
هل تشكل النودلز خطرا صحيا؟ 5 نصائح لتجنب أضرار الشعيرية سريعة التحضير
"إندومي" علامة تجارية لمعكرونة النودلز سريعة التحضير، انطلقت من إندونيسيا عام 1972، وانتشرت في أكثر من 100 دولة حول العالم، تستهلك منها أكثر من 19 مليار عبوة سنويا، لمذاقها اللذيذ وسرعة تحضيرها.
لكنها واجهت عاصفة من إثارة الجدل، بدأت عام 2022 بإصدار الهيئة القومية لسلامة الغذاء في مصر، قرارا بحظر عدد من أصناف إندومي "حفاظا على سلامة المواطنين".
ثم سحبت إدارة الصحة في تايوان منتج إندومي بنكهة "سبيشيال تشيكن"، بعد العثور على آثار أكسيد الإيثيلين (غاز سام، عديم اللون والرائحة، يُستخدم في تعقيم المعدات الطبية والتوابل)، الذي قد يزيد من مخاطر الإصابة بالسرطان. بحسب وكالة "رويترز" كما أعلنت وزارة الصحة في ماليزيا، أنها وجدت أن 11 عينة من معكرونة النودلز سريعة التحضير تحتوي على أكسيد الإيثيلين.
وفي عام 2023، أعلنت نيجيريا أنها تتحقق من منتجات إندومي من المعكرونة سريعة التحضير، بعد سحبها من أسواق ماليزيا وتايوان.
لكن الشركة الإندونيسية دافعت عن منتجاتها قائلة إنها "امتثلت بدقة" للمعايير المحلية والدولية للصحة وسلامة الغذاء؛ وهو ما أكده بودي سانتوسو، المدير العام للتجارة الخارجية بإندونيسيا، قائلا في مؤتمر صحفي: "لقد فحصنا المنتجات التي تم سحبها فورا، ووجدنا أنها آمنة للاستهلاك". وفقا لشبكة "سي إن إن".
7 أسباب تدفعك للحذر قبل الإفراط في تناولها بشكل منتظم
رغم شعبيتها الواسعة كواحدة من أكثر الأطعمة سهولة وسرعة في التحضير، تقول سالوني أرورا، مختصة التغذية ومدربة أسلوب الحياة المعتمدة، "إن معكرونة النودلز سريعة التحضير تعتبر من أكثر الخيارات الغذائية غير الصحية، فهي غنية بالصوديوم والمواد الحافظة والمواد الكيميائية الأخرى، مما يجعل تناولها بانتظام سببا في مشاكل صحية مثل ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب ومتلازمة التمثيل الغذائي". وأشارت إلى 7 أسباب تستوجب الحذر قبل الإفراط في تناولها بشكل منتظم، وهي:
معكرونة النودلز، بشكل عام، سريعة التحضير "لا تحتوي على أي عناصر غذائية أساسية كالفيتامينات والمعادن والبروتينات والألياف"، لكنها غنية بالسعرات الحرارية، خاصة من الكربوهيدرات المكررة والدهون غير الصحية؛ "مما قد يُعيق محاولات التحكم في الوزن، ويزيد من خطر الإصابة بسوء التغذية".
وهي مادة مضافة شائعة في هذا المنتج، تُستخدم لتحسين النكهة، ورغم أن إدارة الغذاء والدواء الأميركية "إف دي إيه" اعتبرتها "آمنة بشكل عام"، إلا أن الجدل ما يزال مستمرا حول آثارها الجانبية المحتملة. حيث أشارت دراسة نشرتها المجلة الأميركية للتغذية عام 2011، إلى أن "الاستهلاك المفرط لغلوتامات أحادية الصوديوم، يرتبط بزيادة الوزن والصداع والغثيان وارتفاع ضغط الدم". في حين لم تجد دراسات أخرى صلة بين الوزن و"الاستهلاك المعتدل" لغلوتامات أحادية الصوديوم.
