logo
خلافات حادة في واشنطن بعد تسريب تقرير تقييم الضربات على منشآت إيران النووية

خلافات حادة في واشنطن بعد تسريب تقرير تقييم الضربات على منشآت إيران النووية

يورو نيوزمنذ 8 ساعات

ووفقًا لما نشرته شبكة "NBC"، فقد أُحيل إلى الكونغرس الأميركي تقرير استخباراتي سرّي استعرض نتائج الهجوم، وأكد أن الضربات الجوية الأميركية أخّرت البرنامج النووي الإيراني لعدة أشهر، لكنها لم تُعطِّله بالكامل. التقرير، الذي اطلع عليه أعضاء في مجلس الشيوخ خلف أبواب مغلقة، جاء متناقضًا مع التصريحات الرسمية للرئيس الأميركي دونالد ترامب، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اللذين أكدا أن البرنامج "دُمّر كلياً".
من جانبها، أفادت وكالة "أسوشيتد برس" أن تقريرًا لوكالة استخبارات الدفاع الأميركية كشف أن الضربات، التي استهدفت منشآت نطنز وفوردو وأصفهان، ألحقت أضرارًا كبيرة بالبنية التحتية، لكنها لم تُحدث دمارًا شاملاً. وبيّن التقرير أن كميات من اليورانيوم عالي التخصيب نُقلت قبل الهجوم، كما أن الجزء الأكبر من أجهزة الطرد المركزي ظل سليمًا.
وأشار التقرير إلى أن منشأة فوردو، التي تقع داخل جبل وعلى عمق يزيد عن 80 مترًا، تعرضت لتدمير جزئي في مداخلها وبعض بنيتها التحتية، في حين لم يُصَب الهيكل الداخلي للمنشأة بأضرار جسيمة.
مصادر تحدثت إلى الوكالة لفتت إلى أن تقييمات سابقة كانت قد نبهت إلى صعوبة تدمير منشأة فوردو بضربة جوية تقليدية بسبب تحصينها الفائق.
هذا التباين في التقديرات فجّر موجة انتقادات داخلية، أبرزها من السيناتور الديمقراطي كريس فان هولن، الذي أعرب لموقع "أكسيوس" عن "قلق بالغ من تلاعب الرئيس ترامب بالمعلومات الاستخباراتية". بدوره، صعّد المبعوث الأميركي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، من لهجته، متهمًا مُسرّب المعلومات بـ"الخيانة"، مطالبًا بمحاكمته.
وفي المقابل، وصف وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو التقارير الاستخباراتية بأنها "كاذبة"، مؤكدًا، في تصريحات لمجلة "بوليتيكو"، أن إيران أصبحت "أبعد من أي وقت مضى عن حيازة سلاح نووي" بعد الضربة الأخيرة. كما رفض البيت الأبيض بشدة ما ورد في تقرير وكالة استخبارات الدفاع، واعتبرته "خاطئًا تمامًا"، وقالت المتحدثة باسمه، كارولين ليفيت، إن "تسريب هذه المعلومات يهدف إلى تقويض الرئيس ترامب والتقليل من نجاح العملية العسكرية الدقيقة".
وأكدت ليفيت أن الضربة استخدمت 14 قنبلة بوزن 30 ألف رطل لكل منها، مما يعني، على حد تعبيرها، "دمارًا شاملاً"، في حين شدد ترامب مرارًا خلال الأيام الماضية على أن "منشآت فوردو ونطنز وأصفهان قد دُمّرت بالكامل، ولن تتمكن إيران من إعادة بنائها". وهو ما أكده نتنياهو في خطاب متلفز قال فيه: "وعدتكم لعقود بأن إيران لن تملك سلاحًا نوويًا، وقد أوفينا بالوعد ودمرنا البرنامج".
ويأتي هذا الجدل بعد أن شنت إسرائيل، عدة ضربات جوية على إيران بدأت في 13 يونيو/حزيران واستمرت 12 يومًا، استهدفت خلالها منشآت عسكرية ونووية ومدنية، واغتالت عددًا من العلماء والقادة العسكريين. وأسفرت الضربات عن مقتل 606 أشخاص وإصابة 5332 آخرين، وفق وزارة الصحة الإيرانية.
الرد الإيراني لم يتأخر، إذ أطلقت طهران وابلًا من الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة على مواقع عسكرية واستخباراتية إسرائيلية، اخترقت أعداد منها الدفاعات الجوية وأوقعت دمارًا وذعرًا واسع النطاق، فضلاً عن سقوط 28 قتيلًا و3,238 جريحًا، بحسب بيانات إسرائيلية رسمية.
وفي أعقاب الضربات الإيرانية، شنّت الولايات المتحدة هجومًا على منشآت نووية داخل إيران، مدعية "نهاية" البرنامج النووي، وردّت طهران بقصف قاعدة العديد الأميركية في قطر، مما زاد من خطورة التصعيد. وفي 24 يونيو/حزيران، أعلنت واشنطن رسميًا التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين إيران وإسرائيل، بعد أسابيع من التصعيد الذي أعاد المنطقة إلى حافة الحرب المفتوحة.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ترامب ينتقد محاكمة نتانياهو ويصفها بـ"الاضطهاد" ويشيد بدوره في حماية إسرائيل
ترامب ينتقد محاكمة نتانياهو ويصفها بـ"الاضطهاد" ويشيد بدوره في حماية إسرائيل

