logo
الجيش الإسرائيلي يفضل مقتل الجنود الأصغر ويقر بفشل عملياته في غزة

الجيش الإسرائيلي يفضل مقتل الجنود الأصغر ويقر بفشل عملياته في غزة

العربي الجديدمنذ 4 أيام
يدور جدل كبير في صفوف الجيش الإسرائيلي وقادته بشأن أسلوب القتال في
قطاع غزة
، وسط إقرار من بعض الضباط والقادة بفشل "
عربات جدعون
"، ومن قبلها "الجرأة والسيف"، في تحقيق أهدافها، وأن المستوى السياسي يروّج لأكاذيب بشأن السيطرة على مناطق في القطاع، مؤكدين أن جيش الاحتلال يحتاج لسنوات أخرى من القتال هناك، وأشاروا إلى تفضيل المستوى السياسي مقتل الجنود الأصغر سناً في الخدمة النظامية على الأكبر من جنود الاحتياط، لأن تكاليفه اللاحقة أقل.
وبحسب شهادات جمعتها صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية من قادة وضباط في جيش الاحتلال، لصالح تقرير نشرته اليوم الجمعة، فإن المستوى السياسي يحث الجيش على إخفاء حقيقة أن حماس لم تُهزم بعد. كما يتضح أن العمليات العسكرية في إطار حرب الإبادة التي سُوِّقت للجمهور بعنوان "الجرأة والسيف" و "عربات جدعون"، لم تكن جزءاً من خطة عام 2025. وتتهم قيادات ميدانية مسؤولين إسرائيليين بتقديم صورة زائفة للجمهور، وعلى ضوء الوضع الحالي قالت هذه القيادات "سنقاتل هنا حتى بعد خمس سنوات"، كما تحذّر قيادات عسكرية من أن "الانسحاب من محور موراغ سيضر بالإنجازات ويصعّب القتال مستقبلاً".
وكشفت خلافات بين وزارة المالية والمؤسسة الأمنية حول إضافة 60 مليار شيكل لتمويل الحرب في الشهرين الأخيرين، أن "عربات جدعون"، التي وُصفت بأنها استمرارية للقتال في غزة بعد وقف إطلاق النار مطلع السنة، لم يكن من المفترض أن تحدث أساساً. وأن الصفقة التي تُصاغ حالياً بين إسرائيل و
حماس
حول تبادل الأسرى، كان يجب تنفيذها بين أواخر عام 2024 وبداية العام الحالي استكمالاً للصفقة الجزئية السابقة.
وأكدت جهات بقسم الموارد البشرية في الجيش أن "عربات جدعون"، خاصة في صيغتها المطوّلة التي استمرت لأسابيع عدة، لم تكن مدرجة في الخطط لعام 2025، الذي كان من المفترض أن يكون عام تهدئة في غزة، واستمرت الحرب بخلاف الوعود المقدمة للجنود وقادتهم والحاجة، بعد سنة وشهرين (في حينه) من القتال المتواصل، بالسماح للجيش وللجمهور الإسرائيلي بالتعافي وإعادة البناء بعد حرب طويلة ومُنهكة. لكن القيادة كسرت هذا الوعد وجندت آلاف الجنود من الاحتياط لجولة ثانية من القتال، بما في ذلك داخل غزة، خلافاً لما كان مخططاً. كما أنه خلال فترة العدوان على ايران، استدعى جيش الاحتلال نحو 150 ألفاً من جنود الاحتياط ولا يزال حوالي 100 ألف منهم في الميدان.
ويلفت تقرير الصحيفة العبرية، إلى أنه مع استئناف إسرائيل القتال في 18 مارس/آذار الماضي، تحت اسم "الجرأة والسيف"، أوعز المستوى السياسي للجيش باستخدام الجنود النظاميين (الشباب) بشكل أساسي، والسعي لتقليل عدد القتلى قدر الإمكان، حتى ولو على حساب وتيرة بطيئة جداً في القتال، والذي من المتوقع أن يستمر لعدة أشهر. وفي شهر مايو/أيار الماضي توسعت العملية إلى مرحلة أوسع من القتال، وتمت إعادة تسويقها باسم جديد هو "عربات جدعون". ويوضح التقرير أن "ثمن" سقوط جندي يبلغ من العمر 20 عاماً في المعركة سيكون دائماً أقل للدولة من ثمن سقوط جندي احتياط يبلغ من العمر 30 عاماً، وهو في ذروة مسيرته المهنية ولديه أسرة شابة وأطفال صغار في المنزل. كما أن الجنود النظاميين الشباب يشتكون أقل من جنود الاحتياط، وينفّذون الأوامر دون طرح أسئلة.
رصد
التحديثات الحية
"عربات جدعون".. فصل جديد من إبادة غزة تحضيراً لاحتلال طويل الأمد
وقام جيش الاحتلال بتفعيل أربع إلى خمس قيادات فرق، حتى في هذه الأيام، خلال العملية البرية الواسعة، مما خلق انطباعاً بأن عشرات الآلاف من الجنود يندفعون ويتحركون في قطاع غزة. لكن على أرض الواقع، وفقاً للتقرير، فإن التحرك محدود أكثر بكثير مما تم الإعلان عنه، والجيش لم يُفعّل فعلياً خمس فرق، تضم عشرات الآلاف، بل أرسل عدداً أصغر نسبياً من فرق القتال اللوائية تحت قيادات الفرق، على عكس المناورة الكبرى بين نوفمبر/تشرين الثاني 2023 ومنتصف 2024.
