظل القلق يسود القيادة اليابانية من تقلبات مواقف واشنطن. فبالإضافة إلى دعم شخصيات مثل هيغسيث وماركو روبيو، يخشى صناع القرار اليابانيون من التيار الانعزالي لحركة "أمريكا أولاً" والطابع المتقلب لترامب نفسه. وتتمثل أسوأ مخاوف القادة اليابانيين في أن يبرم ترامب صفقة كبرى مع الصين تتخلى فيها واشنطن عن اليابان وجيرانها لصالح النفوذ الصيني. واستعداداً لأي سيناريو، تعمل اليابان على "خطة بديلة" لتنويع تحالفاتها وتعزيز شراكات دفاعية أخرى. فهي تطور مقاتلة بالتعاون مع بريطانيا وإيطاليا، وتعزز علاقاتها مع أستراليا وعرضت بيعها فرقاطات متطورة، وشاركت للمرة الأولى في تاريخها بمناورات عسكرية متعددة الجنسيات في الفلبين. كما وضعت طوكيو خطة طوارئ نهائية تتمثل في مخزون ضخم من البلوتونيوم المدني الذي يمكن نظرياً استخدامه لبناء ترسانة نووية خاصة بها، رغم أن الإرث النفسي لهيروشيما وناغازاكي يظل رادعاً قوياً ضد هذه الخطوة. aXA6IDE1NC41NS45NS40IA== جزيرة ام اند امز FR


صحيفة الخليج
منذ 3 ساعات
- صحيفة الخليج
إعلان موعد سريان الحظر الأمريكي على دخول مواطني 12 دولة
يبدأ سريان الأمر الذي أصدره الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بحظر دخول مواطني 12 دولة إلى الولايات المتحدة في الساعة 12:01 صباحاً بتوقيت شرق الولايات المتحدة (04:01 بتوقيت غرينتش) الاثنين، في خطوة عزا اتخاذها إلى حماية البلاد. والدول التي يشملها أحدث حظر للسفر 12 بينها 4 دول عربية هي ليبيا والصومال واليمن والسودان، إضافة إلى إيران وأفغانستان وميانمار وتشاد وجمهورية الكونغو وغينيا الاستوائية وإريتريا وهايتي. كما ستفرض قيود جزئية على دخول مواطني سبع دول أخرى هي بوروندي وكوبا ولاوس وسيراليون وتوجو وتركمانستان وفنزويلا. ترامب يكشف سبب الحظر وقال ترامب إن الدول الخاضعة للقيود الأكثر صرامة لا تتعاون في مجال أمن التأشيرات، ولديها عجز عن التحقق من هويات المسافرين، فضلاً عن قصور في حفظ سجلات التاريخ الإجرامي لهم، ولدى مواطنيها معدلات مرتفعة للبقاء في الولايات المتحدة بعد انتهاء مدة تأشيرات الدخول. ويشكل حظر السفر جزءاً من سياسة ترامب لتقييد الهجرة إلى الولايات المتحدة، ويعيد إلى الأذهان خطوة مماثلة اتخذها في ولايته الأولى عندما حظر دخول المسافرين من سبع دول. انزعاج الدول المستهدفة وعبر مسؤولون ومقيمون في البلدان التي سيطبق الحظر على مواطنيها قريباً عن انزعاجهم وعدم قدرتهم على تصديق ذلك. وقال رئيس تشاد محمد إدريس ديبي إنه أصدر تعليمات لحكومته بوقف منح التأشيرات للأمريكيين رداً على تصرف ترامب. وعبر أفغان عملوا قبل ذلك في مشروعات أمريكية أو ممولة من الولايات المتحدة، وكانوا يأملون إعادة توطينهم في الولايات المتحدة، عن خوفهم من أن يجبرهم حظر السفر على العودة إلى بلادهم حيث يمكن أن يواجهوا أعمالاً انتقامية من جانب طالبان. كما عبر نواب من الحزب الديمقراطي في الولايات المتحدة عن قلقهم إزاء هذه السياسات. وقال النائب رو خانا عبر مواقع التواصل الاجتماعي في وقت متأخر الخميس «حظر ترامب لسفر مواطني أكثر من 12 دولة قاسٍ وغير دستوري.. من حق الناس طلب اللجوء».


