
المغرب يبدي اهتمامًا رسميًا بدبابة K2 الكورية الجنوبية خلال زيارة رفيعة المستوى إلى سيول
الزيارة تضمنت لقاءً مع شركة 'هيونداي روتيم' المصنعة للدبابة، حيث ناقش مزّور سبل التعاون الصناعي والدفاعي. ويمثل هذا أول اعتراف علني في الإعلام الكوري الجنوبي برغبة المغرب في اقتناء منصة K2.
إلى جانب الدبابة، أعرب الوفد المغربي عن اهتمامه بالغواصة الهجومية KSS-III العاملة بالديزل والكهرباء والمزودة بنظام دفع مستقل عن الهواء (AIP)، وبنظام الدفاع الجوي المتوسط المدى Cheongung-II، مما يشير إلى توجه المملكة نحو تنويع مصادر تسليحها وتوسيع شراكاتها الاستراتيجية.
دبابة K2 الكورية الجنوبية
الاهتمام المغربي يأتي في سياق جهود أوسع لتعزيز العلاقات مع كوريا الجنوبية، إذ وقّعت 'هيونداي روتيم' في فبراير/ شباط 2025 صفقة مدنية ضخمة بقيمة 1.5 مليار دولار لتزويد المكتب الوطني للسكك الحديدية بـ168 قطارًا كهربائيًا مزدوج الطوابق، ما قد يشكل قاعدة لتوسيع التعاون في المجالات الدفاعية.
تُعدّ دبابة K2 من الجيل 3.5 وتتميز بمدفع أملس من عيار 120 ملم مع نظام تلقيم آلي يتيح معدل إطلاق يصل إلى 10 قذائف في الدقيقة، إضافة إلى منظومة متقدمة للتحكم في النيران تشمل تتبع الأهداف تلقائيًا ومنظارًا بانوراميًا للقائد، فضلاً عن تكاملها مع شبكات القيادة والسيطرة C4I. تستخدم الدبابة محرك ديزل بقوة 1500 حصان وناقل حركة أوتوماتيكي، كما تضم نظام تعليق هيدرونيوماتيكي يتيح تعديل ارتفاع الهيكل وزاويته وفقًا لطبيعة الأرض والمهام القتالية. تتمتع بحماية مركبة تشمل دروعًا مركّبة وأنظمة دفاع نشطة من نوعي 'سوفت كيل' و'هارد كيل'.
تشغل K2 طاقمًا من ثلاثة أفراد فقط، وهي مزودة بأنظمة تشخيص ذاتي وتوتير تلقائي للسلاسل. نشرت كوريا الجنوبية نحو 260 دبابة K2 في الفيلق السابع المدرّع، كما دخلت الخدمة الدولية من خلال صفقة مع بولندا في 2022 لشراء 180 دبابة مع تصنيع محلي لـ820 وحدة إضافية ضمن برنامج K2PL.
دبابة K2 الكورية الجنوبية
مقارنة بالدبابة الأميركية M1A1SA Abrams التي تشغلها القوات المسلحة المغربية، توفر K2 ميزات تقنية مهمة مثل نظام التلقيم الآلي الذي يقلّص عدد الطاقم ويزيد معدل إطلاق النار، ونظام التعليق الذكي الغائب عن الأبرامز. أما عند مقارنتها بالنسخة الأحدث M1A2 SEPv3، فتبرز K2 كمنافس قوي بفضل مرونتها وتكاملها الإلكتروني، رغم تفوق SEPv3 في نظم الحماية المتقدمة والتكامل الشبكي.
تشير زيارة أبريل/ نيسان 2025 إلى إمكانية انخراط المغرب في نموذج تعاون دفاعي مشابه للتجربة البولندية مع كوريا الجنوبية، خصوصًا في ظل البنية التحتية القائمة لشركة 'هيونداي روتيم' داخل المغرب. وفي حال تم توقيع اتفاقية رسمية، سيكون المغرب أول دولة إفريقية تُبدي اهتمامًا علنيًا بدبابة K2.