ويزعم جيش الاحتلال، بما يتماشى مع القيود من حيث عدد العناصر، أنه ركّز عمليته البرية على عدد محدود نسبياً من مناطق القتال داخل القطاع. وبحسب شهادات ضباط في الجيش فإن "معاقل مركزية أخرى لحماس في المدينة، لم تُعالج أو تُحتل بعد"، منها مدينة غزة ومحيطها، ومناطق أخرى، وسيحتاج جيش الاحتلال إلى تشغيل ما لا يقل عن فرقتين، لخوض قتال طويل يمتد لأشهر فيها.
صورة زائفة
ويدعي عدد متزايد من القادة الميدانيين أن المهام الهجومية التي يُرسلون إليها تتعلق أكثر بتأمين القوات الهندسية وتدمير مبان، بوصفه هدفاً بحد ذاته وليس وسيلة في مواجهة حماس، التي تبادر أكثر إلى هجمات معقدة ومركبة على طريقة حرب العصابات، بما في ذلك محاولات اختطاف جنود. ويصف ضابطان كبيران تحركات الجيش الإسرائيلي في القطاع بقولهما "نتقدم ببطء شديد، وبشكل مكشوف، وبطريقة ملتوية". وبحسب أقوالهما، لا يزال الجيش في معظم ساحات القتال يعمل بنفس الأسلوب المتبع منذ سنة ونصف: "بدلاً من الحصار، نبلغ العدو بنيّتنا العمل في المنطقة، من أجل إبعاد السكان الذين تم إخلاؤهم عدة مرات خلال الحرب، ومع مرور الوقت يصبح ذلك أكثر صعوبة".
وتحدث الجيش الإسرائيلي والمستوى السياسي، في بداية عملية "مركبات جدعون"، عن مواصلة العمليات بهدف حسم المعركة ضد حماس بوصفها غاية أساسية للعملية، لكن في الأسابيع الأخيرة، تم تقليص أهداف العملية إلى "خلق ضغط على حماس من أجل إعادة الأسرى ضمن صفقة". ويعتقد بعض قادة الفرق أنه يجب مواصلة القتال وعدم التوقف، ويشيرون إلى أن الضغط العسكري الحالي، حتى إن كان محدوداً، أدى إلى تصفية قادة إضافيين في حماس مثل محمد السنوار، بالإضافة إلى عشرات القادة الآخرين ومئات المقاومين، وكذلك العثور على جثث محتجزين إسرائيليين وإعادتها إلى إسرائيل.
وناشد قادة عسكريون في جيش الاحتلال، رئيس الأركان وقائد المنطقة الجنوبية، بالانتقال إلى أسلوب الحصار "لأن الطريقة السابقة، المتمثلة في دفع السكان وتطهير جزئي، لم تكن فعالة بما فيه الكفاية. وفي المداهمات المتكررة منذ ذلك الحين، بنفس الأسلوب، فقدت العمليات فعاليتها، لأن حماس نجحت في الحفاظ على معظم عناصرها، الذين تحركوا مع السكان". وترى قيادات عسكرية أن أسلوب الحصار بصيغته الكاملة جُرّب، وحتى الآن نجح في مدينة رفح. كما يرون أن الانسحاب من محور موراغ، في إطار الصفقة المحتملة، سيُجبر جنود الجيش الإسرائيلي على العودة إلى أحياء المدينة في الأشهر والسنوات القادمة لضرب حماس، وسيُبدد "الإنجازات المهمة في المدينة الوحيدة في القطاع التي فُرض عليها حصار فعّال بالفعل".
تقارير عربية
التحديثات الحية
محاولات أسر جنود إسرائيليين في غزة لتعزيز أوراق التفاوض
وهناك إجماع بين قادة الجيش، وفقاً للتقرير العبري، على أنه إذا انتهت الحرب فعلاً في الأشهر القريبة، فإن حماس ستظل موجودة، مع أكثر من عشرة آلاف عنصر، ويقول أحد القادة: "لا يهمنا كثيراً التسميات التي تُطلق على العمليات، أو الخلافات الخارجية التي من الواضح أنها تتسلل أيضًا إلى الميدان"، مضيفاً: "نحن نقاتل هنا لأن لدى حماس بنى عسكرية تحتية ضخمة، بغض النظر عن عدد عناصرها، بالإضافة إلى دوافعها وخططها للعمل ضد القوات. لذلك، هذه مهمة سنضطر إلى مواصلتها بعد عام، وبعد خمس سنوات، في هذه المناطق، للحفاظ على الإنجازات، بغض النظر عن اسم العدو هنا، سواء كان حماس أو الجهاد أو أي اسم آخر. من المؤسف أنهم (المسؤولون الإسرائيليون) يبيعون للجمهور صورة زائفة بأن الأمر سينتهي قريباً، وأن هذا العدو سيتم القضاء عليه في المستقبل القريب. هذه معركة مستمرة، تماماً كما هو الحال في الضفة الغربية (المحتلة) حيث القتال مستمر، وفقط في الأسبوع الماضي شهدنا هناك عملية قتل إرهابية".
ويضيف قادة في جيش الاحتلال: "كسرنا العظام الرئيسية لحماس، كضربة لجيش منظم يضم كتائب وألوية. المهمة الشاقة هي معالجة باقي عظامه، الصغيرة والمتوسطة، والمرحلة التالية ستكون الحفاظ على الإنجاز، والعودة وجز العشب (اغتيالات)، وهذا سيستغرق سنوات أخرى. لكن في عصر الشعبوية الحالي، يُغذّى الجمهور (الاسرائيلي) بالأكاذيب والدعايات (من المسؤولين)، تماماً كما حدث في العقد الذي سبق السابع من أكتوبر (تشرين الأول 2023) وبعد كل جولة (قتال) مع حماس".
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

