
في زمن الحصار.. غزيون يشعلون الأمل بحرق النفايات البلاستيكية
من قلب الحصار والدمار، وبين ركام الحياة المعطّلة في غزة ، لجأ الشاب الفلسطيني أحمد صقر (من مخيم النصيرات وسط القطاع) إلى طريقة غير تقليدية ومرهقة لاستخراج كميات محدودة من الوقود، وذلك عبر حرق النفايات البلاستيكية، في ظل استمرار إغلاق معابر القطاع المنكوب وانعدام الوقود.
وبدأت الفكرة بعد الانقطاع الكامل للوقود والبنزين والسولار، بسبب إغلاق الاحتلال الإسرائيلي المعابر منذ بدء الحرب على غزة، مما أدى إلى توقف وسائل النقل وتعطل الحياة اليومية، بما فيها صعوبة الحصول على المياه في المنازل ومخيمات الإيواء.
ويقول الشاب -في حديثه للجزيرة نت- إن قطع إسرائيل إمدادات الوقود والمواد الأساسية عن قطاع غزة دفعه للبحث عن حلول بديلة للتخفيف من تداعيات هذه الخطوة ولمواجهة النقص الحاد في الوقود.
ويروي أحمد أنه أعاد إحياء فكرة طُبّقت سابقًا في غزة، فبدأ بجمع البلاستيك وشرائه من المواطنين الذين يجمعونه من المنازل المدمّرة وأكوام النفايات، رغم صعوبة توفره مؤخرًا.
مراحل تحويل البلاستيك إلى وقود
ويشرح الشاب الفلسطيني أن عملية تحويل البلاستيك إلى وقود تمر بعدة مراحل دقيقة، تبدأ بجمع وفرز البلاستيك من مختلف المناطق، رغم صعوبة الحصول عليه في ظل الحصار وشح الموارد المتزايد.
وبعد ذلك، يتم تقطيع البلاستيك إلى قطع صغيرة توضع داخل فرن حديدي خاص يُسخن إلى درجات حرارة عالية تتراوح ما بين 400 و600 درجة مئوية، حيث يتم ما يُعرف بـ"طبخ البلاستيك".
ويشير إلى أن البلاستيك يتحول تدريجيًا إلى مادة سائلة، ثم يبدأ في التبخر داخل الأنابيب، ليتحول لاحقًا إلى غاز، من ثم ينتقل هذا الغاز إلى شبكة تبريد مغمورة في حوض مياه. ومع ملامسة المياه، يعود إلى حالته السائلة، ليُستخرج منه في النهاية وقود الديزل.
ويضيف في حديثة للجزيرة نت "في نهاية هذه العملية، تتبقى شحوم ثقيلة، تتم إعادة تكريرها مرة أخرى داخل الفرن نفسه، عبر إشعال النار وتكرار نفس العملية الحرارية، حتى تصل إلى نسبة صفاء تُقدر بـ80%".
وأوضح أحمد أن العملية الكاملة تستغرق ما بين 8 و10 ساعات، بحسب كمية ونوع البلاستيك المستخدم.
نوعية البلاستيك وتأثيرها على المنتج
ولفت الشاب الفلسطيني إلى أن هناك نوعين رئيسيين من البلاستيك يُستخدمان في العملية: النفخ والحقن، حيث تختلف كمية الوقود الناتجة باختلاف النوع.
واستطرد قائلًا "ما يتم إنتاجه من طن البلاستيك يصل إلى حوالي 600 لتر فقط، وهذا لا يكفي لتغطية احتياجات السكان في ظل الأزمة الحالية".
مراحل الفصل بين البنزين والسولار
وقال أحمد إن عملية الحرق تتم داخل صهريج حديدي كبير، تمر خلالها المادة بمرحلتين: الأولى يتم فيها استخراج "السحوم" أو الشحوم الثقيلة، أما الثانية فيتم خلالها فصل واستخراج البنزين أولًا، ثم يليه السولار (الديزل) وذلك لأن البنزين يتبخر بدرجة حرارة أقل من السولار.
