
العالم أسير توقيت ترامب
جاء في 'نداء الوطن':
تتسعّر الحرب الإسرائيلية – الإيرانية كلّ يوم أكثر من سابقه. حرصت إسرائيل على توسيع دائرة استهدافاتها للمنشآت النووية ومواقع أخرى، فلامست نيران صواريخها نطنز وأراك وقواعد عسكرية ونقاط إطلاق صواريخ مختلفة، بينما حقّقت إيران أقوى ضرباتها الصاروخية في وسط إسرائيل وجنوبها محدثة دمارًا هائلًا. حتى كتابة هذه السطور، لم يُعطِ الرئيس الأميركي دونالد ترامب 'الضوء الأخضر' للقيادة المركزية الأميركية لدخول الحرب، إذ سيتخذ قراره في شأن التدخل من عدمه 'خلال الأسبوعَين المقبلَين'، وفق البيت الأبيض. هذا 'الغموض الاستراتيجي' جعل العالم بأسره أسير توقيت ترامب، الذي سيُزلزل الشرق الأوسط متى اختار ضرب إيران ويُمهّد تاليًا لإعادة صياغة الخريطة الجيوسياسية الإقليمية وفقًا لموازين قوى جديدة.
يتعمّد ترامب إذكاء 'الحرب النفسية' على قادة طهران للاستحصال منهم على تنازلات، وإن لم يتحقق ذلك تأتي الضربة التي ستبدّل وجه المنطقة، بعد اكتمال التحضيرات الأميركية، الهجومية والدفاعية. سيتلقى الرئيس الجمهوري إفادات استخباراتية مع مجلس الأمن القومي اليوم وغدًا والأحد. تهديد ترامب قائم في كلّ لحظة، إلّا أنه يريد استنفاد كافة الخيارات الدبلوماسية، فضلاً عن الاطلاع العميق على مخاطر قصف منشأة فوردو النووية ومدى فعالية قنبلة 'جي بي يو 57″، المعروفة بـ 'خارقة المخابئ'، في تدمير المنشأة النووية الأكثر تحصينًا في إيران، وهو يرى أن تعطيلها أمر ضروري لا مفرّ منه. فإتمام المهمة يعني تدمير فوردو، بالنسبة إلى ترامب، لكنه أرجأ اتخاذ قرار الضربة تحسّبًا لموافقة طهران على التخلّي عن برنامجها النووي، وفق تقارير أميركية.
يتخذ الجيش الأميركي خطوات عدة لحماية أصوله ومعدّاته وجنوده في الشرق الأوسط، وتعبيد الطريق لـ 'ساعة الصفر' متى أعطى ترامب الأمر بالهجوم. تسريب حصول تواصل بين المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف ووزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي هاتفياً عدّة مرّات منذ بداية الحرب، أعاد إلى أذهان المراقبين اللقاء الذي جمع وزيرَي خارجية أميركا والعراق في أوائل التسعينات من القرن الماضي، جيمس بيكر وطارق عزيز توالياً، في جنيف، وكيف رفض الأخير استلام رسالة الرئيس الأسبق جورج بوش التي وجّهها لصدام حسين، قبل انطلاق الحرب آنذاك. وأفاد دبلوماسيون لوكالة 'رويترز' بأن واشنطن اقترحت 'عرضًا جديدًا' لتجاوز الجمود في شأن الخطوط الحمر المتعارضة، وبأن عراقجي أبلغ ويتكوف بأن طهران 'يُمكن أن تبدي مرونة في القضية النووية' إذا ضغطت واشنطن على إسرائيل لإنهاء الحرب.
