
6 ممارسات خاطئة للرضاعة الطبيعية تضر بصحة الأم والطفل وطرق لعلاجها
أغلب الأمهات يدركن فوائد الرضاعة الطبيعية، إلا أن العديد منهن يقعن في ممارسات خاطئة - من دون قصد مباشر- قد تضر بصحة الطفل، وتُرهق الأم نفسياً وجسدياً، والمعروف أن الرضاعة الطبيعية تجربة إنسانية فريدة تربط الأم بطفلها منذ اللحظة الأولى؛ لا تقتصر فائدتها على توفير التغذية المثالية للمولود فقط، إنما تمنح المولود الحماية المناعية، وتعزز الروابط العاطفية بينه وبين الأم.
في هذا التقرير يوضح الدكتور مختار ممتاز أستاذ طب النساء والتوليد أكثر الأخطاء شيوعاً أثناء الرضاعة الطبيعية ، مع توضيح لتأثيرها على الأم والرضيع، بجانب شرح لبعض النصائح العملية لتصحيح هذه السلوكيات.
أهمية الرضاعة الطبيعية
توفر الحليب المثالي الذي يتكيف مع احتياجات الطفل حسب المرحلة العمرية.
تعزز مناعة الطفل وتحميه من أمراض مثل: النزلات المعوية والتهابات الأذن والجهاز التنفسي.
تحمي الأم من بعض الأمراض مثل سرطان الثدي والمبيض، كما تقوي الارتباط العاطفي بين الأم وطفلها.
توفر حلاً اقتصادياً وآمناً لا يحتاج إلى تعقيم أو تجهيز،
ولكن هذه الممارسة الطبيعية قد تصبح عبئاً، إذا لم تتم بالشكل الصحيح.
6 ممارسات خاطئة تضر بصحة الطفل
الخطأ الأول: تأخير الرضاعة بعد الولادة:
بعض الأمهات ينتظرن ساعات طويلة قبل أول رضعة طبيعية ، إما بسبب الإرهاق أو لمعتقدات خاطئة، والنتيجة: فقدان فرصة منح الطفل "اللبأ" (الحليب الأول) الغني بالأجسام المضادة.
ضعف التحفيز لإدرار الحليب، زيادة احتمالية الإصابة بالصفراء، لذلك يجب وضع الطفل على صدر الأم خلال الساعة الأولى بعد الولادة، وبدء الرضاعة فوراً إن أمكن.
الخطأ الثاني: استخدام الرضاعة الصناعية من دون حاجة طبية:
نعم من الخطأ إعطاء الطفل الحليب الصناعي في الأيام الأولى من دون سبب طبي واضح، بدافع الخوف من عدم كفاية حليب الأم، و النتيجة تقليل عدد مرات الرضاعة الطبيعية، وبالتالي انخفاض الإدرار، مع احتمالية التحسس من الحليب الصناعي، بجانب ضعف التعلق بالثدي وصعوبة العودة للرضاعة الطبيعية، لذلك يجب الاعتماد على الرضاعة الطبيعية فقط في أول 6 أشهر، ما لم يوصِ الطبيب بخلاف ذلك.
الخطأ الثالث: توقيت الرضعات بالساعات بدلاً من الاعتماد على احتياجات الطفل:
إذ نجد بعض الأمهات يرضعن أطفالهن كل 3 ساعات فقط، حتى لو كان الطفل جائعاً قبل ذلك، والنتيجة عدم تلبية احتياجات الطفل الغذائية، بكاء متكرر واضطراب نوم الطفل، تأخر زيادة الوزن.
تصحيح الخطأ يكون بالرضاعة "عند الطلب" ؛ أي كلما أبدى الطفل علامات الجوع -مص الإصبع، التململ، البكاء الخفيف- قدمي له الثدي.
الخطأ الرابع: إرضاع الطفل من جهة واحدة في كل مرة:
فتكون النتيجة: احتقان في الثدي الآخر، قلة إدرار الحليب في أحد الجانبين، عدم حصول الطفل على "الحليب الدهني" الذي يأتي في نهاية الرضعة، ومن الأفضل: تقدّيم الثدي الأول حتى يُفرغ، ثم اعرضي الثدي الثاني.
