
تعديل ضريبة القيمة المضافة في مصر يهدد برفع الأسعار
وأوضحت مصلحة الضرائب المصرية، في أعقاب إقرار مجلس النواب التعديلات، أن الهدف منها هو إجراء تعديلات محدودة في ضريبة القيمة المضافة، وأن هذه التعديلات تهدف إلى توسيع القاعدة الضريبية وإصلاح بعض التشوهات، بما يدعم القدرة على تمويل زيادات الإنفاق على التنمية البشرية.
وأكدت المصلحة في الوقت نفسه عدم المساس بالإعفاءات الضريبية للسلع الأساسية والغذائية، وكذلك الخدمات الصحية والتعليمية، مشيرة، في بيان، إلى أن إخضاع البترول الخام لضريبة الجدول بفئة 10%، بدلا من المنتجات البترولية، لن تترتب عليه أي زيادة إضافية في أسعار المنتجات البترولية بالسوق المحلية.
ما علاقة صندوق النقد؟
تأتي هذه التعديلات الضريبية بعد نحو شهر من إعلان صندوق النقد الدولي الشهر الماضي الانتهاء من المراجعة الخامسة لبرنامج التمويل المصري، البالغ قيمته 8 مليارات دولار والموقّع في مارس/آذار 2024، لكن الصندوق أشار إلى أنه سيتم استكمال مراجعة بقية السياسيات لاحقا.
وقال الصندوق الأسبوع الماضي إنه يعتزم جمع المراجعتين الخامسة والسادسة لبرنامج إقراض مصر في خريف العام الجاري، وذلك لمنح السلطات مزيدا من الوقت لتحقيق الأهداف الأساسية لبرنامجها للإصلاح الاقتصادي.
وقالت المتحدثة باسم الصندوق جولي كوزاك، في إفادة صحفية دورية، إن خبراء الصندوق يعملون مع السلطات المصرية على وضع اللمسات الأخيرة على الإجراءات الرئيسية للسياسة الاقتصادية، خاصة تلك المتعلقة بدور الدولة في الاقتصاد.
ومن شأن قرار دمج المراجعتين تأخير صرف دفعة جديدة من الأموال لمصر لنحو 6 أشهر، وقالت كوزاك إنه من السابق لأوانه مناقشة حجم أي مبلغ متوقع صرفه فيما يتعلق بالمراجعتين المجمعتين.
تعديلات مراقبة
تتوافق تعديلات مجلس النواب مع خطط مصر لتنفيذ إجراءات تهدف إلى زيادة حصيلة ضريبة القيمة المضافة، ويتضمن ذلك ضم قطاعات جديدة أو تطبيق الضريبة على سلع وجهات كانت معفاة منها سابقا، وفق توصيات صندوق النقد.
كان رئيس لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب فخري الفقي كشف في تصريحات سابقة لـ"الجزيرة نت" أن ثمة تعديلات تهدف إلى إعادة النظر في قائمة السلع والخدمات المعفاة من ضريبة القيمة المضافة (نحو 57 سلعة وخدمة)، لزيادة الحصيلة الضريبية، وأرجع ذلك إلى تغير الظروف التي استدعت هذه الإعفاءات سابقا.
كم توفر الضرائب الجديدة؟
تتيح التعديلات الجديدة على قانون ضريبة القيمة المضافة للحكومة ما يلي:
زيادة أسعار السجائر المحلية والمستوردة بنحو 23% والمشروبات الكحولية 15%.
إخضاع قطاع المقاولات وأعمال التشييد والبناء للسعر العام للضريبة بنسبة 14% بدلا من 5%.
استحداث ضريبة قيمة مضافة على البترول الخام بنسبة 10%.
تهدف التعديلات الضريبية الجديدة، التي أقرها البرلمان، إلى زيادة الحصيلة الضريبية بنحو 105 مليارات جنيه (2.1 مليار دولار)، وفق تصريحات وكيل لجنة الخطة والموازنة بالمجلس ياسر عمر.
