
نقص البروتين في النظام النباتي: الخطر الخفي على حرق الدهون عند النساء
معدل الأيض هو عدد السعرات الحرارية التي يحرقها الجسم يوميًا للحفاظ على وظائفه الحيوية، مثل التنفس، الدورة الدموية، والهضم. وكلما كان هذا المعدل أعلى، زادت قدرة الجسم على حرق الدهون وتحويل الطعام إلى طاقة. ويُعد البروتين أحد أهم العوامل التي تُسهم في رفع معدل الأيض، ليس فقط لأنه يحتاج إلى طاقة أكبر لهضمه مقارنة بالدهون أو الكربوهيدرات، بل لأنه أيضًا يبني ويحافظ على الكتلة العضلية، وهي المفتاح الأساسي لأي عملية حرق فعالة.
في النظام النباتي، يتم تجنّب مصادر البروتين الحيواني مثل اللحوم، الدواجن، البيض، والأسماك، وهي مصادر غنية بالبروتين الكامل الذي يحتوي على جميع الأحماض الأمينية الأساسية. بالمقابل، تعتمد النساء النباتيات على مصادر نباتية مثل البقوليات، العدس، الحمص، الفول، التوفو، المكسرات، والبذور. ورغم أن هذه الأطعمة تحتوي على بروتين، فإن معظمها يفتقر إلى بعض الأحماض الأمينية الضرورية، ما يجعل من الصعب الحصول على الكمية الكافية والجودة المطلوبة لبناء العضلات ودعم الأيض.
وقد أظهرت دراسات أن النساء النباتيات، خصوصًا من يتبعن نظامًا نباتيًا صارمًا، هنّ أكثر عرضة للإصابة بـ نقص البروتين، خاصة إذا لم يكن النظام الغذائي متنوعًا ومخططًا بشكل مدروس. يؤدي هذا النقص إلى ضعف الكتلة العضلية، والشعور بالإرهاق، وتباطؤ التمثيل الغذائي، وهو ما ينعكس على ثبات الوزن أو حتى زيادته رغم تقليل السعرات الحرارية.
عندما لا تحصل المرأة على كفايتها من البروتين، يبدأ الجسم في استخدام العضلات كمصدر للطاقة، ما يؤدي إلى فقدان الكتلة العضلية تدريجيًا. ولأن العضلات هي المحرك الأساسي لحرق السعرات الحرارية، فإن انخفاضها ينعكس مباشرة على بطء الأيض. كما أن انخفاض البروتين يؤدي إلى خلل في إنتاج الإنزيمات والهرمونات التي تتحكم في التمثيل الغذائي، ما يزيد من حدة المشكلة.
إضافةً إلى ذلك، تعاني العديد من النساء النباتيات من نقص الحديد وفيتامين B12، وهما عنصران ضروريان لإنتاج الطاقة وتحفيز الأيض. ومع نقص هذه العناصر، تتراكم الأعراض مثل التعب المزمن، شحوب البشرة، وضعف التركيز، ما قد يُعزز نمط حياة خامل يقلل من الحركة والنشاط، ويزيد من صعوبة خسارة الوزن.
للتغلب على هذه التحديات، تحتاج النساء النباتيات إلى تخطيط مدروس لوجباتهن اليومية، مع التركيز على تنويع مصادر البروتين النباتية لضمان الحصول على جميع الأحماض الأمينية الأساسية. يمكن تحقيق ذلك من خلال الجمع بين البقوليات والحبوب في الوجبة الواحدة، مثل تناول العدس مع الأرز أو الحمص مع خبز القمح الكامل، وهو ما يُكمل القيمة الغذائية للبروتين. كما يُنصح بإدخال مصادر بروتين نباتي عالية الجودة مثل التوفو، الإدامامي، والكينوا، لما تحتويه من تركيبة متوازنة من الأحماض الأمينية. وفي الحالات التي يصعب فيها تلبية الاحتياجات اليومية من البروتين عبر الطعام فقط، يمكن اللجوء إلى مكملات البروتين النباتي مثل بروتين البازلاء أو الأرز البني. ولا يقل عن ذلك أهمية إجراء فحوصات دورية للكشف عن نقص الحديد أو فيتامين B12، وتعويضهما بالمكملات المناسبة عند الحاجة، لتفادي تأثير نقصهما على الطاقة والأيض. وأخيرًا، تُعدّ ممارسة تمارين المقاومة أو رفع الأثقال بشكل منتظم خطوة ضرورية للحفاظ على الكتلة العضلية، والتي تُعد المحرك الأساسي لمعدل الأيض، وبالتالي تساعد على تعزيز عملية الحرق واستقرار الوزن.