صحيفة الخليج
منذ 4 ساعات
- صحيفة الخليج
وساطات للهدنة.. وقائع الصدام خلف الأبواب المغلقة بين ترامب وماسك
لم تقتصر الحرب الكلامية العنيفة بين الرئيس دونالد ترامب والملياردير إيلون ماسك على التصريحات العلنية، بل دارت مناوشات أكثر غضباً في أروقة الإدارة الأمريكية والدوائر المقربة من كلا الرجلين، بعد انهيار تحالف استمر قرابة عام بينهما، فيما يسعى مقربون إلى عقد هدنة مبنية على المصالح في المقام الأول. «مدمن مخدرات كبير» وتكشف المصادر المطلعة أنه في أعقاب هجمات ماسك العلنية ودعوته الصريحة لعزل ترامب، أجرى الرئيس الأمريكي اتصالات هاتفية، مع مقربين من ماسك محاولاً استيضاح أسباب هجماته المفاجئة، وفي إحدى هذه المكالمات قال ترامب إن حليفه السابق «مدمن مخدرات كبير»، وفقاً لشخص مطلع، نقلت عنه صحيفة واشنطن بوست. ومع أن الخلاف بين ماسك وترامب لم يظهر للعلن إلا قبل أيام، فإن التصدعات كانت مبكرة، خصوصاً مع تحرك الملياردير الأمريكي السريع الكاسر للقواعد، لتخفيض أعداد الموظفين الفيدراليين، ضمن إشرافه على مشروع «الكفاءة الحكومية»، ما أدى إلى نفور مسؤولين كبار في البيت الأبيض، بمن فيهم رئيسة الموظفين سوزي وايلز، كما تشاجر مع عدد من الوزراء ودخل في مشادة كلامية مع أحدهم. لكن خلف الأبواب المغلقة، كان الانتقام من ماسك هو موضوع المحادثات بين مسؤولي الإدارة الأمريكية، ودعا ترامب، عبر منصة «تروث سوشيال»، إلى تدقيق عام في عقود ماسك الحكومية، ما قد يُعرّض إمبراطوريته التجارية للخطر. في الوقت نفسه، يخشى الجمهوريون من أن يستخدم أغنى رجل في العالم ثروته الطائلة للانتقام منهم، لا سيما مع طرحه فكرة تأسيس حزب سياسي ثالث. ويقول السيناتور تيد كروز الجمهوري من تكساس: «أشعر وكأنني طفل يعيش أجواء طلاق مرير، وأقول فقط.. يا ليت أبي وأمي يتوقفان عن الصراخ». ماسك ينسحب بعد إهمال مرشحه الفضائي وفي أواخر إبريل، أعلن ماسك انسحابه من واشنطن للتركيز أكثر على أعماله، وخاصةً تيسلا التي كانت تواجه صعوبات مالية. وأكد أنه سيظل يقضي جزءاً من وقته في واشنطن، لكن أثناء غيابه، أتيحت لخصومه داخل الإدارة فرصة لتقويضه. وتعلق الأمر بجاريد إسحاقمان، الذي رشّحه ترامب لمنصب مدير ناسا بناءً على إلحاح ماسك. ومن المعروف أن ماسك يحلم باستعمار المريخ، وكان وجود حليف له على رأس ناسا هدفاً رئيسياً له. لكن تكشفت تفاصيل حول دعم إسحاقمان لمرشحين ديمقراطيين، فقبل أكثر من أسبوع، وفي اليوم الأخير لماسك كموظف حكومي خاص، سلّم سيرجيو غور، مدير شؤون الموظفين الرئاسيين، ترامب مطبوعات تُظهر تبرعات إسحاقمان، فقام الرئيس بإبلاغ ماسك بسحب ترشيح إسحاقمان بسبب مخاوف بشأن ولائه. ولم يكن دور غور محض صدفة، فقد اختلف مساعد ترامب المخضرم مع ماسك طوال الفترة الانتقالية، واختلفا حول توصيات التعيينات. وتصاعدت التوترات بينهما في مارس/آذار بعد أن اعتقد ماسك