
هل دخلت البنوك الأميركية دائرة الخطر في ظل سياسات ترمب الاقتصادية؟
أما "سيتي غروب" فسجلت ارتفاعاً بنسبة 25 في المئة في أرباحها، متجاوزة توقعات المحللين في حين يقترب مؤشر "KBW Nasdaq Bank Index" الذي يضم أكبر البنوك الأميركية من أعلى مستوى له على الإطلاق.
وعلى رغم هذه الأرقام اللافتة يرى بعض المستثمرين أن هذه الطفرة قد لا تدوم طويلاً، ويقود هذا الاتجاه التحذيري المستثمر الأسطوري وارن بافيت الذي بدأ في تقليص تعرضه للبنوك الأميركية بصورة لافتة منذ بداية العام.
باعت شركة "بيركشاير هاثاواي" التابعة لبافيت أسهماً في بنوك وشركات مالية أميركية بقيمة تقارب 3.2 مليار دولار، من بينها حصة بنحو مليار دولار في "سيتي غروب" وأكثر من ملياري دولار في "بنك أوف أميركا" إلى جانب تقليص حصصها في "كابيتال وان".
ويقول مدير مركز "جون ل. وينبرغ لحوكمة الشركات" في جامعة ديلاوير لاري كونينغهام لصحيفة "التليغراف"، "من الواضح أن 'بيركشاير' تقلل انكشافها على أسهم البنوك الأميركية. وهذا يشير إلى نظرة حذرة، وربما متشائمة، تجاه القطاع المصرفي".
وعلى رغم أن تحركات بهذا الحجم ليست جديدة على بافيت فإن لرجل يلقب بـ"حكيم أوماها" سجلاً طويلاً في التنبؤ المبكر بتغيرات السوق، مما يضفي على قراراته الأخيرة أهمية خاصة وسط التفاؤل الظاهري في "وول ستريت".
هل القطاع المالي مقبل على أزمة؟
قبل أن تتعرض الأسواق لهزات في وقت سابق من هذا العام كان وارن بافيت البالغ من العمر 94 سنة، والذي يستعد للتقاعد من منصبه كرئيس لشركة "بيركشاير هاثاواي" نهاية العام الحالي، بنى سيولة نقدية ضخمة بلغت 350 مليار دولار، وهو رقم قياسي حتى في معاييره.
ومع ملايين المتابعين حول العالم الذين يراقبون تحركاته المالية من كثب فإن قراره الأخير بتصفية جزء كبير من استثماراته في أسهم البنوك الأميركية أثار تساؤلات واسعة: هل هذا مؤشر إلى أن القطاع المالي مقبل على أزمة؟
يقول المحللون إن بافيت لا يتحرك بدافع الذعر، بل غالباً ما يتخذ قراراته بهدوء وبعد دراسة طويلة الأمد للسوق، لكن مع ذلك فإن خروجه الجزئي من القطاع المصرفي قد يعكس رؤيته لوجود أخطار تتعلق بربحية البنوك في بيئة أسعار الفائدة المرتفعة، أو القلق من ضعف النمو الائتماني، أو حتى احتمال حدوث اضطرابات مالية أوسع نطاقاً.
وفي حين تواصل بعض البنوك الكبرى تحقيق أرباح قوية مستفيدة من تقلبات السوق والرسوم الجمركية التي زادت من حجم التداول، يرى آخرون أن هذه الأرباح قد تكون موقتة، خصوصاً مع تباطؤ الاقتصاد العالمي وأخطار السيولة المتزايدة.
في النهاية قد لا تكون تحركات بافيت دليلاً قاطعاً على انهيار وشيك، لكنها بالتأكيد إنذار مبكر من واحد من أكثر المستثمرين حكمة في التاريخ، وهي إشارة لا يمكن تجاهلها.
هل يقرأ بافيت وديمون المشهد بدقة؟
ليس وارن بافيت وحده في موجة البيع، فقد باع الرئيس التنفيذي لبنك "جيه بي مورغان" جيمي ديمون أسهماً في البنك الاستثماري بقيمة 31.5 مليون دولار في أبريل (نيسان) الماضي، وذلك بعد بيعه أسهماً أخرى بقيمة 125 مليون دولار عام 2024، وهي أول عملية بيع له منذ توليه منصبه عام 2005.
