
"تمارين السوماتيك" حركات هادئة لتعزيز الاسترخاء ومكافحة التوتر
في عالم تكاد السرعة تصبح فيه وباء منتشرا، وتساهم بشكل أساسي في تنامي معدلات المعاناة من القلق والاكتئاب، قد يكون من الضروري أن نبدأ في التعامل بلطف مع أنفسنا، واختيار الاعتناء بها بكل الطرق المتاحة.
وفي واحدة من التقنيات التي قد تعيد صلتك بنفسك بشكل آمن وهادئ، ما يُعرف في عالم التعافي والعناية الذاتية باسم "تمارين السوماتيك" أو "التمدد الجسدي" (Somatic Exercise)، والتي تجمع بين تقنيات التواصل مع جسدك وتهدئة الأعصاب والتنفس بعمق في الوقت ذاته.
ما تمارين السوماتيك؟
"تمارين السوماتيك" أو "التمدد الجسدي" هي حركات لطيفة وواعية مصممة لمساعدتك على استعادة التواصل مع جسدك. وهي على عكس برامج اللياقة البدنية التقليدية التي تركز على بناء القوة أو المرونة، تهدف إلى زيادة الوعي الجسدي، وتخفيف التوتر المزمن، وإعادة تدريب الجهاز العصبي على حركة أكثر طبيعية وفعالية.
ويعتقد الخبراء في هذا المجال أن "تمارين السوماتيك" والحركة الطبيعية واللمس والتنفس بعمق وبطء، كلها من العوامل التي يمكن أن تساعد على تحقيق العافية والاسترخاء والحضور.
وتتضمن هذه التمارين أداء الحركات اللطيفة لمجرد الحركة، وليس لرفع معدل ضربات القلب أو التعرُّق أو حرق الدهون، مثل تمارين اليوغا اللطيفة أو الرقص الإيقاعي الهادئ. وطوال التمرين، يُركز الشخص خلاله على تجربته الداخلية ومشاعره أثناء الحركة لاكتشاف المزيد عن جسمه.
التأثير على الجسم والجهاز العصبي
مع مرور الوقت، يعتاد الجهاز العصبي على شدّ عضلات معينة والتحرك بأنماط قد تكون غير صحيحة أو ضارة، وذلك نتيجة للتوتر، الصدمات النفسية، التمارين الرياضية، الإصابات، أو تكرار أنشطة يومية معينة.
وعلى الرغم من أن هذه آلية وقائية -حيث تتقلص عضلاتنا أو تصبح مشدودة للغاية حتى لا نطيلها أكثر من اللازم ونسبب لها إصابات- فإنها قد تؤدي في النهاية إلى ألم مزمن وشد ووجع، وهو ما يعانيه الكثير من الناس ويعتبرون أنها آلام غير مفهومة المصدر.
في المقابل، فإن "تمارين السوماتيك" تُعلّمك التناغم مع ما يُخبرك به جسمك. وهذا قد يتطلب هدوءا واسترخاء وتركيزا واعيا بالجسم وعملية التنفس.
فهي لا تتطلب أن تشد أي شيء أو تُجبر على حركات كبيرة ومرهقة، ويمكن أن يكون الأمر بسيطًا كإرخاء رأسك للأمام لعدة دقائق وملاحظة تأثير ذلك على عضلات رقبتك. وبمجرد أن تتناغم مع شعور عضلاتك، ستتمكن من شدها وإرخائها بفعالية، لتخفيف التوتر وزيادة المرونة.
وبالرغم من أنه لم تُجرَ أبحاث كثيرة حول الفوائد المباشرة لـ"تمارين السوماتيك" وتأثيراتها على الحركة الجسدية، لكن يؤكد خبراء أن الأشخاص الذين يمارسونها بانتظام يجدون أنها تُحسّن وضعية الجسم، ونطاق الحركة، والتوازن، وتخفف من حدة آلام الجسم المزمنة.