جَلد التجربة الفلسطينية
جَلد التجربة الفلسطينية

العربي الجديد

timeمنذ 17 دقائق

  • العربي الجديد

جَلد التجربة الفلسطينية

ليست هناك تجربة فوق النقد، ومن حقّ أيّ شخص إبداء وجهة نظره، ونقد التجارب التي يراها بحاجة إلى مراجعة. ولا تخرج التجربة الفلسطينية من هذا الإطار. وتهدّد عملية طوفان الأقصى، في 7 أكتوبر (2023)، وما تبعها من تداعيات حرب إسرائيلية وحشية، الوضع الفلسطيني برمّته. ورغم استمرار الحرب على قطاع غزّة، فذلك لا يمنع من مناقشة قرار حركة حماس تنفيذ عملية واسعة كالتي استدرجت ردّاً إسرائيليّاً بالغ العنف، ما تزال جرائمه تُرتكب يوميّاً بحقّ أهالي القطاع، تحت ذريعة القضاء على "حماس". النقاش حول جدوى العمل المسلّح الفلسطيني، ومن يمتلك قرار الحرب، وهل يحقّ لفصيل واحد أن يجرّ الساحة الفلسطينية إلى حرب طاحنة تمسّ مستقبل الشعب بأكمله، صحّي في ظلّ ظروف بالغة التعقيد. وليس من المقبول إسكات الأصوات النقدية تحت ذريعة أن الوقت غير مناسب لهذا النقاش في ظلّ الحرب الإسرائيلية، أو أن القضية تمرّ بمنعطف خطير، وكأنّها لم تكن كذلك طوال تاريخها الحديث. ولا تهدف هذه العجالة إلى الردّ على وجهات النظر التي تنتقد جدوى الكفاح الفلسطيني المسلّح، أو تزعم انتهاء دوره التاريخي، كما عبّر عنه كُتّابٌ عديدون في نقدهم تجربة "حماس" في قطاع غزّة، وذروتها "طوفان الأقصى". تهدف هذه الأسطر إلى نقاش تعميم وجه النظر هذه على مجمل تاريخ التجربة الفلسطينية الحديثة، وعدّ تجربة الكفاح الفلسطيني المسلّح من غير فائدة للقضية الفلسطينية، وأنها لم تنجز شيئاً للفلسطينيين، إنما جعلتهم يدفعون أثماناً كان يمكن تجنّبها، وكان يمكن اعتماد أساليب نضال سلمية أخرى، أكثر جدوىً من العمل المسلّح وأثمانه المرتفعة. لم تختفِ فلسطين بعد النكبة بإعلان قيام دولة إسرائيل، بل اختفى الفلسطينيون أنفسهم تحت عنوان "مشكلة اللاجئين" أيضاً ليس من السهل قراءة التاريخ الفلسطيني الحديث، فالتجربة الفلسطينية لم تُستكمَل بعد، وتمتاز بخصوصية استثنائية تختلف عن سائر التجارب الاستعمارية في العالم، التي انتهت منذ عقود. أمّا الفلسطينيون، فما زالوا يواجهون الاحتلال الإسرائيلي لأرضهم، ولم يتمكّنوا حتى الآن من إنجاز استقلالهم الوطني، على الرغم من نضالهم المديد. ولا يُعزَى هذا الفشل إلى تقصير من جانبهم في الدفاع عن حقوقهم، بل إلى طبيعة الخطر الإلغائي والاقتلاعي الذي واجهوه، والذي لا نظير له في التجارب الاستعمارية الأخرى، فالشعوب التي نالت استقلالها من القوى الاستعمارية نالت استقلالها بعد تراجع الاستعمار التقليدي، الذي استُبدِل بصيغ جديدة من السيطرة، لا تتطلّب وجوداً عسكرياً مباشراً. وقد ارتبط هذا التحوّل بتَحلّل النفوذ البريطاني بعد الحرب العالمية الثانية، وتَسلّم الولايات المتحدة قيادة القطب الغربي في سياق الحرب الباردة. يستدعي كلّ فشل مراجعةً، ولكن ليس كلّ إخفاق ناتجاً من تقصير، فلا توجد ضمانات في الصراعات السياسية أو التاريخية تكفل أن يظفر صاحب الحقّ بحقّه. وتنطبق هذه القاعدة على الأفراد، كما تنطبق على الشعوب أيضاً، فالتاريخ يثبت أن المعتدي لا يُهزم دائماً، بل كثيراً ما تنتصر القوى المعتدية على الشعوب المظلومة، لا لعدالة القضية، بل لتفوّق ميزان القوى. حتى لا يكون الكلام نظرياً، نعود إلى السؤال، أيّ خيارات كانت أمام الفلسطينيين طوال صراعهم الذي يمتدّ نحو قرن ونصف القرن مع المشروع الصهيوني، وهل كان الصراع حقّاً مع المشروع الصهيوني وحده؟ وما الذي كان يمكن أن يفعله الفلسطينيون أكثر ممّا قاموا به، وكان يُمكنهم من تحقيق أهدافهم بالاستقلال الوطني؟ وأيّ خياراتٍ كانت لهم بعد النكبة في ظلّ ميزان قوى مختلّ بشكل كبير لصالح إسرائيل، وزاد الخلل في ميزان القوى يوماً بعد يوم، لا مع الفلسطينيين وحدهم، بل مع الدول العربية أيضاً؟ وأكثر من ذلك، هل على الشعوب ألا تخوض صراعات تعرف أنها خاسرة؟ على مدى تاريخ الصراع، لم يصدّق الفلسطينيون أن مجموعات من اليهود قادرة على سلبهم وطنهم، لكن المسألة لا تقع هنا، إنما في ميزان القوى، الذي كان مختلاً منذ حرب العام 1948 لصالح العصابات الصهيونية، ليس في مواجهة الفلسطينيين فحسب، بل أيضاً في مواجهة التشكيلات العسكرية العربية كلّها، التي دخلت فلسطين في أثناء الحرب، حسب الوثائق الإسرائيلية، بعيداً من البعد التآمري من بعض جيوش كانت محكومةً من قيادات أجنبية. ولم تكن إسرائيل نتاج عمل المنظمة الصهيونية وحدها، وهذا المشروع ما كان يمكن أن يرى النور من دون الدعم الغربي المطلق، ومن دون "الهولوكوست" الذي دفع باتجاه حلّ "المسألة اليهودية" خارج أوروبا وعلى حساب الفلسطينيين. لا أبالغ إذا قلت إن معركة الفلسطينيين كانت منذ ما بعد الحرب العالمية الثانية مع طيف هائل من الدول أرادت بناء "دولة يهودية" على حساب الفلسطينيين. لا تكفي الإرادة وحدها لتحقيق الاستقلال الوطني، في ظلّ تحالفات دولية مناهضة للحقوق الفلسطينية لم تختفِ فلسطين بعد النكبة بإعلان قيام دولة إسرائيل، بل اختفى الفلسطينيون أنفسهم تحت عنوان "مشكلة اللاجئين" أيضاً، وأصبح العرب هم المتحدّثين باسمهم. ولم يأتِ الاعتراف العربي بالشخصية الوطنية الفلسطينية إلا بعد هزيمة 1967، وما تلاها من تجربة العمل المسلّح في أواخر الستينيّات والسبعينيّات من القرن الماضي. ولا أظن أن أيّ فلسطيني عاقل كان يؤمن بأن الفلسطينيين، بقدراتهم الذاتية فقط، يستطيعون تحرير فلسطين أو هزيمة إسرائيل، رغم الشعارات الكبرى حول "الحرب الشعبية طويلة الأمد". ولهذا جاء الحديث عن "نظرية التوريط" في الخطاب الفلسطيني. فلم تكن تجربة العمل المسلّح الفلسطيني نموذجيةً، وقد شابتها عيوبٌ كثيرة تستحقّ النقد. كانت تجربة خارجية في دول الطوق، وانتهت فعلياً بعد الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982. بعدها انتقل الفلسطينيون إلى تجربة الانتفاضة السلمية عام 1987، ثمّ الانتفاضة المسلحة في عام 2000، فضلاً عن أساليب غير تقليدية، مثل خطف الطائرات وغيرها من الممارسات المُدانَة. تلك الوسائل كلّها لم تنجح في تحقيق الاستقلال الوطني الفلسطيني، إذ لا تكفي الإرادة وحدها لتحقيقه، خصوصاً في ظلّ تحالفات وظروف دولية مناهضة للحقوق الفلسطينية. ففي تجارب استقلالية أخرى، حصلت دول على استقلالها من دون أن تخوض جزءاً من نضالات الفلسطينيين وتضحياتهم. ليست هذه السطور دعوة إلى الكفاح المسلّح، ولا دفاعاً عن أيّ عمل عسكري مثل "طوفان الأقصى"، بل هي دعوة إلى الكفّ عن جَلد التجربة الفلسطينية، وعن تحميلها فوق ما تحتمل، حتى لا يتحوّل النقد إلى كراهيةً للذات، أو إنكاراً للفعل التاريخي الفلسطيني. فالإخفاق في تحقيق الأهداف الوطنية، في ظلّ اختلال صارخ في ميزان القوى، لا ينبغي أن يثني عن مواصلة المطالبة بالحقوق، باستخدام الوسائل التي تكفلها الشرعية الدولية. فلم يكن على الفلسطينيين أن يسكتوا عن سلب وطنهم، خاضوا معاركهم، حتى عندما كانت معاركَ خاسرةً ومفروضةً عليهم.

