logo
قتلى باشتباكات في السويداء وسط حالة فلتان أمني.. تحرك الوساطات

قتلى باشتباكات في السويداء وسط حالة فلتان أمني.. تحرك الوساطات

العربي الجديدمنذ 8 ساعات
قتل 6 أشخاص وجرح نحو 27 آخرين، ظهر اليوم الأحد، في تجدد الاشتباكات بين مجموعات مسلحة من الدروز والعشائر البدوية في محافظة السويداء
جنوبي سورية
، وسط حالة فلتان أمني وتوترات تطغى على المشهد في المنطقة، في ظل غياب الدولة. وتجددت الاشتباكات المسلحة والقصف العشوائي بين فصائل محلية درزية وعشائرية، بعد فشل الجهود التي بذلتها الوجاهات لحل الإشكال والإفراج عن مختطفين من الطرفين، ما أسفر عن سقوط 6 قتلى و27 جريحًا، بالإضافة إلى تدمير ممتلكات، وسط تحذيرات من تداعيات خطيرة على النسيج الاجتماعي.
وقال شهود عيان لـ"العربي الجديد"، إن أصوات الانفجارات ورشقات الأسلحة المتوسطة تتردد في أحياء السويداء، مشيرين إلى اشتعال النيران في منزل واحد على الأقل وتعذر وصول فرق الإطفاء بسبب كثافة الرصاص. وأفاد مصدر ميداني لـ"العربي الجديد" بإصابة طفل وامرأة بين المدنيين، فيما حاولت سيارات الإسعاف إخلاءهم تحت وابل من الرصاص، لافتا إلى وصول خمس إصابات إضافية إلى مستشفيات المدينة. وأوضح أن تدهور الوضع الميداني يعيق إخلاء الجرحى وتأمين المدنيين.
تحت نداء " يا سلمان "
بالأسلحة الثقيلة والمضادات يتم استهداف حي المقوس الذي يقطنه عشائر البدو في السويداء من قبل فصائل تابعة للشيخ حكمت الهجري !!
pic.twitter.com/ruCJGitpRU
— Ahmad_27 (@AhmadSY0309)
July 13, 2025
وتواصل وساطات محلية جهودها لاحتواء الأزمة، كما أكد المصدر. فيما وجّه شيخ عقل المسلمين الموحدين الدروز الشيخ حمود الحناوي نداءً دعا فيه إلى "كف يد العبث" و"وأد الفتنة". وقال في بيان إن "الكرامة لا تُصان بالسلاح بل بالعقل"، مشدداً على وجوب "الاحتكام لصوت العقل" و"عدم أخذ الناس بجريرة غيرهم". كما طالب الرئيس السوري أحمد الشرع ووجهاء العشائر بـ"التدخل العاجل"، مذكراً بأن "العدل أساس السلام"، ومختتماً بقوله: "اصنع للصلح باباً ولو كان ضيقاً". ورغم هذه الجهود، تواجه عملية التهدئة عقبات ميدانية، حيث تقوم صفحات منشأة حديثاً عبر مواقع التواصل الاجتماعي بنشر أخبار كاذبة بهدف تأجيج العنف.
واندلعت الأحداث بعد توترات متصاعدة منذ أمس السبت، على خلفية اعتداء على مواطن من السويداء بالقرب من قرية خربة الشياب على طريق دمشق-السويداء، وتلاه حوادث خطف متبادلة، ما يضع المحافظة أمام اختبار صعب في الحفاظ على تماسكها الاجتماعي التاريخي، بينما تبقى عيون الأهالي معلقة على جهود الوساطة المحلية لاستعادة الهدوء قبل استفحال الأزمة.
وبعد هدوء قصير ليل السبت- الأحد، عادت التوترات صباح اليوم