الخطأ الخامس: جلسة خاطئة أثناء الرضاعة:
تتمثل في وضع الطفل أثناء الرضاعة بشكل غير صحيح؛ بحيث يلتقط الحلمة فقط من دون الهالة، أو يجلس الطفل في وضع غير مريح، والنتيجة: تشقق الحلمات وآلام شديدة، قلة إدرار الحليب، بلع هواء يؤدي إلى المغص والغازات عند الطفل.
وهنا من الأفضل أن يكون فم الطفل مفتوحاً بالكامل، ويغطي الهالة وليس الحلمة فقط، ويجب دعم رأسه ورقبته بشكل مريح.
الخطأ السادس: إدخال الأطعمة الصلبة مبكراً (قبل 6 أشهر):
الخطأ يتمثل في إعطاء الطفل طعاماً صلباً أو ماءً في الأشهر الأولى، والنتيجة تقليل الرغبة في الرضاعة، تحميل الجهاز الهضمي فوق طاقته.
زيادة خطر الحساسية وسوء الامتصاص، والأفضل الاكتفاء بالرضاعة الطبيعية فقط أول 6 أشهر، ثم البدء في تقديم الأطعمة تدريجياً إلى جانب الرضاعة.
ممارسات خاطئة تضر بصحة الأم
إهمال الأم تغذيتها وتناول السوائل:
بجانب تركها تناول الطعام الصحي أو شرب الماء بسبب الانشغال بالطفل أو الإرهاق، والنتيجة؛ ضعف عام وتعب مستمر، قلة إدرار الحليب، ضعف التركيز واضطراب النوم، و الأفضل: قيام الأم المرضعة بالتغذية المتوازنة، وتناول سوائل كافية، خاصة الماء والحليب والعصائر الطبيعية.
الضغط النفسي والخوف من فشل الرضاعة:
كثير من الأمهات يشعرن بالقلق المستمر من عدم حصول الطفل على ما يكفي من الحليب، والنتيجة: إفراز هرمونات تقلل من إنتاج الحليب (مثل الكورتيزول)، بجانب إرهاق نفسي قد يؤدي لاكتئاب ما بعد الولادة. والأفضل للأم المرضعة هنا: الثقة في قدرة الجسد، وطلب الدعم النفسي من العائلة أو المختصين إذا لزم الأمر.
التوقف عن الرضاعة بسبب تشقق الحلمات:
من أخطاء الأم المرضع؛ توقفها عن الرضاعة الطبيعية بسبب الألم في الحلمة؛ الناتج عن وضعية خاطئة، فتكون النتيجة:
احتقان الثدي، تقليل الحليب تدريجياً، صعوبة في استئناف الرضاعة لاحقاً.
وهنا يجب: الاستمرار في الرضاعة مع تصحيح الجلسة، واستخدام كريمات طبيعية مخصصة لتشققات الحلمة مثل اللانولين.
عدم إفراغ الثديين بانتظام:
أكبر خطأ تقوم به الأم ومن دون قصد، هو ترك الرضيع فترات طويلة من دون رضاعة أو ضخ للحليب، فتكون النتيجة: احتقان الثدي، احتمالية حدوث التهابات أو خراج، انخفاض تدريجي في الإدرار. والتصرف السليم هنا: يجب أن تُفرّغ الأم ثدييها كل 2-3 ساعات على الأقل، سواء بالرضاعة المباشرة أو الشفط.
تناول أدوية أو أطعمة تؤثر على الحليب من دون استشارة الطبيب:
من الخطأ استخدام أدوية بدون علم الطبيب، أو تناول أعشاب قد تكون ضارة أثناء الرضاعة، فتصبح النتيجة: انتقال بعض المواد إلى حليب الأم، إضافة إلى تأثيرات سلبية على الطفل، (مثل النعاس، التهيج، المغص)، والأفضل :استشارة الطبيب قبل تناول أي دواء أو مكمل أو أي نوع من الأعشاب أثناء الرضاعة.
علامات على أن الرضاعة الطبيعية تسير بشكل جيد:
تبول الطفل 6 مرات أو أكثر يومياً.
زيادة الوزن التدريجية.
الهدوء بعد الرضاعة.
عدد رضعات يتراوح بين 8-12 في اليوم.
إذا كانت هذه المؤشرات موجودة، فاعلمي أن حليبك كافٍ، ولا داعي للقلق.