إنّ النظام النباتي قد يكون خيارًا صحيًا ممتازًا للمرأة، لكنه يتطلب وعيًا غذائيًا عاليًا لتجنب نقص العناصر المهمة، وعلى رأسها البروتين. إن بطء الأيض لدى النساء النباتيات ليس أمرًا حتميًا، بل هو قابل للتصحيح من خلال نظام متوازن، غني بالبروتين، ومصحوب بأسلوب حياة نشط. الاهتمام بالتغذية الذكية ليس رفاهية، بل هو مفتاح لصحة مستدامة وحيوية تدوم مدى الحياة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صدى البلد
منذ 3 ساعات
- صدى البلد
وداعا الالتهاب المزمن.. دراسة تكشف سرا عن استعادة بروتين مفقود
كشفت دراسة حديثة نُشرت في دورية "نيتشر" العلمية عن تقدم واعد في علاج الالتهاب المزمن، الذي يُعاني منه ملايين الأشخاص حول العالم، ويرتبط بعدد من الأمراض الخطيرة مثل التهاب المفاصل، التهاب القولون التقرحي، والسمنة. بروتين مفقود المفتاح للقضاء على الالتهاب المزمن وقد نجح الباحثون في استعادة بروتين معين داخل الخلايا يُعرف باسم "WSTF"، تبين أنه يختفي خلال حالات الالتهاب المزمن، ما يؤدي إلى استمرار نشاط الجهاز المناعي بشكل مفرط. وتوصلت الدراسة إلى بعض الحضائق، وفقا لما نقلته وكالة "رويترز"، ومنها: ـ البروتين WSTF يلعب دورًا محوريًا في تنظيم الجينات المرتبطة بالالتهاب. ـ عند اختفائه، تستمر الخلايا في حالة التهابية مزمنة تُتلف الأنسجة والأعضاء. ـ استعادة هذا البروتين أوقفت الالتهاب المزمن دون التأثير على قدرة الجسم في الاستجابة للعدوى والإصابات العابرة (الالتهاب الحاد). طور الباحثون دواءً تجريبيًا يحمي البروتين من التحلل داخل الخلايا، وأظهر الدواء نتائج إيجابية في نماذج فئران مصابة بالكبد الدهني والتهاب المفاصل. كما أثبت فعاليته في تقليل الالتهاب المزمن في خلايا الركبة التي أُخذت من مرضى خضعوا لجراحة استبدال مفصل. بروتين مفقود المفتاح للقضاء على الالتهاب المزمن دليل من الأنسجة البشرية كشفت فحوصات الأنسجة أن البروتين WSTF غائب تمامًا من أكباد مرضى الكبد الدهني، بينما كان موجودًا لدى الأشخاص الأصحاء، وهذا يعزز الدور الحيوي للبروتين في السيطرة على الالتهاب طويل الأمد. وقال الدكتور شينشون دو، الباحث بمستشفى ماساتشوستس العام: "الأمراض الالتهابية المزمنة تُسبب معاناة هائلة وقد تُفضي إلى الوفاة، ورغم التقدم، ما زلنا نجهل الكثير عن أسبابها وآلياتها". بروتين مفقود المفتاح للقضاء على الالتهاب المزمن وأضاف دو، إلى أن "نتائج الدراسة تمثل خطوة كبيرة نحو التفريق بين الالتهاب الحاد والمزمن، وتفتح أبوابًا جديدة لعلاج الالتهابات المرتبطة بالشيخوخة والأمراض المزمنة". وتشير الدراسة بعلاج جديد قد يغيّر قواعد التعامل مع الالتهاب المزمن، ويُقلّل من معاناة المرضى حول العالم، خاصة في ظل انتشار الأمراض المزمنة المرتبطة بالعمر ونمط الحياة.

