
إدارة ترامب تستأنف قرار محكمة فدرالية إلغاء الرسوم الجمركية التبادلية
ضربة قضائية لترامب حول الرسوم الجمركية
الشاهين الإخباري
تعرض الرئيس الأميركي دونالد ترامب لنكسة قضائية جديدة مع تعطيل محكمة أميركية الرسوم الجمركية 'المتبادلة' المفروضة منذ مطلع نيسان، على كل السلع المصدرة إلى الولايات المتحدة.
واستأنفت إدارة ترامب الأربعاء حكما أصدرته محكمة فدرالية أميركية في اليوم نفسه وألغت بموجبه معظم الرسوم الجمركية الشاملة التي فرضها الملياردير الجمهوري على واردات بلاده من دول العالم بأسره.
وقالت إدارة ترامب في ملف الدعوى إنّ 'هذا إخطار بأنّ المدّعى عليهم يستأنفون أمام محكمة الاستئناف الفدرالية الأميركية رأي المحكمة وحكمها النهائي الصادر في 28 أيار 2025'.
وفيما لم يعترض القضاة الثلاثة في المحكمة التجارية الدولية الأميركية في قرارهم، على إمكان واشنطن زيادة الرسوم الجمركية الإضافية على الواردات إلا انهم اعتبروا أن ذلك من صلاحية الكونغرس وأن ترامب تجاوز بذلك الصلاحيات المتاحة له.
واعتبر القضاة الأربعاء، أنّه لا يمكن للرئيس أن يتذرّع بقانون الاستجابة الاقتصادية الطارئة لعام 1977 الذي لجأ إليه لإصدار مراسيم رئاسية، 'لفرض رسوم إضافية غير محدودة على المنتجات المستوردة من كل الدول تقريبا'.
وأضاف القضاة أن المراسيم التي أصدرها ترامب منذ عودته إلى البيت الأبيض 'تتجاوز السلطات الممنوحة إلى الرئيس بموجب القانون IEEPA (الذي يمكن اللجوء إليه في حالات الطوارئ الاقتصادية) لضبط الواردات من خلال استخدام الرسوم الجمركية'.
ويشمل هذا الأمر الرسوم الجمركية المفروضة على كندا والمكسيك والصين المتهمة بعدم التحرك كفاية لمواجهة تهريب الفنتانيل، فضلا عن الرسوم الجمركية الإضافية بنسبة 10 % التي فرضت في الثاني من نيسان، على السلع الداخلة إلى الولايات المتحدة والتي قد تصل إلى 50 % بحسب البلد المصدر.
وأشارت المحكمة إلى أن هذا القانون 'يسمح للرئيس بفرض العقوبات الاقتصادية اللازمة عند حصول حالة طوارئ اقتصادية لمواجهة تهديد +غير عادي وغير مألوف+'.
وشدد القضاة على أن أي تفسير للقانون يمنح الرئيس 'سلطة لا محدودة على الرسوم الجمركية مخالف للدستور'.
وفي رأي مكتوب مرفق بالقرار، رأى أحد قضاة المحكمة من دون الكشف عن اسمه أنّ 'تفويضا غير محدود للسلطة في مجال الرسوم الجمركية يُشكّل تنازلا من السلطة التشريعية لفرع آخر من فروع الحكومة'، وهو أمر يتعارض مع دستور الولايات المتحدة.
وفي بيان، ندد ناطق باسم البيت الأبيض بالقرار الصادر عن 'قضاة غير منتخبين' لا يملكون 'سلطة أن يقرروا بشأن إدارة حالة طوارئ وطنية بالشكل المناسب'.
وأضاف الناطق كاش ديساي 'تعهد الرئيس ترامب بوضع الولايات المتحدة أولا، وقررت الحكومة استخدام كل صلاحيات السلطة التنفيذية للاستجابة لهذه الأزمة واستعادة العظمة الأميركية'.
وقررت إدارة ترامب استئناف القرار في وثيقة قضائية اطلعت عليها وكالة فرانس برس.
سلاح تجاري رئيسي
ورأى زعيم الأقلية الديمقراطية في لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأميركي غريغوري ميكس في بيان أن القرار يؤكد 'أن الرسوم الجمركية تشكل استغلالا غير قانوني للسلطة التنفيذية'.