هذه التحركات من اثنين من أكبر الأسماء في عالم المال الأميركي تأتي في وقت تتصاعد فيه التحذيرات من تأثيرات ما يوصف بـ"دوامة السياسات الاقتصادية" في ظل ولاية دونالد ترمب. ويرى محللون أن تأثير هذه السياسات قد يبدأ بالظهور بصورة ملموسة في النصف الثاني من العام، وسط بيئة تضخم متصاعدة، إذ سجلت أسعار المستهلكين ارتفاعاً بنسبة 2.7 في المئة في يونيو (حزيران) الماضي، وهو ما يعده اقتصاديون مؤشراً مقلقاً إلى ما هو قادم.
في حين قد تكون البنوك الأميركية التي حققت مكاسب قياسية في الأشهر الماضية مدفوعة بتقلبات الأسواق أولى الضحايا لأي اضطراب اقتصادي مقبل، وينظر إليها على أنها "طائر الكناري في منجم الفحم"، أول من يتأثر في حال وجود خطر.
ويزيد من تعقيد المشهد تهديدات ترمب الأخيرة بإقالة رئيس "الاحتياطي الفيدرالي" جيروم باول، وهي خطوة غير مسبوقة تثير مخاوف من تسييس السياسات النقدية وتراجع ثقة الأسواق في استقلالية البنك المركزي الأميركي.
ويتساءل رئيس استراتيجية أسعار الفائدة في "تي دي سيكيوريتيز" غينادي غولدبرغ إن كان بافيت يرى أن البنوك الأميركية قد وصلت إلى الذروة؟ قائلاً "إن جزءاً من هذه التحركات قد يكون مدفوعاً بتوقعات بأن "تقييمات الأسهم الحالية غير قابلة للاستمرار".
وشهد القطاع المصرفي الأميركي فترة ازدهار، لكن المؤشرات المتزايدة إلى هشاشة الاقتصاد الأميركي ربما تدفع المستثمرين الكبار إلى التحرك مبكراً، وبافيت كعادته قد يكون مرة أخرى من أوائل من يقرأون التحول قبل وقوعه.
ومن أكبر الأسئلة التي تؤرق الأسواق حالياً هي ما مصير كلفة الاقتراض الحكومي الأميركي على المدى الطويل؟ فمن المتوقع على نطاق واسع أن تؤدي رسوم ترمب الجمركية إلى رفع معدلات التضخم، وهو ما سيؤدي بدوره إلى ارتفاع العوائد على سندات الخزانة الأميركية، إذ سيطالب المستثمرون بعائدات أعلى لتعويض تآكل القوة الشرائية.
في الظاهر قد تستفيد البنوك من ارتفاع أسعار الفائدة، حيث ترتفع عوائد محافظها من السندات، مما يعزز أرباحها على المدى القصير، لكن الصورة الكاملة أكثر تعقيداً، فارتفاع عوائد سندات الخزانة يعني ضغوطاً إضافية على قطاع الإقراض.
كلما ارتفعت كلف التمويل زاد احتمال تعثر المقترضين في سداد قروضهم، مما يؤدي إلى ارتفاع معدلات القروض المتعثرة، وهو كابوس لأي مؤسسة مصرفية.
ضربة للبنوك الاستثمارية أيضاً
من شأن ارتفاع عوائد سندات الخزانة أيضاً أن يضعف جاذبية الاستثمارات الأخرى، مما يؤدي إلى تباطؤ حاد في أنشطة الدمج والاستحواذ التي تشكل مصدراً رئيساً للإيرادات لدى البنوك الاستثمارية مثل "غولدمان ساكس" و"مورغان ستانلي"، بالتالي فإن السياسات الحمائية والتضخمية قد تمثل سيفاً ذا حدين: مكاسب موقتة للبنوك، تتبعها موجة من التحديات الهيكلية في حال تصاعد العوائد وتفاقم أخطار الائتمان.
