logo
ترامب يعود إلى الخليج وعينه على بكين

ترامب يعود إلى الخليج وعينه على بكين

المردة٠٨-٠٥-٢٠٢٥

عبد الرحمن أياس في 'النهار':
في واحدة من أكثر زيارات دونالد ترامب الخارجية حساسية منذ عودته إلى البيت الأبيض، يبدأ الرئيس الأميركي جولة شرق أوسطية تمتد من 13 إلى 16 أيار (مايو) 2025، تشمل المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة، ودولة قطر، في وقت تشهد فيه الحرب التجارية بين واشنطن وبكين تصعيداً غير مسبوق، وتتنافس فيه القوتان العظميان على النفوذ في أكثر مناطق العالم استراتيجية في مجالي الطاقة والتكنولوجيا.
تركّز أجندة الجولة على ضمان التزامات مالية خليجية ضخمة تعزّز الاقتصاد الأميركي المتعثّر بفعل معدّلات التضخم المرتفعة وسياسات ترامب الحمائية المتسارعة. وتشير التسريبات إلى أن الدول الثلاث تستعد للإعلان عن اتفاقيات استثمارية تتجاوز قيمتها الإجمالية ثلاثة تريليونات دولار. فقد تعهّدت الإمارات باستثمار 1,4 تريليون دولار خلال العقد المقبل في قطاعات الذكاء الاصطناعي، وأشباه الموصلات، والبنية التحتية، فيما تخطط السعودية لضخ تريليون دولار في الاقتصاد الأميركي، منها 600 مليار خلال السنوات الأربع المقبلة. أما قطر، فستقود صفقات الطيران التجاري من خلال توقيع عقد مع 'بوينغ' لشراء نحو مئة طائرة، مع خيار شراء مئة أخرى.
لكن خلف هذه الأرقام تكمن معركة خفية بين الولايات المتحدة والصين على النفوذ الاقتصادي والتكنولوجي في الخليج خصوصاً والعالم عموماً. فالصين، التي باتت أكبر مشترٍ للنفط الخليجي، لا تكتفي بدورها كمستهلك، بل تسعى إلى تثبيت حضورها في البنى التحتية الحيوية، من الموانئ إلى المدن الذكية، مروراً بشبكات الاتصالات والمناطق الصناعية. وقد أظهرت السنوات الماضية تنامي الشراكات الصينية الخليجية في مشاريع 'مبادرة الحزام والطريق' الصينية، فضلاً عن توسع شركات صينية مثل 'هواوي' و'سينوبك' و'سي إس سي إي سي' في المنطقة.
في المقابل، تسعى إدارة ترامب إلى تطويق هذا الحضور المتزايد، وتحديداً في القطاعات ذات الطابع الاستراتيجي مثل الذكاء الاصطناعي وأشباه الموصلات والطاقة النظيفة. وقد شهدت الأشهر الماضية ضغوطاً أميركية غير معلنة على العواصم الخليجية للحد من التعاون مع الشركات الصينية، ولاسيما في مشاريع البنى التحتية الرقمية. ويُنظَر إلى جولة ترامب بوصفها محطة أساسية لإعادة تموضع العلاقة بين الخليج والولايات المتحدة على قاعدة تقليص اعتماد الخليج على الصين من دون خسارته الأسواق الصينية.
تُعَد الصين الشريك التجاري الأول للإمارات، وتملك حضوراً متزايداً في قطاعات الخدمات، والصناعة، والتكنولوجيا. وتصدر السعودية يومياً إلى الصين أكثر من 1,7 مليون برميل من النفط، ما يجعل من بكين شريكاً اقتصادياً لا يمكن الاستغناء عنه. وعلى رغم التقارب السياسي والأمني مع واشنطن، تسعى أبوظبي والرياض إلى الحفاظ على توازن دقيق في علاقاتهما مع القوتين العظميين، إدراكاً منهما بأن مستقبلهما الاقتصادي مرتبط بتعدد الشراكات لا باحتكارها.
وتُعَد العلاقات الاقتصادية بين الإمارات والسعودية من جهة، والولايات المتحدة من جهة أخرى، من بين الأمتن في الشرق الأوسط، إذ تستند إلى تبادل تجاري واسع، إلى جانب الاستثمارات الاستراتيجية.
في عام 2024، بلغ إجمالي التبادل التجاري بين الإمارات والولايات المتحدة 34,4 مليار دولار، منها 27 مليار دولار صادرات أميركية إلى الإمارات، في مقابل واردات بقيمة 7,5 مليارات دولار، ما أسفر عن فائض تجاري لصالح الولايات المتحدة بقيمة 19,5 مليار دولار، وهو ثالث أعلى فائض تحققه الولايات المتحدة مع شريك تجاري عالمي.
وبلغ حجم التبادل التجاري بين السعودية والولايات المتحدة 25,9 مليار دولار، صدّرت خلالها الولايات المتحدة ما قيمته 13,2 مليار دولار إلى المملكة، في حين بلغت وارداتها منها 12,7 مليار دولار، معظمها من النفط الخام، ما نتج عنه فائض تجاري لصالح واشنطن بقيمة 443,3 مليون دولار.
كما بلغ حجم التبادل التجاري بين الولايات المتحدة وقطر نحو 5,64 مليارات دولار، منها 3,8 مليارات صادرات أميركية و1,87 مليار واردات أميركية من قطر، بفائض تجاري لصالح واشنطن قدره 1,97 مليار دولار.
تكمن الرسالة الأهم من جولة ترامب في محاولته تحويل الجولة إلى منصة لاستعادة الهيمنة الأميركية على نظام اقتصادي عالمي تزعزعه النزاعات، وتخترقه الصين بخطى واثقة. أما الخليج، فقد بات طرفاً فاعلاً يفاوض من موقع القوة، فهو يدرك جيداً أن لديه ما تريده واشنطن أكثر من أي وقت مضى: الاستثمار، والنفط، والاستقرار.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