وأشار أيضًا إلى أنه بعد عملية التبريد والتكثيف، يتم فصل المشتقات الناتجة، حيث يخرج البنزين أولًا، لأنه يتبخر عند درجة حرارة أقل، ثم يليه السولار، الذي يحتاج إلى حرارة أعلى كي يتبخر ويُجمع لاحقًا.
ورغم النجاح الذي حققه المشروع، فإن الاستمرار فيه أصبح صعبًا جدًا، خاصة مع شح البلاستيك في قطاع غزة.
وأوضح أحمد أن البلاستيك أصبح نادرًا جدًا نتيجة الاستنزاف الكبير للمادة، مشيرا الى أن "منذ 3 أيام لم أتمكن من العمل بسبب انقطاع البلاستيك وصعوبة الحصول عليه".
وأضاف أن التحديات لا تقتصر فقط على نقص المواد الخام، بل تمتد إلى خطورة الظروف التي يتم فيها جمع البلاستيك قائلا "اليوم أصبح من الصعب جدًا الحصول على البلاستيك، خاصة مع زيادة الطلب عليه من قبل مشاريع مشابهة لصناعة الوقود. نضطر أحيانًا إلى الذهاب لأماكن مهجورة وخطرة جدًا من أجل جمع المواد، وكلها مخاطر في مخاطر".
كما أشار أحمد إلى أن المشروع يحمل مخاطر صحية كبيرة للعاملين، خاصة بسبب الغازات السامة الناتجة عن عملية الحرق، بسبب التعرض المباشر لغاز ثاني أكسيد الكربون الناتج عن احتراق البلاستيك، بالإضافة إلى خطر الحروق الجسدية أثناء التعامل مع الفرن الساخن.
واختتم حديثه قائلًا "الكثير من الناس يعتمدون على الوقود الذي ننتجه، خصوصًا من أجل تشغيل البوابير المنزلية، في ظل انقطاع الغاز ومنع الاحتلال الإسرائيلي إدخاله إلى القطاع".
البنزين الصناعي لتشغيل التوك توك
ومن جهة أخرى، لجأ المواطن محمد الشبراوي وهو أحد سائقي "التوك توك" إلى استخدام البنزين الصناعي كبديل اضطراري لتشغيل مركبته التي تمثّل شريان حياة وحيدًا له ولعائلته.
ويقول الشبراوي في حديث للجزيرة نت "بعد ما انقطع البنزين من الأسواق بشكل تام بسبب إغلاق المعابر، ما كان أمامنا حل غير البنزين الصناعي. صحيح هو مخصص للمولدات وغير آمن للمحركات، لكن نحن مضطرون لأن نشتغل فيه عشان نعيش".
ويُضيف "أنا بستخدم التوك توك لنقل الناس من تبة النويري إلى مفترق النابلسي، وهو الطريق اللي بيوصل شمال القطاع بجنوبه. الاحتلال منع حركة السيارات، فالتوك توك صار الوسيلة الوحيدة، رغم أنه لا يناسب الطرق الطويلة".
ويختم الشبراوي بالقول "التوك توك مصدر رزقي الوحيد، وأنا أعيل أسرة كاملة. ممكن المحرك يخرب أو ينفجر مع البنزين الصناعي، بس إحنا مضطرين نشتغل فيه، لأن الحياة لازم تستمر".
أما المواطن شادي خطاب (من مخيم النصيرات) فقد اضطر للعودة إلى "بابور الغاز" التقليدي بعد نفاد غاز الطهي بشكل تام من الأسواق.
ويروي معاناة الناس قائلاً "ما في غاز، فرجعت أستخدم بابور الغاز، وشغّلتُه بالسولار الصناعي. مع أنه خطر وريحتُه خانقة، بس الحياة لازم تمشي".
ويُضيف "أحتاج أسبوعيًا إلى حوالي 3 لترات من السولار الصناعي لتسيير شؤون البيت، وسعر اللتر 40 شيكلا (نحو 9 دولارات) وهذا عبء كبير علينا".
