logo
مومياوات الفراعنة على صفحة النهر الخالد

مومياوات الفراعنة على صفحة النهر الخالد

الشرق الأوسط٢٥-٠٦-٢٠٢٥
تحدّثنا في المقال السابق عن الكشف الكبير الذي حققه عالم المصريات الفرنسي فيكتور لوريه في وادي الملوك، بالكشف عن مقبرة الملك أمنحتب الثاني «KV 35»، والعثور على تابوت الملك مغلقاً، وعليه باقة الورد التي وضعت يوم أن دفن الملك في 1401 قبل الميلاد، الأمر الذي يؤكد وجود مومياء الملك سليمة داخل التابوت، لتصبح بذلك المرة الأولى التي يتم فيها الكشف عن مومياء ملكية في مقبرتها.
وكانت المفاجأة الثانية والكبرى هي الكشف عن خبيئة للمومياوات بإحدى حجرات المقبرة، وبها تسع مومياوات ملكية، إضافة إلى ثلاث مومياوات أخرى. ومن بين هذه المومياوات: مومياء الملك تحتمس الرابع، ومومياء الملك أمنحتب الثالث، ومومياء الملك سيتي الثاني، ومومياء الملك مرنبتاح، ومومياء الملك سي بتاح، ومومياء الملك رمسيس الرابع، ومومياء الملك رمسيس الخامس، ومومياء الملك رمسيس السادس.
استمر فيكتور لوريه في أعمال التسجيل العلمي للمقبرة واللقى الأثرية التي وصل عددها إلى أكثر من 2000 قطعة أثرية، بالإضافة إلى المومياوات، وبعد الانتهاء قام لوريه بوضع المومياوات الملكية التسع التي عثر عليها بالمقبرة داخل صناديق خشبية، وبدأ الإعداد لنقلها عن طريق النهر على ظهر مركب إلى القاهرة. ولكن للأسف كان في انتظار لوريه مفاجأة غير سارة بالمرة، فقد حدث، والمركب قد وصل للتو إلى نجع حمادي بمحافظة قنا، أن وصلته برقية من فخري باشا، وزير الأشغال العامة الذي كانت تتبعه مباشرة مصلحة الآثار في ذلك الوقت، وفي البرقية أوامر صريحة بالعودة إلى الأقصر وإعادة دفن المومياوات مرة أخرى بالمقبرة! كانت تلك الأوامر رضوخاً إلى الرأي العام الشعبي الذي هيّجه وحرّكه رجال الدين وفتاواهم بضرورة إعادة دفن هذه المومياوات، وعدم إخراجها من قبورها!
كانت الصدمة عظيمة لفيكتور لوريه، وأسقط في يده أوامر فخري باشا، وكان لوريه على ثقة تامة بأن إبقاء هذه المومياوات في المقبرة سيؤدي إلى تدميرها تماماً، وربما سرقتها. لقد كان بالطبع موقفاً صعباً للغاية على المكتشف الذي اتخذ قراره بالذهاب بمفرده إلى القاهرة، محاولاً إقناع الرأي العام بوجهة نظره، إلا أن مسعاه قد فشل، والسبب في ذلك هو أن زملاءه الأثريين وعلى عكس المتوقع لم يساندوه فى رأيه فقط، بل أيّدوا وجهة نظر الشعب ورجال الدين، وعلى رأسهم فلندرز بتري وهيوارد كارتر. كان من الواضح أن هناك حقداً عميقاً وحسداً قد ملأ قلوب الأثريين ضد فيكتور لوريه واكتشافاته المذهلة! وفي النهاية دفعت هذه المشكلة لوريه إلى إعلانه الاستقالة من مصلحة الآثار المصرية، والعودة إلى فرنسا.
الغريب في الأمر أن الذي تم تكليفه بإعادة المومياوات إلى المقبرة مرة أخرى كان هيوارد كارتر -مفتش آثار وادي الملوك- الذي ما إن أتم مهمته، وأغلق المقبرة حتى فوجئ الأثريون قبل نهاية عام 1898 بأن المقبرة قد تمت سرقتها. وكان من ضمن ما سرق مومياء داخل قارب. واتُّهم في الحادث محمد عبد الرسول، الذي عرفناه من قبل في قضية خبيئة مومياوات الدير البحري، وكان سبب الاتهام هو عثور هيوارد كارتر على فردة حذاء محمد عبد الرسول داخل المقبرة!
بعد هذا الحادث اقتنع هيوارد كارتر والمعارضون السابقون بضرورة نقل المومياوات إلى القاهرة، وبعدما تم ذلك، وهو بالضبط ما كان فيكتور لوريه قد شرع في عمله ووقف ضده الجميع! تم حجز تذكرة عربة نوم درجة أولى لمومياء الملك أمنحتب الثاني - الفرعون الوحيد الذي سافر إلى القاهرة بالقطار، وليس على صفحة النهر.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