يُذكر أن الجيش المغربي يشغل حاليًا أسطولًا مدرّعًا يضم نحو 1100 دبابة من مصادر أميركية وصينية وروسية، تشمل 222 دبابة M1A1SA و162 من طراز M1A2 SEPv3 قيد التعاقد، إلى جانب دبابات M60 وT-72 وVT-1A وAMX-10RC وSK-105.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


النهار
١٩-٠٧-٢٠٢٥
- النهار
لبنان يُحاول الخروج من اللائحة الرمادية... ما أهمية التعاقد مع "K2 Integrity"؟
دخل لبنان مرحلة دقيقة وحساسة تُختبر فيها مدى قدرته الفعلية على الخروج من أزمته البنيوية العميقة، وذلك بعدما وضع على "اللائحة الرمادية" التابعة لمجموعة العمل المالي (FATF) في تشرين الأول/ أكتوبر 2024. يأتي ذلك، وسط تساؤلات متزايدة عن مدى استعداده لتنفيذ إصلاحات حقيقية تتيح له استعادة ثقة مواطنيه أولاً ثم المجتمع الدولي. وأبقت اللائحة الرمادية- التي تراقب عن كثب الدول المتعثرة في مواجهة غسل الأموال وتمويل الإرهاب- لبنان تحت مجهر التدقيق الصارم وفق تقرير FATF الصادر في حزيران/ يونيو 2025، بالرغم من تقديمه خطة إصلاحية تمتد حتى 2026 سعياً لتجاوز مكامن الخلل وإظهار التزامه بالمعايير العالمية. في هذا الإطار، أعلن مصرف لبنان توقيع اتفاقية مع شركة "K2 Integrity" الأميركية، في إطار جهوده للحد من الاقتصاد النقدي ومكافحة الأنشطة غير المشروعة. وتأتي الخطوة تأكيداً لالتزامه بالمعايير الدولية وسعيه للخروج من اللائحة الرمادية لمجموعة العمل المالي (FATF). هل يُحال الملف إلى هيئة الشراء العام؟ وفيما يُفترض أن تخضع التلزيمات التي يجريها مصرف لبنان لهيئة الشراء العام، يؤكّد رئيس الهيئة جان العلية في حديث إلى "النهار"، أن "الهيئة تقوم بعملها وفقاً لما يفرضه عليها القانون، وعند اكتمال جميع العناصر، يمكن تحديد ما إذا كان الملف المتعلق بالاتفاقية مع K2 Integrity سيخضع أم لا". ويضيف: "هناك تعاون كامل بين هيئة الشراء العام ومصرف لبنان، يسوده منتهى الإيجابية"، مشدّداً على أنّ "الهيئة باشرت بالإجراءات التي يفرضها عليها القانون في ما يتعلق بدراسة الاتفاقية". ويشير العلية إلى أن "عمليات الشراء التي يجريها مصرف لبنان خارج إطار إصدار النقد وطباعة العملة تخضع لقانون الشراء العام، وذلك وفقاً لأحكام المادة الثالثة من هذا القانون"، كاشفاً أن "المركزي ينشر عقوده على موقع الهيئة". وبحسب مصرف لبنان، فإن هذا التعاون مع "K2 Integrity" يُعتبر محطة محورية في جهود المركزي لاستعادة علاقاته السليمة مع المؤسسات الدولية والدول المانحة، لا سيما في ظل الانكماش الاقتصادي والمالي الذي يواجهه لبنان منذ عام 2019، وما رافقه من انهيار غير مسبوق في الثقة بالنظام المصرفي، نتيجة الأزمات المتراكمة وغياب الإصلاحات الهيكلية. "ثلاثة محاور أساسية"... الخبير الاقتصادي وليد أبو سليمان، يشدد في حديثٍ لـ"النهار" على أن "أهمية التعاقد تكمن في ثلاثة محاور أساسية: 1- إعادة بناء الثقة الخارجية: وجود جهة دولية ذات مصداقية كمستشار تقني يُعزز من ثقة المؤسسات الدولية وفرق التقييم التابعة لمجموعة FATF بأن هناك نية جدية لدى الدولة اللبنانية، وتحديداً مصرف لبنان، لسد الثغرات التقنية والتنظيمية التي أدت إلى إدراج لبنان على اللائحة الرمادية. 