
بنك التسويات الدولية: رسوم ترمب تنهك النظام الاقتصادي العالمي
لندن: «الشرق الأوسط»
قال بنك التسويات الدولية، في أحدث تقييم لحالة الاقتصاد العالمي، إن التوتر التجاري والقضايا الجيوسياسية تهدد بكشف انقسامات عميقة في النظام المالي العالمي.
وقال أغوستين كارستنز، رئيس بنك التسويات الدولية، المنتهية ولايته، إن الحرب التجارية التي تقودها الولايات المتحدة وغيرها من التحولات السياسية تؤدي إلى إنهاك النظام الاقتصادي الراسخ منذ فترة طويلة.
وفرض الرئيس الأميركي دونالد ترمب رسوماً جمركية على معظم الدول، لإعادة التوازن للميزان التجاري الأميركي، ولكن تحركات الدول وفرض رسوم عقابية، أثرا بالسلب على حركة التجارة العالمية، وانعكسا على سلاسل التوريد.
ويوصف بنك التسويات الدولية بأنه البنك المركزي لمسؤولي البنوك المركزية.
وقال كارستنز، إن الاقتصاد العالمي يمر «بلحظة محورية» بدخوله «حقبة جديدة من الضبابية المتزايدة وعدم القدرة على التنبؤ» بما يختبر مدى ثقة الناس في المؤسسات، بما في ذلك البنوك المركزية.
ونشر البنك التقرير قبل أكثر من أسبوع من المهلة التي حددها الرئيس الأميركي دونالد ترمب لتطبيق الرسوم الجمركية التجارية في التاسع من يوليو (تموز)، ويأتي بعد 6 أشهر من اضطرابات جيوسياسية شديدة.
وحدد ترمب يوم 9 يوليو المقبل موعداً نهائياً لجميع الدول للوصول إلى اتفاق تجاري «عادل»، حسبما يراه الرئيس الأميركي، وبما يخدم الاقتصاد الأميركي الذي يقبع حالياً تحت طائلة الديون. ولكن فتح ترمب الباب إلى أنه قد يؤجل هذا الموعد، لإعطاء مجال أكبر للتفاوض مع الدول الشريكة.
ويبلغ إجمالي الدين الذي تدين به الولايات المتحدة للمقرضين 36.2 تريليون دولار (حتى مايو «أيار» الماضي) وهو رقم يقترب من أعلى مستوياته التاريخية عند مقارنته بحجم الناتج الاقتصادي للبلاد، وهو مقياس أساسي لقدرة الحكومة على سداد التزاماتها المالية.
وعندما سئل كارستنز عن الانتقادات التي وجهها ترمب إلى رئيس مجلس «الاحتياطي الاتحادي» (البنك المركزي الأميركي) جيروم باول، والتي تضمنت وصف ترمب لباول بأنه «غبي»، لم يكثر من الانتقاد.
وقال محافظ البنك المركزي المكسيكي السابق كارستنز للصحافيين «من المتوقع في بعض الأوقات أن يكون هناك احتكاك... أمر يكاد أن يكون مقصوداً» في إشارة إلى العلاقة بين الحكومات والبنوك المركزية.
وينظر للتقرير السنوي لبنك التسويات الدولية الذي نشر الأحد، على أنه مؤشر مهم على اتجاهات تفكير محافظي البنوك المركزية، بالنظر إلى الاجتماعات المنتظمة التي يعقدها البنك، ومقره سويسرا، لكبار صانعي السياسات.
وقال كارستنز إن ازدياد إجراءات الحماية التجارية والانقسام التجاري هما أمران «مقلقان بصورة خاصة»؛ لأنهما يفاقمان التراجع المستمر منذ عقود في النمو الاقتصادي والإنتاجي.
وهناك أدلة على أن متانة الاقتصاد العالمي أصبحت أقل في مواجهة الصدمات؛ إذ تساهم شيخوخة السكان، وتغير المناخ، والقضايا الجيوسياسية، ومشكلات سلاسل التوريد، في وجود بيئة أكثر تقلباً.
