
بنك إنجلترا يبقي على أسعار الفائدة من دون تغيير
فتحت أسواق الأسهم الأوروبية على انخفاض اليوم الخميس وسط توتر المستثمرين، بسبب استمرار الاضطرابات داخل الشرق الأوسط والمخاوف من احتمال تدخل الولايات المتحدة في الصراع بين إيران وإسرائيل.
وهبط مؤشر "ستوكس 600" الأوروبي 0.6 في المئة إلى 537.23 نقطة، واستمرت الهجمات الجوية الإسرائيلية والإيرانية خلال وقت أبقى فيه الرئيس الأميركي دونالد ترمب العالم في حيرة من أمره، حول ما إذا كانت الولايات المتحدة ستنضم إلى إسرائيل في شن غارات جوية على طهران.
وقال ترمب إن المسؤولين الإيرانيين يريدون إجراء محادثات، في حين ذكر تقرير لـ"رويترز" أن وزراء من الاتحاد الأوروبي من المقرر أن يجروا محادثات نووية مع إيران غداً الجمعة.
وأثر الصراع الدائر منذ أسبوع على أسعار النفط التي ارتفعت خلال اليوم، مما أدى لصعود أسهم قطاع الطاقة 0.7 في المئة ليصبح الوحيد الذي يسجل مكاسب في أوروبا.
وأبقى مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) أسعار الفائدة الأميركية من دون تغيير أمس الأربعاء، لكن رئيس مجلس البنك جيروم باول حذر من تضخم "كبير" متوقع مع اقتراب فرض رسوم جمركية أعلى على الواردات.
بنك إنجلترا
في الأثناء، أبقى بنك إنجلترا أسعار الفائدة عند 4.25 في المئة كما كان متوقعاً اليوم، لكنه أشار إلى أنه يركز على الأخطار الناجمة عن ضعف سوق العمل وارتفاع أسعار الطاقة مع تصاعد الصراع داخل الشرق الأوسط.
ونظراً لتزايد حال عدم اليقين العالمية واستمرار التضخم المرتفع، صوتت لجنة السياسة النقدية بغالبية ستة أصوات مقابل ثلاثة لمصلحة الإبقاء على أسعار الفائدة من دون تغيير.
وقال محافظ بنك إنجلترا أندرو بيلي "لا تزال أسعار الفائدة على مسار هبوطي تدرجي، على رغم أن واضعي السياسة أضافوا أن أسعار الفائدة ليست على مسار محدد مسبقاً".
وأوضح "العالم لا يمكن التنبؤ به إلى حد كبير. في المملكة المتحدة، نشهد علامات ضعف في سوق العمل، وسنبحث بعناية في مدى تأثير هذه المؤشرات في تضخم أسعار المستهلكين".
وقال البنك المركزي إن التوتر المتصاعد داخل الشرق الأوسط خلال اجتماعه على مدار الأسبوع الماضي لم يكن عاملاً رئيساً في قراره بتثبيت أسعار الفائدة خلال يونيو (حزيران) الجاري، ولكن سيجري مراقبتها من كثب في المستقبل.
"نيكاي" الياباني
في أقصى الشرق، تراجع مؤشر "نيكاي" في اليابان اليوم متخلياً عن أعلى مستوى خلال أربعة أشهر، وسط مخاوف المستثمرين بسبب تصاعد التوتر داخل الشرق الأوسط.
وأغلق المؤشر الياباني على انخفاض بنسبة واحد في المئة، منهياً سلسلة مكاسب استمرت ثلاثة أيام دفعت المؤشر إلى أعلى مستوى منذ 20 فبراير (شباط) 2025، وهبط مؤشر "توبكس" الأوسع نطاقاً 0.6 في المئة.
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقالت المحللة في نومورا فوميكا شيميزو "لا يزال التوتر المتصاعد في الشرق الأوسط مؤثراً في ثقة المستثمرين، إذ يبدو أن الاتجاه الهبوطي يتسع".
