logo
أي أهداف تقف خلف تموضع الفرقة 96 مقابل حدودنا؟

أي أهداف تقف خلف تموضع الفرقة 96 مقابل حدودنا؟

جهينة نيوزمنذ يوم واحد
تاريخ النشر : 2025-07-02 - 11:53 pm
حاتم النعيمات
أكملت إسرائيل نشر الفرقة 96 من جيش الاحتلال في منطقة غور الأردن على الجانب الآخر للحدود مع فلسطين المحتلة، وسبق ورافق ذلك ممارسات سياسية وإعلامية إسرائيلية لتهويل الوضع الأمني على الحدود مع الأردن، وتحاول الحكومة الإسرائيلية الإيحاء أن نشر هذه الفرقة هدفه مواجهة "خطر إيراني" محتمل من الجهة الشرقية.
إسرائيل كيان بلا حدود مرسّمة فعليًا، وما يحدث بمحاذاة حدودنا هو مجرد "مناورة' لتبرير مشروع ضم الضفة الغربية، إذ لا يختلف اثنان على أن الهدف من نشر هذه القوات هو أولًا، إقناع الجزء المعارض لفكرة الضم من الرأي العام الإسرائيلي، وثانيًا، تعزيز صورة إسرائيل أمام حلفائها الغربيين ككيان مجبر على فتح عدة جبهات لاستجداء الدعم من قبل الدول الغربية وبالأخص الولايات المتحدة.
الإسناد الإعلامي الداخلي لهذا التحرّك واضح في العديد من الروايات التي تُنشر في الصحف والمواقع الإخبارية الإسرائيلية، وجوهر هذا الإسناد مكشوف، وهو السعي لتصوير الأردن كدولة ضعيفة يمكن اختراقها من قبل إيران، التي تعرّفها تل أبيب كأكبر مهدد لها، بالتالي، فإن تحشيد هذه القوة العسكرية والشروع بناء الجدار على طول الحدود مع الأردن، يأتيان – كما يدّعي الإعلام الإسرائيلي – تحت عنوان الصراع مع إيران، وليس تحت أي عنوانٍ آخر.
هذه الروايات ليست سوى بروباغندا فاشلة لن تؤتي أُكلها، لأن العالم "العاقل' يعلم جيدًا أن الأردن دولة راسخة، لديها جيش "خبير' ومتمكن، لم يحدث له أن هادن أو تراخى أمام أي خطر، ولعل ما تجاوزه الأردن من تحديات وأخطار على مدار 104 سنوات ليس سوى دليل قاطع على امتلاكه لقدرات عسكرية وشعبية وسياسية ودبلوماسية هائلة لا يمكن هزيمتها بأي شكل من الأشكال.
مواقع مثل (إسرائيل هيوم)، ووكالة (Jewish News Syndicate - JNS) الإخبارية، وموقع (Israel National News) أفادت بأن الفرقة التي تم نشرها ليست ذات طابع قتالي صريح، فهي وحدة احتياطية مشاة خفيفة متخصصة، تأسست مؤخرًا لتلبية احتياجات "أمنية استراتيجية' على الحدود الشرقية لإسرائيل، وتتألف من جنود احتياط تتراوح أعمارهم بين (38–58 عامًا)، جُلّهم من المتطوعين المحليين الذين يحتفظون بأسلحتهم ومعداتهم في منازلهم، بالتالي فالتهويل واضح ومكشوف.
وقد يقول قائل إن القوة الإسرائيلية العسكرية قد ازدادت بعيد السابع من أكتوبر، وهذا صحيح، لكن القوة العسكرية الأردنية تطورت أيضًا بشكل ملحوظ، والعوامل الاستراتيجية والجغرافية و'التاريخية' والتركيبية الاجتماعية لا تزال حاضرة في ذهنية المؤسسة العسكرية الإسرائيلية.
