
كيف تتعافى من إدمان "تشات جي بي تي"؟
حذر خبراء من الإفراط في الاعتماد على الذكاء الاصطناعي ويقدّمون نصائح لحماية العقل من الخمول وفقدان الثقة، في عصرٍ تتسارع فيه التطورات التقنية بشكل غير مسبوق، أصبح الذكاء الاصطناعي شريكًا يوميًا في حياة كثير من الشباب، خاصة أولئك المنخرطين في سوق العمل أو في مراحل التعليم المتقدّمة.
اضافة اعلان
لكن ماذا يحدث حين يتحوّل هذا الشريك إلى بديل دائم للعقل، ومصدر خفي لتآكل الثقة بالنفس وتراجع القدرات الذهنية؟
هذا ما يدق ناقوس الخطر حوله عدد من الباحثين والمتخصصين، مشيرين إلى ظاهرة بدأت تتسع بين الشباب: إدمان استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي، وفي مقدمتها "تشات جي بي تي".
1. الاعتماد الزائد يهدد "البوصلة الداخلية"
يرى إديسون إيرل، أحد المتدربين في جامعة بورنموث للفنون ببريطانيا، أن استخدامه المستمر لـ ChatGPT قد أدّى به إلى فقدان القدرة على اتخاذ قرارات مهنية وشخصية بشكل مستقل.
يقول: "كنت أفتخر بأعمالي، أما الآن فأشعر أنني مجرّد وسيط بين الذكاء الاصطناعي والجمهور، لم أعد أثق بأفكاري كما كنت من قبل."
تدعم هذا الرأي دراسة حديثة أجرتها شركة "BearingPoint" الاستشارية على أكثر من 300 مدير في أوروبا وأميركا، والتي أظهرت أن الموظفين الشباب هم الأكثر استخدامًا لأدوات الذكاء الاصطناعي مقارنة بالمديرين التنفيذيين. والسبب؟
بحسب الدراسة، فإنّ الشباب لم يطوروا بعد "البوصلة الداخلية" التي تساعدهم على الحكم السليم، في حين يثق المدراء بخبراتهم ولا يرون الحاجة إلى الاعتماد الكلي على الذكاء الاصطناعي.
2. الإطراء الزائف والراحة المضلّلة
من الجوانب الخطرة التي أشار إليها الباحثون، ما وصفوه بـ"الراحة الكاذبة" التي تمنحها أدوات الذكاء الاصطناعي.
فبحسب دراسة داخلية لشركة OpenAI، فإن النسخة الأخيرة من ChatGPT تميل إلى استخدام أسلوب مفرط في المجاملة، ما يولّد لدى المستخدم شعورًا زائفًا بالكفاءة والرضا.
وقد أقرّ سام ألتمان، المؤسس التنفيذي لـ OpenAI، بهذه الملاحظة مؤخرًا، مؤكدًا أن فريقه يعمل على تقليل هذا "التملق الرقمي".
الخبيرة الأميركية شيريل آينهورن، أستاذة مساعدة في جامعة كورنيل ومؤسسة شركة Decision Services، تحذّر من هذا الأثر النفسي الخفي، وتقول: "كلما اعتمد المستخدم على ردود تشعّ بالإيجابية، قلّت رغبته في مساءلة نفسه أو فحص أخطائه، وهذا أخطر ما يمكن أن يهدد النمو العقلي على المدى الطويل."
3. التأثيرات العقلية تتجاوز المكتب إلى الحياة اليومية
لم تعد المسألة متعلّقة فقط بالمهام المكتبية.، ففي حالات متعددة رُصدت حول العالم، بدأ المستخدمون يلجؤون إلى أدوات الذكاء الاصطناعي في قرارات تتعلّق بالمظهر، واللباس، والمشتريات اليومية، وحتى التفاعل الاجتماعي.
يقول إيرل، في شهادة شخصية: "كنت أشعر بالإثارة حين أبحث عن ملابس جديدة وأكتشفها بعيني، أما الآن فأرسل صورة الرف إلى ChatGPT وأنتظر رأيه. فقدت متعة الاكتشاف، وكأنني أعيش بعقل غيري."