الذهب يصعد
على صعيد أسواق المعادن النفيسة، ارتفعت أسعار الذهب اليوم مع دخول الصراع بين إسرائيل وإيران يومه السابع، وسجل البلاتين أعلى مستوى خلال أكثر من 10 أعوام وسط توقعات بنقص الإمدادات.
وارتفع الذهب خلال المعاملات الفورية 0.1 في المئة إلى 3371.15 دولار للأوقية (الأونصة)، فيما انخفضت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.6 في المئة إلى 3388.60 دولار.
وقال كبير محللي السوق في "كيه سي أم تريد" تيم ووترر "حقق الذهب انتعاشاً متواضعاً مع ترقبنا للخطوات التالية في الصراع الإسرائيلي الإيراني. إذا قررت الولايات المتحدة التدخل بصورة مباشرة في الصراع، فقد يزيد ذلك من الأخطار الجيوسياسية".
وغالباً ما يستخدم الذهب كملاذ آمن لحفظ القيمة في أوقات الضبابية الجيوسياسية والمالية.
وبالنسبة إلى المعادن النفيسة الأخرى، ارتفع البلاتين واحداً في المئة ليصل إلى 1336.08 دولار، وخلال وقت سابق من الجلسة سجل 1348.72 دولار، وهو أعلى مستوى له منذ سبتمبر (أيلول) 2014.
وزاد البلاديوم 1.1 في المئة إلى 1059.96 دولار، واستقرت الفضة عند 36.72 دولار.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


مباشر
منذ 20 دقائق
- مباشر
رويترز: إسرائيل استأنفت تصدير الغاز بكميات محدودة من فائض الإمدادات
مباشر: قالت وزارة الطاقة الإسرائيلية، إن إسرائيل استأنفت تصدير الغاز بكميات محدودة من فائض الإمدادات، وذلك بعد نحو أسبوع من إغلاق حقلين بحريين رئيسيين عقب اندلاع الحرب الجوية بين إسرائيل وإيران. وقال متحدث باسم الوزارة لـ"رويترز" إن الصادرات تستأنف الآن من الفوائض بعد تلبية الاحتياجات المحلية. وأوضح مصدر في وزارة الطاقة أن معظم الغاز المصدر المحدود يتدفق حالياً إلى الأردن، ولم تصل إلى مصر سوى "كميات ضئيلة" هذا الأسبوع. حمل تطبيق معلومات مباشر الآن ليصلك كل جديد من خلال أبل ستور أو جوجل بلاي تابعوا آخر أخبار البورصة والاقتصاد عبر قناتنا على تليجرام لمتابعة قناتنا الرسمية على يوتيوب اضغط هنا


Independent عربية
منذ 30 دقائق
- Independent عربية
ماذا يعني تفكيك إيران؟
من الأهداف المعلنة وغير السرية للهجوم الإسرائيلي على إيران هو إزالة النظام القائم والقضاء على الجمهورية التي تحكم إيران منذ 46 عاماً. وإن كان هذا الهدف إسرائيلياً معلناً، فإنه أيضاً يعتبر هدفاً استراتيجياً لا يقتصر على الإدارات الأميركية، بل تلتقي معها كل العواصم الغربية التي تعتبر هذا النظام عائقاً أمام تحقيق مخططاتها ومشاريعها في هذه المنطقة الحيوية اقتصادياً واستراتيجياً. ولا تخفي الإدارات الأميركية العمل من أجل الوصول إلى هذا الهدف، وقد دفعت بالكثير من مواقفها المعلنة والسرية من أجل تحقيقه، ولم تخلُ مواقف وتصريحات كبار المسؤولين الأميركيين من الإشارة إلى هذا الهدف بشكل مباشر أو بشكل موارب. ولعل آخر هذه المواقف ما ألمح إليه الرئيس الأميركي دونالد ترمب قبل أيام عندما تحدث عن وجود خطط وتصور لما ستكون عليه طبيعة الحكم في إيران بعد القضاء على النظام القائم ومن هي الجهة التي ستحكم. هذا القرار وهذه الخطة كشفها ترمب في سلسلة اجتماعات متوالية ومتتالية لمجلس الأمن القومي الأميركي، والتي خلصت إلى اتخاذ قرار بالتدخل في الحرب القائمة بين طهران وتل أبيب، مع احتفاظ الرئيس بقرار البدء بالتدخل في التوقيت المناسب. لكن ماذا يعني تنفيذ مخطط التخلص والقضاء على النظام الحاكم في إيران؟ سؤال قد يبدو للبعض في غير محله انطلاقاً من رغبة لديهم في تحقيق هذا الهدف من دون التوقف أمام تداعياته أو الاهتمام بالآثار التي قد تترتب على ذلك. إلا أن قراءة موضوعية واستشرافية لمثل هذا الحدث، لا يمكنها إلا أن تتوقف عند المآلات التي ستكون عليها المنطقة برمتها وليس فقط إيران. حروب داخلية فإسقاط النظام الإيراني القائم والقضاء عليه، لن يكون بالسهولة التي يتوقعها الراغبون به، لأن المؤسسات التي عمل النظام على بنائها خلال العقود الأربعة الماضية من الصعب عليها الاستسلام بسهولة. وهي من أجل الحفاظ على مكتسباتها والدفاع عن مصالحها، لن تتردد في اللجوء لأي إجراء مهما كانت تداعياته. أي إنها ستعمد لاستخدام ما في يدها من قدرات عسكرية وتنظيمية للتصدي وقمع محاولات التغيير، حتى وإن أدت إلى حروب داخلية. ولا شك أن منظومة السلطة الإيرانية أو الدولة العميقة قد وضعت الخطط العملياتية لمواجهة مثل هذه الاحتمالات، وقد فوضت القوى المحلية في كل الأقاليم الإيرانية باتخاذ الإجراء المناسب للحفاظ على النظام. وإذا ما كان السيناريو الأول المتوقع هو حروب داخلية، فإن السيناريو الثاني الذي يقوم ويرتكز على السيناريو الأول، هو ذهاب إيران نحو التقسيم والتفكيك. ولمعرفة خطورة هذا السيناريو وأبعاده، لا بد من التوقف عند مسألة مهمة وأساسية في معرفة التركيبة السكانية وخريطة توزع القوميات داخل الحدود الإيرانية، كمدخل ضروري لمعرفة وفهم ما ستكون عليه الحال في حال ذهبت الأمور نحو التقسيم. عواصم غربية تعتبر النظام الإيراني القائم عائقاً أمام تحقيق مخططاتها ومشاريعها في هذه المنطقة الحيوية اقتصادياً واستراتيجياً (أ ف ب) ولأن التقسيم في إيران لن يقتصر على حدود الهضبة الإيرانية، بل ستكون له تداعيات على كل خرائط المنطقة الجيوسياسية التي قامت منذ قرن مع اتفاقية سايكس– بيكو، لا بد من معرفة خريطة المستفيدين من هذا التفكيك والتقسيم ومن هم المتضررون. وإذا ما توقفنا فقط عند خريطة توزيع القوميات الرئيسة في التركيبة الإيرانية، فإننا سنكون أمام خريطة جداً معقدة، تشمل كل المحافظات والمناطق الحدودية بين إيران والدول المجاورة لها، والتي تعتبر مناطق تداخل قومي بين إيران وهذه الدول، إذ تتوزع هذه القوميات على طرفي الحدود المشتركة. ما يجعل من العلاقة بينها وبين هذا الامتداد متداخلة بين الطموح الداخلي الخاص وبين الأبعاد الإقليمية أو المرتبطة بدول الجوار الإيراني. وهي خريطة تحتل فيها قوميات أساسية صدارة المشهد، وتملك القدرة على لعب دور محوري في مستقبل إيران والصورة التي ستكون عليها خريطة التقسيم المحتمل واستراتيجية تقليم أظافر إيران الداخلية. ففي الشمال والشمال الغربي، هناك تمركز واضح لأبناء القومية الأذرية