صباح "النهار": تزكية على وقعٍ حربي وفي عين الإعصار... نتنياهو يقتحم المفاوضات فهل تفعلها إسرائيل؟
صباح "النهار": تزكية على وقعٍ حربي وفي عين الإعصار... نتنياهو يقتحم المفاوضات فهل تفعلها إسرائيل؟

النهار

timeمنذ 16 دقائق

  • النهار

صباح "النهار": تزكية على وقعٍ حربي وفي عين الإعصار... نتنياهو يقتحم المفاوضات فهل تفعلها إسرائيل؟

1- مانشيت "النهار": تزكية واسعة جنوباً... على وقعٍ حربي! تجاذب و"اشتباه" في ملف قانون الانتخاب تحت وطأة مشهدٍ وواقع تدميري تركته الحرب الإسرائيلية على الكثير من المناطق الجنوبية وعشية الذكرى الـ25 للتحرير، تختتم غداً محافظتا الجنوب والنبطية الانتخابات البلدية والاختيارية التي أجريت في لبنان خلال شهر أيار على أربع جولات. وإذا كانت معظم الوقائع الانتخابية في الجولات الثلاث السابقة، شهدت تمايزات في خصائص المناطق أو أوجه شبه في مناطق أخرى، إن من حيث المعارك والتنافسات أو من حيث الاصطفافات والائتلافات السياسية – العائلية، فإن أول ما سيميّز الجولة الرابعة الجنوبية هو الرقم اللافت لعدد البلدات التي لجأت إلى التزكية الاختيارية الطوعية أو القسرية، بفعل الظروف المثيرة للقلق والخوف من الواقع الميداني المتمادي في بلدات الحافة الجنوبية وحتى ما بعدها في الاقضية الجنوبية الأخرى. للمزيد اضغط هنا. 2- تجدّد الغارات الاسرائيلية على جنوب لبنان ليلاً (فيديو) تجددت الغارات الاسرائيلية على جنوب لبنان، ليل الخميس الجمعة، بعد أن شنت الطائرات الحربية الاسرائيلية مساء اليوم غارات جوية استهدفت جنوب لبنان وشرقه. واستهدفت غارة بلدة العزية في قضاء صور جنوب لبنان. للمزيد اضغط هنا. 3- وزراء مالية مجموعة السبع يظهرون وحدتهم في ختام محادثاتهم... ويتوعدون روسيا بمزيد من العقوبات اختتم وزراء مالية مجموعة السبع محادثاتهم في كندا بإظهار وحدتهم، معتبرين أن حالة عدم اليقين الاقتصادية التي اجتاحت العالم بعد فرض إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب رسوما جمركية شاملة، آخذة بالتراجع. وكان اجتماع هذا الأسبوع بمثابة اختبار لمدى قدرة اقتصادات دول مجموعة السبع المتقدمة على تجاوز التوترات الاقتصادية منذ عودة ترامب إلى السلطة. للمزيد اضغط هنا. 4- منع جامعة هارفارد من قبول طلاب أجانب يؤثر على مصدر رئيسي لإيرادات الجامعات الأميركية تلقّت جامعة هارفارد ضربة جديدة من إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بحرمانها من تسجيل الطلاب الأجانب، وهو أمر تردد صداه على نطاق أوسع إذ أنه يستهدف مصدرا رئيسيا للدخل لمئات الكليات في جميع أنحاء الولايات المتحدة. للمزيد اضغط هنا. 5- ارتفاع إضافي بأسعار الذهب اليوم... فكم بلغت؟ يتّجه الذهب اليوم الجمعة لتسجيل أفضل أداء أسبوعي في أكثر من شهر، إذ أدى تراجع الدولار وتزايد المخاوف إزاء أوضاع المالية العامة في أكبر اقتصاد في العالم إلى دعم الإقبال على الملاذ الآمن. وصعد الذهب في المعاملات الفورية 0.2 في المئة إلى 3299.79 دولار للأوقية (الأونصة) بحلول الساعة 00:14 بتوقيت غرينتش. وارتفع المعدن النفيس بنحو ثلاثة بالمئة منذ بداية الأسبوع وحتى الآن ويتجه لتحقيق أفضل أداء أسبوعي منذ أوائل نيسان/ أبريل. للمزيد اضغط هنا. اخترنا لكم من مقالات "النهار" لهذا اليوم: كتب نبيل بومنصف: في عين الإعصار… مجدداً! سواء سمحت إسرائيل غداً السبت بتمرير الجولة الأخيرة من الانتخابات البلدية والاختيارية في منطقة الجنوب اللبناني أم لم تمررها بفعل تصعيد الغارات والاغتيالات في صفوف عناصر "حزب الله" وكوادره كما دأبت عليه في الأيام السابقة، سيمضي لبنان بعد استحقاقه الانتخابي البلدي إلى موقع شديد الإحراج يستتبع شدّ مزيد من الأحزمة. للمزيد اضغط هنا. كتب ماجد كيالي: في مشروعية وضرورة طيّ صفحة الوجود الفلسطيني المسلّح في لبنان تمثلت