
استئناف جولة مفاوضات التهدئة.. والبحث يتركز على خارطة جديدة للانسحاب الإسرائيلي
لا يزال وسطاء التهدئة يعملون في المفاوضات 'غير المباشرة' بين حركة حماس وإسرائيل، على إيجاد حلول لأزمة التفاوض التي عطلت إتمام الصفقة، بسبب رفض إسرائيل سحب قواتها إلى خطوط الانسحاب التي جرى التوصل إليها في التهدئة السابقة في يناير وانهارت في مارس الماضي.
وعلمت 'القدس العربي' أن المفاوضات التي عقدت على مدار الأيام الماضية، ورغم أنه جرى خلالها التوافق على الأمور الفنية الخاصة بعملية تبادل الأسرى، من حيث مواعيد التسليم والأعداد، إلا أنها اصطدمت بخارطة الانسحاب التي قدمها الوفد الإسرائيلي، والذي يضم موفدا عن الجيش الإسرائيلي وآخر عن جهاز 'الشاباك' أيضا.
خارطة انسحاب مرفوضة
وتشمل الخارطة الإسرائيلية التي أصر الوفد الإسرائيلي على جعلها أمرا واقعا في المفاوضات، ورفضتها حركة حماس، استمرار بقاء جيش الاحتلال في عدة مناطق تقع في عمق قطاع غزة، منها مناطق في الشمال وأخرى في محيط 'محور نتساريم' وسط القطاع، فيما كانت نسبة الاحتلال الأكبر لأراضي قطاع غزة في مناطق الجنوب، حيث تشمل الخرائط بلدات كاملة تقع في الجهة الشرقية والشمالية لمدينة خان يونس، بالإضافة إلى مدينة رفح التي يريد الاحتلال إبقاء مراكز المساعدات التابعة لـ'مؤسسة غزة الإنسانية' فيها.
ومن أجل تمرير المخطط الرامي لإبقاء احتلال مدينة رفح ما بين 'محوري فيلادلفيا وموراج'، قدم الوفد الإسرائيلي مقترحا يقوم على أساس عودة المنظمات الأممية لإدخال وتوزيع المساعدات، مع بقاء مراكز التوزيع الأربعة التي أقامها واحد في وسط القطاع قرب 'محور نتساريم' وثلاثة في مدينة رفح، تقع ما بين 'محوري فيلادلفيا وموراج'، وهو أمر يستدعي استمرار احتلال المناطق المحيطة بها، ما يعني عدم الانسحاب من رفح تحديدا.
ويدور الحديث أن خارطة إسرائيل تشمل بقاء احتلال ما نسبته 40% من مناطق قطاع غزة، بينها مدينة رفح، ونقاط استراتيجية أخرى، تحول القطاع إلى أوصال مقطعة.
وقد فاجأت الخارطة الإسرائيلية الجديدة الوسطاء كما فاجأت حركة حماس التي ذهبت إلى المفاوضات وفقا لنص المقترح الجديد للاتفاق برعاية الوسطاء على الأمور الفنية الخاصة بالمساعدات والتبادل وضمانات عدم عودة الحرب، باعتبار أن خريطة الانسحاب ستكون كما الخريطة السابقة التي جرى تنفيذها عند بدء العمل باتفاق التهدئة الذي دخل حيز التنفيذ في 18 يناير الماضي، وانتهى يوم 2 مارس، قبل أن تطرح إسرائيل الخارطة الجديدة التي انتهت مفاوضات الأسبوع الماضي دون أن تحدث أي اختراق في الملف، بسبب التعنت الإسرائيلي.
المعلومات التي حصلت عليها 'القدس العربي'، أشارت إلى أن حركة حماس استنتجت بعد التشدد الإسرائيلي بخصوص خارطة الانسحاب وطلبها البقاء في عدة مناطق، أن هناك خطة إسرائيلية لعودة الحرب من جديد، تسمح بعودة توغل قوات الاحتلال بشكل أسهل من المرة السابقة، خاصة وأن الأمر ارتبط بتصريحات لرئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو حول عدم الموافقة على صفقة كاملة، وتلويحه بعودة الحرب و'هزيمة حماس'.