التركية في محافظات أذربيجان الشرقية والغربية وأرورميه وأردبيل وزنجان التي تشكل امتداداً طبيعياً لأتراك وأذريين دولة أذربيجان بقيادة إلهام علييف، وبالتالي فإن أي تفكيك لوحدة الأراضي الإيرانية يعني اقتراب علييف والقيادة الأذربيجانية من تحقيق حلم توحيد مناطق انتشار هذه القومية وإقامة دولة أذربيجان الكبرى. ولا شك أن هذا الطموح سيكون مدعوماً بوضوح من الحليف الأساس لباكو، أي إسرائيل التي تقيم علاقات استراتيجية عميقة معها، وقد ظهرت أثار ذلك في الهجوم الإسرائيلي على النظام الإيراني والتعاون العسكري والأمني الكبير بين الطرفين والذي ساعد في تسهيل مهمة الضربة الإسرائيلية في العمق الإيراني. الحلم الأذري بإقامة دولة أذربيجان الكبرى، من المحتمل أن يولد صراعاً بينها وبين دولة تركمانستان من جهة، وبين أبناء القومية الأذرية والقومية التركمانية في إيران من جهة أخرى، بخاصة وأن مناطق انتشار التركمان في المحافظات الشمالية لإيران تعتبر مناطق تداخل مع قوميات أخرى مثل الكيلك والأذريين، وبالتالي فإن الأمور قد تذهب إلى صراع بين باكو وعشق أباد التي ترتبط أيضاً بتحالفات وعلاقات عميقة واستراتيجية مع تل أبيب. وإذا ما كانت دولة أذربيجان تتصدر قائمة المستفيدين من هذا التفكك، فإنها تواجه معضلة قد لا تكون بسيطة مع المكون الكردي- الإيراني، لجهة التداخل في انتشار هاتين القوميتين، بخاصة بين محافظات الشمال والشمال الغربي والمحافظات الغربية لإيران التي تشمل كردستان وكرمنشاه وإيلام الكردية. وبالتالي فإن هذا التداخل قد يفجر صراعات على مساحات النفوذ وسلطة كل منهما. تمركز لأبناء القومية الأذرية التركية في محافظات أذربيجان الشرقية والغربية (أ ف ب) الطموحات الأذربيجانية وإذا ما كان حيدر علييف قد ذهب إلى خيار التحالف مع إسرائيل منذ الأعوام الأولى لإعلان إقامة دولة أذربيجان على أنقاض الاتحاد السوفياتي وتفككه، باعتباره خياراً استراتيجياً يضمن له توطيد علاقاته مع واشنطن والدول الغربية، ويوفر مظلة لاستمرارية نظام سلطته وسلاسة انتقالها إلى ابنه الرئيس الحالي إلهام علييف، فإن مساراً تاريخياً وأكثر رسوخاً قام بين إسرائيل والقيادة الكردية في محافظات الشمال العراقي الكردية، منذ محاولة إعلان الدولة الكردية في مهاباد مع قاضي محمد والملا مصطفى البارزاني، وصولاً إلى التاريخ الحالي، بخاصة بعد التغيير الذي حصل في العراق والقضاء على النظام السابق وتشكيل الدولة الفيدرالية العراقية، والذي لم تعد القيادة الكردية مجبرة على إخفاء هذه العلاقة والتعاون مع تل أبيب. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وعلى غرار الدعم الإسرائيلي للطموحات الأذربيجانية، فإن الطموحات الكردية تحظى أيضاً بدعم إسرائيلي واسع، وتقديم المساعدة لإقامة وطن قومي للأكراد في المنطقة تحت مسمى كردستان الكبرى التي تجمع كل الأقاليم الكردية في العراق وإيران وتركيا وسوريا. وفي حال انفصال أكراد إيران يصبح الحلم الكردي بهذه الدولة أقرب إلى التحقق، لأن آلية الانضمام إلى الإقليم القائم في شمال العراق ستكون سريعة. واقتراب