
رئيس «قناة السويس»: لسنا ضد أميركا... لكن لا تمييز في رسوم المرور
وأضاف ربيع: «هذا الموقف ليس موجهاً ضد أميركا... لكننا نحترم مواثيقنا، ولا نميز بين الدول أو سفينة عن سفينة، وهذا أمر مطمئن لكل دول العالم فيما يتعلق بسواسية المعاملة».
وسبق لترمب أن طلب عدم دفع رسوم للسفن الأميركية مقابل استخدام قناة السويس المصرية، أو قناة بنما، قائلاً في منشور له على منصة «تروث سوشيال»، نهاية أبريل (نيسان) الماضي: «يجب السماح للسفن الأميركية، العسكرية والتجارية على حد سواء، بالمرور مجاناً عبر قناتَي بنما والسويس... هاتان القناتان ما كانتا لتوجدا لولا الولايات المتحدة».
الفريق أسامة ربيع يرى أن قناة السويس تعيش حالياً «أزمة كبرى» بسبب توترات البحر الأحمر
وتُعد قناة السويس مصدراً رئيسياً لتوفير العملة الصعبة في مصر، لكن إيراداتها هوت بشكل كبير بسبب تحويل عدد كبير من السفن مسارها إلى رأس الرجاء الصالح تجنباً لهجمات «الحوثيين» على السفن في البحر الأحمر.
وتعيش القناة حالياً «أزمة كبرى»، بحسب وصف الفريق ربيع الذي لفت إلى أن عدد السفن المارة في القناة انخفض لأكثر من النصف بفعل هجمات الحوثيين على السفن التجارية، وأن عدد السفن المارة يومياً يتراوح في الوقت الحالي بين 30 و35 سفينة، بعدما كان يتجاوز الـ65 يومياً.
وسجلت إيرادات القناة في العام الماضي تراجعاً حاداً بنسبة 61 في المائة لتحقق 3.9 مليار دولار، مقارنة بنحو 10.2 مليار دولار في عام 2023 الذي شهد في نهايته اندلاع الحرب على غزة (الدولار يساوي 48.6 جنيه في البنوك المصرية).
ووفق ربيع، فإن 13213 سفينة عبرت الممر الملاحي عام 2024، مقابل 26434 في عام 2023 قبل حرب غزة.
ورغم الأزمة واهتمام مصر بسرعة إنهائها، يشدد رئيس هيئة قناة السويس على رفض مصر المشاركة في أي تحالفات عسكرية تستهدف الحوثيين في البحر الأحمر من أجل حماية السفن، قائلاً: «إنه ليس من سياسة مصر الدخول في تحالفات أو مهاجمة دولة عربية... في النهاية هي دولة اليمن».
وينفذ الحوثيون منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 هجمات بالصواريخ والمسيّرات ضد السفن الغربية والمرتبطة بالمواني الإسرائيلية بداعي «مناصرة الفلسطينيين في غزة». وشن الحوثيون أكثر من 150 هجوماً ضد السفن منذ ذلك الوقت؛ ما أدى إلى غرق 4 سفن، وتضرر العديد من السفن الأخرى، فضلاً عن قرصنة السفينة «غالاكسي ليدر»، كما تسببت الهجمات في مقتل 10 بحّارين على الأقل.
حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» تولت الحملة ضد الحوثيين من شمال البحر الأحمر في أبريل الماضي (أ.ب)
ولم تشارك مصر في التحالف العسكري الدولي الذي قادته أميركا في ديسمبر (كانون الأول) 2023 تحت اسم «حارس الازدهار»، ضد الحوثيين. كما تجنبت أيضاً المشاركة في عملية «الفارس الخشن» التي أطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترمب، في مارس (آذار) الماضي، ضد الحوثيين، قبل أن تسعى سلطنة عُمان إلى التوسط لوقف النار، وهو ما أدى إلى تعليق الهجمات ضد السفن الأميركية في 6 مايو (أيار) الماضي، من دون أن يشمل ذلك السفن الإسرائيلية أو المرتبطة بموانيها.
ثقة الفريق ربيع في أهمية قناة السويس، وحتمية عودة الملاحة بها لعدم وجود بديل مماثل لها عالمياً، لا تمنع استياءه من الوضع الراهن، خاصة مع تعثر مفاوضات وقف الحرب في غزة، وتهديد الحوثيين بمزيد من الهجمات على السفن.
يقول رئيس الهيئة، في تصريحاته خلال المقابلة: «قبل عدة أشهر بدا تحسن طفيف استفادت منه القناة مع إقرار هدنة، قبل أن تعود التوترات من جديد بعد ضرب الحوثيين سفينتين خلال أسبوعين ماضيين؛ ما أدى لإحجام السفن عن المرور مرة أخرى»، وأضاف: «الآن نرى أن الأوضاع في غزة تسوء يوماً بعد يوم، وبالتالي نحن أيضاً في موقف سيئ».
وأعلنت جماعة الحوثي، الاثنين الماضي، بدء ما سمّته «المرحلة الرابعة من الحصار البحري على إسرائيل»، متوعدة باستهداف جميع السفن المرتبطة بمواني إسرائيل «بغض النظر عن جنسيتها، أو وجهتها».
يؤمن الفريق ربيع بعودة حركة الملاحة إلى طبيعتها في قناة السويس فور توقف الحرب في غزة (الهيئة)
ويؤمن ربيع بعودة حركة الملاحة إلى طبيعتها في قناة السويس فور توقف الحرب في غزة، قائلاً: «بتوقف الحرب لن يكون هناك مبرر للحوثيين لشن هجمات على السفن في البحر الأحمر. نأمل أن يتم ذلك سريعاً».