2- تعزيز أنظمة الامتثال والمراقبة: K2 ستعمل على تطوير إجراءات معرفة العميل (KYC)، مراقبة التحويلات المالية، ضبط عمليات المؤسسات الخاضعة لمصرف لبنان، وتحسين التعاون بين السلطات الرقابية والأمنية، وهو ما تطالب به مجموعة العمل المالي بشكل صريح. 3- الإعداد لعملية التقييم المقبلة: الدعم الذي ستقدمه K2 Integrity سيُساعد لبنان على إعداد تقارير التقدم الفني، وتحضير الملفات والأدلة المطلوبة لتقييم مدى التزامه بخطة العمل الموضوعة من قبل FATF. هذا التحضير يشكل عاملاً حاسماً في عملية الخروج من اللائحة الرمادية ضمن المهلة المحددة". ويستدرك كلامه بالقول: "ولكن، لا يكفي التعاقد وحده، فنجاح هذه الخطوة مرهون بالتنفيذ الجاد للتوصيات، واستقلالية القضاء، وضبط المؤسسات غير الملتزمة، خاصة تلك التي تشكّل نقاط ضعف في النظام المالي، كجمعيات أو مؤسسات خارجة عن الرقابة الرسمية". ويضيف أبو سليمان: "بكلام واضح، الرسالة التي يريد لبنان إيصالها عبر هذا التعاقد هي أن هناك تحوّلاً في الإرادة السياسية والمالية نحو الامتثال الدولي. ولكن ما سيحسم النتيجة هو سرعة التنفيذ، والشفافية، والقدرة على فرض القوانين بالتساوي على الجميع". "علامات استفهام"... على مقلبٍ آخر، يؤكد الخبير الاقتصادي خالد أبو شقرا، في تعليقٍ على هذه الاتفاقية، أن "اسم الشركة برز في لبنان قبل أشهر، حين تداولت وسائل الإعلام خبراً عن نية مصرف لبنان التعاقد معها، وهي فرع من شركة كرول العالمية المتخصصة في دراسة المخاطر المالية". ويشير في حديثٍ لـ"النهار" إلى أن "هذه الخطوة أثارت حينها علامات استفهام عدّة، إذ بادرت النائبة بولا يعقوبيان إلى تقديم طلب مساءلة للحكومة، بشأن أسباب التعاقد مع هذه الشركة تحديداً، ولماذا لم يُحَل الملف إلى هيئة الشراء العام لإجراء مناقصة تتيح لشركات أخرى تقديم عروضها". ويلفت أبو شقرا إلى أن "الحكومة لم تقدّم أي أجوبة واضحة، لا من وزارة المالية ولا من الوزارات المعنية الأخرى، على سؤال يعقوبيان في حينه"، متابعاً: "بدورها، نفت مصادر في مصرف لبنان إمكانية التعاقد مع تلك الشركة، باعتبار أن مشكلة تبييض الأموال في لبنان لا تقتصر على القطاع المصرفي، بل تشمل أيضاً قطاعات أخرى، مثل كتّاب العدل وتجار المجوهرات وسواهم". وفي سياق حديثه، يشرح أن "لبنان يستفيد حالياً من مساعدة تقنية مقدَّمة من جهة أوروبية شبه حكومية تُدعى EU Global Facility. وتُشرف هذه الجهة على تنفيذ سبع من أصل 11 توصية، وتحديداً من البند الثاني إلى الثامن، التي حددتها مجموعة العمل المالي (FATF) كشرط لإزالة اسم لبنان من اللائحة". ويُضيف أبو شقرا أن "هيئة التحقيق الخاصة تتولى متابعة البنود المتبقية، وهي البنود 1، 9، 10، 11، و12، نظراً لطابعها السري، وتسعى إلى معالجتها ضمن الإمكانيات المتاحة". "أسئلة تتوجب توضيحاً"... وستتولى شركة "K2 Integrity"، بموجب الاتفاق مع "مصرف لبنان"، تقديم الدعم الفني والاستشاري المتخصص لمصرف لبنان، بهدف