الجمعة، لافتا إلى أنه يكنّ "احتراما كبيرا" لقرار بوتين الحضور إلى
وفي إشارة من شأنها أن تثير قلق الرئيس الأوكراني، قال ترمب إنه "منزعج بعض الشيء" من قول زيلينسكي إنه يحتاج إلى موافقة دستورية لأي تنازل عن أراض.
وأوضح في إشارة إلى زيلينسكي "لقد نال موافقة على خوض حرب وقتل الجميع، لكنه يحتاج إلى موافقة لإجراء تبادل لأراض؟ لأنه سيكون هناك تبادل لأراض".
ويسعى الأوروبيون الذين تعهّد ترمب إطلاعهم على نتائج محادثاته مع بوتين فور انتهائها، إلى الضغط على الرئيس الأميركي.
ودعي ترمب ونائبه جاي دي فانس إلى محادثات عبر الفيديو الأربعاء مع رؤساء دول وحكومات ألمانيا وفنلندا وفرنسا والمملكة المتحدة وإيطاليا وبولندا وأوكرانيا ، بالإضافة إلى رئيسة المفوضية الأوروبية ورئيس المجلس الأوروبي والأمين العام لحلف شمال الأطلسي.
وقال المتحدث باسم المستشارية الألمانية شتيفان كورنيليوس في بيان إن هذه "المباحثات" ستتناول "التحضير لمفاوضات سلام محتملة" والقضايا "المتصلة بأراض تتم المطالبة بها وبالضمانات الأمنية"، فضلا عن "خطوات إضافية" يمكن اتخاذها "لممارسة ضغط على روسيا".
وعقد وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي اجتماعا طارئا الإثنين سعيا لتجنّب اتفاق بين واشنطن وموسكو يخالف مصالح كييف.
ويفترض أن يفضي اللقاء بين ترمب وبوتين اللذين جرى آخر لقاء ثنائي بينهما في 2019، إلى قمة ثلاثية أميركية-روسية-أوكرانية.
وجرت آخر قمة بين رئيس أميركي ورئيس روسي في جنيف في حزيران/يونيو 2021. وكان اللقاء بين الديموقراطي جو بايدن وبوتين فاترا.
وقال ترمب "في نهاية المطاف، سأضع (زيلينسكي وبوتين) في غرفة واحدة، سأكون حاضرا أو لن أكون، وأعتقد أنّ الأمر سيتمّ حلّه".
وألمح ترمب إلى أنه قد يتخلى عن جهود حل النزاع في حال لم يفض اللقاء إلى نتائج إيجابية، وقال "ربما أقول: حظا سعيدا، واصلوا القتال. أو قد أقول: يمكننا التوصّل إلى اتفاق".
وتضمنت تصريحات ترمب زلّتي لسان بقوله إنه سيزور " روسيا" الجمعة، وليس ألاسكا ، الولاية الأميركية الشاسعة الواقعة شمال غرب البلاد والتي باعتها روسيا للولايات المتّحدة في القرن التاسع عشر.
وحذّر زيلينسكي الإثنين من أن تقديم "تنازلات" لروسيا لن يدفعها لإنهاء الحرب. وقال في بيان على وسائل التواصل الاجتماعي إن " روسيا ترفض وقف عمليات القتل وبالتالي يتعيّن عليها ألا تحصل على أيّ مكافآت أو ميّزات. هذا ليس مجرّد موقف أخلاقي، بل هو موقف منطقي. القاتل لا يقتنع بالتنازلات".
وخلال الأيام الثلاثة الماضية، تواصل زيلينسكي هاتفيا مع 13 من قادة الدول الأوروبية ونظيريه في كازاخستان وأذربيجان.
من جهته، تواصل بوتين مع تسعة رؤساء دول أو حكومات خلال الأيام الثلاثة الماضية، أبرزهم نظيراه الصيني شي جينبينغ والبرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي.
