logo
مجلة إسرائيلية: وقفات تضامنية صامتة بإسرائيل حدادا على أطفال غزة

مجلة إسرائيلية: وقفات تضامنية صامتة بإسرائيل حدادا على أطفال غزة

الجزيرة٠٢-٠٥-٢٠٢٥

أورد تقرير صادر عن مجلة +972 الإسرائيلية أن مئات الإسرائيليين شاركوا في عدة وقفات حداد صامتة وسط تل أبيب ومناطق أخرى منذ 22 مارس/آذار، تضامنا مع أطفال غزة الذين استشهدوا جراء حرب إسرائيل على القطاع.
ووفق التقرير، بدأت المبادرة إبان خرق إسرائيل وقف إطلاق النار في 18 مارس/آذار، ونُظّمت حتى الآن 5 وقفات صامتة تتزامن مع مظاهرات السبت الأسبوعية ضد الحكومة الإسرائيلية.
وذكر التقرير أن الفكرة بدأت بشكل عفوي بعد أن نشر الناشط الإسرائيلي أميت شيلو وزميلته ألما بيك صورة لأحد أطفال غزة على مواقع التواصل الاجتماعي، وقررا طباعتها ورفعها في مظاهرة السبت.
وقال شيلو إنه اعتقد أن "5 أشخاص فقط سيقفون معنا لحوالي 10 دقائق إذا كنا محظوظين، ومن ثم سنتعرض لهجوم ما ونعود إلى بيوتنا، ولكن العشرات حضروا".
وأوضح التقرير أن هذه الوقفات تهدف إلى صنع مساحة للحداد والتعاطف مع ضحايا الحرب في غزة، وكسر "جدار اللامبالاة" في الوعي الإسرائيلي تجاه المجازر في القطاع.
وأكد شيلو أن "هدفنا هو أن يتوقف الناس للحظة ليروا صور هؤلاء الأطفال، والصمت هو قوتنا"، وقال "إنا قتلنا الكثير من الأطفال، وهذه حقيقة يصعب إنكارها، ومن الصعب تبريرها".
إعلان
وأشار التقرير إلى أن الوقفات التضامنية كان لها أثر، إذ أكد جندي احتياط حضر إحدى الاحتجاجات أنه "كان من المفترض أن التحق بالخدمة العسكرية في اليوم التالي، ولكن بعد رؤيتي الصور قررت أن أرفض".
وتأتي الوقفات في وقت تتزايد فيه الأصوات الرافضة لاستمرار الحرب في إسرائيل، فهناك جنود احتياط يرفضون الانضمام للخدمة العسكرية، ومحتجون يطالبون بوقف القتال، ومجموعات كبيرة تطالب بإعادة الأسرى الإسرائيليين، حسب التقرير.
ووفق التقرير، سرعان ما توسعت المبادرة لتشمل حيفا و كفر قاسم وجامعة تل أبيب بل وصلت إلى نصب "ياد فاشيم" التذكاري في يوم ذكرى المحرقة.
وذكرت الناشطة إيناس أبو سيف من يافا أنها رأت "الوقفة الأولى في تل أبيب، وقررت تنظيمها في يافا، وكانت الفعالية الوحيدة التي أضفت على حزننا شرعية اجتماعية، ومكنتنا من البكاء علنا".
وفي يافا، حيث يشكل الفلسطينيون نسبة كبيرة من السكان، كان للوقفات أثر أعمق، ولاحظت أبو سيف أن "السيارات كانت تمر وتعود لتُظهر تضامنها، وعبر كثير من الناس عن دعمهم لنا بنظراتهم، على الرغم خوفهم من التوقف والمشاركة".
ولفت التقرير إلى أن بعض الفلسطينيين امتنعوا عن المشاركة تحسبا من الرقابة أو لتجنب فقدان وظائفهم، ونقلت أبو سيف أن بعض الأمهات تلقين تحذيرات من مؤسسات عملهن بعدم المشاركة في أي احتجاج.
وأضاف أن الصور التي تُرفع في الوقفات تركز على الأطفال، ولكن عائلاتهم بأكملها غالبا ما تُقتل معهم، ونقل خبر تحقيق صحفي وثّق مقتل 132 فردا من عائلة واحدة في بيت لاهيا بينهم أطفال، في قصف إسرائيلي في أكتوبر/تشرين الأول 2024.
وخلص كاتب التقرير المصور الصحفي أورين زيف إلى أنه "ما دام القصف مستمرا، فإن عمل هؤلاء النشطاء لم يكتمل بعد".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