من أقوال الحكيم بتاح حتب
من أقوال الحكيم بتاح حتب

الشرق الأوسط

timeمنذ 15 ساعات

  • الشرق الأوسط

من أقوال الحكيم بتاح حتب

عاش الحكيم بتاح حتب في عصر الدولة القديمة، وقد عاصر حكم الملك جد كا رع أسيسي (2414– 2375 قبل الميلاد) من ملوك الأسرة الخامسة. ومن خلال ما سجّله في بداية تعاليمه ندرك أنه كان قد تجاوز التسعين من عمره، وعندما أحسّ بقرب أجله استأذن الملك في أن يسمح لابنه بأن يرث وظيفته التي كان يشغلها، وهي من الوظائف المهمة في الدولة. ولذلك أخذ بتاح حتب يطمئن الملك على صلاحية ابنه لتولي منصبه بدلاً منه. ويسهب الحكيم بتاح حتب في شرح كيف أنه لقَّن ابنه كل ما يعرفه من خبرات وتعاليم. وفيما يلي بعض من تلك التعاليم التي أوصى بها بتاح حتب قبل أكثر من 4400 سنة: «لا تكونن متكبراً بما تملكه من علم، ولا تكونّن منتفخ الأوداج ظنّاً بأنك رجل عالم، شاور الجاهل والمُتعلم، لأن نهاية العلم لا يمكن الوصول إليها... إذا كنت بين الضيوف الجالسين إلى مائدة الطعام، فخُذ ما يُقدم لك حين يوضع أمامك، ولا تنظر إليه كثيراً أو بشراهة؛ لأن ذلك تشمئز منه النفوس. ولا تنظر إلى الطعام الذي وضع أمام الضيوف الآخرين... ولا تطمع في مال أقاربك أو في أموال الآخرين، وحرّر نفسك من كل قبيح، واحذر الطمع فهو مرض عضال، والصداقة معه مستحيلة، وهو حزمة فيها كل أنواع الشرور... إذا كان رئيسك فيما مضى من أصل وضيع فعليك أن تتجاهل وضاعة أصله السابقة، واحترمه حسبما وصل إليه بمجهوده. ولا تُعِد كلمات جارحة أو حمقاء خرجت من غيرك في ساعة غضب، والتزم الصمت، فإن هذا أحسن وأفضل لك في هذه الحالة... إذا كنت عظيماً بعد أن كنت صغير القدر، وصرت صاحب ثروة بعد أن كنت محتاجاً، فلا تنسَ كيف كانت حالك في الزمن الماضي، ولا تفخر أو تتغنّى بثروتك التي جاءت إليك منحة من الإله، فإنك لست أحسن من أقرانك الذين حل بهم الفقر. واحترس من الأيام التي يأتي بها المستقبل... وإذا كنت حاكماً فكن ليناً وعطوفاً حين تستمع إلى شكوى متظلم، ولا تسئ معاملته، ودَعْه يَبُحْ لك بما في صدره، ويَقُلْ كل ما جاءك من أجله. وإذا كنت حاكماً تصدر الأوامر للشعب فابحث لنفسك عن كل سابقة حسنة حتى تستمر أوامرك ثابتة لا غبار عليها، وتمسّك بالأخلاق الفاضلة، واعمل على نشر العدالة، فالخلق الحسن يبقى مذكوراً. وإن الرجل الذي اتخذ العدالة معياراً له، وسار وفقاً لجادتها، يكون ثابت المكانة. فالتزم بالعدل في كل أقوالك وأفعالك. إن الصدق جميل، وقيمته خالدة، لا يتزحزح عن مكانه منذ خلق، والعقاب يحل بمن يعبث بالقوانين». ظَلّت تعاليم بتاح هي النموذج الذي سار عليه حكماء مصر القديمة من بعده. فنجد الحكيم كاجمني يستعير بعض نصائح بتاح حتب، ويصوغها بأسلوبه هو وبكلماته هو، فمثلاً يقول: «من العار أن يكون الإنسان شرهاً، فقدح من الماء يروي الظمأ... والشيء الطيب يحل محل الخبيث، كما أن القليل يحل محل الكثير». ويحذر أيضاً من أن يكون الإنسان متعالياً ومتكبراً على الآخرين، فيقول: «إياك أن تكون فخوراً بقوتك بين مَن هم في مثل سنك. وتحاشَ أن تدخل في صراع أو شجار، لأن الإنسان لا يعرف ماذا سيكون حظه في هذا الشجار؛ حيث إن الله وحده هو الذي يعلم بنتيجته».