فرانس 24

timeمنذ ساعة واحدة

  • فرانس 24

ترامب ينتقد محاكمة نتانياهو ويصفها بـ"الاضطهاد" ويشيد بدوره في حماية إسرائيل

طالب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأربعاء إسرائيل بـ "إلغاء محاكمة رئيس وزرائها بنيامين نتانياهو فورا"، معتبرا تهم الفساد الموجهة إليه "حملة اضطهاد" ضد هذا "المحارب". وكتب ترامب في رسالة مطولة على منصته "تروث سوشل" أن "مثل هكذا حملة اضطهاد لرجل قدم الكثير هي بالنسبة لي أمرٌ لا يصدق". وأكد أن نتانياهو "يستحق أفضل من ذلك بكثير، وكذلك دولة إسرائيل. يجب إلغاء محاكمة بيبي نتانياهو فورا أو أن يصدر عفو عن بطل عظيم". وتزامنت تصريحات ترامب مع نجاحه في تحقيق وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وإيران عقب حرب استمرت 12 يوما شهدت مشاركة أمريكية بضربة استهدفت ثلاثة مواقع نووية إيرانية. وأشار ترامب، الذي يصف نفسه بأنه ضحية "حملة اضطهاد" إثر مواجهته عدة اتهامات وإدانات جنائية يراها ذات دوافع سياسية، إلى أنه علم "للتو باستدعاء بيبي إلى المحكمة يوم الإثنين". وأضاف: "مررنا لتونا، أنا وبيبي، بالجحيم، عبر قتال عدو لدود لإسرائيل منذ زمن بعيد هو إيران، وما كان لبيبي أن يكون أفضل أو أكثر حدة أو قوة في حبه للأرض المقدسة المذهلة". ويواجه نتانياهو وزوجته سارة اتهامات بقبول هدايا فاخرة، بينها سيجار ومجوهرات وشمبانيا تتجاوز قيمتها 260 ألف دولار من أثرياء مقابل خدمات سياسية. ويتضمن ملف الاتهام أيضا ملاحقة نتانياهو في قضيتين بتهمة السعي للحصول على تغطية إعلامية أكثر إيجابية في وسيلتين إعلاميتين إسرائيليتين. وينفي نتانياهو ارتكاب أي مخالفة. واختتم ترامب منشوره بالتذكير بالدعم العسكري الأمريكي لإسرائيل في مواجهة إيران، قائلا: "الولايات المتحدة هي التي أنقذت إسرائيل، والآن ستكون الولايات المتحدة هي التي تنقذ بيبي نتانياهو".