بالتأكيد يوجد هناك في إسرائيل من يراجع التاريخ ويتدبّر الجغرافيا ويقرأ التطور العسكري الأردني وسُمك الطبقة الدفاعية الأردنية المرتبطة بتركيبة المجتمع القبلي، فلدينا عشرات المعارك التي انتصر فيها جيشنا منذ 1948، وآخرها معركة الكرامة الخالدة، التي كانت خاتمة المواجهات المباشرة، إذ تكبّد من خلالها جيش الاحتلال الإسرائيلي خسائر فادحة، واستعاد فيها جيشنا وضعه الطبيعي بعد أن تحمّل غياب الإسناد الجوي للتحالف العربي (الغطاء الجوي) بداية حرب 1967.
لست بصدد التقليل من أهمية وجود هذه الفرقة على الجهة المقابلة لحدودنا الغربية، فنحن اليوم أمام إسرائيل جديدة تعيش نشوة "الانتصار' على عدة جبهات، ومن يراقب تصريحات المسؤولين الإسرائيليين، سواءً العسكريين أو المدنيين، فإنه سيلاحظ إعادة وتكرار عبارة "نحن نحارب على عدة جبهات'، لذلك فالمقصود أيضًا من نشر هذه الفرقة هو إشعار الولايات المتحدة والغرب بأن هناك خطرًا قادمًا من الشرق.
الواقع أن هناك ضغطًا داخل الضفة الغربية المحتلة على الفلسطينيين؛ حواجز، وحجز لأموال المقاصة عن السلطة الوطنية الفلسطينية، والعديد من الإجراءات التي تمارسها إسرائيل ضد أصحاب الأرض، وهذا دليل آخر على أن فرضية "أمن الحدود' مع الأردن التي تسوّقها إسرائيل هدفها التعمية على الهدف الأساسي، وهو ضم الضفة الغربية؛ فتكنولوجيا الرقابة الحدودية الموجودة لدى إسرائيل كافية لرصد أي حركة على الحدود، ولا داعي عملي فعلي لنشر فرقة كاملة.
ضم غور الأردن وشمال البحر الميت من الجهة الفلسطينية يعني إتمام نصف مشروع ضم الضفة الغربية، فمساحة هذه المنطقة تُقدّر بـ 2400 كلم² من مساحة الضفة الغربية المقدرة بـ 5800 كلم²، وذلك ببساطة لأن لهذا الضم أهدافًا على الصعيد الاستراتيجي والاقتصادي والسياسي.
استراتيجيًا، فإن هذا الوجود على الحدود مع الأردن يمكن أن يتحول إلى مصدر لتبرير استبعاد حل الدولتين، حيث يُراد من ذلك الوصول إلى فصل جغرافي يضمن كفّ يد الأردن عن أي تدخل فيما يحدث في الضفة. أما اقتصاديًا، فإن هذه الإجراءات تعني السيطرة على أراضٍ زراعية غير مستغلة تقريبًا، ومصادر مائية، واستثمارات استيطانية في الزراعة والسياحة، وهذا بدوره سيضعف أيضًا أي أمل لفكرة الدولة الفلسطينية القابلة للبقاء. ولا بد هنا من التعريج على البواطن السياسية والقانونية لهذه التحركات، فضم الأغوار وشمال البحر الميت يعني فرض الأمر الواقع عبر إعلان المنطقة كمنطقة عسكرية (المنطقة ج)، بالتالي تقييد تنقل الفلسطينيين، والقضاء على اتفاقية أوسلو.
الموقف الأردني واضح وصلب، ويتمثل في رفض الضم والتهجير بشكل قطعي، وقد عبّر جلالة الملك عبد الله الثاني عن هذا الموقف باللاءات الثلاث ولعدة مرات؛ فلا للتهجير، ولا للتوطين، ولا للوطن البديل.
هذه اللاءات الملكية قادمة من ثقة عميقة بحرفية وقدرات القوات المسلحة الأردنية، ومن متانة علاقة الأردنيين مع وطنهم وقيادتهم الهاشمية؛ أي أن حديث جلالته حمل في طياته الكثير من الحسم والحزم المرتكز إلى نظرة شاملة وعميقة للواقع الميداني والشعبي.
تابعو جهينة نيوز على
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