الكشف عن هدايا تلقاها نتنياهو ولبيد وبينت بعضها من دول عربية
الكشف عن هدايا تلقاها نتنياهو ولبيد وبينت بعضها من دول عربية

العربي الجديد

timeمنذ 2 ساعات

  • العربي الجديد

الكشف عن هدايا تلقاها نتنياهو ولبيد وبينت بعضها من دول عربية

وافق رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو عن كشف عن 1057 هدية توصلت بها تل أبيب منذ عام 2017، عدد منها جاء من دول عربية ، وذلك بعدما استجاب مكتبه لطلب حرية المعلومات الذي قدّمته جمعية "هتسلاحاه"، التي كشفت الأحد، بموافقته، عن قائمة الهدايا التي جرى تلقيها في إطار الزيارات واللقاءات الرسمية خلال السنوات الثماني الماضية. هذه هي المرة الأولى التي يوافق فيها على الكشف عن قائمة بهذا الحجم، إذ حتى اليوم، كانت هناك فقط تسريبات جزئية، وكانت هناك معارضة للكشف عنها خلال فترة التحقيق مع نتنياهو بملفات الفساد ، خشية التأثير على التحقيقات. وتتضمّن القائمة أيضاً 193 هدية تلقّاها رئيس الوزراء الأسبق نفتالي بينت و23 هدية تلقّاها رئيس الحكومة السابق يئير لبيد. كما تشمل أيضاً هدايا قُدّمت لمستشارين وموظفين شغلوا مناصب تحت رئاسة الوزراء. من بين الهدايا البارزة التي استعرضتها صحيفة "يديعوت أحرونوت"، في 2 يناير/كانون الثاني 2017، تلقّى نتنياهو من قائد سلاح الجو المصري (لم يُذكر اسمه) في أغسطس/آب 2017 لوحة شطرنج تحتوي على شخصيات مصرية، وتمثال فرعوني، وعلبتان تحتويان على مستحضرات تجميل ومجوهرات، وطقم للمشروبات يشمل ستة كؤوس، وإبريق وصحن. أما وزير خارجية عُمان (لم يُذكر اسمه)، فقدّم لرئيس الوزراء نموذجاً لسفينة مطلية بالفضة. في يوليو/تموز 2020، تلقّى نتنياهو من جنرال مصري (لم يُذكر اسمه) علبة سيجار وزوجاً من أزرار الأكمام. لاحقاً، قدّم له الجنرال قلادة مزينة بأحجار حمراء. رونين بيرتس، الذي كان مدير مكتب رئيس الوزراء، تلقّى من وزير مالية البحرين إعلان السلام والتطبيع بين البحرين وإسرائيل 2020 في 15 سبتمبر/ أيلول 2020، وُقع "إعلان السلام والتعاون والعلاقات الدبلوماسية والودية البناءة بين البحرين وإسرائيل"، برعاية الرئيس الأميركي دونالد ترامب في العاصمة الأميركية واشنطن، بهدف تطبيع العلاقات الدبلوماسية بين الأطراف الموقعة، واتخاذ تدابير لمنع استخدام أراضيها لاستهداف الطرف الآخر. (لم يُذكر اسمه) قلماً فاخراً وعملات ذهبية داخل صندوق. رئيس مجلس الأمن القومي السابق مئير بن شبات تلقّى في البحرين تمثالاً لعلم معدني مطلي بالذهب داخل صندوق، وست عملات ذهبية داخل صندوق. ومن بين المعلومات الواردة في التقرير العبري، أن الوزير إيلي كوهين تلقّى من الرئيس السوداني المخلوع عمر البشير بندقية "إم 16". لكن الغريب في المعلومة الواردة في تقرير الصحيفة، وكذلك في ملف قائمة الهدايا الذي راجعه "العربي الجديد"، أن ذلك حدث، وفق ما هو مذكور، عندما كان كوهين وزيراً لشؤون الاستخبارات عام 2021، ما يثير شكوكاً بشأن دقة المعلومة، إذ أُسقط نظام البشير في العام 2019. وقدّم وزير الاستخبارات المصري (لم يُذكر اسمه) لنتنياهو ربطة عنق حمراء، وقاطع سيجار فضياً - ذهبياً، ومنفضة خزفية برتقالية، وعلبة برتقالية لحفظ السيجار، ووحدات سيجار من نوع "كوهیبا" داخل صندوق خشبي، وولاعة فضية. رصد التحديثات الحية إعلامي سعودي وناشط سوري في "الكنيست": ترويج التطبيع هدية عبارة عن ساعة كبيرة من الرخام تلقاها نتنياهو من رئيس كازاخستان (لم يُذكر اسمه)، وأُشير إلى أن الهدية نُقلت إلى الوصي العام، أي