مليئة بالصوديوم
وهو من أكثر الأسباب إثارة للقلق، حيث قد تحتوي الحصة الواحدة من معكرونة النودلز سريعة التحضير على "أكثر من نصف الكمية اليومية الموصى بها من الصوديوم في اليوم". ووفقا لمجلة الكلية الأميركية لأمراض القلب، يرتبط الإفراط في تناول الصوديوم بتلف الأعضاء، وقد يُسبب عدة مشاكل الصحية، مثل "ارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب، والسكتة الدماغية".
لذا، تحذر سالوني أرورا من يعانون من أمراض قلبية أو منهم عرضة لارتفاع ضغط الدم، من تناول معكرونة النودلز سريعة التحضير بانتظام، "كي لا يتعرضوا لمضاعفات قلبية خطيرة".
معكرونة النودلز سريعة التحضير تُصنع من "دقيق المايدا" الأبيض عالي المعالجة، المعروف باحتوائه على نسبة منخفضة من الألياف والعناصر الغذائية الأساسية مقارنة بالحبوب الكاملة.
وتقول أرورا "إن تناول كميات كبيرة منه قد يؤدي إلى ارتفاع حاد في مستوى سكر الدم، مما يجعله ضارا بشكل خاص للمصابين بداء السكري أو مقاومة الأنسولين". بالإضافة إلى ارتباط الأنظمة الغذائية الغنية بالكربوهيدرات المكررة بزيادة خطر الإصابة بالسمنة وداء السكري من النوع الثاني".
فإلى جانب المخاوف الغذائية المباشرة، يُشكل "الاستهلاك المنتظم" لمعكرونة النودلز سريعة التحضير "مخاطر صحية محتملة على المدى الطويل"؛ حيث أشارت دراسة نشرتها مجلة أبحاث وممارسات التغذية إلى أن "الاستهلاك المتكرر لهذا النوع من الأطعمة، قد يرتبط بمتلازمة التمثيل الغذائي، وهي حالة تزيد من خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم، وارتفاع السكر في الدم، وزيادة دهون الجسم حول الخصر، ومستويات الكوليسترول غير الطبيعية".
فغالبا ما تُقلى معكرونة النودلز سريعة التحضير في زيت النخيل أو زيوت أخرى غير صحية أثناء عملية التصنيع، مما يترتب عليه منتج غني بالدهون المشبعة والمتحولة، وكلاهما معروف برفع الكوليسترول السيئ (إل دي إل) وخفض الكوليسترول الجيد (إتش دي إل). وهو ما قد يؤدي إلى "تصلب الشرايين، وزيادة خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية، بالإضافة إلى السمنة وأمراض الكبد وغيرها من الحالات الصحية المزمنة"، بحسب أرورا.
فمن أجل النكهة وإطالة مدة الصلاحية، تُملأ معكرونة النودلز سريعة التحضير بمواد كيميائية حافظة، "قد تكون آمنة، ما دامت بكميات صغيرة"، لكن استهلاكها على المدى الطويل قد يكون ضارا. وفقا لدراسة نشرتها المجلة الإيرانية للعلوم الطبية الأساسية عام 2021، ربطت بين الاستهلاك المزمن لبعض هذه المواد، و"التلف عصبي، وزيادة خطر الإصابة بسرطان الغدد الليمفاوية، وتضخم الكبد".
5 نصائح لتناولها من دون أضرار
بحسب روبرت كوك، رئيس التحرير الطبي لموقع "هل هو ضار بصحتك"، يمكن جعل معكرونة النودلز سريعة التحضير أكثر صحية باتباع النصائح التالية:
إضافة الخضراوات ، فإضافة الخضراوات الطازجة أو المجمدة مثل البروكلي والجزر والفلفل، يعزز العناصر الغذائية الأساسية مثل الألياف والفيتامينات والمعادن.
