
لعنة غزّة تطاردهم
كان نتنياهو قد استغلّ زيارته واشنطن، فأهدى مضيفه الرئيس ترامب رسالة ترشيح إسرائيلية لسيّد البيت الأبيض لنيل جائزة نوبل للسلام، فالترشيح صادر من جهة والغة في سفك الدماء، وغير مؤهّلة لمثل هذه التزكية، غير أن مسؤولاً دولياً غادر منصبه الرفيع قبل أشهر، ممثّلاً أعلى للشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، وهو جوزيب بوريل، غرّد في المناسبة: "مجرم حرب مطلوب للعدالة الدولية (نتنياهو) يقترح منح جائزة نوبل للسلام لأكبر مورّد أسلحة (ترامب)، والذي يتسبّب من خلالها في أكبر تطهير عرقي في المنطقة". لم يبدر للحقّ أيّ تعليق أو ردّة فعل من ترامب على سخاء نتنياهو، الذي يؤدّي إلى نتيجة معاكسة للادّعاءات بتقليل فرص ترامب (الضئيلة أصلاً) للحصول على هذه الجائزة الرفيعة، علماً أن صحيفة هآرتس كانت كشفت في اليوم نفسه (الثلاثاء الماضي) وثائقَ أميركيةً تفيد بأن واشنطن تُنفق مئات ملايين الدولارات مساعداتٍ عسكريةً لإسرائيل، ما يجعل الرئيسَين، جو بايدن ودونالد ترامب، شريكَين في هذه الحرب الوحشية. ومن المفارقات أن ترامب أخذ، في الآونة الماضية، ينعت الحرب على غزّة بأنها وحشية، من دون أن يمنعه ذلك عن استقبال من يقود هذه الحرب بحرارة. أما السياسي الإسباني جوزيب بوريل، فدأب (حتى قبل أن يغادر منصبه) على توجيه إدانات حازمة إلى نتنياهو وحكومته، ما أحرج القادة الأوروبيين، وجعلهم يتخبّطون في مواقفهم وردّات فعلهم.
وقد شهد الأسبوع الماضي، إلى جانب المباحثات الشاقّة في البيت الأبيض، صدور قرار من الخارجية الأميركية بفرض عقوبات ضدّ مقرّرة حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، الأكاديمية الإيطالية فرانشيسكا ألبانيز، نتيجة أدائها مهامّها بنزاهة وأمانة، وبخاصّة توثيقها المنتظم لوقائع حرب الإبادة، وفي تقريرها الصادر في يوليو/ تموز الجاري، اتهمت المقرّرة الأممية أكثر من 60 شركة عالمية، بينها شركات أسلحة وتكنولوجيا معروفة، بدعم الأعمال العسكرية الإسرائيلية في غزّة، والمستوطنات في الضفة الغربية. وورد في تقريرها أن الشركات المعنية، وبينها لوكهيد مارتن وليوناردو وكاتربيلر وإتش دي هيونداي، إلى جانب عمالقة التكنولوجيا، مثل "غوغل" (ألفابت) و"أمازون" و"مايكروسوفت"، ضالعة في تزويد إسرائيل بالأسلحة والمعدّات أو تسهيل أدوات المراقبة، ما يسهم في دمار غزّة وفي انتهاكات حقوق الإنسان فيها. لم يجد وزير الخارجية ماركو روبيو ما يردّ به على التقرير سوى نعت جهودها بأنها "غير شرعية ومخزية"، وأنها تهدف إلى شنّ حرب اقتصادية على الولايات المتحدة وإسرائيل. وهذا من دون أن ينكر الوزير ما ورد في التقرير أو يسعى إلى تفنيده، ومن دون أن يلوّح بالقضاء أو بتحقيق ما، وفحوى ردّه أن ما تفعله شركات بلاده ومديروها غير قابل للنقاش أو الاعتراض عليه من أيّ أحد في العالم، بما في ذلك الأمم المتحدة وكبار مفوَّضيها.