لم يُحتفظ بها ولم تُسترد. في اليوم نفسه، تلقّى نتنياهو من أحد السفراء وزوجته شوكولاتة على شكل صورته وصورة زوجته سارة . مكان الهدية محدد بـ"أمن الدولة"، ولا يُعرف ما إذا كانت قد أُكلت أو جرى التخلص منها. يتسحاق مولخو، مستشار نتنياهو البارز في ذلك الوقت، تلقّى من السفير الروسي (لم يُذكر اسمه) زجاجة شمبانيا فاخرة، وعلبة شوكولاتة، وزجاجة فودكا، وصندوقاً خشبياً مزخرفاً، وعلبة بونبون. وقد أُشير إلى أن هذه الهدايا نُقلت أيضاً إلى الوصي العام. في اليوم التالي، تلقّى نتنياهو من السفير الياباني (لم يُذكر اسمه) مزهرية بنية داخل صندوق خشبي. في 8 يناير 2017، تلقّى نتنياهو خلال زيارة إلى أذربيجان وكازاخستان حزمة من السيجار. وكُتب أيضاً أن الهدية نُقلت إلى الوصي العام. وفي اليوم السابق، تلقّى من رئيس وزراء جامايكا (لم يُذكر اسمه) حزمة تحتوي على ثماني وحدات من السيجار داخل صندوق. في 24 يناير 2017، قدّم له وزير خارجية توغو (لم يُذكر اسمه) لوحة زيتية تُظهر صورة امرأة على خلفية سوداء وصفراء. في 30 يناير 2017، تلقّى نتنياهو من جهة غير معروفة تمثال بوذا من الفضة مزين بأحجار حمراء وخضراء. في 8 مارس/آذار 2017، تلقّى نتنياهو خلال زيارة إلى أستراليا سواراً من الذهب مع لؤلؤة داخل صندوق بني، ودبوساً ذهبياً على شكل زهرة، وطبقاً ذهبياً مزيناً بزخارف زهرية من الذهب مع كتابة، وحقيبة مستندات من الجلد البني داخل صندوق أزرق. نائبة رئيس وزراء الصين (لم يُذكر اسمها) قدّمت لنتنياهو مزهرية بيضاء، ونُقلت إلى غرفة الهدايا في مكتب رئيس الوزراء. رئيس الصين شي جين بينغ قدّم له في 23 مارس 2017 معبداً صينياً مصنوعاً من الخشب. في 29 مارس من العام نفسه، تلقّى نتنياهو سيجاراً داخل علبة خزفية بيضاء. رئيس كردستان (لم يُذكر اسمه) قدّم لنتنياهو في 9 إبريل/ نيسان 2017 سجادة صغيرة بألوان الأحمر والأبيض والأسود. وقدّم حاكم كيبك في كندا (لم يُذكر اسمه) لنتنياهو في يونيو/حزيران 2017 تمثالاً من الرخام لاثنين من الخنازير. ويبدو أن الحاكم لم يكن يعلم أن الخنازير ليست هدية شائعة في إسرائيل. وقدّم رئيس ورئيسة ليبيريا (لم يُذكر اسمهما) لنتنياهو قهوة ومرطبان عسل، بالإضافة إلى شمعة بألوان الأزرق والأبيض والأحمر. أخبار التحديثات الحية الشرطة الإسرائيلية بصدد التحقيق مع سارة نتنياهو وقدّم جنرالات أميركيون له صندوقاً من الزجاج والمعدن يحتوي على سيجار. كما تلقّى كرة فوتبول وخوذة من رياضة شعبية في الولايات المتحدة. وقدّم رئيس وزراء اليونان (لم يُذكر اسمه) لنتنياهو خلال زيارة إلى أثينا طبقاً فضياً مع نقش داخل صندوق أزرق. وقدّم الرئيس الفرنسي (لم يُذكر اسمه) لنتنياهو تمثالين معدنيين فضيين متطابقين. وأهدته حاكمة ولاية أيوا (لم يُذكر اسمها) ساعة صغيرة مصنوعة من الخشب. وخلال زيارته إلى فرنسا، تلقّى نتنياهو قلماً من شركة "ديبونت باريس". السفير الأميركي في حينه ديفيد فريدمان قدّم لنتنياهو مجموعة استحمام شملت عطراً، وصابوناً، وكريم حلاقة. وسفير إيطاليا في إسرائيل (لم يُذكر اسمه) قدّم لنتنياهو قلماً من شركة "أورورا". وفد من رؤساء برلمانات من أفريقيا قدّم لنتنياهو تمثالاً لامرأة من القارة. وزير خارجية اليابان (لم يُذكر اسمه) قدّم لنتنياهو روبوتاً صغيراً. في مارس 2018 خلال زيارته إلى الهند، تلقّى نتنياهو العديد من الهدايا: تمثال ذهبي، وشمعدان طويل، وتمثال غاندي، ولفافة قماشية بعنوان "الخطايا السبع"، وقرص، وأربعة تماثيل، وكتب، وصورة بإطار