أي أهداف تقف خلف تموضع الفرقة 96 مقابل حدودنا؟
أي أهداف تقف خلف تموضع الفرقة 96 مقابل حدودنا؟

جهينة نيوز

timeمنذ يوم واحد

  • جهينة نيوز

أي أهداف تقف خلف تموضع الفرقة 96 مقابل حدودنا؟

تاريخ النشر : 2025-07-02 - 11:53 pm حاتم النعيمات أكملت إسرائيل نشر الفرقة 96 من جيش الاحتلال في منطقة غور الأردن على الجانب الآخر للحدود مع فلسطين المحتلة، وسبق ورافق ذلك ممارسات سياسية وإعلامية إسرائيلية لتهويل الوضع الأمني على الحدود مع الأردن، وتحاول الحكومة الإسرائيلية الإيحاء أن نشر هذه الفرقة هدفه مواجهة "خطر إيراني" محتمل من الجهة الشرقية. إسرائيل كيان بلا حدود مرسّمة فعليًا، وما يحدث بمحاذاة حدودنا هو مجرد "مناورة' لتبرير مشروع ضم الضفة الغربية، إذ لا يختلف اثنان على أن الهدف من نشر هذه القوات هو أولًا، إقناع الجزء المعارض لفكرة الضم من الرأي العام الإسرائيلي، وثانيًا، تعزيز صورة إسرائيل أمام حلفائها الغربيين ككيان مجبر على فتح عدة جبهات لاستجداء الدعم من قبل الدول الغربية وبالأخص الولايات المتحدة. الإسناد الإعلامي الداخلي لهذا التحرّك واضح في العديد من الروايات التي تُنشر في الصحف والمواقع الإخبارية الإسرائيلية، وجوهر هذا الإسناد مكشوف، وهو السعي لتصوير الأردن كدولة ضعيفة يمكن اختراقها من قبل إيران، التي تعرّفها تل أبيب كأكبر مهدد لها، بالتالي، فإن تحشيد هذه القوة العسكرية والشروع بناء الجدار على طول الحدود مع الأردن، يأتيان – كما يدّعي الإعلام الإسرائيلي – تحت عنوان الصراع مع إيران، وليس تحت أي عنوانٍ آخر. هذه الروايات ليست سوى بروباغندا فاشلة لن تؤتي أُكلها، لأن العالم "العاقل' يعلم جيدًا أن الأردن دولة راسخة، لديها جيش "خبير' ومتمكن، لم يحدث له أن هادن أو تراخى أمام أي خطر، ولعل ما تجاوزه الأردن من تحديات وأخطار على مدار 104 سنوات ليس سوى دليل قاطع على امتلاكه لقدرات عسكرية وشعبية وسياسية ودبلوماسية هائلة لا يمكن هزيمتها بأي شكل من الأشكال. مواقع مثل (إسرائيل هيوم)، ووكالة (Jewish News Syndicate - JNS) الإخبارية، وموقع (Israel National News) أفادت بأن الفرقة التي تم نشرها ليست ذات طابع قتالي صريح، فهي وحدة احتياطية مشاة خفيفة متخصصة، تأسست مؤخرًا لتلبية احتياجات "أمنية استراتيجية' على الحدود الشرقية لإسرائيل، وتتألف من جنود احتياط تتراوح أعمارهم بين (38–58 عامًا)، جُلّهم من المتطوعين المحليين الذين يحتفظون بأسلحتهم ومعداتهم في منازلهم، بالتالي فالتهويل واضح ومكشوف. وقد يقول قائل إن القوة الإسرائيلية العسكرية قد ازدادت بعيد السابع من أكتوبر، وهذا صحيح، لكن القوة العسكرية الأردنية تطورت أيضًا بشكل ملحوظ، والعوامل الاستراتيجية والجغرافية و'التاريخية' والتركيبية الاجتماعية لا تزال حاضرة في ذهنية المؤسسة العسكرية الإسرائيلية. بالتأكيد يوجد هناك في إسرائيل من يراجع التاريخ ويتدبّر الجغرافيا ويقرأ التطور العسكري الأردني وسُمك