أخذ ترامب، في الآونة الماضية، ينعت الحرب على غزّة بأنها وحشية، من دون أن يمنعه ذلك عن استقبال من يقود هذه الحرب بحرارة
أمّا الصوت الناقد الثالث، وسط أجواء الآمال الحذرة، فقد صدر مجدّداً من الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو، الذي كتب مقالاً في "الغارديان"، وردّ فيه أن العالم ظلّ ينظر خلال 600 يوم إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وهو يقود حملة تدمير في غزّة، ويصعّد الصراع الإقليمي، ويقوّض القانون الدولي، من دون اتخاذ أي إجراء. بهذا لخّص قائد كولومبيا المعضلة، فقد صدرت مواقف ناقدة هنا وهناك ضدّ نتنياهو وحكومته وحربه، ولكنّها لم تقترن بأيّ إجراء، الأمر الذي استغلّه مجرم الحرب لإطالة حربه وتوسيعها. وكانت كولومبيا قد قطعت علاقاتها مع تل أبيب في مستهل مايو/ أيار من العام الماضي في إجراء بليغ، ضدّ من يستسهلون شنّ تطهير عرقي، فيما بادرت بوليفيا قبل ذلك في أكتوبر/ تشرين الأول 2023، بقطع علاقاتها مع دولة الاحتلال. وقد ذكّر الرئيس بترو (في مقاله) دول العالم بأنها سبق أن حذّرت من خلال الجمعية العامة باتخاذ إجراءات ضدّ القوة الغاشمة، ولكن هذه الدول لم تفعل شيئاً، ولم تترجم تحذيراتها قراراتٍ، وبطبيعة الحال (وهذا ما لم يرد في مقال الرئيس) فإن بينها العديد من الدول العربية والإسلامية.
الحرب الوحشية لم تنته بعد، وتداعياتها مستمرّة، وتفاعلاتها متواصلة تحت السطح وفوقه
في الأثناء، وخلال الأيام الماضية من أسبوع الآمال والآلام (سقط مئات الضحايا الإضافيين في غزّة)، سقط خمسة جنود من القوات الغازية في القطاع، فأدّى هذا الحادث وردّات الفعل عليه إلى توقيف صحافي إسرائيلي (الأربعاء الماضي)، كتب في حسابه في وسائل التواصل الاجتماعي، الذي يتابعه أكثر من مائة ألف شخص، في اليوم السابق (الثلاثاء)، أن "العالم أصبح أفضل هذا الصباح من دون خمسة شبّان شاركوا في واحدة من أبشع الجرائم ضدّ الإنسانية". ومع أن الشرطة الإسرائيلية لم تكشف هويَّة صاحب المنشور، فقد ذكرت القناة 12 العبرية أنه يسرائيل فري، المعروف بمواقفه المناهضة للحرب على غزّة، ورفضه الخدمة العسكرية، ويعمل لحساب وسيلة إعلام أجنبية. كان فري، وهو متديّن إسرائيلي، قد أضاف في منشوره: "للأسف! بالنسبة للطفل في غزّة الذي يخضع الآن لعملية جراحية من دون تخدير، أو الفتاة التي تموت جوعاً، وللعائلة المتجمّعة في خيمة تحت القنابل، هذا كلّه لا يكفي"، موجّهاً نداءً للأمهات الإسرائيليات بعدم إرسال أبنائهن إلى الحرب.