مجلة إسرائيلية: وقفات تضامنية صامتة بإسرائيل حدادا على أطفال غزة
مجلة إسرائيلية: وقفات تضامنية صامتة بإسرائيل حدادا على أطفال غزة

الجزيرة

time٠٢-٠٥-٢٠٢٥

  • الجزيرة

مجلة إسرائيلية: وقفات تضامنية صامتة بإسرائيل حدادا على أطفال غزة

أورد تقرير صادر عن مجلة +972 الإسرائيلية أن مئات الإسرائيليين شاركوا في عدة وقفات حداد صامتة وسط تل أبيب ومناطق أخرى منذ 22 مارس/آذار، تضامنا مع أطفال غزة الذين استشهدوا جراء حرب إسرائيل على القطاع. ووفق التقرير، بدأت المبادرة إبان خرق إسرائيل وقف إطلاق النار في 18 مارس/آذار، ونُظّمت حتى الآن 5 وقفات صامتة تتزامن مع مظاهرات السبت الأسبوعية ضد الحكومة الإسرائيلية. وذكر التقرير أن الفكرة بدأت بشكل عفوي بعد أن نشر الناشط الإسرائيلي أميت شيلو وزميلته ألما بيك صورة لأحد أطفال غزة على مواقع التواصل الاجتماعي، وقررا طباعتها ورفعها في مظاهرة السبت. وقال شيلو إنه اعتقد أن "5 أشخاص فقط سيقفون معنا لحوالي 10 دقائق إذا كنا محظوظين، ومن ثم سنتعرض لهجوم ما ونعود إلى بيوتنا، ولكن العشرات حضروا". وأوضح التقرير أن هذه الوقفات تهدف إلى صنع مساحة للحداد والتعاطف مع ضحايا الحرب في غزة، وكسر "جدار اللامبالاة" في الوعي الإسرائيلي تجاه المجازر في القطاع. وأكد شيلو أن "هدفنا هو أن يتوقف الناس للحظة ليروا صور هؤلاء الأطفال، والصمت هو قوتنا"، وقال "إنا قتلنا الكثير من الأطفال، وهذه حقيقة يصعب إنكارها، ومن الصعب تبريرها". إعلان وأشار التقرير إلى أن الوقفات التضامنية كان لها أثر، إذ أكد جندي احتياط حضر إحدى الاحتجاجات أنه "كان من المفترض أن التحق بالخدمة العسكرية في اليوم التالي، ولكن بعد رؤيتي الصور قررت أن أرفض". وتأتي الوقفات في وقت تتزايد فيه الأصوات الرافضة لاستمرار الحرب في إسرائيل، فهناك جنود احتياط يرفضون الانضمام للخدمة العسكرية، ومحتجون يطالبون بوقف القتال، ومجموعات كبيرة تطالب بإعادة الأسرى الإسرائيليين، حسب التقرير. ووفق التقرير، سرعان ما توسعت المبادرة لتشمل حيفا و كفر قاسم وجامعة تل أبيب بل وصلت إلى نصب "ياد فاشيم" التذكاري في يوم ذكرى المحرقة. وذكرت الناشطة إيناس أبو سيف من يافا أنها رأت "الوقفة الأولى في تل أبيب، وقررت تنظيمها في يافا، وكانت الفعالية الوحيدة التي أضفت على حزننا شرعية اجتماعية، ومكنتنا من البكاء علنا". وفي يافا، حيث يشكل الفلسطينيون نسبة كبيرة من السكان، كان للوقفات أثر أعمق، ولاحظت أبو سيف أن "السيارات كانت تمر وتعود لتُظهر تضامنها، وعبر كثير من الناس عن دعمهم لنا بنظراتهم، على الرغم خوفهم من التوقف والمشاركة". ولفت التقرير إلى أن بعض الفلسطينيين امتنعوا عن المشاركة تحسبا من الرقابة أو لتجنب فقدان وظائفهم، ونقلت أبو سيف أن بعض الأمهات تلقين تحذيرات من مؤسسات عملهن بعدم المشاركة في أي احتجاج. وأضاف أن الصور التي تُرفع في الوقفات تركز على الأطفال، ولكن عائلاتهم بأكملها غالبا ما تُقتل معهم، ونقل خبر تحقيق صحفي وثّق مقتل 132 فردا من عائلة واحدة في بيت لاهيا بينهم أطفال، في قصف إسرائيلي في أكتوبر/تشرين الأول 2024. وخلص كاتب التقرير المصور الصحفي أورين زيف إلى أنه "ما دام القصف مستمرا، فإن عمل هؤلاء النشطاء لم يكتمل بعد".

