logo
مصر والصين لتعميق الشراكة الاستراتيجية في مواجهة التحديات

مصر والصين لتعميق الشراكة الاستراتيجية في مواجهة التحديات

الشرق الأوسطمنذ 2 أيام
بهدف «تعميق» الشراكة الاستراتيجية بين القاهرة وبكين، بدأ رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ، الأربعاء، زيارة إلى القاهرة تستغرق يومين، عدها خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط» فرصة لتعزيز التعاون الاقتصادي والسياسي في إطار «سياسة التوازن» التي تتبعها القاهرة في علاقاتها الدولية.
وكان رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي في استقبال رئيس مجلس الدولة الصيني لدى وصوله لمطار القاهرة الدولي، ومن المقرر أن يترأسا جلسة محادثات موسعة للتباحث حول عدد من الموضوعات والقضايا ذات الاهتمام المشترك، وتعميق الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، والتوقيع على عدد من الوثائق التي تستهدف تعزيز التعاون في مختلف المجالات، بحسب إفادة رسمية للحكومة المصرية.
وعبر رئيس مجلس الدولة الصيني، لي، عن تطلعه لتبادل وجهات النظر مع القيادة المصرية حول سبل تعميق العلاقات الثنائية والتعاون بين البلدين.
وقال في إفادة رسمية وزعتها السفارة الصينية بالقاهرة عقب وصوله إنه يعمل على «مواصلة إثراء مقومات علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين مصر والصين، بما يضفي قوة دافعة جبارة على التنمية والنهضة الوطنية لكلا البلدين، ويسهم بطاقة إيجابية للسلام والتنمية في المنطقة والعالم».
وأشار إلى تطور العلاقات بين البلدين قائلاً: «في السنوات الأخيرة وتحت القيادة الاستراتيجية من الرئيسين المصري عبد الفتاح السيسي، والصيني شي جينبينغ، شهدت العلاقات تطوراً مزدهراً، حيث تعمقت الثقة المتبادلة على الصعيد السياسي باستمرار»، لافتاً إلى توصل الرئيسين خلال لقاءين العام الماضي إلى «توافقات مهمة حول الدفع بإقامة المجتمع الصيني المصري للمستقبل المشترك في العصر الجديد».
وأضاف: «اليوم وعلى خلفية الظهور المتعاقب للتحديات المختلفة، يتعين على مصر والصين، باعتبارهما عضوين مهمين في الجنوب العالمي، أن تواصلا توثيق التعاون الاستراتيجي لحماية المصالح المشتركة، وتعزيز السلام والازدهار».
محادثات رئيس الوزراء المصري مع رئيس مجلس الدولة الصيني (مجلس الوزراء المصري)
وشهدت العاصمة الصينية بكين نهاية العام الماضي عقد الجولة الرابعة من «آلية الحوار الاستراتيجي بين مصر والصين» على مستوى وزراء الخارجية.
مستشار «مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية»، عمرو الشوبكي، أشار إلى «تبني مصر منذ فترة استراتيجية متوازنة لإقامة علاقات مع قوى أخرى مثل الصين وروسيا».
وقال لـ«الشرق الأوسط»: «النموذج الصيني يتسم بالعملية، ولا يثير تساؤلات في القضايا السياسية، ما يجعل العلاقات معها بالنسبة لمصر تتميز بالإنجاز، حيث تركز على التنمية والتعاون الاقتصادي».
وأضاف أن مصر، رغم علاقاتها الاستراتيجية مع الولايات المتحدة، تحرص على إقامة علاقات مع دول أخرى «لتحقيق التوازن»؛ مؤكداً أن الاتجاه المصري نحو الصين وروسيا لا يعني الابتعاد عن واشنطن «بل تحقيق قدر من التوازن المطلوب في العلاقات الدولية».
وبلغ حجم التبادل التجاري بين مصر والصين عام 2024 نحو17 مليار دولار، وتعد الصين من أكبر 5 شركاء استثماريين لمصر، بحسب تصريحات وزير الاستثمار والتجارة الخارجية المصري، حسن الخطيب، في مايو (أيار) الماضي.
وأكد مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، عضو «المجلس المصري للشؤون الخارجية»، السفير رخا أحمد حسن أن مصر والصين ترتبطان بعلاقات قوية واستراتيجية، لا سيما على صعيد التعاون الاقتصادي والتجاري في مجالات عدة، مشيراً إلى «اتجاه القاهرة أخيراً لتطوير التعاون مع الصين في المجال العسكري أيضاً».
وعقدت مصر والصين في مايو الماضي أول تدريبات جوية مشتركة تحت اسم «نسور الحضارة 2025»، تم تنفيذه على مدار عدة أيام بإحدى القواعد الجوية المصرية، وبمشاركة عدد من الطائرات المقاتلة المتعددة المهام من مختلف الطرازات.
رئيس الوزراء المصري مستقبلاً رئيس مجلس الدولة الصيني بمطار القاهرة الأربعاء (مجلس الوزراء المصري)
وقال حسن لـ«الشرق الأوسط» إن زيارة المسؤول الصيني تأتي في إطار «تعميق العلاقات الاستراتيجية، وبحث القضايا السياسية ذات الاهتمام المشترك»، موضحاً أن المحادثات سوف تتناول آخر المستجدات في الملف الفلسطيني، والتطورات في أعقاب التصعيد الأخير بين إسرائيل وإيران، والتشاور في مختلف الملفات التي تتعلق بالوضع الإقليمي، وأشار في هذا الصدد إلى موقف الصين المؤيد لحقوق الفلسطينيين.
وتدعم الصين «حل الدولتين» بوصفه مساراً لحل القضية الفلسطينية، ودعت خلال استضافتها الدورة العاشرة للاجتماع الوزاري لـ«منتدى التعاون الصيني - العربي»، في مايو من العام الماضي، إلى «عقد مؤتمر للسلام لإنهاء الحرب في غزة».
في سياق متصل، استقبل الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط بمقر الجامعة بالقاهرة، الأربعاء، رئيس مجلس الدولة الصيني، وتناول اللقاء أهم القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
أحمد أبو الغيط ورئيس مجلس الدولة الصيني (الجامعة العربية)
وأعرب أبو الغيط عن تقديره «لمواقف الصين الداعمة للقضية الفلسطينية في مختلف المحافل الدولية، بالإضافة إلى الدعم المقدم لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا)»، بحسب المتحدث باسم الأمين العام، جمال رشدي.
وقال رشدي، في إفادة رسمية، إن أبو الغيط «أكد على الاهتمام الذي توليه الجامعة العربية ودولها الأعضاء للارتقاء بعلاقات التعاون بين الجانبين، في إطار منتدى التعاون العربي - الصيني الذي تأسس عام 2004».
وفي هذا الصدد، أعرب لي عن تطلع بلاده لعقد القمة العربية - الصينية الثانية في عام 2026 بالصين، وفق رشدي.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