إبقاء الاحتلال
وفي هذا السياق، كان باسم نعيم، القيادي في حماس وعضو وفدها المفاوض، قال: 'بالتأكيد معنيون، ومن اليوم الأول للمفاوضات، بالوصول الى وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب في أقرب فرصة ممكنة، حرصا على شعبنا ومستقبله في القطاع'.
وأضاف في منشور على صحفته في 'فيسبوك': 'لكن لا يمكن القبول بتأبيد الاحتلال وتسليم شعبنا لمعازل تحت سيطرة جيش الاحتلال على غرار معسكرات الاعتقال النازية'، لافتا إلى أن هذا ما يعرضه الاحتلال حتى اللحظة في جولة المفاوضات الراهنة.
وأوضح أن الاحتلال يصر على بقاء سيطرته على مدينة رفح جنوب 'محور موراج'، إضافة لتعميق تواجده العسكري على طول القطاع بناء على الواقع القائم حاليا بعد 2 مارس 2025، كما يصر على الحفاظ على آلية المساعدات القائمة 'مصائد الموت'، دون أن ضمانات لإنهاء الحرب، وختم بالقول: 'ما فشل فيه نتنياهو على مدار 22 شهر بالحرب والمجاعة لن يأخذه على طاولة'.
وكان نتنياهو قال: 'علينا الإصرار على اتخاذ القرارات الصحيحة، وإطلاق سراح الرهائن، وانهيار حماس، والحفاظ على أمننا'.
بحث الخارطة الجديدة
وتجدر الإشارة إلى أن وزراء اليمين المتطرف في إسرائيل وأبرزهم إيتمار بن غفير، يرفضون عقد صفقة تهدئة، وهددوا بالانسحاب من ائتلاف نتنياهو والعمل على انهياره.
هذا وقد توقفت المفاوضات غير المباشرة السبت والأحد، حيث أعطيت الوفود والوسطاء وقتا للتشاور مع قياداتها، من أجل العودة من جديد لعقد مفاوضات أخرى، بهدف تجاوز نقاط الخلاف، فيما لم يجر بعد بسبب التعثر الذي حصل الأسبوع الماضي، تحديد موعد دقيق لوصول المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف إلى قطر للمشاركة في هذه المحادثات، خاصة وأنه كان يخطط لزيارة المنطقة نهاية الأسبوع الماضي، اعتقادا بأن ذلك الموعد سيكون مناسبا للإعلان عن عقد الصفقة الجديدة.
ويدور الحديث أن الوفد الإسرائيلي تعهد بالعودة بخارطة جديدة تشمل نقاط انتشاره في قطاع غزة خلال مدة التهدئة (60 يوما)، بناء على طلب الوسطاء المصريين والقطريين، والذين طالبوا خلال الأيام الماضية بتدخل أمريكي بهدف دفع إسرائيل لتغيير الخارطة السابقة، التي تعبق التفاوض.
وستعرض في جلسة التفاوض الجديدة الخارطة التي وعد وفد إسرائيل بتقديمها، حيث تنتظر حركة حماس ذلك لتحدد موقفها من التطور الجديد.
لكن هذه المفاوضات وتقديم الخارطة الجديدة استبقت بتصريحات لمنسق الشؤون العربية في وزارة الجيش الإسرائيلية ألون أفيتار، قال فيها: 'إسرائيل لن تعود الى حدود السادس من أكتوبر'.
وقال أفيتار خلال لقاء على قناة 'i24news' الإسرائيلية: 'إسرائيل لن تعود ولا مرة الى حدود السابع من أكتوبر، التواجد البري على طول حزام الأمان هو أمر نهائي، ولا يوجد تردد ونقاش بين الأحزاب حول هذا الشرط، الدفاع العسكري لن يكون على خط الكيبوتسات (مستوطنات غلاف غزة)، بل في الداخل'، وكان يقصد داخل حدود قطاع غزة.