مصر تختبر استقبال أطفال الروضة في المساجد
مصر تختبر استقبال أطفال الروضة في المساجد

الشرق الأوسط

timeمنذ 21 ساعات

  • الشرق الأوسط

مصر تختبر استقبال أطفال الروضة في المساجد

تفتح المساجد المصرية أبوابها أمام طلاب الروضة بالمرحلة العمرية من 4 إلى 6 سنوات لقضاء الوقت الصباحي فيها بشراكة بين وزراتي «التربية والتعليم» و«الأوقاف» ضمن بروتوكول، على أن تكون البداية من صعيد مصر وتحديداً بمحافظة قنا. ومن المقرر أن تكون بداية التطبيق في محافظة واحدة بشكل تجريبي تمهيداً لتعميم التجربة على مستوى الجمهورية والتي تأتي بهدف استثمار الوقت الصباحي بالمساجد لخدمة الأطفال، مع تخصيص مسجد بكل قرية لهذه الغاية، وفق إفادة مشتركة لوزارتي التعليم والأوقاف، الأربعاء. وأكد وزير الأوقاف المصري، أسامة الأزهري، اهتمامه البالغ بكل ما يدعم العلم والتعليم ومحو الأمية بعدّه أحد أهداف الوزارة، مشيراً إلى أهمية تحرك المساجد لدعم الجهود التعليمية للدولة، لكون غرس القيم الأخلاقية والدينية في نفوس الطلاب وترسيخ الانتماء الوطني يمثلان ضرورة ملحَّة في ظل الانفتاح الشديد على الوسائل الرقمية الحديثة. وقال وزير التربية والتعليم المصري، محمد عبد اللطيف، إن الوزارة تعمل على تعزيز الجوانب الأخلاقية والعلمية لدى الأطفال من خلال البروتوكول الذي سيصاحبه تكليف المعلمين باستقبال الأطفال في الفترة الصباحية بالمساجد، وتجهيزها بالوسائل التعليمية المناسبة، وتدعيم باحاتها بالألعاب حرصاً على الجمع بين الجوانب التعليمية والترفيهية للأطفال. وخلال اجتماع في مايو (أيار) الماضي أمام رئيس الجمهورية، قدر وزير التربية والتعليم العجز في فصول الحضانات بـ70 ألف فصل على مستوى الجمهورية لاستيعاب جميع الطلاب بمرحلة الروضة من أجل تعليم مبادئ القراءة والكتابة وبعض المهارات الأولية مقدماً عدة مقترحات لاستغلال بعض المنشآت الحكومية في سد العجز بهذه المرحلة بحسب بيان الرئاسة آنذاك. ممثلا الوزارتين خلال الاجتماع (وزارة التربية والتعليم) وقال المتحدث باسم وزارة الأوقاف الدكتور أسامة رسلان لـ«الشرق الأوسط» إن «اختيار محافظة قنا كبداية للمشروع تم بناء على أسس علمية مرتبطة بما توافر لدى الوزارة من بيانات حول الكثافة السكانية ومعدلات الأمية وغيرها من المعايير التي وضعت للمحافظة التي سيتم البدء بها»، مشيراً إلى أنه تم الاستقرار بشكل مبدئي على اختيار مسجد رئيسي بكل قرية لتكون البداية من خلاله. وأضاف أن «وزارة التعليم عبر الجهات المعنية ومن خلال اللجنة المشتركة ستوفر بعض الألعاب البسيطة التي ستوجد في باحة المساجد بالإضافة إلى الأدوات التعليمية التي سيتم استخدامها مع الاتفاق على المحتوى الذي سيتم تدريسه للطلاب وسيتضمن محتوى تعليمياً من الوزارة بالأساس بالإضافة إلى بعض المحتوى الديني الذي تعده (الأوقاف)». لافتاً إلى أن «التدريس سيكون من مدرسين ومدرسات على حد سواء مع تخصيص القاعات الملحقة بالمساجد لهذا الغرض». ووفق بيان الإعلان عن تطبيق المشروع ستفتح المساجد أبوابها أمام الطلاب من الصباح وحتى قبل صلاة الظهر على أن تكون الأدوات التعليمية المتوفرة قابلة للطي قبل موعد الصلاة. وستكون جميع الخدمات التي سيتلقاها الطلاب بالمرحلة العمرية من 4 إلى 6 سنوات مجانية، وفق المتحدث باسم الأوقاف، مشيراً إلى أنه سيتم استطلاع آراء أولياء الأمور بعد فترة لتقييم التجربة وتحسينها قبل الانتقال للتطبيق بمحافظة أخرى مع تلافي أي مشكلات قد تظهر. ووفق مسؤول بوزارة التربية والتعليم تحدث لـ«الشرق الأوسط» فإن «أعداد المعلمين الذين ستتم الاستعانة بهم لم تحدد بشكل دقيق بانتظار الانتهاء من جميع التفاصيل الخاصة بحصر المساجد التي سيتم العمل بها والأعداد التي سيتم استيعابها بكل مسجد بالإضافة إلى التجهيزات التي يحتاج إليها كل مسجد يدخل ضمن المبادرة». وأضاف أن «لجنة مشتركة بين الوزارتين ستقوم باستكمال أعمالها خلال الأيام المقبلة تمهيداً لبدء التطبيق على أرض الواقع خلال الصيف الجاري، لكن موعد التطبيق سيكون رهن الانتهاء من جميع التجهيزات».