وتعهد ترمب خلال حملته الانتخابية التوصل الى حل سريع للنزاع في أوكرانيا. وعقب عودته الى البيت الأبيض في كانون الثاني/يناير، بدأ بالتقارب مع بوتين وتواصل معه هاتفيا أكثر من مرة، لكنه أعرب في الآونة الأخيرة عن استيائه منه مع تكثيف موسكو ضرباتها على أوكرانيا ، وعدم موافقتها على مقترحات أميركية بشأن هدنة غير مشروطة.
وتزامن إعلان قمة ألاسكا الجمعة مع انقضاء مهلة حددها ترمب للكرملين لوضع حد للنزاع، وهو الأكبر في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.
إلى ذلك أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الثلاثاء بأن موسكو لا تسعى إلى السلام في أوكرانيا وتستعد بدلا من ذلك لتنفيذ هجمات جديدة، وذلك قبيل قمة مرتقبة بين الرئيسين الروسي فلاديمير وبوتين والأميركي دونالد ترمب.
وقال زيلينسكي في بيان على وسائل التواصل الاجتماعي "نرى بأن الجيش الروسي لا يستعد لإنهاء الحرب. على العكس، إنهم يقومون بتحرّكات تدل على وجود استعدادات لعمليات هجومية جديدة".
وتقدّمت القوات الروسية بشكل سريع في جزء ضيّق ولكنه مهم من خط الجبهة، بحسب ما أفاد الجيش الأوكراني ومحللون الثلاثاء، قبل أيام على الاجتماع المرتقب بين الرئيسين الروسي والأميركي.
وحقق الجيش الروسي مكاسب مكلفة ولكنها تدريجية في مختلف أنحاء الجبهة خلال الأشهر الأخيرة. وأعلن ضم أربع مناطق أوكرانية بينما كان ما زال يقاتل للسيطرة عليها.
وأفاد الجيش الأوكراني في بيان الثلاثاء عن معارك في محيط قرية كوشيريف يار في منطقة دونيتسك، مؤكدا المكاسب الروسية.
وأظهرت مدونة "ديب ستيت" الأوكرانية التي تعد على ارتباط وثيق مع الجيش، بأن روسيا تقدّمت حوالى عشرة كيلومترات خلال يومين تقريبا.
وبات الممر الواقع تحت السيطرة الروسية يهدد بلدة دوبروبيليا للتعدين التي يفر منها المدنيون وتتعرّض لهجمات متكررة من المسيّرات الروسية.
كما يهدد بلدة كوستيانتينيفكا، إحدى آخر المناطق الحضرية الكبيرة التي ما زالت تحت سيطرة أوكرانيا في منطقة دونيتسك.
وكتب المدون العسكري الشهير ستيرنينكو على تلغرام بأن القوات الروسية سيطرت أثناء تقدمها على أجزاء من طريق سريع يربط مراكز سكانية مهمة في دونيتسك. وكتب في وقت سابق بأن "الوضع خطير".
في الأثناء، أفاد "معهد دراسة الحرب" ومقره الولايات المتحدة بأن "تقارير تشير إلى أن مجموعات التخريب والاستطلاع الروسية تتسلل إلى مناطق قرب دوبروبيليا".