الجباية تزيد الأعباء
انتقد الخبير الاقتصادي أحمد خزيم، رئيس منتدى التنمية والقيمة المضافة، توسع الحكومة المصرية في ما أسماه "سياسة الجباية"، مؤكدا أن "العجز المزمن في الموازنة العامة يدفع الحكومة لزيادة الضرائب والرسوم، حيث يذهب أكثر من 64% من الموازنة لسداد الديون وفوائدها، ولن تتوقف عند هذا الحد".
وأشار إلى أن الحكومة تمول العجز من جيوب المواطنين، مع تشكيل الضرائب أكثر من 80% من الإيرادات.
وأوضح المتحدث، لـ"الجزيرة نت"، أن الحكومة تقصد بالضرائب الجديدة الضرائب المباشرة، في حين تؤدي الضرائب غير المباشرة (مثل الرسوم ودمغة وضريبة القيمة المضافة على السلع والخدمات) إلى زيادة الأسعار بشكل مباشر على المواطن.
وتوقع خزيم أن تواصل أسعار العقارات ارتفاعها نتيجة التعديلات.
وتُعَد الموارد الضريبية من أهم مصادر تمويل الموازنة العامة للدولة 2026/2025، وتأتي أرقام الموازنة على النحو التالي:
تزيد الإيرادات الضريبية إلى 2.6 تريليون جنيه (52.78 مليار دولار) تعادل 83.4% من إجمالي الإيرادات المتوقعة البالغة 3.1 تريليونات (62.93 مليار دولار).
من المتوقع أن ترتفع حصيلة الضرائب على السلع والخدمات بنسبة 34.4%، لتصل إلى 1.103 تريليون جنيه (22.39 مليار دولار).
من المرجّح أن تزيد حصيلة ضريبة القيمة المضافة بنسبة 55.3%، لتسجل 640.4 مليار جنيه (13 مليار دولار).
لا خيار
في المقابل، رأت الخبيرة المصرفية سحر الدماطي أن "التعديلات الأخيرة على ضريبة القيمة المضافة إجراء ضروري لسد العجز المالي، بالنظر إلى أن جزءا كبيرا من القطاع غير الرسمي لم يدخل المنظومة الضريبية بعد، ولم تكلل محاولات الحكومة بالنجاح بشكل كبير حتى الآن".
وأضافت لـ"الجزيرة نت" أن توجّه الحكومة لضريبة القيمة المضافة كمصدر للإيرادات يأتي في ظل غياب حلول أو خيارات أخرى لتوفير موارد إضافية للإنفاق، وفي ظل العجز الحالي بالموازنة.
وتوقعت الدماطي أن تؤثر تعديلات ضريبة القيمة المضافة على المستهلكين في نهاية المطاف، وأن تشكّل عبئا ماليا على المواطنين.
وحذرت الخبيرة المصرفية من تنامي بند الفوائد في الموازنة، والذي يدفع الحكومة لمثل هذه التعديلات التي ترهق الدولة والمواطن معا، وفق قولها، مشددة على ضرورة توسيع القاعدة الضريبية وضم الاقتصاد غير الرسمي، وعلى أن ذلك سيكون أكثر فعالية وأنجع في توفير الإيرادات.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ 38 دقائق
- الجزيرة
ذعر إسرائيل التام مما يحدث في الغرب
لا يكاد أحد من المراقبين يشك في أننا نعيش هذه الفترة موجة تحولات حقيقية حادةٍ وغير مسبوقة في الرأي العام الغربي تجاه إسرائيل، وخاصة بعد مرور أكثر من عشرين شهرًا على حرب الإبادة التي يشهدها قطاع غزة على مرأى ومسمع من العالم. هذه التحولات يشهدها بالدرجة الأولى الجيل الشاب في الدول الغربية. وهو وإن كان يبدي في الماضي تعاطفًا مبدئيًا مع القضية الفلسطينية بشكل يفوق مثيله لدى الأجيال الأكبر سنًا، إلا أن هذا التعاطف اليوم تحول إلى موجة