تطوير خطة عمل دقيقة، تتضمن إجراءات عملية لتحديد الثغرات في النظام المالي وسدّ الفجوات التنظيمية، بما يعيد بناء الثقة المحلية والدولية بالمؤسسات المصرفية اللبنانية. إلى ذلك، يطرح أبو شقرا عبر "النهار" تساؤلاً حول جدوى التعاقد مع هذه الشركة، "لا سيّما أن النائبة بولا يعقوبيان أشارت، في الكتاب الذي وجّهته إلى الحكومة، إلى أن كلفة التعاقد السنوية مع K2 Integrity تبلغ 4 ملايين دولار، ولمدة ثلاث سنوات، في وقت لم يصدر عن مصرف لبنان أي بيان يوضح لا الكلفة ولا المدة الزمنية للتعاقد". كما يطرح سؤالاً آخر: "ما هي كلفة التعاقد الفعلية مع هذه الشركة؟ ولأي مدة زمنية؟"، مشيراً إلى أن "مجموعة العمل المالي منحت لبنان مهلة حتى عام 2026 للخروج من اللائحة الرمادية، وإذا كان التعاقد مع الشركة الأميركية يمتد لثلاث سنوات، فما هو الدور الذي ستؤديه في السنتين الأخيرتين؟ والأهم، في أي نقاط تحديداً ستساعد لبنان؟". "إصلاحات مطلوبة"... وفي معرض حديثه عن الإصلاحات البنيوية المطلوبة، يُشدّد أبو شقرا على أن "مجموعة العمل المالي حدّدت 11 شرطاً، تتركز بمعظمها على مراقبة ومعالجة عدد من القطاعات، مثل كتّاب العدل، المحامين، وتجارة الأحجار الكريمة، بالإضافة إلى القطاع النقدي. ويُفترض تنفيذ هذه الشروط من خلال إدخال تعديلات تشريعية تُحدّ من التلاعب والأخطاء في هذه المجالات، عبر تشديد العقوبات وتطبيقها بصرامة، وتفعيل التنسيق بين الوزارات والإدارات المعنية، من وزارة العدل إلى وزارة المالية، ووحدة التحقيق الخاصة، وهيئات الرقابة المصرفية". ويتابع في حديثه إلى "النهار": "هناك أيضاً إصلاحات أخرى مطلوبة، مثل الحدّ من الاقتصاد النقدي، وإجراء إصلاحات وتدقيقات في القطاع المصرفي، وهي من بين مطالب صندوق النقد الدولي، وتُساهم في الحدّ من عمليات تبييض الأموال وتمويل الإرهاب في لبنان". مع وجود عهد جديد، يبقى ألا تطول الطريق أمام لبنان لاستعادة مكانته المالية والاقتصادية، الذي يتطلب قبل كل شيء إرادة سياسية صادقة لتنفيذ الإصلاحات المطلوبة وتطبيق القوانين بحزم وشفافية.


صيدا أون لاين
١٩-٠٧-٢٠٢٥
- صيدا أون لاين
لبنان يُحاول الخروج من اللائحة الرمادية... ما أهمية التعاقد مع "K2 Integrity"؟
دخل لبنان مرحلة دقيقة وحساسة تُختبر فيها مدى قدرته الفعلية على الخروج من أزمته البنيوية العميقة، وذلك بعدما وضع على "اللائحة الرمادية" التابعة لمجموعة العمل المالي (FATF) في تشرين الأول/ أكتوبر 2024. يأتي ذلك، وسط تساؤلات متزايدة عن مدى استعداده لتنفيذ إصلاحات حقيقية تتيح له استعادة ثقة مواطنيه أولاً ثم المجتمع الدولي. وأبقت اللائحة الرمادية- التي تراقب عن كثب الدول المتعثرة في مواجهة غسل الأموال وتمويل الإرهاب- لبنان تحت مجهر التدقيق الصارم وفق تقرير FATF الصادر في حزيران/ يونيو 2025، بالرغم من تقديمه خطة إصلاحية تمتد حتى 2026 سعياً لتجاوز مكامن الخلل وإظهار التزامه بالمعايير العالمية. في هذا الإطار، أعلن مصرف لبنان توقيع اتفاقية مع شركة "K2 Integrity" الأميركية، في إطار جهوده للحد من الاقتصاد النقدي ومكافحة الأنشطة غير المشروعة. وتأتي الخطوة تأكيداً لالتزامه بالمعايير الدولية وسعيه للخروج من اللائحة الرمادية لمجموعة العمل المالي (FATF). هل يُحال الملف إلى هيئة الشراء العام؟ وفيما يُفترض أن تخضع التلزيمات التي يجريها مصرف لبنان لهيئة الشراء العام، يؤكّد رئيس الهيئة جان العلية في حديث إلى "النهار"، أن "الهيئة تقوم بعملها وفقاً لما يفرضه عليها القانون، وعند اكتمال جميع العناصر، يمكن تحديد ما إذا كان الملف المتعلق بالاتفاقية مع K2 Integrity سيخضع أم لا". ويضيف: "هناك تعاون كامل بين هيئة الشراء العام ومصرف لبنان، يسوده منتهى الإيجابية"، مشدّداً على أنّ "الهيئة باشرت بالإجراءات التي يفرضها عليها القانون في ما يتعلق بدراسة الاتفاقية". ويشير العلية إلى أن "عمليات الشراء التي يجريها مصرف لبنان خارج إطار إصدار النقد وطباعة العملة تخضع لقانون الشراء العام، وذلك وفقاً لأحكام المادة الثالثة من هذا القانون"، كاشفاً أن "المركزي ينشر عقوده على موقع الهيئة". وبحسب مصرف لبنان، فإن هذا التعاون مع "K2 Integrity" يُعتبر محطة محورية في جهود المركزي لاستعادة علاقاته السليمة مع المؤسسات الدولية والدول المانحة، لا سيما في ظل الانكماش الاقتصادي والمالي الذي يواجهه لبنان منذ عام 2019، وما رافقه من انهيار غير مسبوق في الثقة بالنظام المصرفي، نتيجة الأزمات المتراكمة وغياب الإصلاحات الهيكلية. "ثلاثة محاور أساسية"... الخبير الاقتصادي وليد أبو سليمان، يشدد في حديثٍ لـ"النهار" على أن "أهمية التعاقد تكمن في ثلاثة محاور أساسية: 1- إعادة بناء الثقة الخارجية: وجود جهة دولية ذات مصداقية كمستشار تقني يُعزز من ثقة المؤسسات الدولية وفرق التقييم التابعة لمجموعة FATF بأن هناك نية جدية لدى الدولة اللبنانية، وتحديداً مصرف لبنان، لسد الثغرات التقنية والتنظيمية التي أدت إلى إدراج لبنان على اللائحة الرمادية. 2- تعزيز أنظمة الامتثال والمراقبة: K2 ستعمل على تطوير إجراءات معرفة العميل (KYC)، مراقبة التحويلات المالية، ضبط عمليات المؤسسات الخاضعة لمصرف لبنان، وتحسين التعاون بين السلطات الرقابية والأمنية، وهو ما تطالب به مجموعة العمل المالي بشكل صريح. 3- الإعداد لعملية التقييم المقبلة: الدعم الذي ستقدمه K2 Integrity سيُساعد لبنان على إعداد تقارير التقدم الفني، وتحضير الملفات والأدلة المطلوبة لتقييم مدى التزامه بخطة العمل الموضوعة من قبل FATF. هذا التحضير يشكل عاملاً حاسماً في عملية الخروج من اللائحة الرمادية ضمن المهلة المحددة". ويستدرك كلامه بالقول: "ولكن، لا يكفي التعاقد وحده، فنجاح هذه الخطوة مرهون بالتنفيذ الجاد للتوصيات، واستقلالية القضاء، وضبط المؤسسات غير الملتزمة، خاصة تلك التي تشكّل نقاط ضعف في النظام المالي، كجمعيات أو مؤسسات خارجة عن الرقابة الرسمية". ويضيف أبو سليمان: "بكلام واضح، الرسالة التي يريد لبنان إيصالها عبر هذا التعاقد هي أن هناك تحوّلاً في الإرادة السياسية والمالية نحو الامتثال الدولي. ولكن ما سيحسم النتيجة هو سرعة التنفيذ، والشفافية، والقدرة على فرض القوانين بالتساوي