وهكذا، فإن الحرب الوحشية لم تنته بعد، وتداعياتها مستمرّة، وتفاعلاتها متواصلة تحت السطح وفوقه، وفي شوارع الغرب وميادينه وجامعاته ومنتدياته، وفي الفضاءات الشاسعة للمنصّات البصرية والمسموعة، وهذا هو التغيير الذي لم يتوقّعه نتنياهو وبقية مجرمي الحرب في تل أبيب، ومن يشدّ أزرهم في واشنطن وبرلين.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


القدس العربي
منذ 29 دقائق
- القدس العربي
بينهم زوجان وابنتهما.. إسرائيل تقتل 50 فلسطينيا في أنحاء غزة منذ فجر الاثنين- (فيديو)
غزة: استشهد ما لا يقل عن 50 فلسطينيا وأصاب العشرات، منذ فجر الاثنين، إثر غارات جوية إسرائيلية على أنحاء متفرقة من قطاع غزة، وفق مصادر طبية وشهود عيان. وأفادت مصادر طبية بـ'وجود 19 شهيدا على الأقل وعدد من المفقودين تحت الأنقاض في قصف جوي إسرائيلي استهدف منازل جنوب ووسط قطاع غزة فجر اليوم'. كما 'استشهد 10 فلسطينيين وأصيب أكثر من 30 وفقد آخرون باستهداف جوي إسرائيلي لمنزل قرب محطة العطار بمواصي خان يونس جنوبي القطاع'، حسب شهود عيان. وأضاف الشهود أن 'المنزل المستهدف محاط بالعديد من خيام النازحين التي تضررت وأصيب مَن فيها'. وقالت مصادر طبية: 'استشهاد ما لا يقل عن خمسة فلسطينيين وإصابة آخرين، ومفقودون تحت الأنقاض؛ جراء غارة جوية إسرائيلية'. وأوضحت أن 'الغارة استهدفت ودمرت منزلا لعائلة نوفل في الحي الياباني غرب خان يونس، وهو محاط بخيام دُفنت في الرمال وأصيب مَن فيها من نازحين'. كذلك أفاد شهود عيان بأن 'جيش الاحتلال نفذ أعمال قصف ونسف عديدة لمبان في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة، والأحياء الشرقية من مدينة خان يونس'. فيما 'وصلت إلى مستشفى شهداء الأقصى جثامين أب وزوجته وابنته إضافة إلى مصابين؛ إثر قصف إسرائيل منزلا لعائلة عابد في مخيم المغازي وسط القطاع'، وفق مصادر طبية. وتحدث شهود عيان عن 'شهيدة ومصابين بقصف جوي إسرائيلي على منزل لعائلة أبو السبح في منطقة البصة بدير البلح وسط القطاع'. والأحد، أعلن جيش إسرائيل 'سماحه' بإسقاط جوي لمساعدات إنسانية محدودة على غزة، وبدء ما سماه 'تعليقا تكتيكيا لأنشطة عسكرية' في مناطق محددة من غزة للسماح بمرور مساعدات. واعتبر هيئات ومنظمات دولية أن خطوة إسرائيل 'تروّج لوهم الإغاثة'، بينما يواصل جيشها استخدام التجوع سلاحا ضد المدنيين الفلسطينيين عبر استمرار إغلاق المعابر بوجه المساعدات. ورغم شح المساعدات، إلا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية، ادعى الأحد أنه يسمح بـ'إدخال الحد الأدنى من المساعدات لغزة'، واتهم الأمم المتحدة بـ'اختلاق الأكاذيب'. وحسب أحدث حصيلة لوزارة الصحة في غزة، صباح الأحد، بلغ عدد وفيات المجاعة وسوء التغذية 133 فلسطينيا، بينهم 87 طفلا، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023. ومنذ ذلك اليوم تشن إسرائيل، بدعم أمريكي، حرب إبادة جماعية في غزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها. وخلفت الإبادة أكثر من 204 آلاف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم عشرات الأطفال. ومنذ 18 عاما تحاصر إسرائيل غزة، وبات نحو 1.5 مليون فلسطيني من أصل حوالي 2.4 مليون بالقطاع، بلا مأوى بعد أن دمرت حرب الإبادة مساكنهم. وتحتل إسرائيل منذ عقود فلسطين وأراضي في سوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967. (الأناضول)


القدس العربي