نصائح لتعزيز نجاح الرضاعة الطبيعية
ابدئي الرضاعة مبكراً بعد الولادة.
رضّعي طفلك حسب حاجته، وليس حسب الجدول الزمني.
ادخلي الجلسات الصحيحة للرضاعة منذ البداية.
اطلبي الدعم من استشارية رضاعة إذا شعرتِ بالتعب أو الصعوبة.
اهتمي بصحتك النفسية والجسدية.
لا تسمحي لمحيطك بإقناعك بالتوقف عن العلاج.
اهتمي بإدخال الطعام الصلب بشكل تدريجي.
*ملاحظة من"سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


مجلة هي
منذ ساعة واحدة
- مجلة هي
تعرفي إلى رجيم الكارب سايكل وخطواته الصحية لجسم ممشوق ووزن مثالي
هل تعلّمين أن رجيم الكارب سايكل استراتيجية عبقرية تُحاكي طبيعة جسمك لحرق الدهون في أيام الراحة، بناء العضلات في أيام التمرين، وشحن طاقتك من دون حرمان. وبالتالي رجيم الكارب سايكل ليس أي رجيم، لأنه يُحقق المستحيل!؛ لا تستغربي، فالرياضيون المحترفون مثل (لاعبي UFC ونجوم كمال الأجسام) يستخدمونه قبل المنافسات. أما من الناحية العلمية فقد أثبتت دراسة في Journal of the International Society of Sports Nutrition: أن"مُتّبعو الكارب سايكل فقدوا دهونًا أكثر بـ 30% من متّبعي الحميات التقليدية". ورغم عدم وجود أدلة كافية على فوائده طويلة المدى؛ إلا أن تنفيذه بالطريقة الصحية والصحيحة قد تٌساهم في الحصول على جسم ممشوق ووزن مثالي تحت إشراف طبي وليس غير ذلك. من هذا المنطلق، سأطلعكِ أن محررة مجلة هي "رحاب عباس" عبر موقعنا على أهميته وخطواته وأهم النصائح لتحقيق أفضل النتائج، بناءً على توصيات أخصائية التغذية العلاجية الدكتورة مريم جمال لوقا من القاهرة. ما هو رجيم الكارب سايكل؟ رجيم الكارب سايكل هو نظام غذائي يعتمد على التناوب بين أيام مرتفعة ومنخفضة الكربوهيدرات من الأطعمة الصحية وفقًا لنشاطك البدني ووفقًا للدكتورة مريم، رجيم الكارب سايكل (Carb Cycling) هو نظام غذائي يعتمد على التناوب بين أيام مرتفعة ومنخفضة الكربوهيدرات وفقًا لنشاطك البدني وأهدافكِ الجسدية. ولمزيد من التوضيح استفيدي من النقاط التالية: المبدأ الرئيسي لرجيم الكارب سايكل أيام عالية الكربوهيدرات: تُستهلك فيها كميات كبيرة من الكربوهيدرات (175-275 غرامًا) في أيام التدريب المكثف أو تمارين القوة لتعزيز الطاقة وتجديد مخزون الجليكوجين في العضلات. أيام منخفضة الكربوهيدرات:تُقلل فيها الكمية (30-100 غرام) في أيام الراحة أو التمارين الخفيفة لتحفيز حرق الدهون. أيام متوسطة: تُطبق أحيانًا كمرحلة انتقالية توزيع السعرات اليومي البروتين: يظل ثابتًا في جميع الأيام (نسبة 20-30% من السعرات) للحفاظ على الكتلة العضلية. يناسب رجيم الكارب سايكل الفتيات أو النساء اللواتي يعانين من ثبات الوزن أو مريضات السكري الدهون: ترتفع في الأيام المنخفضة الكربوهيدرات وتنخفض في الأيام المرتفعة. فوائده المُثبتة علميًا تُقللالأيام منخفضة الكربوهيدرات مقاومة الإنسولين (تحسين حساسية الإنسولين)، مما يساعد في ضبط السكر بالدم. يُجبر الجسم على استخدام الدهون المخزونة كطاقة (حرق الدهون الصعبة) عند انخفاض الجليكوجين. تمنعالكربوهيدرات العالية في أيام التمرين هدم العضلات (الحفاظ على العضلات) وتحسن الأداء الرياضي. تنظيم الهرموناتمثل اللبتين (المسؤول عن الشبع) والتستوستيرون (للنمو العضلي). لمن رجيم الكارب سايكل؟ وتابعت دكتورة مريم، الكارب سايكل ليس رجيمًا فحسب، بل فلسفة ذكية تُعلّمكِ كيف "تتحدّثي" بلغة جسدكِ. لذا، لا تقسو على نفسكِ، فجسدكِ يستحق أيام كارب عالية تُغمرهبالطاقة،وأيامًا منخفضة تُحرري فيها دهونكِ كطائرٍ يُحلق في سماء الصيف. لكن لا بد الأخذ بعين الاعتبار أنه ممنوع للحوامل أو المصابات بمشاكل هضمية مثل (القولون العصبي)، كما أنه قد يُسبب أعراض جانبية (خمول، صداع، إمساك) إذا طالت فترة الأيام منخفضة الكربوهيدرات. أما فيما عدا ذلك فهو مناسب للفئات التالية: لكل من تشتهي المرونة الغذائية بدلًا من الحميات الصارمة. النساء أو الفتيات اللواتي يُعانين من ثبات الوزن رغم اتباعهن حميات أخري. مرضيات السكري (تحت إشراف طبي) لتحسين حساسية الإنسولين الرياضيات ولاعبات كمال الأجسام (لتحسين الأداء وتضخيم العضلات)، وأيضًا من يُريدّن تنشيف العضلات من دون خسارة اكتلة العضلية. ما هي الخطوات العملية المدعومة بأسس علمية لتنفيد رجيم الكارب سايكل بشكل صحي؟ وأضاف دكتورة مريم، لتنفيذ رجيم الكارب سايكل (Carb Cycling) بفعالية وأمان؛ يجب على كل امرأة أو فتاة من الفئات المناسب لها السالفة الذكر، اتباع الخطوات الصحية التالية: الخطوة الأولى: حدّدي هدفكِ ونشاطكِ خسارة الدهون: ركّزي على زيادة أيام "الكارب المنخفض" (3-4 أيام/أسبوع) مع يومين "كربوهيدرات عالية" مرتبطين بتمارين القوة. بناء العضلات:زيدّي أيام "الكارب العالي" (3-4 أيام/أسبوع) مع تقليل الدهون في هذه الأيام. النشاط اليومي: اربطي أيام الكربوهيدرات العالية بأيام التدريب المكثف، والمنخفضة بأيام الراحة أو الكارديو الخفيف. الخطوة الثانية: احّسبي احتياجاتكِ من المغذيات بهذه المعادلات البسيطة البروتين:ثابت يوميًا (1.5–2 غرام/كغم وزن جسم) للحفاظ على العضلات. الكربوهيدرات:أيام عالية ( 2–2.5 غرام/كغم وزن جسم)، أيام منخفضة ( 0.5–1 غرام/كغم وزن جسم). الدهون:تزداد في الأيام المنخفضة الكربوهيدرات (مصادر صحية مثل أفوكادو، زيت زيتون). على سبيل مثال لامرأة أو فتاة ( 70 كغم): يوم عالي الكارب 175–260 غرام كربوهيدرات.يوم منخفض الكارب 35–70 غرام كاربوهيدرات. الخطوة الثالثة: صمّمي جدولكِ الأسبوعي استشيري طبيبكِ وقومي بإنساء جدول أسبوعي لتنفيذ رجيم الكارب سايكل حسب طبيعة جسمكِ، وحالته الصحية، والأطعمة المفضلة لكِ، وخصوصًا من الكربوهيدرات. الخطوة الرابعة: اختاري الأطعمة المفضلة لكِ لكل يوم أيام عالية الكارب: مثل (شوفان، بطاطا حلوة، أرز بني، فواكه، مكرونة قمح كامل). أيام منخفضة الكارب: مثل (خضروات ورقية "سبانخ، بروكلي"، أفوكادو، بيض، سمك، دجاج. تجّنبي السكريات المكررة، العصائر المحلاة، الخبز الأبيض في جميع الأيام. الخطوة الخامسة: ادّمجي الرياضة والمرونة مع