ربما الرسالة الأعمق من تحركات مستثمرين مثل وارن بافيت وجيمي ديمون هي أن الأسواق المالية ربما تدخل مرحلة جديدة عنوانها "الحذر"، وسط بيئة سياسية واقتصادية أقل قابلية للتنبؤ، وأكثر عرضة للتقلبات.
تحذير من الواقع
وفي خضم الاضطرابات السياسية والاقتصادية يلوح في الأفق سؤال خطر: ماذا سيحدث لمستقبل السياسة النقدية إذا نفذ دونالد ترمب تهديده بإقالة جيروم باول من رئاسة "الاحتياطي الفيدرالي"؟ والجواب السريع تخفيض الفائدة وارتفاع حتمي في العوائد، ففي حال استبدل ترمب باول بشخصية أكثر طواعية، فمن المرجح أن تنخفض أسعار الفائدة قصيرة الأجل، لكن هذا لن يكون خبراً جيداً بالكامل، بل العكس، والأسواق قد تتوقع ارتفاعاً حاداً في التضخم مستقبلاً نتيجة التيسير المفرط، مما سيدفع العوائد على سندات الخزانة طويلة الأجل، بخاصة ذات الـ10 سنوات إلى الارتفاع بصورة كبيرة.
وهو ربما ما دعا المؤسس الشهير لعملاق السندات "بيمكو" بيل غروس إلى إطلاق تحذيراً صارخاً على منصة "إكس" (تويتر سابقاً) قائلاً "استفيقوا". وأضاف "أيها المستثمرون، استفيقوا! أنا شخصياً أتحرك دفاعياً، مزيد من السيولة، وشراء أسهم القيمة بعوائد توزيعات 4 إلى 5 في المئة، والتركيز على ما هو خارج الولايات المتحدة".
وتعكس كلمات غروس قلقاً عميقاً بين كبار المستثمرين من تآكل الاستقرار المالي تحت قيادة سياسية غير تقليدية قد تقوض استقلالية البنك المركزي.
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
هذا "التحذير من الواقع" لا يتعلق فقط بشخص جيروم باول، بل بما تمثله مؤسسة الاحتياطي الفيدرالي التي تمثل حاجز استقرار نقدي في وجه الانحرافات السياسية، وإذا انهار هذا الحاجز، فإن تداعياته ستطال الجميع، من المستثمرين إلى المقترضين، ومن "وول ستريت" إلى الشارع الرئيس.
تحذيرات من تباطؤ أميركي
وبعيداً من الجدل حول مستقبل "الاحتياطي الفيدرالي" تتزايد المخاوف في شأن مستقبل الاقتصاد الأميركي في ظل سياسات ترمب التجارية، فحربه التجارية الجديدة، وفقاً لمحللين، تضخ الرمال في محرك النمو الأميركي.
"الاحتياطي الفيدرالي" نفسه خفض توقعاته لنمو الناتج المحلي الإجمالي لعام 2025 مرتين، من 2.1 في المئة في ديسمبر (كانون الأول) 2024 إلى 1.4 في المئة حالياً، مما يعكس تشاؤماً متزايداً في شأن المسار الاقتصادي في ظل تصاعد التعريفات الجمركية.
ويقول المدير التنفيذي للاستثمار في "فاليدوس" لإدارة الأخطار كامبيز كاظمي إن "لحظة الحقيقة" تقترب". ويضيف "حال عدم اليقين في شأن التعريفات، وبصورة أوسع في شأن طريقة إدارة الإدارة الحالية للأمور، ستؤدي تدريجاً إلى تآكل الثقة في النظام... الواقع سيلاحقنا في النهاية".
وحين يتراجع الاقتصاد فإن أداء البنوك غالباً ما يكون من دون أداء السوق ككل، نظراً إلى دورها المحوري في الإقراض والتمويل. وعلى رغم استفادة أقسام التداول في البنوك حالياً من التقلبات في الأسواق، فإن القطاعات الأخرى، مثل الإقراض، والاستشارات في صفقات الاندماج والاستحواذ، وضمانات التجارة الدولية، مرشحة للتراجع.