الحلم الكردي بدولته، سيعيد إثارة مخاوف الدولة المركزية في تركيا، التي تعارض وتعادي مثل هذا المشروع، بخاصة وأن الدخول في هذا المسار يعني عودة الموضوع الكردي السوري إلى الواجهة من جديد، والذي يعني هدم كل ما سعت له دولة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والمؤسسة العسكرية لبنائه على مدى عقود، لأن إمكانية انضمام مناطق انتشار الأكراد السوريين لنواة الدولة الكردية يصبح أقرب إلى الحقيقة، الأمر الذي سيتحول إلى تهديد واضح لوحدة الأراضي التركية ويفتح الطريق أمام عودة أكراد تركيا للتحرك باتجاه تحقيق حلمهم التاريخي الذي يعتبرون أنه كان ضحية للخرائط التي نتجت من الحرب العالمية الأولى وتقسيمات سايكس- بيكو. وبعيداً من المحافظات الشمالية والشرقية والغربية لإيران والتداخل القومي بين التركمان والأذريين والأكراد، فإن محافظات الجنوب والجنوب الشرقي لإيران تدخل على خريطة الكيانات المحتملة لأي تفكيك للجغرافيا الإيرانية، فهي مناطق انتشار أبناء قومية البلوش في سيستان وبلوشستان، والتي تملك امتداداً طبيعياً داخل إقليم بلوشستان ضمن الأراضي الباكستانية والأفغانية. وهذا التداخل قد يفجر صراعات جديدة داخل هاتين الدولتين نتيجة ما قد يواجهانه من طموحات بلوشية بإقامة دولتهم الخاصة، والتي من الطبيعي أن تذهب للتفكير في ضم الأقاليم الباكستانية والأفغانية إليها. محافظات الجنوب والجنوب الشرقي لإيران تدخل على خريطة الكيانات المحتملة لأي تفكيك للجغرافيا الإيرانية (أ ف ب) أما في المحافظات الجنوبية والجنوبية الغربية، وفي مقدمتها إقليم خوزستان، والتي تضم أبناء القومية العربية، فهي المنطقة الأخطر والأكثر أهمية بالنسبة للنظام المركزي في طهران ولدول الجوار العربي، لما تختزنه من مصادر واحتياطات طاقة نفطية وغازية تعتبر من الأكبر في العالم. ولا شك أن هذه المحافظات شهدت على مر التاريخ الإيراني المعاصر ومنذ إعلان المملكة البهلوية، صراعات واسعة بين انفصالية وفيدرالية. إلا أن حساسية الموقع الجيوسياسي بالنسبة لدول الجوار العربي والجيواقتصادي بالنسبة للسلطة المركزية وخريطة الطاقة العالمية، لم تصل إلى أي من مطالبها. إضافة إلى هذه التعقيدات، فإن أزمة مختلفة قد تواجه الطموحات العربية في إقامة كيان مستقل لهم في هذا الإقليم، تتعلق بالبعد العقائدي الذي قد يشكل مصدر تهديد للدول العربية المجاورة، وبالتالي فإن إقامة مثل هذا الكيان قد يكون غير مرغوب به إقليمياً. إلا أن فرضية حصوله لن تكون مستبعدة. الأمر الذي ينقل بالتالي التحدي إلى مستويات مختلفة، ترتبط بالخريطة الجيوسياسية الإقليمية ما ينعكس بصورة مباشرة على الوضع العراقي القائم، وإمكانية عودة الحديث عن تشكيل إقليم شيعي إلى الواجهة من جديد، ليضمن في حال إنشائه المناطق العربية المنفصلة عن الجسد الإيراني، تساعد عليه حالة التداخل الديموغرافي والعشائري الكبيرة بين طرفي الحدود. الخرائط الجيوسياسية وإذا ما كانت هذه الخرائط الجيوسياسية مرهونة بوجود مشروع أميركي بتفكيك إيران، فإن تداعياتها على العراق ستكون الأخطر، لأنه