وأضاف: «كل السفن الكبيرة توجهت إلى طريق رأس الرجاء الصالح؛ كونه الآن الأكثر أمناً، رغم ارتفاع التكلفة وطول الوقت، ويقولون لنا لو توقفت الحرب سيعودون لقناة السويس؛ لأنها ليس لها بديل يحقق ما تتميز به»، مشيراً إلى أن «شركات الملاحة العالمية تدرك أنه لا بديل عن قناة السويس».
وناشد ربيع شركات التأمين العالمية بتخفيض قيمة التأمين المفروضة على السفن المارة بالبحر الأحمر؛ وذلك لتشجيع السفن على العبور من قناة السويس، موضحاً أن «ارتفاع التكلفة ساهم في هروب معظم السفن الكبرى إلى طريق رأس الرجاء الصالح، بعد أن تخطت التكلفة الإجمالية، والتي تتضمن مصاريف التأمين، ما تدفعه تلك السفن إذا ما ذهبت عبر الرجاء الصالح، رغم طول مدة العبور».
وسعت مصر إلى تقديم حوافز لتشجيع السفن للعودة، عبر تقديم تخفيضات تصل إلى 15 في المائة على رسوم عبور سفن الحاويات ذات الحمولة الصافية 130 ألف طن أو أكثر (محمّلة أو فارغة).
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشرق الأوسط
منذ 2 ساعات
- الشرق الأوسط
إيران تفتح نصف نافذة للتفاوض
بينما اعترفت طهران بأن حوارها مع الأوروبيين يواجه «ظروفاً معقدة»، بدت وكأنها تفتح نصف نافذة مع الأميركيين للعودة إلى المفاوضات حول البرنامج النووي. وقال وزير الخارجية عباس عراقجي، أمس، إن إيران «قادرة على إعادة تخصيب اليورانيوم رغم الضربات، لكن كيف ومتى؛ فذلك يعتمد على الظروف». وحسب عراقجي فإن «إيران ستستمر في التزام فتوى عمرها عشرون عاماً تحرّم إنتاج الأسلحة النووية». وحتى تعود إيران إلى المفاوضات، كرر الوزير الإيراني مطالبة الولايات المتحدة بتقديم تعويضات من أجل المضي قدماً. في غضون ذلك، أكدت فاطمة مهاجراني، المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية، أن «المفاوضات، بمعنى السعي إلى التوصل لاتفاق مع الدول الأوربية الثلاث، غير موجودة في الوقت الراهن».


عكاظ
منذ 2 ساعات
- عكاظ
رابطة العالم الإسلامي تدعو دول العالم إلى تأييد الوثيقة الختامية لمؤتمر حلّ الدولتين
دعت رابطة العالم الإسلامي جميع دول العالم المحبة للعدالة والسلام إلى المسارعة في إنقاذ الشعب الفلسطيني والاصطفاف إلى جانب الحق والشرعية الدولية، من خلال تأييد الوثيقة الختامية للمؤتمر الدولي رفيع المستوى، حول التسوية السلمية للقضية الفلسطينية وتنفيذ حلّ الدولتين، الذي رعته ورأسته المملكة العربية السعودية بالشراكة مع الجمهورية الفرنسية، ولاسيما في ظل الواقع الكارثي في الأراضي الفلسطينية، وتواصل انتهاكات حكومة متطرفة تمادت في جرائمها، وباتت تشكل تهديداً جدياً خطراً على المنطقة والمجتمع الدولي، وفق التقارير الأممية المتوالية. وفي بيان للأمانة العامة للرابطة، شدّد الأمين العام رئيس هيئة علماء المسلمين الشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى على الحاجة الملحّة إلى المضي قدماً وفوراً في هذا المسار الذي رسمه مؤتمر حلّ الدولتين، مؤكداً أنّ الرابطة ستعمل مع جميع شركائها من الفعاليات الدينية والفكرية والمجتمعية، ولاسيما القيادات الدينية العالمية؛ للإسهام من جهتها بالدفع نحو التأييد الدولي للوثيقة الختامية للمؤتمر. وأكّد الدكتور العيسى أن الوثيقة الختامية قدّمت فرصة تاريخية لوقف هذه الحرب المروعة، وتطبيق حلّ الدولتين، وإحلال السلام الشامل العادل والدائم في المنطقة. أخبار ذات صلة


الشرق الأوسط
منذ 2 ساعات
- الشرق الأوسط
تماسك حكومة لبنان أمام اختبار «حصرية السلاح»
تختبر الحكومة اللبنانية تماسكها، في الجلسة التي ستعقدها الثلاثاء لإقرار «حصرية السلاح» والبدء بخطوات تنفيذية لتحقيقها، وهي مدار «محادثات اللحظة الأخيرة» بين رؤساء الجمهورية جوزيف عون، والبرلمان نبيه بري، والحكومة نواف سلام، في مسعى للتوصل إلى صيغة تتبناها الحكومة مجتمعةً لاستيعاب الضغوط الدولية والعربية المطالبة بحصر السلاح بيد الدولة. ويتحفظ «حزب الله» على تحديد جدول زمني لسحب سلاحه، «ما دامت إسرائيل ماضية في خروقها واعتداءاتها وترفض الالتزام بوقف النار وتمنع إعادة الإعمار». في غضون ذلك، قال خبراء لـ«الشرق الأوسط» إن ترسانة «حزب الله» العسكرية تعرضت للتآكُّل نتيجة الحرب الأخيرة مع إسرائيل وعمليات التفكيك لمنشآت الحزب في منطقة جنوب الليطاني.