وأضاف "ما زال من المبكر وصف التقدم الروسي في منطقة دوبروبيليا بأنه اختراق على مستوى عملياتي"، محذّرا من أن الأيام المقبلة ستكون حاسمة في التصدي للهجوم.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشرق السعودية
منذ ساعة واحدة
- الشرق السعودية
"تفاؤل أوروبي حذر" قبيل قمة ألاسكا.. وأراضي أوكرانيا "خارج النقاش"
أبدى قادة أوروبيون "تفاؤلاً حذراً" بعد اجتماعهم الافتراضي مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب، قبيل قمة ألاسكا المرتقبة، الجمعة، مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لا سيما عقب تأكيد الرئيس الأميركي، بأنه "لا ينوي إثارة مسألة التنازل عن أي أراضٍ أوكرانية" لصالح روسيا. وقال مسؤولون أوروبيون، حسبما نقلت مجلة "بوليتيكو"، إن ترمب أبدى خلال اتصال الأربعاء، انفتاحاً على وجهات نظرهم بشأن الشروط اللازمة للتوصل إلى اتفاق سلام. وأشار المستشار الألماني فريدريش ميرتس، إلى أن وقف إطلاق النار في أوكرانيا يتصدر أولويات ترمب، في محادثاته مع نظيره الروسي، فيما قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إن "القضايا الإقليمية التي تندرج ضمن صلاحيات أوكرانيا لا يمكن التفاوض بشأنها إلا من قبل الرئيس الأوكراني" فولوديمير زيلينسكي، موضحاً أن ترمب "عبّر" عن الموقف ذاته. وأبلغ ترمب الحلفاء الأوروبيين خلال الاتصال، الذي شارك فيه أيضاً زيلينسكي، أن اجتماعه مع بوتين يهدف للتوصل إلى وقف لإطلاق نار في أوكرانيا، حسبما أوردت شبكة NBC News الأميركية. واتفق ترمب والقادة الأوروبيون، بحسب المصادر، على ضرورة تنفيذ وقف إطلاق النار في أوكرانيا قبل الشروع في مفاوضات السلام. وأوضحت المصادر، أن بعض القادة الأوروبيين شعروا بأن ترمب لا يبدي قدراً كبيراً من التفاؤل حيال ما قد يسفر عنه اجتماعه مع بوتين. وشارك في الاتصال قادة أوكرانيا، فرنسا، ألمانيا، إيطاليا، بولندا، فنلندا، وحلف شمال الأطلسي "الناتو"، والاتحاد الأوروبي، تلتها جلسة أوسع لما يُعرف بـ "تحالف الراغبين"، حضرها نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس. سافر زيلينسكي إلى برلين، الأربعاء، للمشاركة في ثلاث جولات من المحادثات الافتراضية التي رتبها المستشار الألماني، بهدف إقناع ترمب بالدفاع عن مصالح أوكرانيا وأوروبا. وأوضح ميرتس أن القادة الأوروبيين عرضوا على ترمب خمسة مواقف أساسية. 5 مواقف أوروبية أساسية قبل قمة ألاسكا مشاركة أوكرانيا في أي مفاوضات مستقبلية. وقف إطلاق النار قبل بدء مفاوضات السلام. "خط التماس" هو نقطة البداية (الجبهة الفاصلة بين القوات الأوكرانية والروسية وقت بدء المفاوضات)، مع رفض الاعتراف القانوني بمطالبة روسيا بأي أرض أوكرانية. ضرورة التأكيد على "ضمانات أمنية" قوية لأوكرانيا قبل إبرام أي اتفاق. ضرورة أن تكون المفاوضات جزءاً من استراتيجية عبر الأطلسي (أوروبا والولايات المتحدة) تشمل زيادة الضغط على بوتين إذا لم يتم إحراز تقدم في ألاسكا. وذكرت شبكة NBC News، نقلاً عن مسؤولين أوروبيين وأشخاص مطلعين على اتصال الأربعاء، أن ترمب أبلغ الزعماء الأوروبيين، أنه لا يعتزم مناقشة أي تقسيمات محتملة للأراضي الأوكرانية عندما يلتقي بوتين الجمعة. وتركت تصريحات ترمب، شعوراً بالارتياح في برلين وباريس ولندن وغيرها، الذين يقودون جهوداً لدى الإدارة الأميركية من أجل اعتبار وجهة النظر الأوروبية، جزءاً أساسياً في أي محادثات سلام. ورفض زيلينسكي فكرة "تبادل الأراضي"، ودعا إلى فرض عقوبات