زيارة سرية لوفد من المؤثرين الباكستانيين إلى إسرائيل
زيارة سرية لوفد من المؤثرين الباكستانيين إلى إسرائيل

الجزيرة

time١٩-٠٣-٢٠٢٥

  • الجزيرة

زيارة سرية لوفد من المؤثرين الباكستانيين إلى إسرائيل

في خطوة غير مسبوقة، زار وفد من الصحفيين والباحثين الباكستانيين إسرائيل الأسبوع الماضي، رغم كون بلدهم من أكثر الدول عداءً لإسرائيل، حيث ينص جواز سفر مواطنيها على أنه "صالح في جميع الدول ما عدا إسرائيل". وقالت صحيفة "يسرائيل هيوم"، التي أوردت الخبر، إن الزيارة نظمتها منظمة "شراكة" الإسرائيلية، التي تعمل على تعزيز العلاقات بين إسرائيل والدول الآسيوية، بهدف تعليم الوفد "تاريخ إسرائيل واليهود". ولفتت إلى أن إجراءات اتخذت لحماية الوفد من أي تداعيات خطيرة، حيث تم منع ختم جوازات سفر أعضاء الوفد، وتأجيل نشر أخبار الزيارة إلى ما بعد عودة الوفد بأمان. وأضافت أن أعضاء الوفد العشرة، وبينهم امرأتان، زاروا أماكن بارزة مثل ياد فاشيم والكنيست والمسجد الأقصى وحائط البراق ومعالم في تل أبيب وسديروت، إضافة إلى موقع هجوم مهرجان "نوفا". ومن أعضاء الوفد الذين قبلوا الكشف عن هوياتهم الصحفي قيصر عباس، الذي نقلت عنه الصحيفة قوله إنه لا يرى بأسا في كشف هويته للعلن لأنه إنما يزور إسرائيل بصفته الشخصية ولا يرى أن ذلك سيغضب الجمهور الباكستاني. وأشار إلى إمكانية تحقيق حل الدولتين لكنه أكد أن الحل لن يأتي إلا بمبادرة الفلسطينيين والإسرائيليين، وأن القضية الفلسطينية هي العقبة الوحيدة التي تمنع باكستان من إقامة اتصالات دبلوماسية مع إسرائيل. وبدوره تحدث زميله شبير خان، الذي قالت يسرائيل هيوم إنه كان مراسلا لصحيفة واشنطن بوست في باكستان، كذلك عن إمكانية تطبيع العلاقات بين إسرائيل وباكستان مستقبلا، رغم المعارضة الشديدة من "الإسلاميين المتطرفين"، متوقعا أن يتم ذلك في غضون 10-20 سنة، خاصة حال توقيع اتفاقية رسمية بين السعودية وإسرائيل. واعتبرت يسرائيل هيوم هذه الزيارة نقطة تحول رمزية، وقد تكون مؤشرا على احتمال انفتاح باكستان على علاقات مستقبلية مع إسرائيل، خاصة إذا استمرت السعودية في التقدم نحو اتفاق تطبيع. وتعليقا على هذه الزيارة، نقلت الصحيفة عن دان فيفرمان، أحد مؤسسي منظمة "شراكة"، قوله "نحن متحمسون لاستضافة وفد آخر من كبار الصحفيين والأكاديميين وقادة المجتمع المدني البارزين من باكستان في إسرائيل في إطار برنامجنا للتثقيف حول معاداة السامية والهولوكوست"، مضيفا أن "هذه المبادرة تسهم في تعزيز أجندتنا الأوسع نطاقًا، التي تهدف لتعزيز السلام بين إسرائيل والعالم العربي والإسلامي". وأبرز شريكه في تأسيس هذه المنظمة أميت ديري أن "شراكة" انبثقت من رؤية اتفاقيات أبراهام، ومنذ ذلك الحين عززنا الحوار الإقليمي، ويسرنا إجراء محادثات هادفة حول السلام والعلاقات بين باكستان وإسرائيل من خلال تبادل الوفود. وقد لاحظنا اهتمامًا متزايدا بفهم وجهات النظر الإسرائيلية، مما دفعنا إلى استضافة وفود باكستانية في عدة دول، بما في ذلك بولندا وألمانيا، للمشاركة في برامج التثقيف حول الهولوكوست والتوعية بمعاداة السامية"، على حد تعبيره.