إضافة المزيد من البروتين ، فإلى جانب الخضراوات، من المفيد إضافة بيضة مسلوقة أو شرائح دجاج، للمساعدة في تلبية الاحتياجات اليومية من البروتين، والشعور بالشبع لفترة أطول.
استخدام دهون صحية ، حيث تساعد أحماض أوميغا 3 الدهنية، الجسم على امتصاص العديد من العناصر الغذائية، مثل فيتامينات "إيه"، و"دي"، و"إي". مما يجعل إضافة الدهون الصحية، من خلال شرائح الأفوكادو أو رشة من زيت الزيتون أو زيت السمسم، فرصة لتعزيز العناصر الغذائية.
تقليل التوابل ، فينبغي تجنب أو تقليل استخدام عبوات التوابل المرفقة بمعكرونة النودلز سريعة التحضير، لأنها قد تحتوي على نسبة عالية من الصوديوم ومادة غلوتامات أحادية الصوديوم "إم إس جي". وبدلا من ذلك، يمكن استخدام أعشاب طازجة مثل الكزبرة أو رقائق الفلفل الحار، لإضافة بعض النكهة، إلى جانب مضادات الأكسدة.
التحكم في الكمية، فمن السهل جدا الإفراط في تناول معكرونة النودلز سريعة التحضير، لذا يُنصح بمحاولة الاكتفاء بحصة واحدة، وتجنب عبوة التوابل إذا كانت تحتوي على نسبة عالية من الصوديوم. كما يُفضل اختيار الأنواع المصنوعة من الحبوب الكاملة أو الأرز البني لزيادة الألياف والقيمة الغذائية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ 12 ساعات
- الجزيرة
دليلك الذكي لتنظيف السجاد من دون غسله
السجاد عنصر أساسي في ديكور المنزل، يمنحه لمسة من الدفء والأناقة، لكنه يتعرض بسهولة للاتساخ بسبب حركة الأقدام، وانسكاب السوائل، وتراكم الغبار. ولا يقتصر تنظيفه على الحفاظ على المظهر الجمالي، بل يلعب دورا مهما في حماية الصحة وتحسين جودة الهواء داخل المنزل. وتختلف تقنيات التنظيف باختلاف نوع السجاد ومدى اتساخه. ورغم أهمية الكنس المنتظم، فإنه لا يكفي وحده، إذ يتطلب الأمر أحيانا استخدام التنظيف الرطب للتخلص من البقع العميقة. في هذا التقرير، نقدم دليلا عمليا لأفضل طرق التنظيف اليومية والدورية، مع نصائح مخصصة لكل نوع من أنواع السجاد. أفضل طرق تنظيف السجاد التنظيف بالبخار يعد التنظيف بالبخار من أكثر طرق تنظيف السجاد فعالية، إذ يستخدم جهاز بخار الماء الساخن المضغوط لاختراق النسيج بعمق، مما يساعد على إذابة الأوساخ وشفطها مع البكتيريا والعث. هذه الطريقة مثالية للسجاد المصنوع من النايلون أو البوليستر، وللمنازل التي تضم أطفالا أو حيوانات أليفة. من أبرز مميزاته أنه ينظف بعمق ويقضي على الجراثيم، لكنه يتطلب وقتا للتجفيف (6-12 ساعة)، ولا ينصح به للسجاد الحساس كالصوف الطبيعي لتجنب الانكماش. يعد التنظيف بالبخار الخيار الأنسب للسجاد المتسخ بشدة أو المعرض للتلوث اليومي. التنظيف الجاف يعد التنظيف الجاف خيارا مثاليا للسجاد الحساس، حيث يستخدم مسحوق أو رغوة خاصة تفرك على السطح لامتصاص الأوساخ، ثم تكنس بعد أن تجف. وأبرز مميزاته