ويختم بقوله "السولار الصناعي صار وقود البقاء، رغم خطورته ومشاكله. لا غاز، ولا كهرباء، ولا بدائل. وكل يوم نحاول إيجاد وسيلة نعيش بها".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ 35 دقائق
- الجزيرة
5 حالات تطارد طبيبة أميركية زارت غزة وشاهدت الرعب عن قرب
وثقت الدكتورة ميمي سيد شهادتها حول بعض ما رأته من مآس وأزمة إنسانية في قطاع غزة بسبب الحرب التي تشنها عليه إسرائيل، وذلك خلال تطوعها هناك لتعمل طبيبة طوارئ بين أغسطس/آب وديسمبر/كانون الأول 2024، لكنها اختارت 5 حالات تُجسّد هول تلك المأساة وشفعت ذلك ببعض الأرقام التي تلخص بعض ما يمر به قطاع غزة حاليا. وذكرت الطبيبة الأميركية أن المآسي الخمس التالية تؤرقها وتقض مضجعها: سامي، 8 سنوات (14 ديسمبر/كانون الأول 2024، مستشفى الأقصى): أصيب سامي بإصابة بالغة في وجهه جراء انفجار شظايا صاروخ، مما أدى إلى خلع فكه وتمزق أجزاء حيوية من فمه وأنفه وجفنيه. كانت حالته حرجة للغاية، كان يُصدر صوت قرقرة ويختنق بدمه. وبسبب كثرة الإصابات الخطرة، وضع سامي على الأرضية لإفساح المجال لمرضى بإصابات أسوأ. توسلت والدته بشدة من أجل العمل على إنقاذ حياته. وبينما نجحت سيد في جعل حالته مستقرة بما يكفي لإجراء فحص بالأشعة المقطعية في مستشفى آخر، فإن نجاته وصفت بالمعجزة. افتقر الفريق الطبي إلى إمدادات الدم والموارد الجراحية اللازمة لعلاج إصاباته بالكامل، وكم كانت فرحة سيد عندما أمسكت أمه يدها في اليوم التالي وأشارت إلى سامي وهو مسجى على سرير في المستشفى وكان لا يزال حيا. ميرا، ٤ سنوات (٢٥ أغسطس/كانون الأول ٢٠٢٤، مستشفى ناصر): إعلان وصلت ميرا وقد استقرت رصاصة في رأسها، وهي إصابة عادة ما تؤدي إلى قرار عدم العلاج بسبب النقص الحاد في الموارد ونقص جراحي المخ. وعلى الرغم من البروتوكول السائد، اختارت سيد التدخل، حيث استقرت حالة ميرا وأُجريت لها جراحة في المخ وأُزيلت الرصاصة، مما أنقذ حياتها مرحليا. ومع ذلك، لا تزال ميرا بحاجة إلى علاج مستمر لضغط الرأس والأدوية، وتعاني من ضعف في الجانب الأيسر، وقد تعرضت خيمة عائلتها لاحقًا للقصف، وفقدت والدتها ذراعها. حملت سيد صورة الأشعة السينية لميرا إلى واشنطن للدعوة إلى إنهاء الدعم لإسرائيل، لكنها ووجهت بالتشكيك في صحة كلامها. شعبان، سنتان (٢٤ ديسمبر/كانون الأول ٢٠٢٤، مستشفى الأقصى): توفي شعبان بسبب فشل الكبد الناجم عن التهاب الكبد الوبائي أ، وهي حالة يمكن الوقاية منها وعلاجها في الدول المتقدمة. نتج مرضه عن تدمير شبكات الصرف الصحي والمياه في غزة، مما أدى إلى تلوث شديد لمياه الشرب. كان بحاجة إلى عملية زرع كبد، لكن عائلته لم تتمكن من الحصول على تصريح من إسرائيل لمغادرة غزة لإجراء العملية. تصف سيد بشرته بأنها كانت "داكنة" وعيناه كانتا تتوهجان وقد تحول لونهما إلى البرتقالي النيوني بسبب فشل الكبد. فاطمة، 29 عامًا (23 ديسمبر 2024، مستشفى الأقصى): أم لثلاثة أطفال صغار (جميعهم دون سن السابعة)، كانت فاطمة تعاني من سرطان بالثدي نازف في مرحلة متقدمة جدا، شُخِّصت