بعد نصب مجموعات محلية من أبناء العشائر حاجزاً على طريق "المقوس- ظهر الجبل"، واحتجازها 14 مدنياً من أبناء الطائفة الدرزية، رداً على عمليات اختطاف مماثلة طاولت أبناء عشائر البدو من قبل فصائل محلية عناصرها محسوبون على الطائفة الدرزية في مناطق متفرقة من المحافظة أمس السبت، ليبلغ عدد المختطفين من الجانبين 24 مدنياً.
ووفقاً لمصادر مقربة من عائلات ثلاثة من المخطوفين صباح اليوم، فإن 2 منهم كانا عائدين من دمشق بعد استقبالهما شقيقهما المغترب من الإمارات، والذي خطف معهم. هذا المشهد الأمني المتفجر لم يكن وليد المصادفة، بل تتويجٌ لسلسلة أحداث بدأت ليل الجمعة-السبت، عندما تعرضت عصابة مسلحة على طريق
دمشق
-السويداء بين قرية خربة الشياب وموقع الفيلق الأول للمواطن فضل الله نعيم دوارة، من بلدة عريقة، حيث اعتدت عليه بالضرب، وسلبت سيارته لنقل الخضروات بحمولتها ومبلغ 7 ملايين ليرة سورية، قبل أن تلقيه على قارعة الطريق وهو يعاني إصابات بليغة.
تقارير عربية
التحديثات الحية
توتر أمني واشتباكات متقطعة في السويداء.. ومقابر جماعية شمالي درعا
ونشر نشطاء على مواقع التواصل مقاطع فيديو تظهر بعض المختطفين من الجانبين. في المشاهد، يظهر المحتجزون في بيوت تقليدية ويؤكدون أنهم "يُعاملون كضيوف"، في إشارة إلى أن عمليات الاختطاف تهدف إلى الضغط وليس الانتقام الجسدي. مع ذلك، تبقى مصداقية هذه الروايات محل تشكيك في ظل تقارير عن تهديدات متبادلة.
كما أشار ناشطون من السويداء إلى أن مجموعات مسلحة في قرية براق على طريق دمشق السويداء قطعت منذ صباح اليوم الطريق بهدف الخطف، إلا أن عناصر حاجز "المسمية" التابع للإدارة الأمنية في درعا وحاجز شرطة قرية الصورة التابع للسويداء منعا حركة السيارات القادمة من دمشق نحو السويداء، وبالعكس، بهدف "حماية المدنيين". وأشارت المصادر إلى أن وجهاء وشيوخا من الطرفين دعوا إلى عقد اجتماعات طارئة لاحتواء الأزمة، وحلها من خلال مفاوضات تطالب بإعادة سيارة المواطن دوارة المسلوبة وتعويضه مادياً، مقابل الإفراج الفوري عن جميع المحتجزين. وقالت مصادر من قرية المطلة بريف دمشق لـ"العربي الجديد"، إن المجموعة المنفذة للسطو معروفة محلياً باسم "عصابة الفيلق الأول"، لكن صلاتها القبلية تعقد عملية تسليمها.
تقارير عربية
التحديثات الحية
عملية أمنية لـ"قسد" و"التحالف" في دير الزور وضبط أسلحة بطرطوس
هذا المشهد المتكرر لقطع الطرقات والاحتجاز المتبادل يكشف ضعفاً أمنياً، فعلى الرغم من انتشار حواجز أمنية، تظل الطريق الوحيدة التي تربط بين السويداء والعاصمة دمشق ساحة لعمليات سلب واختطاف مستمرة منذ سنوات، لكن بلغت ذروتها منذ سقوط نظام بشار الأسد المخلوع. وتحاول المجتمعات المحلية ملء الفراغ الأمني عبر آلياتها التقليدية، لكنها تدفع الثمن غالياً: اقتصاد منهار بسبب شل حركة النقل، وطلاب انقطعوا عن تحصيلهم الجامعي، ومجتمع يترقب بقلق لحظة انفجار الوضع.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