الطبقة الدفاعية الأردنية المرتبطة بتركيبة المجتمع القبلي، فلدينا عشرات المعارك التي انتصر فيها جيشنا منذ 1948، وآخرها معركة الكرامة الخالدة، التي كانت خاتمة المواجهات المباشرة، إذ تكبّد من خلالها جيش الاحتلال الإسرائيلي خسائر فادحة، واستعاد فيها جيشنا وضعه الطبيعي بعد أن تحمّل غياب الإسناد الجوي للتحالف العربي (الغطاء الجوي) بداية حرب 1967. لست بصدد التقليل من أهمية وجود هذه الفرقة على الجهة المقابلة لحدودنا الغربية، فنحن اليوم أمام إسرائيل جديدة تعيش نشوة "الانتصار' على عدة جبهات، ومن يراقب تصريحات المسؤولين الإسرائيليين، سواءً العسكريين أو المدنيين، فإنه سيلاحظ إعادة وتكرار عبارة "نحن نحارب على عدة جبهات'، لذلك فالمقصود أيضًا من نشر هذه الفرقة هو إشعار الولايات المتحدة والغرب بأن هناك خطرًا قادمًا من الشرق. الواقع أن هناك ضغطًا داخل الضفة الغربية المحتلة على الفلسطينيين؛ حواجز، وحجز لأموال المقاصة عن السلطة الوطنية الفلسطينية، والعديد من الإجراءات التي تمارسها إسرائيل ضد أصحاب الأرض، وهذا دليل آخر على أن فرضية "أمن الحدود' مع الأردن التي تسوّقها إسرائيل هدفها التعمية على الهدف الأساسي، وهو ضم الضفة الغربية؛ فتكنولوجيا الرقابة الحدودية الموجودة لدى إسرائيل كافية لرصد أي حركة على الحدود، ولا داعي عملي فعلي لنشر فرقة كاملة. ضم غور الأردن وشمال البحر الميت من الجهة الفلسطينية يعني إتمام نصف مشروع ضم الضفة الغربية، فمساحة هذه المنطقة تُقدّر بـ 2400 كلم² من مساحة الضفة الغربية المقدرة بـ 5800 كلم²، وذلك ببساطة لأن لهذا الضم أهدافًا على الصعيد الاستراتيجي والاقتصادي والسياسي. استراتيجيًا، فإن هذا الوجود على الحدود مع الأردن يمكن أن يتحول إلى مصدر لتبرير استبعاد حل الدولتين، حيث يُراد من ذلك الوصول إلى فصل جغرافي يضمن كفّ يد الأردن عن أي تدخل فيما يحدث في الضفة. أما اقتصاديًا، فإن هذه الإجراءات تعني السيطرة على أراضٍ زراعية غير مستغلة تقريبًا، ومصادر مائية، واستثمارات استيطانية في الزراعة والسياحة، وهذا بدوره سيضعف أيضًا أي أمل لفكرة الدولة الفلسطينية القابلة للبقاء. ولا بد هنا من التعريج على البواطن السياسية والقانونية لهذه التحركات، فضم الأغوار وشمال البحر الميت يعني فرض الأمر الواقع عبر إعلان المنطقة كمنطقة عسكرية (المنطقة ج)، بالتالي تقييد تنقل الفلسطينيين، والقضاء على اتفاقية أوسلو. الموقف الأردني واضح وصلب، ويتمثل في رفض الضم والتهجير بشكل قطعي، وقد عبّر جلالة الملك عبد الله الثاني عن هذا الموقف باللاءات الثلاث ولعدة مرات؛ فلا للتهجير، ولا للتوطين، ولا للوطن البديل. هذه اللاءات الملكية قادمة من ثقة عميقة بحرفية وقدرات القوات المسلحة الأردنية، ومن متانة علاقة الأردنيين مع وطنهم وقيادتهم الهاشمية؛ أي أن حديث جلالته حمل في طياته الكثير من الحسم والحزم المرتكز إلى نظرة شاملة وعميقة للواقع الميداني والشعبي. تابعو جهينة نيوز على