حالتها قبل 7 أشهر، لكنها لم تتمكن من الخضوع للجراحة أو العلاج الكيميائي بسبب الحرب والنظام الصحي المنهار. وعلى الرغم من موافقة منظمة الصحة العالمية على إجلائها الطبي، رفضت إسرائيل طلبها، أو تأخرت التصاريح. وتقول سيد "كان من الواضح أن سرطانها قابل للعلاج. في أي بلد آخر، أو حتى في غزة قبل 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، كانت قد تلقت الرعاية الصحية وشُفيت، لكن الآن لم يعد بوسعنا فعل أي شيء"، توفيت فاطمة في اليوم الذي أُحيلت فيه إلى مستشفى آخر. آلاء، 8 سنوات (4 ديسمبر/كانون الأول 2024، مستشفى الأقصى): كانت آلاء تلعب أمام خيمتها عندما أصابتها غارة جوية بشظايا اخترقت جمجمتها، كاشفة عن دماغها. ووفقًا للبروتوكول الطبي في غزة، اعتُبرت حالتها "ميؤوسا منها". ومع ذلك، تأثرًا بيأس والدها، استخدمت سيد منظار حنجرة مُهربًا لتأمين مجرى الهواء، ونقلها على الفور إلى غرفة العمليات، مما أنقذ حياتها. لكن آلاء بقيت تحتاج إلى جراحة أخرى لحماية دماغها، وهي عملية غير متاحة في غزة، لتبقى وهي تنتظر الإجلاء. وتتحدث سيد عن صعوبة إنقاذ حياة المصابين في غزة، قائلة "قد تموت آلاء غدًا، دماغها مكشوف، وقد يكون أجلها تحت الأنقاض أو نتيجة عدوى"، وهكذا حال كثيرين في غزة. وهذه بعض الأرقام التي أوردتها سيد في شهادتها: سوء التغذية لدى الأطفال:"تدهورت حالة ما لا يقل عن 10 آلاف طفل إلى سوء تغذية يتطلب العلاج" بسبب منع إسرائيل دخول الغذاء. النزوح:"اضطر ما يقرب من ثلث سكان غزة إلى مغادرة أماكن سكنهم" في الأسابيع الأخيرة. ويتجمع جميع السكان الآن في خُمس مساحة القطاع فقط. وقد نزح أكثر من 630 ألف شخص خلال الشهرين ونصف الشهر اللذين انقضيا منذ انتهاك وقف إطلاق النار السابق. الهجمات على الرعاية الصحية: "يستهدف الجيش الإسرائيلي المستشفيات والعيادات بشكل مكثف (28 هجومًا خلال أسبوع)". الإصابات المدنية: أسفر هجوم على مدرسة فهمي الجرجاوي عن مقتل 31 شخصًا، بينهم 18 طفلًا و6 نساء. سكان غزة:"أكثر من 50% من سكان غزة أطفال". المناطق المحظورة:"أكثر من 80% من القطاع تحت السيطرة الإسرائيلية المباشرة أو بموجب أمر إخلاء". صدر مؤخرًا أمر إخلاء، وصُنِّف 43% من غزة على أنها "منطقة قتال خطرة". تدفق المساعدات: استئناف المساعدات "في أدنى مستوياته"، مع "دخول بضع عشرات من الشاحنات عبر معبر كرم أبو سالم يوميا". تعليم الأطفال: الأطفال "لم يذهبوا إلى المدرسة منذ ما يقرب من عامين". إعلان تلوث المياه: شهدت سيد وفاة طفلة تبلغ من العمر 8 أشهر نتيجة شرب مياه ملوثة، كما أشارت إلى وفاة 8 أطفال بسبب انخفاض حرارة الجسم في الشتاء، وتوفيت طفلة تبلغ من العمر 9 سنوات بسبب عدم القدرة على الحصول على أدوية الصرع المعتادة. ملاحظات عامة: أعلنت سيد عن "مقتل عشرات الأطفال" خلال جولتيها، عالجت "ما لا يقل عن 18 طفلًا مصابين بطلقات نارية في الرأس أو الصدر" خلال شهر واحد خلال رحلتها الأولى، مشيرة إلى أن معظمهم أطفال دون سن 12 عامًا، ويبدو أنها طلقات نارية متعمدة، حسب قولها.


