logo
تحليل سريع: التقلب ينتقل لبتكوين وأخواتها مع ترقب مسار الفيدرالي الأمريكي

تحليل سريع: التقلب ينتقل لبتكوين وأخواتها مع ترقب مسار الفيدرالي الأمريكي

زاويةمنذ 14 ساعات
خلال الأسبوع المنصرم والمنتهي في 15 أغسطس، شهدت عوائد سندات الخزانة الأمريكية بعض التقلبات متأثرة ببيانات التضخم المتباينة وتبدل التوقعات بشأن سياسة الاحتياطي الفيدرالي، لتنهي الأسبوع على ارتفاع في العائد على السندات لأجل 10 سنوات في حين تراجع العائد على السندات لأجل سنتين، بما يعكس حالة من عدم اليقين حيال مسار أسعار الفائدة.
وبالتوازي، تعرض مؤشر الدولار الأمريكي بدوره لبعض التقلبات، إذ تراجع بين 12 و13 أغسطس مع تزايد التوقعات بخفض أسعار الفائدة الشهر المقبل عقب بيانات التضخم التي أظهرت تراجع في وتيرة مؤشر أسعار المستهلكين الأمريكي.
قبل أن يعاود ارتفاعه بعض الشيء يوم الخميس 14 أغسطس، بعد أن أظهرت البيانات أن أسعار المنتجين في الولايات المتحدة ارتفعت بأكثر من المتوقع في يوليو وسط ارتفاع في تكاليف الخدمات والسلع. ليغلق بالتالي مؤشر الدولار الأمريكي الأسبوع على انخفاض طفيف بنسبة 0.3%.
وقد حافظ مؤشر الدولار الأمريكي على زخمه خلال الأسبوع الحالي والمنتهي في 22 أغسطس ليتجاوز عتبة الـ98 بعد أن وصل إلى مستوى 97 في 13 أغسطس وهو الأدنى منذ ما يقارب الثلاثة أسابيع.
في الواقع، يشهد مؤشر الدولار الأمريكي تحسن متزامن مع تراجع اليورو إلى حدود 1.16 مقابل الدولار الأمريكي خلال هذا الأسبوع، بعد أن تخطى عتبة 1.17 خلال الأسبوع الماضي، وذلك في وقت تتضاءل فيه احتمالات خفض أسعار الفائدة الأوروبية خلال سبتمبر المقبل بفعل الضغوط التضخمية، إذ أبدت غالبية أعضاء البنك المركزي الأوروبي، في اجتماعهم الأخير، ميلاً للإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير.
كما ويترقب المستثمرون صدور بيانات أداء القطاعات الرئيسة في أوروبا، والتي إن جاءت النتائج أفضل من التوقعات، فسوف تساهم في تراجع فرص خفض الفائدة في سبتمبر، الأمر الذي من شأنه أن يدعم ارتفاع سعر صرف اليورو في أسواق العملات الأجنبية.
أسواق الأسهم عالميا
في المقابل، طغى اللون الأخضر على أداء أسواق الأسهم العالمية خلال الأسبوع المنتهي في 15 أغسطس، وذلك للأسبوع الثاني على التوالي، وتحديداً الأسهم الأمريكية، بعد أن عززت بيانات التضخم الرهانات على خفض أسعار الفائدة، ما دفع بمؤشري ستاندرد آند بورز 500 وناسداك إلى مستويات قياسية.
جاء ذلك قبل أن تُنهي الأسهم الأمريكية الكبرى تداولات يوم الجمعة على بعض التراجع مع إقدام المستثمرين على جني الأرباح بعد أسبوع شهد زخم قوي في النشاط.
عليه، أنهت مؤشرات وول ستريت الأسبوع المنتهي في 15 أغسطس على مكاسب، بحيث سجل كل من داو جونز وستاندرد آند بورز 500 وناسداك ارتفاعات أسبوعية بنسبة 1.7% و0.9% و0.8% على التوالي.
هذا الأسبوع
غير أن الأسبوع الحالي والمنتهي في 22 أغسطس، قد شهد تراجعات في مؤشرات وول ستريت، لاسيما في 20 أغسطس، مع انخفاض أسهم شركات التكنولوجيا التي ضغطت على مؤشرات السوق الأمريكية.
هذه الضغوط تأتي في ظل المخاوف من:
- فقاعة في أسهم شركات التكنولوجيا والحاجة لتصحيح في أسعارها بعد أن ارتفعت بشكل مبالغ فيه مقارنة بالنمو في المبيعات.
- تقييم المستثمرين للأرباح غير المستقرة لشركات التجزئة مثل تارجت ولويز.
- ترقب ندوة مجلس الاحتياطي الفيدرالي وخطاب رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول يوم الجمعة في جاكسون هول بحثاً عن إشارات حول المسار طويل المدى للفائدة في العام المقبل.
عليه، من المتوقع أن تبقى مؤشرات وول ستريت في خانة الترقب في المدى المنظور لحين انقشاع الرؤية على صعيد السياسة النقدية للفيدرالي الأمريكي والانقسام الحاصل حول قراءة بيانات التضخم الأمريكي.
تذبذب الذهب
من جهة أخرى، انخفضت أسعار الذهب خلال الأسبوع المنتهي في 15 أغسطس، بعد أن صرّح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن الرسوم الجمركية لن تُفرض على سبائك الذهب المستوردة، فيما كان المستثمرون يترقبون تقرير التضخم الأمريكي الذي من شأنه توفير المزيد من الوضوح بشأن توقعات الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة.
هذا وانخفضت أسعار الذهب يوم الخميس 14 أغسطس، بعد صدور بيانات أسعار المنتجين في الولايات المتحدة التي جاءت أعلى من المتوقع وتراجعت مطالبات البطالة، مما عاد وخفّض من احتمال خفض كبير للفائدة الشهر المقبل، إذ أفادت وزارة العمل بارتفاع مؤشر أسعار المنتجين بنسبة 3.3% على أساس سنوي في يوليو، وهو أعلى بكثير من التوقعات البالغة 2.5%.