كذلك يمكن أن تكون للتواصل مع الجسم فائدة إضافية تتمثل في زيادة الوعي العاطفي وإعادة ضبط الجهاز العصبي لدى من يعانون من القلق المزمن، إذ يجد العديد من الأشخاص الذين لديهم صعوبة في التعبير عن مشاعرهم الأليمة أنه من الأسهل التعبير عنها من خلال الحركة، ما يمثل طريقة للتنفيس عن المشاعر الصعبة والإحساس بالاسترخاء والهدوء والحضور.
تمارين سوماتيك لتقليل التوتر والشد العضلي
إذا كنت مهتما بممارسة "تمارين السوماتيك" أو التمدد الجسدي، فإليك 4 تمارين سهلة للمبتدئين لتجربتها:
1- تمرين الوقوف: قف مستقيما مع تثبيت قدميك على الأرض، ولاحظ كيفية ثباتهما على الأرض. ثم حاول شد وإرخاء عضلات قدميك. ثم خذ أنفاسا عميقة، ولاحظ كيف تتمدد عضلات بطنك وتنقبض، وكيف تشعر بذلك.
أخيرا، افحص بذهنك شعورك بجسمك من الأعلى إلى الأسفل، ولاحظ كيف تشعر بعضلاتك المختلفة، وحدد أي مناطق توتر أو ألم.
2- إرخاء الرأس: قف مستقيما مع تثبيت قدميك على الأرض، ثم أرخِ رأسك ببطء، واتركه ينزل إلى أقصى حد مريح. ولاحظ كيف تشعر عضلات رقبتك وكيف أثرت هذه الحركة على العضلات والمفاصل والأنسجة المجاورة، مثل عضلات كتفيك وأعلى ظهرك.
حدد المنطقة التي تشعر فيها بالتوتر، مثل مؤخرة رقبتك، وجرّب شعورك بهذا التوتر. لاحظ شعورك بالاسترخاء والحضور أثناء التمدد وإرخاء الرأس للأمام أو اليمين أو اليسار أو الخلف، وحاول تخفيف هذا التوتر.
3- التقوس والتسطيح: إذا كنت تعاني من آلام في الظهر، استلقِ على الأرض وضع قدميك بشكل مسطح على الأرض، مع مباعدة الوركين، وثني الركبتين. ثم خذ نفَسا عميقا، ولاحظ كيف تتحرك عضلات أسفل ظهرك وبطنك أثناء ذلك.
قوّس ظهرك برفق، مع رفع بطنك لأعلى، واضغط عضلات الأرداف وقدميك على الأرض. وابقَ على هذه الوضعية لأطول فترة مريحة لك، ثم أنزل ظهرك ببطء وأفرده على الأرض. وكرر الحركة ببطء شديد، مع فحص عضلات جذعك بحثا عن أي توتر ومحاوله تهدئته.
4- تمرين العضلة الحرقفية القطنية: وهي المجموعة العضلية التي تربط عمودك الفقري بساقيك. وتبدأ بالاستلقاء على ظهرك مع ثني ركبتيك، وقدميك مسطحتين على الأرض. ثم ضع يدك اليمنى خلف رأسك.
ارفع رأسك برفق أثناء رفع ساقك اليمنى في نفس الوقت، مع الحفاظ عليها مثنية، على بُعد حوالي 15 سنتيمترا من الأرض. (يجب أن يبدو هذا كأنك تقوم بتمرين كرانش بجانب واحد فقط من جسمك). ثم افحص عضلات أسفل ظهرك ووركيك وساقيك بحثا عن أي توتر، ولاحظ شعورك به.
إعلان
بعدها اخفض ساقك ورأسك برفق. وافعل الشيء نفسه، ولكن هذه المرة مع فرد ساقك قليلًا أثناء الرفع. ثم كرر هذه الحركات ببطء ولطف عدة مرات، ثم كررها على الجانب الآخر.