جنيف ذاتها ستحتضن اليوم اجتماعًا يجمع عراقجي مع نظرائه من بريطانيا وفرنسا وألمانيا والاتحاد الأوروبي. كما سيُشارك عراقجي في الاجتماع الاستثنائي لوزراء خارجية 'منظمة التعاون الإسلامي' في اسطنبول غدًا. الخيار أمام نظام الملالي صعب للغاية، فالمخرج بات واضحًا أمامهم كعين الشمس، لكنه مذلّ. العرض الأميركي ما زال على الطاولة: إمّا القبول بشروطنا الصارمة لوقف الحرب، وإمّا تحمّل عواقب دخولنا الحرب لحسمها. ويبدو أن الغارات الجوية الإسرائيلية الواسعة والكثيفة تهدف إلى ما هو أبعد من تدمير البرنامج النووي والقدرات الصاروخية الإيرانية، إذ تسعى إلى زعزعة أسس حكم نظام الملالي بقيادة المرشد الأعلى علي خامنئي وتركه على شفا الانهيار. وأوضح أحد كبار المسؤولين الإقليميين لـ 'رويترز' أن الحملة تركّز على 'استنزاف قدرة النظام على استعراض القوة والحفاظ على التماسك الداخلي'.
في السياق، اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن تغيير أو سقوط النظام الإيراني ليس هدف إسرائيل، لكنه قد يكون 'نتيجة طبيعية'. كما أوضح وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر أن 'تغيير النظام' في طهران ليس هدفًا حدّده مجلس الوزراء الأمني 'في الوقت الحالي'، فيما اعتبر وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أن 'وجود نظام مثل نظام خامنئي أمر خطر جدًّا، إذ تهدف أيديولوجيته إلى تدمير إسرائيل، وهو يستثمر كلّ موارد دولته باستمرار لتحقيق مثل هذا الهدف'، جازماً بأنه 'لا يُمكن السماح لمثل هذا الشخص بالبقاء'. وذكر موقع 'واي نت' الإسرائيلي أنه رغم أن نظام الحكم في إيران لم يسقط بعد، فإن 'الدول الغربية بدأت بمراجعة سيناريوات لخلافته'.
يُثير احتمال دخول أميركا الحرب مخاوف من تمدّد الصراع في المنطقة، كما أن التلويح باغتيال خامنئي يُثير موجة غضب، خصوصاً في الأوساط الشيعية. ولقد دان مكتب المرجع الشيعي الأعلى في العراق آية الله علي السيستاني، في ثاني بيان له منذ اندلاع الحرب، 'العدوان العسكري' الإسرائيلي على إيران، محذرًا من أن استمراره والتهديد باستهداف القيادة الإيرانية العليا ينذران بحدوث 'فوضى عارمة' في المنطقة، في حين توجّه الأمين العام لـ 'حركة النجباء' الشيخ أكرم الكعبي إلى ترامب بالقول: 'إن لمستم شعرة من ولي الأمة الإمام خامنئي، ستكونون أنتم وحلفاؤكم وأذنابكم الأرجاس تحت ملاحقتنا ونيراننا في كلّ منطقتنا الإسلامية'، متوعّدًا بأنه 'لن يسلم حينئذ منكم لا عسكري ولا دبلوماسي، بل إن كل من يحمل جنسيتكم في منطقتنا وكلّ مصالحكم المباشرة وغير المباشرة ستكون أهدافًا مشروعة لنا'. بدوره، رأى 'حزب الله' اللبناني أن 'التهديد بالقتل حماقة وتهوّر، له عواقب وخيمة'.
في الغضون، استهدفت الدولة العبرية مفاعل 'خونداب' للأبحاث بالماء الثقيل غير النشط في أراك، فضلًا عن موقع لتطوير الأسلحة النووية قرب نطنز. وفيما صرّح متحدّث عسكري إسرائيلي بأن الجيش استهدف أيضًا بوشهر، محطة الطاقة النووية الوحيدة العاملة في إيران، اعتبر متحدّث إسرائيلي آخر لاحقًا أنه كان من الخطأ قول ذلك، رافضًا نفي أو تأكيد الأمر، في وقت توعّد فيه مستشار خامنئي، علي لاريجاني، بأنه 'سيأتي يوم سيُحاسب فيه (المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافييل) غروسي أيضًا'. كما كشف الجيش الإسرائيلي أنه هاجم بنى تحتية ومنصّات صواريخ أرض – أرض وجنود إيرانيين في غرب البلاد، فضلًا عن شاحنات تحمل صواريخ أرض – أرض لدى وصولها إلى مناطق الإطلاق. وتباهى نتنياهو بتدمير أكثر من نصف منصّات إطلاق الصواريخ الإيرانية.