أنه لا يحتاج إلى ماء، مما يعني تجفيفا فوريا وتنظيفا سريعا دون رطوبة، لكنه لا ينظف البقع العميقة بفعالية، وقد يترك بقايا إذا لم يشفط بشكل جيد. يوصى بهذه الطريقة في الأماكن التي تحتاج إلى تنظيف سريع دون توقف طويل. يعتبر التنظيف الجاف مثاليا للاستخدام المنزلي السريع وآمنا على الأقمشة الرقيقة. طريقة التغليف تعد تقنية التغليف من الأساليب الحديثة في تنظيف السجاد، حيث يُرش محلول خاص على السطح يتحول عند الجفاف إلى بلورات تحيط بالأوساخ، مما يسهل إزالتها لاحقًا بالكنس. تمتاز هذه الطريقة بسرعة التطبيق وعدم الحاجة إلى استخدام الماء، مما يجعلها مثالية للصيانة الدورية في الأماكن ذات الاستخدام الخفيف. ومع ذلك، فهي غير فعالة في معالجة البقع العميقة أو الأوساخ الثقيلة. يُوصى باستخدامها للحفاظ على نظافة السجاد بين جلسات التنظيف العميق، خاصة في المكاتب والمنازل ذات حركة المرور المعتدلة. ومع أنها فعالة في التنظيف السطحي، فإنها لا تُغني عن التنظيف بالبخار عند التعامل مع بقع عنيدة. شامبو السجاد شامبو السجاد هو منتج مخصص للتنظيف العميق، يُستخدم خصيصا في حالات تراكم الأوساخ الثقيلة والدهون. تعتمد الطريقة على توزيع محلول الشامبو على السجاد، ثم فركه باستخدام فرشاة، وتركه ليجف قبل شفطه. تُعد هذه الطريقة فعالة في إزالة الأوساخ الصعبة، غير أنها قد تخلّف بقايا لزجة في حال عدم شطفها جيدا، مما يؤدي إلى جذب الغبار لاحقا. كما أنها تحتاج إلى وقت طويل حتى يجف السجاد تماما. لذلك، يُنصح باستخدامها ضمن جلسات التنظيف الموسمية وليس بشكل يومي، مع أهمية استخدام أجهزة ذات قدرة شفط قوية لتقليل بقايا الشامبو وضمان نتائج أفضل. لكل نوع سجاد عناية خاصة تحتاج أنواع السجاد المختلفة إلى طرق عناية خاصة تتناسب مع خاماتها للحفاظ على جودتها ومظهرها. فالسجاد الصوفي، على سبيل المثال، حساس للحرارة العالية، لذا يُنصح بتجنب استخدام الماء الساخن، لأنه قد يسبب انكماش الألياف، ويُفضل تنظيفه بالبخار عند درجة حرارة منخفضة أو باستخدام طرق التنظيف الجاف، مع ضرورة تجفيفه بسرعة لتفادي نمو العفن. أما السجاد الحريري، فهو شديد الحساسية ويتطلب تعاملا أكثر حذرا؛ إذ يُفضل تجنب استخدام الفرش الخشنة أو المواد الكيميائية القوية، ومن الأفضل إرساله إلى متخصصين لضمان تنظيفه بشكل آمن وفعّال. في المقابل، يتميز السجاد الصناعي المصنوع من النايلون أو البوليستر بمقاومته العالية وسهولة تنظيفه، إذ يمكن استخدام البخار أو المنظفات القوية، كما يُعد الخل المخفف خيارا آمنا وفعالا لإزالة البقع. إن معرفة خصائص كل نوع من السجاد تساعد في اختيار أسلوب العناية المناسب، مما يطيل من عمره ويحافظ على رونقه. كيف تحافظ على نظافة السجاد؟ الحفاظ على نظافة السجاد لا يعني غسله بشكل متكرر، بل يعتمد على اتباع روتين يومي ذكي يقلل من الحاجة للتنظيف العميق. فالغسيل المتكرر مرهق ومكلف، وقد يؤدي إلى تآكل الألياف مع مرور الوقت. أما العناية المنتظمة واتباع خطوات بسيطة، فهي كفيلة بالحفاظ على جمال السجاد وجودته لفترة أطول. نصائح أساسية للعناية اليومية بالسجاد الكنس المنتظم: يُنصح بكنس السجاد مرتين أسبوعيا على الأقل باستخدام مكنسة كهربائية ذات قوة شفط جيدة، وذلك لإزالة الغبار والوبر والفتات ومنع تراكم الأوساخ داخل الألياف، مما يحافظ على نظافة السجاد ويطيل عمره. التعامل الفوري مع البقع: ينصح بالتعامل مع أي بقعة فور حدوثها، باستخدام محلول بسيط من الماء والخل، أو الاستعانة بجهاز تنظيف بالبخار منزلي لإزالة البقع العنيدة. إزالة الروائح: رش صودا الخبز على السجاد وتركها 15-30 دقيقة قبل الكنس يساعد على امتصاص الروائح الكريهة بشكل فعال. حيل ذكية للحفاظ على مظهر السجاد إنعاش الألياف المسطحة: لإعادة نفش المناطق التي تعرضت لضغط الأثاث، يمكنك استخدام شوكة مطبخ برفق لفك الألياف واستعادة مظهرها الأصلي. إزالة العلكة: عند التصاق العلكة بالسجاد، ضع بضع مكعبات ثلج عليها حتى تتجمد العلكة، ثم أزلها بلطف باستخدام أداة غير حادة دون إتلاف الألياف. تعطير السجاد: امزج القليل من صودا الخبز مع بضع قطرات من زيت عطري مثل اللافندر أو النعناع، وانثر المزيج على السجاد، واتركه لبعض الوقت قبل كنسه لتعطير المكان برائحة منعشة. إزالة التجاعيد: لعلاج التموجات أو التجاعيد في السجاد، ضع قطعة قماش مبللة فوق المنطقة المتجعدة، ثم مرّر مكواة بخارية عليها برفق حتى تعود الألياف إلى وضعها الطبيعي. الالتزام بهذه الحيل البسيطة بشكل منتظم يغنيك عن الغسل المتكرر، ويحافظ على نظافة السجاد ومظهره الصحي والأنيق لأطول فترة ممكنة، دون جهد أو تكلفة زائدة.


الجزيرة
منذ 15 ساعات
- الجزيرة
احمي مكياجك من "أكسدة الصيف".. خطوات بسيطة تضمن الثبات
يعد تغيّر لون كريم الأساس إلى البرتقالي من أكثر المشكلات التي تواجهها النساء عند وضع المكياج، مما يُفسد مظهر البشرة ويؤثر على تناسق المكياج. هذه الظاهرة المحبطة قد تحدث بعد ساعات من وضع المكياج، وتُثير تساؤلات عن أسبابها، وكيفية تجنّبها، وما يمكن فعله لإصلاحها عند وقوعها. لماذا يتغير لون كريم الأساس؟ حسب ما أوضحته مجلة "ستايل بوك" المتخصصة في الموضة والجمال، فإن كريم الأساس السائل غالبا ما يُصنّع من مستحلب زيتي مائي مدعّم بأصباغ ملونة تعتمد على أكسيد الحديد أو ثاني أكسيد التيتانيوم، إلى جانب مكونات مغذية وملطفة تُضاف لتحسين تركيبة المنتج وتوفير العناية بالبشرة. بيد أن هذه المكونات، كما هي الحال مع كثير من التركيبات الكيميائية الأخرى، قد تتفاعل مع عوامل خارجية أو مع مستحضرات العناية بالبشرة الأخرى التي توضع قبل المكياج. كما