عداءٍ صريحٍ ومُعلَنٍ لكل ما تمثله إسرائيل ومشروعها الإحلالي في المنطقة، حتى وصل الأمر إلى المشهد غير المسبوق الذي شهده حفل غلاستونبري في بريطانيا، حين هتف آلاف الشباب البريطانيين خلف مغني الراب بوب فايلان: "الموت لجيش الدفاع الإسرائيلي". هذا النداء تجاوز فكرة التعاطف العام مع فلسطين في النداءات المعروفة في الغرب مثل: "فلسطين حرة" أو "من النهر إلى البحر.. فلسطين ستكون حرة"، والتي كانت غير صريحةٍ في إظهار عدائها للمشروع الإسرائيلي، بالرغم من المحاولات الإسرائيلية المتكررة لتجريم هذه النداءات، ليتحول النداء الجديد إلى إعلان عداءٍ صريحٍ مع جيش الاحتلال الإسرائيلي يصل إلى ذكر لفظ "الموت"، مع كل ما يشمله من معانٍ وأبعادٍ. اللافت في هذه التطورات في النداءات الأخيرة أنها حرصت على أن تلتزم بإعلان العداء تحديدًا لجيش الاحتلال الإسرائيلي، الذي أصبح الآن يمثل سردية العنف المطلق وجرائم الحرب التي فاحت رائحتها في العالم كله، على الرغم من إصرار إسرائيل أن هذه النداءات الأخيرة تشمل الكل الإسرائيلي، وهنا تكمن المفارقة الإسرائيلية في هذا الموضوع. فإسرائيل تعيش حاليًا حالةً من الذعر الحقيقي تتجاوز ما عرفناه عنها في العقود الماضية من محاولات دائمةٍ ممجوجةٍ لاستعراض دور الضحية تحت مسمى "العداء للسامية"، حيث كانت سردية المظلومية الإسرائيلية في القرن الماضي تتوارى حتى في البروباغندا الإعلامية الصهيونية وراء عناوين النجاح والتفوق الإسرائيلي بصفتها "الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط" و"بقعة مضيئة في محيطٍ مظلم". وغير ذلك من الشعارات التي لم تكن في ذلك الوقت تعكس قلقًا إسرائيليًا حقيقيًا من مكانتها في العالم الغربي شعوبًا وحكومات. فقد كانت دولة الاحتلال تظن أنها نجحت عبر السنين في تغيير القناعات الشعبية الغربية حول إسرائيل من خلال قوتها وسطوتها الإعلامية الهائلة. لكن التطورات الأخيرة أصابت إسرائيل بالهلع فعلًا، لأنها ترى اليوم كامل المنظومة الإعلامية التي بنتها على مدى سبعة عقود تتداعى وتنهار في شهور قليلة، وبنفس الأدوات التي برعت إسرائيل وأذرعها في استعمالها وهي الإعلام. مع فارق واحدٍ هذه المرة، وهو أن الإعلام الذي نتحدث عنه اليوم لم يعد الإعلام المُوَجَّه الذي لا يمكن تحقيقه إلا بإنفاق ملايين الدولارات وعبر شركات ومؤسساتٍ محددة، وإنما الإعلام الاجتماعي المفتوح المجاني الذي أصبح أداةً تصيب إسرائيل في مقتلٍ. ولذلك نرى اليوم عددًا لا بأس به من مراكز البحث والإعلام التابعة والداعمة لإسرائيل بشكل مباشر أو غير مباشر تصاب بحالةٍ من الذعر مع نشر معطياتِ الصورة الجديدة لإسرائيل أمام الشعوب الغربية. في هذا الصدد، نرى مراكز دراسات مهمة مثل معهد هاريس المختص في دراسات السوق، ومركز الدراسات السياسية الأميركية بجامعة هارفارد في الولايات المتحدة، يعملان باستمرار على قياس الرأي العام الأميركي فيما يخص إسرائيل ونظرة الشعب الأميركي لها. وتنشر باستمرار هذه النتائج التي تنعكس