في المقابل، تعرّضت مستشفى 'سوروكا' الرئيسية في جنوب إسرائيل لإصابة مباشرة من صاروخ إيراني، حيث دمّرت الضربة عدّة أجنحة وأصابت 40 شخصًا، معظمهم من الموظفين والمرضى. وتوعّد نتنياهو، الذي تفقّد الأضرار الجسيمة التي لحقت بالمستشفى في بئر السبع، بأنه 'سنجعل الطغاة في طهران يدفعون ثمنًا باهظًا'، وسط تقارير إسرائيلية تشير إلى استعدادات للردّ بقوّة على الهجوم. وتحدّث 'الحرس الثوري' عن أنه كان يستهدف مقرًا عسكريًا واستخباراتيًا إسرائيليًا يقع قرب المستشفى. من جهة أخرى، أفاد الإعلام الإسرائيلي بأن الصاروخ الإيراني الذي استهدف غوش دان، مكوّن من رؤوس متفجّرة صغيرة تتفرّق عند انفجاره إلى عدة مواقع في المنطقة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


LBCI
منذ 37 دقائق
- LBCI
عراقجي: إيران لن تتفاوض مع الولايات المتحدة في ظل الهجمات الإسرائيلية
أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، ان بلاده لا ترغب في التفاوض مع الولايات المتحدة أو أي طرف آخر، بينما تواصل إسرائيل شن الهجمات ضدها. وذكر عراقجي في مقابلة مع التلفزيون الرسمي أن الولايات المتحدة ترغب في التفاوض، وبعثت برسائل 'جادة'. ونقلت وكالة بلومبرغ للأنباء عن وزير الخارجية الإيراني قوله إن طهران أبلغت الولايات المتحدة أنها لن تتفاوض حتى يتوقف 'العدوان' الإسرائيلي، ولم تطلب إجراء محادثات مع أي طرف في ظل الوضع الراهن. وتواصلت بعض الدول مع إيران لإجراء مفاوضات. وذكر عراقجي أنه سيعقد 'محادثات نووية' فقط خلال اجتماع مقرر مع الاتحاد الأوروبي اليوم.

المدن
منذ 44 دقائق
- المدن
الاستخبارات الأميركية: اغتيال خامنئي يعجّل صنع إيران للقنبلة النووية
يسود اعتقاد لدى الاستخبارات الأميركية بأن إيران لم تتخذ قراراً نهائياً في شأن المضي في تصنيع قنبلة نووية، برغم امتلاكها لمخزون كبير من اليورانيوم المخصب، وفقاً لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية. إنتاج القنبلة ونقلت الصحيفة عن مسؤولين بالاستخبارات الأميركية، قولهم إنه من المرجح أن تتجه طهران نحو إنتاج القنبلة في حال أقدمت واشنطن على مهاجمة منشأة فوردو النووية، أو إذا قامت إسرائيل باغتيال المرشد الأعلى علي خامنئي. وأشار المسؤولون إلى أن التقييم حول القرار الإيراني، لم يتغير منذ أن تناولت أجهزة الاستخبارات هذا الملف آخر مرة في شهر آذار/مارس الماضي، وذلك برغم الضربات الإسرائيلية التي استهدفت منشآت نووية إيرانية. وقال المسؤولون إن القادة الإيرانيين قد يتجهون نحو تصنيع قنبلة نووية في حال شنّت الولايات المتحدة هجوماً عسكرياً على "منشأة" فوردو لتخصيب اليورانيوم، أو إذا أقدمت إسرائيل على اغتيال المرشد الإيراني علي خامنئي. ووفقاً للصحيفة، فإن مسألة ما إذا كانت إيران قد اتخذت القرار النهائي لإنتاج قنبلة نووية، تبدو غير ذات أهمية في نظر العديد من المتشددين تجاه إيران في الولايات المتحدة وإسرائيل، ممن يرون أن طهران باتت قريبة بما فيه الكفاية لتمثل تهديداً وجودياً لإسرائيل. وتبقى هذه النقطة مثار جدل في السياسات المتبعة تجاه إيران، وها هي تعود إلى الواجهة مع دراسة الرئيس الأميركي دونالد