4. التفكير النقدي عضلة... إمّا أن تمارسها أو تضعف
من أبرز النصائح التي اتفق عليها المتخصصون: لا تُفوّض كلّ تفكيرك للآلة.
وتوضح شيريل آينهورن قائلة: "عليك أولاً أن تفكر بذاتك، ثم تختبر قراراتك عبر الذكاء الاصطناعي. وليس العكس."
وتنصح بسؤال الأداة دومًا: "كيف توصّلت إلى هذه الإجابة؟" من أجل تعزيز مهارة التشكيك الإيجابي والتحليل النقدي، وتذكّر بأن الذكاء الاصطناعي، مهما بدا واثقًا، يبقى نموذجًا رياضيًا يكرّر الأنماط ولا يفكّر كالبشر.
5. خطوات للتعافي... دون القطيعة
الإقلاع التام عن أدوات الذكاء الاصطناعي ليس حلًا واقعيًا، خاصة في بيئة عمل أصبحت تعتمد عليها كمصدر قوة ومنافسة.
لذلك، ينصح الخبراء بمجموعة خطوات لضبط الاستخدام:
- ضعوا حدودًا زمنية لاستخدام الذكاء الاصطناعي
خصصوا وقتًا محددًا في اليوم لاستشارة الأداة، وامتنعوا عن استخدامها في كل صغيرة وكبيرة.
- استخدموا أدوات التفكير الشخصي أولًا
ابدأوا بكتابة الأفكار، المسودات، وحتى الرسائل بأنفسكم، ثم استخدموا الذكاء الاصطناعي للمراجعة أو الاقتراح.
- تعلّموا قول "لا أحتاج المساعدة الآن"
ليس كل قرار يحتاج دعمًا خارجيًا. اسمحوا لأنفسكم بالخطأ والتجربة.
- ناقشوا الأداة ولا تأخذوا ردودها كحقائق
اسألوا دائمًا: هل هذه الإجابة منطقية؟ هل يمكن أن تكون منحازة؟ ما الخيارات الأخرى المتاحة؟
- عيشوا التجربة الإنسانية بوعي
استعيدوا متعة التفاعل، الخطأ، التجربة الحسية، والتفكير البشري الذي لا يعوّض.
اقرأ أيضا:
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


رؤيا نيوز
منذ 12 ساعات
- رؤيا نيوز
'OpenAI' تتوقع أن يعزز جهازها الذكي المقبل اشتراكات شات جي بي تي
قالت سارة فريار، المديرة المالية لشركة الذكاء الاصطناعي 'OpenAI'، إن الشركة تراهن على أن 'عصرًا' جديدًا في الحوسبة سيبرر قرارها بإنفاق مليارات الدولارات على أجهزة مُصممة خصيصًا لتتوافق معها. وأعلنت 'OpenAI'، مطورة روبوت الدردشة 'شات جي بي تي'، يوم الأربعاء عن خططها لشراء 'io'، وهي شركة ناشئة متخصصة في الأجهزة وتابعة لمصمم هواتف آيفون جوني إيف، مقابل حوالي 6.4 مليار دولار. وتأسست 'io' قبل عام تقريبًا، وليس لديها أي منتج في السوق حتى الآن. وبعد هذا الإعلان، قال سام ألتمان الرئيس التنفيذي لـ'OpenAI' إن الشركة تعمل على جهاز ذكاء اصطناعي بدون شاشة يدرك محيط مستخدمه ولن يكون قابلًا للارتداء. وستستهم أجهزة الذكاء الاصطناعي الجديدة في إيصال تكنولوجيا 'OpenAI' إلى عدد أكبر من المستخدمين، مما سيؤدي إلى نمو الاشتراك ومعدلات الارتباط بخدمة الشركة، بحسب ما قالته فراير، لشبكة CNBC' يوم الخميس. وأفادت فراير أن 'شات جي بي تي' سجل آخر مرة 500 مليون مستخدم نشط أسبوعيًا، لكن عدد المستخدمين النشطين شهريًا أعلى، بحسب ما نقله تقرير للشبكة، اطلعت عليه 'العربية Business'. وأضافت: 'عندما تبدأ بالتفكير في الأمر على أنه يتجاوز مجرد