قراءة في كتاب ملك وشعب   (11)
قراءة في كتاب ملك وشعب   (11)

السوسنة

timeمنذ 5 أيام

  • السوسنة

قراءة في كتاب ملك وشعب (11)

يعد كتاب "ملك وشعب" الذي أصدره الديوان الملكي الهاشمي العامر منجزا وطنيا هاما يوثّق المبادرات الملكية السامية الزاخرة بالخير والعطاء والإنسانية ضمن رحلة خيّرة لا ينضب عطاؤها بين ملك إنسان وأبناء شعبه. إن هذا الملف الإنساني والتنموي الذي يوليه جلالة سيدنا كل إهتمام حيث أسند أمر متابعته وتنفيذه إلى لجنة برئاسة معالي الأستاذ يوسف حسن العيسوي رئيس الديوان الملكي الهاشمي ضمن فريق عمل مخلص وجاد ليعكس صورة إرتباط ملك رحيم تجلّت صفات الإنسانية بأجل صورها مع أبناء شعبه الأردني بروح تنم عن إنتماء ومحبة قائد لوطنه ولشعبه، وولاء ومبايعة شعب لقائده بصدق وإخلاص.وسأتناول هنا في المقال الحادي عشر ضمن سلسلة مقالات قراءة كتاب ملك وشعب "المبادرات الملكية السامية والإهتمام بإسر الشهداء" ومنذ أن تولى جلالة سيدنا سلطاته الدستورية فقد حرص جلالته على زيارة ذوي شهداء الواجب، وخصوصا شهداء عام 1967 ممن قضوا على ثرى فلسطين والحرص على تقديم الرعاية الكاملة لأسر الشهداء وتلبية جميع مطالبهم، مقدّرا في الوقت ذاته الظروف التي عانتها الأسر بإستشهاد أبنائها في معارك الشهامة والكرامة والبطولة، وفي هذا السياق قال جلالة سيدنا مخاطبا أسر الشهداء أثناء لقائهم في الديوان الملكي الهاشمي العامر " لن يخرج أحد منكم من هنا دون تلبية طلباته وإحتياجاته، ولكم مني كل الإعتزاز والتقدير، ومن واجبنا أن نرعاكم ونقدّم الدعم إليكم". وشملت المبادرات الملكية السامية شمول أبناء الشهداء بقانون الإسكان العسكري، وتسمّية المواقع الهامّة بأسماء الشهداء، لتبقى تضحياتهم مرتبطة بذاكرة الأردنيين جيلا بعد جيل. ومن هؤلاء الشهيد منصور قبلان، والشهيد سليمان العايد، والشهيد محمد بن فواز الذين استشهدوا في عام 1967، وكذلك زيارة جلالة سيدنا لذوي الشهيد البطل محمود صالح الحكوم من قرية يبلا في محافظة اربد الذي غادر قرية يبلا ببزته العسكرية ليروي ثرى فلسطين بدمائه الزكّية واحدا من أبطال الجيش العربي المصطفوي الذين استشهدوا على أسوار القدس قبل ما يزيد على أربعين عاما، حيث عثر على رفاته عام 2008 وقد تعالت أصوات الفخر والإعتزاز وسط الدموع والإبتسامة بعد أن أعيد رفاته ليتم دفنه في مسقط رأسه في بلدة يبلا/محافظة اربد بمراسم مهيبة أعادت في ذاكرة أبنائه وأحفاده سيرة بطولة شهداء الوطن. إضافة إلى زيارة ذوي الشهيد ملازم طيار يزن بسام عرنكي الذي لاقى وجه الله شهيدا في حادث سقوط إحدى طائرات سلاح الجو الملكي، وزيارة أسرة الشهيد المقدم محمد سلمان الطراونه الذي أستشهد أثناء تأديته لواجبه في مطاردة عسكرية لمهربين في المنطقة الحدودية الشرقية حيث يعتبر مثالا للتضحية والوفاء من أجل أمن الوطن وحمايته من العابثين والخارجين عن القانون.وتؤكد هذه الزيارات الملكية لأسر الشهداء حرص جلالة سيدنا ورعايته الموصولة لأبناء وأسر شهداء الجيش العربي، إكراما لأوراحهم ودمائهم الزكّية وتصديهم للدفاع عن تراب الأردن والتراب العربي في القدس وفلسطين، وللإطمئنان على أحوال ذوي الشهداء التي ترسّخ أسمى معاني التقدير لشهداء الوطن الأبرار. وفي الحادي والعشرين من آذار من كل عام ذلك اليوم الخالد في ذاكرتنا الوطنية يحيي الأردنيون ذكرى معركة الكرامة الخالدة التي رد فيها جيشنا العربي المصطفوي العدوان الإسرائيلي عن الأرض الأردنية الطهور، حيث توجد مساحة كبيرة في قلب جلالة سيدنا لتكريم أسر شهداء معركة الكرامة والمصابين العسكريين أمثال قائد كتيبة الحسين الثانية الشهيد الرائد منصور كريشان وزملائه السته الذين إستشهدوا في المعركة، والشهيد ابراهيم الرواضية، والشهيد محمد الباتع، وأن إحتضان جلالة سيدنا لأبناء الشهداء الذين يحظون برعاية جلالته ودعمه لمتابعة ومواصلة مسيرتهم التعليمية والمهنية، يأتي وفاء وتكريما لشهداء معركة الكرامة الذين خاضوها دفاعا عن الوطن والأمة. وإستمر التكريم الهاشمي حيث إصطحب جلالة سيدنا في لفتة إنسانية كريمة عددا من أبناء الشهداء والمتقاعدين العسكريين في رحلة إيمانية لأداء مناسك العمرة وإقامة الصلاة في أطهر بقاع الأرض، وقد لاقى هذا الحس الإنساني النبيل من جلالة سيدنا تجاه أبناء الشهداء التقدير حيث وصفوا هذا الموقف من جلالة سيدنا بالمشهد العظيم، الذي ليس غريبا على الهاشميين الذين يحرصون على وحدة وتماسك أسرتنا الأردنية الواحدة التي تلقى الإهتمام والمتابعة من جلالة سيدنا التي تدل على عظمة إنسانية جلالة الملك الذي يترجم ذلك إلى واقع. وفي يوم نبأ استشهاد االبطل معاذ الكساسبة بتاريخ 3-2-2015 على يد تنظيم داعش الإرهابي الجبان، بعد أن وقع أسيرا بأيدي هذا التنظيم التكفيري إثر سقوط طائرته الحربية بمدينة الرقة السورية في بتاريخ 24-12-2014 حيث كان يوم حزن وألم وغضب على الأردنيين، وأعرب جلالة سيدنا عن مشاعر الحزن والأسى لإستشهاد إبن الأردن الملازم الطيار معاذ الكساسبة حيث وجه جلالته كلمة إلى أبناء وبنات الأردن بقوله " ولقد قضى الطيار الشجاع معاذ دفاعا عن عقيدته ووطنه وأمته، وإلتحق بمن سبقوه من شهداء الوطن، الذين بذلوا حياتهم ودماءهم فداء للأردن العزيز، نقف اليوم مع أسرة الشهيد البطل معاذ، ومع شعبنا وقواتنا المسلحة في هذا المصاب، الذي هو مصاب الأردنيين والأردنيات جميعا، وفي هذه اللحظات الصعبة، فإن من واجب جميع أبناء وبنات الوطن الوقوف صفا واحدا، وإظهار معدن الشعب الأردني الأصيل في مواجهة الشدائد والمحن، والتي لن تزيدنا إلا قوة وتلاحما ومنعة ". كما قام جلالته بزيارة الى بيت عزاء عشيرة الكساسبه في بلدة عي بمحافظة الكرك حيث أن الشهيد معاذ إنضم إلى نخبة من شهاء رفاق السلاح، ممن قضوا في سبيل الدفاع عن الأردن العزيز ورسالة الإسلام والإنسانية. هذا الشهيد البطل الذي سيبقى إسمه محفورا بكل فخر في سفر الوطن وقلوب أبنائه، وإستشهد معاذ نسرا شامخا في سبيل حمل رسالة ديننا الحنيف والدفاع عن وطننا، لإننا كلنا مشاريع شهادة للوطن قابضين على الزند للذود عنه، والتاريخ شاهد على كوكبة الشهداء التي لاقت وجه الله شهداء على أرض فلسطين والقدس الذين أبرّوا بقسم التضحية والبطولة والفداء.وعندما يمضي شهيد على درب البطولة والتضحية، يتابع جلالة سيدنا ذلك حيث يقول " تحية الفخر والإعتزاز والتقدير إلى النشامى في قواتنا المسلحة الأردنية – الجيش العربي ، وأجهزتنا الأمنية في ميادين الرجولة والشرف، الذين يبذلون أرواحهم في سبيل حماية الوطن والذود عن مكتسباته، والسهر على أمن الوطن والمواطن". كما يتابع جلالة سيدنا الإنجازات البطولية والمواقف الشجاعة التي يقوم بها جند الوطن كل في موقعه، فقد منح جلالة سيدنا الوكيل عمر فلاح البلاونة من مرتبات الدفاع المدني "وسام التضحية والفداء" تقديرا لشجاعته وبسالته في إنقاذ طفلين من جنسية عراقية خلال أمواج الأمطار الغزيرة وعواصف رياح شديدة التي اجتاحت المملكة وخصوصا منطقة البحر الميت، وتشجيعا للكوادر الميدانية التي تحرص على توفير السلامة والأمان لأبناء الوطن ومن يعيش على أرضه، ومما يؤكّد حرص جلالة سيدنا على دعم وتكريم المتميزين من أبناء وبنات الأردن.نعم إنه الدعم الملكي الهاشمي وزيارة إسر الشهداء تقديرا لتضحياتهم وإكراما لأرواحهم ودمائهم الزكية، ضمن منظومة عمل جادة تعمل بضمير مؤسسي مسؤول الذي أنجزه الديوان الملكي الهاشمي العامر بيت جلالة سيدنا وبيت الأردنيين جميعا، يرافق ذلك جهود تقوم على الإخلاص والتفاني في العمل في ظل مجتمع متكافل واحد موحّد ومتماسك يزرع بذور الخير والعطاء والإنسانية، برعاية وإهتمام جلالة سيدنا الملك الإنسان عبد الله الثاني بن الحسين أعز الله ملكه القدوة لنا جميعا في الإنجاز والعمل وللحديث بقية.• أستاذ جامعي وكاتب/ جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية حاليا• عضو مجلس أمناء حاليا• عضو مجلس كلية الدراسات العليا في جامعة اليرموك حاليا• عميد كلية الصيدلة / جامعة العلوم والتكنولوجيا الاردنية وجامعة اليرموك سابقا• رئيس جمعية أعضاء هيئة التدريس سابقا