ولتحقيق المزيد من الاسترخاء والحضور وتفكيك توتر الجسم والعضلات، يمكنك مشاهدة الفيديو التالي لتمرين سوماتيك لكامل أجزاء الجسم، والذي يمكن حتى للمبتدئين تنفيذه بسهولة، مع مراعاة التنفس بعمق والتركيز بهدوء أثناء ذلك على الإحساس بالجسم والعضلات.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ 5 ساعات
- الجزيرة
لماذا يُنصح بإضافة مسحوق الشمندر إلى نظامك الغذائي؟
البنجر أو الشمندر هو نبات جذري يتميز بلونه الأحمر الداكن، كما أنه غني بالفيتامينات والمعادن والألياف والبروتينات والمواد المغذية الأخرى اللازمة لصحة القلب والكبد وتعزيز الحديد في الجسم. ونظرا لنكهته الترابية غير المفضلة للبعض وفوضى البقع الأرجوانية التي يسببها عند تحضيره، يميل الكثيرون إلى استخدام مسحوق الشمندر الذي اكتسب شعبية واسعة كمكمل غذائي معزز للصحة وبديل عملي وسريع للشمندر الطازج. مسحوق الشمندر هو منتج وردي أو أحمر مصنوع من الشمندر المجفف والمطحون ليصبح مسحوقا ناعما يسهل دمجه في النظام الغذائي اليومي دون عناء التقشير أو التقطيع أو الطهي، ويتوفر في متاجر الأطعمة الطبيعية، ويمكنك طلبه عبر الإنترنت وتحضيره منزليا بسهولة. ويؤكد خبراء التغذية أن عملية التجفيف غالبا ما تحافظ على المركبات النباتية المفيدة الموجودة في الشمندر الطازج مثل الحديد والمغنسيوم والبوتاسيوم وفيتامين سي والنترات التي يحولها الجسم إلى أكسيد النيتريك، مما يحسن الدورة الدموية وصحة القلب والأوعية الدموية. وتختلف تركيزات هذه المركبات باختلاف نوع الشمندر سواء كان عضويا أو غير عضوي وكذلك طريقة معالجته، ووفق موقع "كليفلاند" فإن ملعقة صغيرة من مسحوق الشمندر تعادل المحتوى الغذائي لحبة شمندر كاملة. فوائد مسحوق الشمندر يعزز مسحوق الشمندر القدرة على التحمل ويقلل من التعب أثناء التمرين، ويدعم ذلك دراسة نشرتها مجلة "فرونتيرز" عام 2021، أشارت إلى أن الشمندر يحتوي على نسبة عالية من أكسيد النيتريك الذي يعزز تدفق الدم الغني بالأكسجين إلى عضلات الجسم، كما يساعد على نقل الغلوكوز "سكر الدم" عبر جسمك ويمده بالطاقة اللازمة للنشاط البدني وأداء تمارين رياضية عالية الكثافة لفترات طويلة. دراسة أخرى نشرتها مجلة "سبورتس هيلث" عام 2021، وجدت أن مركب البيتالين المتوفر في مسحوق الشمندر، يساعد على تعافي العضلات بعد التدريبات الشاقة، مما يقلل الألم ويحسن الأداء في جلسات التدريب اللاحقة. إعلان ومع ذلك توضح اختصاصية التغذية، كارلي سيدلاسيك لموقع "كليفلاند" أن مسحوق الشمندر ليس مكملا سريع المفعول قبل التمرين ولن ترى نتائج فورية عند تناوله، لذلك ينبغي تناوله قبل ممارسة الرياضة بساعتين أو 3 ساعات، حتى يتيح للجسم فرصة امتصاص عناصره الغذائية. تحسين صحة الجهاز الهضمي يعد مسحوق الشمندر مصدرا رائعا للألياف التي تدعم صحة الجهاز الهضمي وتقلل من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة، ووفق وزارة الزراعة الأميركية ، فإن ملعقتين كبيرتين من مسحوق الشمندر تحتويان على 5.99 غرامات من الألياف. وأفادت دراسة أجراها علماء ميكروبيولوجيا الأغذية في البرازيل عام 2020 أن مستخلص الشمندر يحتوي على مجموعة من المركبات النشطة بيولوجيًا مثل الألياف الغذائية والتي تدعم صحة الجهاز الهضمي وتعزز نمو البكتيريا المعوية النافعة