منذ 36 دقائق
- القدس العربي
ماذا يعني اتفاق الرسوم الجمركية بين ترامب والاتحاد الأوروبي؟
بروكسل- 'القدس العربي': توصلت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى توافق بشأن الرسوم الجمركية، بحسب ما أعلنه دونالد ترامب وأورسولا فون دير لاين في ختام لقائهما هذا الأحد في إسكتلندا. قال الرئيس الأمريكي: 'إنه اتفاق قوي للغاية، إنه اتفاق مهم للغاية، إنه الأهم من بين جميع الاتفاقات'. من جانبها، صرّحت رئيسة المفوضية الأوروبية: 'بأنه اتفاق جيد، أنه اتفاق ضخم، وقد كانت المفاوضات صعبة'. بروكسل وواشنطن توصلتا إلى اتفاق تجاري يقضي بفرض رسوم جمركية بنسبة 15% على الصادرات الأوروبية إلى الولايات المتحدة. وكانت هذه الرسوم تبلغ 10% منذ وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، حيث كان يهدد برفعها إلى 30% بدءاً من الأول من أغسطس/ آب المقبل. ومع ذلك، تم الاتفاق على بعض الاستثناءات في بعض القطاعات. وأوضح الرئيس الأمريكي أنه ما تزال هناك 'ثلاث أو أربع نقاط خلاف'، دون أن يوضحها. وسيتم فرض ضرائب إضافية من قبل الولايات المتحدة على السلع القادمة من الاتحاد الأوروبي، وتبلغ هذه الضريبة 15% من قيمة البضائع، سيتم دفعها عند دخول السلع إلى الأراضي الأمريكية. فمن الناحية العملية، يدفع هذه الرسوم المستوردون (الشركات الأمريكية)، لكن من المرجح أن يتم تحميل المستهلكين جزءاً من هذه التكاليف عبر ارتفاع الأسعار. قد يؤدي هذا إلى تراجع واردات الولايات المتحدة من المنتجات الأوروبية والفرنسية بسبب ارتفاع الأسعار. فمع أن معظم المنتجات ستخضع لرسوم بنسبة 15%، فإن بعض المواد مثل الصلب والألومنيوم ستظل خاضعة لرسوم أعلى. قال دونالد ترامب إن 'لا شيء سيتغير بالنسبة للصلب والألومنيوم'، وأكد أيضاً أن المنتجات الصيدلانية غير مشمولة في الاتفاق. وتخضع السيارات الأوروبية حالياً لرسوم جمركية بنسبة 25%، بينما تبلغ 50% على الصلب والألومنيوم. وأكدّ الرئيس الأمريكي أن الرسوم الجمركية الجديدة بنسبة بنسبة 15% تشمل قطاع السيارات. فقبل عودة ترامب إلى الحكم، كانت المنتجات الفرنسية تخضع لرسوم بنسبة 3% فقط في المتوسط، بحسب مركز الدراسات الاستشرافية والمعلومات الدولية (CEPII)- وهو مؤسسة فرنسية متخصصة في تحليل القضايا الاقتصادية الدولية، لكن في يونيو/ حزيران الماضي، وصلت الرسوم إلى 13%. ويبدو أن الاتفاق الجديد يكرس هذا الواقع بدلاً من التراجع عنه. تهدف هذه الرسوم إلى تقليص الاعتماد على الواردات وتشجيع الصناعة الأمريكية، لكنها ستؤثر سلباً على الاقتصاد الأوروبي، وإن كان التأثير محدوداً نسبياً. فبحسب CEPII، فإن الناتج المحلي الإجمالي في فرنسا قد يتراجع بنسبة تتراوح بين 0,1% و 0,3%. والتأثير مشابه في إسبانيا وإيطاليا، لكنه أكبر في ألمانيا، التي تعتمد بشكل أكبر على الصادرات. تهدف هذه الرسوم إلى تقليص الاعتماد على الواردات وتشجيع الصناعة الأمريكية لكنها ستؤثر سلباً على الاقتصاد الأوروبي، وإن كان التأثير محدوداً نسبياً في فرنسا، تعد قطاعات الطيران وبناء السفن الأكثر تضرراً، مع أن رئيسة المفوضية الأوروبية فون دير لاين أوضحت أن بعض المنتجات، خاصة في قطاع الطيران، لن تشملها الرسوم، لكنها لم توضح التفاصيل، علماً أن قطاع الطيران لم يكن يخضع لأي رسوم بموجب اتفاق تجارة حرة موقّع عام 1979. ومن المتوقع أن تظل آثار الرسوم محدودة على النمو الاقتصادي في فرنسا، والذي