وأضاف: 'توجد حساسية حول هذا الموضوع، وإسرائيل تتفهم ذلك، خصوصا أمام مصر حيال قضية تأسيس المدينة الإنسانية جنوب غزة'.
كما استبقت المفاوضات الجديدة بأن أبدت الإدارة الأمريكية تفاؤلا حيال الأمر، وقال ويتكوف إنه 'متفائل' بشأن مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
في المقابل، هناك مخاوف كبيرة في حال لم يجر التوصل إلى حلول حول الخلاف القائم بشأن خارطة الانسحابات، حيث كشفت تقارير عبرية النقاب أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية حذرت من أنه في حال عدم إحراز تقدم ملموس في المفاوضات الجارية حاليا، فمن المتوقع أن يصادق المستوى السياسي على تنفيذ هجوم عسكري نحو قلب مدينة غزة.
هذا وخلال يومي توقف المفاوضات، واصل الوسطاء اتصالاتهم مع حركتي حماس والمسؤولين الإسرائيليين، فيما عقدت حماس لقاء مع وفد حركة الجهاد الإسلامي، ركز على بحث ما يدور في أروقة المفاوضات 'غير المباشرة'.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربي الجديد
منذ 8 ساعات
- العربي الجديد
شهادات جنود إسرائيليين لصحيفة دنماركية: أوامر بالقتل العشوائي
كشفت صحيفة بيرلنغسكا الدنماركية في طبعتها لنهاية الأسبوع، اليوم الأحد، عن شهادات صادمة أدلى بها جنود إسرائيليون سابقون بشأن الحرب على غزة واستهداف الفلسطينيين عموماً، تتحدث عن أوامر بالقتل العشوائي وتدمير ممنهج وروح انتقام تسود سلوك جيش الاحتلال الإسرائيلي تجاه الفلسطينيين. وبحسب الصحيفة، فإنّ هذه الشهادات تشير إلى أن الاحتلال يتبع استراتيجية تؤدي لمقتل أعداد كبيرة من المدنيين الفلسطينيين، في ظل غياب الاعتبارات الإنسانية، وأكد نائب مدير منظمة "كسر الصمت" الإسرائيلية لحقوق الإنسان، إيتان روما، أن "معظم الناس يموتون لأنّنا لا نهتم". ومنذ تأسيس "كسر الصمت" في عام 2004 شهد أكثر من 1500 جندي من جيش الاحتلال على أفعالهم في الضفة الغربية وفي غزة. أوامر بإطلاق النار على كل من يتحرك ويقول إيتان روما، وهو جندي سابق خدم في الضفة الغربية واكتشف فيها معنى الاحتلال، إن الجنود لا يقتلون من تلقاء أنفسهم، بل ينفذون أوامر واضحة بإطلاق النار حتّى على من يلوّحون بالعلم الأبيض، وأضاف: "هذه ليست قرارات فردية بل تعليمات من القيادة العليا". وأوضح روما أن العديد من الجنود هم في سن 18 أو 19 عاماً، ويجهلون طبيعة ما يحدث فعلياً وكل ما يفكرون فيه هو البقاء على قيد الحياة هم ورفاقهم. ومن أبرز ما كشفته الشهادات هو استخدام الاحتلال الإسرائيلي في حربه على قطاع غزة ما يُعرف بـ"المناطق القاتلة"، وهي مناطق تُقصَف بكثافة من الجو والأرض قبل دخول القوات البرية. ورغم أنه يُطلب من السكان مغادرة هذه المناطق إلا أنها تتحول فعلياً إلى ساحات إعدام مفتوحة، إذ يُعطى الجنود أوامر بإطلاق النار على أي شخص يرونه، انطلاقاً من افتراض أن كل من بقي هو عنصر من حماس. لكن الواقع، كما يقول روما، مختلف تماماً فالكثيرون لا يغادرون، إمّا لأنهم مرضى أو مسنون أو لأنهم يخافون من التعرض للقصف أثناء الهروب، إذ إنه حتّى المناطق