الرجيم تمارين المقاومة:في أيام الكارب العالي لاستغلال الطاقة. الكارديو:في أيام الكارب المنخفض أو المتوسط لتعزيز حرق الدهون. إذا شعرتِ بـ"الخمول" في الأيام المنخفضة، زيدّي الكارب بـ20–30 غرامًا ( تفاحة أو حفنة توت). الخطوة السادسة: تجّنبي الأخطاء الشائعة الإفراط في البروتين: لا تتجاوزي 2.5 غرام/كغم وزن جسم تجنبًا لإجهاد الكلى. إهمال الترطيب:اشربي 3–4 لترات ماء يوميًا (خاصة في الأيام المنخفضة الكارب). إذا ظهرت أعراض مثل (الدوخة أو الإمساك)، زيدّي الكارب المتوسط. الخطوة السابعة: تتّبعي النتائج وعدّلي الخطة لابد من قياس تقدمكِ (الوزن وقياس محيط الخصر مرتين أسبوعيًا)، وتسجيل الطاقة أثناء التمارين (هل تحسنت؟). لكن إذا لم يتغير الوزن بعد 3 أسابيع فيجب تخفيض السعرات في الأيام المنخفضة بنسبة 10 %. أما إذا شعرتِ بالإرهاق فزيدّي الكارب المتوسط بيوم إضافي. لابد من ممارسة التمارين الرياضية المتنوعة حسب الأيام العالية والمنخفضة للكربوهيدرات من أجل الحصول على أفضل النتائج وليس غير ذلك وأخيرًا، الأخذ بعين الاعتبار أن نجاح رجيم الكارب سايكل يعتمد على 3 ركائز، وهي:


مجلة هي
منذ ساعة واحدة
- مجلة هي
البهاق: مرض مناعي صامت يُغيّر لون الجلد... لا قوة الإنسان
ببقعٍ بيضاء منتشرةٍ في أماكن مختلفة من الوجه والجسم، لم يخشَ الكثيرون من المشاهير مواجهة المجتمع والكشف عن إصابتهم بمرض البُهاق؛ هذا المرض الذي يُعدَ حالةً جلدية طويلة الأمد، حيث تفقد بُقع الجلد صبغتها وتصبح أفتح أو بيضاء تمامًا. مشاهير واجهوه بشجاعة وصلابة، وآخرون اشتهروا به؛ من النجم الهندي العالمي أميتشاب باتشان، إلى العارضة الأمريكية ويني هارلو، مرورًا بالمغني المصري رامي جمال والمؤشرة وسيدة الأعمال اللبنانية كارن وازن، وغيرهم ممن لا تتسع لهم سطور هذه المقالة. جميعهم كانت لديهم الجرأة والقوة للحديث عن مرض البهاق، والتوعية حوله بالطبع، في محاولةٍ لكسر الصورة النمطية عن أن المشاهير لا يعانون من أية مشكلات تُنغص حياتهم. يصيب البهاق الناس من جميع الأعمار والأعراق والأجناس حول العالم. إليكِ لمحة سريعة عن آخر الإحصائيات العالمية: • يُقدر معدل الانتشار العالمي بحوالي 0.5% إلى 1% من السكان، مع أن بعض الدراسات تشير إلى أنه قد يصل إلى 2.28% في بعض المناطق. • يُترجم هذا إلى ما يقرب من 70 إلى 100 مليون شخص مصابين بالبهاق حول العالم. • يُشكل الأطفال ما بين 20% و35% من جميع حالات البهاق. • تُصيب هذه الحالة الرجال والنساء على حد سواء، وهي موجودةٌ في جميع المجموعات العِرقية. • سُجلت أعلى معدلات انتشار البهاق في غرب آسيا، لتصل إلى 0.77%؛ فيما سُجلت أدنى المعدلات في شرق آسيا، بحوالي 0.12%. • في الولايات المتحدة، يُقدَر عدد المصابين بالبهاق ما بين 1.9 و2.8 مليون شخص، بما في ذلك الحالات غير المُشخصة. البهاق الأعراض، والأسباب، والعلاج على الرغم من شيوع البهاق، إلا أنه غالبًا ما يكون ذو تمثيلٍ ناقص في مناقشات الصحة العامة. لكن الوعي حوله يتزايد، وكذلك