أميركية صارمة على روسيا. وقال زيلينسكي في تصريحات أوردتها "بوليتيكو": "أخبرت الرئيس الأميركي وكل زملائنا الأوروبيين أن بوتين يناور. إنه يحاول ممارسة الضغط قبل اجتماع ألاسكا على جميع جبهات القتال الأوكرانية، تحاول روسيا الإيحاء بأنها قادرة على احتلال أوكرانيا بالكامل". وكان المسؤولون الأوكرانيون والأوروبيون، قد أبدوا قلقهم من قمة ترمب وبوتين، منذ أن أعلنها الرئيس الأميركي، الأسبوع الماضي، إذ تتمثل أبرز المخاوف في أن يتفق الرئيسان الأميركي والروسي على إطار لاتفاق سلام يشمل تقسيمات للأراضي، ثم يحاولان الضغط على أوكرانيا لقبوله. وقد أثارت تصريحات ترمب خلال الأسبوع الجاري، التي قال فيها إنه "سيكون هناك بعض التبادل في الأراضي" بين روسيا وأوكرانيا، قلق زيلينسكي والقادة الأوروبيين على وجه الخصوص. وذكرت المصادر، أن جميع القادة الأوروبيين اتفقوا على أن أوكرانيا يجب أن تكون طرفاً في المفاوضات، وأنها هي التي تحدد ما إذا كانت مستعدة لتقديم أي تنازلات إقليمية. كما قالوا إن القادة متفقون على أنه إذا لم يوافق بوتين على وقف إطلاق النار، فإن ترمب سيُفرض على الأرجح عقوبات جديدة على روسيا. وخرج القادة الأوروبيون بشعور إيجابي تجاه خطط ترمب في لقاء بوتين. وأوضحت مصادر NBC، أن تحقيق وقف إطلاق النار من المتوقع أن يكون أولوية ترمب في الاجتماع، فيما عبّر الآخر عن ثقته في أن الأراضي الأوكرانية لن تُناقش دون أوكرانيا. سلاح العقوبات وقال وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت، إن ترمب قد يهدد بوتين بعقوبات إضافية إذا لم يقدم تنازلات مهمة خلال المحادثات، قائلًا: "كل الخيارات مطروحة". وأضاف بيسنت في مقابلة مع "بلومبرغ": "نتوقع أن يأتي إلى طاولة التفاوض بشكل أكثر جدية، ويبدو أنه قد يكون مستعداً للتفاوض، وأرى أنه إذا لم تسر الأمور على ما يرام، فقد تزداد العقوبات أو الرسوم الثانوية". وقال ترمب، الأربعاء، بعد الاتصال مع الزعماء الأوروبيين، إن المحادثة كانت "جيدة جداً"، وأكد أن روسيا ستواجه "عواقب وخيمة" إذا لم يوافق بوتين على إنهاء الحرب. من جانبه، قال نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس، الذي شارك أيضاً في مكالمة الأربعاء، إن "أحد أهم أهدافنا الأمنية المشتركة في أوروبا" هو إنهاء الحرب في أوكرانيا. وكان ترمب منح بوتين مهلة حتى 8 أغسطس للموافقة على وقف إطلاق النار أو مواجهة عقوبات جديدة على "أسطول الظل" الذي يمكّن موسكو من تفادي العقوبات النفطية. وبعد انقضاء المهلة بلا نتيجة، أعلن ترمب عن قمة الجمعة مع بوتين.


الوئام
منذ 2 ساعات
- الوئام
حرائق كندا تلتهم 7.5 مليون هكتار وإسبانيا تستنجد بأوروبا
اندلع حريق أمس الأربعاء في جزيرة قبالة سواحل غرب كندا على المحيط الهادئ، بينما يقترب حريقان آخران من مدينتين أخريين في شرق البلاد. وأكد مسؤولون محليون أن 'هذا العام يشهد ثاني أسوأ موسم حرائق في تاريخ كندا'، حيث التهمت النيران ما يزيد عن 7.5 مليون هكتار من الغابات، متجاوزة بذلك المعدلات السنوية بكثير. وفي سياق متصل، لجأت إسبانيا إلى الاتحاد الأوروبي طالبة الدعم العاجل لمواجهة حرائقها المستعرة، في خطوة تبرز حجم التحدي المشترك الذي تواجهه الدول جراء تغير المناخ وارتفاع درجات الحرارة عالمياً. يذكر أن الخبراء قد حذروا من تزايد حدة مواسم الحرائق ومدتها بسبب التغيرات المناخية، مما يستدعي تعاونًا دوليًا لمواجهة هذه الكوارث البيئية المتكررة التي تهدد الأرواح والممتلكات على حد سواء.