د. عدنان مساعدة : قراءة في كتاب ملك وشعب .. (11) المبادرات الملكية السامية والاهتمام بأُسر الشهداء
د. عدنان مساعدة : قراءة في كتاب ملك وشعب .. (11) المبادرات الملكية السامية والاهتمام بأُسر الشهداء

أخبارنا

timeمنذ 6 أيام

  • أخبارنا

د. عدنان مساعدة : قراءة في كتاب ملك وشعب .. (11) المبادرات الملكية السامية والاهتمام بأُسر الشهداء

أخبارنا : يعد كتاب «ملك وشعب» الذي أصدره الديوان الملكي الهاشمي العامر منجزا وطنيا هاما يوثّق المبادرات الملكية السامية الزاخرة بالخير والعطاء والإنسانية ضمن رحلة خيّرة لا ينضب عطاؤها بين ملك إنسان وأبناء شعبه. إن هذا الملف الإنساني والتنموي الذي يوليه جلالة سيدنا كل إهتمام حيث أسند أمر متابعته وتنفيذه إلى لجنة برئاسة معالي الأستاذ يوسف حسن العيسوي رئيس الديوان الملكي الهاشمي ضمن فريق عمل مخلص وجاد ليعكس صورة إرتباط ملك رحيم تجلّت صفات الإنسانية بأجل صورها مع أبناء شعبه الأردني بروح تنم عن إنتماء ومحبة قائد لوطنه ولشعبه، وولاء ومبايعة شعب لقائده بصدق وإخلاص. وسأتناول هنا في المقال الحادي عشر ضمن سلسلة مقالات قراءة كتاب ملك وشعب «المبادرات الملكية السامية والإهتمام بإسر الشهداء» ومنذ أن تولى جلالة سيدنا سلطاته الدستورية فقد حرص جلالته على زيارة ذوي شهداء الواجب، وخصوصا شهداء عام 1967 ممن قضوا على ثرى فلسطين والحرص على تقديم الرعاية الكاملة لأسر الشهداء وتلبية جميع مطالبهم، مقدّرا في الوقت ذاته الظروف التي عانتها الأسر بإستشهاد أبنائها في معارك الشهامة والكرامة والبطولة، وفي هذا السياق قال جلالة سيدنا مخاطبا أسر الشهداء أثناء لقائهم في الديوان الملكي الهاشمي العامر « لن يخرج أحد منكم من هنا دون تلبية طلباته وإحتياجاته، ولكم مني كل الإعتزاز والتقدير، ومن واجبنا أن نرعاكم ونقدّم الدعم إليكم». وشملت المبادرات الملكية السامية شمول أبناء الشهداء بقانون الإسكان العسكري، وتسمّية المواقع الهامّة بأسماء الشهداء، لتبقى تضحياتهم مرتبطة بذاكرة الأردنيين جيلا بعد جيل. ومن هؤلاء الشهيد منصور قبلان، والشهيد سليمان العايد، والشهيد محمد بن فواز الذين استشهدوا في عام 1967، وكذلك زيارة جلالة سيدنا لذوي الشهيد البطل محمود صالح الحكوم من قرية يبلا في محافظة اربد الذي غادر قرية يبلا ببزته العسكرية ليروي ثرى فلسطين بدمائه الزكّية واحدا من أبطال الجيش العربي المصطفوي الذين استشهدوا على أسوار القدس قبل ما يزيد على أربعين عاما، حيث عثر على رفاته عام 2008 وقد تعالت أصوات الفخر والإعتزاز وسط الدموع والإبتسامة بعد أن أعيد رفاته ليتم دفنه في مسقط رأسه في بلدة يبلا/محافظة اربد بمراسم مهيبة أعادت في ذاكرة أبنائه وأحفاده سيرة بطولة شهداء الوطن. إضافة إلى زيارة ذوي الشهيد ملازم طيار يزن بسام عرنكي الذي لاقى وجه الله شهيدا في حادث سقوط إحدى طائرات سلاح الجو الملكي، وزيارة أسرة الشهيد المقدم محمد سلمان الطراونه الذي أستشهد أثناء تأديته لواجبه في مطاردة عسكرية لمهربين في المنطقة الحدودية الشرقية حيث يعتبر مثالا للتضحية والوفاء من أجل أمن الوطن وحمايته من العابثين والخارجين عن القانون. وتؤكد هذه الزيارات الملكية لأسر الشهداء حرص جلالة سيدنا ورعايته الموصولة لأبناء وأسر شهداء الجيش العربي، إكراما لأوراحهم ودمائهم الزكّية وتصديهم للدفاع عن تراب الأردن والتراب العربي في القدس وفلسطين، وللإطمئنان على أحوال ذوي الشهداء التي ترسّخ أسمى معاني التقدير لشهداء الوطن الأبرار. وفي الحادي والعشرين من آذار من كل عام ذلك اليوم الخالد في ذاكرتنا الوطنية يحيي الأردنيون ذكرى معركة الكرامة الخالدة التي رد فيها جيشنا العربي المصطفوي العدوان الإسرائيلي عن الأرض الأردنية الطهور، حيث توجد مساحة كبيرة في قلب جلالة سيدنا لتكريم أسر شهداء معركة الكرامة والمصابين العسكريين أمثال قائد كتيبة الحسين الثانية الشهيد الرائد منصور كريشان وزملائه السته الذين إستشهدوا في المعركة، والشهيد ابراهيم الرواضية، والشهيد محمد الباتع، وأن إحتضان