سيكون موزعاً بين إقليمين أساسيين، الأول كردي يرى الاقتراب من تحقيق حلمه التاريخي، ما يعني أمكانية أن تواجه كل من تركيا وسوريا خيار التقسيم أيضاً. والآخر عربي في القومية وشيعي مذهبياً، ما يفتح الطريق أمام عودة المحافظات العربية السنية للمطالبة بإنشاء إقليمها الخاص، والذي لن يكون بعيد المنال حينها، ومن المحتمل أيضاً ألا يقف عند الحدود العراقية، بل يعيد إحياء مشاريع سياسية تعيد رسم جغرافيا المنطقة سياسياً. هذه التفكيك للجغرافيا الإيرانية سيترك قلب الهضبة الإيرانية أو المحافظات المركزية ذات الغالبية القومية الفارسية، مثل جزيرة جافة، وسط دول ضعيفة وهشة في حال لم تذهب للانضمام إلى عمقها القومي، أو دول جديدة في حال استطاعت دول الجوار اقتطاع ما تريده وضمه لجغرافيتها. وستكون دولة فاقدة للمصادر الطبيعية الحيوية، قد تملك نافذة على مياه الخليج، وستكون عرضة لصراعات داخلية على السلطة. يبقى السؤال، أمام هذه السيناريوهات غير المستبعدة في حال اتخذت الإدارة الأميركية توسيع الحرب القائمة بين طهران وتل أبيب والدخول المباشر في مسارها، هل وضعت هذه الإدارة في تصوراتها إمكانية الفشل في تحقيق استبدال سريع للنظام الإيراني القائم، وأن يكون هذا النظام الجديد قادراً على الإمساك بزمام الأمور ومنع الوصول إلى هذا السيناريو التفكيكي؟ وهل ستكون المنطقة قادرة على مواجهة تداعيات إعادة رسم الخرائط الجيوسياسية وما فيها من خسارات وتغييرات وتبدلات في موازين القوى؟ وهل ستكون المنطقة قادرة على التعامل مع التداعيات السلبية لمثل هذه السيناريوهات؟


Independent عربية
منذ 30 دقائق
- Independent عربية
الحرب الإسرائيلية- الإيرانية: لماذا وإلى أين؟
ربما من المبكر استنتاج إلى ماذا ستنتهي الحرب الدائرة بين إيران وإسرائيل الآن، ولا سيما أن الحرب ما زالت مستعرة وفي كل دقيقة هناك جديد يطرأ. لكن يمكننا أن نفهم لماذا بدأت الحرب وكيف تفكر إسرائيل وإيران، وما هي الأهداف لكل طرف. باغتت إسرائيل إيران بهجوم غير مسبوق منذ الحرب العراقية- الإيرانية، استهدفت من خلاله كبار القادة العسكريين والأمنيين وعدداً من العلماء النوويين، كما شنت هجماتها على منشآت نووية وعسكرية، وجاءت الضربة الإسرائيلية مفاجئة قبل الجولة السادسة من المفاوضات الإيرانية- الأميركية التي لاقت الجولات السابقة منها ردود فعل إيجابية من الطرفين، إلى أن ظهرت للعلن القضية الخلافية في شأن المطلب الأميركي التخصيب الصفري والمطلب الإيراني ضمان التخصيب المحلي. وخلال الشهرين عارض الرئيس الأميركي علناً هجوماً إسرائيلياً على المواقع النووية الإيرانية، لكن في اليوم الـ61 بعد انتهاء مهلة الشهرين التي أعطاها ترمب لطهران، نفذت إسرائيل عملية واسعة النطاق والكثافة. وأظهر هذا الهجوم قائمة من الإخفاقات الإيرانية، وكان من أكبرها الاختراق الاستخباراتي الأمني، إذ تمكن "الموساد" من إنشاء خلايا نائمة في إيران، ولا بد من أن ذلك استغرق منهم أعواماً، كما كان لدى إسرائيل ما يكفي من المتعاونين لتهريب معدات متطورة مثل صواريخ "سبايك" المضادة للصواريخ إلى إيران، وفي اللحظة الأخيرة جرى إنزال أو تهريب عملاء "الموساد" من فرقة "تسوميت"، إلى جانب عملاء آخرين من القوات الخاصة، إلى إيران لتنسيق ضربات على راداراتها وصواريخ "سام"، فلم يكُن الإسرائيليون بحاجة إلى وقت طويل لإغراق أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية متوسطة وطويلة المدى. في ظل هذا كان على إيران أن تتحرك سريعاً لتثبت أنها ما زالت تملك القدرة العسكرية على الرد وأنها قادرة على اتخاذ القرار وترميم هيكل قياداتها بعد استهداف كبار قادة النظام، ولأنها تريد العودة للمحادثات فوراً مع واشنطن لتجنب مواجهة شاملة مع إسرائيل ولن تتمكن من العودة لطاولة المفاوضات قبل أن ترد عسكرياً على إسرائيل وإلا ستكون في موضع المهزوم. وسط الأحداث تلك لم تغلق إيران باب المفاوضات وأعلنت على لسان الرئيس مسعود بزشكيان ووزير الخارجية والمتحدث باسم وزارة الخارجية أنه إذا توقف الهجوم ستعود للمحادثات، ومع ذلك أظهر ترمب مباركته للضربات الإسرائيلية، فربما يعتبر ترمب أن إسرائيل ستمنحه فرصة التفاوض مع طهران مستسلمة ومهزومة، لا تتفاوض من أجل ضمان تخصيب اليورانيوم إنما من أجل بقاء النظام، مما حدث بالفعل حينما غرد ترمب أنه يعرف مكان المرشد الإيراني لكنه لن يستهدفه. ويمكن استنتاج ملامح الصفقة الأميركية أن تستسلم إيران لمطالب الولايات المتحدة والخاصة بتفكيك برنامجها النووي والتخلص من ترسانة الصواريخ الباليستية والمسيّرات التي لديها للحفاظ على بقاء النظام الحالي. لذا كانت الضربات الإسرائيلية تستهدف منشآت نووية وعسكرية خاصة بالقدرات الصاروخية وأخرى مدنية، من أجل مضاعفة الخسائر في صفوف المدنيين وتوليد ضغط شعبي في مواجهة النظام للخروج عليه، لذا كانت أيضاً الضربات الإسرائيلية على قوات "الباسيج" المنوط بها اعتقال المواطنين وقت التظاهرات. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وفي مواجهة محاولات نتنياهو دفع ترمب إلى دخول الحرب، تصعد إيران وتحذر الرئيس الأميركي من أن دخول المعركة إلى جانب إسرائيل سيجعلها تصعد عسكرياً. وتعي إيران أن دخول واشنطن الحرب إلى جانب إسرائيل سيحسم المعركة لغير مصلحتها ويقضي على قدراتها العسكرية والنووية، وربما ينهار النظام، لذا فإنها مقيدة في خياراتها تجاه الرد الإسرائيلي، تتدرج في استخدام قدراتها الصاروخية لكن بصورة تضمن لها عدم استنزاف مخزونها الذي قد تحتاج إليه إذا تدخلت واشنطن في الحرب، كما هناك بعض القيود التشغيلية المرتبطة بسيادة إسرائيل الجوية داخل إيران وضرب إسرائيل لكثير من منصات إطلاق الصواريخ، فليست هناك جدوى لمخزون الصواريخ إذا لم يكُن هناك العدد الكافي من منصات الإطلاق. من جهة أخرى أحدثت الصواريخ الباليستية الإيرانية خسائر داخل إسرائيل، لكنها ليست بالقدر الذي أحدثته الهجمات الإسرائيلية على إيران، لكن كان على إيران أن ترد بحذر من جهة أنها لا تريد استفزاز الولايات المتحدة للتدخل وتحقيق ما يريده نتنياهو، ومن جهة أخرى هناك الدفاعات الجوية الإسرائيلية. وتتحرك إيران في أكثر من مسار من بينها المسار