التي توصف بـ"الآمنة" تتعرض للقصف في كثير من الأحيان. الاحتلال الإسرائيلي يستخدم المدنيين دروعاً بشرية ومن بين الشهادات الأكثر إثارة للصدمة ما يُعرف بـ"بروتوكول البعوض"، وهو تكتيك يُجبر الجنود فيه المدنيين الفلسطينيين على التقدم أمامهم والبنادق في ظهورهم لفحص المباني والتضاريس، ما يجعلهم فعلياً دروعاً بشرية، وقال روما: "في البداية، اعتقدنا أن الأمر يتعلق بقائد واحد تجاوز صلاحياته، لكن تكرار الشهادات من وحدات مختلفة تبين أن الأمر ممارسة شائعة ومعروفة على نطاق واسع". منذ بدء الحرب في أكتوبر/تشرين الأول 2023، قُتل أكثر من 58 ألف فلسطيني، وفقاً لمصادر طبية محلية، بينما سقط أكثر من 500 جندي إسرائيلي، ما يشير إلى شدة المعارك والكمائن، ويقول روما إنّ جيش الاحتلال لم يكن بحاجة إلى إيقاع هذا العدد الكبير من الضحايا، لأن بإمكانه تنفيذ عمليات دقيقة للغاية، كما فعل سابقاً عند استهداف مسؤولين إيرانيين خارج حدود البلاد دون خسائر مدنية، لكنه يضيف: "الجيش يختار ألّا يفعل ذلك في غزة ويعرف كيف ينفذ عمليات دقيقة. لكنه لا يريد ذلك" مشيراً إلى أن ذلك يتطلب مالاً وتخطيطاً. المدنيون يدفعون الثمن: "العقاب الجماعي أصبح هدفاً" ويروي روما أن قتل مدنيين بالمئات بات أمراً مألوفاً في محاولة استهداف فرد واحد من حماس، مثل سائق شاحنة يُشتبه في انتمائه للحركة. وفي حالات أخرى، تقبل القيادة العسكرية بخسائر مدنية قد تتجاوز 100 شخص من أجل اغتيال قيادي بارز في حماس. وتشير الصحيفة، ذات التوجه الليبرالي وتأييد يمين الوسط في كوبنهاغن، إلى أن إسرائيل تستهدف "المدارس والمستشفيات بذريعة أن حماس تختبئ فيها، بينما يمكن، كما يقول روما، التعامل معها بطرق أخرى إذا كانت هناك إرادة سياسية وأخلاقية لذلك". ويرى روما أن ما يحرك الكثير من القرارات العسكرية والسياسية الإسرائيلية هو "الرغبة في الانتقام لما جرى في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، الذي أسفر عن مقتل نحو 1200 إسرائيلي"، ويضيف روما: "الأمر لا يتعلق بحماس فحسب، بل بمعاقبة السكان الفلسطينيين ككل"، وأشار إلى أن بعض الوزراء اليمينيين يدفعون باتجاه إعادة احتلال غزة وبناء مستوطنات فيها، بينما تسعى إسرائيل لتركيز السكان في الجنوب في ما يُسمى "مدينة إنسانية"، ما يثير مخاوف من تطهير عرقي. رصد التحديثات الحية "هآرتس" تكشف تفاصيل فظيعة حول مجزرة المسعفين والدفاع المدني في رفح الغذاء سلاحاً والتدميرُ ممنهج وأكدت الصحيفة أن التقارير تشير إلى أن إسرائيل أصبحت تركز مساعدات الإغاثة في الجزء الجنوبي من غزة، في ظل اتهامات باستخدام الجوع سلاحاً. وتولت منظمة أميركية خاصة، يُعتقد أن لإسرائيل صلة بها، توزيع الإغاثة بدلاً من الأمم المتحدة ما أثار انتقادات واسعة، وأضافت: "تقول الأمم المتحدة إن 875 فلسطينياً قُتلوا خلال الأسابيع الستة الماضية أثناء محاولتهم الوصول إلى أماكن توزيع المساعدات"، وختمت بيرلنغسكا نقلاً عن إيتان روما: "لقد أصبح التدمير والقتل هدفاً بحد ذاته. لم يعد مجرد وسيلة لتحقيق هدف عسكري".