وأتى قرار المحكمة بعد شكويين قدمتا في الأسابيع الأخيرة أحداهما من جانب تحالف يضم 12 ولاية أميركية لا سيما أريزونا وأوريغن ونيويورك ومينيسوتا، والثانية من جانب مجموعة شركات أميركية.
وأخذت الشكويان بالتحديد على دونالد ترامب استخدام قانون لا يسمح له باللجوء إلى تدابير طارئة لفرض رسوم جمركية، وهي سلطة يمنحها الدستور للكونغرس. وقد استندت المحكمة على هذه الحجة في قرارها.
منذ عودته إلى البيت الأبيض، استخدم دونالد ترامب الرسوم الجمركية سلاحا رئيسيا في سياسته التجارية فضلا عن تحفيز الصناعة في البلاد والضغط على دول اخرى.
في الثاني من نيسان، فرض الرسوم الجمركية المسماة 'متبادلة' التي تشمل كل دول العالم قبل ان يتراجع أمام انهيار الأسواق المالية. وعلق الرسوم الجمركية عدا نسبة 10 %، مدة 90 يوما لفتح الباب أمام مفاوضات تجارية.
وبعد رد بكين التي رفعت رسومها الجمركية ردا على التعرفات الأميركية، تبادلت أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم زيادة الرسوم التي وصلت على التوالي إلى نسبة 125 % و145 % تضاف إلى الرسوم الجمركية المفروضة في الثاني من نيسان.
واتفق البلدان في منتصف أيار على العودة إلى نسبة 10 % على السلع الأميركية و30% على السلع الصينية.
والجمعة حمل ترامب على الاتحاد الأوروبي مؤكدا أنه 'لا يسعى إلى اتفاق' تجاري مع الولايات المتحدة، مهددا بفرض رسوم جمركية بنسبة 50 % على المنتجات الواردة من دوله الـ27 قبل أن يتراجع بإعلانه تعليق هذا الرسم الإضافي حتى التاسع من تموز.
أ ف ب

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الوكيل
منذ 2 ساعات
- الوكيل
ترامب: نقترب من اتفاق بشأن غزة اليوم أو غداً
الوكيل الإخباري- أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، اليوم الجمعة، أن "الاتفاق حول الهدنة في غزة بات قريباً جداً". اضافة اعلان وقال إنه سيعلن عن ذلك، اليوم أو غداً، وفق ما نقلت وكالات أنباء عالمية. ولم يفصح ترامب خلال لقاء مع الصحفيين في البيت الأبيض عن المزيد من التفاصيل.


العرب اليوم
منذ 2 ساعات
- العرب اليوم
"طيران ناس" يعلن بدء رحلاته بين الرياض ودمشق اعتبارا من 5 يونيو
أعلن طيران ناس، الطيران الاقتصادي السعودي، إطلاق أول رحلاته المباشرة بين الرياض ودمشق اعتباراً من 5 يونيو المقبل، ليضيف العاصمة السورية إلى شبكته، وذلك في إطار التوسع الإقليمي للشركة، وتلبية لاحتياجات المسافرين ولتعزيز الربط الجوي بين السعودية ودول المنطقة، بالتوائم مع الأهداف الوطنية لقطاع الطيران في السعودية. وتنضم "طيران ناس" بذلك إلى مجموعة محدودة من شركات الطيران الأجنبية التي استأنفت رحلاتها إلى دمشق مع تخفيف العقوبات المفروضة على البلاد. ويمثل إضافة العاصمة السورية إلى شبكة طيران ناس، أحدث خطوة في إطار خطته للنمو والتوسع، بالتوازي مع أهداف الاستراتيجية الوطنية للطيران المدني بربط السعودية مع 250 وجهة دولية والوصول إلى 330 مليون مسافر واستقبال 150 مليون سائح سنوياً بحلول عام 2030، ومع أهداف برنامج ضيوف الرحمن لتسهيل الوصول إلى الحرمين الشريفين. وقال بندر بن عبد الرحمن المهنا، الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب لطيران ناس "كنا نسير رحلات مباشرة من الرياض وجدة إلى كل من دمشق وحلب واللاذقية، والآن نعود لإطلاق عملياتنا نحو العاصمة السورية". وتسيطر حالة من التفاؤل بشأن مستقبل الاقتصاد السوري، بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أثناء زيارته إلى الرياض، رفع العقوبات عن سوريا، تلبية لطلب ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان. وهب السوريون إلى الساحات مرحبين بتلك الخطوة، التي اعتبرها أستاذ مساعد في كلية الاقتصاد لدى جامعة قطر، الدكتور جلال قناص، بمثابة نقطة تحوّل محورية في مسار الاقتصاد السوري.