أن غور سرّب خبراً حول اجتماعٍ تصادم فيه ماسك مع عدد من أعضاء مجلس الوزراء، وفقاً لشخصٍ مطلع على الوضع، الذي أضاف أن شكوك ماسك ازدادت لأن الخبر لم يذكر انتقاده لمكتب غور. كما نقلت مصادر عن غور قوله إنه يريد الانتقام من ماسك. وعندما قرر ترامب سحب ترشيح إسحاقمان، بدا القرار ضربة لطموحات ماسك في الفضاء. وقال ستيفن تشيونغ، المتحدث باسم البيت الأبيض: «سيرجيو عضو أساسي في الفريق، وقد ساعد ترامب على تشكيل إدارةٍ لا مثيل لها». وأضاف: «بصفته مستشاراً مخضرماً، لا يوجد من هو أقدر منه على ضمان امتلاك الحكومة لأشخاص منسجمين مع مهمة جعل أمريكا عظيمةً مجددًا، والعمل على تنفيذ أجندة الرئيس». وصل ماسك إلى واشنطن في يناير/ كانون الثاني كأقوى حليف لترامب، حيث أمضى ليالي في غرفة نوم الرئيس الأمريكي الراحل إبراهم لينكولن أثناء عمله مستشاراً كبيراً للبيت الأبيض. لكن لم تكن فترة شهر العسل طويلة، إذ أدت أساليب ماسك العدوانية، وافتقاره إلى الفطنة السياسية، واختلافاته الأيديولوجية مع قاعدة «لنجعل أمريكا عظيمة مجدداً» إلى تآكل علاقته بكبار مسؤولي الإدارة، وفي النهاية بالرئيس. وظهرت أولى علامات التصدع خلال فبراير/شباط الماضي، عندما وصلت رسالة إلى صناديق البريد الوارد في جميع أنحاء الحكومة الفيدرالية تطلب من الموظفين وصف إنجازاتهم خلال أسبوع مضى، ولكن لم يتم إبلاغ مسؤولي مجلس الوزراء والوكالات الأخرى مسبقاً بالمذكرة، ما أثار قلقاً في أعلى مستويات إدارة ترامب. وعندما علم المسؤولون أن البريد الإلكتروني قد أُرسِل إلى بعض قضاة المقاطعات الفيدرالية، الذين ليسوا جزءاً من السلطة التنفيذية، وآخرين يتعاملون مع معلومات سرية، تزايد الشعور بأن ماسك أساء فهم الحكومة الفيدرالية بشكل جوهري، أو لم يمتلك البراعة اللازمة للتعامل معها. ورغم التوتر، وقف ترامب إلى جانب ماسك، رغم انزعاج عدد من المسؤولين. كان ماسك، كغيره من قادة الأعمال، يشعر بخيبة أمل متزايدة تجاه سياسات ترامب الاقتصادية. وفي الثاني من إبريل، عندما فرض الرئيس رسوماً جمركية تهدف إلى إعادة تشكيل الاقتصاد العالمي، لجأ ماسك إلى موقع إكس للتعبير عن استيائه من الرسوم، واصفاً مستشار ترامب التجاري وحليفه القديم بيتر نافارو بأنه «أحمق». وفي جلسات خاصة، وجّه ماسك نداءات شخصية إلى ترامب لإلغاء الرسوم الجمركية، لكنه لم يستجب ولم يتراجع إلا بعد أيام قليلة، إثر انخفاض حاد في أسواق السندات. تحول التوتر بين ماسك وفريق ترامب التجاري إلى ضربات، حيث دخل في مشادة كلامية مع وزير الخزانة سكوت بيسنت، كما قال ستيفن بانون، المذيع اليميني المؤثر والمستشار السياسي السابق لترامب. وفي منتصف إبريل، توجه ماسك وبيسنت إلى المكتب البيضاوي لعرض حججهما حول تفضيلهما لمنصب مفوض دائرة الإيرادات الداخلية بالإنابة، وقرر ترامب دعم اختيار بيسنت. وذكرت المصادر أنه بعد أن خرج بيسنت وماسك من