ذهبي، وتمثال معدني للاعب غولف (ذُكر أن الهدية ليست موجودة في غرفة الهدايا)، وسجادة. ورئيس غواتيمالا (لم يُذكر اسمه) قدّم لنتنياهو زوجاً من أزرار الأكمام بحجر أخضر. وقدم رئيس قبرص (لم يُذكر اسمه) له هدية مشابهة. في مايو/أيار 2018، تلقّى نتنياهو عبر مجلس الأمن القومي (من دون ذكر الجهة المانحة) سلسلة من الذهب الأبيض مرصعة بالأحجار، وزوجاً من أزرار الأكمام من الذهب الأبيض مع أحجار. في مارس 2019، قدّم رئيس مولدوفا (لم يُذكر اسمه) لنتنياهو ست زجاجات شمبانيا. وفي الشهر نفسه، قدّم له زجاجة مشروب كحولي آخر، بالإضافة إلى مجموعة من ثلاث زجاجات نبيذ. وقدّم رئيس الغابون (لم يُذكر اسمه) لنتنياهو في مارس 2019 قناعاً. تقارير دولية التحديثات الحية "صفقة القرن" بين ترامب ونتنياهو: فاصل إعلاني بين محاكمتين في يونيو 2019، قدّم الرئيس الأميركي دونالد ترامب لنتنياهو هدية عبارة عن تمثال حمامة وصورة لإطلاق مركبة الفضاء "بيريشيت". وفي يوليو/تموز 2019، قدّمت قيادة الطوائف الأرثوذكسية لنتنياهو نقانق سلامي كوشير. في إثيوبيا، تلقّى نتنياهو هدية عبارة عن قميص بأزرار بلون الكريم. وتلقّى نتنياهو من رئيس بلدية في غواتيمالا (لم يُذكر اسمه) هدية عبارة عن وشاح هندي تقليدي. دقيق من الأردن وذهب من البحرين ومصر وسجادة من الإمارات خلال فترة ولايتهما التي استمرت عاماً ونصف عام، تلقّى رئيسا الوزراء نفتالي بينت ويئير لبيد عدة هدايا. بينيت تلقّى زجاجة مشروب كحولي من نوع "پلينكا تسويكا" من وفد من سفراء الأمم المتحدة، كما قدّم له وزير خارجية قبرص (لم يُذكر اسمه) تمثالاً لسفينة داخل صندوق بلاستيكي شفاف. وقدم العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني له كيس دقيق يزن خمسة كيلوغرامات داخل حقيبة قماشية بلون كريمي. من السفير الهندي في إسرائيل (لم يُذكر اسمه) حصل على إبريق شاي زجاجي بغطاء معدني، ومن مصر (من دون تحديد الشخص) حصل على سلسلة ذهبية فيها تعليقة على شكل حصان ورجل، وتمثال فرعوني داخل صندوق أسود. السفارة الإيطالية قدّمت له ربطة عنق زرقاء، ومن الرئيس الأميركي السابق جو بايدن تلقّى قلماً أسود يحمل توقيعاً شخصياً. أما من رئيس الفيفا (لم يُذكر اسمه)، فقد تلقّى ربطة عنق وقميص لاعب كرة قدم وميدالية مفاتيح وكرة وسواراً شفافاً ودبوساً ذهبياً ودبوسين فضيين. ملحق فلسطين التحديثات الحية المخطط الأميركي للتهجير ومسار التطبيع الإقليمي وقدّم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لبينت تمثالاً فضياً منقوشة عليه كتابة هيروغليفية. الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قدّم له سلة تحتوي على مأكولات تشمل أسماكاً ومعلّبات. وقدّم ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة لبينت صندوقاً يحتوي على لوحة شطرنج، وترموساً دائرياً مطلياً بالذهب، وإبريقاً ذهبياً، وملعقة تقديم ذهبية، ومجموعة من أربع كؤوس ذهبية، وساعة وقلماً داخل صندوق أزرق، وسلسلة خرز بلون الرخام، وعملة تحمل صورة الملك، وهرماً بداخله ساعة صغيرة داخل صندوق، وصينية ذهبية داخل صندوق أخضر، وسيفاً مزخرفاً بالفضة، وصندوق مجوهرات مزيناً بالذهب. يئير لبيد تلقّى من سفير الهند (لم يُذكر اسمه) كؤوساً مزخرفة وصينية من الذهب عيار 24. ومن وزير خارجية الإمارات عبد الله بن زايد تلقّى سجادة زرقاء مزينة برسومات. كما تلقّى من وزير خارجية غواتيمالا (لم يُذكر اسمه) قلماً أخضر وأسود، وأزرار أكمام مستطيلة سوداء، وكتاباً كبيراً.