الغد
منذ 2 ساعات
- الغد
هل يكسر ترامب الجمود الإيراني ويعيد تشكيل الشرق الأوسط؟
اضافة اعلان سعي إدارة ترامب للتوصل إلى اتفاق تفاوضي بشأن البرنامج النووي الإيراني هو السياسة السليمة الوحيدة التي يمكن أن تمنع اندلاع حرب إقليمية. كما أنه يوفر فرصة فريدة من نوعها يمكن أن تغير مسار الأمن الإقليمي، وربما تمهد الطريق لسلام واستقرار طويلي الأمد.***ما تزال المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران بشأن البرنامج النووي الإيراني محفوفة بالخلافات العميقة. ومع ذلك، يتمتع ترامب، أكثر من أي من أسلافه، بفرصة فريدة للتوصل إلى اتفاق يخدم المصالح الوطنية للبلدين ويمنع انزلاق المنطقة إلى حرب مروعة، وإن كان على كلا الجانبين تقديم تنازلات كبيرة. ومع ذلك، فإن رغبتهما في التوصل إلى اتفاق قوية بما يكفي لتجاوز خلافاتهما الرئيسية.لن يكون مثل هذا الاتفاق كافياً لتحقيق الأمن والاستقرار الإقليميين على المدى الطويل اللذين ترغب إيران ودول الخليج العربي والولايات المتحدة في تحقيقهما. ومع ذلك، فإن التوصل إلى اتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني، بالتزامن مع تطبيع العلاقات الأميركية الإيرانية، لن يسهل التوصل إلى مثل هذا الاتفاق فحسب، بل سيبدد أيضًا العداء الإسرائيلي - الإيراني المتجذر، ويعزز السلام والاستقرار الإقليميين.الموقف الإيرانيتصر إيران على أن حقها في تخصيب اليورانيوم على أراضيها "غير قابل للتفاوض" و"خط أحمر واضح"، مدعية أن التخصيب للاستخدام المدني السلمي. وعلى الرغم من استعداد إيران لوضع حد مؤقت للتخصيب، إلا أنها ترفض القيود غير المحددة، وتعارض المراقبة المكثفة، معتبرة ذلك انتهاكًا لسيادتها، وترفض رفضًا قاطعًا تفكيك بنيتها التحتية النووية. كما تسعى طهران جاهدةً إلى رفع العقوبات الأميركية المرهقة لتخفيف حدة السخط الشعبي المتزايد، الذي قد ينفجر في حال عدم وجود إغاثة اقتصادية. تريد إيران تجنب الحرب مع الولايات المتحدة و/أو إسرائيل التي قد تهدد بشكل خطير بقاء الحكومة التي يسعى النظام إلى حمايتها بأي ثمن.الموقف الأميركيتبقي الولايات المتحدة على خط أحمر يسمى "منع التخصيب"، مطالبةً بإزالة جميع منشآت التخصيب المحلية في نطنز وفوردو وأصفهان، وتصر على تفكيك البنية التحتية النووية، وترفض التجميد المؤقت. تسعى الولايات المتحدة إلى فرض قيود دائمة وقابلة للتحقق تتجاوز شروط خطة العمل الشاملة المشتركة للعام 2015 التي انسحب منها ترامب، وستمنح تخفيفًا للعقوبات مشروطًا بتراجع إيران عن برنامجها النووي بشكل قابل للتحقق وتعزيز عمل "الوكالة الدولية للطاقة الذرية ورقابة أكثر صرامة". ومن شأن الاتفاق مع إيران، من وجهة نظر ترامب، أن يسهم في استقرار المنطقة ويوسع نطاق التبادل التجاري ويمنع الصين وروسيا من تحقيق المزيد من النفوذ.الإطار المحتمل للاتفاقعلى الرغم من الاختلافات بين الولايات المتحدة وإيران، أعتقد أنهما ما تزالان قادرتين على التوصل إلى اتفاق بشأن القضايا الجوهرية والفنية، بما في ذلك عدد أجهزة الطرد المركزي اللازمة للعمل وشحن مخزون إيران من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المائة -ربما إلى روسيا- وتراجع نووي قابل للتحقق، مع تعزيز عمل "الوكالة الدولية للطاقة الذرية" ورقابة أكثر صرامة.