وتحفز عملية الأيض. يحتوي مسحوق الشمندر على مادة البيتالين، وهي صبغة طبيعية تعطي الشمندر لونه الأحمر الداكن وتمتاز بخصائص طبيعية مضادة للالتهابات ومكافحة للإجهاد التأكسدي، ويرتبط الالتهاب بأمراض القلب والربو وداء السكري من النوع الثاني. كشفت دراسة حديثة نُشرت في المجلة الأوروبية للتغذية عام 2023 عن قدرة مسحوق الشمندر على تحسين الوظائف الإدراكية مثل الذاكرة والوظائف التنفيذية وحل المشكلات، ووفق الدراسة، ساعد تناول أقراص مسحوق الشمندر القابلة للمضغ قبل 90 دقيقة من إجراء اختبارات الذاكرة على تحقيق نتائج أعلى بنسبة 21% في اختبار الذاكرة قصيرة المدى مقارنة بالمجموعة التي تناولت دواءً وهميًا، وأشار الباحثون إلى أن زيادة نسبة أكسيد النيتريك في الشمندر تزيد من تدفق الدم إلى الدماغ وتزويده بالأكسجين والعناصر الغذائية التي تدعم الوظائف الإدراكية وتعزز قوة الدماغ. انخفاض ضغط الدم يقلل مسحوق الشمندر من ضغط الدم الانقباضي، إذ يحتوي على نسبة عالية من البوتاسيوم المعروف بتأثيراته الخافضة لضغط الدم وكذلك أكسيد النيتريك الذي يعزز استرخاء الأوعية الدموية. كيف تتناول مسحوق الشمندر؟ يمكنك إضافة مسحوق الشمندر إلى أي مشروب تقريبا بما في ذلك عصائر الفاكهة والشاي والحليب النباتي أو الماء مع عصير الليمون، كما يمكن إضافته إلى العديد من الوصفات في المطبخ للاستمتاع بفوائده أو كملوّن طبيعي للطعام، بالطرق التالية: أضف مسحوق الشمندر إلى عجينة الفطائر أو دقيق الشوفان أو بارفيه الزبادي أو بودنغ الشيا لتعزيز القيمة الغذائية. امزج مسحوق الشمندر مع صلصة الحمص أو الفاصوليا أو صلصة الغواكامولي لتعزيز النكهة واللون. أضفه إلى الكعك أو الخبز أو البسكويت أو خليط الكيك لإضفاء لون وردي على المخبوزات وتغيير نكهتها. عند تحضير المعكرونة، أضف ملعقة صغيرة إلى صلصة الطماطم أو الكريمة المفضلة لديك، ويمكنك كذلك إضافته إلى حساء العدس أو حساء اللحم للحصول على المزيد من التغذية وتنوع المذاق. ما يجب أن تعرفه قبل تناول مسحوق الشمندر عند شراء مسحوق الشمندر، يُنصح بتجنّب الكبسولات واختيار الشكل السائب أو الأقراص القابلة للمضغ، بحسب كيرستن براندت، المحاضِرة في مركز أبحاث التغذية البشرية بجامعة نيوكاسل البريطانية. توضح براندت أن تحويل النترات الموجودة في الشمندر إلى أكسيد النيتريك -وهو مركب مفيد لصحة القلب والأوعية الدموية- يبدأ في الفم بفضل البكتيريا الموجودة على اللسان، بينما تتجاوز الكبسولات هذه المرحلة وتمر مباشرة إلى الجهاز الهضمي، ما يقلل الفائدة. وتضيف "تجنّب استخدام غسول الفم المضاد للبكتيريا قبل تناول الشمندر، لأنه قد يعيق هذه العملية الحيوية"، وذلك وفقًا لما نشره موقع "مينز هيلث". ورغم فوائد الشمندر، فإنه يحتوي على نسبة عالية من الأوكسالات التي قد تسهم في تكوّن حصوات الكلى. لذلك، يُنصح بتجنّب مسحوقه إذا كنت تعاني من انخفاض في ضغط الدم أو لديك تاريخ مع حصوات الكلى. كما يجب الحذر في حالة وجود حساسية تجاه الشمندر، إذ قد تظهر أعراض مثل الطفح الجلدي أو الحكة أو اضطرابات في المعدة. بشكل عام، لا يعد مسحوق الشمندر حلا سحريا، بل هو مكمل غذائي يمكن أن يدعم نمط حياة صحي. وإذا قررت إضافته إلى نظامك الغذائي، فاستشر اختصاصي تغذية لتحديد الجرعة المناسبة لحالتك.