بالإضافة إلى ذلك، جاءت مطالبات البطالة الأسبوعية أقل من المتوقع عند 224,000 مقارنة بالتوقعات البالغة 228,000. وبحلول يوم الجمعة، تحوّل تركيز السوق إلى المحادثات المرتقبة بين الرئيس ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، لتبلغ أونصة الذهب 3,381.7 دولار، بانخفاض أسبوعي نسبته 2.2%.
وبالتوازي، أنهت المعادن الثمينة الأخرى الأسبوع على تباين، حيث أغلق سعر الفضة عند 38.0 دولار للأونصة على تراجع بنسبة 1.3%، في حين ارتفع البلاتين بنسبة 0.3% لينهي الأسبوع عند 1,345.2 دولار للأونصة.
في المقابل، استمرت أسعار الذهب في التراجع خلال الأسبوع الحالي وتحديداً في 19 أغسطس إلى ما دون 3,360 دولار للأونصة، مع ارتفاع قيمة الدولار الأمريكي، قبل أن تعاود أسعار الذهب ارتفاعها في 20 أغسطس إلى حدود 3,390 دولار للأونصة، مع تقييم الأسواق لمحضر اجتماع الاحتياطي الفيدرالي الذي أظهر أن اثنين فقط من صانعي السياسات في البنك المركزي الأمريكي، واللذين اعترضا على قرار الإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير الشهر الماضي، لم يحظيا بدعم من أعضاء آخرين في تأييد خفض الفائدة خلال ذلك الاجتماع، ناهيك عن ترقب منتدى جاكسون هول.
هذا من شأنه أن يبقي أسعار الذهب في خانة الاستقرار، بانتظار خطاب جيروم باول ما إذا كان سينضم إلى الأصوات التي ترى أن الوقت قد حان لاتخاذ خطوات لحماية سوق العمل من المزيد من الضعف، أو إذا كان ما يزال متحالف مع المتحفظين القلقين من التضخم.
بتكوين وأخواتها
استهلت سوق العملات الرقمية الأسبوع المنتهي في 15 أغسطس على نحو إيجابي، حيث سجلت عملة بتكوين أعلى مستوى لها على الإطلاق في حين سجلت عملة إيثريوم مستويات لم تشهدها منذ العام 2021.
وقد جاء هذا الارتفاع بشكل أساسي نتيجة للتوسع السريع في الدين الأمريكي، لترتفع القيمة السوقية الإجمالية للعملات الرقمية العالمية يوم الثلاثاء 12 أغسطس بنسبة 2% خلال 24 ساعة لتصل إلى 4.03 تريليون دولار، مع تسجيل العملات الرقمية الكبرى مكاسب واسعة النطاق.
ما الأسباب؟
وقد غذت هذه الارتفاعات عمليات تصفية كبيرة للمراكز القصيرة، بينما تحسنت معنويات المخاطرة. وبحلول يوم الأربعاء، كانت بتكوين وإيثريوم تتداولان ضمن نطاق قريب من أعلى مستوياتهما على الإطلاق، حيث تزايد الإقبال على العملات الرقمية.
وقد استمرت البتكوين في تسجيل مستويات قياسية جديدة يوم الخميس 14 أغسطس، متجاوزة مستوى 124,000 دولار، ما وفر آفاق إيجابية لسوق العملات الرقمية ودفع بالقيمة السوقية الإجمالية إلى مستوى قياسي بلغ 4.18 تريليون دولار.
أما يوم الجمعة، فقد صُححت أسعار العملات الرقمية بعد الارتفاعات القوية، مع قيام المستثمرين بجني الأرباح، لتنهي الأسبوع في المنطقة الإيجابية. عليه، أغلقت بتكوين عند 117,384 دولار، مسجلةً مكاسب أسبوعية بنسبة 0.4%، بينما أغلقت إيثريوم عند 4,429 دولار، مرتفعة بنسبة 9.2%.
عودة القلق
غير أن الأسبوع الحالي عاد وشهد تراجعات كبيرة في أسعار العملات الرقمية، حيث أدت المخاوف المتزايدة بشأن الاقتصاد الكلي إلى بيع قسري لمراكز الشراء بأكثر من 500 مليون دولار، لتنخفض البتكوين إلى حدود 113 ألف دولار.
جاء التراجع، لاسيما بعد صدور بيانات مؤشر أسعار المنتجين الأمريكي التي فاقت توقعات الأسواق، ما دفع بالمستثمرين لإعادة تسعير توقعاتهم بشأن مسار السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي، وهو ما دفع أيضاً بمؤشر الخوف والطمع إلى الهبوط 12 نقطة وصولاً إلى 44، ما أعاد أجواء القلق للمستثمرين بعد أسابيع من التفاؤل في السوق.
الأسهم العربية
إقليمياً، لا تزال أسواق الأسهم العربية على أدائها الواهن خلال الأسبوع المنتهي في 15 أغسطس، مع تفاوت مستمر في الأداء بين البورصات العربية، بحيث سجل مؤشرS&P العربي المركب تراجع أسبوعي طفيف بنسبة 0.3% في ظل أحجام تداول ضعيفة، إذ تراجع حجم التداول بنسبة 8.5% إلى 19.8 مليار سهم، في حين ارتفعت قيمة التداول بنسبة 4.6% إلى 17.6 مليار دولار.
وقد استمر هذا الأداء الضعيف خلال الأسبوع الحالي والمنتهي في 22 أغسطس في ظل حالة من الترقب المستمرة منذ بداية الشهر، دون تغييرات تذكر في مؤشرات أسعار البورصات العربية، وبالتالي من المتوقع أن يستمر هذا الأداء حتى نهاية شهر أغسطس الذي يتسم نوعاً ما بنشاط تداول واهن نسبياً.
(إعداد: فادي قانصو، الأمين العام المساعد ومدير الأبحاث في اتحاد أسواق المال العربية، خبير اقتصادي وأستاذ جامعي، تحرير: شيماء حفظي، مراجعة قبل النشر: أحمد علي)
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الذهب يحاول التماسك قرب 3340 دولاراً
الذهب يحاول التماسك قرب 3340 دولاراً