وزيرا خارجية أستراليا والصين يبحثان العلاقات الثنائية
وزيرا خارجية أستراليا والصين يبحثان العلاقات الثنائية

الرياض

timeمنذ 6 ساعات

  • الرياض

وزيرا خارجية أستراليا والصين يبحثان العلاقات الثنائية

التقت وزيرة الخارجية الأسترالية بيني وونغ اليوم وزير الخارجية الصيني وانغ يي على هامش اجتماعات وزراء خارجية رابطة دول جنوب شرق آسيا (الآسيان) المنعقدة في ماليزيا. وجرى خلال اللقاء بحث العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها في مختلف المجالات، بالإضافة إلى مناقشة الموضوعات ذات الاهتمام المشترك.

القيادة العالمية وزمن «الباكسا الصينية»
القيادة العالمية وزمن «الباكسا الصينية»

الشرق الأوسط

timeمنذ 7 ساعات

  • الشرق الأوسط

القيادة العالمية وزمن «الباكسا الصينية»

هل يعاني عالمنا المعاصر أزمة حقيقية في القيادات العالمية؟ ما أعلنه الرئيس الأميركي دونالد ترمب، عن نيته فرض رسوم جمركية تصل إلى 10 في المائة على الدول المنتمية لمنظمة «البريكس» بعد قمتها الأخيرة في البرازيل الأيام القليلة الفائتة، يجعلنا نتساءل: هل قيادة عالمنا المعاصر تجري برسم التعاون من أجل استنقاذ البشرية، أم التناحر إمعاناً في هلاكها - لا قدر الله؟ هذا التساؤل يضعنا في حقيقة الأمر أمام أزمة «الباكسا أميركانا»، بنوع خاص، أو زمن السلام الأميركي، والذي لطالما تحدثنا عنه، وكتبنا بشأنه، منذ سقوط الاتحاد السوفياتي، وانفراد الولايات المتحدة بقطبية المسكونة وساكنيها. في حاضرات أيامنا هناك من يتساءل هل هناك «باكسا صينية»، أي هل يمكن أن يعرف العالم زمناً تبسط فيه الصين نفوذها على الكرة الأرضية، لا سيما بعد أن بدا السلام الأميركي يتوارى، مخفقاً في خلق يوتوبيا أرضية جديدة، وهو ما يقطع به الكثير من المراقبين لواقعية السياسة الخارجية الأميركية، في زمن الرئيس ترمب، حيث أميركا أولاً وأخيراً؟ لم يعد خافياً على أحد أن الرئيس الصيني شي جينبينغ، يطمح قولاً وفعلاً إلى إعادة هيكلة العالم، فهو يريد تفكيك شبكة تحالفات واشنطن وتطهير الهيئات الدولية مما يصفه بالقيم الغربية، ويرغب في إطاحة الدولار الأميركي وإسقاطه من عليائه، عطفاً على تقليص سيطرة واشنطن الخانقة على التكنولوجيا الحيوية. لا يبدو المشهد مغايراً أو مختلفاً عن سعي الأقطاب الصاعدة كافة عبر التاريخ، وهو ما فعلته أميركا عينها، بعد الحرب العالمية الثانية، حين أزاحت بريطانيا عن القمة في العالم القديم. شي جينبينغ، وبما يتوافر له من مقدرات، يتطلع لنظام عالمي جديد، أو «باكسا صينية»، ترتكز فيها المؤسسات العالمية على المفاهيم الكونفوشيوسية الصينية، لا الأرسطية الغربية، والتي يظهر منها