الجزيرة
منذ 6 ساعات
- الجزيرة
"تمارين السوماتيك" حركات هادئة لتعزيز الاسترخاء ومكافحة التوتر
في عالم تكاد السرعة تصبح فيه وباء منتشرا، وتساهم بشكل أساسي في تنامي معدلات المعاناة من القلق والاكتئاب، قد يكون من الضروري أن نبدأ في التعامل بلطف مع أنفسنا، واختيار الاعتناء بها بكل الطرق المتاحة. وفي واحدة من التقنيات التي قد تعيد صلتك بنفسك بشكل آمن وهادئ، ما يُعرف في عالم التعافي والعناية الذاتية باسم "تمارين السوماتيك" أو "التمدد الجسدي" (Somatic Exercise)، والتي تجمع بين تقنيات التواصل مع جسدك وتهدئة الأعصاب والتنفس بعمق في الوقت ذاته. ما تمارين السوماتيك؟ "تمارين السوماتيك" أو "التمدد الجسدي" هي حركات لطيفة وواعية مصممة لمساعدتك على استعادة التواصل مع جسدك. وهي على عكس برامج اللياقة البدنية التقليدية التي تركز على بناء القوة أو المرونة، تهدف إلى زيادة الوعي الجسدي، وتخفيف التوتر المزمن، وإعادة تدريب الجهاز العصبي على حركة أكثر طبيعية وفعالية. ويعتقد الخبراء في هذا المجال أن "تمارين السوماتيك" والحركة الطبيعية واللمس والتنفس بعمق وبطء، كلها من العوامل التي يمكن أن تساعد على تحقيق العافية والاسترخاء والحضور. وتتضمن هذه التمارين أداء الحركات اللطيفة لمجرد الحركة، وليس لرفع معدل ضربات القلب أو التعرُّق أو حرق الدهون، مثل تمارين اليوغا اللطيفة أو الرقص الإيقاعي الهادئ. وطوال التمرين، يُركز الشخص خلاله على تجربته الداخلية ومشاعره أثناء الحركة لاكتشاف المزيد عن جسمه. التأثير على الجسم والجهاز العصبي مع مرور الوقت، يعتاد الجهاز العصبي على شدّ عضلات معينة والتحرك بأنماط قد تكون غير صحيحة أو ضارة، وذلك نتيجة للتوتر، الصدمات النفسية، التمارين الرياضية، الإصابات، أو تكرار أنشطة يومية معينة. وعلى الرغم من أن هذه آلية وقائية -حيث تتقلص عضلاتنا أو تصبح مشدودة للغاية حتى لا نطيلها أكثر من اللازم ونسبب لها إصابات- فإنها قد تؤدي في النهاية إلى ألم مزمن وشد ووجع، وهو ما يعانيه الكثير من الناس ويعتبرون أنها آلام غير مفهومة المصدر. في المقابل، فإن "تمارين السوماتيك" تُعلّمك التناغم مع ما يُخبرك به جسمك. وهذا قد يتطلب هدوءا واسترخاء وتركيزا واعيا بالجسم وعملية التنفس. فهي لا تتطلب أن تشد أي شيء أو تُجبر على حركات كبيرة ومرهقة، ويمكن أن يكون الأمر بسيطًا كإرخاء رأسك للأمام لعدة دقائق وملاحظة تأثير ذلك على عضلات رقبتك. وبمجرد أن تتناغم مع شعور عضلاتك، ستتمكن من شدها وإرخائها بفعالية، لتخفيف التوتر وزيادة المرونة. وبالرغم من أنه لم تُجرَ أبحاث كثيرة حول الفوائد المباشرة