جلالة سيدنا لأبناء الشهداء الذين يحظون برعاية جلالته ودعمه لمتابعة ومواصلة مسيرتهم التعليمية والمهنية، يأتي وفاء وتكريما لشهداء معركة الكرامة الذين خاضوها دفاعا عن الوطن والأمة. وإستمر التكريم الهاشمي حيث إصطحب جلالة سيدنا في لفتة إنسانية كريمة عددا من أبناء الشهداء والمتقاعدين العسكريين في رحلة إيمانية لأداء مناسك العمرة وإقامة الصلاة في أطهر بقاع الأرض، وقد لاقى هذا الحس الإنساني النبيل من جلالة سيدنا تجاه أبناء الشهداء التقدير حيث وصفوا هذا الموقف من جلالة سيدنا بالمشهد العظيم، الذي ليس غريبا على الهاشميين الذين يحرصون على وحدة وتماسك أسرتنا الأردنية الواحدة التي تلقى الإهتمام والمتابعة من جلالة سيدنا التي تدل على عظمة إنسانية جلالة الملك الذي يترجم ذلك إلى واقع. وفي يوم نبأ استشهاد االبطل معاذ الكساسبة بتاريخ 3-2-2015 على يد تنظيم داعش الإرهابي الجبان، بعد أن وقع أسيرا بأيدي هذا التنظيم التكفيري إثر سقوط طائرته الحربية بمدينة الرقة السورية في بتاريخ 24-12-2014 حيث كان يوم حزن وألم وغضب على الأردنيين، وأعرب جلالة سيدنا عن مشاعر الحزن والأسى لإستشهاد إبن الأردن الملازم الطيار معاذ الكساسبة حيث وجه جلالته كلمة إلى أبناء وبنات الأردن بقوله « ولقد قضى الطيار الشجاع معاذ دفاعا عن عقيدته ووطنه وأمته، وإلتحق بمن سبقوه من شهداء الوطن، الذين بذلوا حياتهم ودماءهم فداء للأردن العزيز، نقف اليوم مع أسرة الشهيد البطل معاذ، ومع شعبنا وقواتنا المسلحة في هذا المصاب، الذي هو مصاب الأردنيين والأردنيات جميعا، وفي هذه اللحظات الصعبة، فإن من واجب جميع أبناء وبنات الوطن الوقوف صفا واحدا، وإظهار معدن الشعب الأردني الأصيل في مواجهة الشدائد والمحن، والتي لن تزيدنا إلا قوة وتلاحما ومنعة «. كما قام جلالته بزيارة الى بيت عزاء عشيرة الكساسبه في بلدة عي بمحافظة الكرك حيث أن الشهيد معاذ إنضم إلى نخبة من شهاء رفاق السلاح، ممن قضوا في سبيل الدفاع عن الأردن العزيز ورسالة الإسلام والإنسانية. هذا الشهيد البطل الذي سيبقى إسمه محفورا بكل فخر في سفر الوطن وقلوب أبنائه، وإستشهد معاذ نسرا شامخا في سبيل حمل رسالة ديننا الحنيف والدفاع عن وطننا، لإننا كلنا مشاريع شهادة للوطن قابضين على الزند للذود عنه، والتاريخ شاهد على كوكبة الشهداء التي لاقت وجه الله شهداء على أرض فلسطين والقدس الذين أبرّوا بقسم التضحية والبطولة والفداء. وعندما يمضي شهيد على درب البطولة والتضحية، يتابع جلالة سيدنا ذلك حيث يقول « تحية الفخر والإعتزاز والتقدير إلى النشامى في قواتنا المسلحة الأردنية – الجيش العربي ، وأجهزتنا الأمنية في ميادين الرجولة والشرف، الذين يبذلون أرواحهم في سبيل حماية الوطن والذود عن مكتسباته، والسهر على أمن الوطن والمواطن». كما يتابع جلالة سيدنا الإنجازات البطولية والمواقف الشجاعة التي يقوم بها جند الوطن كل في موقعه، فقد منح جلالة سيدنا الوكيل عمر فلاح البلاونة من مرتبات الدفاع المدني «وسام التضحية والفداء» تقديرا لشجاعته وبسالته في إنقاذ طفلين من جنسية عراقية خلال أمواج الأمطار الغزيرة وعواصف رياح شديدة التي اجتاحت المملكة وخصوصا منطقة البحر الميت، وتشجيعا للكوادر الميدانية التي تحرص على توفير السلامة والأمان لأبناء الوطن ومن يعيش على أرضه، ومما يؤكّد حرص جلالة سيدنا على دعم وتكريم المتميزين من أبناء وبنات الأردن. نعم إنه الدعم الملكي الهاشمي وزيارة إسر الشهداء تقديرا لتضحياتهم وإكراما لأرواحهم ودمائهم الزكية، ضمن منظومة عمل جادة تعمل بضمير مؤسسي مسؤول الذي أنجزه الديوان الملكي الهاشمي العامر بيت جلالة سيدنا وبيت الأردنيين جميعا، يرافق ذلك جهود تقوم على الإخلاص والتفاني في العمل في ظل مجتمع متكافل واحد موحّد ومتماسك يزرع بذور الخير والعطاء والإنسانية، برعاية وإهتمام جلالة سيدنا الملك الإنسان عبد الله الثاني بن الحسين أعز الله ملكه القدوة لنا جميعا في الإنجاز والعمل وللحديث بقية. ــ الدستور

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store