المسألة العالقة هي إصرار إيران على حقها في تخصيب اليورانيوم، وهو ما تعترض عليه الولايات المتحدة بشدة. ومع ذلك، هناك خيارات عدة قد يتفق الطرفان على أحدها مع ادعائهما بتحقيق هدفهما. الاحتمالات هي: 1) أن تجمد إيران التخصيب عند مستوياته الحالية وتفكك أجهزة الطرد المركزي المتطورة؛ 2) أن يسمح لإيران بالاحتفاظ بحقوق التخصيب قصيرة الأجل حتى 3.67 في المائة مع الالتزام بأهداف الولايات المتحدة طويلة الأجل في مجال منع الانتشار؛ أو 3) أن يسمح لإيران بالاحتفاظ بمنشآت تجريبية رمزية تحت إشراف صارم من "الوكالة الدولية للطاقة الذرية"، وهو ما يحاكي اتفاق العام 2015.لا ينبغي لترامب أن يصر على مهلة 60 يومًا ويهدد بالخيارات العسكرية الأميركية بعد انقضاء المهلة. ستقاوم إيران التفاوض تحت التهديد العسكري لأنها تجده مهينًا، مما يؤدي إلى انعدام الثقة المتبادل بشأن النوايا والالتزام. ومع ذلك، ينبغي أن يتوافق الجدول الزمني للتوصل إلى اتفاق مع التقدم المحرز في المفاوضات، ولكن لا يمكن أن يكون مفتوحًا.وفي حين أن مثل هذا الاتفاق من شأنه أن يقلل من التوترات الإقليمية، إلا أنه لن ينهي الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني أو العداء الإسرائيلي الإيراني الشديد أو التنافس الإقليمي العدواني لإيران، ولا دعمها لحلفائها في المقاومة، وهي وصفة لاستمرار الصراع وعدم الاستقرار الإقليمي.فرصة فريدة لنظام إقليمي جديدإن التفاوض المتزامن على تطبيع العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران لن يسهم في التوصل إلى اتفاق بشأن قضية التخصيب فحسب، بل قد يفضي إلى سلام واستقرار إقليميين طويلي الأمد. ونظرًا لنهج ترامب غير التقليدي وغير القابل للتنبؤ به، فإنه في وضع فريد يتيح لإيران فرصة للتحول من مصدر لعدم الاستقرار والصراع الإقليمي إلى لاعب بنّاء. قد تكون إيران منفتحة على تغيير مسارها طالما بقي نظامها قائمًا ونما اقتصادها ولم تتدخل أي قوة أجنبية في شؤونها الداخلية. كما أن التوقيت ملائم للغاية لترامب لاتخاذ مثل هذه الخطوة، إذ تجد إيران نفسها في أضعف حالاتها خلال العقدين الماضيين.لقد انهار محور المقاومة الإيراني -قُضي على "حماس" وتراجع "حزب الله" بشكل كبير وأصبح الحوثيون أقل فعالية بشكل متزايد- في حين فقدت موطئ قدمها في سورية الذي كان محوريًا لإبراز قوتها الإقليمية. كما سحقت إسرائيل إلى حد كبير منظومة الدفاع الجوي الإيرانية ودمرت كمية كبيرة من مخزونها من الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة، وهو أمر سيكون في جميع الأحوال غير فعال على الإطلاق بالنظر إلى قوة الدفاع الجوي لإسرائيل وحلفائها.نظرًا لضعفها، تواجه إيران ثلاثة خيارات. أولًا، تجديد محور المقاومة، وهو أمر سيستغرق سنوات وبتكلفة باهظة. وقد نجحت إسرائيل في سحقه سابقًا، ويمكنها فعل ذلك مجددًا، مما يجعل هذا الخيار غير مرغوب فيه كثيرًا.ثانيًا، قد تلجأ إيران إلى تطوير أسلحة نووية لردع الهجمات المستقبلية على أراضيها مع تحييد القدرة النووية الإسرائيلية. هذا الخيار محفوف بمخاطر جمة، إذ من المرجح أن تهاجم الولايات المتحدة و/أو إسرائيل بنيتها التحتية النووية، وهو ما ترغب إيران بشدة في منعه.