النكبة (1948) بإقامة إسرائيل، وحرمان الفلسطينيين من هويتهم وكيانيتهم وحقوقهم الفردية والجمعية، وولادة مشكلة اللاجئين، بتشريد ثلثي الشعب الفلسطيني من أرضه ودياره (نحو 900 ألف)، إلى الدول العربية المجاورة، منهم 180 ألفاً في لبنان. المشكلة أن لبنان، بظروفه الخاصة، لم يستطع هضم هؤلاء الفلسطينيين اللاجئين، من النواحي الإنسانية والاجتماعية، إذ قطنت غالبيتهم العظمى في 12 مخيماً (من أصل 59 مخيماً في بلدان اللجوء)، ظلت أحوالهم مزرية، من كل النواحي. فاقم من ذلك حرمانهم من فرص العمل في عشرات من المهن، مع إخضاعهم لمراقبة أمنية مشددة، والتعامل معهم باعتبارهم موضوعاً سياسياً وأمنياً، بمبرر حساسية، أو فرادة، وضع لبنان بتركيبته الطائفية. للمزيد اضغط هنا. وكتب علي حمادة: 1982- 2025: هل تفعلها إسرائيل؟ أعادت عملية قتل اثنين من أعضاء السفارة الإسرائيلية في واشنطن، في إطلاق نار على المتحف اليهودي في العاصمة، المراقبين بالذاكرة إلى عام 1982، ومحاولة اغتيال السفير الإسرائيلي في لندن شلومو أرغوف حيث شكلت المحاولة يومها ذريعة مباشرة لإسرائيل لاجتياح لبنان. يومها نفذ العملية "أبو نضال"، أحد قادة حركة "فتح" المنشقين، والذي كان على صلة بعدد من أجهزة المخابرات العربية كالعراقية والليبية، والشرقية كالاتحاد السوفياتي وبعض دول أوروبا الشرقية. للمزيد اضغط هنا. يمكن تعداد الفوائد و"الخيرات" التي سيجنيها الاقتصاد اللبناني من رفع العقوبات الدولية عن سوريا، بتعداد الحاجات السورية التي كانت تؤمنها السوق اللبنانية إلى السوق السورية. يكفي أن تعود حركة حركة التصدير والاستيراد في سوريا إلى طبيعتها، لتتوافر السيولة الكافية بالدولار في السوق السورية، فيتوقف تلقائياً نزف العملات الأجنبية من السوق اللبنانية نحو سوريا، بما سيخفف حتماً الضغوط النقدية على مصرف لبنان من جهة، ويزيد من قدرته على استحواذ الفائض الدولاري في السوق من جهة أخرى. ل لمزيد اضغط هنا. وكتب راغب جابر: بلديات لبنان: لا أمل عملياً انتهت الانتخابات البلدية في لبنان مع إسدال الستارة على مرحلتها الثالثة في بيروت والبقاع، انتخابات الجنوب غداً تبدو شكلية لولا معركتي صيدا وجزين، باعتبار ان البلديات "الشيعية" تولى قطبا الثنائي "أمل" و"حزب الله" ترتيب لوائحها التي فازت بالتزكية أو ستفوز في الصناديق لتعذر التوافق مع قوى وشخصيات رفضت الإنضواء تحت عباءة الثنائي. للمزيد اضغط هنا. وكتب عادل بن حمزة: حلّ الدولتين... الطريق الصعب الذي لا بديل منه في ظلّ تزايد تعقيد المشهد الجيوسياسي في الشرق الأوسط، تعود الرباط لتؤكد حضورها كفاعل ديبلوماسي وازن في جهود إحلال السلام، من خلال استضافتها الاجتماع الخامس للتحالف العالمي لتنفيذ حل الدولتين. هذا اللقاء، الذي احتضنته العاصمة الرباط يوم 20 أيار/ مايو تحت شعار "الحفاظ على دينامية عملية السلام: الدروس المستخلصة، النجاحات والآفاق"، لا يعكس فقط إرادة جماعية لإحياء مسار تفاوضي طال انتظاره، بل يشكل أيضاً اعترافاً ضمنياً بأن البدائل المطروحة لحل الدولتين ليست سوى وصفات للفوضى والانزلاق نحو مزيد من العنف والتطرّف. للمزيد اضغط هنا. وكتب سميح صعب: نتنياهو يقتحم المفاوضات الأميركية-الإيرانية زاد ما بثته شبكة "سي ان أن" الأميركية للتلفزيون، عن استعدادات إسرائيلية لتوجيه ضربة للمنشآت النووية الإيرانية، من أجواء التشاؤم التي خيّمت في الأيام الأخيرة على مسار المفاوضات غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران، للتوصّل إلى اتفاق نووي جديد. سبق ذلك، هجوم حاد لمرشد الجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي على الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وتلاه تشكيك واضح في احتمال الوصول إلى نتيجة إيجابية في المفاوضات، التي لسلطنة عُمان فيها دور الوسيط. للمزيد اضغط هنا.