يعتمد بشكل أكبر على الطلب الداخلي وأسعار الطاقة والتجارة داخل أوروبا. ورحب الوزير الفرنسي المكلّف بالشؤون الأوروبية، بنجامين حداد بالاتفاق، معتبرا أنه 'سيوفّر استقرارًا مؤقتًا'، رغم أنه 'غير متوازن'. حزب 'فرنسا الأبية' اليساري الراديكالي الفرنسي دان ما وصفه بـ'اتفاق العار'، معتبرا أن يشكل 'استسلاماً كاملاً لترامب'. من جانبها، اعتبرت مارين لوبان، زعيمة حزب 'التجمع الوطني' اليميني المتطرف، أن الاتحاد الأوروبي حصل على شروط أسوأ من بريطانيا، ونددت بـ'فشل سياسي واقتصادي وأخلاقي'. رئيس الوزراء الفرنسي الأسبق دومينيك دو فيلبان وصف الاتفاق بأنه 'غير متكافئ'، واعتبره بمثابة 'جزية'، منتقداً التزام شراء الطاقة. في ألمانيا، سيكون قطاع السيارات الأكثر تأثراً، حيث تم تأكيد شمول السيارات في الرسوم الجديدة. وقد رحب المستشار الألماني فريدريش ميرتس بإنهاء التوترات التجارية. قال الرئيس الأمريكي إن الاتحاد الأوروبي وافق على شراء طاقة أمريكية بقيمة 750 مليار دولار، واستثمار 600 مليار دولار إضافية داخل الولايات المتحدة. يريد دونالد ترامب تعزيز الصناعة الأمريكية وتقليل العجز التجاري (782 مليار يورو في 2024). فهو يرى أن هذا العجز يعكس اختلالات في النظام التجاري العالمي وظروفاً غير عادلة تضر بالأجور الأمريكية. بعد الصين، يُعدّ الاتحاد الأوروبي هو ثاني أكبر مصدر للعجز التجاري للولايات المتحدة في السلع، لكن ترامب لا يذكر أن بلاده تحقق فائضاً كبيراً في الخدمات، خصوصاً التكنولوجيا، مع الاتحاد الأوروبي، فعند الجمع بين السلع والخدمات، يكون الفائض الأوروبي الصافي 50 مليار يورو فقط. أيضاً، بعض الشركات الأمريكية، مثل شركات الأدوية، تقلل ضرائبها عبر تسجيل مقراتها في دول مثل إيرلندا. ويتمركز الفائض التجاري الأوروبي في ألمانيا وإيطاليا، بينما فرنسا شبه متعادلة. ففي 2024، سجلت ألمانيا فائضاً قياسياً قدره 70 مليار يورو.


العربي الجديد
منذ ساعة واحدة
- العربي الجديد
طهران: لا خطط لمفاوضات مع واشنطن وسنردّ على تفعيل العقوبات
أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، اليوم الاثنين، عدم وجود أي خطط لإجراء مفاوضات جديدة مع الولايات المتحدة في الوقت الراهن، مضيفا أن الإدارة الأميركية استغلت جولات الحوار السابقة للعدوان على إيران، و"خانت الدبلوماسية"، مشددا على أن الشرط الأساسي لاستئناف أي مفاوضات جديدة هو "تغيير السلوك والرؤية الأميركيين تجاه أصل التفاوض"، وأشار في الوقت نفسه إلى أن بلاده لن تتردد في انتهاج الدبلوماسية متى رأت أن مصلحتها القومية يمكن أن تتحقق عن طريق التفاوض. في السياق، وجه بقائي تحذيرا للدول الأوروبية الثلاث، فرنسا وبريطانيا وألمانيا، بشأن تفعيل آلية "سناب باك" التي تهدف إلى إعادة فرض العقوبات والقرارات الدولية على إيران، مؤكدا أن طهران سترد بحزم إذا اتُخذ مثل هذا الإجراء. كما قال إنه "لا يوجد أي أساس قانوني لإعادة فرض هذه العقوبات"، مجددا التأكيد أن أنشطة تخصيب اليورانيوم في إيران ستستمر، وأن عضوية إيران في معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية يجب أن تؤمّن لها كامل حقوقها، بما فيها الحق في تخصيب اليورانيوم للطاقة النووية السلمية. وأعلنت الترويكا الأوروبية، المكونة من فرنسا وبريطانيا وألمانيا، مؤخرا، أنها منحت إيران مهلة تمتد حتى نهاية شهر أغسطس/آب المقبل للعودة إلى طاولة المفاوضات النووية