logo
غزة تموت جوعا.. فأين ضمائركم؟!

غزة تموت جوعا.. فأين ضمائركم؟!

الجزيرةمنذ 3 أيام
في مشهد يجسد أبشع صور الإجرام والإبادة الصامتة التي يرتكبها الاحتلال "الإسرائيلي"، تتصاعد التحذيرات من داخل قطاع غزة وخارجه بشأن تدهور الأوضاع الصحية نتيجة الجوع الذي بات سلاحا فتاكا بيد الاحتلال "الإسرائيلي" لإخضاع المقاومة والسكان.
تسجل المستشفيات ارتفاعا غير مسبوق في حالات الإعياء الشديد، بينما أكدت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا أن العالم يقف شاهدا صامتا على واحدة من أكثر الفصول دموية ومهانة في التاريخ الإنساني الحديث، في مأساة جماعية تتكشف فصولها في قطاع غزة، حيث يُقتل الجوعى في طوابير المساعدات، ويُحاصر الأطفال والنساء والشيوخ بالموت البطيء، وتتراكم جثثهم أمام الشاحنات بدلا من أن يتلقوا سلال الغذاء.
الجوعى المتكدسون في طوابير طويلة يتعرضون لإطلاق نار مباشر، في مشهد يومي مأساوي لم يحرك ساكنا في ضمائر العالم، على الرغم من توثيقه ونشر بعض تسجيلاته
أكدت المنظمة أن المجاعة المفروضة حاليا على قطاع غزة ليست ناتجة عن ظروف طبيعية، بل هي سياسة متعمدة وممنهجة، تشكل فصلا من فصول جريمة الإبادة الجماعية وإذلال شعب بأكمله.
وأشارت المنظمة إلى أن عدد الضحايا الذين قُتلوا أثناء محاولتهم الحصول على الغذاء تجاوز 875 مدنيا منذ 27 مايو/أيار، من بينهم عشرات النساء والأطفال.
وأضافت أن الجوعى المتكدسين في طوابير طويلة يتعرضون لإطلاق نار مباشر، في مشهد يومي مأساوي لم يحرك ساكنا في ضمائر العالم، على الرغم من توثيقه ونشر بعض تسجيلاته.
هذا الصمت والشلل والإحجام عن اتخاذ أي إجراء حاسم، شجع كل ذلك حكومة نتنياهو على اتخاذ مزيد من الإجراءات القمعية، من خلال منع إدخال المواد الغذائية والطبية بشكل كامل، مما أدى إلى حرمان الأطفال والنساء والعائلات من أبسط مقومات الحياة، ونتج عنه وفيات مباشرة.
وأشارت المنظمة إلى أن ذلك يتم عبر ما يسمى "مؤسسة غزة الإنسانية" (GHF)، التي أوكل إليها الاحتلال، بدعم أميركي صريح، مهمة توزيع المساعدات بدلا من الأمم المتحدة ووكالاتها، في خطة وصفتها الأمم المتحدة نفسها بأنها "بديل ساخر" و"مدمر لمبادئ العمل الإنساني".
إعلان
هذه المؤسسة، التي تدير أربع نقاط توزيع تتحول يوميا إلى ساحات إعدام ميداني، حيث يتم إطلاق الرصاص على الجموع في مشاهد تحاكي، بل وتفوق، الدراما الخيالية السوداء "ألعاب الجياع" في أحلك تجارب القمع.
استمرار هذا الوضع دون مواجهة حقيقية من دول العالم، يعني أن المجتمع الدولي في أسوأ حالاته من العجز والخرس الأخلاقي، وأن كل البيانات الصادرة مهما بدت قوية، هي والعدم سواء
وقد تأكد للمجتمع الدولي أن مسؤولي هذه المؤسسة والمتعاقدين معها، بمن فيهم شركات أمنية خاصة أميركية، هم شركاء مباشرون في فرض هذا الواقع الدموي.
وأوضحت المنظمة أن فشل الأمم المتحدة في حماية النظام الإنساني، وخضوعها لإقصاء وكالاتها لصالح جهات متورطة في الانتهاكات، يمثلان عارا دوليا مدويا، ويكشفان عن مدى تدهور القيم الأخلاقية.
أما الولايات المتحدة، فقد أظهرت في هذا الملف تبعية عمياء لا تقتصر على الصمت، بل تتعداه إلى التبرير والدعم المالي والعسكري والسياسي، وتوفير الغطاء لكل ما تقوم به إسرائيل على الأرض، بما في ذلك عسكرة توزيع الغذاء وقتل المحتاجين إليه.
وأكدت المنظمة أن استمرار هذا الوضع دون مواجهة حقيقية من دول العالم، يعني أن المجتمع الدولي في أسوأ حالاته من العجز والخرس الأخلاقي، وأن كل البيانات الصادرة عن المنظمات والهيئات، مهما بدت قوية، هي والعدم سواء، حيث لا تُطعم جائعا ولا تحمي من رصاص.
وجهت المنظمة نداء مفتوحا إلى شعوب العالم، ولا سيما شعوب الجنوب العالمي، وإلى الدول التي لم تشترَ مواقفها في سوق النفاق السياسي الدولي، من جنوب أفريقيا إلى أيرلندا، وتشيلي، والبرازيل، بألا تكتفي بالإدانة الأخلاقية، بل تتحرك بخطوات ملموسة على المستويين: القانوني والدبلوماسي.
فما يجري في غزة من تجويع جماعي وقتل ميداني أمام شاحنات المساعدات لا يمكن تركه للمناشدات وحدها، بل يتطلب إجراءات سيادية تبدأ بسحب السفراء، وتجميد العلاقات، وتكوين كيانات دولية فاعلة قادرة على كسر هذا الحصار، وإنقاذ مئات الآلاف من الموت جوعا.
وناشدت المنظمة النقابات والاتحادات المهنية والطلابية والأكاديمية حول العالم بتعظيم الجهود والضغط على حكوماتهم لاتخاذ الإجراءات اللازمة التي تؤدي إلى إدخال الغذاء والدواء بإشراف الأمم المتحدة دون أي شروط مسبقة.
دعت المنظمة الشعوب العربية والإسلامية إلى الضغط على الأنظمة الرسمية التي تلتزم صمتا مطبقا إزاء الأحداث الجارية، فلا مؤتمرات تُعقد ولا بيانات تُصدر للتنديد بهذه الجرائم المستمرة، إن جريمة التجويع المرتكبة تستلزم التفكير بشكل استثنائي لمواجهة هذه الجريمة غير المسبوقة.
يجب على الدول الأعضاء في الجمعية العامة عقد جلسة خاصة طارئة، ليس في نيويورك، بل على الحدود مع قطاع غزة في مدينة رفح المصرية، لاتخاذ قرارات وتدابير عجز مجلس الأمن عن اتخاذها، والشروع في تحرك قانوني لمحاكمة الاحتلال على جرائمه بحق شعب أعزل محاصر.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