أين اختفى اليورانيوم الإيراني "عالي التخصيب"؟.. و"قيصر" أقوى قنبلة نووية مجرّبة
أين اختفى اليورانيوم الإيراني "عالي التخصيب"؟.. و"قيصر" أقوى قنبلة نووية مجرّبة

فرانس 24

timeمنذ 3 ساعات

  • فرانس 24

أين اختفى اليورانيوم الإيراني "عالي التخصيب"؟.. و"قيصر" أقوى قنبلة نووية مجرّبة

الشرق الأوسط نشرت في: نقرأ في الغارديان البريطانية اليوم أن إيران تمتلك 400 كم من اليورانيوم عالي التخصيب، ولا تعلم الإدارة الأمريكية تحديداً مكان وجود هذه الكمية التي يمكن نقلها بسهولة في سيارات عادية. كما نقلت صحيفة إسرائيل هيوم أن المحادثات بين إسرائيل سوريا أصبحت مباشرة، وذلك بحسب تصريح نُقل عن رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، تساحي هنغبي، خلال اجتماع مغلق.

بين هدنة مؤقتة وبداية تحول استراتيجي.. ماذا بعد وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل؟
بين هدنة مؤقتة وبداية تحول استراتيجي.. ماذا بعد وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل؟

يورو نيوز

timeمنذ 5 ساعات

  • يورو نيوز

بين هدنة مؤقتة وبداية تحول استراتيجي.. ماذا بعد وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل؟