يمكن أن تتفاعل مع الزيوت الطبيعية التي تفرزها البشرة، خاصة في منطقة "حرف تي (T)"، أي الجبين والأنف والذقن، التي تميل إلى أن تكون أكثر دهنية من باقي الوجه. هذا التفاعل يؤدي إلى ما تُعرف بعملية الأكسدة، وهي السبب الرئيس لتغيّر لون كريم الأساس. فعندما يتأكسد، يتغير لونه تدريجيا إلى البرتقالي، ويفقد التجانس، وتظهر بقع واضحة على سطح البشرة، مما يُخلّ بالمظهر الطبيعي والمتناسق للمكياج. خطوات فورية لمعالجة الأكسدة مجلة "ستايل بوك" قدمت مجموعة من الإجراءات الفورية التي يمكن اللجوء إليها لإنقاذ المكياج وتخفيف آثار الأكسدة: إعلان استخدام أوراق امتصاص الزيوت (Blotting Papers): هذه الأوراق تعمل على إزالة الزيوت الزائدة من سطح البشرة، التي قد تكون أسهمت في تسريع عملية الأكسدة. رذاذ الوجه (Face Mist): يمكن استخدامه لترطيب البشرة وإعادة توزيع كريم الأساس بشكل متجانس، مما يساعد في تحسين مظهر المكياج المتأكسد. إعادة الدمج باستخدام إسفنجة أو فرشاة التجميل: سواء باستخدام إسفنجة (Beauty Blender) أو فرشاة كريم الأساس، يمكن دمج المستحضر مجددا لتقليل البقع وتوحيد اللون. التثبيت ببودرة خفيفة: بعد الانتهاء من المعالجة، يُنصح باستخدام بودرة شفافة أو خفيفة الوزن لتثبيت النتيجة النهائية، وضمان بقاء المظهر متجانسا لفترة أطول. نصائح وقائية لتجنّب المشكلة وإلى جانب الإجراءات التصحيحية، يُنصح بالانتباه إلى بعض النقاط الوقائية، مثل: اختيار كريم أساس يتناسب مع نوع البشرة. اختبار تفاعل المنتج مع منتجات العناية المستخدمة مسبقا. تجنّب وضع طبقات ثقيلة من المنتج، خاصة خلال الأيام الحارة. مراقبة تواريخ صلاحية المنتجات ومستوى تأثرها بالعوامل البيئية. في المحصّلة، مشكلة تغيّر لون كريم الأساس إلى البرتقالي ليست نادرة، ولكن يمكن التعامل معها بسهولة إذا عُرفت أسبابها وتم اعتماد خطوات دقيقة لمعالجتها أو الوقاية منها، مما يُسهم في الحفاظ على إطلالة طبيعية وجذابة طوال اليوم.


الجزيرة
منذ يوم واحد
- الجزيرة
حين تآكلت ذاكرتي!
في الماضي كنت أتذكّر، ولكني ما عدت أذكر أكان ذلك في صغري أم قبل طوفان تدفّق معلومات الإنترنت الذي يغرقنا بمجرد أن نفتح أعيننا كل صباح. كنت أتذكّر تفاصيل الكتب التي أقرؤها، أصغر حبكات الأفلام وقصصها التفصيلية، أرقام الإحصائيات، تسلسل الحجج في النقاشات، دقائق التقارير، وأحيانًا حتى صفحة وجود معلومة بعينها. لم أكن فقط أستهلك المعرفة، بل كنت أعيشها، أحتفظ بها على مرمى حجر في ذاكرتي، وأستحضرها كما يستحضر الإنسان اسمه الأول. لكن شيئًا ما تغير! اليوم، بمجرد أن أنتهي من قراءة كتاب أكاد أنساه، وعند فراغي من مشاهدة فيلم تتبخر القصة من رأسي، أصوغ نصًّا طويلًا على مدى أشهر، وبعد أسابيع بالكاد أستطيع تذكّر خطوطه العريضة، ناهيك