بنوع خاص على سطح الأحداث، الأمن المشترك، والتنمية الاقتصادية، والمبادئ الصينية حول الحقوق والسياسات التي ترسمها الدولة، بالإضافة إلى التكنولوجيا الصينية، وباختصار، لن تضطر الصين بعد الآن إلى النضال من أجل الزعامة، بل ستضمن دوراً عالمياً محورياً، لاستعلان زمن قطبيتها المنفردة بدورها. يبدو مصطلح «الباكسا الصينية» في واقع الأمر، عنواناً يكاد يطلقه الرئيس الصيني، حيث يرى بلاده دولة واثقة من نفسها، منفتحة وشاملة، أنشأت أكبر منصة للتعاون الدولي في العالم (البريكس)، ومهدت الطريق أمام إصلاح النظام الدولي. والشاهد، أن مفهوم الصين للنظام العالمي الجديد، يضع في الحسبان مجتمعاً ذا مستقبل مشترك للبشرية، يقوم على أربع ركائز: «مبادرة الحزام والطريق»، «مبادرة التنمية العالمية»، «مبادرة الأمن العالمي»، و«مبادرة الحضارة العالمية». لكن، هل يصدق العالم الصين ورؤيتها لزمن سلامها الأممي بديلاً عن الأميركي؟ الثابت، أنه رغم المسافات والمساقات الجديدة التي تقتطعها الصين من حيز النفوذ الأميركي، فإنها تبدو بعيدة عن مقدرات القيادة العالمية. في الواقع يقيم عدد كبير من جيران الصين علاقات أوثق مع واشنطن، بل إن روسيا - بوتين، بدورها، تتطلع إلى تهدئة ولو مرحلية مع واشنطن - ترمب، على أمل حلول أزمنة الوفاق مرة جديدة. لا يبدو الاقتصاد الصيني كاسحاً، والكثير من خطط الصين الاقتصادية تفشل أو تأتي بنتائج عكسية. وفيما يبدو الرئيس الصيني راضياً عن أسلوب دبلوماسية الذئب المحارب، القائمة على المواجهة، فإن هذا النهج لم يكسب سوى عدد قليل من الأصدقاء على الساحة الدولية. لا يعني القصور الصيني، أن هناك مستقبلاً لـ«الباكسا أميركانا»، والتي تحتاج إلى معالجة التدهور الواضح الذي تواجهه سياساتها الخارجية، من جراء رؤى انعزالية، تميل إلى القطع بأن صناعتها وشعبها في حاجة إلى الحماية والمساعدة من خلال التعريفات القاسية على بقية شعوب العالم، وقطع المساعدات الدولية، والانسحاب من الاتفاقيات المناخية، ولو أدى ذلك إلى انفجار إيكولوجي يذهب بالكوكب الأزرق. من حيث القوة العسكرية، تمضي واشنطن في طريق موازنة تريليونية للبنتاغون، وعلى صعيد العلوم والتكنولوجيا هناك تسع من أكبر عشر شركات تكنولوجية حول العالم أميركية، وسياسياً لا تزال مالئة الدنيا وشاغلة الناس. لكن، ماذا عن قوة أميركا الناعمة ونموذجها في أعين شعوب العالم؟ وهل الأخلاق لا تزال تهم كما تساءل حكيم أميركا الراحل مؤخراً جوزيف ناي رجل القوة الناعمة؟ يؤمن سيد البيت الأبيض بأنه من الأفضل أن يكون مرهوباً عن أن يكون محبوباً... تلميذ نجيب لمكيافيللي... لكن ذلك لا يصنع قادة عالميين، ولا يبسط «باكسا أميركية».