إدارة ترامب تخفف انتقاداتها الحقوقية لإسرائيل ودول صديقة
إدارة ترامب تخفف انتقاداتها الحقوقية لإسرائيل ودول صديقة

الجزيرة

timeمنذ 5 دقائق

  • الجزيرة

إدارة ترامب تخفف انتقاداتها الحقوقية لإسرائيل ودول صديقة

أجرت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تغييرات كبيرة على تقرير رئيسي للحكومة الأميركية عن حقوق الإنسان في أنحاء العالم، إذ خففت بشكل ملحوظ انتقاداتها لبعض الدول التي ترتبط بشراكة قوية مع ترامب مثل إسرائيل والسلفادور. وأطلقت وزارة الخارجية الأميركية في تقريرها السنوي لحقوق الإنسان لعام 2024 تحذيرا بشأن تراجع حرية التعبير في أوروبا، وصعّدت انتقاداتها للبرازيل وجنوب أفريقيا اللتين تصادقهما واشنطن بشأن مجموعة من القضايا. وبدا أن أي انتقاد للحكومات بشأن تعاملها مع حقوق الشواذ جنسيا، التي ظهرت في التقارير الصادرة خلال إدارة الرئيس السابق جو بايدن، قد حُذف إلى حد كبير. وأشارت واشنطن إلى غزو روسيا لأوكرانيا بشكل رئيسي باسم " الحرب الروسية الأوكرانية"، وكان الجزء المخصص لإسرائيل في التقرير أقصر بكثير من إصدار العام الماضي ولم يتضمن أي ذكر للأزمة الإنسانية الحادة في قطاع غزة أو عدد الشهداء هناك. وقال مسؤولون حكوميون رفضوا الكشف عن هوياتهم إن صدور التقرير تأخر لأشهر، إذ أجرى مسؤولون معينون من قبل ترامب تعديلات جوهرية على مسودة سابقة لوزارة الخارجية لتتماشى بشكل كبير مع قيم "أميركا أولا"، وأضاف التقرير فئات جديدة مثل "الحياة" و"الحرية" و"الأمن الشخصي". وفيما يتعلق بالسلفادور، ذكر التقرير أنه "لم ترد تقارير موثوقة عن انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان"، في تناقض صارخ مع تقرير عام 2023 والذي أشار إلى "مشكلات كبيرة في مجال حقوق الإنسان"، وسرد تقارير موثوقة عن عمليات قتل غير قانونية أو تعسفية وتعذيب وظروف قاسية في السجون تشكل تهديدا للحياة. وتعززت العلاقات الثنائية بين واشنطن والسلفادور منذ تولي ترامب منصبه، حيث رحّلت الإدارة الأميركية أشخاصا إلى السلفادور بمساعدة الرئيس نجيب أبو كيلة الذي تتلقى بلاده 6 ملايين دولار من الولايات المتحدة لإيواء المهاجرين في سجن ضخم شديد الحراسة. وتخلت إدارة ترامب عن النهج الأميركي التقليدي في الترويج للديمقراطية وحقوق الإنسان، معتبرة ذلك تدخلا في شؤون الدول الأخرى، لكنها في الوقت نفسه تنتقد البلدان بشكل انتقائي بما يتماشى مع سياستها الأشمل تجاه كل دولة بعينها. وتم إعداد تقرير هذا العام بعد عملية تجديد شاملة للوزارة، شملت فصل مئات الأشخاص، كثير منهم من مكتب الديمقراطية وحقوق الإنسان والعمل التابع للوزارة، والذي يتولى زمام المبادرة في كتابة التقرير. وفي أبريل/نيسان الماضي، كتب وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو مقال رأي قال فيه إن المكتب أصبح منبرا "للنشطاء اليساريين"، مشيرا إلى أن إدارة ترامب ستعيد توجيه المكتب للتركيز على "القيم الغربية".

نتنياهو يلوح مجددا بتهجير الفلسطينيين وجنوب السودان وجهة مقترحة
نتنياهو يلوح مجددا بتهجير الفلسطينيين وجنوب السودان وجهة مقترحة

الجزيرة

timeمنذ 36 دقائق

  • الجزيرة

نتنياهو يلوح مجددا بتهجير الفلسطينيين وجنوب السودان وجهة مقترحة

أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مساء الثلاثاء أن إسرائيل "ستسمح" لسكان قطاع غزة الذين يريدون الفرار من الحرب المستمرة بالمغادرة إلى الخارج، في حين تجري إسرائيل محادثات لتهجير فلسطينيي قطاع غزة إلى جنوب السودان. وقال نتنياهو، في مقابلة مع قناة "آي 24" الإسرائيلية، إنه يريد تحقيق رؤية الرئيس الأميركي دونالد ترامب المتمثلة في نقل جزء كبير من سكان غزة من خلال ما سماها بـ"الهجرة الطوعية". وأضاف نتنياهو "أعتقد أن الشيء الصائب، حتى وفقًا لقوانين الحرب كما أعرفها، هو السماح للسكان بالمغادرة، ثم تدخل بكل قوتك ضد العدو الذي يبقى هناك". وأوضح "نمنح سكان غزة الفرصة لمغادرة مناطق القتال في المقام الأول، ومغادرة القطاع عموما، إذا رغبوا في ذلك"، مشيرا بهذا الصدد إلى مغادرة لاجئين خلال الحروب في سوريا وأوكرانيا و أفغانستان. وأشار نتنياهو إلى أن "إسرائيل تتحدث إلى العديد من الدول التي يمكن أن تكون مضيفة، وعلى جميع من يبدون قلقهم على الفلسطينيين ويريدون مساعدتهم أن يفتحوا أبوابهم لهم". وكانت دعوات سابقة لترحيل الغزيين إلى خارج القطاع بما فيها التي أطلقها ترامب، أثارت مخاوف لدى الفلسطينيين، واستدعت إدانات دولية. وكان نتنياهو قد صرح في وقت سابق بأن حكومته تعمل على إيجاد دول ثالثة تستقبل سكان قطاع غزة، وذلك عقب اقتراح ترامب تهجيرهم وتطوير القطاع كوجهة سياحية. ودعا وزراء اليمين المتطرف في ائتلاف نتنياهو إلى رحيل "طوعي" لفلسطينيي غزة. وفي سياق متصل، تجري إسرائيل محادثات مع جنوب السودان بشأن إمكانية تهجير فلسطينيين من قطاع غزة إلى أراضيها. وأكد 6 أشخاص مطلعين على الأمر هذه المحادثات لوكالة أسوشيتد برس، دون أن يتضح بعد مدى التقدّم في هذه المفاوضات. وامتنعت وزارة الخارجية الإسرائيلية عن التعليق، ولم يرد وزير خارجية جنوب السودان على أسئلة حول هذه المفاوضات. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية إن الوزارة لا تعلق على المحادثات الدبلوماسية الخاصة. وقال جو سلافِك، مؤسس شركة ضغط أميركية تعمل مع جنوب السودان، إنه أُبلغ من قبل مسؤولين في جنوب السودان بهذه المحادثات، مضيفا أن وفدًا إسرائيليا يخطط لزيارة البلاد لبحث إمكانية إنشاء مخيمات للفلسطينيين هناك، دون تحديد موعد معروف للزيارة. وأشار إلى أن إسرائيل قد تدفع تكاليف هذه المخيمات المؤقتة. وقال مسؤولان مصريان لوكالة أسوشيتد برس إنهما على علم منذ أشهر بمحاولات إسرائيل إيجاد دولة تقبل الفلسطينيين بما في ذلك تواصلها مع جنوب السودان، مضيفين أنهما ضغطا على جنوب السودان لرفض قبولهم. وتعترض مصر بشدة على أي خطط لنقل الفلسطينيين خارج قطاع غزة خوفًا من تدفق اللاجئين إلى أراضيها. وكانت أسوشيتد برس قد أوردت سابقًا أن إسرائيل والولايات المتحدة أجرتا محادثات مماثلة مع السودان و الصومال ، وكذلك مع إقليم "أرض الصومال" الانفصالي، لكن لا يُعرف ما آلت إليه تلك المباحثات. وأي مسعى بالنسبة للفلسطينيين لإجبارهم على مغادرة أراضيهم سيُعيد إلى الأذهان ذكرى النكبة عام 1948. وقد رفض الفلسطينيون ومنظمات حقوق الإنسان ومعظم المجتمع الدولي هذه المقترحات، واعتبروها مخططًا للتهجير القسري في انتهاك للقانون الدولي.