الأبحاث. وفي كل عام، وتحديدًا في 25 يونيو، يُحتفل باليوم العالمي للبهاق؛ وهو مناسبةٌ عالمية ومحلية لرفع الصوت والوعي حول هذا المرض الجلدي المزمن الذي يُؤثر على مظهر الجلد، لكن تأثيراته قد تمتد إلى الحالة النفسية، وهوية الشخص المصاب، والتعامل المجتمعي معه. للوقوف أكثر على حيثيات هذا المرض؛ أسبابه وأعراضه وطرق علاجه، تحدثنا إلى الدكتورة رنا أبو طراب، أخصائية الأمراض الجلدية في مستشفى فقيه الجامعي – دبي والتي وافتنا بالمعلومات التالية.. ما هو البهاق؟ وماذا يحدث في الجلد عند الإصابة بهذا المرض؟ البهاق حالةٌ جلدية مُزمنة، تفقد فيها بقعٌ من الجلد صبغتها وتصبح أفتح أو بيضاء تمامًا. ويحدث هذا بسبب تلف الخلايا الصبغية - وهي الخلايا المسؤولة عن إنتاج الميلانين، الصبغة التي تُعطي الجلد لونه - أو تمنعها عن العمل بشكلٍ صحيح. يمكن أن تؤثر هذه الحالة على أي جزءٍ من الجسم، ولكنها أكثر شيوعًا في الوجه واليدين والذراعين والقدمين وحول فتحات الجسم مثل العينين والفم. كما يمكن أن تؤثر أيضًا على الشعر، فتتحول ألوانه إلى الأبيض أو الرمادي، وحتى داخل الفم أو الأنف. من الضروري التنويه إلى أن البهاق لا يُعدَ مرضًا مُعديًا أو مُهددًا للحياة، ولكنه قد يُخلَف آثارًا عاطفية ونفسية بالغة، خاصةً في المجتمعات التي يحتل فيها المظهر أهميةً اجتماعية كبيرة. ورغم أن السبب الدقيق غير مفهوم تمامًا، يُعتقد أنه اضطراب مناعي ذاتي بحسب ما تشير الدراسات الحديثة، وقد يرتبط بعوامل وراثية أو يُحفزه التوتر أو حروق الشمس أو إصابات الجلد. إذن، البهاق مرضٌ متعدد العوامل، تتداخل فيه آلياتٌ عدة، هي كما يلي: 1. الاستجابة المناعية الذاتية: حيث يهاجم جهاز المناعة خلايا الميلانوسايت، كما في أمراضٍ مثل الثعلبة والغدة الدرقية. 2. الإجهاد التأكسدي (Oxidative Stress): والذي يُساهم في تحفيز موت الخلايا الصبغية. 3. عوامل وراثية: أكثر من 40 جينًا تمَ ربطهم بزيادة خطر الإصابة بالبهاق، أبرزهم الجين NLRP1. 4. عوامل بيئية ومُحفزات موضعية: مثل الجروح، الحروق، التهابات الجلد المتكررة، أو التعرّض للمواد الكيميائية. ما هي أعراض البهاق؟ كما أسلفنا؛ من أبرز أعراض البهاق ظهور بقعٍ جلدية تفقد صبغتها، فتتحول إلى لونٍ أفتح أو أبيض تمامًا. وفيما يلي أبرز الأعراض الرئيسية لهذا المرض: • فقدان لون الجلد بشكلٍ غير منتظم، وغالبًا ما يكون متماثلًا على جانبي الجسم. • تبييض أو شيب مبكر لشعر فروة الرأس والرموش والحواجب واللحية. • فقدان لون الأغشية المخاطية، مثل داخل الفم أو الأنف. • تغيَرات في لون شبكية العين أو القزحية (مع أن الرؤية لا تتأثر عادةً). • زيادة الحساسية لأشعة الشمس في المناطق قليلة الصبغة، مما قد يؤدي إلى حروق الشمس. يمكن أن تتطور الحالة ببطءٍ أو بسرعة، ويختلف مدى فقدان الصبغة بشكلٍ كبير من شخصٍ لآخر. إذ قد يعاني بعض الأشخاص من بقعٍ صغيرة قليلة فقط، في حين قد يعاني آخرون من فقدانٍ واسع النطاق للتصبغ. يظهر البهاق بشكلٍ أكبر على الوجه والشفاه وحول العينين هل البهاق يُسبَب الحكة؟ سؤالٌ يطرح نفسه، والإجابة: قد يكون كذلك! مع أن الحكة ليست عرضًا شائعًا للبهاق، إلا أن بعض الأشخاص يعانون منها، خاصةً في المناطق التي تتشكل فيها بقعٌ جديدة أو حيث يكون الجلد مُلتهبًا. قد يكون سبب هذه الحكة: 1. التهاب الجلد نتيجة استهداف الجهاز المناعي للخلايا الصبغية. 2. جفاف أو تهيَج المناطق قليلة الصبغة، وهي أكثر حساسيةً للعوامل البيئية كالشمس أو الرياح. 3. حساسية الأعصاب، مما قد يزيد من الشعور بالحكة في المناطق المصابة. من المثير للاهتمام أن بعض الأشخاص يُبلغون عن شعورٍ بوخز أو حرقان قبل بدء فقدان الصبغة. لذا، فبينما لا يكون البهاق نفسه مؤلمًا عادةً، إلا أن هذه الأحاسيس قد تكون مؤشراتٍ مبكرة على حدوث تغيرات. في حال كانت الحكة مُستمرةً أو مُزعجة، فقد تُساعد المرطبات أو الكريمات المضادة للالتهابات أو حتى العلاج بالضوء في التخفيف منها. كيف يؤثر البهاق على الصحة النفسية؟ تصوَري أن صديقتكِ أو أختكِ أو حتى إبنتكِ المراهقة، بدأت تعاني من ظهور بقع البهاق البيضاء في جسمها ووجهها؛ ماذا تتخيلين شعورها تجاه ذلك؟ لا شك أنه الاضطراب والخوف والقلق من نظرة المجتمع إليها، وهو ما قد يتسبب لها بتحدياتٍ عاطفية ونفسية عدة منها: • تدني احترام الذات ومشاكل في صورة الجسم: يشعر العديد من المصابين بالبهاق بالخجل أو الحرج، خاصةً في الثقافات التي يرتبط فيها المظهر ارتباطًا وثيقًا بالقبول الاجتماعي. • القلق والاكتئاب: تُظهر الدراسات أن المصابين بالبهاق لديهم معدلاتٌ أعلى من القلق والاكتئاب، خاصةً عندما يُصيب البهاق أكثر من 5% من سطح الجسم، أو عندما تظهر الحالة على الوجه أو اليدين. • الانسحاب الاجتماعي والعزلة: قد يدفع الخوف من الحكم أو سوء الفهم الناس إلى تجنب المواقف الاجتماعية، مما قد يُعمّق مشاعر الوحدة. • الوصمة والتمييز: في بعض المجتمعات، لا يزال البهاق يُساء فهمه؛ مما يؤدي إلى انتشار الخرافات الضارة أو الإقصاء الاجتماعي، وهو ما قد يكون ضارًا بشكلٍ خاص للمراهقين والأشخاص ذوي البشرة الداكنة. من ناحيةٍ أخرى، يجد الكثيرون القوة والمرونة من خلال مجموعات الدعم والعلاج النفسي وتقبَل الذات. وغالبًا ما ينصح أخصائيو الصحة النفسية بالعلاج السلوكي المعرفي (CBT)، وممارسات اليقظة الذهنية، والتواصل مع الآخرين الذين يشاركونهم تجارب مماثلة، للمساعدة في بناء الثقة بالنفس والتمتع بالرفاهية العاطفية التي يستحقونها. كيف يتم تشخيص البهاق؟ غالبًا ما يكون التشخيص سريريًا، ويُعزَز باستخدام أدوات مثل: 1. الفحص البصري: حيث يفحص طبيب الجلدية عادةً الجلد، بحثًا عن بقعٍ بيضاء مميزة. 2. اختبار مصباح وود Wood Lamp: يساعد هذا الضوء فوق البنفسجي على إبراز المناطق ناقصة الصبغة بشكلٍ أوضح، خاصةً على درجات البشرة الفاتحة. 3. خزعة الجلد: في بعض الحالات، قد تُؤخذ عينةٌ صغيرة من الجلد لتأكيد غياب الخلايا الصبغية. 