الجزيرة
منذ 39 دقائق
- الجزيرة
أيرلندا الأولى أوروبيا باتخاذ خطوات لحظر التجارة مع المستوطنات
أيرلندا أصبحت أول دولة في الاتحاد الأوروبي تتخذ خطوات تشريعية لحظر التجارة مع الشركات الإسرائيلية العاملة في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وفي مايو/أيار الماضي، وافق مجلس الوزراء الأيرلندي على مشروع قانون يهدف إلى منع استيراد السلع والخدمات من المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية و القدس الشرقية، والتي تُعدّ غير قانونية بموجب القانون الدولي. ومن المتوقع أن يُعرض المشروع على البرلمان للمراجعة خلال الصيف، مع إمكانية دخوله حيز التنفيذ في وقت لاحق من هذا العام. وعلى الرغم من أن حجم التجارة بين أيرلندا وهذه المستوطنات محدود للغاية، حوالي 685 مليون يورو خلال أربع سنوات، فإن الحكومة الأيرلندية تعتبر هذا الإجراء رمزيًا ويهدف إلى إرسال رسالة سياسية قوية ضد الاحتلال الإسرائيلي. يُذكر أن أيرلندا اعترفت بدولة فلسطين في عام 2024 إلى جانب كل من إسبانيا والنرويج وسلوفينيا. وتأتي الخطوات الأيرلندية نتيجة تفاعل عدة عوامل سياسية وإنسانية وإستراتيجية، أبرزها: رد فعل على التصعيد الإسرائيلي في قطاع غزة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023 وما خلفه من ضحايا مدنيين ودمار واسع أثار موجة استياء شعبي ورسمي في أيرلندا. ازدادت الضغوط على الحكومة الأيرلندية من الشارع ومنظمات المجتمع المدني وحتى من بعض أعضاء البرلمان لاتخاذ موقف أكثر حزما. الشعب الأيرلندي تاريخيًا يُظهر تعاطفا قويا مع القضية الفلسطينية، ويرى أوجه تشابه بين الاحتلال الإسرائيلي والتجربة الاستعمارية البريطانية في أيرلندا. الرد على الإجراءات الإسرائيلية ضد الأونروا التي حظرتها إسرائيل في قطاع غزة، وهو ما وصفه رئيس الوزراء الأيرلندي سايمون هاريس بأنه "تصرف دنيء ومشين". رأت أيرلندا أن استمرار العلاقة الاقتصادية مع إسرائيل في ظل هذه السياسات يمثل تواطؤًا غير مباشر. بشكل عام، هناك تصاعد في المواقف الأوروبية المنتقدة لإسرائيل، وقد تؤدي إلى مزيد من الضغوط السياسية والاقتصادية على تل أبيب في المستقبل القريب، وذلك في ظل ما يقترفه الاحتلال من جرائم في قطاع غزة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023 وكذلك من إجراءات في الضفة الغربية المحتلة. وفي وقت سابق من الشهر الماضي أعلن الاتحاد الأوروبي أنه سيراجع اتفاقية التجارة لعام 1995 مع إسرائيل بعد اقتراح هولندي مشابه لمطلب مرفوض طرحته كل من أيرلندا وإسبانيا في فبراير/شباط 2024، قُدم إلى المفوضية الأوروبية. وقال رئيس قسم المناصرة والسياسات في منظمة "كريستيان إيد أيرلندا" كونور أونيل، الذي أسهم في صياغة المسودة الأصلية للتشريع عام 2018 مع العضوة المستقلة في مجلس الشيوخ فرانسيس بلاك، "هذه خطوة مرحب بها بشكل كبير، إنها المرة الأولى التي يتم فيها تطبيق إجراء تجاري من هذا النوع على إسرائيل من قبل أي دولة في الاتحاد الأوروبي. بعد عقود من القول والتكرار بأن المستوطنات غير القانونية وبأن الاتحاد الأوروبي يعارضها، هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها مطابقة الكلمات بالأفعال". وأضاف أن التجارة هي اختصاص الاتحاد الأوروبي، ولكن هناك ظروف استثنائية يمكن للدول الأعضاء فيها فرض قيود عليها. وتستند أيرلندا في قانونية هذه الخطوة على حكم أصدرته محكمة العدل الدولية العام الماضي، والذي قال إنه ينبغي على الدول "اتخاذ خطوات لمنع العلاقات التجارية أو الاستثمارية التي تسهم في الحفاظ على الوضع غير القانوني الذي خلقته إسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة".