العراق ردا على الانتقادات الأميركية: الاتفاق الأمني مع إيران لضبط الحدود
العراق ردا على الانتقادات الأميركية: الاتفاق الأمني مع إيران لضبط الحدود

الجزيرة

timeمنذ 2 ساعات

  • الجزيرة

العراق ردا على الانتقادات الأميركية: الاتفاق الأمني مع إيران لضبط الحدود

رد العراق في وقت مبكر من صباح اليوم الأربعاء على انتقاد المتحدثة باسم الخارجية الأميركية الاتفاق الأمني الذي وقعه مع إيران ، وأكد أن هذا الاتفاق يأتي في إطار التعاون الثنائي لحفظ الأمن وضبط الحدود. وقالت سفارة العراق في واشنطن إن العراق دولة ذات سيادة كاملة وليس تابعا لسياسة أي دولة ويتمتع بعلاقات صداقة وتعاون مع عدد كبير من البلدان، وله الحق في إبرام اتفاقات ومذكرات تفاهم وفقا لأحكام دستوره وقوانينها. وكانت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية تامي بروس أعربت مساء أمس الثلاثاء عن رفضها لمذكرة التفاهم الأمنية التي وقعها العراق مع إيران مؤخرا، مؤكدة معارضتها لأي تشريع يتقاطع مع أهداف الولايات المتحدة ويتناقض مع جهود تعزيز المؤسسات الأمنية القائمة في العراق. ووقّع مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي والأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني أول أمس الاثنين مذكرة تفاهم مشتركة تتعلق بالتنسيق الأمني للحدود المشتركة بين البلدين بحضور رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني. وفي مؤتمر صحفي ببغداد، أكد لاريجاني أن توقيع مذكرة تفاهم أمنية مع العراق هدفها عدم ترك مجال للآخرين للإخلال بأمن البلدين، وأشار إلى أن الشعب العراقي شجاع وليس بحاجة إلى فرض إملاءات عليه. وتأتي زيارة لاريجاني إلى بغداد على وقع انقسامات عميقة في البرلمان العراقي بشأن مشروع قانون يعزز نفوذ قوات الحشد الشعبي. والتقى لاريجاني رئيس الجمهورية عبد اللطيف رشيد ورئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني. كما التقى لاريجاني وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين ورئيس مجلس النواب العراقي محمود المشهداني.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store