التطبيع الثقافي.. ماهيته ومخاطره (1)
التطبيع الثقافي.. ماهيته ومخاطره (1)

الجزيرة

time١٤-٠٢-٢٠٢٥

  • الجزيرة

التطبيع الثقافي.. ماهيته ومخاطره (1)

يتعيّن من الناحيةِ المنطقية أن تكون الجبهةُ الثقافيةُ هي الأكثر متانةً في مواجهة الاختراق التطبيعيّ الصهيونيّ؛ فالتطبيع يبدأ بفكرة تشوش على فكرة المقاومة، وتزيّن التعايش مع الاحتلال وتسوّغه وتبرّره. والاحتلال -قبل أن يكون حضورًا عسكريًّا وأمنيًّا، وقوة استعمارية على أرض بلد آخر- هو قبل كل شيء "فكرة"، تزين التنازل عن الحقوق والتفريط فيها، وتبرر القعود عن المقاومة. بناءً على ذلك، يتعين أن يكون "المثقف" حارسًا للوعي، وفي مقدمة الجبهة التي تتصدى للتطبيع، وآخر من يترك المعركة؛ فهو حارس الرواية، وحامل مشعل الحقيقة، وإن انزلاق المثقّفين لخدمة التطبيع وتبريره هو خيبة لهم وعار، كما يقول أبو سيف، وزير الثقافة الفلسطيني.. إن دور المثقفين هو التمكين للخطاب الثقافي الرافض لكل أشكال التطبيع، والرافض للانزلاق في مساره، ناهيك عن تزيينه أو تبريره. مفهوم التطبيع والتطبيع الثقافي ومخاطرهما ماذا نقصد بالتطبيع؟ وماذا نقصد بالتطبيع الثقافي؟ وما هي مخاطره ومظاهره وتجلياته على الواجهة الإعلامية والثقافية العربية؟ وما موقع التطبيع في إستراتيجية الاختراق الثقافي الصهيوني؟ وما هي تجلياته في الساحة الثقافية الوطنية والعربية؟ وأي دور للمثقفين في التمكين للخطاب الثقافي الرافض للتطبيع عربيًّا وإسلاميًّا ودوليًّا؟ وأية مقاربة وأي مقترحات للتصدي للتطبيع على هذه الواجهة؟ في السياقات، الفلسطيني والعربي والإسلامي، وفي كل سياق مطبوع باحتلال أرض واغتصاب الحقوق التاريخية لهذا الشعب والاعتداء على حقوقه ومقدساته الدينية، فإن التطبيع يعني أن تقبل وتسلّم من الناحية الفكرية والنفسية والسلوكية بالمحتل الغاصب مفهوم التطبيع من الناحية اللغوية الصِّرف، "التطبيع" هو "استرجاع" لحالة كانت طبيعية، حالت ظروف ما (ذاتية أو موضوعية) دون استمرارها، فوجب بالتالي اعتمادها من جديد أو تبنيها. هو إضفاء لصفة "الطبيعية" على علاقة (أو علاقات) لم تكن كذلك من قبل، لكنها أضحت، أو أريد لها بحكم الأمر الواقع أن تُضحي طبيعية، أو مقحمة في السياق العام، حتى وإن تسنى للفرد والجماعة النفور منها، وتعذُّر القابلية لديهما على تمثلها والقبول بها. أما في السياق العالمي الحالي، فالتطبيع هو الرجوع إلى قاعدة السلم والتعاون، والاعتراف المتبادل، وتبادل التعاون والمنافع بين الشعوب والأمم. وفي السياقات، الفلسطيني والعربي والإسلامي، وفي كل سياق مطبوع باحتلال أرض واغتصاب الحقوق التاريخية لهذا الشعب والاعتداء على حقوقه ومقدساته الدينية، فإن التطبيع يعني أن تقبل وتسلّم من الناحية الفكرية والنفسية والسلوكية بالمحتل الغاصب، وأن تعترف به وتتعامل معه على أساس أنه أمر واقع وحالة طبيعية. وفي السياق