الجزيرة
منذ ساعة واحدة
- الجزيرة
استطلاع عالمي: نظرة سلبية متزايدة تجاه إسرائيل ونتنياهو في أنحاء العالم
نشر مركز "بيو" الأميركي للأبحاث استطلاعا عالميا واسع النطاق أظهر تزايدا ملحوظا في المشاعر السلبية تجاه إسرائيل ورئيس وزرائها بنيامين نتنياهو في معظم دول العالم. وشمل الاستطلاع 24 دولة بمشاركة أكثر من 28 ألف شخص، وكشف أن نتنياهو لم يحصل على تأييد يتجاوز الثلث في أي من الدول المستطلعة، باستثناء كينيا ونيجيريا، وفقا لصحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية. كما أظهرت النتائج أن النظرة العامة تجاه إسرائيل كانت سلبية في 20 من أصل 24 دولة شملها الاستطلاع، إذ عبرت الأغلبية التي شملها الاستطلاع عن آراء غير مؤيدة لإسرائيل. ففي الولايات المتحدة، عبّر 53% من المشاركين عن مواقف سلبية من إسرائيل، بزيادة 11 نقطة مئوية مقارنة بعام 2022، بينما ارتفعت نسبة غير المؤيدين في المملكة المتحدة من 44% عام 2013 إلى 61% اليوم. من جهتها، أشارت صحيفة واشنطن بوست الأميركية إلى أن منظمات ترصد معاداة السامية في الولايات المتحدة لاحظت تزايد الربط بين الهجمات ضد اليهود وإسرائيل أو الصهيونية. كما أظهرت استطلاعات رأي أمريكية، بحسب الصحيفة، ارتفاعا في النظرة السلبية تجاه إسرائيل منذ بدء الحرب على غزة، مقابل تنامي الدعم لحركة التضامن مع الفلسطينيين. وكانت هيئة البث الإسرائيلة، قالت إن "إسرائيل تعيش أزمة دبلوماسية غير مسبوقة"، بسبب تصعيدها الحرب على قطاع غزة، واصفة ما يجري بأنه "تسونامي دبلوماسي". وأوضحت أن ذروة تراجع الدعم الغربي لإسرائيل تجلت في قرارات تصعيدية اتخذتها دول أوروبية كبرى، بينها فرنسا التي دعت لإعادة النظر في اتفاقية الشراكة الأوروبية، وبريطانيا التي فرضت عقوبات على مستوطنين واستدعت السفيرة الإسرائيلية للتوبيخ، وأوقفت مفاوضات اتفاقية التجارة الجديدة مع تل أبيب. وصعّد الاحتلال من عدوانه على المدنيين في غزة، مستهدفا المستشفيات وخيام النازحين وتدمير الأحياء السكنية، بالتزامن مع منع الغذاء والماء والدواء عن 2.4 مليون فلسطيني في القطاع المحاصر. وبدعم أميركي ، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بقطاع غزة خلفت أكثر من 179 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، بجانب مئات آلاف النازحين.