الشرق للأعمال
منذ 3 ساعات
- الشرق للأعمال
كيف يبحر الاقتصاد العالمي إذا اختلت بوصلة الإحصاءات الأميركية؟
أحد كبار مساعدي جيمي كارتر مُنع من التحدث عن حالات الركود أو الكساد، فابتكر، بصفته المسؤول عن حملة مكافحة التضخم في الولايات المتحدة أواخر السبعينيات، وصفاً للتراجعات الاقتصادية بـ"الموز". هذا المصطلح عاد إلى الواجهة في الخطاب الاقتصادي. كما استُخدم تعبير "حكم جمهوريات الموز" لوصف إقدام الرئيس دونالد ترمب على إقالة رئيسة مكتب الإحصاءات في وزارة العمل بعد صدور تقرير وظائف ضعيف، وتهديده لرئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي لعدم خفض أسعار الفائدة بالسرعة التي يريدها. إن ازدراء البيت الأبيض لأي أمر قد يعتبره أخباراً سيئة، والنزعة للتخلص من ناقلي هذه الأخبار، لا يُلحقان الضرر فقط، بل يقدمان مثالاً سيئاً للغاية. قد يهمك أيضاً: ترمب يأمر بإقالة رئيسة مكتب إحصاءات العمل بعد بيانات توظيف ضعيفة مصداقية البيانات لم يمض وقت طويل منذ أن كانت الدول الغارقة في الأزمات توجّه إليها النصيحة بأن تصبح مثل أميركا. هذا بالتأكيد كان فحوى الرسالة التي تلقّتها أجزاء واسعة من آسيا قبل جيل. أما الآن، فينبغي للعالم أن ينظر إلى المشهد برعب. فإذا أصبح معيار المصداقية هو مدى ملاءمة الأرقام سياسياً، فسيعني ذلك أن سفينة الاقتصاد العالمي تبحر بلا ربان. المستثمرون من سنغافورة إلى نيويورك يعتمدون على موثوقية التقارير التي تحدد اتجاهات الأسعار والوظائف والنمو، وهم يثقون بما يصدر عن الولايات المتحدة أكثر من أي مكان آخر تقريباً. لقد حُجبت بيانات اقتصادية في بلدان كان يمكن، في مراحل مختلفة من تطورها السياسي والاقتصادي، تشبيهها بـ"الموز"، وأخرى متقدمة صناعياً لكنها كانت تمارس أساليب رديئة. في معظم الحالات، كانت العيوب تشير إلى أن الخلل لم يكن في السياسات فقط، بل في النهج العام لصنع القرارات، مع وجود عداء واضح للتدقيق. كانت ماليزيا تجربة كاشفة. مثل كثيرين في منتصف التسعينيات من القرن الماضي، تبنيتُ فكرة أن هناك "سر نجاح" للاقتصادات المزدهرة في شرق آسيا. لذلك، صدمت حين اكتشفت أن توثيق تلك القصص المبهرة للنمو كان متأخراً عن الركب؛ لم يكن هناك موعد محدد لإصدار البيانات، بل كانت تصدر عبر وكالة الأنباء الرسمية بأسلوب غامض. وجدت طريقة أفضل بالكاد: إذا اتصل الصحفي بشخص محدد في وقت تقريبي كل شهر، وأبدى له قدراً من المديح، ثم ذهب إلى مكتب الإحصاءات، يمكنه الحصول على النسخة الورقية قبل معظم الآخرين. في إندونيسيا، كان الأمر يتطلب فقط التواجد في مكان معين في التوقيت