وذكر التقرير أن الارتفاع الحاد في التضخم الذي أعقب جائحة «كوفيد-19» كان له تأثير دائم على تصور الجمهور لتحركات الأسعار أيضاً.
وأشار إلى أن معدلات الدين العام الآخذة في الارتفاع، وتزيد بدورها من هشاشة النظام المالي أمام تغيرات أسعار الفائدة، وتقلل من قدرة الحكومات على الخروج من الأزمات.
وقال كارستنز: «لا يمكن لهذا النهج أن يستمر» في تعليقه على ارتفاع مستويات الدين. وأشار إلى أن زيادة الإنفاق العسكري قد تدفع أيضاً لزيادة أكبر في الديون.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


جهينة نيوز
منذ 19 دقائق
- جهينة نيوز
البيت الأبيض: أمر تنفيذي مرتقب من الرئيس ترمب لدعم مسار السلام في سوريا
تاريخ النشر : 2025-06-30 - 09:21 pm البيت الأبيض: أمر تنفيذي مرتقب من الرئيس ترمب لدعم مسار السلام في سوريا واشنطن – وكالات أعلن البيت الأبيض اليوم أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب بصدد توقيع أمر تنفيذي جديد يهدف إلى دعم المسار السياسي في سوريا، في خطوة وُصفت بأنها مفصلية لإعادة ترتيب العلاقة مع دمشق، وتعزيز جهود الاستقرار في المنطقة. ووفق بيان رسمي صدر قبل قليل، فإن الأمر التنفيذي الذي سيصدره ترمب يتضمن فرض عقوبات جديدة ومشددة على نظام الرئيس السوري بشار الأسد، بالتوازي مع وضع آليات قانونية لرفع العقوبات تدريجيًا عن سوريا، في حال تحقّقت شروط معينة ترتبط بتحقيق تسوية سياسية شاملة وإرساء السلام مع دول الجوار. وأضاف البيان: "الرئيس ترمب سيوقّع اليوم أمرًا تنفيذيًا يعيد ضبط السياسة الأمريكية تجاه سوريا، بما يشمل دعم أي مسار حقيقي نحو السلام، ويهدف إلى رؤية سوريا مستقرة، متصالحة مع جيرانها، وخالية من التدخلات الأجنبية التي تهدّد استقرارها. تابعو جهينة نيوز على


جهينة نيوز
منذ 19 دقائق
- جهينة نيوز
بقيمة مليار ونصف دولار.. توقيع مذكرة تفاهم لإنشاء مدينة 'بوابة دمشق' للإنتاج الإعلامي والفني في سوريا
تاريخ النشر : 2025-06-30 - 09:17 pm بقيمة مليار ونصف دولار.. توقيع مذكرة تفاهم لإنشاء مدينة "بوابة دمشق' للإنتاج الإعلامي والفني في سوريا شهد قصر الشعب في دمشق اليوم حدثًا مفصليًا في مسار تطوير البنية التحتية الإعلامية في سوريا، تمثّل في توقيع مذكرة تفاهم بين وزارة الإعلام السورية وشركة "المها الدولية للاستثمار'، لإنشاء مدينة "بوابة دمشق' للإنتاج الإعلامي والفني، في مشروع تبلغ قيمته 1.5 مليار دولار أمريكي، ويُعد الأضخم في تاريخ الإعلام السوري الحديث. وجرت مراسم التوقيع بحضور رسمي رفيع المستوى، تقدّمه فخامة الرئيس أحمد الشرع، إلى جانب وزير الإعلام السوري، وعدد من الوزراء المعنيين بالشأن الاقتصادي والثقافي، وممثلين عن الشركة الاستثمارية، بالإضافة إلى نخبة من الشخصيات الفنية والإعلامية. وبحسب نص مذكرة التفاهم، فإن المشروع سيُنفّذ على مراحل في ريف دمشق، ويشمل إنشاء مدينة إنتاج متكاملة تضم استوديوهات للتصوير الداخلي والخارجي، مساحات مخصصة لبناء ديكورات تابعو جهينة نيوز على


سواليف احمد الزعبي
منذ ساعة واحدة
- سواليف احمد الزعبي