ترمب لخياراته بشأن توجيه ضربة لموقع "فوردو"، بحسب الصحيفة. إيران جاهزة وتطرقت "نيويورك تايمز" إلى الاجتماع الاستخباراتي الذي عُقد يوم أمس في البيت الأبيض، وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب فيه أنه سيتخذ قراره خلال الأسبوعين المقبلين. وكشفت أنه خلال الاجتماع أبلغ مدير وكالة الاستخبارات المركزية (سي أي إيه) جون راتكليف، الحضور بأن إيران باتت "قريبة جداً" من امتلاك سلاح نووي. وفي وقت لاحق، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت، خلال مؤتمر صحافي: "دعونا نكون واضحين: إيران تملك كل ما تحتاجه لصنع سلاح نووي. كل ما يتطلبه الأمر هو قرار من المرشد الأعلى، وعندها يمكن إكمال إنتاج القنبلة خلال أسبوعين فقط". ولفت بعض المسؤولين الأميركيين إلى أن هذه التقييمات الجديدة تتطابق مع معلومات قدمها "الموساد" الإسرائيلي، ويعتقد فيها أن إيران قادرة على إنتاج سلاح نووي خلال 15 يوماً. وفي حين يرى بعض المسؤولين الأميركيين أن تقديرات إسرائيل بشأن قرب امتلاك إيران لسلاح نووي ذات مصداقية، يؤكد آخرون أن تقييمات الاستخبارات الأميركية لم تتغير، ولا تزال أجهزة الاستخبارات الأميركية تعتقد أن إيران قد تحتاج إلى عدة أشهر، وربما حتى عام كامل، لإنتاج قنبلة نووية. ووفقاً للصحيفة فإن تقارير الاستخبارات تُصاغ عادة بطريقة تتيح لصنّاع القرار استخلاص استنتاجات مختلفة، ويعتقد العديد من المسؤولين أن السبب وراء تراكم هذا الكم الكبير من اليورانيوم لدى إيران، هو رغبتها في امتلاك القدرة على الانتقال بسرعة نحو صنع قنبلة إذا قررت ذلك. إسرائيل تبالغ بتقديراتها وأوضحت الصحيفة أن بعض المسؤولين الأميركيين يرون أن التقديرات الإسرائيلية متأثرة بأجندة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الساعي إلى كسب دعم أميركي لحملته العسكرية ضد إيران. ورغم ذلك، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن إسرائيل قادرة على تحقيق أهدافها المتعلقة بالمنشآت النووية الإيرانية بمفردها. وأكد عدد من المسؤولين الأميركيين أن التقديرات الجديدة بشأن الجدول الزمني للوصول إلى القنبلة، لا تستند إلى معلومات استخباراتية جديدة، بل إلى تحليل جديد لمواد سابقة. وبحسب "نيويورك تايمز"، يستند الموقف الأميركي الرسمي إلى فتوى دينية أصدرها خامنئي، عام 2003، تحظر تطوير الأسلحة النووية. وقال مسؤول استخباراتي رفيع إن هذه الفتوى "لا تزال سارية"، مضيفاً أن تقييم إسرائيل بأن إيران على بُعد 15 يوماً فقط من القنبلة، "مبالغ فيه". وفيما لا يزال مسؤولون أميركيون يعترفون بأن المخزون الكبير من اليورانيوم الإيراني يشكّل خطراً، خصوصاً في ظل وجود كمية منه مخصبة بدرجة 60%، إلا أن آخرين يرون أن إنتاج سلاح نووي يتطلب أكثر من مجرد اليورانيوم، إذ تحتاج إيران أيضاً إلى تصنيع القنبلة وربما تصغير حجمها لتناسب رأساً حربياً يمكن تركيبه على صاروخ. ونقلت الصحيفة عن المسؤولين قولهم إنه على الرغم من أن الولايات المتحدة وإسرائيل تعتقدان أن إيران تمتلك الخبرة التقنية اللازمة، إلا أنه لا توجد معلومات استخباراتية تشير إلى أن طهران قد بدأت فعلياً في تنفيذ ذلك.