عن تفاصيله؛ وكأن عقلي يصبح كسطح أملس تتساقط عليه المعلومات دون أن تترك أثرًا، وكأنها قطرات مطر أول نيسان التي انزلقت على زجاج نافذة سيارتي قبل بضعة ليالٍ. لا يعد مصطلح "الإرهاق المعلوماتي" شيئًا جديدًا، لكنه اليوم بات كمرضٍ عصري، يصيبنا نتيجة تعرضنا لكمٍّ هائل من المعلومات دفعة واحدة، بحيث يصعب علينا معالجته، ويؤثر على تركيزنا وجودة قراراتنا، وهذا يقود إلى الإجهاد المعرفي هذه ليست مبالغة عاطفية، بل نتاج مجموعة ظواهر تدعمها مجموعة من الأبحاث التي تناقش آثار ظواهر مثل ما بات يسمى تأثير جوجل (Google Effect)، وهي ظاهرة تشير إلى أن أدمغتنا في عصر الإنترنت أصبحت أقل اهتمامًا بحفظ المعلومات، وأكثر اعتمادًا على قدرتنا على البحث عنها لاحقًا. نحن لم نعد نثق في ذاكرتنا، بل في قدرة جوجل على أن يحل مكانها، ما دمنا قادرين على إيجاد المعلومة عبره في أي وقت نشاء. المخيف هو اعتقاد البعض أن تأثير جوجل قد يكون علامة على تطور المهارات التقنية وتسخير التكنولوجيا، على الرغم من عدم وجود دليل على أن قدراتنا البحثية في تحسن، بل -على العكس- يبدو أن قدراتنا في التفكير النقدي في تراجع، حيث إن غالبيتنا فقد القدرة على تقييم المعلومات التي تقذفها الإنترنت الغارقة في المعلومات المضللة في وجوهنا. بالإضافة إلى ذلك، خلف هذا التراجع في القدرة على التذكر يكمن ما هو أعمق وأكثر إنهاكًا.. الإرهاق المعلوماتي. نحن -ببساطة- نتعرّض يوميًّا إلى كمٍّ هائل من البيانات والأخبار والإحصائيات والرسائل والتنبيهات والعناوين المتدفقة من كل اتجاه. وشخصيًّا، وجدت نفسي أُسحق تحت وطأة كثافة معرفية لا يمكنني استيعابها، ناهيك عن تذكّرها أو توظيفها في بعض الأيام، حين يعلو تسونامي المعلومات لدرجة أننا نقرأ فقط لأننا مجبورون على لذلك، لا لأننا نتمعن أو نفهم بتعمق، أو نستمتع بما نقرأ، ونستمر في التنقل من مجموعة معلومات لأخرى دون أن نستطيع تذوّق أيٍّ منها. لا يعد مصطلح "الإرهاق المعلوماتي" شيئًا جديدًا، لكنه اليوم بات كمرضٍ عصري، يصيبنا نتيجة تعرضنا لكمٍّ هائل من المعلومات دفعة واحدة، بحيث يصعب علينا معالجته، ويؤثر على تركيزنا وجودة قراراتنا، وهذا يقود إلى الإجهاد المعرفي، وانخفاض القدرة على التحليل والتأمل، وحتى إلى القلق وصعوبة اتخاذ القرار؛ فلقد بتنا نستهلك كمًّا من المعلومات يتجاوز قدرتنا على هضمها.. نقرأ كثيرًا، لكن يتسلل إلى أعماقنا الفتات، ونعرف عن كل شيء القليل، ولكن لا ندرك شيئًا بعمق. وقد نكأ نيكولاس كار جرح فقداننا القدرة على التركيز العميق باكرًا في كتابه "السطحيون: ما تفعله الإنترنت بأدمغتنا" (The Shallows: What the Internet Is Doing to Our Brains)، حين تناول كيف تعيد الإنترنت تشكيل أدمغتنا، وحذر من أن التحول إلى العوالم الرقمية قد يجعلنا أكثر