ويحذر كاظمي من أن "الخطر الأحمر الأكبر هو الاستهلاك"، موضحاً "إذا ارتفعت الأسعار نتيجة التضخم، وإذا ارتفعت البطالة فسيؤثر ذلك على الإنفاق الاستهلاكي... وعندما ينخفض إنفاق المستهلكين تظهر سلسلة من التبعات في كل ما يتعلق بالإقراض، وتبدأ حلقة تغذية راجعة سلبية".
وارن بافيت يعيد تموضع محفظته
وعلى رغم أن "بيركشاير هاثاواي" ما زالت تحتفظ بحصص كبيرة في القطاع المصرفي، نحو 16.4 في المئة من محفظتها في "أميركان إكسبريس" و10.1 في المئة في "بنك أوف أميركا"، إلا أن التخفيضات التي أجراها وارن بافيت تعكس إعادة تموضع واضحة.
ويقول مدير مركز جون وينبرغ للحوكمة بجامعة ديلاوير لاري كاننغهام "من الصعب دائماً تحديد ما إذا كانت مبيعات بافيت تعكس تشاؤماً اقتصادياً عاماً أم اعتبارات داخلية تتعلق بالشركات نفسها... لكن من اللافت أيضاً أن بافيت يعزز استثماراته في قطاعات أكثر صموداً في بيئة متقلبة، مثل الطاقة (أوكسيدنتال بتروليوم) والسلع الاستهلاكية (كونستيليشن براندز)".
وتبقى التقلبات السياسية والتضخم المحتمل والضغوط على الاستهلاك وعدم يقين الأسواق حيال مستقبل الفائدة كلها إشارات إلى أن القطاع المصرفي قد لا يكون الرهان الرابح في المرحلة المقبلة. وكما يقول كاظمي، "الواقع سيلحق بنا. ومن الأفضل أن نكون مستعدين".
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


مباشر
منذ 25 دقائق
- مباشر
واشنطن تفرض رسوماً 50% على واردات القهوة البرازيلية اعتباراً من 6 أغسطس
مباشر: تواجه تجارة القهوة العالمية تغيرا محتملا مع اقتراب دخول رسوم جمركية أمريكية مشددة على واردات القهوة البرازيلية حيز التنفيذ، في خطوة يتوقع أن تدفع المصدرين لإعادة توجيه الشحنات نحو أسواق بديلة، وعلى رأسها الصين. وبحسب منصة "ياهو فاينانس"، تستعد واشنطن لفرض تعريفة جمركية بنسبة 50% على واردات القهوة البرازيلية اعتبارا من 6 أغسطس، في خطوة تثير مخاوف من اضطرابات في سلاسل التوريد، نظرا لاعتماد الولايات المتحدة على نحو 8 ملايين كيس سنويا، ما يجعلها سوقا محورية لمنتجي البن في البرازيل، وفقا لوكالة أنباء الشرق الأوسط، اليوم السبت. ووقّع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يوم الأربعاء أمرا تنفيذيا فرض بموجبه على واردات بلاده من المنتجات البرازيلية رسوما جمركية إضافية بنسبة 50%، مبرّرا قراره هذا بـ"التهديد غير العادي والاستثنائي الذي تشكله البرازيل على الأمن القومي والاقتصاد والسياسة الخارجية للولايات المتّحدة". وتعد الولايات المتحدة أكبر مستهلك للقهوة في العالم، بمتوسط استهلاك سنوي يبلغ نحو 25 مليون كيس، تستورد ثلث هذا الحجم تقريبا من البرازيل، ضمن تبادل تجاري ثنائي بلغت قيمته 4.4 مليار دولار خلال الـ12 عشر شهرا المنتهية في يونيو. ويأتي ذلك في وقت يسعى فيه المصدرون لتقليص الأثر المحتمل على السوق الأمريكية، وسط توقعات بأن تتحول كميات متزايدة