فورًا في وسائل الإعلام الإسرائيلية التي تتناولها بالتحليل العميق. من ذلك على سبيل المثال الدراسة التي أجراها المعهدان في نهاية أكتوبر/ تشرين الأول 2023 عشية بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، والتي أظهرت في ذلك الوقت أن التأييد العام لإسرائيل لدى الشعب الأميركي كان يصل إلى نسبة 84٪ في مقابل 16٪ فقط لحركة حماس. وعلى الرغم من أن هذه النتيجة تبدو مُرضِيةً عمومًا لصانع السياسة الإسرائيلي، فإن وسائل الإعلام الإسرائيلية التي تناولت هذا الاستطلاع تجاهلت هذه النسبة لتركز على نتيجة الشباب الأميركي التي كانت مختلفة كثيرًا عن المجموع العام لفئات الشعب الأميركي كافة، حيث كانت هذه النسبة تصل إلى 52٪ مؤيدة لإسرائيل في مقابل 48٪ مؤيدة لحماس، وهذه النسبة اعتبرتها صحيفة (جيروزاليم بوست) جرس إنذارٍ خطيرٍ في ذلك الوقت. ما أثار الرعب أكثر في إسرائيل خلال الأسابيع القليلة الماضية كان تقلص الفارق بشكل ملحوظ، حيث أظهر الاستطلاع الذي قام به كلا المعهدين في نهاية يونيو/ حزيران الماضي ازدياد نسبة التأييد الأميركي العام لحركة حماس لتصل إلى 25٪، مع بقاء نسبة التأييد لدى الشباب الأميركي على نفس حالها السابق تقريبًا قبل عشرين شهرًا، وهذا الأمر إن دل على شيء فإنما يشير إلى تغير المزاج الشعبي لدى بقية مكونات الشعب الأميركي لا الشباب فقط. الواقع أن إسرائيل تنظر بكافة مكوناتها بمنتهى الجدية لهذه التغييرات الجوهرية في نظرة الشعوب الغربية لها. وهذا ما يبدو أنه استدعى أن تتحول الدعاية الإسرائيلية من الدفاع إلى الهجوم على كل ما يمكن أن يشير ولو بشكلٍ عابرٍ إلى تأييد الفلسطينيين في هذا الصراع. ولذلك رأينا عصا "معاداة السامية" ترفع من جديد وبشكلٍ مستفز، حيث أصبح وسم أي شخصٍ ينتقد إسرائيل بأنه "معادٍ للسامية" أمرًا شائعًا في الأوساط الرسمية والإعلامية الإسرائيلية، حتى وإن كان هذا المنتقد من أشد المدافعين السابقين عن إسرائيل في أعقاب السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، كما هو الحال لدى الإعلامي البريطاني المعروف بيرس مورغان، أو حتى لو كان هذا المنتقِد منظمةً أممية أو شخصيةً مرموقة من قادتها، كما هو الحال في منظمة الأونروا، أو الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أو المقررة الأممية لحقوق الإنسان في فلسطين فرانشيسكا ألبانيزي، وغيرهم. تفسر إسرائيل هذا العداء المتزايد لدى المجتمعات الغربية على أنه امتدادٌ لحالة الكراهية القديمة التي عانى منها اليهود أثناء القرن العشرين في أوروبا، وخلال فترة الحرب العالمية الثانية بالذات. وهو ما يفسر ردة الفعل الإسرائيلية المبالغ بها ضد هذه الموجةِ، وهذا يثبت أنها ترى أن موجة العداء لإسرائيل اليوم ليست مجرد موجةٍ عابرةٍ، وإنما تعكس تحولًا إستراتيجيًا عميقًا لدى المجتمع الغربي، وهو ما يشير له تقرير المنظمة الصهيونية العالمية والوكالة اليهودية بداية هذا العام، والذي ذهب إلى أبعد من ذلك؛ فوصم نصف البالغين في الكرة