العربي الإسلامي، فإن المطالَب بالتطبيع مع المحتل هو الأمة العربية والإسلامية، مع ما يعنيه ذلك من تسليم في فكرها وسلوكها ومشاعر مسؤوليها ومواطنيها، بأن ينتقل الاعتراف بالمحتل من حالة مرفوضة إلى حالة مقبولة و"طبيعية"، مع ما يترتب على ذلك من تنازل عن الحقوق، وعلى رأسها حقوق أهلنا في فلسطين، وحقوق المسلمين في بيت المقدس باعتباره أولى القبلتين وثالث الحرمين، ومسرى رسول الله صلى الله وسلم، ومنطلق معراجه إلى السماء، وبما يعنيه ذلك من انقلاب على مقررات دينية في كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلى ثوابت في تاريخ وحضارة الأمة الإسلامية. وهذا يعني أن التطبيع يتجاوز النطاق السياسي، ليشمل البعد العقدي والديني والحضاري للأمة العربية، سواء تعلق الأمر بالمسلمين أو المسيحيين، أو اليهود غير المتصهينين، أو اليهود غير المحاربين . ومن ناحية السياق السياسي، الذي يستخدم فيه مصطلح التطبيع، أي سياق العدوان الصهيوني على فلسطين واحتلالها واحتلال القدس وبيت المقدس، والسعي لتهويده، ونزع الطابع العربي والإسلامي عنه، فإن "التطبيع" يعني القبول بالأمر الواقع، كما يستبطن "شرعنة" ضمنية للاحتلال الصهيوني لفلسطين، أي القبول بكيان عنصري إحلالي، تم زرعه في فلسطين بمساعدة القوى الكبرى، التي سعت إلى التكفير عن مظالمها التاريخية الواقعة أو المزعومة تجاه اليهود، والاضطهاد الذي طالهم في أوروبا عبر التاريخ، وخاصة في ألمانيا النازية. وذلك هو الاحتلال الذي بدأ بوعد "بلفور"، الذي أخذ على عاتقه إحلال "شعب بدون أرض" في "أرض بدون شعب" حسب ما يزعمون، بناء على رؤية عنصرية، ومعتقد فاسد مفاده بأن أرض فلسطين هي الأرض الموعودة لشعب الله المختار، بكل ما يرتبط بذلك من تفاصيل في الرواية الصهيونية. يتعين على كل عربي ومسلم ألا يطبّع مع دولة مرجعيتها عنصرية أو استبدادية كليانية، أو تعادي الأمة الإسلامية عداء وجوديًّا، وألا يطبّع مع نظام للحكم أو أي وضع سياسي هو كذلك التطبيع العربي العربي -الإسلامي الإسلامي- ومع المحيط الإنساني أما في السياق العربي الإسلامي، فيمكن أن نقرر أن القاعدة هي "التطبيع" مع الجهات والأطراف التالية: أن يطبّع المرء (عربيًّا كان أم مسلمًا)، فردًا أو ضمن جماعة، مع المجموعات والكيانات والدول العربية والمسلمة. أن "يطبع" المسلمون والعرب مع غيرهم من الأمم، بغض النظر عن أديانهم وعقائدهم وثقافاتهم، من منطلق أن الاختلاف بين الأمم والشعوب والقبائل هو معطى إنساني تاريخي، يتعين التعامل معه، وتحويله إلى وسيلة لتحفيز العمل من أجل التكامل والاغتناء المتبادل الذي يفيد البشرية ويطورها، كما وردت الإشارة في قوله تعالى: {يا أيّها النّاس إنّا خلقناكم من ذكرٍ وأنثى وجعلناكم شعوبًا وقبائل لتعارفوا إنّ أكرمهم عند الله أتقاكم} [سورة الحجرات: 13]. فاختلاف الألسنة والألوان ليس مظنة للتناحر