المكتب البيضاوي وهما في الردهة، بدأ الرجلان في تبادل الإهانات، حيث أعاد بيسنت تكرار مزاعم ماسك حول أنه سيكشف عن أكثر من تريليون دولار مهدرة في الإنفاق الحكومي، وهو ما لم ينجح في القيام به. ثم قال بيسنت لماسك: «أنت محتال. أنت محتال تماماً». وحينها قام ماسك بصدم بيسنت بكتفه في صدره «كلاعب رغبي»، فردّ عليه بيسنت بلكمة، ثم تدخل عدة أشخاص لفضّ الشجار مع وصول الرجلين إلى مكتب مستشار الأمن القومي، وأُخرج ماسك من الجناح الغربي. وقالت مصادر مطلعة: «لقد سمع ترامب عن ذلك الشجار.. وقال: هذا كثير للغاية». هل الهدنة بين ترامب وماسك ممكنة؟ رغم قوة الهجمات، فقد عمل مقربون من الحليفين السابقين خلف الكواليس، لتهدئة التوتر، وظهرت بعض بوادر التهدئة، فقد حذف ماسك بعضاً من أكثر منشوراته إثارةً للجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي زعم فيها تورط ترامب في وثائق تتعلق بجيفري إبستين، المدان بتهم مشينة قبل وفاته في السجن عام 2019. ومن بين منشورات ماسك المحذوفة الأخرى، تعهده بأن تُوقف شركته سبيس إكس تشغيل مركبة دراغون الفضائية، التي استخدمتها ناسا لنقل رواد الفضاء إلى محطة الفضاء الدولية. والذي جاء رداً على منشورٍ ترامب على موقع «تروث سوشيال» أفاد فيه بأنه يستطيع توفير مليارات الدولارات للحكومة بإلغاء عقود ماسك الفيدرالية. وقال أحد حلفاء البيت الأبيض المقربين من ترامب وماسك: «هناك أمل في حدوث مصالحة، لكن الأمور لن تعود كما كانت أبداً». وربما تنبع الهدنة من المصالح، حيث يمتلك ترامب القدرة على تعزيز أو شل أعمال ماسك، وخاصة شركته الصاروخية «سبيس إكس»، التي تعتمد على العقود الفيدرالية. كما أن لماسك نفوذه الخاص. فقد أُتيحت له نافذة على عالم ترامب، وقد أعرب بعض مستشاريه عن قلقهم من استخدامه تلك الأسرار كسلاح. كما يعد ماسك أكبر مانح في الساحة السياسية الجمهورية، ولديه وعدٌ قائمٌ بتبرعٍ بقيمة 100 مليون دولار لمجموعات ترامب الخارجية، ويمتلك عملاق التواصل الاجتماعي إكس. دور نائب الرئيس ويبدو أن نائب الرئيس جي دي فانس استجاب لنصيحة ترامب، الذي وجهه بضرورة التعامل بحذر مع ملف ماسك، حيث اتخذ مساراً تصالحياً، وظهر في بودكاست الخميس في ذروة الحرب الكلامية، قائلاً: «إيلون، إنه رجل أعمال رائع. يا رجل، سأظل دائماً وفياً للرئيس، وآمل أن يعود إلى صفوفنا في نهاية المطاف». وأشاد فانس بعمل ماسك مع وزارة كفاءة الحكومة، وتعاطف مع إحباطاته إزاء العملية السياسية في واشنطن، وأشار إلى أن «أعماله تتعرض للهجوم بلا توقف». وقال: «أعتقد أن هذا خطأ فادح من جانب أغنى رجل في العالم، أن يخوض حرباً مع أقوى رجل في العالم»، ومؤخراً تجنب ترامب الهجوم على ماسك في ظل إلحاح الصحفيين على متن طائرته الرئاسية حيث قال إنه يتمنى له ولشركاته كل التوفيق، وسط ترجيحات بمحاولات، لإيجاد حليف بديل لماسك من داخل وادي السيلكون.