القناة الثالثة والعشرون
منذ 8 ساعات
- القناة الثالثة والعشرون
احذروا الإفراط في تناول اللحوم الحمراء.. ما السبب؟
رغم أهمية البروتين في تعزيز المناعة والحفاظ على كتلة العضلات، إلا أن مصدر هذا البروتين قد يكون عاملًا حاسمًا في التأثير على الصحة، بحسب ما يؤكده الخبراء. ويحذّر مختصون من أن تناول كميات كبيرة من اللحوم الحمراء، مثل: لحم البقر، والضأن، والخنزير، والماعز، قد يزيد من خطر الإصابة بأمراض مزمنة، مثل: السرطان، وأمراض القلب، والسكري من النوع الثاني. وتُصنّف منظمة أبحاث السرطان في المملكة المتحدة اللحوم الحمراء على أنها "محتملة التسبب في السرطان"، خاصة سرطان الأمعاء. كما أدرجتها الوكالة الدولية لأبحاث السرطان (IARC) ضمن المجموعة 2A، وهي فئة تشمل المواد التي يُعتقد أنها مسرطنة بناءً على أدلة علمية قوية، دون الإشارة إلى عدد الحالات التي قد تسببها فعليًا. وفي دراسة واسعة أُجريت، العام 2020، على أكثر من نصف مليون شخص في المملكة المتحدة على مدى 7 سنوات، وُجد أن الذين تناولوا حوالي 79 غرامًا يوميًا من اللحوم الحمراء أو المصنعة كانوا أكثر عرضة للإصابة بسرطان الأمعاء بنسبة 32% مقارنة بمن تناولوا أقل من 11 غرامًا. وفي سياق آخر، كشف تحليل تلوي شمل بيانات من 31 دراسة، عن وجود صلة واضحة بين استهلاك اللحوم الحمراء وزيادة خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني. وورغم هذه التحذيرات، يؤكد الخبراء أنه لا يزال بالإمكان تلبية احتياجات الجسم من البروتين من خلال مصادر أخرى أكثر أمانًا. إذ توصي هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية (NHS) بالاعتماد على بدائل صحية، مثل: اللحوم البيضاء، أو البروتينات البحرية، أو مصادر نباتية. وبحسب صحيفة "ميرور" البريطانية، إليك أبرز البدائل الموصى بها: • الدجاج • الديك الرومي • السمك الأبيض مثل القد والحدوق • الروبيان • السلطعون • البيض • الفاصوليا والبقوليات وتشدد التوصيات على ضرورة تقليل استهلاك اللحوم الحمراء، واختيار القطع القليلة الدسم إن لزم الأمر، وذلك ضمن نمط غذائي متوازن يدعم صحة القلب والأمعاء، ويقلل من احتمالات الإصابة بالأمراض المزمنة. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News


الديار
منذ 17 ساعات
- الديار
نقص البروتين في النظام النباتي: الخطر الخفي على حرق الدهون عند النساء
في ظل التوجّه المتزايد نحو الأنظمة النباتية لأسباب صحية أو بيئية أو أخلاقية، برزت تحديات جديدة أمام النساء اللاتي يتبعن هذا النمط الغذائي، من أبرزها انخفاض استهلاك البروتين وتأثيره المباشر في معدل الأيض (التمثيل الغذائي). فرغم الفوائد العديدة للنظام النباتي، فإن سوء التخطيط الغذائي أو نقص بعض العناصر، خاصة البروتين، قد يؤدي إلى تباطؤ في عملية الحرق، ضعف الطاقة، وتثبيت الوزن، بل وحتى مشاكل صحية متقدمة على المدى الطويل. معدل الأيض هو عدد السعرات الحرارية التي يحرقها الجسم يوميًا للحفاظ على وظائفه الحيوية، مثل التنفس، الدورة الدموية، والهضم. وكلما كان هذا المعدل أعلى، زادت قدرة الجسم على حرق الدهون وتحويل الطعام إلى طاقة. ويُعد البروتين أحد أهم العوامل التي تُسهم في رفع معدل الأيض، ليس فقط لأنه يحتاج إلى طاقة أكبر لهضمه مقارنة بالدهون أو الكربوهيدرات، بل لأنه أيضًا يبني ويحافظ على الكتلة العضلية، وهي