أبو عبيدة في ذكرى استشهاد محمد الضيف: أسقط الردع للأبد ونواصل طريقه
أبو عبيدة في ذكرى استشهاد محمد الضيف: أسقط الردع للأبد ونواصل طريقه

العربي الجديد

timeمنذ 2 ساعات

  • العربي الجديد

أبو عبيدة في ذكرى استشهاد محمد الضيف: أسقط الردع للأبد ونواصل طريقه

نشر الناطق العسكري باسم كتائب القسام أبو عبيدة تغريدات في الذكرى الأولى لاستشهاد القائد العام السابق لـ"القسام" الشهيد محمد الضيف. واستهل أبو عبيدة تغريداته بالقول: "عامٌ على رحيل شهيد الأمة الكبير القائد/ محمد الضيف، الذي قاد مع إخوانه طوفان الأقصى، موجّهين للعدو الصهيوني أقسى ضربةٍ في تاريخه؛ أدت إلى إسقاط الردع الصهيوني إلى الأبد، وتوحيد طاقات الأمة وتوجيه بوصلتها نحو فلسطين، وإعادة قضية فلسطين إلى الصدارة من جديد". وشدد أبو عبيدة، في تغريدة أخرى، على أنه "لا يزال إخوان الضيف وأبناؤه ومحبوه في كل بقاع العالم يواصلون طريقه، ويكبّدون الاحتلال كل يومٍ مزيداً من الخسائر الاستراتيجية، وسيبقى طيفه كابوساً يؤرق مجرمي الحرب واللصوص؛ الذين لن يهنؤوا بعيشٍ في أرض فلسطين بعد أن خطّ الضيف وإخوانه بدمهم الفصل الأخير في سِفْر تحرير فلسطين". كما أثنى أبو عبيدة على مسيرة محمد الضيف مُمثلة في "عقود من الجهاد والمطاردة والتضحية والقيادة والإبداع تكللتْ بالشهادة، ليلتحق قائدنا الكبير بركب شهداء شعبنا وقادته العظام، وتختلط دماؤه وإخوانه القادة بدماء أبناء شعبنا وأمتنا، الذين ضحّوْا بأغلى ما يملكون من أجل الأقصى وفلسطين"، معتبرا أن الضيف "أحيا في الأمة جمعاء ذكرى الصحابة والمجاهدين الأوائل كَعَلِيٍّ وخالد والقعقاع والمثنى وغيرهم من القادة الفاتحين، وظلّ لعقود مُلهماً للأجيال التي لم تعرف صورته ولكنها كانت تفخر بفعالِ كتائبه المظفرة، وسيبقى كما غيره من القادة العظام نبراساً لكل أحرار العالم" سيرة سياسية التحديثات الحية محمد الضيف.. "رجل الظل" الذي كان غيابه حضوراً يطارد إسرائيل وبالتزامن مع تغريدات أبو عبيدة، نشرت كتائب القسام فيديو يتضمن رسائل سابقة وجهها الشهيد الضيف للشعب الفلسطيني، قال فيها: "يا أهلنا يا شعبنا ياتاج رؤوسنا ويا رأس مالنا، أنتم منا ونحن منكم، عزكم عزنا ومجدكم مجدنا، طوبى لكم شرف السبق في كل مواطن الجهاد، فأنتم السابقون السابقون قدمتم للمقاومة فلذات الأكباد يا أهل النصر ويا صناع التاريخ طاب جهادكم وأثمر غرسكم بعون الله، سلام عليكم يا أهل الشهداء والجرحى والمصابين والأسرى والمبعدين، وعهداً أن نواصل طريق الشهداء حتى نلقى الله مقبلين غير مدبرين". في الذكرى الأولى لاستشهاده.. كتائب القسام تُعيد نشر رسائل من القائد العام الشهيد محمد الضيف "أبو خالد". — Dima Halwani (@DimaHalwani) July 13, 2025 وفي 19 يوليو/تموز 2024، أعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي دانيال هغاري أن هناك مؤشرات متزايدة على اغتيال قائد كتائب القسام محمد الضيف في قصف استهدف مواصي خانيونس جنوبي قطاع غزة، قبل إعلان هغاري بأيام، وأسفر عن مجزرة راح ضحيتها 90 شهيداً نصفهم نساء وأطفال وإصابة المئات. ونقلت إذاعة جيش الاحتلال عن هغاري أن "هناك مؤشرات متزايدة على نجاح اغتيال محمد الضيف.. كان حاضرا في مكان الهجوم"، في إشارة إلى مواصي خانيونس التي شهدت المجزرة الإسرائيلية بحق المهجّرين. وفي 30 يناير/كانون الثاني الفائت، أعلن أبو عبيدة عن استشهاد محمد الضيف لتنتهي مسيرة رجل أرهق حسابات إسرائيل سنوات طويلة، وهو القائد العسكري الذي أعلن جيش الاحتلال أكثر من مرة اغتياله، قبل أن يكتشف في كل مرة أنه حي يرزق، حتى بات الإعلام الإسرائيلي يسميه بـ"رجل الظل".