لـ"تمارين السوماتيك" وتأثيراتها على الحركة الجسدية، لكن يؤكد خبراء أن الأشخاص الذين يمارسونها بانتظام يجدون أنها تُحسّن وضعية الجسم، ونطاق الحركة، والتوازن، وتخفف من حدة آلام الجسم المزمنة. كذلك يمكن أن تكون للتواصل مع الجسم فائدة إضافية تتمثل في زيادة الوعي العاطفي وإعادة ضبط الجهاز العصبي لدى من يعانون من القلق المزمن، إذ يجد العديد من الأشخاص الذين لديهم صعوبة في التعبير عن مشاعرهم الأليمة أنه من الأسهل التعبير عنها من خلال الحركة، ما يمثل طريقة للتنفيس عن المشاعر الصعبة والإحساس بالاسترخاء والهدوء والحضور. تمارين سوماتيك لتقليل التوتر والشد العضلي إذا كنت مهتما بممارسة "تمارين السوماتيك" أو التمدد الجسدي، فإليك 4 تمارين سهلة للمبتدئين لتجربتها: 1- تمرين الوقوف: قف مستقيما مع تثبيت قدميك على الأرض، ولاحظ كيفية ثباتهما على الأرض. ثم حاول شد وإرخاء عضلات قدميك. ثم خذ أنفاسا عميقة، ولاحظ كيف تتمدد عضلات بطنك وتنقبض، وكيف تشعر بذلك. أخيرا، افحص بذهنك شعورك بجسمك من الأعلى إلى الأسفل، ولاحظ كيف تشعر بعضلاتك المختلفة، وحدد أي مناطق توتر أو ألم. 2- إرخاء الرأس: قف مستقيما مع تثبيت قدميك على الأرض، ثم أرخِ رأسك ببطء، واتركه ينزل إلى أقصى حد مريح. ولاحظ كيف تشعر عضلات رقبتك وكيف أثرت هذه الحركة على العضلات والمفاصل والأنسجة المجاورة، مثل عضلات كتفيك وأعلى ظهرك. حدد المنطقة التي تشعر فيها بالتوتر، مثل مؤخرة رقبتك، وجرّب شعورك بهذا التوتر. لاحظ شعورك بالاسترخاء والحضور أثناء التمدد وإرخاء الرأس للأمام أو اليمين أو اليسار أو الخلف، وحاول تخفيف هذا التوتر. 3- التقوس والتسطيح: إذا كنت تعاني من آلام في الظهر، استلقِ على الأرض وضع قدميك بشكل مسطح على الأرض، مع مباعدة الوركين، وثني الركبتين. ثم خذ نفَسا عميقا، ولاحظ كيف تتحرك عضلات أسفل ظهرك وبطنك أثناء ذلك. قوّس ظهرك برفق، مع رفع بطنك لأعلى، واضغط عضلات الأرداف وقدميك على الأرض. وابقَ على هذه الوضعية لأطول فترة مريحة لك، ثم أنزل ظهرك ببطء وأفرده على الأرض. وكرر الحركة ببطء شديد، مع فحص عضلات جذعك بحثا عن أي توتر ومحاوله تهدئته. 4- تمرين العضلة الحرقفية القطنية: وهي المجموعة العضلية التي تربط عمودك الفقري بساقيك. وتبدأ بالاستلقاء على ظهرك مع ثني ركبتيك، وقدميك مسطحتين على الأرض. ثم ضع يدك اليمنى خلف رأسك. ارفع رأسك برفق أثناء رفع ساقك اليمنى في نفس الوقت، مع الحفاظ عليها مثنية، على بُعد حوالي 15 سنتيمترا من الأرض. (يجب أن يبدو هذا كأنك تقوم بتمرين كرانش بجانب واحد فقط من جسمك). ثم افحص عضلات أسفل ظهرك