العربي الجديد
منذ 10 ساعات
- العربي الجديد
الاحتلال يوسّع حربه إلى دير البلح وسط قطاع غزة
أعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي ، اليوم الأحد، توسيع الحرب والعمليات العسكرية لتطاول مناطق "لم تعمل فيها القوات في الماضي"، وطلب من الفلسطينيين الموجودين في جنوب غرب دير البلح وسط قطاع غزة ، وهي منطقة تضم أعداداً كبيرة من المهجرين، "إخلاء" المكان، وقال مهدداً: "من أجل سلامتكم، أخلوا فوراً إلى جنوب المواصي "، مشيراً إلى أن "الجيش يواصل العمل بقوة لتدمير العدو والبنى التحتية الإرهابية في المنطقة ويوسع عملياته لتشمل مناطق لم يعمل بها في الماضي". أمر الإخلاء تطرّق إلى مواقع المناطق المستهدفة في خريطة شملت بلوكات مرقّمة تضم أحياءً في دير البلح الجنوبية، التي باتت تحوي مخيماً كبيراً للمهجرين بعدما نزحت إليها أعداد كبيرة من الفلسطينيين، نظراً لموقعها الجغرافي بين جنوب القطاع وشماله، ولعدم وجود أي عمليات برية للجيش الإسرائيلي هناك. ورغم ذلك، قصفتها إسرائيل جواً عدة مرات، فيما تحوّل مستشفى شهداء الأقصى في المدينة إلى مكان لجوء لآلاف من النازحين طوال الحرب. وخلال صفقة التبادل الأخيرة بين الاحتلال وحركة حماس، في يناير/كانون الثاني الماضي، أُطلق سراح عدد من المحتجزين الإسرائيليين من دير البلح. وأظهرت اللقطات هناك مباني سليمة، خلافاً للمقاطع المصوّرة من خان يونس أو شمال قطاع غزة التي يظهر فيها الدمار الكبير بفعل القصف الإسرائيلي المتواصل. وكحال مخيم النصيرات، يزعم جيش الاحتلال، وفقاً لموقع "واينت"، أن كتيبة حماس في دير البلح في "أعلى درجات الجاهزية"، إذ لم يقم جيش الاحتلال بأي عمليات ميدانية هناك "خشية احتجاز بعض الأسرى". وطبقاً للموقع، فإن العمليات العسكرية في دير البلح والنصيرات ستُلزم جيش الاحتلال بنشر فرقتين عسكريتين على الأقل لشهور طويلة للقتال فيهما. لجوء واغتراب التحديثات الحية المواصي ودير البلح... منطقتا إيواء بلا مساعدات ولا مستشفيات عائلات المحتجزين في غزة يطلبون توضيحات وتعليقاً على هذه التطورات، أصدر مقر عائلات الأسرى بياناً قال فيه إن "عائلات المختطفين تشعر بالقلق والصدمة إزاء التقارير التي تفيد بأن الجيش الإسرائيلي ينوي العمل في مناطق وسط غزة. هل يمكن لأحد أن يعدنا بأن هذا القرار لن يكون على حساب فقدان أحبائنا؟ نتوقع من رئيس الحكومة (بنيامين نتنياهو) ووزير الأمن (يسرائيل كاتس) وكبار مسؤولي الجيش الإسرائيلي أن يشرحوا فوراً للمواطنين الإسرائيليين وعائلاتهم ماهية خطة القتال، وكيف تحمي بالضبط الرجال والنساء المختطفين الذين ما زالوا في غزة". وأضاف البيان: "للأسف، رغم كل الوعود والتصريحات المضلّلة، تعلّمت العديد من العائلات الثمن الحقيقي لتوسيع العمليات العسكرية دون وجود خطة واضحة، في ظل مفاوضات لا تزال جارية. لا يمكن نسيان مقتل ستة من الأسرى خلال العملية العسكرية في أغسطس/آب الماضي". مؤكداً أن "الأسرى ليسوا ورقة تفاوض، بل حياتهم في خطر مباشر وفوري، وغالبية الإسرائيليين تريد وقف الحرب والتوصل إلى اتفاق يعيد جميع الأسرى"، واعتبرت العائلات أن "هذه خطوة تنطوي على خطر حقيقي وفوري على مصيرهم". الاحتلال يهدم مئات المباني أسبوعياً وبالتوازي مع التقارير التي تشير إلى احتمال التوصل إلى صفقة ووقفٍ لإطلاق النار، كثّف جيش الاحتلال وتيرة هدم المباني الفلسطينية بذريعة احتمال استخدام المقاومين لها مستقبلاً. ووفقاً لتقديرات مختلفة في الجيش، نقلها الموقع، فإن مئات المباني تُهدم أسبوعياً، حيث يهدم الجيش أي مبنى كان المقاومون قد استخدموه سابقاً لمراقبة القوات الإسرائيلية، ونصب الكمائن وزرع العبوات الناسفة ونشر القناصة، بحجة الحؤول دون استخدام هذه المباني مجدداً للأغراض نفسها. وبحسب ما نقله الموقع عن مصادر عسكرية في جيش الاحتلال، فإن كل محور يُسيطَر عليه يستوجب هدم المباني على الجانبين لمسافة لا تقل عن 300 متر في كل جانب، بذريعة ألا تُشكل هذه المباني تهديداً للقوات التي تبقى في المحور. وفي هذا الصدد، يبلغ طول محوري "موراغ" و"ماغين عوز" في خانيونس نحو 20 كيلومتراً، أي ثلاثة أضعاف طول محور "نتساريم"، ونحو ضعف طول محور فيلادلفيا. وعلى جانبي هذه المحاور، الخاضعة لسيطرة جيش الاحتلال، هدم الأخير آلاف المباني بالكامل. ومع توسيعه لهذه المحاور، يتطلب الأمر نشر المزيد من القوات في المواقع الممتدة على طولها لأداء "مهام دفاعية ثابتة"، وهو ما يتطلب هدماً متواصلاً. تقارير عربية التحديثات الحية نسف المربعات السكنية... أسلوب إسرائيل لهندسة غزة وفي السياق، تسيطر قوات الفرقة 36، التي تُشغّل حالياً ثلاثة ألوية قتالية في خانيونس وهي "188" و"غولاني" و"كفير"، فعلياً على حوالى 30% من مساحة قطاع غزة. وبحسب الموقع، لم تصل هذه القوات بعد إلى مراكز الثقل الرئيسية لحماس في المدينة: وهي مدينة حمد ومخيم النازحين، الذي أُنشئ في خانيونس، ومدينة المواصي المُهجّرة، التي يتجمع بالقرب من ساحلها حوالى 800 ألف فلسطيني في خيام. وخشية تنفيذ المقاومة لعمليات أسر لجنود إسرائيليين هناك، اضطر الجيش، وفقاً للموقع، إلى أن يوقف بعض عملياته أخيراً، أو إلى تغييرها في الأيام الأخيرة الماضية.