البيان

timeمنذ 7 ساعات

  • البيان

الذهب يحاول التماسك قرب 3340 دولاراً

انخفضت أسعار الذهب قليلاً، أمس، بعد أن أظهر محضر اجتماع مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) لشهر يوليو، توافقاً على إبقاء أسعار الفائدة ثابتة. وخلال التداولات، تراجع الذهب في المعاملات الفورية 0.2 %، إلى 3340.09 دولاراً للأوقية (الأونصة). وانخفضت أيضاً العقود الأمريكية الآجلة للذهب تسليم ديسمبر 0.2 %، إلى 3382.30 دولاراً. وقال كارلو ألبرتو دي كازا محلل العوامل الخارجية لدى سويسكوت: «اتسمت محاضر اجتماع اللجنة الاتحادية للسوق المفتوحة بالتشدد، ولا يزال مجلس الاحتياطي الاتحادي يميل إلى إعطاء الأولوية للسيطرة على التضخم، من خلال تشديد السياسة النقدية، بدلاً من خفض تكلفة المال». ويزدهر الذهب عادة في بيئة أسعار الفائدة المنخفضة، وخلال أوقات الضبابية. وأضاف دي كازا: «قد يكون لسياسة الاحتياطي الاتحادي المتشددة تأثير في سعر الذهب، ولكن طالما ظل الذهب في نطاق 3270 و3440 دولاراً، فلا توجد مخاطر كبيرة لانخفاضات كبيرة (نظراً) لاستمرار البنوك المركزية في شراء أطنان من الذهب». بالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، خسرت الفضة في المعاملات الفورية 0.2 %، إلى 37.83 دولاراً للأوقية، وانخفض البلاتين 1 %، إلى 1326.93 دولاراً، وهبط البلاديوم 0.8 %، إلى 1105.12 دولارات.

قمة موازية في جاكسون هول تكشف النفوذ المتصاعد لـ«الكريبتو»
قمة موازية في جاكسون هول تكشف النفوذ المتصاعد لـ«الكريبتو»

البيان

timeمنذ 7 ساعات

  • البيان

قمة موازية في جاكسون هول تكشف النفوذ المتصاعد لـ«الكريبتو»

مشيراً إلى أن الموضوع غير الرسمي لهذا العام، يتمحور حول موجة «شركات خزينة الكريبتو»، التي تجتاح أسواق الأسهم الأمريكية في الوقت الراهن. ويأتي هذا الحدث، بموازاة ما وصفه محللو «غولدمان ساكس» بـ«صيف العملات المستقرة». فقد تدفقت الأموال هذا العام إلى العملات المستقرة، ومنتجات الكريبتو الأخرى، مع تأكيد إدارة ترامب دعمها الكامل للصناعة، عبر تمرير تشريعات واسعة، عززت القيمة السوقية العالمية للعملات المشفّرة، لتتجاوز 4 تريليونات دولار للمرة الأولى. وكانت «فايننشال تايمز» ذكرت الأسبوع الماضي، أنّ الشركة تبحث عن شركات في آسيا لشراء كميات كبيرة من البيتكوين. وكان موضوع النقاش «مستقبل البيتكوين في أمريكا».

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store