ووركيك وساقيك بحثا عن أي توتر، ولاحظ شعورك به. إعلان بعدها اخفض ساقك ورأسك برفق. وافعل الشيء نفسه، ولكن هذه المرة مع فرد ساقك قليلًا أثناء الرفع. ثم كرر هذه الحركات ببطء ولطف عدة مرات، ثم كررها على الجانب الآخر. ولتحقيق المزيد من الاسترخاء والحضور وتفكيك توتر الجسم والعضلات، يمكنك مشاهدة الفيديو التالي لتمرين سوماتيك لكامل أجزاء الجسم، والذي يمكن حتى للمبتدئين تنفيذه بسهولة، مع مراعاة التنفس بعمق والتركيز بهدوء أثناء ذلك على الإحساس بالجسم والعضلات.


الجزيرة
منذ 7 ساعات
- الجزيرة
غزة توثق العثور على أقراص مخدرة داخل أكياس الطحين
استنكر المكتب الإعلامي الحكومي بغزة وجود أقراص مخدرة داخل أكياس الطحين التي وصلت المواطنين من مراكز المساعدات التي تشرف عليها الولايات المتحدة وإسرائيل. وأكد المكتب توثيق 4 إفادات لمواطنين عثروا على أقراص مخدرة من نوع "Oxycodone" داخل أكياس طحين قادمة من "مصائد الموت" المعروفة بمراكز "المساعدات الأميركية الإسرائيلية". وأوضح أن وجود أقراص مخدرة بأكياس الطحين جريمة بشعة تستهدف صحة المدنيين والنسيج المجتمعي. وحمل المكتب الفلسطيني جيش الاحتلال المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة الهادفة لنشر الإدمان وتدمير النسيج المجتمعي الفلسطيني من الداخل. ودعا المواطنين إلى الحذر وتفتيش المواد الغذائية القادمة من هذه المراكز المشبوهة، والتبليغ الفوري عن أي مواد غريبة. وبعيدا عن إشراف الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، بدأت إسرائيل وواشنطن منذ 27 مايو/أيار تنفيذ خطة لتوزيع مساعدات محدودة عبر ما تعرف باسم " مؤسسة غزة الإنسانية" بحيث تجبر الفلسطينيين المجوّعين على المفاضلة بين الموت جوعا أو برصاص الجيش الإسرائيلي. وقد أكد ضباط وجنود إسرائيليون تلقيهم تعليمات مباشرة بإطلاق النار على الفلسطينيين قرب مراكز تقديم المساعدات التابعة لـ"منظمة غزة الإنسانية" في قطاع غزة. وقال الضباط والجنود -في تحقيق لصحيفة هآرتس الإسرائيلية إن أوامر إطلاق النار صدرت عن قادة بالجيش لإبعاد الفلسطينيين عن مراكز المساعدات، وأكدوا أن الغزيين لم يكونوا مسلحين ولم يشكلوا أي تهديد لأحد لكنهم مع ذلك تلقوا الأوامر بإطلاق النار. ووفقا لوزارة الصحة في قطاع غزة، فقد استشهد منذ ذلك التاريخ 549 فلسطينيا، وأصيب أكثر من 4 آلاف قرب مراكز المساعدات، وفي المناطق التي كان السكان ينتظرون فيها شاحنات الغذاء. وبدوره، وصف فيليبي لازاريني المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) آلية المساعدات هذه بأنها بغيضة وتؤدي لإزهاق الأرواح.