في نادي الغولف... ترامب يقيم عشاء مغلقا جمع كبار المستثمرين في عملته المشفرة
في نادي الغولف... ترامب يقيم عشاء مغلقا جمع كبار المستثمرين في عملته المشفرة

LBCI

timeمنذ 29 دقائق

  • LBCI

في نادي الغولف... ترامب يقيم عشاء مغلقا جمع كبار المستثمرين في عملته المشفرة

أقام الرئيس الأميركي دونالد ترامب مساء الخميس عشاء مغلقا في نادي الغولف الذي يملكه قرب واشنطن، جمع كبار المستثمرين في عملته المشفرة ما أثار انتقادات من مشرّعين ديموقراطيين وناشطين اعتبروا ذلك "فسادا" صارخا. وحضر العشاء 220 من أكبر حاملي العملة $TRUMP، وخصّت الفعالية كبار 25 مستثمرا بجلسة خاصة، وفق ما أفاد الموقع الالكتروني للحدث، وسط تداخل مفترض لسلطته الرئاسية مع مصالحه التجارية. وأطلق ترامب العملة $TRUMP قبل ثلاثة أيام من تنصيبه، ما رفع ثروته بالمليارات وأثار تساؤلات أخلاقية. وردّ البيت الأبيض بأن ترامب حضر بصفته "الشخصية". وفي الخارج، رفع متظاهرون لافتات كتب عليها "أوقفوا فساد العملات المشفرة"، فيما وصفت السناتور إليزابيث وارن الفعالية بـ"حفلة فساد"، متهمة ترامب باستخدام المنصب لجني الأرباح. وكان من بين الحاضرين رجل الأعمال الصيني الأصل جاستن سَن، مؤسس العملة ترون (TRON) والذي وعد بضخ 93 مليون دولار في مشاريع مرتبطة بترامب، بينها 20 مليونا في العملة $TRUMP. وخضع سَن لتحقيق أميركي يتعلق بالتلاعب بالأسواق، لكن الجهات الناظمة التي يسيطر عليها أفراد معينون من ترامب علقت في شباط الاجراءات لـ60 يوما للتفاوض على تسوية. ونشر سَن مقطعا مصورا من داخل "صالة كبار الشخصيات"، قال فيه إنه بانتظار ترامب. من جهته، اعتبر جاستن أونغا من منظمة "أوقفوا فساد المال السياسي" العشاء مثالا صارخا على استفادة ترامب من الرئاسة بينما يزعزع الاقتصاد الأميركي. وقال: "هذا ليس مجرد باب خلفي للفساد، بل مدخل رئيسي مفروش بالسجاد الأحمر". وتزامن العشاء مع دفع مجلس الشيوخ الأميركي بمشروع قانون جديد أطلق عليه "جينياس" (GENIUS) ينظم العملات المشفرة، في خطوة طالما طالب بها هذا القطاع. وفي الوقت نفسه، وسّع ترامب وأبناؤه دونالد جونيور وإريك، استثماراتهم في العملات الرقمية، عبر شركة جديدة أطلق عليها "وورلد ليبرتي فاينانشال"، عقدت شراكات مع مستثمرين من الشرق الأوسط. واتخذ ترامب خطوات ملموسة لتقليل الحواجز التنظيمية، بما في ذلك الأمر التنفيذي بإنشاء "احتياطي بيتكوين استراتيجي" للممتلكات الحكومية من العملة الرقمية الرائدة.

جولة خامسة من المحادثات النووية غير المباشرة… ايران تعيد التأكيد على خطوطها الحمراء
جولة خامسة من المحادثات النووية غير المباشرة… ايران تعيد التأكيد على خطوطها الحمراء

المنار

timeمنذ 34 دقائق

  • المنار

جولة خامسة من المحادثات النووية غير المباشرة… ايران تعيد التأكيد على خطوطها الحمراء