المفتاح الأساسي لأي عملية حرق فعالة. في النظام النباتي، يتم تجنّب مصادر البروتين الحيواني مثل اللحوم، الدواجن، البيض، والأسماك، وهي مصادر غنية بالبروتين الكامل الذي يحتوي على جميع الأحماض الأمينية الأساسية. بالمقابل، تعتمد النساء النباتيات على مصادر نباتية مثل البقوليات، العدس، الحمص، الفول، التوفو، المكسرات، والبذور. ورغم أن هذه الأطعمة تحتوي على بروتين، فإن معظمها يفتقر إلى بعض الأحماض الأمينية الضرورية، ما يجعل من الصعب الحصول على الكمية الكافية والجودة المطلوبة لبناء العضلات ودعم الأيض. وقد أظهرت دراسات أن النساء النباتيات، خصوصًا من يتبعن نظامًا نباتيًا صارمًا، هنّ أكثر عرضة للإصابة بـ نقص البروتين، خاصة إذا لم يكن النظام الغذائي متنوعًا ومخططًا بشكل مدروس. يؤدي هذا النقص إلى ضعف الكتلة العضلية، والشعور بالإرهاق، وتباطؤ التمثيل الغذائي، وهو ما ينعكس على ثبات الوزن أو حتى زيادته رغم تقليل السعرات الحرارية. عندما لا تحصل المرأة على كفايتها من البروتين، يبدأ الجسم في استخدام العضلات كمصدر للطاقة، ما يؤدي إلى فقدان الكتلة العضلية تدريجيًا. ولأن العضلات هي المحرك الأساسي لحرق السعرات الحرارية، فإن انخفاضها ينعكس مباشرة على بطء الأيض. كما أن انخفاض البروتين يؤدي إلى خلل في إنتاج الإنزيمات والهرمونات التي تتحكم في التمثيل الغذائي، ما يزيد من حدة المشكلة. إضافةً إلى ذلك، تعاني العديد من النساء النباتيات من نقص الحديد وفيتامين B12، وهما عنصران ضروريان لإنتاج الطاقة وتحفيز الأيض. ومع نقص هذه العناصر، تتراكم الأعراض مثل التعب المزمن، شحوب البشرة، وضعف التركيز، ما قد يُعزز نمط حياة خامل يقلل من الحركة والنشاط، ويزيد من صعوبة خسارة الوزن. للتغلب على هذه التحديات، تحتاج النساء النباتيات إلى تخطيط مدروس لوجباتهن اليومية، مع التركيز على تنويع مصادر البروتين النباتية لضمان الحصول على جميع الأحماض الأمينية الأساسية. يمكن تحقيق ذلك من خلال الجمع بين البقوليات والحبوب في الوجبة الواحدة، مثل تناول العدس مع الأرز أو الحمص مع خبز القمح الكامل، وهو ما يُكمل القيمة الغذائية للبروتين. كما يُنصح بإدخال مصادر بروتين نباتي عالية الجودة مثل التوفو، الإدامامي، والكينوا، لما تحتويه من تركيبة متوازنة من الأحماض الأمينية. وفي الحالات التي يصعب فيها تلبية الاحتياجات اليومية من البروتين عبر الطعام فقط، يمكن اللجوء إلى مكملات البروتين النباتي مثل بروتين البازلاء أو الأرز البني. ولا يقل عن ذلك أهمية إجراء فحوصات دورية للكشف عن نقص الحديد أو فيتامين B12، وتعويضهما بالمكملات المناسبة عند الحاجة، لتفادي تأثير نقصهما على الطاقة والأيض. وأخيرًا، تُعدّ ممارسة تمارين المقاومة أو رفع الأثقال بشكل منتظم خطوة ضرورية للحفاظ على الكتلة العضلية، والتي تُعد المحرك الأساسي لمعدل الأيض، وبالتالي تساعد على تعزيز عملية الحرق واستقرار الوزن. إنّ النظام النباتي قد يكون خيارًا صحيًا ممتازًا للمرأة، لكنه يتطلب وعيًا غذائيًا عاليًا لتجنب نقص العناصر المهمة، وعلى رأسها البروتين. إن بطء الأيض لدى النساء النباتيات ليس أمرًا حتميًا، بل هو قابل للتصحيح من خلال نظام متوازن، غني بالبروتين، ومصحوب بأسلوب حياة نشط. الاهتمام بالتغذية الذكية ليس رفاهية، بل هو مفتاح لصحة مستدامة وحيوية تدوم مدى الحياة.