والخصام أو النزاع والشقاق، بل ينبغي أن يكون محفزًا على التعاون للنهوض بالتكاليف، والوفاء بالالتزامات، وجلب المنافع ودفع المفاسد. والميزان عند الله ليس اللون أو الجنس أو اللغة أو الوطن، وإنما هو التنافس في العمل الصالح. أن يطبع العرب والمسلمون مع أمم أو أنظمة مناصرة للعدالة وللحريات، ورافضة لقمع واضطهاد الشعوب، ولو لم تكن تشترك معها في المعتقد الديني والانتماء العرفي والاجتماعي. وهو ما يمكن استنتاجه مثلًا من أمر النبي، صلى الله عليه وسلم، للمسلمين حين اشتد قمعهم واضطهادهم من كبراء قريش بالهحرة إلى الحبشة بقوله: "لو خرجتم إلى أرض الحبشة، فإن بها ملكًا لا يُظلم عنده أحد". وفي المقابل، يتعين على كل عربي ومسلم ألا يطبّع مع دولة مرجعيتها عنصرية أو استبدادية كليانية، أو تعادي الأمة الإسلامية عداء وجوديًّا، وألا يطبّع مع نظام للحكم أو أي وضع سياسي هو كذلك، ناهيك عن التطبيع مع الكيان الصهيوني، كما ورد في قوله تعالى: {يأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَتَّخِذُواْ عَدُوِّى وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَآءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُواْ بِمَا جَآءَكُم مِّنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ ۙ أَن تُؤْمِنُواْ بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِن كُنتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَٰدًا فِى سَبِيلِى وَابْتِغَآءَ مَرْضَاتِى ۚ تُسِرُّونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَآ أَخْفَيْتُمْ وَمَآ أَعْلَنتُمْ ۚ وَمَن يَفْعَلْهُ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَآءَ السَّبِيلِ} [سورة الممتحنة: 1]، وألا "يطبّع" مع وضع اجتماعي أو ثقافي أو أخلاقي مبني في شكله وجوهره على القمع أو الإقصاء والفساد والإفساد، أو مع منظومة سياسية مرجعيتها عنصرية. وهذا يعني أن للتطبيع تجليات ومظاهر متعددة، فهو يشمل التطبيع الأخلاقي مع الفساد، والتطبيع الفكري والمعرفي مع نظم فكرية مختلة الموازين من الناحية العلمية والفكرية، والتطبيع مع المحتل الغاصب، أو أي نظام سياسي ظالم ومتجبر مستبد وفاسد. ويُبنى على ذلك أنه من غير المستساغ فرض التطبيع على الشعوب، أو العمل على تصريفه في تمثلها، وإقحامه في منظومة قيمها كي يُضحي أمرًا مسلمًا به لدرجة الذوبان في تلك المنظومة؛ فالتطبيع في هذه الحالة صورة من صور الاستبداد السياسي، ووجه من وجوهه، وتجلٍّ من تجلياته . والأصل في المجتمعات الإسلامية أنها تنطلق من المرجعية الإسلامية، التي تعتبر منظومتها العقدية والتشريعية "متشوفة للحرية"، وفق تعبير الشيخ الطاهر بن عاشور، وكما قال عمر بن الخطاب: "متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارًا؟".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store