بروتوكول جديد في مصر.. حضانات للأطفال داخل المساجد
بروتوكول جديد في مصر.. حضانات للأطفال داخل المساجد

العربية

timeمنذ 21 ساعات

  • العربية

بروتوكول جديد في مصر.. حضانات للأطفال داخل المساجد

في خطوة جديدة لتعزيز التعاون بين الوزارات، وقع وزير الأوقاف الدكتور أسامة الأزهري، ووزير التربية والتعليم والتعليم الفني محمد عبد اللطيف، بروتوكول تعاون لإطلاق حضانات تعليمية داخل المساجد، موجهة للأطفال قبل سن التعليم الإلزامي. جاء ذلك خلال لقاء رسمي عقد بمقر وزارة الأوقاف اليوم الأربعاء في القاهرة، حيث ناقش الوزيران آليات تنفيذ المشروع على أرض الواقع، وسبل تعزيز التنسيق بين الجانبين لدعم قيم الأخلاق والانتماء الوطني لدى النشء. وأكد وزير الأوقاف أن دعم العلم والتعليم يأتي في صميم أولويات وزارته، مشددًا على أهمية دور المساجد في ترسيخ القيم الدينية والوطنية، في ظل التحديات التي يفرضها الانفتاح الرقمي الواسع. ولفت إلى أن هذا التعاون يسهم في بناء شخصية مصرية متوازنة ومتصلة بتراثها الثقافي والحضاري. من جهته، قال وزير التربية والتعليم أن المشروع سيُفعَّل ميدانيًا من خلال إرسال معلمي الوزارة إلى المساجد في الفترات الصباحية، مع تجهيز تلك المساحات بوسائل تعليمية وترفيهية مناسبة للأطفال. ويبدأ تنفيذ البروتوكول بشكل تجريبي في محافظة قنا، على أن يُعمم لاحقا في مختلف أنحاء البلاد. ويهدف المشروع إلى استثمار الفترات الصباحية بالمساجد لاستقبال أطفال مرحلة رياض الأطفال، مع مراعاة تهيئة المكان بما يتناسب مع طبيعة المرحلة العمرية، وسرعة تهيئته مجددًا لأداء صلاة الظهر. واتفق الجانبان على تخصيص مسجد في كل قرية لتنفيذ التجربة، على أن يتم التعاون في فرش وتجهيز تلك المساجد بما يلائم متطلبات البرنامج التعليمي والتربوي.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store