4. فحوصات الدم: يمكن أن تكشف هذه الفحوص عن أمراض المناعة الذاتية المُصاحبة، مثل أمراض الغدة الدرقية، أو داء السكري، أو فقر الدم. الدكتورة رنا أبو طراب أخصائية الأمراض الجلدية في مستشفى فقيه الجامعي هل بالإمكان علاج البهاق؟ للأسف، ليس هناك علاجٌ نهائي للبهاق؛ لكن ثمة علاجاتٍ متوفرة حاليًا ذات خياراتٍ متعددة لتحسين المظهر، إبطاء أو تثبيت الحالة، إعادة التصبَغ، بالإضافة إلى تحسين الحالة النفسية والاجتماعية. وتشمل هذه الخيارات التالي: 1. العلاجات الموضعية: باستخدام كريمات الكورتيزون للمناطق الصغيرة وفي المراحل المبكرة للمرض. منها كريمات Pimecrolimus و Tacrolimusالتي تُعدَ فعالةً وآمنة، خاصةً على الوجه والمناطق الحساسة. 2. العلاج الضوئي:ويُجرى 2-3 مرات أسبوعيًا. 3. العلاج الجراحي: وفيها تتم زراعة الجلد أو الميلانوسايت للحالات الثابتة لأكثر من عام. 4. التقشير والتلوين الجلدي (Micro-pigmentation): للمناطق الصغيرة مثل الشفاه. 5. إزالة التصبغ: في الحالات التي يغطي فيها البهاق معظم الجسم، يتم استخدام كريمات لتفتيح ما تبقى من الجلد الداكن (Monobenzone). ما آخر مستجدات الطب الحديث فيما يخص البهاق؟ شهد علاج البهاق تقدمًا ملحوظًا مؤخرًا، لا سيما مع ظهور مثبطات JAK، وهي فئة من الأدوية التي تُعدّل جهاز المناعة: • روكسوليتينيب Ruxolitinib (أوبزيلورا): هو أول علاجٍ موضعي للبهاق معتمد من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، وقد أظهر نتائج واعدة في استعادة الصبغة، خصوصًا في الوجه. وقد شهد حوالي 50% من مستخدمي هذا العلاج، لعودة تصبغٍ ملحوظة بعد عامٍ واحد من الاستخدام المتواصل. • العلاج بالخلايا الجذعية والحقن النسيجية: ما زالت تحت الدراسة كيف ينبغي التعامل مع مرض البهاق؟ تشير الدراسات إلى أن نحو 60% من مرضى البهاق يعانون من القلق الاجتماعي، وانخفاض تقدير الذات والاكتئاب؛ لذا تؤكد الدكتورة رنا ومستشفى فقيه الجامعي، على أهمية توفير الدعم النفسي، والإرشاد، ومجموعات الدعم المجتمعية إلى جانب العلاج الطبي. كما يمكن لهؤلاء المرضى، اتباع بعض النصائح اليومية التي تُخفَف من عبء هذه الحالة على صحتهم النفسية والجسدية، منها: 1. استخدام واقي شمس واسع الطيف بمعامل حماية 50+. 2. تجنَب التعرض للشمس وقت الذروة. 3. ارتداء ملابس واقية. 4. تقبّل الذات وتعزيز الثقة بالنفس. في الختام؛ تُوجَه الدكتورة أبو طراب رسالةً إلى جميع قارئات "هي" والمهتمات بصحتهمض وصحة أحبائهنَ، في اليوم العالمي للبهاق: "كأخصائية أمراض جلدية، أرى كل يوم كيف يمكن لمرضٍ جلدي مثل البهاق أن يُغيّر حياة المريض ليس فقط في مظهره، بل في نظرته لنفسه. لذا فإن رسالتي لكل مريضة: لونكِ المختلف هذا هو جزءٌ منكِ، وليس دافعًا للخجل؛ تعاملي معه على أنه علامةٌ على صمودكِ وجمالكِ الحقيقي."


صحيفة سبق
منذ ساعة واحدة
- صحيفة سبق
الإرشاد الزراعي: رش الكالسيوم والبورون يحمي ثمار الحبحب والشمام من التشقق
أوصى الإرشاد الزراعي المزارعين بضرورة رش عنصري الكالسيوم والبورون بمعدل مرة كل 15 يومًا، لتفادي حدوث تشققات في ثمار الحبحب والشمام.