صدى البلد
منذ ساعة واحدة
- صدى البلد
عراقجي: طهران ليست مستعدة للتفاوض طالما الهجمات الإسرائيلية مستمرة
أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن طهران ليست مستعدة للتفاوض طالما الهجمات الإسرائيلية مستمرة، متوقعا عدم انخراط دول بالحرب "بسبب مقاومة إيران". وقال الوزير الإيراني ' عراقجي ' إن الولايات المتحدة شريكة في الاعتداء الإسرائيلي حتى لو لم تعلن المشاركة ، مضيفا ' برنامجنا الصاروخي وقدراتنا العسكرية غير قابلة للتفاوض'. وأضاف: الدفاع عن بلادنا أمام العدوان لن يتوقف ولا حوار مع واشنطن لأنها شريكة في الجرائم ولم يكن لدينا أي تواصل مع واشنطن ولن نتواصل معها في الظرف الراهن. وتابع وزير الخارجية الإيراني: واشنطن طلبت منا التفاوض ورفضنا ذلك ولكن لا مشكلة لدينا في الحوار مع باقي الدول. وختم عراقجي تصريحاته بالقول: مفاوضاتنا مع الدول الأوروبية في جنيف تقتصر على الملف النووي والملفات الإقليمية. وفي وقت لاحق، كشف محمد حسين رنجبران، مستشار وزير الخارجية الإيراني، عن إحباط مؤامرة خطيرة كانت تستهدف وزير الخارجية عباس عراقجي في العاصمة طهران، محملاً إسرائيل المسؤولية المباشرة عن التخطيط لها. وأوضح رنجبران، في تدوينة نشرها عبر حسابه الرسمي على منصة "إكس"، أن الحديث عن توجه عراقجي إلى مدينة جنيف لإجراء مفاوضات مع الترويكا الأوروبية أثار مخاوف جدية من إمكانية تعرضه لمحاولة اغتيال إسرائيلية. وأشار مستشار وزير الخارجية الإيراني إلى أن التهديد باغتيال عراقجي كان "واقعيًا وجادًا"، مؤكدًا أن الوزير الإيراني لا يعتبر نفسه مجرد مسؤول سياسي، بل "جنديًا في خدمة الوطن، يسير على نهج الشهيد قاسم سليماني، ويسعى للشهادة"، بحسب تعبيره. وأكد رنجبران أن الخطة التي كانت تستهدف عراقجي أُحبِطت بفضل "التدابير الأمنية الدقيقة التي نفذها الجنود المجهولون" في الأجهزة الأمنية الإيرانية، موضحًا أن "المؤامرة بفضل الله قد فشلت"، دون الكشف عن مزيد من التفاصيل حول طبيعة المخطط أو الجهات التي تقف خلفه بشكل مباشر. وفي ختام بيانه، دعا رنجبران الشعب الإيراني إلى الدعاء لعراقجي وفريقه الدبلوماسي في هذه المرحلة الحساسة، مشددًا على "ضرورة دعمهم في نضالهم لإحقاق حقوق الجمهورية الإسلامية في عالم بات بعيدًا عن القيم الإنسانية"، على حد وصفه. تأتي هذه التطورات في وقت بالغ الحساسية بالنسبة لإيران، التي تعيش حالة من التوتر الأمني والسياسي في أعقاب تصاعد المواجهة العسكرية مع إسرائيل خلال الأيام الماضية.