من البن البرازيلي نحو الصين ودول أخرى لا تفرض قيودا مماثلة. وتشهد الصين نموا سريعا في استهلاك القهوة، كما تعد البرازيل المورد الرئيسي للصين، إذ صدرت إليها 538,000 كيس في النصف الأول من عام 2025، بحسب بيانات جمعية المصدرين "سيسافيه". ويظهر قطاع الصناعة أن استهلاك القهوة في الصين نما بنسبة تقارب 20% سنويا خلال السنوات العشر الأخيرة، فيما تضاعف استهلاك الفرد من القهوة خلال السنوات الخمس الماضية. ومن المرجح أن تتجه كميات إضافية من القهوة البرازيلية نحو الاتحاد الأوروبي، حيث لا تفرض عليها أي رسوم جمركية، بحسب لوجان أليندر، رئيس قسم القهوة في شركة Atlas Coffee Club الأمريكية للتحميص والتوزيع. ويرى خبراء التجارة أن بعض المصدرين سيحاولون التحايل على التعريفات الجديدة من خلال إرسال شحنات القهوة البرازيلية إلى دول أخرى أولا، ومنها إلى الولايات المتحدة، مما سيضيف تكاليف لوجستية محدودة لكنه سيقلل من أثر الرسوم الجمركية بشكل كبير. وكما أشار عدد من التجار إلى أن الشحنات التي تغادر البرازيل قبل 6 أغسطس ستعفى من الرسوم حتى 6 أكتوبر، ما يوفر نافذة زمنية محدودة يسعى المصدرون لاستغلالها لتقليل الأثر المالي المتوقع. حمل تطبيق معلومات مباشر الآن ليصلك كل جديد من خلال أبل ستور أو جوجل بلاي للتداول والاستثمار في البورصة المصرية اضغط هنا تابعوا آخر أخبار البورصة والاقتصاد عبر قناتنا على تليجرام لمتابعة قناتنا الرسمية على يوتيوب اضغط هنا لمتابعة آخر أخبار البنوك السعودية.. تابع مباشر بنوك السعودية.. اضغط هنا لمتابعة آخر أخبار البنوك المصرية.. تابع مباشر بنوك مصر.. اضغط هنا ترشيحات السياحة الداخلية في الصين تحقق 441 مليار دولار إنفاقًا في 6 أشهر


الرجل
منذ 27 دقائق
- الرجل
ميتا تدفع 250 مليون دولار لاستقطاب عبقري ذكاء اصطناعي عمره 24 عامًا (ما قصته؟)
في مشهد يُجسد تصاعد حمى التنافس في مجال الذكاء الاصطناعي، ضمّت شركة "ميتا" بقيادة مارك زوكربيرغ الباحث الشاب مات ديتيك (24 عامًا) إلى فريقها مقابل حزمة تعويضات مذهلة بلغت 250 مليون دولار، بينها 100 مليون تُصرف خلال عامه الأول، ديتيك، الذي انسحب مؤخرًا من برنامج دكتوراه في علوم الحاسوب بجامعة واشنطن، رفض مبدئيًا عرضًا أوليًا بـ125 مليون دولار قبل أن يعيد زوكربيرغ تقديم العرض مضاعفًا. وفقًا لما كشفته نيويورك تايمز، يُعد ديتيك أحد أبرز العقول الشابة في مجال الذكاء الاصطناعي، وقد عمل سابقًا في معهد "ألين" للذكاء الاصطناعي في سياتل، حيث قاد تطوير "Molmo"، وهو نظام متعدد الوسائط يتعامل مع الصور والصوت والنصوص، وهو ما تسعى ميتا إلى تطويره ضمن مختبر "الذكاء الفائق" التابع لها. اقرأ أيضَا: ميتا تستحوذ على تحفة تقنية نادرة بصوت يشبه البشر كما شارك ديتيك في تأسيس شركة "Vercept"، الناشئة المتخصصة في تطوير وكلاء ذكاء اصطناعي مستقلين قادرين على تنفيذ المهام عبر الإنترنت، وجمعت 