الأرضية بالعداء للسامية، في دراسةٍ موسعةٍ تناولت دول العالم بالتفصيل قدمتها الهيئتان إلى الرئيس الإسرائيلي هرتسوغ. واللافت هنا أن هذه الدراسة وصلت إلى نتيجة أن العداء للصهيونية يخفي في داخله عداءً للسامية، وبذلك خلطت الدراسة مفاهيم اليهودية والصهيونية والسامية والإسرائيلية لتجعلها شيئًا واحدًا، وهو ما جعلها ترى أن الحل هو الضغط لتصنيف العداء للصهيونية على أنه عداء للسامية، تمامًا كما اعتبرت أن نداء: "الموت لجيش الدفاع الإسرائيلي" لا يشير لجيش الاحتلال وإنما للمجتمع الإسرائيلي ككل. وفي ذلك تقع إسرائيل وحكومتها اليوم في خطأ إستراتيجي سيكلفها الكثير، حيث إنها بهذا المستوى من الذعر الذي تبديه من أي انتقادٍ أو نداءٍ حادٍّ ضدها أو ضد جيشها إنما تثبتُ أن إسرائيل ليست دولةً لديها جيش، وإنما هي جيشٌ يمتلك دولةً فقط، وبذلك تجرِّد شعبَها من صفة "المدنية" من حيث لا تدري، هذا أولًا. كما تقع إسرائيل بذلك أيضًا في فخ المماحكة، فكثرة ترديد اتهامات "العداء للسامية" الممجوجة جعلت الشعوب الغربية تبدأ بتجاوز خوفها المرَضِيِّ القديم من هذا الاتهام، بدافع الملل منه. فعبارةٌ مثل: "الموت لجيش الدفاع الإسرائيلي"، وعلى غير المتوقع، وجدت أصواتًا قويةً في المجتمعات الغربية تدافع عنها وتقلل من شأنها على عكس الدعاية الإسرائيلية، كما فعل المذيع البريطاني جيمس أوبراين والصحفي البريطاني جيرمي فين، وغيرهما ممن قللوا بشكل مباشر وغير مباشر من أهمية هذا النداء في مقابل خطورة وضخامة جرائم الحرب التي يرتكبها جيش الاحتلال في قطاع غزة. هذا الأمر يمكن ملاحظته أيضًا في انتشار هذا النداء في فيديوهات كثيرة من عواصم أوروبية مختلفة يظهر فيها النداء مكتوبًا على الجدران سواء بشكل فعلي أو بالذكاء الاصطناعي، في إشارةٍ إلى ملل الشعوب الغربية من الأساليب القديمة التي طالما استعملتها إسرائيل في ترهيب وقمع مناوئيها في العالم الغربي. إن مجرد استعراضٍ سريعٍ للمواد المنشورة في وسائل إعلامٍ إسرائيلية أو عبر منصاتٍ إعلامية أو سياسية أو بحثية إسرائيلية، يبين لنا مدى الهلع الذي تعيشه إسرائيل اليوم بسبب ما يجري من سحبٍ للبساط من تحت قدميها لدى الشعوب الغربية، فإسرائيل تدرك أن التحول الإستراتيجي للمزاج الشعبي في الغرب هو المفتاح لتغيير السياسات تجاه مختلف القضايا، عبر إجراء تغييرات شاملةٍ من خلال الانتخابات، التي قد تنقلب في النهاية إلى نتائج لا ترغب إسرائيل في رؤيتها. ولعل فوز زهران ممداني – الذي تتهمه الدعاية الإسرائيلية بمعاداة السامية – بترشيح الحزب الديمقراطي لمنصب عمدة مدينة نيويورك هو أحد الأمثلة الصارخة على ما يمكن أن تسفر عنه الشهور والسنوات القادمة. ولهذا فإن التخبط الإسرائيلي في التعامل مع هذه القضية ينبغي أن يكون مفتاحًا للمدافعين عن القضية الفلسطينية، وخاصةً من الجاليات العربية والمسلمة في الدول الغربية، للوصول إلى شرائح جديدةٍ لم تكن تعلم مسبقًا بما يجري في الأراضي الفلسطينية ولا حتى أين تقع، وهو واجب الوقت.


الجزيرة
منذ ساعة واحدة
- الجزيرة
غزة تحت النار لليوم الـ640 ومجازر مستمرة وكارثة إنسانية في ظل صمت دولي
تتواصل المجازر الإسرائيلية بلا هوادة في قطاع غزة ، حيث لا يهدأ صوت القصف العنيف الذي يطال مختلف المناطق، مما أدى إلى ارتفاع كبير في حصيلة الشهداء والجرحى، وسط مشاهد الإبادة والدمار التي تحاصر السكان من كل اتجاه، في وقت تُبذل فيه جهود مكثفة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار. وقد لاقت مقاطع الفيديو والصور المنتشرة عبر منصات التواصل الاجتماعي تفاعلا واسعا، إذ وثقت حجم المجازر التي ارتكبتها قوات الاحتلال خلال الساعات الماضية في أنحاء متفرقة من القطاع المنكوب، مخلفة دمارا هائلا وأعدادا كبيرة من الشهداء والجرحى. ومع دخول حرب الإبادة يومها الـ640، تساءل النشطاء الفلسطينيون عبر منصات التواصل: إلى متى سيظل سكان قطاع غزة يعيشون في حالة الرعب المستمر؟ مشيرين إلى أن استهداف المنازل والبنى التحتية والمرافق الحيوية يتواصل بلا توقف. وتواصل آلة الحرب الإسرائيلية في حصد الأرواح وتدمير كل مقومات الحياة في القطاع المحاصر. وأكّد مغرّدون أن الاحتلال الإسرائيلي يسارع في القتل والإبادة منذ الإعلان عن قبول وقف إطلاق النار، إذ لم يتوقف القصف ولو للحظة، مما خلّف عشرات الشهداء والجرحى. كما أشاروا إلى أن مهمة توثيق أعداد الضحايا باتت شبه مستحيلة، أمام حجم الجنون والمجازر المتواصلة. وكانت مصادر بمستشفيات القطاع قد أفادت أن 82 فلسطينيًا استشهدوا في غارات إسرائيلية على القطاع -منذ فجر أمس الأحد- تركزت على مدينة غزة ومخيم النصيرات وخان يونس جنوبي القطاع. وأضاف آخرون أن وتيرة القصف أصبحت أكثر شراسة وجنونًا مع مرور الوقت، في تحدٍّ صارخ لكل الدعوات الدولية لوقف العدوان، وغياب أي ردع أو موقف حازم من المجتمع الدولي. إعلان وفي شهادات موجعة، كتب أحد النشطاء "فيش (لا يوجد) وسع في ثلاجات الموتى، الأجساد تتكدّس، والوجع فاق الحدود. قصف متواصل، وبيوت تُسحق على رؤوس ساكنيها. ما يجري في غزة لا يمكن تخيله". وأضاف آخر "ليل طويل وقصف لا يتوقف.. شهداء بالعشرات وجرحى في كل مكان. جوع وعطش وفقد وألم وحزن كبير. يا رب اكتب لهذه المأساة النهاية". ووصف مدوّن آخر المشهد بقوله "مشاهد لم تعرفها البشرية من قبل.. مذبحة على الهواء مباشرة. أنقذوا غزة". وأشار ناشطون إلى أن عشرات المجازر وقعت خلال أقل من ساعتين فقط، وأسفرت عن سقوط أعداد كبيرة من الشهداء، نتيجة استهداف المدارس ومراكز الإيواء والمناطق السكنية المكتظة والمخيمات. وكان أبرزها قصف مدرسة أبو عاصي في مخيم الشاطئ غربي مدينة غزة، وسط حي يعج بالمدنيين. وقد عبّر مدوّنون عن صدمتهم الكبيرة، مشيرين إلى أن حصيلة الشهداء خلال الأيام السبعة الماضية تجاوزت 700 شهيد في غزة، دون أن يتحدث أحد أو يظهر أي اهتمام حقيقي، وكأنّ هؤلاء الضحايا مجرد حدث عابر. وأكد آخرون أن جيش الاحتلال لا يزال يمارس إرهابه الأسود في غزة عبر نسف الأحياء وتدمير المدارس والمستشفيات، معتبرين أن هذه جريمة جديدة تُضاف إلى سجل طويل من الجرائم اليومية بحق شعب أعزل ومحاصر، حيث لا شيء ينجو من الاستهداف. ولفت مدوّنون إلى أنّ سكان قطاع غزة يعيشون كارثة إنسانية متواصلة، فالقصف لا يتوقف، والبنية التحتية مدمرة، والمرافق الصحية تنهار يومًا بعد يوم، مستدلين بصورة مروعة تُظهر جثث مدنيين يُنقلون على عربة يجرّها حصان، في مشهد يلخص حجم المأساة والواقع الأليم تحت آلة القتل الإسرائيلية. ومنذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، يشن جيش الاحتلال حرب إبادة على سكان قطاع غزة، أسفرت -حتى الآن- عن استشهاد أكثر من 57 ألف شخص وإصابة أكثر من 135 ألفا، وتشريد كل سكان القطاع تقريبا، وسط دمار لم يسبق له مثيل منذ الحرب العالمية الثانية، وفقا لما وثقته تقارير فلسطينية ودولية.