الرئيس الأمريكي يستبعد إقالة رئيس الفيدرالي ويواصل انتقاد سياساته
الرئيس الأمريكي يستبعد إقالة رئيس الفيدرالي ويواصل انتقاد سياساته

مباشر

timeمنذ 9 ساعات

  • مباشر

الرئيس الأمريكي يستبعد إقالة رئيس الفيدرالي ويواصل انتقاد سياساته

القاهرة - مباشر: أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مجدداً أنه لن يقيل رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول. وقال ترامب، لوسائل إعلام أمريكية في البيت الأبيض، بشأن ما إذا كان يخطط لإقالة رئيس الاحتياطي الفيدرالي، بعد أن صعدت الإدارة الأمريكية هجماتها على جيروم باول، أمس، "لا أعتقد أنه يؤدي عمله بشكل فظيع"؛ وفقاً لوكالة أنباء الشرق الأوسط، اليوم الجمعة. وكرر الرئيس ترامب: "لا " لن يتم إقالته، في إشارة إلى باول. وكان الرئيس الأمريكي قد طالب في وقت سابق بخفض سعر الفائدة "نحو ثلاث نقاط مئوية"، قائلاً إن "ذلك يكلف بلادنا الكثير من المال.. ينبغي أن نكون رقم واحد، لكننا لسنا كذلك.. وهذا بسبب جيروم باول". حمل تطبيق معلومات مباشر الآن ليصلك كل جديد من خلال أبل ستور أو جوجل بلاي للتداول والاستثمار في البورصة المصرية اضغط هنا تابعوا آخر أخبار البورصة والاقتصاد عبر قناتنا على تليجرام

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store