على الجميع". "علامات استفهام"... على مقلبٍ آخر، يؤكد الخبير الاقتصادي خالد أبو شقرا، في تعليقٍ على هذه الاتفاقية، أن "اسم الشركة برز في لبنان قبل أشهر، حين تداولت وسائل الإعلام خبراً عن نية مصرف لبنان التعاقد معها، وهي فرع من شركة كرول العالمية المتخصصة في دراسة المخاطر المالية". ويشير في حديثٍ لـ"النهار" إلى أن "هذه الخطوة أثارت حينها علامات استفهام عدّة، إذ بادرت النائبة بولا يعقوبيان إلى تقديم طلب مساءلة للحكومة، بشأن أسباب التعاقد مع هذه الشركة تحديداً، ولماذا لم يُحَل الملف إلى هيئة الشراء العام لإجراء مناقصة تتيح لشركات أخرى تقديم عروضها". ويلفت أبو شقرا إلى أن "الحكومة لم تقدّم أي أجوبة واضحة، لا من وزارة المالية ولا من الوزارات المعنية الأخرى، على سؤال يعقوبيان في حينه"، متابعاً: "بدورها، نفت مصادر في مصرف لبنان إمكانية التعاقد مع تلك الشركة، باعتبار أن مشكلة تبييض الأموال في لبنان لا تقتصر على القطاع المصرفي، بل تشمل أيضاً قطاعات أخرى، مثل كتّاب العدل وتجار المجوهرات وسواهم". وفي سياق حديثه، يشرح أن "لبنان يستفيد حالياً من مساعدة تقنية مقدَّمة من جهة أوروبية شبه حكومية تُدعى EU Global Facility. وتُشرف هذه الجهة على تنفيذ سبع من أصل 11 توصية، وتحديداً من البند الثاني إلى الثامن، التي حددتها مجموعة العمل المالي (FATF) كشرط لإزالة اسم لبنان من اللائحة". ويُضيف أبو شقرا أن "هيئة التحقيق الخاصة تتولى متابعة البنود المتبقية، وهي البنود 1، 9، 10، 11، و12، نظراً لطابعها السري، وتسعى إلى معالجتها ضمن الإمكانيات المتاحة". مجموعة العمل المالي (انترنت). "أسئلة تتوجب توضيحاً"... وستتولى شركة "K2 Integrity"، بموجب الاتفاق مع "مصرف لبنان"، تقديم الدعم الفني والاستشاري المتخصص لمصرف لبنان، بهدف تطوير خطة عمل دقيقة، تتضمن إجراءات عملية لتحديد الثغرات في النظام المالي وسدّ الفجوات التنظيمية، بما يعيد بناء الثقة المحلية والدولية بالمؤسسات المصرفية اللبنانية. إلى ذلك، يطرح أبو شقرا عبر "النهار" تساؤلاً حول جدوى التعاقد مع هذه الشركة، "لا سيّما أن النائبة بولا يعقوبيان أشارت، في الكتاب الذي وجّهته إلى الحكومة، إلى أن كلفة التعاقد السنوية مع K2 Integrity تبلغ 4 ملايين دولار، ولمدة ثلاث سنوات، في وقت لم يصدر عن مصرف لبنان أي بيان يوضح لا الكلفة ولا المدة الزمنية للتعاقد". كما يطرح سؤالاً آخر: "ما هي كلفة التعاقد الفعلية مع هذه الشركة؟ ولأي مدة زمنية؟"، مشيراً إلى أن "مجموعة العمل المالي منحت لبنان مهلة حتى عام 2026 للخروج من اللائحة الرمادية، وإذا كان التعاقد مع الشركة الأميركية يمتد لثلاث سنوات، فما هو الدور الذي ستؤديه في السنتين الأخيرتين؟ والأهم، في أي نقاط تحديداً ستساعد لبنان؟". "إصلاحات مطلوبة"... وفي معرض حديثه عن الإصلاحات البنيوية المطلوبة، يُشدّد أبو شقرا على أن "مجموعة العمل المالي حدّدت 11 شرطاً، تتركز بمعظمها على مراقبة ومعالجة عدد من القطاعات، مثل كتّاب العدل، المحامين، وتجارة الأحجار الكريمة، بالإضافة إلى القطاع النقدي. ويُفترض تنفيذ هذه الشروط من خلال إدخال تعديلات تشريعية تُحدّ من التلاعب والأخطاء في هذه المجالات، عبر تشديد العقوبات وتطبيقها بصرامة، وتفعيل التنسيق بين الوزارات والإدارات المعنية، من وزارة العدل إلى وزارة المالية، ووحدة التحقيق الخاصة، وهيئات الرقابة المصرفية". ويتابع في حديثه إلى "النهار": "هناك أيضاً إصلاحات أخرى مطلوبة، مثل الحدّ من الاقتصاد النقدي، وإجراء إصلاحات وتدقيقات في القطاع المصرفي، وهي من بين مطالب صندوق النقد الدولي، وتُساهم في الحدّ من عمليات تبييض الأموال وتمويل الإرهاب في لبنان". مع وجود عهد جديد، يبقى ألا تطول الطريق أمام لبنان لاستعادة مكانته المالية والاقتصادية، الذي يتطلب قبل كل شيء إرادة سياسية صادقة لتنفيذ الإصلاحات المطلوبة وتطبيق القوانين بحزم وشفافية


بيروت نيوز
١٩-٠٧-٢٠٢٥
- بيروت نيوز
خطوة لاخراج لبنان من اللائحة الرمادية
في تشرين الأول الماضي، وضعت مجموعة العمل المالي لمكافحة تبييض الأموال وتمويل الإرهاب لبنان على لائحة الدول الخاضعة للمراقبة المشددة، المعروفة بـ'اللائحة الرمادية'، وذلك بعد أن رصدت ثغرات في نظام مكافحة تبييض الأموال وتمويل الإرهاب في البلاد. وقد اتفقت المجموعة مع السلطات اللبنانية على تنفيذ عشرة إجراءات أساسية لإزالة اسم لبنان من هذه اللائحة، وبدأت الحكومة بالفعل باتخاذ خطوات في هذا الاتجاه. إلا أن التقدّم حتى شهر حزيران لم يكن كافيًا، ما دفع بالاتحاد الأوروبي، في 10 حزيران الماضي، إلى إدراج لبنان على لائحة الدول عالية المخاطر. وفي هذا السياق، وقّع مصرف لبنان اتفاقية تعاون مع شركة K2 Integrity الأميركية. فما الهدف من هذه الخطوة؟ الخبير الاقتصادي الدكتور نسيب غبريال أوضح أن 'هدف الحكومة هو إخراج لبنان من اللائحة الرمادية بحلول تشرين الأول المقبل، أي بالتزامن مع الاجتماع الدوري المقبل لمجموعة العمل المالي'. وأشار إلى أن 'الاتفاق مع شركة K2 Integrity تم عبر مصرف لبنان، وهو ما سيُعزز من قدرات المصرف في هذا المجال، إذ إن الشركة تتمتع بخبرة واسعة في التحقيق في الجرائم المالية وقضايا الامتثال، وستساعد المصرف في اتخاذ إجراءات ضمن صلاحياته لمعالجة الثغرات القائمة'. وشدّد غبريال على أن 'توقيع الاتفاق مع K2 Integrity لا يعني تلقائيًا إزالة لبنان من اللائحة الرمادية، بل يُعتبر خطوة داعمة ضمن مسار طويل يتطلب تعاونًا أوسع. إذ تقع مسؤوليات أخرى على عاتق السلطات القضائية والتنفيذية والأمنية، التي يجب أن تعمل على تنفيذ الإجراءات المتفق عليها، مثل تسريع التحقيقات، إصدار الأحكام القضائية بسرعة، توعية بعض القطاعات حول مخاطر تبييض الأموال وتمويل الإرهاب، مراقبة الجمعيات غير الحكومية ذات المخاطر العالية، ومصادرة الأموال المهرّبة عبر الحدود، وغيرها من الخطوات الأساسية'. وختم غبريال بالقول: 'هناك الكثير من العمل الذي لا يزال أمامنا، وتشرين الأول ليس ببعيد، ما يفرض على السلطات اللبنانية الإسراع في تنفيذ ما تبقى من التزاماتها. توقيع الاتفاقية اليوم يُعدّ خطوة في الاتجاه الصحيح، لكنه ليس بديلاً عن الجهد المتكامل المطلوب'.