توتر أمني واشتباكات متقطعة في السويداء.. ومقابر جماعية شمالي درعا
توتر أمني واشتباكات متقطعة في السويداء.. ومقابر جماعية شمالي درعا

العربي الجديد

timeمنذ 8 ساعات

  • العربي الجديد

توتر أمني واشتباكات متقطعة في السويداء.. ومقابر جماعية شمالي درعا

شهدت محافظة السويداء جنوبي سورية، يوم السبت 12 يوليو/تموز، توترات أمنية واشتباكات متقطعة اتخذت طابعاً طائفياً وعائلياً، بين مجموعات مسلحة من أبناء عشائر البدو وأخرى من أبناء الطائفة الدرزية ، إضافة إلى اشتباكات بين عائلتين من أبناء العشائر نفسها، وسط حالة من القلق والخوف بين السكان. واندلعت الاشتباكات على خلفية قيام مجموعة مسلحة بقطع طريق دمشق–السويداء، والسطو على إحدى سيارات نقل الخضروات العابرة إلى المحافظة، والاعتداء على سائقها وسلبه. وقال مصدر في مديرية صحة السويداء لـ"العربي الجديد" إن السائق فضل الله دوارة، من أهالي بلدة عريقة في الريف الغربي، نُقل فجر السبت إلى أحد المشافي العامة، إثر تعرضه لاعتداء بالضرب المبرح، بعد احتجازه طوال الليل من قبل عصابات خارجة عن القانون تستهدف المارة ليلاً. وأشار المصدر إلى أن المعاينة الطبية أثبتت تعرضه للضرب الشديد. من جهته، أكد أحد المقربين من دوارة لـ"العربي الجديد" أن السائق عُثر عليه مرمياً بالقرب من بلدة خربة الشياب، على الطريق الواصل بين دمشق والسويداء، في منطقة يقطنها أبناء من عشائر البدو. وأضاف أن دوارة تعرّض لسلب السيارة المحمّلة بالخضار، والاحتجاز والضرب، قبل أن يُرمى قرب الطريق. أخبار التحديثات الحية وفد دبلوماسي أوروبي يزور السويداء.. رسائل سياسية ودعوات لدعم إنمائي وأثارت الحادثة ردود فعل غاضبة في المحافظة، تمثّلت بقطع الطرقات واحتجاز عدد من أبناء العشائر، قبل أن تتطور مساءً إلى اشتباكات بالأسلحة الرشاشة في مناطق قريبة من الأحياء السكنية التي يقطنها أبناء العشائر، لاسيما في بلدتي المنصورة والمزرعة غربي السويداء، وفي حي المقوس شرقي المدينة. وسارع شيوخ ووجهاء من الجانبين إلى التدخل بهدف التهدئة واحتواء الوضع، وتم التوصل إلى اتفاق أولي يتضمن الضغط على العصابة المسؤولة عن الحادثة لإعادة السيارة المسروقة وتعويض السائق، مقابل إطلاق سراح المحتجزين من أبناء العشائر. في سياق متصل، شهدت أحياء العشائر في مدينة شهبا شمال السويداء اشتباكات مسلّحة بين عائلتين من أبناء العشائر، على خلفية خلاف عائلي، ما زاد من رقعة التوترات وإطلاق النار والقذائف في مناطق متفرقة من المحافظة. وتزامنت هذه التطورات مع بدء امتحانات الشهادة الثانوية العامة بكامل اختصاصاتها، وامتحانات الجامعات، ما أثار حالة من القلق الشديد في أوساط الطلبة وأهاليهم، وأعاد ملف الانفلات الأمني إلى الواجهة، رغم وجود قوى الأمن التابعة للحكومة المؤقتة وعدد من الحواجز الأمنية المنتشرة في محافظة درعا المجاورة. في غضون ذلك، عثرت فرق الدفاع المدني والأمن الداخلي في ريف درعا الشمالي على مقابر جماعية في بلدة المسمية، تضم رفات عشرات المواطنين مجهولي الهوية. وقال أحد أهالي البلدة لـ"العربي الجديد" إن السكان عثروا على بقايا جثث متحللة، وأبلغوا الجهات المختصة، التي باشرت بعمليات البحث وانتشال أربع جثث مجهولة الهوية. وأشار إلى أن حوادث اختطاف وقتل ارتُكبت سابقاً من قبل الحواجز الأمنية التابعة لنظام الأسد، وأن العشرات من المغيبين قسرياً قد يكونون دفنوا في تلك المناطق. من جهته، أكد مدير مركز الدفاع المدني في المنطقة، عبد السلام الجمعة، أن الفرق رصدت نحو 100 قبر فردي، إلى جانب ست مقابر جماعية، دُفن معظم ضحاياها بطريقة عشوائية في أراضٍ زراعية تمتد لنحو كيلومتر. ولفت إلى أن عمليات البحث ما تزال مستمرة، بالتعاون مع مختصين، لتوثيق الجرائم واستخراج الرفات.