16.5 مليون دولار من مستثمرين بارزين، منهم الرئيس التنفيذي السابق لشركة غوغل إريك شميدت. حاز ديتيك على جائزة أفضل ورقة بحثية في مؤتمر NeurIPS لعام 2022، ما عزز مكانته كباحث نخبة. تكلفة استقطاب ميتا لخبراء الذكاء الاصطناعي تسعى ميتا لتكوين فريق نخبوي من خبراء الذكاء الاصطناعي، وقد أنفقت أكثر من مليار دولار لاستقطاب أسماء بارزة مثل روومينغ بانغ، الرئيس السابق لفريق نماذج الذكاء الاصطناعي في آبل، الذي انضم إلى "مختبر الذكاء الفائق" مقابل حزمة تُقدّر بـ200 مليون دولار. ورغم أن زوكربيرغ وصف خطط التوظيف المكلفة بأنها ضرورية لمواكبة استثمارات الشركة في البنى التحتية التقنية، ، فإن هذه الصفقات أثارت مخاوف متنامية بشأن تزايد عدم المساواة. الباحث والأكاديمي راميش سرينيفاسان من جامعة كاليفورنيا، أشار إلى أن شركات مثل ميتا "تكافئ نخبة الباحثين بمئات الملايين، بينما تستغني عن آلاف العمال مثل مشرفي المحتوى"، مضيفًا أن "الذكاء الاصطناعي يهدد بإلغاء وظائف إدارية وقانونية وسائقين، وكل عمل يمكن جمع بياناته". وأكّد أن اقتراح "الدخل الأساسي الشامل" لا يكفي لمعالجة أصل المشكلة، والمتمثل في عدم حصول الناس على مقابل لاستخدام بياناتهم لتدريب هذه الأنظمة. ومع تصاعد رهانات الذكاء الاصطناعي، يبدو أن ميتا لا تدّخر جهدًا في ضم نخبة العقول العلمية، حتى وإن تطلب الأمر أرقامًا فلكية، ما يعيد تشكيل خريطة القوة في عالم التقنية العالمي


الشرق للأعمال
منذ 33 دقائق
- الشرق للأعمال
"بيركشاير هاثاوي" تسجل خسارة 3.8 مليار دولار من حصتها في "كرافت هاينز"
سجلت شركة "بيركشاير هاثاوي" (Berkshire Hathaway)، التابعة للملياردير وارن بافيت، انخفاضاً في القيمة بواقع 3.8 مليار دولار في حصتها في شركة "كرافت هاينز" (Kraft Heinz)، وذلك في أحدث ضربة للاستثمار الذي أثر على الشركة في السنوات الأخيرة. خفضت "بيركشاير" القيمة الدفترية لحصتها في "كرافت هاينز" إلى 8.4 مليار دولار في نهاية يونيو، وفقاً لإشعار تنظيمي صدر يوم السبت. يُعدّ استثمار بافيت في "كرافت هاينز" من الاستثمارات النادرة التي لم تحقق النجاح المتوقع. رغم أن بافيت ما زال يحقق أرباحاً من استثماره، فإن سهم الشركة العملاقة للأغذية المعلبة، التي نشأت نتيجة اندماج "كرافت" و"هاينز" عام 2015، قد شهد انخفاضاً بنسبة 62% منذ ذلك الحين. في الوقت نفسه، ارتفع مؤشر "إس آند بي 500" بنسبة 202% خلال نفس الفترة. اقرأ المزيد: "كرافت هاينز" تخيب آمال وارن بافيت وتتجه نحو تفكيك أصولها تواجه الشركة الرائدة في قطاع السلع الاستهلاكية، التي تفكر في فصل جزء من أعمالها، تحديات جراء تأثير التضخم على إنفاق المستهلكين، بالإضافة إلى تحولهم نحو خيارات صحية لمنتجاتها. في الشهر الماضي، أعلنت الشركة عن انخفاض في المبيعات، إلا أن التراجع كان أقل حدة مما توقعه المحللون، وذلك يعود جزئياً إلى زيادة الأسعار.