سطحية في تفكيرنا، مع فقداننا بشكل تدريجي لمهارات القراءة العميقة والتحليل النقدي، وكيف أن اعتمادنا على الإنترنت كـذاكرة خارجية يضعف قدرتنا على التذكر والربط بين المفاهيم، ويدعو نيكولاس كار إلى إدراك خطورة هذه التغييرات وموازنة استخدام التكنولوجيا للحفاظ على قدراتنا الذهنية. وسط كل هذه الفوضى الرقمية، هل يمكن لإنسانٍ مثلي أمضى طفولته بين الكتب غير الدراسية، وغرق خلال سنين عمله في تحليل السياسات والوثائق الطويلة، وتذكر الأرقام وربط الإستراتيجيات بالوقائع، أن يبقى على حاله؟ لا أظن ذلك… لقد تغيّرتُ؛ تغيّرت طريقتي في التعلّم، في الحفظ، في التركيز. وأكاد أجزم أن هذه التغيّرات لم تأتِ من داخلي وحدي، بل فرضها السياق الرقمي الذي نعيش فيه جميعًا، وعليَّ الاعتراف بأن ذاكرتي الحديدية لم تعد كما كانت. ربما، ما نحتاجه الآن ليس فقط الحديث عن ضعف الذاكرة، بل عن حقّنا في التركيز، وفي التروي أحيانًا، وفي الاستيعاب العميق، وفي امتلاك معرفة متجذّرة وليست آنيةً فقط. ربما آن أوان أن نعيد النظر في علاقتنا مع المعرفة، وأن نتعلّم من جديد كيف نقرأ ونتابع ونتعلّم. لربما لا يمكنني استعادة ذاكرتي بشكلها القديم، ولا استرجاع ذلك القارئ النهم الذي كان يتذكّر المعلومة كما يتذكّر رائحة كتاب قديم في مكتبته، وعلى الرغم من ذلك فإن الباحثين لا ينكرون قدرة الدماغ على التكيّف الإيجابي، بل يؤكدون ما يُعرف بـالمرونة العصبية (Neuroplasticity)، أي قدرة الدماغ على إعادة تشكيل نفسه بالتدريب والممارسة، فمثلما تُقوّي التمارينُ العضلات، فإن التدريبَ الذهني يُحفّز الدماغَ على تكوين مساراتٍ عصبية جديدة. وهنا تظهر طرق تنشيط الذاكرة وتحسين التركيز مثل القراءة المتروية والعميقة بدل التصفح السريع، والكتابة باليد التي تعزز الحفظ، والتأمل وتمارين التنفس لتحسين الانتباه وتصفية التشويش الذهني، وبالتأكيد تقليل التشتت الرقمي عبر إطفاء التنبيهات وتخصيص وقت بلا شاشات، ولا بأس ببعض التمارين العقلية المنتظمة كالحفظ، أو حل الألغاز، أو تعلم لغة جديدة. لكن، حتى مع هذه الأدوات التي بدأتُ بممارسة بعضها فعلًا، تبقى الحقيقة أن ذاكرتي لن تعود كما كانت تمامًا، لأن السياق تغيّر؛ فنحن نعيش في عالم لم يُصمَّم لحفظ المعرفة، بل لتداولها السريع. من هنا، ربما ليس من الحكمة الاستبسال في استعادة ما كان، بل في التكيّف الواعي من خلال إدراكي أنني أعيش في عصر رقمي سريع، لا يمكنني فيه مراكمة المعرفة بنفس طريقة الأمس، ولكن يمكنني أن أُعيد تنظيم علاقتي بها… أن أقرأ بوعي، وأتذكّر ما هو جوهري، وأبني نظمًا داعمة للذاكرة بدلًا من أن أعتمد عليها وحدها. لربما ليس من الممكن استعادة ذاكرتي القديمة، لكن استعادة معنى المعرفة في حياتي هو التحدي الحقيقي، ولربما الرحلة القادمة هي الأكثر إثارة.