وصل وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى العاصمة الايطالية روما للمشاركة في الجولة الخامسة من المحادثات غير المباشرة مع المبعوث الخاص للرئيس الأميركي ستيف ويتكوف، والتي تجري بوساطة سلطنة عمان. وأجرى وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أربع جولات من المحادثات (ثلاث في مسقط ومرة ​​في روما) مع المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي بشكل غير مباشر وعن طريق وساطة وزير الخارجية العماني بدر البوسعيد. هذا وغادر وزير الخارجية رئيس الوفد التفاوضي الإيراني، صباح اليوم الجمعة على رأس وفد سياسي يضم خبراء قانونيين وسياسيين ومصرفيين وماليين، إذ يضم الوفد المرافق لوزير الخارجية كل من نائب وزير الشؤون السياسية مجيد تخت روانجي، ونائب وزير الشؤون القانونية والدولية كاظم غريب آبادي، والمتحدث باسم الوزارة إسماعيل بقائي، وعدد من الدبلوماسيين والخبراء الآخرين. ومن المقرر أن تبدأ المحادثات الواحدة ظهراً في روما، بينما زعم مسؤولون أميركيون، بمن فيهم الرئيس دونالد ترامب، ومبعوثه الخاص إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، ووزير الخارجية ماركو روبيو، والمتحدثون باسم البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأميركية، بشكل غير مهني الأسبوع الماضي أن القضية الوحيدة التي سيقبلونها في المحادثات مع إيران هي الوقف الكامل لتخصيب اليورانيوم، وهي قضية تشكل خطاً أحمراً بالنسبة لإيران. التخصيب خطّ أحمر يُذكر أن المطلب الرئيسي لإيران في هذه المحادثات هو رفع العقوبات الأميركية الأحادية الجانب وغير القانونية بشكل فعال. وتعتبر إيران أيضًا تخصيب اليورانيوم حقها كطرف مسؤول في معاهدة منع الانتشار النووي، وتؤكد على الحفاظ على دورة الوقود. وفي هذا السياق، رأى المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي اليوم، أنّ الولايات المتحدة 'غير جادة' في انتهاج المسار الدبلوماسي، وذلك في ظل فرض عقوبات أميركية جديدة على طهران. وقال 'هذه الخطوة، في هذا التوقيت الحساس، تطرح علامات استفهام أكثر من أي وقت مضى بشأن إرادة الولايات المتحدة وجديّتها في اتباع المسار الدبلوماسي'. وأضاف بقائي 'وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، من خلال تعميم العقوبات لتشمل قطاع البناء، سجّل رقماً قياسياً جديداً في سجل العداء والإجراءات القسرية وغير القانونية التي تنتهجها الولايات المتحدة ضد الشعب الإيراني'. وبعد ساعات على إعلان مجلس الشورى الإيراني، في بيان، أنّه 'لا يمكن تحديد مستوى تخصيب اليورانيوم في إيران بأقلّ من 20%'، وأنّ 'نسبة التخصيب ستعتمد على احتياجات الشعب الإيراني السلمية'، أفاد رئيس اللجنة