'دمار بحجوم توراتية'.. إسرائيليون لقادتهم: أبناؤنا يُقتلون وينتحرون.. وحماس لن تستسلم
'دمار بحجوم توراتية'.. إسرائيليون لقادتهم: أبناؤنا يُقتلون وينتحرون.. وحماس لن تستسلم

القدس العربي

timeمنذ 8 ساعات

  • القدس العربي

'دمار بحجوم توراتية'.. إسرائيليون لقادتهم: أبناؤنا يُقتلون وينتحرون.. وحماس لن تستسلم

أصبح قطاع غزة موقع أنقاض عقارية من الأكبر في العالم، والجيش الإسرائيلي مقاول التنفيذ. في كل صورة تأتي من القطاع، وفي كل تقرير تلفزيوني، تنكشف حجوم هذا الحدث: دمار أخروي، بحجوم توراتية حقاً، في كل مرة يشرح لنا بشكل مختلف؛ تارة يكون الهدف 'هزيمة لواء خان يونس'، وتارة الحاجة إلى الدفاع عن 'محور فاصل'، وتارة علة للدفاع عن قوات الجيش، غير أن جنود الجيش يصابون الآن، وكذا مقاولو التنفيذ (مشغلو الآليات الهندسية الكبيرة) أثناء تنفيذ الهدم. في الأسبوع الماضي مثلاً، علم من جملة مواقع إخبارية في إسرائيل عن تطور 'دراماتيكي' أخير في الحرب بقطاع غزة. الجيش الإسرائيلي شق محوراً جديداً يشطر خان يونس إلى شطرين، ويسمى محور 'درع بأس' (ماغين عوز). وحسب التقارير، هذا المحور الجديد الذي يصل إلى محور موراغ الجديد – القديم، يفترض أن يؤدي إلى هزيمة لواء حماس في خان يونس، اللواء الذي سبق أن هزم وصفي معظم قادته. أمس، علم بأن القوات تهدم مباني على طول المحور للدفاع عنه، ويدور الحديث عن مئات المباني. وهذه في واقع الأمر هي خلاصة القتال كما نراه في الميدان هذه الأيام. صحيح أنه يؤدي إلى كشف المزيد من الأنفاق ويقتل المزيد من المخربين، لكن لا هدف حقيقياً لهذه الحرب. القتال في الميدان يجري في الغالب بدون عدو في بؤرة الاستهداف، ولا حتى سكان في المحيط. ببساطة، الهدم المكثف للمباني قد لا يجدي للتخلص من حماس، لكن تنم عنه رائحة كالثأر. أصبح الهدم هدفاً بحد ذاته وغايته غير واضحة، إلا إذا سعى أحد ما لمنع أي عودة للفلسطينيين للسكن في القطاع. غير أن الأعمال الهندسية المكثفة هذه لن تسرع تحرير المخطوفين، ولن تدفع قدماً بحل في غزة على نمط 'تقويض حماس'. أحد ما تشوش بين هدم المباني والأحياء والبلدات، وبين تقويض المنظمة. مؤيدو نتنياهو يواصلون بيع قصص واختلاقات على أننا على مسافة نحو خطوة من 'النصر المطلق'. حي غزي آخر في الخرائب، ومدينة مدمرة أخرى، وتفجير آخر، وتقارير عن المس بكبار رجالات حماس، وبكبار رجالات 'الجهاد'، أسماء لا أحد في إسرائيل يعرفها سوى قلة. حتى قيادة حماس في الخارج القليل منها تعرف عمن يدور الحديث. في هذه الأثناء، مزيد من جنود الجيش الإسرائيلي يقتلون، ومزيد من الجنود الذين يضعون حداً لحياتهم بسبب الفظائع التي رأوها، وبسبب التجارب التي مروا بها. معظم مواطني هذه الدولة ينظرون إلى ما يجري في غزة ويسألون أنفسهم – من أجل ماذا؟ لماذا ترفض هذه الحكومة ورئيسها صفقة مخطوفين شاملة؟ مزيد ومزيد من الأمهات والآباء الذين يخدم أبناؤهم في غزة يصعب عليهم تصديق دخول الابن أو الابنة مرة أخرى إلى القطاع، إلى جولة أخرى بلا غاية باستثناء هدم البيوت والأحياء. فهل يعتقد أحد ما بأن مسؤولي حماس القلائل المتبقين على قيد الحياة سيرفعون أعلاماً بيضاء ويخرجون من الأنفاق بأياد مرفوعة؟ حماس لا ترفع علماً أبيض، ولن تفعل. من جهتها، فلتدمر أحياء أخرى في غزة، ولتقم مدينة إنسانية أخرى في رفح. هكذا ستزداد الضائقة في القطاع، مزيد من الأطفال والنساء الغزيين يعانون ويموتون، هذا يفعل خيراً في ترويج دعايتها في العالم، ويزيد الكراهية لإسرائيل في كل زاوية من المعمورة. وبالنسبة لحماس، إذا انتقلت إسرائيل إلى هدم ممنهج لأحياء في مدينة غزة أيضاً (الذي امتنعت عن فعله حتى الآن) فهذا يفعل خيراً أكبر للمنظمة في المدى الزمني البعيد. مزيد من الأطفال الغزيين سيتجندون لحماس وسيرغبون في القتال ضد الإسرائيليين، يأس آخر في القطاع ينمي الأمل لحماس. الآن، يبنون على خرائب غزة مستقبل المنظمة لعشرات السنين القادمة. إذن ما العمل؟ عندما حاولت حكومة نتنياهو جعل حماس ذخراً، وعندما سمحت للمنظمة بالنمو، وببناء نفسها، استعدوا لمذبحة 7 أكتوبر. والآن ماذا؟ إذا أوقفنا الحرب ضد حماس فسيبدأون بإعداد '7 أكتوبر التالي'. غير أن هذه الحكومة كان يفترض بها أن تعد خطة لـ 'اليوم التالي'. فور بدء الحرب في غزة، كل من له عينان في رأسه استجدى الحكومة ورئيسها لإعداد بديل لحكم حماس والاستعداد 'لليوم التالي'. لكن هذا الائتلاف كان منشغلاً في تمرير قوانين الانقلاب النظامي، وقوانين التملص من الخدمة. في الوقت الذي يقاتل فيه أفضل أبنائنا ويصابون، ويقتلون، ويضحون بحياتهم، تنشغل هذه الحكومة بمناورات تمنع انتخابات مبكرة وبالبقاء على كرسي الحكم إلى أبد الآبدين. إذا رغبت إسرائيل ذات يوم في إنهاء هذه الحرب، فعليها السعي إلى تسوية مع دول عربية ومع السلطة الفلسطينية، تؤدي إلى طرد حماس من الحكم في غزة ونزع سلاحه. تسوية كهذه قد تكون على جدول الأعمال إذا اضطرت إسرائيل لعمل ذلك، لكن هذه الحكومة لا ترغب في ذلك؛ بل تتهم الجيش، والإعلام، والمعارضة، فالكل عندها مذنبون في الغرق في الوحل الغزي باستثناء سياسية هذه الحكومة الفاشلة. في نهاية الأمر، حتى حكومة نتنياهو ستكون ملزمة بعد ذلك، لأن الجمهور الذي يخدم في الجيش، ويدفع الضرائب، ويخلص للدولة وليس لرئيسها، لن يصمد في هذا لزمن طويل آخر، ولن يوافق على مواصلة الحرب إلى الأبد. آفي يسسخروف يديعوت أحرونوت 21/7/2025

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store