القدس العربي
منذ 11 ساعات
- القدس العربي
ليبرمان: نتنياهو يريد إطالة حرب غزة حتى الانتخابات
القدس المحتلة: قال وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق أفيغدور ليبرمان، الأحد، إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يريد إطالة أمد الحرب على قطاع غزة حتى إجراء انتخابات. جاء ذلك في تصريحات أدلى بها ليبرمان لهيئة البث الإسرائيلية، حيث قال إنه 'من غير الممكن القضاء على حماس دون أن نعيد أولا جميع الرهائن (الأسرى في غزة) دفعة واحدة'. وأضاف: 'يجب أولا إنهاء الحرب وإعادة جميع الرهائن دفعة واحدة، وفي اللحظة التي يتم فيها تحقيق هذا الأمر يتم توجيه كل الضغط على الطرف الآخر (نتنياهو)'. ولكنه استدرك قائلا: 'نتنياهو يريد إطالة أمد الحرب حتى الانتخابات'. ولم يوضح ليبرمان، زعيم حزب 'إسرائيل بيتنا' اليميني المعارض، ما إذا كان يقصد الانتخابات العامة المقررة نهاية عام 2026، أم انتخابات مبكرة يُتوقع أن تجرى نهاية العام الجاري أو بداية العام المقبل. وتوجه المعارضة وعائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة الاتهام لنتنياهو بمحاولة إطالة أمد الحرب من أجل ضمان بقاء حكومته. وقالت عائلات الأسرى، في بيان الأحد، إنها تشعر بـ'القلق والهلع' إزاء التقارير التي تفيد بأن الجيش ينوي بدء عمليات عسكرية في مناطق وسط القطاع الفلسطيني. كما يهدد وزيرا الأمن القومي إيتمار بن غفير، والمالية بتسلئيل سموتريتش بإسقاط الحكومة في حال التوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة. وتقدر تل أبيب وجود 50 أسيرا إسرائيليا في غزة، منهم 20 أحياء، بينما يقبع بسجونها أكثر من 10 آلاف و800 فلسطيني يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية. ومنذ أيام، تجري في العاصمة القطرية الدوحة مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل وحركة حماس بوساطة مصرية وقطرية ودعم أمريكي، لمحاولة التوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى ووقف النار في غزة. وفي سياق آخر، وصف ليبرمان خطط إسرائيل إقامة معسكر احتجاز تسميه 'المدينة الإنسانية' على أنقاض مدينة رفح جنوب قطاع غزة بأنها 'مبادرة وهمية تتناقض مع أهداف الحرب'. وقال: 'هناك مبادرات وهمية مثل المدينة الإنسانية، حيث يقول رئيس أركان الجيش الإسرائيلي (إيال زامير) نفسه إنها تتناقض مع أهداف الحرب، فلماذا تتم إضاعة أسابيع من النقاش عن هذه المبادرة الوهمية التي ستكلف دافعي الضرائب الإسرائيليين أكثر من 20 مليار شيكل؟ (نحو 6 مليارات دولار)'. ومؤخرا، كشف وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، عن ملامح خطة إقامة ما سماه 'مدينة إنسانية' مكونة من خيام على أنقاض مدينة رفح، تتضمن نقل 600 ألف فلسطيني إليها في مرحلة أولى بعد خضوعهم لفحص أمني صارم، على ألا يُسمح لهم لاحقا بمغادرتها. وحسب هيئة البث العبرية الرسمية، ستقام المدينة المزعومة بين محوري 'فيلادلفيا' و'موراج' جنوبي القطاع، وسيتم في المرحلة التالية تجميع كل فلسطينيي غزة بها، قبل تفعيل آليات لتشجيع ما تزعم تل أبيب أنها 'هجرة طوعية' للفلسطينيين هناك، وهو ما أثار استهجان ورفض عدة دول ومنظمات حقوقية. وحذرت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، من مخاطر مخطط إسرائيلي لتهجير الفلسطينيين قسرا في قطاع غزة، تحت شعار ما أسمته بـ'المدينة الإنسانية في رفح'. ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية في غزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها. وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، أكثر من 199 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين. (الأناضول)