النووية الفرعية التابعة للجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في المجلس، حسن قشقاوي، أمس، بأنّ تخصيب اليورانيوم هو 'ثمرة دماء الشهداء النوويين'، وبـ 'أنّنا لن نتخلّى عنه'. وأعاد قشقاوي، في حوار مع وكالة 'إرنا'، التأكيد على أنّ طهران لا تسعى إلى الحصول على سلاح نووي، معرباً عن تمسُّكها بالرفع الكامل والشامل للعقوبات. من جهته، وعطفاً على مواقف سابقة أعرب فيها عن تمسُّك طهران بتخصيب اليورانيوم، مع اتفاق أو من دونه، أشار وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي أمس إلى أنه 'كلّما نجحنا في تحييد العقوبات، خيّبنا آمال فارضيها'، موضحاً، في كلمة ألقاها أمام حفل افتتاح الملتقى الدبلوماسي المناطقي الأول في مدينة شيراز، أن 'المبدأ الأول في السياسة الخارجية لإيران يتمثّل في سياسة حسن الجوار'، مضيفاً أن 'علاقاتنا مع دول منطقة الخليج الفارسي، تحظى بأهمية خاصة… ولا يمكن مقارنتها بالسابق'، على المستويَين السياسي والاقتصادي. وأردف أنّ المبدأ الثاني هو 'الدبلوماسية الاقتصادية'، شارحاً أنّ وزارة الخارجية تتولّى في هذا المجال مهمّة تمهيد السبيل لبيع السلع وإزالة العقبات أمام التجارة الخارجية للبلاد، ولا سيما العقوبات الغربية. واعتبر عراقجي أنّ 'تحييد العقوبات والالتفاف عليها هما واجبنا'، لافتاً إلى أنّ 'ما دفع بواضعي العقوبات إلى خوض المحادثات معنا، هو خيبة أملهم من أثر العقوبات الظالمة على إيران شعباً وحكومة'. وعن واقع العلاقات مع أوروبا والولايات المتحدة، لفت الوزير الإيراني إلى أن الوضع الراهن ليس خطأ طهران، مذكّراً بأنّ واشنطن هي الطرف الذي بادر إلى الانسحاب من 'اتفاق فيينا'، وسط عجز الدول الأوروبية عن تعويض هذا الانسحاب؛ قبل أن يعقّب، متسائلاً: 'ماذا فعلنا؟ لقد التزمنا بتعهداتنا، ولكن عندما لم تتمكّن تلك الدول من تأمين فوائد إيران الاقتصادية، قمنا بتقليص التزاماتنا'. وفي هذا السياق، نبّه عراقجي إلى أن تهديد البلدان الأوروبية الموقّعة على الاتفاق المُبرم عام 2015، بتفعيل 'آلية الزناد'، يُعدّ 'غير منطقيّ'، فضلاً عن أنه 'يفتقر إلى أيّ أساس قانوني أو سياسي'، محذّراً الأوروبيين من عواقب هذا القرار. ايران تحذر: سنرد على أي عدوان بالمستوى نفسه وفي سياق آخر، أعلن المتحدث باسم الحرس الثوري الإيراني، علي محمد نائيني، أنّ 'الجمهورية الإسلامية، بفضل الثورة، قد بلغت اليوم مرحلة الردع الفعال، وأنّ قوتها باتت هجومية فاعلة، وسيتلقى العدو رداً حاسماً إذا قرّر الاعتداء، وهذه القوة في تنامٍ مستمر يوماً بعد يوم'. وردّاً على تسريبات صحافية حول استعدادات إسرائيلية لشنّ ضربات تستهدف البرنامج النووي الإيراني، حذّر عراقجي، العدو من عواقب أيّ مغامرة ضدّ بلاده، داعياً الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي إلى اتّخاذ التدابير المؤثّرة والفورية ضدّ الممارسات الإسرائيلية، وانتهاكاتها المتكرّرة لميثاق الأمم المتحدة، عبر تهديد طهران باستخدام القوّة. كما طالب 'الوكالة الدولية للطاقة الذرية' بالتزام المهنية والحياد، من خلال إدانة التهديدات التي تطلقها إسرائيل ضدّ الجمهورية الإسلامية، موضحاً أن البرنامج النووي الإيراني سلمي وخاضع لإشراف الوكالة. وهدّد عراقجي، في رسالة إلى الأمم المتحدة، بأن طهران 'ستردّ بحزم على أيّ تهديد أو عمل غير قانوني ضدّها'، وستتخذ التدابير اللازمة للدفاع عن مواطنيها ومصالحها ومرافقها 'ضدّ أيّ عمل إرهابي أو تخريبي وفقاً للقانون الدولي'. وفي الاتجاه نفسه، شدّد رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة، اللواء محمد باقري، على أنّ قواته على 'أهبة الاستعداد'، وأنها 'ستردّ بنفس المستوى على أيّ تهديد' تتعرّض له، كاشفاً أنّ بلاده تنتج حالياً مختلف أنواع المُسيّرات اللازمة للتحرّك ضدّ أيّ عدوان. وتابع باقري، لدى زيارته القدرات والإنجازات الجديدة في المجال الدفاعي والأمني للقوات البرية لـ 'الفرقة 88' التابعة للجيش، أن 'جهود القوات المسلحة الإيرانية يجب أن تنصبّ على متابعة الردع والدفاع الفاعل والأمن المستدام والاستقرار في المنطقة'، متوعّداً أعداء الجمهورية الإسلامية بـ'دفع ثمن باهظ'، و'عدم جني أيّ فائدة' في حال شنّوا هجوماً عليها. كما نوّه باقري إلى ما توصّلت إليه الصناعة الدفاعية الإيرانية من خبرات تكنولوجية متقدّمة في المجالات الدفاعية المختلفة، بخاصة في مجال تصنيع الطائرات المُسيّرة الصغيرة المختلفة. وخلال زيارة قام بها إلى محافظة سيستان وبلوشستان، أشار باقري إلى شروع قواته في 'تنفيذ خطط وبرامج مناسبة لتطوير القدرات والجهوزية الدفاعية والأمنية'. وخلال الزيارة نفسها، كشف قائد القوة البرية في الجيش الإيراني، العميد كيومرث حيدري، عن جانب من الاستعدادات الإيرانية للبقاء على أتمّ الجهوزية، موضحاً أنّه 'تمّ تأسيس وإلحاق وحدات جديدة' على مستوى القوات البرية، إلى جانب إنشاء 'ثلاث قواعد متقدّمة للطائرات من دون طيار'، فضلاً عن 'إلحاق أنواع إضافية من الأنظمة والأسراب الجوية مثل الطائرات الهجومية والدفاعية والاستطلاعية، بالإضافة إلى انضمام أنظمة صاروخية ذكية إلى المعدات الصاروخية المتاحة للقوة البرية'. واختتم حيدري تحذيره، بالقول إنّ 'القوة البرية، بعين يقظة ويد على الزناد، تستمع إلى أوامر القائد الأعلى، وهي مستعدّة لمعاقبة أيّ عدو يحاول تجاوز حدوده، مستخدمةً قوّتها الفائقة لردع أيّ اعتداء على تراب الوطن'.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store