قتلى باشتباكات في السويداء وسط حالة فلتان أمني.. تحرك الوساطات
قتلى باشتباكات في السويداء وسط حالة فلتان أمني.. تحرك الوساطات

العربي الجديد

timeمنذ 8 ساعات

  • العربي الجديد

قتلى باشتباكات في السويداء وسط حالة فلتان أمني.. تحرك الوساطات

قتل 6 أشخاص وجرح نحو 27 آخرين، ظهر اليوم الأحد، في تجدد الاشتباكات بين مجموعات مسلحة من الدروز والعشائر البدوية في محافظة السويداء جنوبي سورية ، وسط حالة فلتان أمني وتوترات تطغى على المشهد في المنطقة، في ظل غياب الدولة. وتجددت الاشتباكات المسلحة والقصف العشوائي بين فصائل محلية درزية وعشائرية، بعد فشل الجهود التي بذلتها الوجاهات لحل الإشكال والإفراج عن مختطفين من الطرفين، ما أسفر عن سقوط 6 قتلى و27 جريحًا، بالإضافة إلى تدمير ممتلكات، وسط تحذيرات من تداعيات خطيرة على النسيج الاجتماعي. وقال شهود عيان لـ"العربي الجديد"، إن أصوات الانفجارات ورشقات الأسلحة المتوسطة تتردد في أحياء السويداء، مشيرين إلى اشتعال النيران في منزل واحد على الأقل وتعذر وصول فرق الإطفاء بسبب كثافة الرصاص. وأفاد مصدر ميداني لـ"العربي الجديد" بإصابة طفل وامرأة بين المدنيين، فيما حاولت سيارات الإسعاف إخلاءهم تحت وابل من الرصاص، لافتا إلى وصول خمس إصابات إضافية إلى مستشفيات المدينة. وأوضح أن تدهور الوضع الميداني يعيق إخلاء الجرحى وتأمين المدنيين. تحت نداء " يا سلمان " بالأسلحة الثقيلة والمضادات يتم استهداف حي المقوس الذي يقطنه عشائر البدو في السويداء من قبل فصائل تابعة للشيخ حكمت الهجري !! — Ahmad_27 (@AhmadSY0309) July 13, 2025 وتواصل وساطات محلية جهودها لاحتواء الأزمة، كما أكد المصدر. فيما وجّه شيخ عقل المسلمين الموحدين الدروز الشيخ حمود الحناوي نداءً دعا فيه إلى "كف يد العبث" و"وأد الفتنة". وقال في بيان إن "الكرامة لا تُصان بالسلاح بل بالعقل"، مشدداً على وجوب "الاحتكام لصوت العقل" و"عدم أخذ الناس بجريرة غيرهم". كما طالب الرئيس السوري أحمد الشرع ووجهاء العشائر بـ"التدخل العاجل"، مذكراً بأن "العدل أساس السلام"، ومختتماً بقوله: "اصنع للصلح باباً ولو كان ضيقاً". ورغم هذه الجهود، تواجه عملية التهدئة عقبات ميدانية، حيث تقوم صفحات منشأة حديثاً عبر مواقع التواصل الاجتماعي بنشر أخبار كاذبة بهدف تأجيج العنف. واندلعت الأحداث بعد توترات متصاعدة منذ أمس السبت، على خلفية اعتداء على مواطن من السويداء بالقرب من قرية خربة الشياب على طريق دمشق-السويداء، وتلاه حوادث خطف متبادلة، ما يضع المحافظة أمام اختبار صعب في الحفاظ على تماسكها الاجتماعي التاريخي، بينما تبقى عيون الأهالي معلقة على جهود الوساطة المحلية لاستعادة الهدوء قبل استفحال الأزمة. وبعد هدوء قصير ليل السبت- الأحد، عادت التوترات صباح اليوم بعد نصب مجموعات محلية من أبناء العشائر حاجزاً على طريق "المقوس- ظهر الجبل"، واحتجازها 