المناسب، بانتظار أن يخرج أحد من المكتب ليتلو الرقم بشكل عابر. في أوائل عام 1999، كانت اليابان، ثاني أكبر اقتصاد في العالم آنذاك، والمثقلة بسلسلة انهيارات مصرفية، أمام تحديات كبيرة. صُدمت حين رأيت تقييماً ربع سنوي للناتج المحلي الإجمالي، بكل تفاصيله، يظهر في صحيفة "نيكاي" قبل صدوره رسمياً. أدركتُ لاحقاً أن هذه هي طريقتهم في العمل، ولا تزال إلى حد كبير كذلك. طالع أيضاً: إدارة ترمب تفكك لجنة مهمة للإحصاءات الحكومية دون سبب مقنع أرقام تعكس واقع الاقتصاد أدركت أن النظام الأميركي في وزارتي العمل والتجارة كان أفضل؛ إذ كانت هناك فترات حظر إعلامي مطوّلة لضمان حصول الجميع على البيانات في الوقت نفسه، مع خبراء متاحين خلال تلك الفترة للإجابة عن الأسئلة الفنية. كان المستثمرون يعلمون أن الأرقام التي تظهر على شاشات التداول عند الساعة 8:30 صباحاً بتوقيت واشنطن، رغم احتمال وجود بعض الأخطاء، تعكس إلى حد كبير واقع الاقتصاد واتجاهاته. ولا يزال ذلك صحيحاً، مهما حاول ترمب صناعة واقع بديل. هذه المؤسسات ليست مثالية. أحياناً كان المسؤولون يخرقون قواعد الحظر بأنفسهم. كما لم يكن غياب السياسة عن المشهد مضموناً دائماً. ففي 2012، وهو عام انتخابي، حاولت وزارة العمل تقييد وصول وسائل الإعلام إلى فترات الحظر بحجة "مخاطر أمنية" لم تُفسَّر بشكل مُرضٍ في ذلك الوقت. (ألغى ترمب هذه الفترات في ولايته الأولى). كما ظهرت تساؤلات حول عدالة الوصول بعد أن تواصل محلل في مكتب إحصاءات العمل العام الماضي مع شركات وول ستريت الكبرى بشأن مؤشر رئيسي للتضخم، مرسلاً عدة رسائل إلكترونية لمجموعة أسماها "مستخدمي المميزين". من الواضح أن هناك عملاً ينبغي القيام به، بعيداً عن نوبات الغضب في المكتب البيضاوي واتهامات الانحياز. عبارات مثل "جمهورية الموز" يمكن أن تؤدي أحياناً دوراً محفزاً. فقد أثار رئيس الوزراء الأسترالي الأسبق بول كيتنغ ضجة في ثمانينات القرن الماضي، حين كان وزيراً للخزانة، عندما حذر من أن العجز التجاري المتسع ينذر بتحول البلاد إلى "جمهورية موز" ما لم تتم معالجته. تم تصحيح المسار لاحقاً، وتمكنت البلاد من تفادي الركود لعقود حتى جائحة كوفيد-19. أما كارتر فلم يكن حظه مشابهاً؛ إذ خسر إعادة انتخابه جزئياً بسبب ركود حاد. مستشاره ألفريد كاهن لجأ إلى مصطلح آخر بعد شكوى من شركة فواكه كبرى بشأن كلمة "موز"، فاختار كلمة "كمكوات" (فاكهة حمضية صغيرة تشبه البرتقال) وفقاً لصحيفة "نيويورك تايمز". لكن الأخبار السيئة لا يمكن تجميلها إلا لحد معين. فإحصائيو واشنطن يقومون بعمل جيد، مهما قال ترمب. ولقد رأيت ما هو أسوأ بكثير.