مع الولايات المتحدة، فضلاً عن استئناف التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وأكّدت الترويكا الأوروبية أنه في حال عدم التوصل إلى اتفاق نووي جديد، فإنّها ستقوم بتفعيل آلية "سناب باك" أو "فض النزاع" المنصوص عليها ضمن الاتفاق النووي المبرم عام 2015، والتي تتيح إعادة فرض العقوبات والقرارات الدولية تلقائيا على إيران. يشار إلى أن صلاحية استعمال هذه الآلية تنتهي بحلول 18 أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، مع انتهاء أجل الاتفاق. إيران: زيارة أحد مسؤولي الوكالة الدولية للطاقة الذرية في غضون أسبوعين من جهة أخرى، أعلن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية عن زيارة مرتقبة لأحد مسؤولي الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى طهران خلال الأسبوعين المقبلين، مشيرا إلى أن هذه الزيارة ستخصص لمناقشة الجوانب الفنية للملف النووي الإيراني. وكان نائب وزير الخارجية الإيراني كاظم غريب آبادي قد أعلن أن وفدًا فنيًا تابعًا للوكالة الدولية للطاقة الذرية سيزور إيران خلال "أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع"، من دون أن يُسمح له بدخول المواقع النووية. وقال غريب آبادي، في تصريح أدلى به لصحافيين في مقر الأمم المتحدة الأربعاء، إن الزيارة تهدف إلى مناقشة "ترتيبات جديدة" للعلاقة بين إيران والوكالة، بعدما حمّلت طهران الأخيرة جزءًا من المسؤولية عن الغارات الأخيرة على منشآتها النووية. ويوم الجمعة، قال المدير العام للوكالة رافاييل غروسي إن طهران مستعدة لاستئناف المحادثات الفنية. وأضاف خلال تعليقات في سنغافورة أن إيران يجب أن تكون واضحة بشأن المرافق والأنشطة لديها. كما أضاف للصحافيين على هامش محاضرة عامة أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية اقترحت على إيران بدء مناقشات حول "آليات استئناف أو بدء (عمليات التفتيش) من جديد". وتابع: "هذا ما نخطط للقيام به، ربما نبدأ بالتفاصيل الفنية، ثم ننتقل لاحقا إلى مشاورات عالية المستوى". وأشار إلى أن الفرق الفنية التي تُرسَل إلى إيران من أجل إجراء محادثات لن تشمل مفتشين في هذه المرحلة. أخبار التحديثات الحية وكالة الطاقة الذرية تزور إيران "قريبا" دون تفتيش المواقع النووية وتقول الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن من الضروري السماح لها باستئناف عمليات التفتيش بعد الغارات الجوية الإسرائيلية والأميركية الشهر الماضي، التي استهدفت تدمير البرنامج النووي لإيران وحرمانها من القدرة على صنع سلاح نووي. وكانت إيران قد حمّلت الوكالة الدولية للطاقة الذرية جزءًا من المسؤولية عن الغارات التي استهدفت منشآتها النووية في يونيو/ حزيران، وعلّقت رسميًا، مطلع يوليو/ تموز، أي تعاون مع هذه الوكالة الأممية بموجب قانون أقره البرلمان. وفي ما يخص الأوضاع الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة، قال بقائي إن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أطلق تحركات دبلوماسية في الأيام الأخيرة، مشيرا إلى أن تركيا، رئيسة الدورة الحالية لمنظمة التعاون الإسلامي، تسعى إلى عقد اجتماع طارئ للمنظمة حول غزة في أقرب وقت ممكن. وأكد استمرار الاتصالات مع السعودية، الدولة المضيفة للمنظمة، ومع تركيا، في هذا الإطار، معربا عن أمله أن تسفر هذه التحركات عن دفع المجتمع الدولي لدعم الشعب الفلسطيني في غزّة.