الهاتف، فإنه يبدأ في إثارة الخيال'، وقالت: 'إذا استطعنا إثارة حماس الناس حول العالم لاستخدام الذكاء الاصطناعي، فلدينا العديد من الطرق للبدء في التفكير في نموذج أعمال قائم على ذلك. قد يكون ذلك اشتراكًا بشات جي بي تي نامٍ وأكبر'. تتوافق تعليقات فراير مع آراء آخرين في قطاع التكنولوجيا قالوا إن أجهزة الذكاء الاصطناعي قد تُغير وجه الحوسبة، وتُهدد هواتف آيفون. كان إيدي كيو، كبير مسؤولي الخدمات لدى 'أبل'، صرح في وقت سابق من هذا الشهر بأنه يعتقد أن أجهزة الذكاء الاصطناعي قد تحل محل هواتف آيفون في غضون عشر سنوات. وفي حين تعمل 'OpenAI' مع 'أبل' على دمج الذكاء الاصطناعي في آيفون والمساعد الصوتي سيري، قالت فراير إن شركتها لا تزال ترى حاجة إلى امتلاك أجهزتها الخاصة. وقالت فراير: 'نريد العمل مع العديد من الشركاء. عندما نعتمد على مسار واحد، لا نعتقد أن ذلك يُحفّز الابتكار إلى أقصى حد'، مضيفة: 'نواصل العمل بشكل وثيق مع أبل على أجهزتهم، ونود أن نرى المزيد من الإنجازت بالذكاء الاصطناعي… لكننا نرغب أيضًا في مواصلة تحفيز الابتكار على نطاق واسع'. وألمحت فراير إلى الأجهزة الجديدة بدون شاشات لمس. ورفضت الإفصاح عن تفاصيل حول شكلها المحتمل. يأتي هذا، فيما أشارت توقعات محلل على اطلاع على سلسلة توريد 'أبل' إلى أنه المقرر أن يبدأ الإنتاج الضخم لهذا الجهاز في عام 2027، بحسب تقرير لموقع '9TO5Mac' المتخصص في أخبار التكنولوجيا، اطلعت عليه 'العربية Business'. وأضاف المحلل مينغ-تسي كو أن عملية تجميع وشحن الجهاز المقبل ستتم خارج الصين، في محاولة لتقليل المخاطر الجيوسياسية، مشيرًا إلى أن فيتنام تُعد في الوقت الحالي الموقع الأكثر احتمالًا لعملية التجميع.


صراحة نيوز
منذ 15 ساعات
- صراحة نيوز
الكشف عن ملامح أول جهاز لـ OpenAI
صراحة نيوز ـ كشفت صحيفة وول ستريت جورنال أن أول جهاز تعمل عليه OpenAI بالتعاون مع مصمم آبل السابق جوني آيف لن يكون هاتفًا ذكيًا ولا جهازًا قابلًا للارتداء، بل قد لا يحتوي حتى على شاشة، مما يشير إلى توجه مبتكر وغير تقليدي في فئة الأجهزة الذكية. ويأتي ذلك بعد إعلان شركة OpenAI استحواذها على شركة io الناشئة التي أسسها آيف، في صفقة تُقدّر قيمتها بـ 6.5 مليارات دولار. ووفقًا للتقرير، فقد أبلغ الرئيس التنفيذي سام ألتمان موظفي الشركة بأن لديهم الآن 'فرصة لإنجاز أعظم مشروع في تاريخ OpenAI'. وأشار كل من آيف وألتمان إلى بعض ملامح الجهاز الجديد، إذ أوضحا أنه سيكون واعيًا تمامًا بمحيطه وبنشاطات المستخدم، كما سيتميز بتصميم غير مزعج يمكن وضعه في الجيب أو على المكتب، ومن المتوقع أن يتحوّل إلى أحد الأجهزة الأساسية للمستخدمين بعد الحاسوب والهاتف. وبحسب التقرير، فإن الجهاز لن يكون هاتفًا أو نظارة ذكية، وهو ما يعكس رغبة الفريق في تقليل الاعتماد على الشاشات، إذ يطمح آيف وألتمان إلى 'فطام المستخدمين' عن الأجهزة التقليدية القائمة على العرض