العسكري لتصل إلى مرحلة استنزاف لقدراتها ولقدرات إسرائيل، وهناك المسار الدبلوماسي والتواصل مع جيرانها من دول الخليج ومصر وتركيا من أجل دفع المسار الدبلوماسي، ودانت تلك الدول الهجوم الإسرائيلي انطلاقاً من مبادئ حسن الجوار وتحريم انتهاك سيادة الدول الأخرى وأن من الأجدر تناول الملف النووي الإيراني والباليستي عبر المسار الدبلوماسي وليس المسار العسكري الذي سيجلب الاضطرابات وعدم الاستقرار لدول المنطقة. فيمكن لتلك الدول أن تكثف المحادثات والمسارات الدبلوماسية مع فرنسا وبريطانيا لوقف الهجوم وربما بدء مفاوضات إقليمية تتناول ملف الانتشار النووي في المنطقة ككل، وهناك أيضاً دور الصين وروسيا حليفتا إيران. وفي ظل هذه المسارات تدرك إيران أن معركتها الآن هدفها الأساس الحفاظ على بقاء النظام، لذا ستستمر المواجهات مع إسرائيل إلى أن تستنزف قدرات الطرفين، ثم تتدخل واشنطن لوقف الهجوم. وفي حال تدخلت واشنطن لضرب إيران، بخاصة مفاعل "فوردو"، ستصعد طهران من أوراق الضغط لديها والتي ستكون تهديد الملاحة في الممرات المائية كمضيق هرمز أو دفع الحوثيين إلى إحداث توترات في باب المندب والقرن الأفريقي، بهدف خلق اضطرابات في سوق الطاقة العالمية والأسعار والتأثير في الأسواق المالية. كما من الممكن أن تستهدف بعض الأصول والمصالح والقواعد الأميركية في المنطقة، وربما تدفع وكلاءها إلى التدخل مثل "حزب الله"، على رغم أنه في مرحلة تعافٍ من حرب إسرائيل عليه، كما أنه مقيد بالقيادة اللبنانية التي تريد النأي بالنفس عما يحدث، ولكن قد يتدخل حال أصبح بقاء النظام الإيراني مهدداً وكذلك الحال بالنسبة إلى الميليشيات العراقية. كما تهدد إيران بالانسحاب من معاهدة الانتشار النووي ولكن من غير المحتمل أن تقدم على هذه الخطوة التي ستمنح إسرائيل حجة لضرب كل المنشآت بذريعة أن لدى طهران سلاحاً نووياً، ومن ثم تريد إظهار أنها ما زالت ضمن إطار الشرعية الدولية ولديها ضمانات قانونية وسياسية تجاه استهداف منشآتها وأنه يمكن للمفتشين الدوليين الوصول إلى تلك المنشآت، لذا تراجع مجلس الشورى الإيراني عن تلك الخطوة واقترح سلسلة من الشروط والإجراءات، وإذا لم تتحقق، فستنسحب إيران من المعاهدة، ومن بين الشروط المقترحة مسألة عدد المفتشين في إيران، أي إن عدد المفتشين يفوق العدد المسموح به، أو أن بعض المهمات التي سمحت لهم بها وكالة الطاقة الذرية تتجاوز المهمة التي كلفهم بها القانون الدولي. في المجمل وعلى رغم أن مألات التصعيد بين إيران وإسرائيل غير واضحة إلى الآن، لكن في حال بقي النظام فمن المؤكد أن إسرائيل لن تتوقف عن هدف أساس هو التخلص من قدراته الصاروخية التي وصلت إلى تل أبيب وحيفا وأوقعت بعض الخسائر، كما أن إيران ستعمل على إعادة بناء تسليحها وستركز بصورة أكبر على شراء صواريخ "سام" من روسيا والصين بدلاً من شراء طائرات مقاتلة، كما ستعمل على إعادة بناء أجهزتها الأمنية على نحو يعالج الخلل الاستخباراتي والأمني ووجود شبكة عملاء في الداخل، مما يعنى مزيداً من الانغلاق والتضييق على المواطنين وزيادة الفجوة بينهم والنظام.