14 مدنياً من أبناء الطائفة الدرزية، رداً على عمليات اختطاف مماثلة طاولت أبناء عشائر البدو من قبل فصائل محلية عناصرها محسوبون على الطائفة الدرزية في مناطق متفرقة من المحافظة أمس السبت، ليبلغ عدد المختطفين من الجانبين 24 مدنياً. ووفقاً لمصادر مقربة من عائلات ثلاثة من المخطوفين صباح اليوم، فإن 2 منهم كانا عائدين من دمشق بعد استقبالهما شقيقهما المغترب من الإمارات، والذي خطف معهم. هذا المشهد الأمني المتفجر لم يكن وليد المصادفة، بل تتويجٌ لسلسلة أحداث بدأت ليل الجمعة-السبت، عندما تعرضت عصابة مسلحة على طريق دمشق -السويداء بين قرية خربة الشياب وموقع الفيلق الأول للمواطن فضل الله نعيم دوارة، من بلدة عريقة، حيث اعتدت عليه بالضرب، وسلبت سيارته لنقل الخضروات بحمولتها ومبلغ 7 ملايين ليرة سورية، قبل أن تلقيه على قارعة الطريق وهو يعاني إصابات بليغة. تقارير عربية التحديثات الحية توتر أمني واشتباكات متقطعة في السويداء.. ومقابر جماعية شمالي درعا ونشر نشطاء على مواقع التواصل مقاطع فيديو تظهر بعض المختطفين من الجانبين. في المشاهد، يظهر المحتجزون في بيوت تقليدية ويؤكدون أنهم "يُعاملون كضيوف"، في إشارة إلى أن عمليات الاختطاف تهدف إلى الضغط وليس الانتقام الجسدي. مع ذلك، تبقى مصداقية هذه الروايات محل تشكيك في ظل تقارير عن تهديدات متبادلة. كما أشار ناشطون من السويداء إلى أن مجموعات مسلحة في قرية براق على طريق دمشق السويداء قطعت منذ صباح اليوم الطريق بهدف الخطف، إلا أن عناصر حاجز "المسمية" التابع للإدارة الأمنية في درعا وحاجز شرطة قرية الصورة التابع للسويداء منعا حركة السيارات القادمة من دمشق نحو السويداء، وبالعكس، بهدف "حماية المدنيين". وأشارت المصادر إلى أن وجهاء وشيوخا من الطرفين دعوا إلى عقد اجتماعات طارئة لاحتواء الأزمة، وحلها من خلال مفاوضات تطالب بإعادة سيارة المواطن دوارة المسلوبة وتعويضه مادياً، مقابل الإفراج الفوري عن جميع المحتجزين. وقالت مصادر من قرية المطلة بريف دمشق لـ"العربي الجديد"، إن المجموعة المنفذة للسطو معروفة محلياً باسم "عصابة الفيلق الأول"، لكن صلاتها القبلية تعقد عملية تسليمها. تقارير عربية التحديثات الحية عملية أمنية لـ"قسد" و"التحالف" في دير الزور وضبط أسلحة بطرطوس هذا المشهد المتكرر لقطع الطرقات والاحتجاز المتبادل يكشف ضعفاً أمنياً، فعلى الرغم من انتشار حواجز أمنية، تظل الطريق الوحيدة التي تربط بين السويداء والعاصمة دمشق ساحة لعمليات سلب واختطاف مستمرة منذ سنوات، لكن بلغت ذروتها منذ سقوط نظام بشار الأسد المخلوع. وتحاول المجتمعات المحلية ملء الفراغ الأمني عبر آلياتها التقليدية، لكنها تدفع الثمن غالياً: اقتصاد منهار بسبب شل حركة النقل، وطلاب انقطعوا عن تحصيلهم الجامعي، ومجتمع يترقب بقلق لحظة انفجار الوضع.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store