البصري. وتعتزم الشركة الحفاظ على سرية تصميم الجهاز ومواصفاته حتى لحظة الإطلاق، تفاديًا لمحاولات التقليد من المنافسين. وتخطط الشركة لإطلاق الجهاز الجديد في أواخر عام 2026 مع هدف طموح، وهو شحن 100 مليون وحدة بأسرع وتيرة في تاريخ صناعة الأجهزة الذكية. ووفقًا للتقرير، فقد بدأ فريق آيف منذ أربعة أشهر بالتفاوض مع موردين قادرين على تصنيع الجهاز على نطاق واسع، وذلك بعد تعاون دام أكثر من عام ونصف مع OpenAI، إذ كان الهدف الأولي تطوير منتج يعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي من OpenAI، قبل أن تقرر الأخيرة الاستحواذ الكامل على الشركة. وتبقى الأسئلة معلقة حول طبيعة هذا الجهاز الجديد، ومدى قدرة التصميم المبتكر والتقنية المتقدمة على إقناع المستخدمين باقتناء فئة جديدة بالكامل من الأجهزة، خاصةً بعد إخفاق محاولات مشابهة مثل جهاز Ai Pin من شركة Humane، الذي توقفت خدماته نهائيًا مطلع العام الجاري


أخبارنا
منذ 16 ساعات
- أخبارنا
هل يستخدم للتلاعب بالرأي العام؟!.. الذكاء الاصطناعي يتفوق على البشر في النقاشات
أخبارنا : تتمثل ميزة روبوتات الدردشة في النقاش في قدرتها على الوصول إلى معلومات عن الخصم. فعندما يحصل الذكاء الاصطناعي على بيانات عن الشخص الذي يتفاعل معه يستخدم حججا مصممة خصيصا لمواجهته. وهذا يقودنا إلى استنتاج مقلق يتمثّل في إمكانية استخدام النماذج اللغوية الكبيرة للتلاعب بالرأي العام. هذا ما أكّده خبير علوم الحاسوب فرانشيسكو سالفي من المعهد الفيدرالي التقني العالي في لوزان. وكشفت الأبحاث أن الشبكات العصبية يمكنها إقناع الأشخاص بتغيير آرائهم، بما في ذلك المواقف المتعلقة بنظريات المؤامرة. إلا أن مدى قوة إقناعها مقارنة بالبشر ظلّ غير واضح حتى الآن. ولتقييم هذه القدرات في الذكاء الاصطناعي، أجرى سالفي وزملاؤه تجربة نُشرت نتائجها في مجلة Nature Human Behaviour. وشارك في التجربة 900 أمريكي. وناقشوا لمدة 10 دقائق إما مع شخص آخر أو مع ChatGPT-4 من OpenAI حول مواضيع مثيرة للجدل مثل ضرورة الزي المدرسي، حظر الوقود الأحفوري، أو فوائد الذكاء الاصطناعي للمجتمع. وقبل بدء الدراسة، ملأ المشاركون استبيانا حول أعمارهم وجنسهم وانتمائهم العرقي ومستوى تعليمهم ووظائفهم وآرائهم السياسية.و قبل وبعد كل جولة من النقاش، خضعوا لاستبيان قصير لتقييم مدى تغير رأيهم. وأظهرت نتائج التجربة أنه عندما لا يحصل أي من المشاركين سواء كان الإنسان أو الذكاء الاصطناعي، على معلومات عن الطرف الآخر، فإن GPT-4 يكون مقنعا بنفس مستوى الإنسان تقريبا. ولكن بمجرد إضافة أبسط المعلومات الشخصية، مثل الجنس أو العمر أو الاهتمامات، تتفوق الآلة وتفوز في 64% من الحالات. وقال فرانشيسكو سالفي:"حتى مع هذه المعلومات البسيطة، كان GPT-4 أكثر إقناعا من البشر بشكل ملحوظ. وهذه البيانات متاحة بسهولة ويمكن العثور عليها في ملفات التعريف على شبكات التواصل الاجتماعي".