ثالثًا، قد تختار طهران تطبيع العلاقات مع الولايات المتحدة، كما أشار ترامب، شريطة ألا تسعى الولايات المتحدة إلى تغيير النظام في أي وقت وأن تُترك إيران وحدها لمعالجة شؤونها الداخلية كما تشاء. هذا هو الخيار الأكثر ترجيحًا، إذ يفضل ترامب مناقشة التطبيع والسلام، شريطة أن تستوفي إيران شروطا عدة.يجب على إيران الالتزام الكامل بالاتفاق الجديد وإيقاف مجمعها الصناعي النووي الضخم بشكل يمكن التحقق منه والتركيز حصريًا على الاستخدام السلمي لبرنامجها النووي؛ ووقف دعمها لأي جماعات متطرفة تهدد أيا من دول المنطقة؛ ووقف التهديدات الوجودية لإسرائيل؛ وعدم التدخل بشكل مباشر أو غير مباشر في الشؤون الداخلية لأي دولة في المنطقة؛ وأخيرًا، إظهار استعدادها لأن تصبح لاعبًا إقليميًا بنّاء.الخلاف بين ترامب ونتنياهوفي حين أن ترامب منفتح بلا شك على تطبيع العلاقات مع إيران، إلا أنه لا يتفق مع نتنياهو الذي يعارض أي اتفاق أميركي - إيراني. يصر نتنياهو على صفقة "على غرار ليبيا" تتطلب التنازل الكامل عن الأصول النووية ولم يستبعد العمل العسكري أحادي الجانب. وبخلاف نتنياهو، فإن اللاعبين الإقليميين، وخاصة دول الخليج العربي، وكذلك ترامب، يريدون تجنب المواجهة العسكرية مع إيران لعلمهم أن مجرد التفكير في مهاجمة المجمعات النووية الإيرانية سيكون ضربًا من الجنون من جانب نتنياهو، متجاهلين التداعيات الإقليمية المروعة التي قد تترتب على ذلك.لهذا السبب، وفي كل قضية استراتيجية وجيوسياسية مهمة تقريبًا تتعلق بإسرائيل، اختار ترامب التصرف بشكل أحادي على جبهات مختلفة تمامًا عما كان نتنياهو سيختاره، بما في ذلك السعي إلى اتفاق نووي جديد مع إيران، ووقف إطلاق النار مع الحوثيين واحتضان النظام السوري الجديد والتفاوض مباشرة مع "حماس" بشأن إطلاق سراح الرهائن وربما منح إيران أفقًا جديدًا، وهي خطوة قد تقبلها إيران طواعية.لن يؤدي تدمير البنية التحتية النووية الإيرانية إلا إلى زيادة إصرارها على امتلاك أسلحة نووية، وسيصبح العداء تجاه إسرائيل مميتًا لا رجعة فيه. في المحصلة، تعد إيران قوة إقليمية عظمى يبلغ عدد سكانها 90 مليون نسمة، وتمتلك موارد طبيعية وبشرية هائلة وتتمتع بموقع جيوستراتيجي بالغ الأهمية وبتاريخ غني يمنحها حضورًا إقليميًا فريدًا. حتى بعد معاناتها من حرب مدمرة، ستبرز إيران من جديد كقوة عظمى يجب على ترامب ونتنياهو أخذها في الحسبان. إن إيران باقية، والعقل السليم يقتضي إيجاد حل سلمي دائم لبرنامجها النووي.إن السعي لتطبيع العلاقات مع إيران والتقدم نحو اتفاق سلام، وهو ما أشار ترامب إلى نيته السعي إلى تحقيقه، يمثل قفزة جيوسياسية تاريخية. فمن شأنه أن يخفف التوتر بين إيران وإسرائيل بشكل كبير، ويحول المنطقة من منطقة موبوءة بالصراعات والاضطرابات إلى منطقة سلمية تنعم بالأمن والازدهار. ومن المفارقات أن ترامب، مع كل عيوبه، في وضع فريد يسمح له بمحاولة ما لم يجرؤ أسلافه على القيام به.*د. ألون بن مئير Dr. Alon Ben Meir: أستاذ متقاعد في العلاقات الدولية، عمل سابقا في مركز الشؤون الدولية بجامعة نيويورك، وزميل أول في معهد السياسة العالمية. خبير في شؤون الشرق الأوسط وغرب البلقان والمفاوضات الدولية وحل النزاعات. في العقدين الماضيين، شارك بشكل مباشر في العديد من المفاوضات الخلفية التي شاركت فيها إسرائيل والدول المجاورة لها وتركيا.