الجزيرة
منذ ساعة واحدة
- الجزيرة
صحافة عالمية: غزة تنتظر بتوتر نهاية 20 شهراً من الدمار
تناولت صحف عالمية التطورات بمفاوضات وقف إطلاق النار في غزة ، بين تفاؤل بقرب اتفاق ومخاوف من عقبات قد تفشل الجهود الدبلوماسية لإنهاء أكثر من عام من الحرب المدمرة. وأشارت "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية إلى إمكانية التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار وتحرير الأسرى رغم التعديلات التي طلبتها حركة حماس على مقترح التهدئة. وتستند الصحيفة إلى مصدر إسرائيلي مطلع على المحادثات يؤكد أن الفجوات مع حماس ضيقة وقد تُحل الخلافات في يوم واحد لأنها ليست كبيرة. وفي السياق ذاته، تنقل صحيفة نيويورك تايمز الأميركية عن باحثة متخصصة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -المطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية – مدين للرئيس دونالد ترامب ، لذا فإن قبوله مقترح وقف إطلاق النار في غزة متوقع رغم معارضة شركائه. وأضافت الباحثة أنها لا تستبعد اتفاقاً لوقف كامل لإطلاق النار، ولفتت إلى أن نتنياهو يلتقي ترامب بهذه الزيارة منتشياً بما يعتبره نصراً على إيران ، عكس الزيارة السابقة التي بدا فيها متوتراً. وعلى الجانب الآخر، تسلط صحيفة إسرائيل هيوم الضوء على أن حماس ستفرض ثمناً باهظاً مقابل الإفراج عن الأسرى خلال المفاوضات الحالية. وتبرز الصحيفة تحذيرات وزراء بحكومة نتنياهو من أن حماس قد تستغل تنازلات يقدمها نتنياهو لتقويض إنجازات الجيش، مما يعرض القوات في غزة للخطر وسط حديث عن تنازلات بشأن آلية توزيع المساعدات والانسحاب العسكري. وتتوافق مع هذا التوجه صحيفة هآرتس الإسرائيلية التي تحذر من أن نتنياهو قد يتذرع مرة أخرى بالملاحظات التي قدمتها حماس على مقترح وقف النار لإلغاء كل جهود التوصل إلى هدنة في غزة. وتشير الصحيفة إلى أنه ما لم يقم الرئيس الأميركي بإجبار نتنياهو على المضي قدماً، فربما لن يتحقق وقف إطلاق النار ولن يُفرج عن الأسرى، منبهة إلى أن هذه عقبة حقيقية في ظل التفاؤل الكبير بقرب تسوية. ومن زاوية إنسانية، تناول تقرير بصحيفة غارديان البريطانية حالة التوتر التي تسود غزة بينما يجري الحديث عن قرب التوصل إلى وقف لإطلاق النار. ورغم أن فلسطينيي غزة لا يجرؤون على إبداء أمل، فإنهم يتابعون الأخبار ويتطلعون لأي جديد ينهي أكثر من 20 شهراً من الهجمات الإسرائيلية، كما أن الواقع المعيشي -وفقا لبعض المتحدثين للصحيفة- بات أكثر تعقيداً مع استمرار الدمار والحصار. وفي تقييم للوضع العسكري، نشرت صحيفة معاريف الإسرائيلية مقالاً يرى أن على إسرائيل أن تعترف بفشلها في السابع من أكتوبر/تشرين الأول. ويضيف المقال أن ثمن مغامرات القيادتين السياسية والعسكرية مؤلم بالنظر إلى الخسائر البشرية التي فرضتها الحرب التي لم تنتهِ بعد. واعتبر رد حماس دليلاً على أن (هذه المغامرات) منيت بفشل ذريع لأن أهدافها لم تتحقق، مما يطرح تساؤلات جوهرية حول جدوى استمرار الصراع.