ورغم الشكوك التي تحيط بمدى صمود وقف إطلاق النار، يرى مراقبون أن ما جرى يفتح نافذة محتملة لاستئناف المفاوضات مع طهران بشأن برنامجها النووي، وربما تحريك ملفات نزاعية أخرى كانت مجمدة بفعل التصعيد العسكري. وقال المبعوث الأميركي الخاص، ستيف ويتكوف، في تصريح لقناة "فوكس نيوز": "حان الوقت لنجلس مع الإيرانيين ونتوصل إلى اتفاق سلام شامل". بعيدًا عن القنوات الدبلوماسية المعتادة، وجد المسؤولون والمحللون – وحتى أعضاء الكونغرس – أنفسهم مضطرين لمتابعة منشورات ترامب على وسائل التواصل الاجتماعي للحصول على أي مؤشرات حول توجهاته. إذ لم يتلقّ كبار أعضاء الكونغرس سوى إشعارات موجزة بشأن قرار الرئيس باستهداف ثلاث منشآت نووية إيرانية نهاية الأسبوع، في حين أُلغيت جلسات الإحاطة الأمنية حول العملية دون تفسير. وحتى وزارة الخارجية الأميركية، التي اضطلعت لعقود بدور محوري في رسم السياسة تجاه إيران، أحالت الأسئلة إلى البيت الأبيض، مؤكدة أن الوزير كان جزءًا من "ديناميكية مغلقة" مع الرئيس تتعلق بكيفية إنهاء الحرب. وفي منشور مفاجئ آخر، أعلن ترامب أن الصين باتت حرة في استيراد النفط الإيراني، في خطوة اعتبرها مراقبون انقلابًا على سياسة "الضغط الأقصى" التي تبناها منذ انسحابه من الاتفاق النووي عام 2018. تقييم الضربات: ضرر كبير ولكن غير حاسم وبينما لم تتضح بعد النتائج الكاملة للهجمات الأميركية والإسرائيلية التي استهدفت منشآت نطنز وفوردو وأصفهان، تشير تقديرات أولية لوكالة استخبارات الدفاع الأميركية إلى أن البرنامج النووي الإيراني تأخر لبضعة أشهر فقط، دون أن يُدمر بالكامل كما صرح ترامب. غير أن بعض الخبراء، ومنهم ويتكوف، رأوا أن الضربات وجّهت "ضربة استراتيجية" لقدرة طهران على تخصيب اليورانيوم بدرجات عسكرية، مؤكدين أن إعادة تأهيل المنشآت قد يستغرق شهورًا أو أكثر. وفي شهادة أمام الكونغرس، أكد نائب قائد القيادة المركزية الأميركية، الأدميرال براد كوبر، أن إيران لا تزال تحتفظ بـ"قدرات تكتيكية كبيرة"، مشيرًا إلى هجوم صاروخي إيراني استهدف قاعدة أميركية في قطر بعد الضربات الأخيرة. ملف النووي.. هل تعود طهران إلى الطاولة؟ ورغم التصعيد، تؤكد الإدارة الأميركية أن خيار الدبلوماسية لا يزال مطروحًا. وقال ويتكوف إن محادثات أولية، مباشرة وعبر وسطاء، بدأت بالفعل بين واشنطن وطهران. إلا أن معضلة القيادة في إيران تطرح تحديًا كبيرًا. ويشير الباحث في مجلس العلاقات الخارجية، راي تاكيه، إلى أن النظام الإيراني يعيش حالة من التشتت تحول دون قدرته على الدخول في مفاوضات جدية، خصوصًا أن المطلب الأميركي الأساسي هو "تصفير التخصيب". من جهته، تساءل كريم سجادبور، الباحث في مؤسسة كارنيغي، عن الجهة التي تملك صلاحية اتخاذ القرار في طهران، معتبرًا أن هوية النظام القائمة على العداء للولايات المتحدة تعيق أي تقدم محتمل. وفي الأمم المتحدة، قال المندوب الإيراني أمير سعيد إيرواني أمام مجلس الأمن: "الحوار والدبلوماسية هما السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة المفتعلة حول برنامج إيران السلمي". أما نائب الرئيس الأميركي، جي. دي. فانس، ووزير الخارجية ماركو روبيو، فقد شددا على أن ترامب لا يزال يفضّل المسار الدبلوماسي لإنهاء الصراع. وقال فانس: "لم نفشل في الدبلوماسية.. بل لم تُمنح فرصة حقيقية من الطرف الإيراني". تداعيات أوسع على ملفات إقليمية ويمكن لوقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل – في حال استمر – أن يفتح آفاقًا جديدة أمام إدارة ترامب لإعادة تحريك ملفات إقليمية مجمدة، لا سيما الصراع بين إسرائيل وحماس، حيث قد تسهم جهود وساطة من مصر وقطر في دفع العملية السياسية. كما أن تراجع النفوذ الإيراني في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد، قد يفسح المجال أمام تعاون أميركي-سوري غير مسبوق. وكان ترامب قد التقى بالفعل برئيس المرحلة الانتقالية أحمد الشرع وبدأ في تخفيف العقوبات الأميركية المفروضة عليها. وبالمثل، قد تنعكس أي تقليص للدور الإيراني في لبنان على قوة حزب الله، الذي طالما تفوق عسكريًا على الجيش اللبناني، ما قد يُمهّد لتحسين العلاقات بين واشنطن وبيروت. أبعد من ذلك، ترى الإدارة الأميركية أن انفراجًا على الجبهة الإيرانية قد يوفر لها الوقت والجهد للعودة إلى مسار التهدئة بين روسيا وأوكرانيا، لا سيما في ظل التعاون العسكري الوثيق بين طهران وموسكو، بما في ذلك تزويد روسيا بطائرات مسيرة تستخدم بكثافة في الحرب على كييف. ويرجح مراقبون أن تصعيد روسيا لهجماتها في أوكرانيا تزامنًا مع الضربات الإسرائيلية على إيران قد يكون محاولة لاستغلال انشغال العالم لصالحها، وسط غموض متجدد يلف المشهد الدولي.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store