ترامب يوقع أمرا تنفيذيا لإنهاء العقوبات على سوريا
#سواليف أعلن #البيت_الأبيض اليوم الاثنين، أن الرئيس دونالد #ترامب وقّع أمرا تنفيذيا لإنهاء #العقوبات على #سوريا. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت، إن الأمر التنفيذي بشأن سوريا يدخل حيز التنفيذ الثلاثاء. وأضافت ليفيت، أن الأمر التنفيذي يبقي العقوبات على الرئيس السوري المخلوع #بشار_الأسد ومساعديه وتنظيم الدولة ومن وصفتهم بوكلاء إيران. وعقب التوقيع، قال الرئيس الأميركي، إن رفع العقوبات عن سوريا يدعم أهداف الأمن القومي والسياسة الخارجية الأميركية، مؤكدا أن بلاده ملتزمة بدعم سوريا مستقرة وموحدة تعيش في سلام مع نفسها وجيرانها. وأضاف ترامب أن #رفع_العقوبات عن سوريا يزيل عقبة من أمام التعافي الاقتصادي، قائلا إن الحكومة السورية الجديدة برئاسة أحمد الشرع اتخذت إجراءات إيجابية. واشار الرئيس الأميركي إلى أن الأمر التنفيذي يلغي منع تصدير سلع معينة لسوريا. وتابع إن 'سوريا الموحدة التي لا توفر ملاذا آمنا للمنظمات الإرهابية وتضمن أمن أقلياتها ستدعم أمن وازدهار الإقليم'، قائلا 'إن الظروف في سوريا تغيرت بفعل التطورات التي حدثت خلال الأشهر الستة الماضية'. وكانت المتحدثة باسم البيت الأبيض قالت في وقت سابق اليوم، إن هذه الخطوة تأتي في إطار الجهود الرامية إلى تعزيز ودعم مسار سوريا نحو الاستقرار والسلام. وفي دمشق، قال وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، إن رفع العقوبات عن سوريا يساعدها في الانفتاح على المجتمع الدولي. وأضاف الشيباني، أن رفع العقوبات عن بلاده يفتح الباب لعملية طال انتظارها لإعادة الإعمار والتنمية. عودة النظام المالي وفي التفاصيل، قال القائم بأعمال وكيل وزارة الخزانة الأميركية، إن الأمر الذي وقعه ترامب بشأن سوريا سيعيدها إلى النظام المالي الدولي. وأوضح مسؤولون أميركيون، أن الأمر التنفيذي يوصي بمراجعة تصنيف سوريا 'دولة داعمة للإرهاب' وقالوا إن للكونغرس سلطة إلغاء 'قانون قيصر'، لكن الأمر التنفيذي يبحث في معايير بشأن تعليق القانون، مشيرين إلى أن هذا الأمر يوجه وزارة الخارجية لاتخاذ إجراءات مناسبة بشأن تصنيف هيئة تحرير الشام. كما قالوا، إن الأمر التنفيذي ينهي حالة الطوارئ بشأن سوريا التي أعلن عنها لأول مرة عام 2004، والتي فرضت بموجبها عقوبات شاملة على دمشق، مما أثر على معظم المؤسسات التي تديرها الدولة ومنها البنك المركزي. وكان ترامب أعلن في مايو/أيار الماضي أثناء جولته في منطقة الخليج، أنه سيرفع العقوبات القائمة التي فُرضت على نظام الأسد. وأواخر الشهر نفسه، أصدرت وزارة الخزانة الأميركية ترخيصا عاما لتخفيف بعض العقوبات المفروضة على سوريا، ويسمح الترخيص بالمعاملات المالية المحظورة، ويرفع بشكل فعّال العقوبات، ويتيح تمكين الاستثمار ونشاط القطاع الخاص في سوريا. وكان ترامب قد التقى الرئيس السوري أحمد الشرع بالرياض في منتصف مايو/أيار الماضي، وأعلن أنه سيرفع العقوبات عن سوريا في إطار إجراءات مساعدة البلاد على إعادة الإعمار. وفي الشهر نفسه، وافق الاتحاد الأوروبي على رفع كل العقوبات المفروضة على سوريا.